نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

في اسبوع الناصرية للأنشطة المدرسية من يصدق هذا الظهور المفاجئ لمبدعة ؟

سعت دار الفكر الدمشقية ,عبر سلسلة مسرحيات عالمية للأطفال إلى تقديم مسرحيات مستقاة من قصص عالمية يجري ترجمتها من لغتها الأم إلى اللغة العربية وإجراء صياغات عليها على وفق ما يحدده نسيج البناء الدرامي وما تفرضه البيئة العربية من قيم وتقاليد وأخلاق 0 ولقد أخذت
( عيد ميلاد عائدة ) عن قصة لجرتردل0كورمن وصاغها مسرحيا سليمان العيسى ود0ملكة ابيض وافتتحت بقصيدة غنائية كتبها العيسى وهو الشاعر السوري المعروف بكتابة قصائد ونصوص مسرحية للأطفال0
الذي يهمنا في (عيد ميلاد عائدة ) ما آلت إليه القصة الأم من نص مسرحي مبني على طرازية لها سمات عربية تشير إليها أسماء الشخوص والقيم الأخلاقية العالية المبرزة في ثيمة النص مع إن العرض قد حاول في بعض مظاهره ترسيخ طرازية تشير إلى بيئة القصة الأم عبر الأزياء وما خلقته الموسيقى من أجواء , خاصة وإنها تعزف حيا بآلات غربية
صانعة العرض المخرجة سندس علي قامت بتغيير عنوان المسرحية ليصبح ( من يصدقني ؟ ) مع إن كل المحتفلات بعيد ميلاد عائدة قد صدقن مروة في النهاية لتنظم اليهن في قطع كيكة عيد الميلاد0 ومروة هنا ليست ككل الفتيات00ماتت أمها أثناء فترة رضاعتها وانصرف أبوها لإعماله التي يمارسها خارج البلد فبدت لبقية الفتيات المشاركات في حفل عيد ميلاد عائدة قذرة ذات شعر أشعث وملابس رثة ممسكة على الدوام بدمية مهلهلة
كل الفتيات ينعتن مروة بالكذب ويتهمنها بالسرقة ويلقبنها بالصبي الغليظ ويسخرن منها ويراهنّ على إن أي مشكلة ستكون هي الأساس فيها 0 لكنها كغيرها ترفض الشفقة وتحلم بالحب وتهدي لعائدة اعز ما تقتنيه ( دميتها المهلهلة ) لتنال بالتالي رضى عائدة وأمها فتقرر اعتبارها صديقة مقربة لتشارك الجميع فرح العيد العاشر لميلادها, مع إن ما يجري في المسرحية من أحداث وما تتداوله الشخوص من حوارات لا يشير إلى أعمار الطفولة التي حددها المؤلف 0لقد بدت الممثلات بشخصيات تتواءم مع أعمارهن وهن طالبات معهد المعلمات في الناصرية0حيث قدمن العرض ضمن أسبوع الأنشطة المدرسية الذي أقامه قسم النشاط المدرسي في المديرية العامة لتربية ذي قار
نسيج العرض المسرحي توفر على إيقاع مشدود لم يتح للممثلات التمكن من اللعب على شخصياتهن بما ينمي فاعلياتها السيكولوجية حتى بات هم الممثلات إطلاق حواراتهن دون تزويق يمنح العرض أناقته ويتشبث بإبراز ملامح الشخصية بما يساهم في إيضاح الثيمة المسرحية عبر الكلام الذي افتقر إلى تقنية لنطقه بحيوية قد تسد القصور في تحريك جسد الممثلة عبر رقص تعبيري تميزت بصنعه المخرجة في عروض سابقة لها كعرضها لمسرحية هملت الذي أخرجته لتقدمه في أكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بغداد في مرحلة درستها للماجستير في الفنون المسرحية
حركت آنذاك الجوهر الشكسبيري عبر كتابة متميزة لهملت تجلت بلغة الجسد التي لم تجد مداها في (من يصدقني ؟ ) في عرضها الطرازي الذي لا يتعدى حدود الدرس الأكاديمي الخالي من الإطناب والبذاءة والضجيج والمكتنز والرشيق دون ترهل والمعلن بتواضع عن الحضور المفاجئ للمبدعة سندس علي في وسط الناصرية الفني وهي القادمة من بغداد لتقيم في الناصرية مؤقتا 0نأمل لوجودها المؤقت في الناصرية أن يكون حافلا بالإبداع مع تطمينها بان الوسط الفني في المدينة لا يخلو من نظافة وجدية وأمان
مبجلة أيتها السيدة النبيلة سندس مع تقديري العالي لك ولفتياتك اللائي صنعن تحت مسؤوليتك عرض ( من يصدقني ؟ )
ومن المؤكد إن قطر الندى وآمال وهدى وميادة وزهراء وإسراء براعم تفتحت في وسط من المحبة يحتاج على الدوام إلى سقيه بدلوك