نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

مسلسل( ذي قار) عمل تاريخي يطلقه المركز العربي في رمضان ب 7 ملايين دولار ويخرجه باسل الخطيب

دبي: «الشرق الأوسط»انتهى المخرج العربي باسل الخطيب من تصوير الجزء الاول من احداث المسلسل التاريخي الجديد «معركة ذي قار» الذي ينتجه المركز العربي للسمعيات والبصريات ويقع في 30 حلقة والذي سيعرض على شاشة رمضان المقبل في عدد من المحطات الفضائية العربية.

تلعب النجمة السورية نورمان اسعد دور البطولة النسائية حيث تؤدي دور «هند بنت النعمان» ويشاركها عدد من النجوم امثال اسعد فضة «النعمان بن المنذر» ومنى واصف «المتجردة» وروعة ياسين «رامة».

وقد رصد المركز العربي موازنة كبيرة لهذا المسلسل بلغت 7 ملايين دولار ويؤكد عدنان عواملة رئيس المركز ان هذا الانتاج الكبير قصد منه تقديم عمل كبير يعرض في عدة محطات فضائية عربية، ويحتفل المركز العربي من خلاله بالعيد العشرين لانطلاقته حيث قدم حتى الان اكثر من 500 ساعة دراما.

وقد بلغت كلفة المكان الذي تم تصوير الجزء الاول من المسلسل فيه ويضم قصر النعمان بن المنذر ويتألف من موقع سياحي فريد قرب البحر الميت 5 ملايين دولار حيث اقيم هناك مجمع موفمبيك السياحي الضخم. واكد المشرف العام طلال عواملة ان المركز العربي حرص على توفير كل عوامل الانتاج الكبير لهذا العمل ويبلغ اجمالي اجور الممثلين نحو مليوني دولار.

وفي موقع التصوير الفريد من نوعه ولاول مرة في مثل هذه الاعمال نشاهد قصر كسرى والاعمال الفنية والمعدات والمجاميع اللازمة للمخرج لبلوغ المستوى العالمي في الانتاج.

وقد استغرقت المرحلة الاولى من التصوير 3 أشهر وقطع المخرج نصف المسافة ويتوقع ان ينتهي في شهر يوليو (تموز) القادم حيث يتم تصوير المرحلة التالية حالياً بمنطقة البتراء.

ويضيف ان هذا المسلسل سيكون مفاجأة دراما 2001 لا سيما ان المنتج عدنان عواملة اخذ على عاتقه ان يحتفل بالعيد الفضي لانطلاقة المركز العربي بانتاج هذا المسلسل الكبير.

مع بطلة المسلسل في موقع التصوير التقينا النجمة نورمان اسعد التي تؤدي 300 مشهد لنسألها عن عناصر النجاح التي يحملها هذا المسلسل فتقول: هناك انتاج كبير لم يسبق له مثيل في الدراما العربية فما توفر لهذا العمل لا سيما في موقع التصوير لا يمكن تصوره، فقد وظف المركز العربي القرية السياحية التي بنيت وكأنها صممت خصيصاً لهذا المسلسل حيث قصر النعمان بن المنذر والطراز المعماري الذاهب عميقاً في التاريخ فضلاً عن حجم الانتاج الفني من تصوير ومهمات.

قراءة في النّص ينطلق كاتب النص جمال ابوحمدان لرسم تفاصيل احداث هذا العمل الدرامي من عادات الممالك والشعوب الخاصعة لسلطان الساسانيين الفرس اذ كانت تبعث الى مدائن كسرى بفتيات من اجمل نسائها الى البلاط الكسروي ليكن زوجات او سراري او محظيات وجواري، لكسرى وابنائه وحاشيته.. الا العرب، فقد استكبروا هذا الامر وانفوا من ان يزوجوا بناتهم لغير العرب فكيف يقبلون بأن يكن جواري لدى غيرهم وان كان هذا الغير هو كسرى المهيمن بجبروته وسلطته علي ممالكهم وقبائلهم.

وكان في بلاط كسرى من العرب من يبغضون النعمان بن المنذر ويكيدون له. فزينوا لكسرى «ابرويز» ان لدى النعمان واخوته، بنات ونساء هن الاجمل بين نساء العرب. فبعث كسرى بطلبهن من النعمان، وبينهن هند بنت النعمان، الشخصية المميزة والشاعرة، وفائقة الجمال.

الا ان النعمان استكبر هذا الطلب ورأى فيه اذلالاً ليس لنفسه فقط بل للعرب كلهم.. فأبى طلب كسرى مما اثار غضب الاخير وسخطه على النعمان بن المنذر وطلبه اليه..

عرف النعمان انه هالك. الا انه لم يتراجع عن موقفه وطاف بقبائل العرب باحثاً عن قبيلة تجيره واهل بيته ويودع لديها بناته ونساءه وسلاحه ودروعه قبل ان يسير الى كسرى..فردته القبائل كلها ورفضت اجارته اما بغضاً وعداء له واما خوفاً من غضب الاكاسرة وبطشهم.

