نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

    مسرحية (صرخات من غزة) تأليف/ محمد صخي العتابي

    مسرحية (صرخات من غزة)  

    تأليف/ محمد صخي العتابي

    النص المسرحي ينقل رسالة حول الألم والظلم الذي يتعرض له أهل غزة وكيفية تحملهم وتصديهم لهذه التحدي بالرغم من الصعوبات وتصاعد

    الأحداث إلا أنهم أظهروا إرادة قوية وصمودًا رائعًا في مواجهة الظروف الصعبة التي يواجهونها.

    (المشهد الأول)

    تفتح الستارة (غروب الشمس يلون السماء بألوان الجمال، ولكن في أحياء غزة، يسود الظلام والدمار)

    يظهر مجموعة من الأشخاص يحملون أمتعتهم المتنقلة ويبحثون عن مأوى))

    الشخص 1: (بصوت متعب) يا لها من كارثة هل يمكن أن يكون هناك أمل بعد هذا الدمار؟

    الشخص 2: (بحزن) العالم يشاهدنا ولا يفعل شيئًا لمساعدتنا. صرختنا تضيع في أرجاء الكون

    (يظهر طفل صغير يبكي ويحمل دمية ممزقة)

    الطفل: (ببكاء) أين ذهبت لعبتي؟ وأمي وأبي؟

    (تظهر امرأة تحمل طفلًا في أحضانها وتحاول تهدئته)

    الأم: (بصوت حزين) يجب أن نظل قويين من أجلهم. يجب أن نواجه هذا الظلم بكل ما نملك

    (تجتمع مجموعة من النشطاء والمتضامنين من مختلف أنحاء العالم. يحملون لافتات تندد بالظلم ويهتفون بشجب الهجمات الوحشية على غزة)

    الناشط 1: (بصوت عالي) يكفي دمار ومآسي! يجب على العالم أن يستيقظ ويرى ما يحدث هنا

    الناشط 2: نحن نرفض الصمت. نحن نريد عدالة لأطفال غزة وعائلاتهم الذين فقدوا أحبائهم

    (ينضم أشخاص من غزة إلى المظاهرة، يحملون شموعا ويرفعون صور أحبائهم الذين فقدوا في الهجمات)

    المتظاهرون: (بصوت موحد) صوتنا لن يختفي! نحن نرفع صوتنا ضد الظلم والاضطهاد

    (ينطفئ النور تدريجياً، ويظل صوت المتظاهرين يتردد في الهواء)

    (تفتح أضواء المسرح في بداية يوم جديد)

    (يشعر الناس بالهلع والذعر بسبب تزايد القصف. يتحول المكان إلى فوضى، حيث يبحث الجميع عن مأوى ويحملون مصابيح للبحث عن أحبائهم المفقودين)

    الشخص 3: (بصوت مرتفع) القصف يزداد يجب علينا العثور على مأوى سريعاً

    (تظهر امرأة تحمل طفلًا يبكي بحرقة)

    المرأة: (بينما تحاول تهدئة الطفل) سنجد مكانًا آمنًا، لا تخافي حبيبتي، سنكون بخير

     (يزداد القصف، مما يتسبب في سقوط المزيد من الشهداء تظهر فتاة صغيرة تركض بحثًا عن والديها)

    الفتاة: (تصرخ ببكاء) أبي! أمي! أين أنتم؟

    (يظهر أحد النشطاء يحمل الفتاة ويحاول تهدئتها)

    الناشط: (بصوت حزين) سنبذل قصارى جهدنا للبحث عن والديكِ، لا تقلقي

    ( (يظهرطبيب يعالج أحد الجرحى ويحاول إنقاذ حياته. يشعر الجميع باليأس والغضب من استمرار الهجمات

    الطبيب: (بصوت متعب) نحن بحاجة إلى المزيد من المساعدة والإمدادات الطبية. الجرحى يتزايدون والمستشفيات لا تستطيع التعامل مع هذا العدد الكبير

    (المشهد الثاني)

     ( يستمر القصف والناس يحاولون البقاء على قيد الحياة. يظهر أحد الشبان من المقاومة يحمل سلاحًا يدافع عن غزة)

    الشاب: يجب علينا الدفاع عن أنفسنا وأحبائنا! لن نسمح للظلم بالانتصار

     (يندلع القتال بين المقاومة الفلسطينية وجيش الأحتلال الصهيوني. يظهر الأطفال يختبئون ويصرخون من الخوف)

    الطفلة: (ببكاء شديد) يجب أن يتوقف صوت الرصاص والقنابل. متى سنجد السلام؟

     (يتسارع النشطاء والمتضامنون للمساعدة والحماية. يشتد الصراع وتزداد حدة الأحداث)

    (يتوقف القصف للحظة، ويظهر أحد الناشطين يتحدث بصوت عالي إلى الحشود الموجودة)

    الناشط: (بصوت غاضب) أين المجتمع الدولي؟ أين الأمم المتحدة وحقوق الإنسان التي تزعم أنها تدافع عنها؟ لقد أصبحنا ضحايا لعبة السياسة الدولية، والعالم يشاهد وكأنه لا يهتم

    (ينضم صوت آخر من المتظاهرين، يعبّر عن الغضب والاستياء)

    المتظاهر: (بصوت ملؤه الحزن والاستياء) لقد رأينا كثيرًا من التصريحات والتعبيرات عن القلق، ولكن أين الإجراءات الفعلية؟ لماذا تستمر المجازر دون عقاب؟

    (يظهر ناشط آخر يرفع لافتة تحمل عبارات تنتقد المجتمع الدولي)

    ناشط آخر: (بصوت غاضب) المجتمع الدولي لم يفشل فقط في حمايتنا، بل فشل في حماية الإنسانية! نحن نطالب بإجراءات فورية، نطالب بوقف الهجمات وإحالة المجرمين الصهاينة إلى المحكمة الجنائية الدولية

    (يندلع الجميع في هتافات منددة بالصمت الدولي والتقاعس)

