نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

حوار مع المخرج المتألق جميل نفس:حاوره: سلام خماط


 سلام خماط
حوار مع المخرج المتألق جميل نفس:حاوره: سلام خماط
الإخراج عملية تحتاج إلى الحرفية والتمكن من تحقيق مضامين مرئية ومسموعة من قبل المتلقي , والمخرج من يحول القصة أو الرواية أو النص المسرحي مستخدما أدواته حيث يتم اختيار المشهد وما يناسبه من ديكور وإنارة وشكل الممثل الذي لابد أن يؤدي دورا يستطيع المخرج من خلاله أن يحقق رؤية المؤلف , لكن المخرج يتواصل بعد نهاية التصوير ولا ينتهي بنهايته بل يمتد ويستمر إلى مرحلة المونتاج فيقوم المخرج باختيار ما يناسب العرض من لقطات أو حذف لقطات أخرى غير مناسبة , المخرج يقع عليه العبء الأكبر في تنفيذ هذه الرؤية ,من هنا يكون الإخراج فنا وإبداعا ومسؤولية وتميز , فليس كل من دخل هذا المضمار يمكن أن يقال عنه مخرجا ناجحا ولكن بتوفر هذه الصفات يمكن أن يكون كذلك , في ليلة رمضانية مباركة وعلى كورنيش نهر الشطرة التقينا الفنان والمخرج المبدع جميل النفس وأجرينا معه الحوار التالي:
كيف كانت بدايتك مع الفن ؟

•- أنا من مواليد بغداد 1963 وفي منطقة الوشاش وكان بجوار بيتنا دار سينما لا أتذكر اسمها لكن أطلالها لا زالت شاخصة إلى اليوم , وكان والدي يأخذنا إلى تلك السينما وعندي دخولي لها اندهش حيث لا زالت بعض الأفلام عالقة في الذاكرة , وعندما كنا أطفال نلعب ( الصور) وهي لعبة عبارة عن صور للممثلين العرب والأجانب فكنا نحفظ أسمائهم وكنت متعلق جدا بالسينما والممثلين على حد السواء , وكان والدي سياسي مطارد من قبل النظام الدكتاتوري مما اضطرنا إلى الانتقال إلى مدينة الشطرة حيث جذورنا هناك , هذه المدينة التي تعتبر ملاذا آمنا لكل السياسيين المعارضين لذلك النظام, في هذه المدينة تشكل وعيي المبكر وكنت ارتاد سينما الجمهورية والتي تحول اسمها فيما بعد إلى سينما علاء الدين , ناهيك عن الحراك السياسي والذي شكل لدي وعي ثقافي فكان لتلك المدينة أثرا كبيرا في تشكيل ذلك الوعي المبكر ,بعد تخرجي من الصف الثالث المتوسط قبلت في معهد الفنون الجميلة عام 1983ولما كان المعهد مزدحما لذا تم نقلي للدراسة المسائية في نفس المعهد لكن الفنان والأستاذ عبد الوهاب الديني وكان مديرا للمعهد آنذاك نصحني بترك الدراسة المسائية في المعهد كونها لا تعفي من شرط الخدمة العسكرية حيث كانت الحرب القائمة بين العراق وإيران لذا أكملت دراستي الإعدادية ومن ثم تم قبولي في كلية الفنون وكان الفضل بقبولي في أكاديمية الفنون الجميلة يعود للفنان الرائد حسين الهلالي , أما الأثر الأكبر في تنشيط وعيي المبكر فيعود للفنان المبدع طالب خيون .

بعد تخرجك من أكاديمية الفنون أين عملت وما هي الأعمال التي أنجزتها ؟
عملت برنامج لقناة الحرة عراق تحت عنوان ( عشتار ) وكان هذا البرنامج يتحدث عن الأزياء العراقية في عصور مختلفة ويتكون من 24 حلقة , كما وعملت برنامج أخر من 30 حلقة مدة الحلقة 30 دقيقة وكان تحت اسم ( باب رزق ) وقد تخلل هذا البرنامج مشاهد كوميدية , كما وعملت فلم لقناة الحرية يحمل اسم ( أبو غريب والكيلو 160 ) تناول هذا الفلم المجزرة التي تعرض لها أبطال فريق التايكواندو الذين قتلوا ودفنوا في منطقة الكليو 160 عندما كانوا يرومون مغادرة العراق لتمثيله في المحافل الدولية , وقد حصل هذا الفلم على الجائزة الفضية من بين مشاركة 162 فلم مشارك , وقد عرضت قناة البغدادية الفضائية 7 حلقات منه إلا أن قناة الحرية اشترت البرنامج بالكامل وقد اشترط مدير القناة الدكتور برهان الشاوي ان يكون مخرج البرنامج والذي هو أنا ان اعمل في قناة الحرية ,فوافقت على ذلك وقد عملت لقناة الحرية العديد من البرامج الثقافية منها برنامج ( فضاءات ) وكان هذا البرنامج يلسط الضوء على المشهد الثقافي في العراق من خلال تناوله لسيرة احد المبدعين الراحلين من الرواد أمثال الراحل جليلي القيسي لكن هذا البرنامج لم يستمر لأسباب تتعلق بالإنتاج كونه يحتاج الى عمل مستمر هذا من جهة أما السبب الأخر فان نعد البرنامج الفنان ماجد طوفان فقد تحول الى برنامج أخر من جهة أخرى , إضافة الى ذلك فاني كذلك قد تحولت الى عمل برنامج ( سيرة الذاكرة ) وهو برنامج من إعدادي وإخراجي وقد سلطت الضوء من خلاله على بعض الشخصيات الإبداعية ,حمودي الحارثي , محسن فرحان , ياسين طه حافظ ,شفيق المهدي وغيرهم , كما وعملت لقناة الحرية أفلام أخرى منها ( فلم احتجاج بلون الدم ) وقد كتبت السيناريو وهو من إخراجي وتناولت فيه الانتفاضة التي حدثت في البصرة والتي حدثت مباشرة بعد اغتيال المرجع الديني محمد صادق الصدر,حيث أجريت حوارات مع عدد من العوائل البصرية وشخصيات شاركت في الانتفاضة تخللتها درامة تمثل الحدث .


