نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

نقابة الفنانين العراقيين في الديوانية تحتفي بالمخرج عزيز خيون والدكتورة عواطف نعيم وتطالب بقانون لحماية الفنان....تحسين الزرگاني

لم يمنعهم الحزن والذهول بعد سماع نبأ استشهاد المخرج والإعلامي العراقي هادي المهدي من إحياء حفلهم الذي أقاموه على شرف المخرج الفنان عزيز خيون والدكتورة عواطف نعيم .


حيث نظمت نقابة الفنانين العراقيين في الديوانية حفلا لتكريم المخرج عزيز خيون وشريكته الدكتورة الفنانة عواطف نعيم ووضع مسودة لقانون حماية الفنانين تحتضنه محافظة الديوانية .

وقال المحتفى به خيون خلال الأمسية ان مسيرة امتدت لأكثر من ثلاثين عاما ، كانت لعبة في بادئ الأمر إلا إنها تحولت لورطة حقيقية فيما بعد ، وقد يكون السامع لهذه الجملة يتصور بأن هناك عملا تراجيديا ،بالرغم من أن هذه الورطة حملت معها من الجمال ما صيرني بشرا ، لتكون في آخر الأمر رسالة وهذه الرسالة تتحول إلى هم جمالي ليكبر الذات حتى يصبح بحجم الوطن ، وأن أتمنى من الزمن والآخر في أن تكون دقيقته بيوم ويومه بسنة كي تمسك بترانيم هذا المشروع ، وان تحول هذه الأحلام الشخصية والجمعية على مشاريع حقيقية تمنح الإنسان شيئا من السعادة للمواطن باتجاه الوطن ومن ثم الاشمل ، فكيف نصير من الجمال عامل استفزاز ، أو نزرع في وسط التصحر حدائق غناء ، من الحلم إلى المشروع ليكون الجمال منحوتا بالعمل المثمر والرفقة النبيلة لتعطي ثمار الفن والذوق .

وبين خيون أن الإنسان لا يمكن له أن يصنع رفقة تضاهي رفقة المسرح ففيه تتكون أجمل وأروع الصداقات وفيه أحلى الذكريات وه مصنع المشاريع فالمسرح الذي أضعف اليد ليقوي بها العقل ليجعلك مبتهجا على الدوام ، ليكون حلما جميلا يصبوا لمجتمع أرقى لمدن أجمل ، كنا فقراء وأغنياء في المسرح ،

ويروي خيون ذكرى له في العام 1969 بمدينة النجف الأشرف ، إذ كانوا صبية يظنون إنهم يلعبون فقدموا عرضا وإذا بالجمهور يصفق لهم بحرارة ، فسألت نفسي لحظتها ماذا فعلت لأستحق هذا التصفيق ، وما حصل في هذه الليلة كان بداية ورطة الرسالة التي حملناه أنا وزملائي لنتشبث بالمسرح لنوصل رسالة بلد الثقافة والفن إلى العالم أجمع .

كما أذكر في أحدى سفرياتي لألمانيا بكيت عندما مررت في شارع الموكب ببرلين وكنت برفقة الاستاذ الكبير عوني كرومي وكان برفقتنا اكبر بروفسور في فن المسرح الالماني فسألني لماذا تبكي ؟ نحن حافظنا على هذا الإرث ونقلناه حجراً حجراً لنبقي تاريخنا . فقلت له انا لا ابكي على الآثار بل ابكي لأني بحاجة لهذا الإنسان الذي عمل سور مدينته من سيراميك مفخور لا يشبه احدها الآخر بالوان غايةً في الروعة والجمال ، لذلك عندما نتكلم عن مسرح يجب ان نتحدث عن مسرح بقياس أولئك . فإن احببت المسرح سيعطيك وقته وأن خادعته يوفقك في مكانك لأنه كائن يتنفس ويحب ويرفض . ولكن علينا أن نتحلى في الأمل لأن الفن أسرة مجاورة لجميع الأذواق والثقافات والآداب باختلاف ادواتها ،والفن مجموعة أنهار تكون بحر الجمال ، فكم أديب ونحات وتشكيلي غادر أكاديميته ليبدع في الرواية والمسرح ، فلا عنوان لرفقتنا ، سوى حلم أسمه العراق ، ممزوج بإصرار عنوانه الحضارة العراقية ، واللون العناد والطعم والدم والإبداع والتراب والدم العراقي ، وهو ما يميزنا وعلينا أن نحلق في عالم المسرح والفن والجمال بهذا الكم الكبير الذي نحمله معنا من تاريخنا في الماضي والحاضر .