    المتظاهرون: (بصوت موحد) العالم يجب أن يستمع! العدالة يجب أن تتحقق! نحن لسنا أقل أهمية، نحن إنسانيتكم أيضًا(تستمر الهتافات والانتقادات للمجتمع الدولي بقوة، في محاولة لجذب انتباه العالم إلى معاناة الناس في غزة وضرورة التحرك الفوري لوقف القتل والدمار 

      (عائلة مشردة تبحث عن مأوى. الأم تحمل طفلًا صغيرًا في حضنها، والأب يحمل حقيبة قليلة من الأغراض )

    الأم: (بصوت مكسور) لقد فقدنا كل شيء. بيتنا، حياتنا، والآن نجد أنفسنا في الشوارع دون مأوى

    الأب: (بحزن عميق) العالم يتفرج على كارثتنا ويبقى صامتاً. نحن لسنا سوى أرواح مشردة في وطننا المدمر

     (يظهر ناشط عربي يرفع لافتة كبيرة مكتوب عليها "الصمت العربي يقتل الأمل" يجذب انتباه وسائل الإعلام الدولية)

    الناشط: (بصوت عالي ومؤثر) الصمت العربي يقتل الأمل! لماذا تتجاهلون مأساتنا؟ هل أرواحنا العربية أقل قيمة؟ نحن نحتاج إلى مساعدتكم، نحن نحتاج إلى صوتكم

    (يظهر بعض الصحفيين ووسائل الإعلام الدولية، ويبدأون في تصوير العائلة المشردة والناشط العربي)

    الصحفي 1: (بصوت مليء بالتعاطف) هذه هي الحقيقة التي يجب علينا نقلها إلى العالم. يجب على الجميع أن يعرف ما يحدث هنا

    الصحفي 2: (معبأ بالأمل) سنجعل صوتكم يصل إلى كل أنحاء العالم. سنروج للعدالة ونحث العالم على التحرك لإنقاذ هذه العائلات وإعادة بناء حياتهم

     (ينتهي المشهد بالصحفيين ووسائل الإعلام والناشط العربي والعائلة المشردة وهم يتوجهون نحو الكاميرات ويتحدثون بقوة عن حاجة العالم للتدخل العاجل لإنقاذ الحياة وإعادة الأمل إلى هذه العائلات المتضررة في غزة)

    (المشهد الثالث)

    ((تتسارع الأحداث ويزداد القصف بوحشية. العوائل المشردة تتجمع تحت القصف، ويظهر رجل مسن يرفع يديه نحو السماء

    الرجل المسن: (بصوت مؤثر وهمس) يا الله، ارحمنا وأرحم أطفالنا. نحن نستغيث برحمتك تحت هذا القصف الوحشي. اللهم، احفظنا وارحم عوائلنا

    (تنضم النساء والأطفال ويبدأون في هتافات إسلامية بصوت مرتفع)

    النساء والأطفال: (بصوت واحد) الله أكبر! اللهم احفظنا وارحمنا! يا رب العالمين، ارفع عنا هذا الظلم والقهر. نحن نتوسل إليك بقلوب خاشعة

    (تنطلق الهتافات الإسلامية بصوت مدوي، وترتفع أصوات العوائل تحت القصف المستمر. يظهر طفل صغير يحمل القرآن ويقرأ دعاء)

    الطفل: (بصوت طاهر ) يا رب العالمين، أنت السميع العليم، أرحمنا وانصرنا على أعدائنا. يا من يرى الظلم ويعلم الخفايا، نحن نستجير بك من هذا العذاب

    ((تستمر الهتافات والدعاء بينما تتوالى القصف والانفجارات .تظل العوائل تستغيث بالله تحت وطأة الهجمات الوحشية، ويكون الدعاء والتضرع همساً في أذهانهم في هذه اللحظات المظلمة))

    (تتوقف الهتافات للحظة، ويندلع القصف مجدداً بشكل مدمر. الناس يتناثرون ويحاولون البحث عن مأوى)

    الرجل المسن: (بصوت مكسور) يا رب، نحن نستغيث بك! ارفع عنا هذا الظلم، وأمدد برحمتك على هذه الأرواح المنهكة

    (يستمر الطفل في قراءة القرآن بصوت ملؤه الايمان والرجاء)

     الطفل بصوت ثابت وثقة) من قوله تعالى:﴿ بسم الله الرحمن الرحيم يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرين)

    (يظهر آخرون ينضمون إلى الطفل ويبدأون في قراءة القرآن والدعاء بصوت مرتفع)

    المجموعة: (بصوت واحد ملؤه الاصرار) ربنا، ارفع عنا هذا البلاء وانصرنا على من ظلمنا. نحن نثق برحمتك وعدالتك. يا الله، نستودعك أرواحنا وحياتنا

    (يتصاعد القصف والناس  يصرون على قراءة القرآن والدعاء، بينما يحملون أطفالهم ويحاولون حمايتهم من الأذى. الأمل والإيمان يملأ قلوبهم رغم وحشية الوضع، ويظلون يتوسلون بالله لإنقاذهم من هذه الكارثة)

    (تستمر الصلوات تحت وطأة القصف المستمر. الناس يظلون يستغيثون بالله ويطلبون الرحمة والنجاة)

    الأم: (بصوت مؤثر) يا رب، نحن نستودعك حياتنا وأحبائنا. نحن نثق بقدرتك على تخفيف مأساتنا وإنقاذنا من هذه الفاجعة

    الأب: (بصوت حزين) يا الله، إننا نعلم أن ابتلائك يأتي بحكمة، ولكن نحن نستجير برحمتك في هذه اللحظات الصعبة. نجنا يا الله، واحفظنا من كل شر

    (يتسارع القصف ويزداد الفزع بين الناس، ولكنهم يظلون يستمرون في الدعاء والتضرع)

    الجميع: (بصوت عال وجماعي) لا إله إلا الله، محمد رسول الله! اللهم صلِّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. يا رحمن يا رحيم، ارحمنا ونجنا يا الله

    (فجأة، ينقطع القصف تدريجياً ويهدأ الهمس والدعاء. الناس ينظرون حولهم بدهشة وأمل في قلوبهم)

    الرجل المسن: (بصوت ملؤه الدهشة) قد يكون هذا علامة من الله! ربما يكون هذا نداء للعالم للتدخل وإنقاذنا

