نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

مطربات عراقيات من الزمن الجميل




 
المطربة الست رحلو جرادة


قبل اعلان الدستور العثماني و بزوغ شمس الحرية ماكانت مسارح الملاهي تشيد خاص بها بل كانت تشيد في مقاهي مثل مقهى - سبع - في الميدان وقد شيد مسرح بها فوق سطح المقهى صيفا . وفي عام 1913 ارتات بلدية بغداد ان تشيد مسرحا للرقص و الغناء ترفيها لسكان بغداد وشيد الملهى و شاركت فيه المغنيات مثل بديعة لاطي و اختها خانم لاطي و في بداية احتلال بغداد شيد ملهى - ماجستيك - ثم سمي - الهلال - في الميدان رقصت فيه الراقصة التركية - آلن - كما عملت فيه ايضا - ماريكا دمتري - ثم انشيء بعد ذلك ملهى في الشورجة غنت فيه - روزة نومة - و الراقصة - هيلة - كما شيد القهواتي - سبع - مسرحا وسط حديقة الميدان عملت فيه الراقصة رحلو جرادة - كما شيد حسن صفو مسرحا في مقهى - الشط - حيث غنت فيه - طيرة المصرية - وفي سنة 1916 شيد ملهى - الشط - وقد غنت فيه المطربة - روزة نومة - وقد اتسع الملهى عام 1917 فعملت فيه اختها - ليلو نومة - وبعد ذلك شيد مقهى - طويق - الذي عملت فيه الراقصة - آلن - و الراقصة - ماريكا دمتري - والدة المطربة عفيفة اسكندر .


المطربة جليلة العراقية – ام سامي


المطربة منيرة الهوزوز


منيرة الهوزوز واسمها الحقيقي `منيرة عبد الرحمن` ولقبت بالهوزوز لكونها أول مطربة عراقية غنت الأغنية الشعبية -الهوزوز- وقد عرفت برقة وعذوبة صوتها . ويختلف المؤرخون في تاريخ ولادتها بين 1890 و 1900 ، ولكنها عاصرت سليمة مراد وإن كانت سليمة باشا قد سبقتها في مجال الفن والطرب ولم يكن لهما منافس في الغناء الشعبي العراقي . وفي العشرينات من القرن الماضي ذاع صيت منيرة الهوزوز عن طريق أغانيها المسجلة على الأسطوانات ( حيث شاع استعمال الفونوغراف ذلك الوقت في لببيوت والمقاهي ) ، وكانت إحدى شركات التسجيل الأجنبية قد جائت إلى بغداد ، وقامت بتسجيل الأغاني والبستات الشعبية والمقامات العراقية وكانت منيرة واحدة من مطربات الملاهي البغدادية ، إلى جانب مجموعة من المطربات أمثال جليلة أم سامي وبدرية أنور سليمة مراد وخزنة إبراهيم وغيرهن. كانت بدايتها في ملهى الهلال في الميدان ، وتنقلت من ملهى إلى آخر إلى أن اعتزلت الفن عام 1940 وهي لم تبلغ الخمسين بعد بسبب إصابتها بالمرض ، وماتت في بداية الخمسينات من غير أن يحس بها أحد بعد صيت عريض وأموال وفيرة والعشرات من المعجبين من حولها ذلك الوقت.. وقد ضل يردد بعد موتها الناس كلمة يا عيني عالهوزوز إلى ان أصبحت مثل شعبي دارج .


وقد قال الرصافي قصيدة في منيرة الهوزوز :


منيرة هل سمعتم ( منيرة ) قد افاضت من بديع الغناء في كل فن


مذ اقرت برقصها كل عين و استرقت بصوتها كل اذن


رقصها يرقص القلوب على انن غناها عن المزامير يغني


هي ان اقبلت بثينة عطف اقبلت بالمهفهف المطمئن


وهي ان ادبرت بهزة ردف ادبرت بالمرجرج المرجحن


خلق الله صوتها العذب كيما يعرف الناس كيف حسن


التغني وبراها ممشوقة القد كيما يعرف الناس كيف حسن التثني


بنت فن غنت لنا فسقتنا من افانين لحنها بنت دن


سحرتني مذ اقبلت تتثنى فكاني مذ اقبلت لست مني .