وللأسف فأن الفنان لم يلمس من التغير شيئا بين حقبتين هما ما قبل سقوط النظام السابق وبعده ، حيث كان الفنان يعاني ويتخوف من الموافقة على النص وإن تمت الموافقة على عرضه فإنه بدون ميزانية لكن الفنان رغم تصفير تلك الميزانية كان منتجا ، والحقبة الثانية يصعب فيها إنتاج المشاريع لما شهدته الساحة الفنية والذوقية من تغيير وظهور ألوان وأشكال من المنقصات المختلفة ، ولكن وبرغم ذلك كله فأن العراقي رجالا كان او امرأة سيبقى مبدعا خلاقا ، وأملنا بأنهم من سيكسر حالة الجماد .

وختم خيون حديثه قائلا : اني ممتن لهذه الاستضافة من مدينة عزيزة على قلبي ففي هذه المدينة كانت لي ذكريات جميلة ,وهذه المبادرة التي قدمها الإخوان في نقابة الفنانين المتمثلة بالفنان حليم هاتف وحسين العراقي وعلي الطرفي والعديد من الوجوه الفنية والشخوص الكبيرة في عطائها كي اقرأ لكم تجربتي في المسرح ونناقش العديد من الأمور التي تخص الفن والفنانين وكيف يجب ان نرى الفن وكيف يرانا كمنجز خلال الأعوام الأخيرة ،ولقد أصبح موضوع قانون حقوق الفنانين الهم الأكبر وما يتصدر جلسات الحوار الفنية وهنا ارتأينا مع زملائنا في النقابة بان تكون هذه المدينة المعطاء مهدا للمطالبة بوضع مسودة لتشريع قانون حقوق الفنانين والتي طرحت في هذه الليلة أضافة وعلق عليها كل الفنانين وأضيفت لها العديد من النقاط والبنود وستكون هناك أمسيات أخرى وتنسيق مع لجان فروع النقابة في المحافظات الأخرى كي نستطيع ان نتوصل الى مسودة تراعي جميع شرائح الفنانين والتي هي كالأسرة الواحدة بأطياف مختلفة لكي نضمن انه سيقدم الخير للفنان ونعاهد الفنانين إنني أول من سيستمر في المطالبة نظرا للثقة التي أولاها الي احبتي في الديوانية بمتابعة تطورات المشروع وتنظيم اللقاءات الأخرى في سبيل الوصول الى الغاية المنشودة من القرار وعلينا ان نستمر في المطالبة بعد الاتفاق على المسودة ومراعاة الأمور القانونية والدستورية للضغط على البرلمان لتشريع القرار او على الأقل تعديل قانون نقابة الفنانين الصادر في العام 1969 الذي جاء تعديله عام ضد حقوق الفنان لصالح الدولة ففيه من السلبيات الكثيرة التي تجعل من الفنان عبدا خاضعا لدولة الدكتاتورية ، وهو ما يوجب على المسؤول ان ينظر بعين الاعتبار الى حجم المعاناة والرسالة التي يحملها الفنان ويقدمها على شكل دراما للمجتمع ، وكما قال ستانسلافسكي ( أعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا ) لتكون الثقافة الحصن والدرع في مواجهة التحديات التي طرأت على مجتمعنا من خلال تطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا والتي تصب في اتجاهات مختلفة منها ما يقدم للناس الجيد والمفيد ومنها ما لا يقدم إلا التناحر والخلافات .

من جهتها قالت الدكتورة والفنانة (عواطف نعيم ) ان مقولة وراء كل رجل عظيم امرأة معكوسة بالنسبة لي فأقول وراء كل امرأة رجل ، فخيون أنار لي دربي وتنازل عن كثير من حقوقه الزوجية من أجل أن يراني أمامه متصدرة قادرة على العطاء ، كنت أحس في نظراته روح الفخر ممزوجة بالحب والتفاني لمعشوق طالما قدمه أمامي وأمام كل الناس كان العراق حبيبه وروح الوطن غايته وحفظ الماضي وتاريخه أهم حتى عنده من الحياة ، كنت ألمس فيه دفء المشاعر الصادقة التي يأخذني فيها دون عناء لنجتمع مع باقي الزملاء تحت شجرة العراق الوارثة وحديقته الغناء .

