نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

الأمام موسى بن جعفر عليه السلام ملاذ المظلومين :بقلم: صادق غانم الاسدي

http://static.panoramio.com/photos/original/204784.jpg
(( لن ينقضي عني يوم من البلاء حتى ينقضي عنك معه يوم من الرخاء وسنمضي معاً إلى يوم ليس فيه انقضاء لايخسر فيه إلا المبطلون ))
كانت هذه رسالة الإمام الكاظم عليه السلام وهو في السجون المظلمة موجه الى هارون الرشيد وهو يقضي ساعات الليل من المرح والطرب وشرب الخمر, الإمام موسى الكاظم أبن جعفر الصادق عليهما السلام هو سابع أئمة الشيعة الاثنا عشرية , كنيته أبو ابراهيم وابو الحسن , ولقبه الكاظم العبد الصالح , وأمه حميدة وتكنى لؤلؤة , ولد بالأبواء موضع بين مكة والمدينة في السابع من صفر سنة 128 هجري , تنقسم حياته لمرحلتين , مرحلة ماقبل الإمامة ومرحلة إمامته وهي طويلة , استمرت 35 عاماً من سنة 148 هجري إلى 183هجري , بذل فيها مختلف الجهود في الحفاظ على الإسلام الأصيل ونشره وعدم الاستسلام لحكام عهده , لذلك زج في السجون مرات عديدة , وقد واصل الإمام سيرة أبيه في نشر العلم والمعارف الإسلامية الحقة وتوعية الأمة وهدايتها , نشأ على يديه الكثير من التلاميذ من العلماء والرواة , ولكن النظام العباسي الذي كان يخشى من انتشار الوعي الإسلامي الأصيل , ومن اتساع شخصية الإمام واجه الإمام وأصحابه بمختلف الضغوط المشددة حيث سجن بعض أصحابه أمثال ابن ابي عمير , فقتل الكثير من العلويين وشرد الكثير منهم في الأقطار , وأوعز إلى بعض الشعراء في النيل من أهل البيت , ولكن الأمام كان يواصل مهمته التعليمية في الدفاع عن أهل البيت , لذلك كان يصرح بالحق , وتوعية الأمة بالحقائق التي حاول أعداء أهل البيت إخفاءها حتى في محضر حكام عصره , فمن ذلك ماذكره الزمخشري في ربيع الأبرار: أن هارون كان يقول لموسى بن جعفر عليه السلام خذ فدكا وهو يمتنع , فلما ألحً عليه ,قال: ما أخذها إلا بحدودها , قال : وما حدودها , قال: الحدً الأول عدن , فتغير وجه الرشيد وقال:والحد الثاني ؟ قال : سمرقند , فأربد وجهه قال: والحد الثالث؟ قال: أفريقيا فاسود وجهه , قال: والحد الرابع؟ قال: سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينيا , فقال هارون : فلم يبق لنا شيء, فتحول في مجلسي , فقال الكاظم عليه السلام : قد أعلمتك أني أن حددتها لم تردها , فعند ذلك عزم على قتله واستكفى أمره , وهو يشير بذلك الى أن مطالبة فاطمة الزهراء بفدك هي مطالبة بحق علي بن ابي طالب بالخلافة , وروى الخطيب البغدادي قال: بعث موسى بن جعفر الى الرشيد من الحبس رسالة كانت انه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء ونمضي معا الى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون , لذلك فان النظام القي القبض عليه وأودعه السجن , لمرات عديدة , وفي أخرها دس إليه السم ألسندي بن شاهك سجان الإمام موسى الكاظم بأمر من هارون الرشيد واستشهد في يوم 25 رجب من عام 183 هجري من أثاره وصيته لهشام بن الحكم وهي وصية طويلة ذكرت في كتاب تحف العقول , تعتبر فترة الإمام الكاظم طويلة نسبياً إلا أن الملاحظ أنه تحرك فكريا وعلميا في ظل ظروف قاسية , وبالرغم من ذلك فقد وصلتنا من الأمام نصوص متنوعة في مختلف ميادين المعرفة من الفقة والعقائد والأخلاق , والآداب , والتفسير وغيرها