نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

الفنان العراقي فؤاد سالم... الغربة وحوارللتأريخ:حاوره حسين محمد

  
فؤاد سالم ابن شرعي  لشط العرب الذي حمله ُ معه في أبهى وأجمل صوره قبل زمن الحروب وهاجر الى المنفى الإجباري  حفاظاً على مبدئهِ (والمبدأ ايمان الإنسان بقضية معينة ) وقد بدأ الغناء عام 1963 متأثراً بسفير الغناء العراقي الفنان  الراحل الأصيل  ناظم الغزالي...
فؤاد سالم تأريخ عريق وحضارة موغلة في القدم الفني وأسهمت في تنوير عالمنا العراقي الذي إختارتهُ أمانينا وتمنياتنا نموذجاً لرسم أوقاتنا بسويعاتها وأيامها شهورها وسنونها الجميلة التي مضت ولا يزال فنّه يعيش بين أضلع العراقيين لأنه صوت شجي يصحبه السمو بالإحساس ورقة النغم وعذوبة وصدق الكلمة....
وقد خاض تجربة وصفها شعب العراق بالمتعة الفنية لغناء قلَ نظيره وعند وقوفه أمام "المايكروفون" يسمونه صنوبر الشاشة وقد فرض حضور في الساحة الفنية بجدارة واستحقاق وبدراية تامة... الفنان فؤاد سالم الذي حصل على أرقى وأنقى وأسمى شهادة يحملها المرء من صبر وتضحية والحفاظ على قضيتهِ ومحاربتهُ لدكتاتور العراق صدام حسين ولكل دكتاتور لكن للأسف عندما أتى الفرج نسوه وتناسوه محبين مصالحهم... فؤاد سالم وحسب ما هو معروف ظهر لأول مرة في أوبريت غنائي في السبعينات الذي أخرجه الفنان قصي البصري ثم ظهر لأول مرة على التلفزيون في برنامج وجه لوجه  وقد تبناه عازف القانون البصري أعلاه  وهو من أطلق عليه اسمه الفني فؤاد سالم لأن أسمه (الحقيقي فالح حسن بريك ) وكانت أغنيته الأولى "يسوار الذهب عام" 1968  وكانت  من كلمات  وألحان هاشم حسين  ... و الآن تعالوا معنا لنتعرف اكثر على عالم هذا الفنان الرائع في هذا الحوار التالي:

الفنان فؤاد سالم كيف وصلتم لهذه المدرسة الراقية؟؟
"إن السنوات التي مضت وتحديداً السبعينات كانت تحمل عصر فني مليء ببراءة الصدق وما زال له منطق مشع وأستطاع صوتي أن يصل إلى قلوب الجماهير ويمثل موقع ومكان لا يمحوه الزمن علماً أن فني قد وزعتهُ بثوب معاصر أكثر قرباً والتصاقاً بالذائقة العراقية وعلى هذا الأساس أصبح فني "حُلم يُكحّل العيون" ...."
كانت بدايتكم الحقيقة في ذيوع صيتكم وأسمكم المقتدر الذي عُرف من قبل شعب العراق كيف تشعرون الآن بما قدمتم من فن وغناء الى العراقيين  والخليج علما ان طربكم ننتظره بفارغ الصبر عندما تظهرون على التلفاز؟؟
" كنتُ أجد بنفسي وأنا حاملاً قناعاتي بمعاني جميلة وجليلة القيم بعد تجربة طويلة مع الغناء قدمتُ به أروع ما حملت الحناجر من طرب في تأريخ الفن العراقي ولازالت كلماتي تجد لها صدى في أذهان محبّي هذا الفن..."

فؤاد سالم فنكم الغنائي شكلهُ إيجابي يبشر نحو بناء أغنية عراقية أصيلة ورصينة تحف بها نُبل الكلمة وشموخها في الأداء والتعبير بدليل أنّ فنكم وكلماتكم يرددهُ الملايين وبات مفخرة لكل فنان وإنسان والعراقي يعتز به يقيناً منه أنكم أسطورة وكفاح...  وواصلتم رسالتكم بصعوبة باهضة الثمن... منفى وأغتراب دامت أكثر من 40 عام لمقارعة النظام الدكتاتوري بالعراق... كيف وصلتم لهذا الموقف المألم  وكيف عايشتموه بفنكم  الرائع؟؟
"باختصار، عانيت خلال غربتي ومنفاي الأمرين من رعب وتهديد ووعيد من قبل ملاحقة أزلام الدكتاتور... و فني الذي قدمته يحمل مذاقاً خاصاً يتغنى بالحب والجمال الحزين والحنين... فما يدفعك على المر غير الأمرّ منه حيث تركت العراق بسبب جاهل العصر صدام الهدام الذي بات جهله أكثر من أبو جهل وكذبه أكثر من مسيلمة الكذاب الذي عامل العراقيين  بالقمع والتعسف وحرمهم الحرية وكبّل الأنفاس والناس وجعلهُم لا يفتحون أفواههم إلا عند طبيب الأسنان...  وحول شعب العراق الى كرة قدم تتقاذفها الحكومات والشعوب... فجلّ هذه الأمور أصبحت الآن نسياً منسيا وقد عاصرت حياتي الويلات والمآسي بسبب الملاحقات وأنا يتيم الدار والوطن... لكن رغم كل ذلك كان صوتي يصدح لحرية الإنسان وحقوقه الطبعية.. صوتاً مسانداً لحقوق شعب العراق المغلوب على أمره لينال الحرية... فنّي رسالته نضال وحرية وحب وسلام ... كلماتي صديقة  المنفي والمشرد..."

الربيع العربي...؟؟

"ذقت الويلات وتجرّعت المرارة وأنا بعيد عن الأهل والدّار... سهرت الليالي وانا أمني النفس بغد مشرق... بوطن يحتضن الكلّ ويفتح صدره للجميع... والآن وقد هبّت أولى نسائم الحرية من الشقيقة تونس معلنة أن لا دكتاتورية بعد اليوم والسيادة للشعب والمجد للشهداء الذين ضحّوا بالغالي والنفيس لأجل حريتنا... هذا الربيع العربي الذي سينبت حتما أزهارا هو نتيجة عقود من القهر والظّلم والتهميش... وأختم بقول شاعر تونس أبو القاسم الشابي: إذا الشعب يوما أراد الحياة... فلا بدّ أن يستجيب القدر..."
حاوره حسين محمد العراقي
تم هذا الحوارعن طريق الاتصال الهاتفي بسوريا  قبيل أن يصيب بالوعكة الصحية ويرقد في احدى مستشفيات دمشق...
حسين محمد