نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

لواقعية في الفن - لوحات مائية.....حكمت مهدي جبار

 نساء مفجوعات


 
 تضاريس السنين


 
في انتظار الرحمة 

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/548132_420658877950354_100000187357600_1879500_1382380252_n.jpg

http://a4.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/548132_420658871283688_100000187357600_1879499_240393116_n.jpg

تجسد ظهور مصطلح الواقعية في فن الرسم أكثر منه في باقي الفنون وألآداب
الأخرى..وهو كمصطلح (Realism)من أوسعها شيوعا ليس في الفن وألأدب فحسب
انما شمل معطيات الفكر والثقافة الأنسانية بأشكالها .
والواقعية في فن الرسم تقترب كثيرا من أسلوب التصوير الفوتوغراف (photorealism),وهو ألأسلوب الذي يتخذه الرسام ليحاكي صور ألأشياء بأعتماده على التماثل (identity).

لقد أشتهر الفن الأميركي با لواقعية الفوتوغرافية أكثر من غيره من فنون الأمم الأخرى.وكان أول من أطلق هذا المصطلح هو لويس ميسيل loes
mesel..يتناول فن الرسم الواقعي موضوعات حياتية مألوفة في الفن التشكيلي.وأكثرها هو الصور الشخصية البورتريت(portrait) وهناك من يرسم
الواقع وهناك من يرسم نقلا عن الصور الفوتوغرافية التي يلتقطها هو أو من صفحات الصحف أو المجلات أو حتى الكتب.وفي الوقت الحاضر من الصفحات الألكترونية من الشبكات العنكبوتية العالميةw.w.w...ويمتازالرسم الواقعي بألدقة وألأحكام في أجزاء الصورة تخطيطا أو الوانا مضافا له الخيال الخصب والبراعة والأكاديمية والمهارة والحرفية .فضلا عن الأفراط في الوصف على الطريقة الأدبية في الفن الروائي والقصصي.أو مايشبه العرض البانورامي.

أن الأسلوب الفوتوغرافي في الرسم (الواقعي) هو مفهوم بصري يعالج جزئيات
الصورة ليقدمها كقيمة تعبيرية فنية وجمالية .وهو ليس نقلا أستنساخا لصورة
مجردة من أجل جمال مجرد أنما جمال ذو معنى. فهو يحاكي المرئيات مابين
الدقة وفق كلاسيكية الصورة كرصانة التكوين والوضوح وألأهتمام بالتشريح
والظل والضوء.
غير ان الفن الحديث والمعاصر أعتبر أن الرسم الواقعي أنتهى لأنه كأسلوب
لايتوائم مع روح العصر.لأنه عمل فني بارد خال من الحركة والديناميكية وهي
نظرة سكونية وهي لاتتعدى أن تكون متعة جمالية غير متجددة.لذلك فأن أغلب
رسامي الوقت الحاضر يتحاشون اللوحة الواقعية بأعتبارها شيء قديم .وهم
يستغرقون في تجريدات لاموضوعية ولا شكليه متأثرين بالفكر الفلسفي الجديد
الذي يحير في اكتشاف جوهر الحقيقة فراح يقتحم الشكل ليبحث في لبه وجوهره.
أن كل من الكلاسيكية والروكوكو والرومانتيكية والتي تعتبر دلالات فنية
عظيمة لم تكن تعرف المتاحف العالمية الا بوجودها انما هي أساليب
واقعية.فالكلاسيكية هي التي اوصلت للعالم المعاصر قوة ألأدراك الذهني
والعواطف الهادئة وجلال الفكرة وسمو المعاني والجمال والحكمة.والأعمال
الفنية الموجودة ألآن في المتاحف خير دليل على ذلك. وأذا كانت الواقعية
في الرسم هي محاولة الرسام لوصف السلوك البشري وهو يعيش في بيئة معينة من
خلال محاكاة الوجوه التي اهم جزء معبر في الأنسان بل هو مكمن المشاعر
والأنفعالات والأحاسيس فأنني تناول موضوعات اخذتها من الوجه العراقي,ذلك
الذي يشكل بمثابة تضاريس شاسعة حملت هموما وهموم عبر سنوات عانى فيها ما
عانى.ورغم تناول اعداد كبيرة من الفنانين العراقيين تلك الموضوعات فأنني
ومن خلال تعاملي مع الخط واللون عبر لوحاتي المائية لم أكن أجدني أحاكي
وجوها اجتماعية بشكل مجرد.انما وجدت صدقا وتقارب كبير جدا من مشاعر تلك
الوجوه.وبدت لمساتي بالفرشاة المائية تسيل على الورق كما تسيل الدموع.أو
كأن هناك دماء حارة محتقنة تعاني من ظلم الحياة وقساوة السنين.تعاملت مع
وجوه معتادة نراها يوميا .فتعاطفت جدا مع الفقراء ومع كبار السن ومع
الأطفال الأبرياء .وبدت ألأعمال المائية بسيطة كبساطة حياة اولئك
الفقراء.فضلا عن انها لم تكن مصطنعة متكلفة مزوقة على الطرق الكلاسيكية
أو الرومانتيكية التي تبغي من وراءها جني مال أو كسب ود أشخاص.لقد شغلتني
موضوعات الفقراء والناس العاديين من خلال يومياتهم وأرقت خيالي
يبقى الرسم الواقعي هو الأقرب للغالب الأعم من الناس,وهو ما يستسيغه
البسطاء والعاديون من ألآخرين.وهنا وكوني رساما أدعوا للعودة الى الفن
الواقعي الذي نسي لفترة طويلة وطمرته صرعات فن الرسم الحديث
حكمت مهدي جبار