    (الناس يبدأون في النظر نحو السماء بأمل وثقة، مستمرين في الدعاء والانتظار بصبر وإيمان)

    المجموعة: (بصوت مؤثر) اللهم، نحن نثق برحمتك وعدالتك. نستودعك أمورنا ومستقبلنا. ارحمنا وانصرنا يا الله، فأنت خير الناصرين

    (تتوقف الحركة ويظل الناس ينتظرون بشغف، مستعدين لما قد يحمله المستقبل، وفي قلوبهم أمل كبير في رحمة الله وعدالته)

    (في لحظة من الصمت، يظهر ضوء بعيد في الأفق، يتزايد تدريجياً حتى يصبح نجماً مشرقاً. يتسارع نبض الناس وتتلألأ أعينهم بالأمل)

    الرجل المسن: (بصوت ملؤه الأمل) انظروا! ربما هو إشارة. نجد النجاة في طريقة جديدة، بتضافر الجهود والدعاء المخلص

    (يبدأ الناس في السير ببطء نحو الضوء المشرق، بينما يبقى الهمس والصلاة مستمرين)

    المجموعة: (بصوت واثق وجماعي) الله أكبر! الله أكبر! نحن نثق برحمتك يا الله. ارحمنا ونجِّنا وانصرنا على أعدائنا

    (يظل الناس يسير باتجاه الضوء المشع، وكل خطوة تقتربهم أكثر من الأمل والنجاة. تزداد الهمسات والدعاء بالقوة والإيمان)

    الناس: (بصوت عال ومؤثر) يا رحمن يا رحيم، ارحمنا ونجِّنا وانصرنا! نثق برحمتك ونعلم أنك قريب وأنك تسمع دعائنا

    (يستمر الناس في السير نحو الضوء، ومع كل خطوة يزدادون قرباً من الأمل والإيمان. يظلون يدعون ويأملون في نهاية هذه الكوارث وعودة السلام إلى أرضهم الممزقة)

    (ينضم أحد الكهنة إلى المجموعة ويبدأ في الصلاة)

    الكاهن: (بصوت هادئ وخاشع) بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم ارحمنا وارحمِ نساءنا وأطفالنا. اجعل هذا التجمع نقطة بداية لحياة جديدة، حيث يعم السلام والمحبة والتضامن

    (ينضم الجميع في صلاة جماعية، ويشعرون بالأمل والراحة وسط هذه الأجواء الروحية المليئة بالتسامح والتآخي)

    (تظهر صورة للشمس تشرق في الأفق، والناس يبدأون في التحضير ليوم جديد، محملين بالأمل والإيمان بأن يوم السلام سيأتي قريبًا، وأن 

    الحب والتعاون سيسودان أخيرًا في هذه الأرض )

    النهايــــــة

       محمد صخي العتابي                                        

    mohammed.alatabi@gmail.com                         

    محمد المشايخ ناقدًا ومؤرخًا / د. محمد السماعنة

    لا يهدأ واسطة عقد الكتاب والأدباء والمثقفين الأردنيين وذاكرتهم الحية
    محمد حسن حسين المشايخ ولا يتوقف عن التواصل مع الأدباء الأردنيين جميعهم،
    ولا يكل من تتبع أخبارهم الثقافية والأدبية بل والمعيشية، فهو شخصية ثقافية لها
    حضورها الدائم الفاعل في الساحة الأدبية المحلية والعربية، ويحظى باحترام الأدباء
    والنقاد الأردنيين على اختلاف انتماءاتهم الفكرية، حتى لقب بشيخ أدباء مدينة
    الزرقاء، وعمودها الثقافي، وسادن رابطة الكتاب.
    ولمحمد المشايخ بصمته الواضحة في التأريخ للأدب الأردني شعره ونثره،
    فهو علم من أعلام الأدب الأردني الفاعلين المؤثرين في الساحة الأدبية الأردنية،
    وهو أديب ناقد كاتب مؤرخ تشهد له أقلام الأردنيين بالجمال والإنصاف والدقة،
    وهو عضو رابطة الكتّاب الأردنيين، وعضو نادي أسرة القلم الثقافي في الزرقاء
    يحمل درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من الجامعة الأردنية، وتولى
    أكثر من وظيفة ومهمة وعمل؛ فقد كان مديرًا إداريًا لرابطة الكتّاب الأردنيين
    (1978-2007)، وسكرتيرًا تنفيذيًا للأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب
    العرب، ومقررًا للجنة الإصدارات والمسابقات لاحتفالية «الزرقاء مدينة الثقافة
    الأردنيّة» سنة 2010، ومديرًا لتحرير مجلة «الزرقاء الثقافية.
    وكتب محمد المشايخ في مسيرته الأدبية الطويلة، التي ما زالت تعطي
    وتنتج، مجموعة من الكتب النقدية والتأريخية، لعل من أبرزها:
    "أضواء على الأدب والفن في الأرض المحتلة"، و"قراءة في أدب الأرض المحتلة،
    والأدب والأدباء والكتاب المعاصرون في الأردن"، و"المبدعون الأردنيون
    والفلسطينيون المكرمون بمنحهم وسام القدس للثقافة والآداب 1991"، و"دليل
    الكاتب الأردني"، و"كتاب الأردن"، و"شعراء معاصرون، يوسف عز الدين
    صلاح"، و"أمينة العدوان، دراسة في أعمالها الشعرية"، و"أدباء الرصيفة وكتابها"،
    و"معجم الروائيين والقاصين الأردنيين"، و"معجم أديبات الأردن وكاتباته"،
    و"الأدب والأدباء والكتاب المعاصرون في الأردن"، و" أنطولوجيا عمان الأدبية"،
    و" أنطولوجيا الزرقاء الإبداعية"، و" من أدباء مادبا وكتابها "، بالإضافة إلى
    مجموعة من الكتب المشتركة.
    ولمحمد المشايخ أيضا مقالات أدبية ونقدية وتأريخية كثيرة توزعت على
    المجلات العربية: الأقلام، وأفكار، والجسرة الثقافية، والكاتب العربي، والبيان
    الكويتية، وعالم الكتب، وآفاق الثقافة والتراث، والموقف الأدبي، وأقلام جديدة،
    والمنتدى، وقد تنوعت موضوعاته في هذه المقالات وتعددت لأن ثقافته الموسوعية
    هي التي أنشأتها، ولأنها نتاج نظرته الواسعة للحياة الأدبية ومتابعته الدقيقة الدائمة
    لما فيها من حراك أدبي؛ فهو كتب عن المسرح، وعن القصة القصيرة في الأردن

