نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

قَصِيدَةُ ما لا يَأْتِي:بقلم:ميثم العتابي



دَعهُ يَأتِي حُزنكَ..



إِن لمْ يَكُن مَدعُواً لِلحَفلِ، فَهو مَدعوٌ لِشُربِ النَخبِ



دَعهُ.. مِثلَ طِفلٍ صَغيِرٍ.. يَأتِي حُزنُكَ



يَخطُّ مَعكَ القَصِيدة.. أَو يُشارِكُكَ إِبتِسامِته البَلهاءْ



دَعهُ.. بِصِيغَةِ الرَجاءِ المُرِّ.. يَأتِي حُزنكَ



حَضّر النَرد، طاوِلة العُمر..



لرَمِي آخرَ حَظٍ خائِبٍ مِن ساعاتِكَ المُتَبقيِة



ولنَجمَع معاً ـــ جَميِعُ مَن فِي الغُرفَةِ مَدعُو أَيضاً ـــ



أَحزاننا.. وَرائِحتنا العالِقَة فِي الأَشياءِ



نَلبسُ قُمصانَ البِئرِ.. لِتَعودَ بَصِيرَتنا.. كَتَجلِي الأَنبِياءِ



أَنْى ليُوسُفَ أَن تَخضَرَ قَدَماهُ بِذاكَ البِئرِ.. أَنْى لَه أَن يَفقدَ تَعرقهُ



لَن يَتَنورَ بِوَجهِ الوَحيّ.. لَن يَحضى بِطَرِيقِ العَودةِ للبَيتِ



قُلنا مِراراً: أَنَ الحَربَ تَنشبُ فِي رائِحةِ الآباءِ.. أَنَ الحَربَ تَكسوُ جِلدَ الأبناءِ



أَنَ الساتِرَ بَينَ الجُندِ دمُوع.. أَنَ الساتِرَ بَينَ الجُندِ.. جُندٌ



وَبِضعَة رَسائل مُطرَزة بِالدانتِيلِ.. أَو قُبل لَمْ يَكتَمِل قَمَرها الشَهري



أَقُلتَ لِيوُسُفَ: أَنَ اللهَ يَعرفُ مَذاقَ الدَمعِ بِوجهِ الشَوُقِ



يَعرفُ.. لَونَ الحُزنِ فَوقَ الثَوبِ المُعَبأ بِالإِنتِظارِ



أَقُلتَ: أَنَ اللهَ يَعرفُ سِرَّ الحَربِ؟



وَسِرَّ نَجاة الأنثى، مِن لَيلِ الوِحدَةِ.. فِي زَمنِ الحَربِ؟



أَقُلتَ: أَنَ نِساءَ الكَونِ تَربصنَ بطَرِيقِ العَودةِ لِيقدَّ وَجه النَهار مِن قُبلٍ..



وَما مِن شَيءٍ.. غيرَ دبر للَيلِ الهَزِيِمةِ.. تُلوحُ فِيه جُثَة قَتيلٍ أَعزَل



أخبِرهُم: أَنَ أَيُوبَ يُماطِلُ فِي مَشفى الحيّ الضائِع



يَستَجدِي تِرياقاً.. وَقتاً مُستَقطَعاً لِلمَشيّ فِي جنازَتهِ الأَخِيرةِ



أَخبِرهُم: قَبلَهُ.. كانَ قابِيل يُجَرِب لُغَة العِصيّ



يُحاوِل إِكتِشاف قِصَة الغُراب، وَالسَوءَة



وَأَنتَ.. مازِلتَ وَنُوح.. تَبحَثانِ عِن مُحرِكٍ جديدٍ لِسَفِينةٍ تَأوّي الأَرضَ



تَقتُلكَ الأَرض.. قَدَماكَ..



شَهيتُكَ المُطلَقة.. لِغَزلِ شِراعٍ وَحِيدٍ فِي يَباسِ العاصِفةِ



يَقتُلكَ أَن لا تَشعُرَ بِقَدَميكَ فِي ليالِي السِلم.. أَو لَذةِ الساقِية



بَينَما لايُعرفُ الحُبُ.. كَما يَغزلِ الأَطفال أَصابِعَهم لَحظَةَ النَوم



يَقتُلكَ أَن تَقولَ أُحبُكِ...



وَقَصدُكَ بِصيغَةٍ أُخرى.. رُبَما أَقرَبُ لِلمَعنى.. بِصِيغَةِ الجَمعِ



يَقتُلكَ... أَنَكَ جِئتَ لِترقُصَ وَسط الشارِع.. تُغادِر مُبتَسِماً



تَصنعُ كائِناتٍ لا تَأبه لِلإشارِةِ الضُوئِيةِ



لِتَبقى مُفرداً تائِهاً.. تَنصُتُ إِلى وَقعِ أَقدامِها فِي حَديِقةِ المُخيلةِ



تَعبرُ بِخفَةٍ... تَهتَزُ المَراجِيحُ فِي حُنجرةِ الأغنيَةِ



ولايَأتِي بَعدها.. حُزنكَ.. أَو لا تَأتِي أَنتَ



لِتُغادِرَ كل القاعَة دُونكَ

ميثم العتابي