المطربة الست بدرية انور


هي من المطربات ذات الجمال الاخاذ و الصوت الذي لا يقل جمالا


رددت كل الاغاني القديمة وعند اشتهارها غنت على مسارح بغداد و في ملاهي بغداد ، و عند نجاحها بعدما اصبحت حديث الناس بفنها دعتها شركة الجرامافون لتسجيل بعض اغانيها .


اتخذ الموسيقار العراقي الكبير عزوري هارون العواد موقفا مضادا منها حتى لا تؤثر على رواج الحانه التي اعدها للشركة لذلك .


ففي البداية سجلت اغنية الدللو و استطاعت التسجيل لبعض الالحان التي غنتها بعد ذلك لاحقا .


ولها قصة طريفة معروفة هو في عام 1928 م عندما ذهبت للغناء في ملهى نزهة النهر في بداية حياتها الفنية طلبت ان تغني بالعبائة لاسباب شخصية و ما كان من صاحب الملهى الا ان يرضخ لها فكلف احد الملحنين بتلحين اغنية عن العبائة حتى يبرر لبسها للعبائة فتم تلحين اغنية يام العباية عبايتج حلوة المشهورة .


المطربة نجاة


ولدت عام 1923م ببغداد و اسمها الحقيقي لويز يعقوب


وكانت من عائلة بغدادية فقيرة


دخلت المدرسة الاهلية للبنات للدراسة


دخلت بعدها مدرسة التمريض و عملت عند تخرجها في المستشفى المجيدية ببغداد لتعيل عائلتها .


و في سن العشرين تحولت للغناء و كان اول عملها في ملهى الفارابي تغني الاغاني الخفيفة حينها .


انتقلت للغناء في ملهى الجواهري نفس الملهى التي تغني بها المطربة الكبيرة سليمة باشا مراد و في يوم من الايام غنت امام المطربة سليمة مراد ( ابوذية ) وهي من الغناء الصعب و فاعجب بها الجمهور كثيرا مما اثار المطربة سليمة مراد فتم طرد المطربة نجاة من الملهى بصورة قاسية فقامت تغني في الافراح و الاعراس حتى غادرت العراق .


و في الخارج استمرت تغني الاغاني العراقية بصوتها الجميل و قد لحن لها الموسيقيين يوسف زعرور الصغير و صالح الكويتي و البير الياس و غيرهم اغاني كثير و قد كتب لها شعراء مثل الشاعر العراقي الكبير ابراهيم عوبيديا اغاني .


ذكرت المطربة للاذاعة البريطانية ال في حديث لها عن مدى رغبتها و حلمها بالعودة لبلدها العراق .


توفيت بشكل مفاجيء عام 1989م وهي جالسة في منزلها بدون ان تحقق هذه الامنية .


المطربة سلطانة يوسف


ابتدات شهرتها من عام 1927 ببغداد بملهى نزهة البدور ، سافرت الى الموصل لتغني هنالك ثم عادت لبغداد لتسجيل اسطوانات منها 22 اغنية ؛ يلمنحدر خذني وياك - اشلون اصبر الروح - يكفي الهجر يهواي - ليش ليش ... الخ .


ثم عادت الى الموصل لتستقر نهائيا هناك حتى وفاتها .