    وفي فلسطين، وعن أدب المرأة، وعن الحراك الثقافي في الأردن، وأجرى حوارات
    تذكر مع فدوى طوقان، ومع الفنان التشكيلي سليمان منصور، وأذكر من هذه
    المقالات: قراءة في رواية خطوط التماس لغصون رحال، ومقالته النقدية عن
    مجموعة شغب للشاعر موسى حوامدة. وقراءته لكتاب زياد الجيوسي أحلام فوق
    الغيم، ومقالته المشهورة في صحيفة الرأي" من يوميات سكرتير رابطة الكتاب"
    التي هي كما أرى البداية لمشروعه الماتع "ذكريات داعبت فكري وظني" الذي بدأه
    على صفحته في الفيسبوك، وهو سلسلة ذكريات بانورامية في مئة حلقة عن الكتاب
    والأدباء والمثقفين الأردنيين أثبت فيه للكتاب بأنه ليس عزرائيل في الأرض كما
    اتهموه بعدما رأوه قد شغل كثيرًا بالتهنئات والتعزيات. وهي سلسة كتبها مما تخزن
    في ذاكرته من أحداث ومشاهد ومواقف طريفة تصل حد الغرائبية والعجائبية أحيانًا
    لأكثر من أربعة آلاف من الكتاب الأردنيين والعرب في مجالسهم الرسمية
    والخاصة، وذكر فيها أدباء لم يذكرهم أحد قبله، وابتعد فيها عن الجغرافيا والمعتقد
    والتوجه الفكري، وهي سلسلة تحمل علامات جنس أدبي جديد يذكرنا بما فعله
    الأصفهاني في كتاب الأغاني.
    وحفلت هذه الذكريات بالعديد من الحكايات والحوادث الطريفة، استخلصها
    من تاريخ الكتّاب، أو مما سمعه منهم ومن أترابهم، أو مما نشره هؤلاء في فضاء
    الفيسبوك.
    ويختم محمد المشايخ كل حلقة بنص لأحد الكتاب ويتبعه بسيرة ذاتية. وفي
    كل حلقة يدرج صورة مركبة تحتوي جميع من ذكرهم في النص. وقد استقطبت هذه
    السلسة متابعة واسعة من الكتاب والمثقفين والمهتمين، فأثرت الفيسبوك والمجالس
    بالمحاورات والذكريات.
    وأعد محمد المشايخ معتمدًا على ذاكرته ومما توافر لديه من تأريخ أردني
    أدبي المادة الإذاعية لبرنامج راحلون الذي يوثق مسيرة من توفي من أعضاء
    الرابطة في برنامج يصل إلى حوالي ثلاثمائة حلقة. ولا ننسى دوره في معجم
    البابطين المشهور المعروف وأعمال أخرى كثيرة.
    ومن أعمال محمد المشايخ التي ظهر فيها أسلوبه المريح للقارئ، ولغته
    الفصيحة القريبة من لغة الناس اليومية، وجهده التوثيقي الدقيق، ومتابعته الحثيثة
    للمشهد الثقافي الأردني:
    "معجم شعراء الأردن" الذي قدم فيه سيرة موجزة لحوالي 750 شاعرًا أردنيًا،
    وحوالي400 شاعر أصدروا دواوين، وحوالي ألف شاعر ممن ترددت أسماؤهم
    على الفيسبوك وفي الصحافة والهيئات الثقافية. ولم يكتفِ محمد المشايخ بجمع
    المعلومات عن هؤلاء الشعراء، وإنما قام بتحليل ما توافر بين يديه عنهم ليصف لنا
    جزءا من المشهد الشعري في الأردن، كمستوى الشعراء الثقافي، وأثر الغربة في

    النشاط الشعري للشعراء المغتربين، ووصف دورهم في هذا النشاط وطنيا وقوميا
    وعالميا، كما تتبع فيه العديد من الشعراء العرب الذين أقاموا في المملكة لظروف
    مختلفة وأثروا المكتبة الأردنية بإبداعهم الشعري. وأبرز محمد المشايخ في هذا
    المعجم أهمية الشعر الأردني فأشار فيه الى دواوين وقصائد كثيرة أبدعها شعراء
    الأردن تـُرجمت إلى عدد من اللغات العالمية، كما عدّد الجوائز الوطنية والعربية
    والعالمية التي فاز بها الشعراء الأردنيون، وأشار إلى ما اعتمدته الجامعات المحلية
    والعربية في مناهجها من قصائد لشعراء أردنيين، وقادته السير الكثيرة التي تجمعت
    لديه إلى كشف المشهد الثقافي في الأردن كاملا، فقد تبين له أن الهيئات الثقافية
    الفاعلة في المحافظات هي السبب في ظهور المواهب الشعرية وتطورها
    وتطويرها؛ فهو وجد أن أكثر الشعراء الأردنيين هم أعضاء فاعلون في نشاطات
    النوادي والهيئات الثقافية، ولديهم مشاركات في الأمسيات وفي كثير من المهرجانات
    الشعرية والثقافية والفنية.
    وكتاب "أدباء الرصيفة وكتابها" وهو لا يقل أهميًة عن "معجم شعراء الأردن"
    لاحتوائه على سير وتراجم لـ مئة وثمانين أديباً وكاتباً وناشطاً ثقافياً من لواء
    الرصيفة، ولاحتوائه على مقدمة لها أهمية عظيمة في تأريخ الأدب الأردني، لأن
    فيها استعراض للحياة الثقافية في الرصيفة منذ زيارات الأمير عبد الله لمنتزهاتها
    في النصف الأول من القرن المنصرم بصحبة الشاعر عرار وغيره من المبدعين
    والرسميين، حتى صدور الكتاب، فقد تتبع تأريخ الحياة الثقافية وتطورها في لواء
    الرّصيفة عبر حقبة زمنية تبدأ من أربعينيات القرن الماضي حتى وقت صدور
    الكتاب، ثم تحدث عن دور سكّان مدينة الرّصيفة في تأسيس رابطة الكتّاب الأردنيين
    في عمان، ونادي أسرة القلم الثقافي في الزرقاء.
    ونبه محمد المشايخ على النشاط الثقافي الفاعل المثري في مدينة الرصيفة،
    حيث تعمل اثنتان وثلاثين هيئة ثقافية ومئات المؤسسات التربوية والأكاديمية ومئات
    المبدعين على النهوض بالحراك الثقافي في اللواء، فأرخ للحركة الثقافية في هذه
    المدينة في ثلاثمئة صفحة من القطع المتوسط، ورصد الكثير من أسماء الأدباء الذين
    شاركوا في النهضة الثقافية لهذه المدينة الأحياء منهم والأموات مع ذكر نماذج من
    إنتاجهم الأدبي، فتناول في فصل الأدباء والكتّاب المقيمين في اللواء حسب الترتيب
    الهجائي، وتحدث عن السيرة الذاتية لكل كاتب، ثم ذكر نموذجاً من كتاباته سواء
    أكان قصة، أم شعرًا، أم نثراً، وقد بلغ عدد الكتّاب والأدباء في هذا الفصل واحدا
    وأربعين كاتباً وكاتبة. وبين بإيجاز غير مخل الدور الذي قامت به المؤسسات
    الثقافية المختلفة في اللواء، مثل منتدى الرصيفة للثقافة والفنون، وجمعية أبناء
    الرّصيفة الثقافية (صالون الرّصيفة الثقافي)، وجمعية صالون الرصيفة الأدبي، ولم
    يترك شاردة أو واردة لها دور في الحياة الثقافية في اللواء إلا وذكرها وتوقف
    عندها موضحاً أهميتها في المجال الاجتماعي والثقافي للواء.

