نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

مسرحيون شباب يقدمون عملا بإمكاناتهم حول تفجيرات آب الماضي في البصرة


قدم مسرحيون شباب في البصرة، الاثنين، عرضا مسرحيا تناول التفجيرات الدامية التي شهدها سوق العشار في شهر آب الماضي، وتضمن مشاهد بنيت بعضها على روايات شهود عيان لتلك التفجيرات التي تعد الأعنف على مستوى البصرة منذ سنوات.

وقال كاتب المسرحية فائز ناصر في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "مسرحية تداعيات شارع عبد الله بن علي التي عرضت اليوم في قاعة أهلية لإحياء المناسبات الاجتماعية هي محاولة فنية لتجسيد المجزرة التي شهدها الشارع الذي يقع في سوق العشار".

وأضاف ناصر أن "المسرحية كان من المفترض أن تعرض في موقع التفجيرات بمناسبة أربعينية الضحايا لكن غياب الدعم المالي أدى لتأخر عرضها رغم أننا طرقنا أبواب الكثير من المسؤولين المحليين"، مبينا أن "الفنانين أصروا على عرض المسرحية بإمكاناتهم الذاتية مثلما أصر الإرهابيون على تفجير الشارع وحرقوا أجساد النساء والأطفال".

وأضاف كاتب المسرحية أن "المسرحية ذات رسالة إنسانية مفادها أنه يتوجب على العراقيين عدم اعتياد الفواجع والتقليل من حجم المآسي التي يصنعها الإرهاب، لأن الدماء التي سالت في شارع عبد الله بن علي غسلت في صباح اليوم التالي، وطوى النسيان أصحابها، لذا فان المسرحية ركزت على ظاهرة فقدان الذاكرة وربما الضمير بالنسبة إلى البعض"، حسب تعبيره.

وتابع ناصر بقوله إن "من واجب الفنانين المسرحيين الأخلاقي إعادة إنتاج المصائب والمآسي التي يواجهها العراقيون على خشبة المسرح لتأسيس تجارب فنية تدعو إلى السلام ونبذ العنف والتطرف".

من جانبه، اعتبر المخرج المسرحي عصام جعفر في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المسرحية هي خطوة متميزة باتجاه تنشيط الحركة المسرحية بعد أن أصابها الشلل في السنوات الماضية من جراء سيطرة قوى متطرفة على البصرة".
ولفت جعفر إلى أن "فسحة الحرية المتوفرة حالياً في البصرة تسمح بعرض المزيد من الأعمال المسرحية الجادة التي تقترب من الواقع وتحاكي هموم المواطنين"، مشدداً على أن "المسرح في البصرة يجب أن لا ينظر له من خلال الأعمال المسرحية التجارية التي شهدتها المحافظة في غضون العامين الماضيين".
وكان شارع عبد الله بن علي في سوق العشار وسط مدينة البصرة شهد في الثامن من شهر آب الماضي، وقوع ثلاث تفجيرات بسيارتين مفخختين وعبوة ناسفة انفجرت بشكل شبه متزامن، ما أدى إلى مقتل 43 مدنياً وإصابة ما لا يقل عن 185 آخرين، كما دمرت الكثير من المحال التجارية والعيادات والمختبرات الطبية الخاصة وتضررت مبان عامة منها مركز صحي ومدرسة إعدادية وأخرى ابتدائية فيما احترقت بناية مديرية الإشراف التربوي الابتدائي بالكامل وانهار سقف كنيسة مجاورة لها.
وقد أعلنت قوات الشرطة في السادس من شهر ايلول الماضي عن إلقاء القبض على منفذي التفجيرات وسمحت لوسائل الإعلام بتصويرهم وتسجيل اعترافاتهم لكن قائد الشرطة في البصرة اللواء الركن عادل دحام رفض حينها الكشف عن الجهة التي ينتمي لها المعتقلون الأربعة، فيما ترى الحكومة المحلية أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة وقامت لاحقاً بتقديم طلب لوزارة العدل دعتها فيه لإعدامهم في موقع التفجيرات بحضور ذوي الضحايا.
وتعد تلك التفجيرات الأعنف في البصرة منذ سنوات، كما أنها نفذت وفق أسلوب المحاصرة، وهو أسلوب نادر التطبيق من قبل التنظيمات المسلحة التي تستهدف المدنيين في العراق لصعوبة تنفيذه، حيث انفجرت عبوة ناسفة عند مدخل الشارع وعندما هرع الناجون باتجاه الطرف الآخر من الشارع استهدفتهم سيارة مفخخة، ولدى محاولة من تبقى منهم على قيد الحياة الهرب عبر طريق فرعي هو المنفذ الوحيد المتبقي انفجرت في طرفه سيارة ثانية.
سومرية نيوز