ما هو السبب وراء انتقالك من قناة الحرية إلى قناة آسيا ؟

- انتقلت إلى قناة أسيا بموافقة قناة الحرية وكانت قناة آسيا بحاجة لخدماتي وقد قال لي الدكتور برهان الشاوي: إن مكانك موجود متى ما استغنت قناة أسيا عن خدماتك أو إذا كنت لم ترغب بالاستمرار بالعمل فيها , وأنا الآن مستمر في العمل فيها كمخرج وكمدير فني ومدير إنتاج , وهي قناة إخبارية ومكتبها الرئيس في بيروت وقد عملت هناك فترة إلا أن ظروفي العائلية جعلتني ارجع إلى العراق لكنني مستمر في العمل فيها , وقد عملت عدد من الأفلام الوثائقية منها أفلام منحى سياسي مثل فلم ( 35 اسر وطن ) والذي يتحدث عن سقوط النظام الدكتاتوري السابق وقد كتب التعلق الأخ عامر عاصي , كما وعملت سلسلة عن دخول القوات البريطانية للعراق عام 1914 وكذلك دخول القوات الأمريكية عام 2003 أسميتها ( سلسلة بين احتلالين ) وقد كتب النص الدكتور سعيد عبد الهادي والذي يعمل الآن رئيس تحرير جريدة المؤتمر , كما وعملت كذلك ( سلسلة سفر الشهداء ) من 11حلقة .

ما هو رأيك في السينما المتنقلة والتي تبدو ناشطة في الفترة الأخيرة ؟

•- لم تكن السينما المتنقلة جديدة في العراق , فقد كانت سابقا تعرض فيكل مدينة أو قرية لا توجد فيها دار للعرض , وكان هذا النوع من السينما يتخصص في عرض أفلام التوعية وخاصة فيما يخص الصحة واو الزراعة لكنها لم تكن تخلو من الترفيه , وعودتها اليوم تعد مبادرة جميلة في هذا الوقت كون النظام السابق قد أجهز على السينما وحول المواطن من باحث عن الجمال إلى باحث عن القوت , وظهورها اليوم يعطي بارقة أمل إلى عودة صالات السينما من جديد , أما سبب تراجعها قبل النظام السابق فيرجع إلى دور مصر في إفشال أي مشروع سينمائي عربي خشية المنافسة كون مصر المصدر الوحيد للأفلام , وكان من نتائج هذا التنافس غلق استديو بغداد الذي كان مخصصا لإنتاج الأفلام السينمائية في خمسينات القرن الماضي , وسبب تراجع السينما زمن النظام السابق يرجع إلى تحويل النظام السابق هذا المرفق من أداة للتوعية إلى أداة للتعبئة والادلجة , أما ألان أي بعد سقوط ذلك النظام وعلى الرغم من ضبابية الموقف من بعض الأطراف ولأسباب سياسية إلا أن هذه الضبابية بدأت تنجلي وخاصة بعد نجاح السنما الإيرانية على المستوى العالمي بعد حول فلم ( انفصال ) على الكثير من الجوائز العالمية .
من هو أهم مخرج سينمائي عراقي حسب رأيك ؟

•- مع احترامي وتقديري الكبيرين لكل المخرجين السينمائيين العراقيين , إلا أنني اعتقد أن من أهم المخرجين العراقيين في مجال السينما هو المخرج قاسم حول وخاصة فلم ( المنعطف ) والذي يعتبر من أهم الأفلام السينمائية في العراق .

والمخرجين التلفزيونيين ؟

•- هادي ماهود وعدي رشيد ومحمد الدراجي .

من أهم المخرجين على المستوى العربي والإقليمي والعالمي ؟

- على المستوى العربي المخرج خالد يوسف وعلى المستوى الإقليمي المخرجين الإيرانيين عباس كستوماي ومحسن مخمل باف وسميرة مخمل باف أما على المستوى العالمي المخرج الايطالي الكبير فاليني صاحب فلم ( رما مدينة مفتوحة ) ومن المخرجين المعاصرين جميس كامرون وستيفن سبيرغ وكذلك المخرج الايطالي تورينتو وكذلك المخرج البولوني تاركو فسكي الذي يعد من أهم المخرجين على مستوى العالم وهو صاحب أسلوب مختلف رغم إيقاعه البطيء الا انه يقدم أعمال رائعة جدا .

هل هنالك محاولات لإعادة السينما العراقية إلى ما هي علية سابقا ؟

•- نعم هنالك محاولات تبدو جادة من قبل وزارة الثقافة لإنتاج مجموعة من الأفلام السينمائية وبكلف عالية جدا قياسا بالسنوات السابقة ولأسماء معروفة في هذا الميدان أمثال محمد شكري جميل وفيصل الياسري لكنها لا تخلو من الملاحظات , ففي النية إنتاج فلم مأخوذ عن رواية ( المسرات والأوجاع ) لفؤاد التكرلي والذي سوف يخرجه المخرج محمد شكري جميل. 
سلام خماط