    ويظهر جليًا في "معجم القاصين والروائيين الأردنيين" جهد الناقد وذكاؤه
    ورؤيته، واجتهاد المؤرخ وتعبه، وجمال أسلوب الكاتب وسهولة إيصاله للمعلومة
    للقارئ، ويظهر جلد الباحث المؤرخ، ففيه توثيق لأسماء من ساهموا في إنتاج
    الرواية والقصة القصيرة الأردنية في مئة عام أو يزيد وذلك منذ تأسيس الإمارة عام
    1921 والى سنة 2019، وجاء الكتاب في 254 صفحة من القطع المتوسط،
    ترجم فيه محمد المشايخ لـ 514 قاصاً وروائياً منهم 381 قاصا وروائيا من الذكور
    ، 133 قاصة وروائية من الإناث، رتبهم حسب الأحرف الهجائية، وذكر لكل قاصٍ
    أو روائي مجموعة من المعلومات التي قد تُفيد الباحثين، وتمهد لهم طريق البحث
    والتقصّي كتاريخ ولادة كل منهم، ومؤهله العلمي الأعلى ومصدره وسنة الحصول
    عليه، وعمله الحالي ووظائفه السابقة، وعناوين الروايات، والمجموعات القصصية
    التي أصدرها مع ذكر اسم دار النشر ومكانها والسنة، وعناوين بعض المخطوطات
    لمن لم يصدروا كتبا، بالإضافة إلى الإشارة لعناوين المؤلفات التي أصدرها كل
    منهم في غير حقل القصة والرواية، وأسماء الهيئات التي ينتسب لها، وبين محمد
    المشايخ في هذا الكتاب مدى اهتمام المرأة الأردنية في كتابة القصة والرواية حتى
    إنه برز من هذه الأسماء الأنثوية من ذاع واشتهر على محليا وعربيًا. ومن أقدم
    الأسماء التي ذكرها محمد المشايخ في هذا الكتاب أديب عباسي، الذي ترك وراءه
    أكثر من مئة مخطوطة، بين قصة ورواية وشعر، كتبت باللغة العربية واللغة
    الإنجليزية، منها: عودة لقمان، أشواق قيثار.
    ومن كتب محمد المشايخ التي لها وقع في الساحة الثقافية الأردنية "كشف
    الحجاب في خفايا رابطة الكتاب"، الذي جاء في مئة وتسعين صفحة من القطع
    المتوسط، تحدث فيها محمد المشايخ عن الرابطة وأهدافها، وتاريخها. واستعرض ما
    شهده من أحداث غريبة طريفة حدثت في الرابطة أو مع عضو من أعضائها
    بأسلوب شائق، وبلغة رشيقة سهلة مليئة بالمتعة، وبجمل التي لا تعقيد فيها ولا
    تقعر.
    وما زال محمد المشايخ الأديب الناقد المؤرخ بالعزم نفسه والعزيمة نفسها
    التي بدأ بها نشاطه الثقافي في الساحة الأردنية منذ أكثر من أربعين عامًا، حريصًا
    على متابعة المشهد الثقافي عن قرب، والمشاركة فيه بفاعلية وجمال وإبداع إداريًا
    وناقدًا ومؤرخًا وأديبًا.