اجتمع أصحاب الحديث على تصديق ستة من فقهاء الكاظم وهم يونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى بياع ألسابري ومحمد بن أبي عمير وعبد الله بن المغيرة والحسن بن محبوب السراد وأحمد بن محمد بن أبي نصر ومن ثقاته الحسن بن علي بن فضال الكوفي مولى لتيم الرباب وعثمان بن عيسى وداود بن كثير الرقي مولى بني أسد وأبو الصلت عبد السلام ابن صالح الهروي وإسماعيل بن مهران وعلي بن مهزيار من قرى فارس ثم سكن الاهواز والريان بن الصلت الخراساني وأحمد بن محمد الحلبي وموسى بن بكير الوسطي وابراهيم بن أبي البلاد الكوفي , وعاصر من الخلفاء العباسيين : أبو جعفر المنصور والمهدي العباسي , والهادي العباسي , وهارون الرشيد ومن وصايا الإمام الكاظم عليه السلام وصية يوجهها الى تلميذه هشام بن الحكم يقول : ياهشام : إن الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا , فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ...... ألم تعلم أن من شمخ الى السقف برأسه شجهً , ومن خفض رأسه استظل تحته وأكنه ياهشام : إياك ومخالطة الناس والأنس بهم , إلا إن تجد عاقلاً مأمونا فأنس به , واهرب من سائرهم كهربك من السباع , ومن كلماته وحكمه قوله : تعجب الجاهل من العاقل أكثر من تعجب العاقل من الجاهل , المؤمن مثل كفتي ميزان: كلما زيد في أيمانه زيد في بلائه , زكاة الجسد صيام النوافل , فضل زيارة موسى الكاظم عليه السلام وفي خصوص هذا أيضا وردت روايات كثيرة , اخترنا منها الباقة العاطرة , عن محمد بن سنان قال: قلت للرضا عليه السلام : ما لمن زار أباك ؟ قال : الجنة فزره أجل , مع الاعتقاد الحق وحسن التولي والتمسك بحجزة إل الله عليهم السلام , والقبول , وعن الحسين بن محمد الأشعري قال : قال الرضا عليه السلام : من زار قبر أبي ببغداد كان كمن زار رسول الله صلى الله عليه واله وقبر أمير المؤمنين عليه السلام , إلا أن لرسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين عليه السلام فضلهما ,قال الشيخ ألمجلسي : يعني كونهما أفضل من الإمام موسى الكاظم عليه السلام لا ينافي مساواتهم في فضل الزيارة , ويتحمل أن يكون المعنى أنهم مشتركون في أن لزيارتهم فضلاً عظيماً , لكن زيارتهما أفضل , لفضلهما , والرأي الأول اظهر وذكر الخطيب البغدادي في ( تاريخ بغداد1: 120) بإسناده عن علي بن الخلال قال: ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر عليه السلام وتوسلت به الا سهل الله لي ما أحب , كما ذكر أنه رأى في بغداد أمرآة تهرول , فقيل لها : إلى أين ؟ قالت: إلى موسى بن جعفر, فانه حبس ابني, فقال لها حنبلي: انه قد مات في الحبس ( أي الإمام مات محبوسا ً فكيف يتوسل به لنجاة محبوس ! وكان في قوله هذا لهجة استهزاء ) فقالت المرأة : بحق المقتول في الحبس , أن يريني القدرة , فإذا بابنها قد أطلق , واخذ ابن المستهزئ بجنايته , الخطيب البغدادي ((ما أهمني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به الا سهل الله تعالى لي ما أحب )) تاريخ بغداد , دعاء موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام ):بسم الله الرحمن الرحيم , ياخالق وياباسط الرزق . ويا فالق الحب , ويا بارئ النسم , ومحيي الموتى ومميت الإحياء , ودائم الثبات ومخرج النبات , افعل بي ما أنت اهله فانك اهل التقوى واهل المغفرة ,
صادق غانم الاسدي