لكن قبيلة بني شيبان وهي من القبائل العربية المسالمة في تلك الفترة وواحدة من قبائل بكر بن وائل وعلى رأسها هاني الشيباني رحبت باجارة النعمان واهله وقبلت ان تحفظ امانة وديعته.

وسار النعمان الى مدائن كسرى وهو عالم بمصيره..بعد ان اودع هاني الشيباني بناته وبنات اخوته، وسلاحه ودروعه.

وفي المدائن، سجن كسرى النعمان ثم امر بقتله وراح يبعث الرسائل الى شيبان «التي نزلت في الصيف عند مياه ذي قار» طالباً تسليمه وديعة النعمان بن المنذر الا ان هاني ووراءه بنو شيبان رفضوا طلب كسرى وردوا رسله، مما اثار غضب كسرى لامرين اولاً: هوسه بالحصول على وديعة النعمان وفيها نساؤه وثانياً لتجرؤ قبيلة صغيرة منفردة على الوقوف في وجهه هذا الموقف..

وعندما بلغ العرب نبأ مقتل النعمان على يد كسرى اثار النبأ حزنهم الا انه لم يحول هذا الحزن الى غضب الا حين خير كسرى بني شيبان بين تسليم الوديعة اليه.. وبين الحرب فاختاروا الحرب وان كان فيها هلاكهم وفناؤهم.

وكانت خطة كسرى الاستفراد ببني شيبان وقبائل بكر واستئصالهم عن بكرة ابيهم كما هدد بذلك..

وهنا يبدأ التحول التدريجي في الموقف العربي في مواجهة الخطر الداهم حيث اخذت رابطة الدم بين قبائلهم تحركهم واستطاع بنو شيبان ان يثيروا الحمية بين القبائل العربية المتناحرة ويوحدوهم على قلب واحد وصف واحد في مواجهة عدوهم المهيمن على مقدراتهم والمستكبر المتجبر عليهم.

وقد تمكن ابطال شيبان وغيرها من قبائل بكر من اثارة النخوة بين العرب فاصطفوا لمواجهة جيوش الفرس ذات العدد الكبير والعدة الهائلة.

هذا الحدث في اطاره العام الواسع يضم في ثناياه احداثاً جزئية وتفصيلية تنتظم في مجموعها لتنسج عملاً درامياً مفعماً بالدلالات من جهة ومليئاً بالقصص والحكايات الجزئية ذات البعد والعمق الانسانيين.

وخاصة حكاية هند بنت النعمان وهي محور اساسي وغيرها من شخصيات هذا العمل الدرامي.

رؤية المخرج لعل الاخراج السينمائي لا يعبر فقط عن مفهوم الكاميرا المحمولة وانما يعبر عن الصيغة السينمائية للتشكيل البصري للقطة السينمائية من خلال ايقاع فني ووتيره مميزة، وحركة كاميرا و«ستايل» خاص بالعمل وحركة ممثل ورؤية خاصة بالتعبير السينمائي الدرامي تكون معتمدة على بحث جمالي للصورة وعلاقتها بالعين، صيغة خاصة تلائم الحدث التاريخي والمكان والتشكيل البصري للسينوغرافيا ضمن سلاسة في التعبير وبحث خاص في استخدام ادوات الكاميرا المتعددة اهمها «العدسة سينمائياً» وحركة الكاميرا درامياً وتشكيلياً ورصد درامي ايقاعي دقيق للشخصيات والاعتماد على جعل الاجواء ملائمة لروح القصة الفنية للسيناريو..

يقول المخرج باسل الخطيب: تم استخدام مبرر للادوات الاخرى دون ابتذال فني واستعراض «للرافعة او الشاريو» او «ستيدي كام» او اشياء اخرى سوف يتم استخدامها مع المخرج وهي استخدام ادوات فنية متعددة للقطة السينمائية الواحدة مع مصور محترف فنياً وهو المصور «محمد حبيب».

اما بالنسبة للتمثيل فنحن نعمل على تحريره من روح الاداء المصطنع وادخاله في روح التعبير المقنع والتلقائية الفنية العالية المدروسة حيث كانت هناك ورشة مبكرة مع الممثلين للاتفاق على صيغة فنية في التمثيل ومصداقية ضمن رؤية جديدة بعيدة عن التكلف ملاصقة للصدق والاداء الجميل الجاذب للمتفرج.

وعلى صعيد المعارك فقد تم تصميمها من قبل خبراء اجانب ذوي خبرة واسعة في تصميم المعارك من خلال المشاركة في العديد من الافلام الاجنبية كما تم الاستعانة بعدد من الـ«STUNTS» لعمل الخدع في المعارك معتمدين مصداقية المعركة واتقان تصميمها دون المبالغة والتعقيد بالاضافة الى استخدام الكومبيوتر في اجراء بعض الخدع وتكثيف اعداد المجاميع.