    د. محمد السماعنة. الأردن

    نص مسرحي (لغة الصمت) تأليف / محمد صخي العتابي

    مسرحية (لغة الصمت)
    تأليف / محمد صخي العتابي
    نبيل يجلس وحيدًا في غرفة مظلمة، مستلقيًا على كرسي ومنغمسًا في أفكاره ويتحدث إلى نفسه بصوت منخفض.
    نبيل: (يتحدث بصوت منخفض) لماذا أشعر بالوحدة حتى عندما أكون وسط الناس؟ هل هذا هو مصيري؟ أن أعيش حياتي بين الناس وأنا في الحقيقة أشعر بالوحدة والصمت؟
    (يتوقف نبيل عن الحديث ويظل صامتًا لبضع ثوانٍ، ثم يعود للحديث)
    نبيل: لماذا يخاف الناس من الصمت؟ أليس الصمت قوة وليس ضعفًا؟ هل الكلام الكثير هو الطريقة الوحيدة للتعبير عن الذات؟
    (يتوقف نبيل مرة أخرى ويصمت لبضع ثوانٍ، ثم يرفع رأسه ويتحدث إلى الجمهور)
    نبيل: يا لها من روعة أن تجد شخصًا يفهم الصمت الخاص بك، شخصًا يفهم أن الصمت ليس ضعفًا، بل هو قوة. ولكن، هل هناك أحد في هذا العالم يفهم ذلك؟
    (يتوقف نبيل عن الحديث وينظر إلى الأرض لبضع ثوانٍ، ثم يستمر في الحديث)
    نبيل: قد يكون الصمت مزعجًا للبعض، لكن هذا لا يعني أنه لا يستحق الاحترام. الصمت هو لغة.... لغة يتحدثها الأقوياء والمتمرسون في فنون الحياة،إذا كنت تريد أن تفهم الصمت الخاص بي، فلن تجد أحدًا يستطيع ذلك. ولكن إذا كنت تريد أن تتعلم كيفية الحديث بلغة الصمت، فسأكون معلمك.
    (يتوقف نبيل عن الحديث ويصمت لبضع ثوانٍ)
    (يقوم نبيل بالنهوض من مكانه ويبدأ في التجول في الغرفة بخطوات ثابتة، ويبدأ في التحدث مجددًا)
    نبيل: الصمت هو لغة لا يفهمها الكثيرون، ولكنها لغة يجب علينا أن نتعلمها، فالصمت يمكن أن يعبر عن الكثير من المشاعر والأفكار التي لا يمكن التعبير عنها بالكلمات. إنها لغة المشاعر الصادقة والانطباعات العميقة، لذا يجب أن نحترمها ونتعلم كيفية التحدث بها.
    (يتوقف نبيل مجددًا ويصمت لبضع ثوانٍ، ثم ينظر إلى الجمهور)
    نبيل: إذا كنت تريد أن تتعلم كيفية التحدث بلغة الصمت، فعليك أن تبدأ بالاستماع بدلاً من الحديث، فالاستماع يمكن أن يفتح لك أبوابًا جديدة من المعرفة والفهم. ولا تنسى أن تستمع إلى صمت نفسك، فقد يكون هو الطريق الذي يقودك إلى الإجابات التي تبحث عنها.
    (يقوم نبيل بالمضي في تجوله في الغرفة وهو يتحدث)
    نبيل: يمكن للصمت أن يكون الجواب الأفضل على السؤال الذي يطرحه الكلام، فلنتعلم كيفية استخدام هذه اللغة بحكمة وبصدق، وسنجد فيها السلام والراحة التي نبحث عنها في الكلام الكثير. فلنعيش الصمت بكل ما له من جمال وقوة.
    نبيل: أنا أعرف أن هناك من يعتقدون أن الحديث المتواصل هو الطريقة الوحيدة للتواصل، ولكن الصمت يمكنه أيضًا أن يكون تواصلاً فعالاً. ففي بعض الأحيان، يمكن للصمت أن يعبر عن الكثير من الأفكار والمشاعر التي يصعب التعبير عنها بالكلام.
    (يتوقف نبيل للحظات، ثم ينظر حوله ويستأنف حديثه)
    نبيل: إذا كان الصمت هو لغتي، فلماذا يجب عليّ أن أغيرها لترضي الآخرين؟ لماذا يجب أن أجعل نفسي متحدثًا ماهرًا عندما يمكن للصمت أن يكون أفضل من الكلام في بعض الأحيان؟
    (يتوقف نبيل لبضع ثوانٍ، ثم يستدرك)
    نبيل: ولكن، هذا لا يعني أن الحديث لا يهم. الحديث هو أيضًا أداة قوية للتواصل، ويمكن للكلمات أن تخلق عالمًا جديدًا لنا. ولكن الصمت هو بمثابة نافذة تفتح لنا على أعماق الذات، وتسمح لنا بفهم أنفسنا بشكل أفضل.
    (يتوقف نبيل عن الحديث ويتأمل الجمهور لبضع لحظات، ثم يقوم بتحديد مكان الضوء المسلط عليه ويبدأ في الحديث بصوت أكثر حماسة)
    نبيل: إذا كنت تريد أن تفهم الصمت، فعليك أن تفهم الشعور بالوحدة والانعزالية، فالصمت هو ما يجعلنا نشعر بالانفصال، ولكنه في الوقت نفسه يجعلنا نتواصل بعمق مع ذواتنا. عندما نصمت، نحن نتيح لأفكارنا ومشاعرنا الداخلية أن تتحدث بدلاً من أن نقوم بتعبئة الفراغ بالكلام العابر. فالصمت يساعدنا على الاستماع بدقة لأنفسنا وللآخرين، ويمكن أن يكون طريقة فعالة للتواصل مع الآخرين دون الحاجة إلى الكلام.
    (يتوقف نبيل لحظة ليمنح الجمهور وقتًا للتفكير فيما قاله، ثم يعود للحديث)
    نبيل : لذلك، إذا كنت تشعر بالوحدة والصمت، فلا تشعر باليأس، بل ابحث عن القوة والأمل في ذلك الصمت. فالصمت يمكن أن يكون رفيقًا جيدًا إذا عرفت كيفية استخدامه بحكمة وفعالية. وعندما تجد الصمت الخاص بك، فستجد أيضًا الأشخاص الذين يفهمونه ويحترمونه، وبالتالي ستجد الانتماء والتواصل الحقيقي مع الآخرين.