وتبين نعيم أن وضع مسودة لإقرار قانون او تشريع يحمي حقوق الفنانين العراقيين أسوة بباقي النقابات خاصة ما استطاعت نقابة الصحفيين مؤخرا من انجازه بإقرار قانون حماية الصحفيين من كل ما قد يصيبه من ضرر اثناء القيام بعمله ، اصبح لزاما علينا ان نعيد النظر في قانون نقابة الفنانين الذي شرع في عام 1969 وعرض الى التعديل في عام 1981 ولم يصب ذلك التعديل في مصلحة الفنان بل في مصلحة الدولة العراقية آنذاك ، وهنا نقول وبصياغة جديدة وضع ضمانات لحقوق الفنانين جاءت بها المسودة ، فمن حق الفنان ان يكون له قانون يضمن حق التقاعد والعيش الكريم والضمان والرعاية الصحية وتوفير السكن الملائم من خلال بناء مجمعات سكنية خاصة بهم تباع عليهم بأقساط مبسطة ، وخصم خاص بأجور النقل في السفر ، وتخصيص مقاعد دراسية خاصة بالفنانين للدراسات الأولية والعليا ، وان يخصص للفنان العراقي صوت في البرلمان من خلال لجنة يرشحها الفنانين لهذا الأمر .وتأكيد على أهمية وضرورة الفنان العراقي بوصفه جزء من الثقافة والأعلام ، وحماية حقوق الفنان العراقي في تعامله مع الفضائيات التي تنتج الأعمال الدرامية السنوية .

وذكر نقيب الفنانين في الديوانية الفنان حليم هاتف لقد تبنت النقابة في الديوانية مشروع وضع مسودة لرفعها للبرلمان العراقي من اجل أقرار قانون حقوق الفنانين أسوة بالصحفيين الذين حصلوا على مؤشرات كبيرة وخصوصيات مفيدة نتيجة أقرار قانون حقوقهم فلقد قمنا مع الدكتورة عواطف نعيم والفنان عزيز خيون ولمدة تجاوزت ثلاثة أشهر بالعمل على دراسة هذا الأمر مع الإخوة في المقر العام لكي ننهض بهذه الشريحة بغية إقرار قانون حمايتهم .

أما الفنان سعد هدابي فيقول يجب أن يرتبط بالواقع ارتباط ديناميكي متحرك فعليه ان يكون هناك ثوابت وهذه الثوابت هي قانون والذي شرع في عام 1969 ولم يحقق حتى بعد تعديل عام 1981 سوى تغييب الفنان ومصادرة حقوقه ، ونرجو ان يكون هناك تشريع مهم لقانون جديد او على الأقل تعديل قانون عام 1969 .

وأشار الفنان والمخرج منعم سعيد , يجب ان يكون هناك قانون وان يكون هناك تغيير وأسس متينة تخص الفنان وحده أسوة بإخواننا الصحفيين ونسعى الى الوصول لنتائج ايجابية في هذا الموضوع .

فيما يرى الفنان حسين العراقي ان هذه الخطوة جاءت متأخرة فمن المفترض ان تأتي في وقت سابق أي عام 2004 او 2005 فالفنان العراقي مضطهد منذ تأسيس نقابة الفنانين في عام 1969 وجاء التعديل على القانون في عام 1981 ضد مصلحة الفنان واضطهاد له ولم يأتي في مصلحته ليكون الفنان تحت أوامر أجندة النظام البائد .

واليوم بادرنا في نقابة الفنانين بمحافظة الديوانية لتعديل قانون نقابة الفنانين ليصب في مصلحة الفنان او طرح مسودة جديدة لعرضها على البرلمان العراقي لأن الفنان اليوم ضائعا ومغيبا ومهمشا ليس له أي ضامن لحقوقه ، فبعد تجاوزه عمر الستين يركن في بيته لا احد يسأل عن كيفية عيشه أو يهتم به ، وعليه فاليوم ومن هنا نرفع الصرخة الاولى للفنان العراقي لتكون مدينة الديوانية أساس التغيير والتشريع لننعم بعيش كريم في ظل ديمقراطية حرة وبرلمانية .