المطربة صديقة الملاية


صديقة الملاية (1901 - 1969) مطربة من العراق ولدت في بغداد اسمها الحقيقي فرجة عباس ، لكن ثبت اسمها في النفوس صديقة الملا صالح موسى مواليد عام 1901 . كانت نجمة ليالي الطرب منذ العشرينيات من القرن الماضي حتى حلول الستينيات منه . بدأت صديقة الملاية حياتها ( ملاية ) في الافراح والاتراح ثم احترفت الغناء عام 1918 وسجلت عام 1923 مجموعة من الاسطوانات ، وهي أول مطربة غنت في دار الاذاعة عام 1936 . سجلت عام 1923 مجموعة من الأسطوانات. كانت صديقة الملاية مطربة دائمة الحضور في ` ملهى الشورجة ` القريب من سوق الشورجة آنذاك ، لكن الزمن لعب دوره القاسي في حياة هذه المطربة ، حيث لم تحتفظ لها مكتبات الأشرطة إلا بالقليل والنادر من أغنياتها الكثيرة ، وتعد الفنانة صديقة الملاية من أشهر المغنيات العراقيات الذين ذاع صيتهم في منتصف القرن العشرين . من أغانيها التي اشتهرت بها هذه المطربة والتي لا تزال تتردد على ألسن العراقيين أغنية ` الأفندي ` و` الجار خويه الجار ` و` يا صياد السمك ` و` فراقهم بكاني ` و` على جسر المسيب ` و `ياكهوتك عزاوي ` وغيرها الكثير من الأغاني العراقي التي تعد في وقتنا الحاضر من أهم الأغنيات التراثية العراقية ، ولها أغنية ذات خصوصية مميزة ، وهي الأغنية التي قامت بنظم كلماتها حين سماعها في 13 تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1929 خبر انتحار رئيس الوزراء العراقي عبد المحسن السعدون أيام الحكم الملكي على العراق ، إلا أن هذه الأغنية اختفت بقرار سياسي آنذاك .


توفيت صديقة الملاية في شهر نيسان من العام 1969 عن عمر يناهز الثماني والستين عام ، فقد كانت مطربة بغداد التي يشار اليها بالاصابع العشرة لكن الزمن لعب دوره القاسي في حياة هذه المطربة وقلب لها ظهر المجد فرحلت وهي لا تملك من الحياة سوى اسمال من الثياب خاوية الجيوب ، مطربة بدايتها الشهرة والعيش الرغيد ونهايتها العسر والشقاء .


المطربة سليمة مراد ( الباشا )


سليمة مراد مطربة من العراق لاتوجد معلومات عن سنة مولدها لكن أكثر المصادر تشير إلى انها ولدت في محلة طاطران ببغداد عام 1905. تعد سليمة مراد إحدى قمم الغناء العراقي منذ أواسط العقد الثاني من القرن المنصرم ، حيث احتلت مكانة مرموقة في عالم الغناء العراقي . سليمة مراد كغيرها من مطربات بغداد نشأت في بيئة بغدادية وتعرفت عل الجوق الموسيقى وعلى الجالغي البغدادي ، وعلى مشاهير المطربين والعازفين آنذاك . كانت سليمة مراد متدينة بالديانة اليهودية الا انها لم تغادر العراق أيام حملة تهجير اليهود إلى إسرائيل ، عندما عمدت الحومة الملكية العراقية إلى إسقاط الجنسية العراقية عن كل اليهود لإجبارهم على الرحيل إلى إسرائيل ، وبقيت في العراق حيث استمرت في ممارسة الغناء حتى السنوات الأخيرة من عمرها . وقد حذت حذوها الفنانة سلطانة يوسف حيث كانت الأخيرة يهودية الاصل أيضا . تحولت في آخر أيامها إلى إدارة الملهى الذي فتحته بالإشتراك مع زوجها المطرب ناظم الغزالي الذي غنى العديد من أغانيها القديمة، لأنها وكما هو معروف قد سبقته في الغناء وعند وفاة ناظم الغزالي بصورة مفاجئة أُتهمت سليمة مراد بأنها هي التي قتلت زوجها المطرب ناظم الغزالي الذي كان يصغرها بسنين عديدة ، لكن الدلائل اثبتت عكس ذلك وكانت وفانه بدايو انتكاس لها . كانت سليمة مراد تكبر المرحوم ناظم الغزالي بسنوات وكانت تشكل بالنسبة له الصديقة والمعلمة والزوجة ، وقصة زواج سليمة مراد من ناظم الغزالي كان قد مهد لها بتاريخ 8 كانون الثاني سنة 1952 في إحدى البيوت البغدادية، عندما شاركا سوية في أحياء حفلة غنائية فخفق قلبيهما . وبعد سنة من ذلك إلقاء تم زواجهما سنة 1953 وقد علقت المرحومة سليمة مراد على قصة زواجهما ` طوال مدة الزواج كنا نتعاون معا بوصفنا فنانين على حفظ بعض المقامات والبستات، وغالبا ما كنا نبقى حتى ساعة متأخرة من الليل نؤدي هذه الأغاني معا ونحفظها سوية. وعن وفاته قالت معقبة ` وفي يوم وفاته كنت قد عدت من بيروت في حوالي الثانية عشر وعشرة دقائق ظهرا. توجهت نحو البيت فشاهدت جموعا متحشدة من الناس في الباب. وعندما اقتربت منهم كي استعلمهم لم يخبروني فيما كانت عيونهم تنبئ بوقوع كارثة. دخلت مجنونة اركض إلا إن – روزة – فاجأتني قبل أن أسالها بحقيقة المأساة ، بعدها تهالكت عند مدخل البيت ولم أفق من غيبوبتي إلا بعد أن اكتظ البيت بالزحام`. حصلت سليمة مراد على لقب (باشا) من رئيس وزراء العهد الملكي نوري السعيد الذي كان معجباً بها ، كما حصلت على مديح كوكب الشرق أم كلثوم التي زارت العراق وغنت في ملهى الهلال عام 1935 . وقد غنت سليمة عدة اغاني من الحان صالح الكويتي وداود الكويتي وسليم زبلي وغيرهم ومن أشهر اغانيها (ايها الساقي اليك المشتكى) و(قلبك صخر جلمود) و(يا نبعة الريحان) و(الهجر) وغيرها. وتوفيت سليمة مراد في أحد مستشفيات بغداد في الساعة الرابعة عصرا في يون الثلاثاء المصادف الأول من كانون الثاني عام 1974 بعد أن تجاوزت السبعين من عمرها وهي تكتم في نفسها حسرتها في اصدامها بوفاة زوجها.يصف الشاعر المرحوم عبد الكريم العلاف سليمة مراد بقوله ` اشتهرت بلقب سليمة باشا وظلت محافظة عليه لا تعرف إلا به إلى أن أصدرت الحكومة العراقية قانونا بإلغاء الرتب العثمانية. فصارت تدعى سليمة مراد وسليمة مغنية قديرة آخذت من الفن حظا وافرا وصيتا بعيدا فكانت فيه البلبلة الصداحة المؤنسة` .