    (يتوقف نبيل وينظر إلى الجمهور بابتسامة طفولية)
    نبيل: إنهم يرون الصمت على أنه ضعف، ولكن ليس كل شيء في هذه الحياة يمكن تعبير عنه بالكلام. في بعض الأحيان، الصمت هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عما في الداخل. ولكن، من يفهم ذلك؟
    (يتوقف نبيل وينظر إلى الجمهور، ثم يتحدث مجددًا)
    نبيل: أعتقد أن الصمت له قوة كبيرة. فالصمت يمكن أن يمنحنا الوقت للتفكير، للتأمل، للاسترخاء والاستماع. يمكن أن يعطينا الصمت الفرصة للاستماع للآخرين بدون تقطع الكلام، لفهم ما يقولون بدون التركيز على الردود. الصمت يمكن أن يمنحنا القوة لمواجهة التحديات الصعبة، ويمكن أن يساعدنا على الشفاء من الألم والتأثير السلبي.
    (يتوقف نبيل ويتأمل لبضع لحظات، ثم يستأنف الحديث)
    نبيل: لكن الصمت يحتاج إلى القوة والشجاعة للتعبير عنه. يحتاج الصمت إلى القوة للتحدث بدون كلمات، والشجاعة لمواجهة الناس الذين لا يفهمونه. لكن عندما نفهم الصمت، فإننا نفهم أنفسنا بشكل أفضل، ونفهم الآخرين بشكل أفضل أيضًا.
    (يتوقف نبيل وينظر إلى الجمهور)
    نبيل: إذا كنت تبحث عن الصمت، فتأكد من أنه ليس ضعفًا، بل هو قوة. وإذا كنت تبحث عن شخص يفهم الصمت الخاص بك، فتأكد من أن هناك شخصًا مثلي يفهمه
    نبيل: الحياة قصيرة ومليئة بالضجيج والضغوطات. قد يكون الصمت هو الطريقة الوحيدة للاسترخاء والاستمتاع باللحظة. لا يوجد شيء خاطئ في البقاء في صمت مريح، بل يوجد الكثير من الجمال في ذلك.
    (يستريح نبيل لبضع ثوانٍ، ثم ينظر إلى الجمهور ويبتسم)
    نبيل : لا تخف من الصمت، بل اعتنقه واستمتع به. فقد يكون الصمت هو ما تحتاجه للوصول إلى نفسك واكتشاف من أنت في الحقيقة
    (يتوقف نبيل لبضع ثوانٍ ويختتم نبيل حديثه بهذه الكلمات) :
    نبيل : لا يوجد شيء أكثر قوة من الصمت المتكلم، فالصمت هو الكلام الذي يصل إلى القلب، ويعبر عن المشاعر والأفكار التي لا يمكن وصفها بالكلام. فلنستمع إلى الصمت، ولنعلم كيف نتحدث به، وستجد أن الصمت هو أقوى لغة يمكن أن نستخدمها للتواصل مع العالم من حولنا.
    (يستريح نبيل لبضع ثوانٍ، ثم ينظر إلى الجمهور ويبتسم)
    نبيل: لا تخف من الصمت، بل اعتنقه واستمتع به. فقد يكون الصمت هو ما تحتاجه للوصول إلى نفسك واكتشاف من أنت في الحقيقة.
    (يستمر نبيل في الحديث عن فوائد الصمت وكيفية استخدامه كأداة للتواصل مع الآخرين، مؤكدا) : أنه بالإمكان التعبير عن الكثير من الأفكار والمشاعر بدون الحاجة إلى الكلام.
    وفي النهاية، يختتم نبيل حديثه بهذه الكلمات:
    نبيل: لا يوجد شيء أكثر قوة من الصمت المتكلم، فالصمت هو الكلام الذي يصل إلى القلب، ويعبر عن المشاعر والأفكار التي لا يمكن وصفها بالكلام. فلنستمع إلى الصمت، ولنعلم كيف نتحدث به، وستجد أن الصمت هو أقوى لغة يمكن أن نستخدمها للتواصل مع العالم من حولنا.
    يتوقف نبيل عن الحديث وينهض من مقعده ويسير نحو الستارة، معلنًا نهاية العرض.
    نبيل: شكرًا لاستماعكم.
    (تقوم فرقة العمل بالتقدم إلى المسرح ويشكلون دائرة حول نبيل المتحدث ويبدأون بالتصفيق له بحرارة)
    المخرج: (يتقدم إلى خشبة المسرح) شكرًا لكم جميعًا على حضوركم هذه المسرحية الرائعة. هذا العمل الفني يتحدث عن قوة الصمت ويدعونا للاستماع إلى لغة الصمت التي يجب أن نتقنها بحكمة وصدق. شكرًا للممثل الرائع الذي قدم هذا العمل الفني بكل احترافية وتألق.
    (نبيل المتحدث يبتسم ويقوم بالتحية للجمهور، ثم يتجه إلى الخلفية ويختفي في الظلام)
    المخرج: (يعود إلى الجمهور) شكرًا لكم مرة أخرى على حضوركم، ونأمل أن تكون هذه المسرحية قد تركت لديكم إلهامًا وتأملًا في الصمت وقوته. تحياتي لكم جميعًا.
    (يأتي أحد الأشخاص من الجمهور إلى المخرج)
    الشخص: (متحمس) شكرًا لكم، كانت هذه المسرحية رائعة. لقد أعجبني كثيرًا ما حدث على المسرح.
    المخرج: (مهتم) شكرًا لك، نحن سعداء جدًا بأن المسرحية نالت إعجابك.
    الشخص: (مفكرًا) لقد شعرت بالدهشة من أن الصمت يمكن أن يتحدث أيضًا.
    المخرج: (يبتسم) بالتأكيد، فالصمت لغة مهمة للغاية وقوية في التواصل.
    الشخص: (مندهشًا) لقد أدركت أن الصمت أحيانًا يكون أكثر معانًا من الكلام.
    المخرج: (يضحك) بالتأكيد، فالصمت يمكن أن يعبر عن المزيد من المشاعر والأفكار من الكلام في بعض الأحيان.
    (يقوم الشخص بالتودد للمخرج ويشكره مرة أخرى قبل أن يغادر المكان)
    (ينطفئ الضوء وتنتهي المسرحية)

