نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

بكاء قرب حنفيه ماء: بقلم: راضي المترفي


 راضي المترفي

بكاء قرب حنفيه ماء: بقلم: راضي المترفي
في المناطق الشعبية هناك عدة اسماء لصنبور الماء فمنهم من يسميه (الحنفيه) والاخر (المزمله)
والثالث (الطرمبه) وغيرهم (اللوله) لكن النتيجه واحده يبقى هو انبوب معدني ينساب فيه الماء من المصادر الرئيسية الى البيوت لتستخدمه العوائل في  احتياجاتها ومعلوم ان الاستهلاك البشري للماء في الصيف اضعاف ما في الشتاء لذا تحصل شحة في (اصل الحياة) عند اشتداد الحر واعلان تموز  وآب عن حلولهم ضيوفا مفروضين قبل ان يرى مشروع ماء الرصافة النورالذي تطلق عليه امانة بغداد (الكبير) ويطلق عليه سكان شرق القناة بما فيهم  احياء الحواسم والدوانم واللوبكه والصعيد وعرب عبد العوده (الحلم) .
وهذا الحلم او الوليد المرتقب طال انتظاره حتى رأيت بأم عيني كما يقول العرب امرأة اعتزلت الانجاب منذ زمن سحيق بعد ان داهمتها سنين اليأس وهي  تجلس في ربع الليل الاول امام (الحنفية) منتظرة ان تجود عليها بقطرات ندى تبلل بها جفاف صيفها المعلن شدته في ايار لك هذه الحنفية تمسكت  بعقمها حتى بعد مرور اكثر من نصف ليلها فامسكت بها وتذكرت ايام انجاب الاطفال وناغتها كأنها طفلا ينام في مهده وقالت بصوت شجي : (دللول العطش يمه دللول ماي الرصافه عليل ونام بالجول ووعد الامانه لازم يطول يمه كتلنا العطش والماي مامش) وبما ان صوت الليل مسموع والعجائز لاينمن مبكرا والبيوت متلاصقة مما جعلهن يستغربن من ترنيمات جارتهن الذي اصبح اصغر ابنائها جدا فهرعن اليها مستفهمات .
 ولما وصلن  وجدنها تهدهد طفلها المصنوع من البراص على شكل (طرمبه) لكن الوجوم خيم عليهم يوم رأن تساقط دموعها وحرقتها وما كان منهن الا  تطبيق المثل المتعارف عليه بينهن (الدمعه تريد عونه) فشاركنها البكاء والنواعي وبعد فترة توقفت هي وسألتهن (انا ابكي على شحة الماي التي تمر بنا كل يوم وينعم الفايخين به وعساها بحظ الامانه وكبيرها وبختهم . انتن عليمن ؟)
فكان الجواب (الماي عزيز والدمعه تريد عونه)
 راضي المترفي