المطربة زكية جورج


أول مغنية عراقية في الثلاثينات


اسمها الحقيقي فاطمة ، ولدت في مدينة حلب ، جاءت الى بغداد عام 1920 مع شقيقتها علية ، لتعملا كراقصتين في المقاهي ( الملاهي ) المنتشرة في بغداد انذاك ، وقد عملت زكية في ملهى صالح بطاط سنة 1926 ولكنها سرعان ما جذبت الأنظار إلى صوتها الدافئ ساعدها في ذلك اتجاه الشعراء والملحنون اليه والاهتمام بموهبتها .


ومن هؤلاء اكرم أحمد وكمال نصرت الذي ذاب بها حبا وخلدها في ديوانه الشعري الذي طبع بعد موته ، وفيها الكثير من القصائد التي تغنى بحب زكية ، ومنها :


مم سليمى من منيرة


انت بالفن كبيرة


انت بالسن صغيرة


انت بالفن كبيرة


وفي قصيدة سلطان الحب يقول :


انا اهواك سمية


والهوى شربليه


هو حلو هو مر


وبه تحلو الاذيه


تعد زكية جورج أول مطربة غنت في الاذاعة العراقية بعد تأسيسها وتميزت بأغانيها البغدادية الشجية ومن أغانيها الشهيرة :


هذا مو انصاف منك ، كلبك صخر جلمود ، خدري الجاي ..


في عام 1955 توقفت عن الغناء وتركت العراق وعادت الى حلب وظلت تعمل في حياكة الملابس حتى وفاتها عام 1966 اما كمال نصرت فانه تحول بغزله الى الفنانة عفيفة اسكندر ، وعلى الرغم من ان زكية قد غادرت العراق فقد كانت ولا تزال تعتبر من مطربات العراق الاوائل .