    الحب العميق للأمام الحسين : قصة قصيرة / محمد صخي العتابي

    في زمنٍ بعيد، كان هناك رجل صالح من بلاد الهند يدعى أحمد يتمتع بالإيمان القوي والأخلاق الحميدة. يحب الله ورسوله وآل البيت ومن المعجبين بالأمام الحسين عليه السلام ، وله مكانة عظيمة في قلبه.
    في يوم من الأيام، قرر أحمد أن يقدم للأمام الحسين هدية تعبر عن حبه وتقديره العميق له.
    قام أحمد بالتفكير في الهدية المناسبة، بعد أن قرر أخيرًا، بدأ في إعدادها بكل حب واهتمام. قام بنقش اسم الأمام الحسين وصورته الشريفة على قطعة من الخشب الجميل. قام أيضًا بزخرفتها بأجمل الألوان والتفاصيل الدقيقة.
    بعد أن أنهى عمله، ارتدى أحمد أفضل مالديه من ثيابه ووضع الهدية في صندوق جميل. سافر إلى كربلاء المقدسة. وانتقل إلى الضريح الشريف لتقديم الهدية. كان هناك زائرين يُؤدون مراسيم الزيارة لكن أحمد كان ملتصقًا بالصمت والتأمل، وهو يقف بجانب الضريح المقدس وينظر إلى الهدية التي أحضرها.
    ثم قرر أحمد أن يتحدث للأمام الحسين من قلبه قال: ياحسين أنت رمز الشجاعة والعدل والعطاء. أحببتك من عمق قلبي.
    أحمد أراد أن يعبر عن حبه واعتزازه بالإمام الحسين عليه السلام، فأخذ يستذكر قصة استشهاده البطولية في واقعة الطف الأليمة . تذكر كيف قاتل الأمام الحسين وآصحابه عليهم السلام الظلم والظالمين من أجل الحق والعدل.رغم قلة عددهم ، استمروا في الوقوف للحق والمبادئ حتى آخر نفس.
    وفي تلك اللحظة، شعر أحمد بوجود حضور خفي في المكان. فإذا بشيخ كبير طيب الوجه يقترب منه ببطء. كان الشيخ يرتدي ثيابًا متواضعة وعلى يده خاتمًا ثمينًا.
    قال الشيخ بصوتٍ هادئ : يا أحمد، إن الأمام الحسين يراقبك ويعلم بمشاعر قلبك الصادقة. أنت فعلاً من الأشخاص المؤمنين الذين يعيشون معاناة الأمام ويعبّرون عن محبتهم.
    صدم أحمد من كلام الشيخ، وقد تبادل معه السلام. وقال له بدهشة : "كيف عرفت؟"
    أجاب الشيخ وهو يبتسم: أنا حبيب بن مظاهر الأسدي، أحد أصحاب الأمام الحسين الذين أستشهدوا معه في كربلاء. أتجوّل في أماكن زيارته وأشعر بمحبة الناس له.
    أحمد كان مندهشًا وممتنًا لهذا اللقاء الغريب والمميز. أخذ حبيب بن مظاهر الهدية التي جهزها أحمد ونظر إليه بعينين ممتلئتين بالدموع. ثم أخذ الخاتم الثمين من يده وقدّمه لأحمد قائلاً: "هذا الخاتم هو تذكارٌ مني لك، فقط لتذكر حبك واخلاصك للأمام الحسين.
    بعد أن قبل أحمد الخاتم بتواضع، انصرف حبيب بن مظاهر ببطء، تاركًا أحمد يفكر في معنى هذا اللقاء الروحي والهدية الثمينة التي حصل عليها. شعر أحمد بأن قلبه مليء بالسعادة والإلهام.
    عاد أحمد إلى بلده ولكن لم يتوانَ عن نشر قصة اللقاء المذهل وتجربته الروحية مع الأمام الحسين عليه السلام وصاحبه حبيب بن مظاهر(رض) قصها للجميع، وانتشرت القصة بسرعة وأصبحت حديث الناس في المدينة التي يعيش فيها.
    كانت الهدية التي قدمها أحمد للأمام الحسين تجسيدًا لحبه العميق واحترامه لشهداء كربلاء وتضحياتهم. والخاتم الثمين الذي حصل عليه كان تذكارًا لهذه اللقاءات الروحية القوية ورمزًا لتواصله مع الروح الطاهرة للأمام الحسين عليه السلام .
    أحمد لم يكن مجرد شاهد على قصة الأمام الحسين واستشهاده، بل أصبح قائدًا في نشر مبادئ العدل والشجاعة والمحبة التي تجسدها قصة الأمام الحسين . أصبح يلقي خطبًا ومحاضرات عن قيم الإسلام وأهمية القتال من أجل الحق والعدل، مستلهمًا من روح الثورة التي قادها الأمام الحسين عليه السلام.
    ومع مرور الوقت، انتشرت قصة أحمد وتأثر الكثيرون بها. تغيرت حياتهم وعملوا بجد للعيش وفقًا لمبادئ الأمام الحسين. أصبحت قصة الحب العميق للأمام الحسين وتأثيره على أحمد وغيره من الناس تحفيزًا للكثيرين للتصدي للظلم والاضطهاد والسعي
    لتحقيق العدل والمساعدة في بناء مجتمع أفضل. انتشرت روح الثورة والمحبة في قلوب الناس، وبدأوا يتعاونون سويًا في مشاريع خيرية وأعمال تطوعية لمساعدة المحتاجين وتعزيز الوحدة والتعاون بين مكونات الشعب الهندي.
    تأثرت الأجيال اللاحقة بقصة أحمد وحبه العميق للأمام الحسين. تعلموا قيم الإنسانية والتضحية والشجاعة من خلال تاريخ الإمام وقصته. أصبحوا رموزًا للخير والعدل في مجتمعهم، واستمرت قصة الحب العميق للأمام الحسين في العيش في قلوب الناس.
    وفي كل عاشوراء، اليوم الذي استشهد فيه الأمام الحسين، أجتمع الناس للتذكير بتضحيته العظيمة ونموذجه النبيل. يتجمعون في المساجد والحسينيات والضريح الشريف ويقرأون الزيارة والأدعية تخليدًا لذكراه ولتجديد العهد بمتابعة دربه وسلوك طريق العدل والحق.
    وهكذا استمرت قصة حب الأمام الحسين عليه السلام في العاشقين له، تتوالى الأجيال وتمتد إلى مدى الزمن. فقد أصبحت قصته رمزًا للثبات والنضال ضد الظلم والاستبداد، ودرسًا للصبر والتضحية والايمان.
    في ختام هذه القصة، نجد أن قصة حب الأمام الحسين عليه السلام لا تعرف حدودًا زمانية أو مكانية، فهي تستمر في تحفيز الناس وتلهمهم للسعي نحو العدل والمحبة في كل حقبة من تاريخ البشرية.