نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

مسرحية يا شمس لا تغيبي ....حنين عويس

حنين عويس: تحاكي مسرحية "يا شمس لا تغيبي" للمخرج الفلسطيني منير بكري، عمق القضية الفلسطينية من خلال طرحها لحوار جوهري دار بين ثلاثة أجيال ثلاثة أجيال من النكبة حتى اليوم في حوار يتناول ما جرى عام 1948 من أحداث أدت إلى تشريد عدد كبير من الفلسطينيين وما ترتب على ذلك من قصص إنسانية.
تفاصيل المسرحية في ساعة تقريبا تتحدث عن انتقال اثنين من المسنين في رحلة من بيت المسنين إلى شاطئ بحر اعتقدا أنه شاطئ طبريا، ليكتشفا بعد ذلك أنه شاطئ حيفا في إشارة على ما يبدو إلى ما حصل من تغيير في الأماكن ليبدأ بعد ذلك حوار هادئ في رواية بعض ما جرى في النكبة، وصولاً الى الحديث عن السفر والحب وما يفعله الأبناء بالآباء هذه الايام.
الغيير المكاني والزماني
وبفلسفته الخاص، رسم الكاتب المسرحي أيمن غبارية صورة واضحة "للتغيير المكاني والزماني"، قائلا، أن المسرحية ليست خارج التاريخ لكنها ليست عنه هي عن شاطئ تغير حوله كل شيء، أسماء القرى وكنايات التلال وطعم الحياة.. أبوفايز، أبونمر، أبونديم (شخصيات المسرحية)، هي شخصيات لذاتها يطرحها النص كذوات مستقلة عن السياق التاريخي، شخصيات تبحث عن الحب والتواصل في زمن النكران والانكفاء المطلق على الذات".
المسرحية تناولت القضية من وجهتها السياسية والاجتماعية وأعطت لمحة وافية عن وضع المسنين العرب الإنسانية ممن عاصروا النكبة وشهدوها كجيل مازال قادراً على الحب والشهادة والكذب والمراوغة وليس فقط استدرار الشفقة، من حيث كونه شاهداً على النكبة أو ضحية لها. مؤكدا الكاتب غبارية "نداء للحياة كي يكون فينا ما يستحق هذه الأرض، نداء للتواصل بين الأجيال كي نفهم أن النكبة مازالت مستمرة.. هذا هو امتحان المسرحية الأساس وهمها الخالد الإنسان".
تساؤلات المسرحية
طرحت المسرحية بحسب المخرج بكري ثلاث تساؤلات وهي، هل ستتكرر النكبة أم لا؟ وهل نحن في صدد وقوع نكبة جديد؟ وكيف بالإمكان تفاديها؟. وجاء في نشرة وزعت قبل العرض "يا شمس لا تغيبي.. هي مسرحية عن رجال لا أحد يذكرهم مثلما يذكرون أنفسهم، وفتاة لا تذكر مستقبلها، يلتقون صدفة وخطأ على شاطئ ترتطم على رماله أسئلة النسيان والوحدة وتستيقظ أمواج الماضي والحب". وتضيف النشرة "في هذه الرؤية الحاضر لم ينجز تماما والماضي لم ينته تماما وفيها ان الحاضر ليس وليد الماضي فحسب بل ظله أيضا.. الحقيقة هي انه أصعب ما في ماضينا وأشد ما فيه ألماً أنه أدى بنا إلى ما نحن فيه من تمزق وضعف".
أجيال ثلاث وتاريخ واحد
المسرحية جاءت بمثابة رسم صوري مسرحي لأحداث عاشها جيل النكبة وجيل النكسة وجيل شباب الانتفاضة الثانية، الذين لم يفلح معظمهم في زيارة مدن المسرحية. هذا ما أكد عليه الشاب أحمد الرجوب "لإيلاف"، قائلا "من الجميل أن تتخيل ما حرم عليك، فالمسرحية تصور ما حلمت بزيارته". مشيراً الممثل طارق قبطي لدور (أبوفايز) في المسرحية "كان عمري عند النكبة أربع سنوات وكنت أسمع ما جرى خلال النكبة من أهلنا، ولكن يجب ان تكون هناك ذاكرة جمعية للنكبة حتى لا ننسى ويمكن لهذه المسرحية ان تسهم في ذلك".
وبدروها شددت الممثلة ميساء عبدالهادي، بدور الطالبة الجامعية الشابة التي تسعى لعمل مسرحية عن النكبة. والتي تخوض العمل المسرحي بجانب عدد من المحترفين كأول تجربة لها في التمثيل على خشبة المسرح، "لإيلاف" نحن الجيل الثالث اليوم اكثر تمسكاً من الجيل الثاني بأننا نريد معرفة كل شيء والاحتفاظ بكل شيء، الجيل الثالث يسأل، يريد ان يعرف كل شيء على عكس ما قد يكون متوقعاً انه مندمج في الحياة مع ثورة الـ(فيس بوك) والانترنت، هذا الاعتقاد خاطئ نحن نريد أن نحتفظ بذاكرتنا.