المطربة عفيفة اسكندر


ولدت في الموصل عام 1927 من أب عراقي مسيحي وأم يونانية. وعاشت في بغداد. غنت في عمر خمس سنوات وكانت أول حفلة احيتها بعمر 8 سنوات في اربيل. لقبت بـ (منلوجست) من المجمع العربي الموسيقى كونها تجيد ألوان الغناء والمقامات العراقية. وهي من عائلة مثقفة فنياً والدتها كانت تعزف على اربع آلات موسيقية وتدعى (ماريكا دمتري) وكانت تعمل مطربة في ملهى هلال عندما كان يطلق عليه اسم (ماجستيك) وانشيء بعد احتلال بغداد في منطقة الميدان بباب المعظم ، كما هو حال بقية الملاهي التي ظلت تعمل إلى عام 1940، وكانت والدتها المشجع الأول وكانت تنصحها دوماً بأن الغرور هو مقبرة الفنان . تزوجت وهي في سن ال(12) من رجلعراقي أرمني يدعى `اسكندر اصطفيان` وهو عازف وفنان قدير وكان عمره يتجاوز ال(50) عاما عندما تزوجا ، ومنه أخذت لقب `اسكندر` . ظهرت لاول مرة على المسرح في ملهى صغير بمدينة اربيل في اواسط الثلاثينيات وكانوا يسمونها (جابركلي) أي `المسدس سريع الطلقات`... واتت هذه التسمية من صفة الغناء الذي ادته حيث غناء سريعا نتيجة لصغر سنها وعدم نضوج صوتها آنذاك.. واول اغنية غنتها في أربيل كانت بعنوان(زنوبة) وهي بعمر 8 سنوات. بدأت مشوارها الفني عام 1935 في الغناء في ملاهي ونوادي بغداد وغنت في ارقى ملاهي العاصمة بغداد حينها مثل ملهى (الجواهري) و(الهلال) و(كباريه عبد الله) و(براديز)... واستطاعت عفيفة بنباهة تحسد عليها ان تتعلم وتتأقلم مع اجواء الفن.. وبسرعة تحولت إلى نجمة من نجوم الفن ، كانت حينها شابة مغناج وذكية جدا. والتف حولها شخصيات مهمة وذات مكانة اجتماعية.. وغنت لهم المونولوجلمدة (5-6) دقائق باللغة التركية والفرنسية والألمانية والإنكليزية، وعملت مع الفنانة (منيرة الهوزوز) والفنانة (فخرية مشتت).. غنت يوم 2-5-1956 ومباشرة بعد مراسيم افتتاح التلفزيون العراقي من قبل الملك فيصل الثاني .


المطربة زهور حسين


في نهاية الثلاثينات شهدت ساحة الغناء والطرب في العراق تطورا ملحوظا في هذا المجال وذلك من خلال بروز مطربين ومطربات قدموا عطاء غنائي زاخر ومن تلك الاصوات... صوت جميل يحمل الحنان والعاطفة (تتخلله بحه محببة للقلوب) هكذا قال عنها عباس جميل انها المطربة الراحلة (زهور حسين) .


بدأت هاوية وظلت تشدو في المناسبات والحفلات الخاصة والتهاليل والمدائح النبوية والدينية التي تقام في مدينة الكاظمية. فمن هذا الباب دخلت عالم الغناء.


فمنذ ذلك الوقت ذاع صيتها بين مطربي وعشاق الغناء بادائها الجيد وصوتها الذي أخذ يناجي المحبين بمفردات وألحان أغانيها الجميلة.. وبفطرتها الفنية المفعمة التي جاءت عن طريق سماعها للاغاني القديمة التي كان يرددها كبار المطربين آنذاك.


انطلق صوت زهور حسين فجأة يغرد على مسرح ملهى الفارابي حيث أحييت حفلا غنائيا وبسرعة لا فتة إذ حقق مكانة مرموقة فقد قدمت وصلات غنائية ادائية مذهلة نالت الاجاب واستحوذت على قلوب ومسامع الحاضرين ومنذ الفرصة الأولى أتيحت لها في تلك الملهى بدأت زهور الانطلاق وظهرت أكثر من مرة في تلك السهرات وسارت في خط تصاعده وعندما بدأت ملكاتها الفنية تنمو وتتطور استطاعت أن تفرض صوتها على الملحنين في تلك الفترة.


مما حدا بهم إلى أن يقدموا ألحانهم لها. أمثال رضا علي وخضر الياس وسعيد العجلاوي ثم راحت تشدوا بالحانهم حتى دخلت الإذاعة عام 1942م وغنت أجمل ما عرفت به هو مقام (الدشت) التي كانت تؤديه بالشعر العربي الفصيح. وأخذت شهرتها تتسع على نطاق اوسع من خلال المذياع.. ومن خلال تواجدها في دار الاذاعة تعرفت على الملحن القدير عباس جميل فانسجما اثنان معا. حتى أصبحت له علاقة روحية صميمية معها مما جعله يلحن أكثر أعماله لها والتي تقدر بـ(60) أغنية منها: (أخاف أحجي وعليّ الناس يكلون) فكانت هذه أول اغنية قدمها لها عام 1948م و(آني إللي اريد احجي) و(يم اعيون حراكه) و(هله وكل الهله) و(جيت يهل الهوى) و(غريبة من بعد عينج يايمه) و(سوده شلهاني) و(لوله الغرام حاكم) والعديد من الأغاني لا يتسع المجال لذكرها. وتجدر الاشارة أن آخر لحن قدمه لها هو من كلمات (الشاعر النائي الراحل عبد الكريم العلاف).


وين ابن الحلال الشاف محبوبي


يردلي لهفتي وحظي ومطلوبي


لكن زهور لم تؤديها بسبب رحيلها المفاجئ.. لقد تألقت زهور حسين.. وأبدعت.. بصوتها المطعم بالحيوية.. والممتلئ عذوبة وشجنا.. والذي يمتد على مساحة واسعة في القرار والجواب من خلال اختيارها ألحان مشحونة بالطرب وممزوجا بالتراث الريفي والبغدادي الاصيل.


لكن يد المنون أختطفت (زهور) وهي في اوج مجدها وقمة عطائها الفني في عام 1964 بحادث انقلاب سيارة في طريق ـ الحلة ـ الديوانية ـ عند ذهابها لزيارة زوجها المسجون في سجن السماوة ورحلت رحلتها بسرعة لكنها ما زالت حاضرة في نفوس وذاكرة محبيها .


اما الاطوار التي غنتها زهور حسين هي : ( الدشت ، العنيسي ، المحبوب ، المستطيل ) .


المطربة لميعة توفيق


لميعة توفيق مطربة عراقية ولدت في بغداد عام 1937 . واحدة من مطربات بغداد الشهيرات والتي كانت تغني باللهجة البغدادية. نشأت في وسط فني يحب الغناء الريفي . أكملت دراستها الثانوية في مدرسة الكرخ ثم دخلت مدرسة الموسيقى عام 1950 وتخرجت من معهد الفنون الجميلة في عام 1959، وعندما عرفت بحلاوة صوتها تقدمت إلى الاذاعة عام 1953 وغنت عدد كبير من الاغاني ، وعندما بدأ بث تلفزيون بغداد عام 1956 قدمت العديد من الحفلات التي جعلت صوتها ولونها الغنائي معروفاً ، سافرت إلى العديد من الاقطار العربية والاوربية ذلك الوقت لتحيي حفلاتها . ماتت لميعة توفيق عام 1992 بسبب مرض عضال ودفنت في مقبرة الكرخ في بغداد .‏ وتركت أرثاً كبيراً من أغانيها المسجلة في إذاعة بغداد . غنت لميعة أطواراً من `الأبوذية` و`السويحلي` و`الهجع` و`النايل` وهو فن عراقي يتصف بالحنين والعواطف الجياشة حيث أبدعت فيه هذه الفنانة الكبيرة.. ومن أغانيها الشهيرة : شفته وبالعجل حبيته والله ، نيشان الخطوبة ، هذا الحلو كاتلني ياعمة ، يلماشية بليل الهلج ، يمه إهنا يمه ، جينا انشوفكم ، العايل ما إله حوبة ، يايمه انطيني الدربين .


المطربة احلام وهبي


أحلام وهبي من المطربات العراقيات اللواتي تغنن بالاغنية البغدادية في زمن ازدهارها . اسمها الحقيقي `سهام` ولدت في البصرة عام 1938 وعاشت في بغداد، وهي ابنة الفنانة الكبيرة منيرة الهوزوز .


وعندما بدأت أحلام تعي الفن كانت والدتها منيرة الهوزوز قد أعتزلت الغناء بينما واصلت أحلام أرتياد دور السينما ومش