نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

الحاضرة ُ الغائبة :بقلم:عدالة العيداني

الحاضرة ُ الغائبة :بقلم:عدالة العيداني
الى رفيقة المنفى خلود أوراهام

تعالي،
مُدي ذراعيك ِ للبحر ِ،
لنوارس ِ – كونتبورغ-
أعبري صوب َ الزمن ِ المنسي
دعيني ..
أشمّ ُ عبق َ النخيل ِ،
أو أرتدي عباءة َ جدتي.
أنا القروية ُ
الساذجة ُ
المهزومة ُ،
 من حراس ِ القلعة ْ
ترى ....
متى ينام الحراس ُ لوهلة ْ،
وتظهر للنور ِ كتاباتي،
وكتابات ِ - وئام الملا- ؟!.

**
صوتك ِ بعيد ٌ
يأتيني من خلل ِ قضبان ِ المنفى
يا مريم َ العذراء ْ، أسمعه ٌ،
من صوب ِ أعمدة ِ القلعة ْ،
من خلف ِ أكداس ِ التمر ِ،
وأسراب ِ طيور ِ البصرة ْ.

**
كان لي ملعبا للطفولة ْ،
قدما أركض ُ فيها،
 أبا رائعا
وحبيبا أغتالته - سكين ْ-
لم يبق َ لي،
سوى ذكريات ٍ من الثلج ِ
وجرح ٍ لا يستكين ْ.

**
جالس ٌ معي الان ْ
يلتحف ُ بمعطف ٍ قديم ْ
يطلب ُ الصفح َ،
ويوعد ُ
بأهداء ِ وردة من حديقة ِ المنزل ْ

**
كبر َ الأولاد ُ
كبرنا
وهو لازال مزروعا،
في الأرض ِ
كزهرة ٍ تحركها الريح ْ

**
مجنونة ٌ حواء ْ
تعشق ُ حدّ الجنون ْ
وتكره ُ حدّ الكبرياء ْ.
**
يا – صديقتي -
حملته ُ تعويذة ً منذ ُ ثلاثين َ عام،
لكني،
 أرفض ُُأن أكون َ شاة .

**
المنفى أختيار ٌ سيء ْ،
لكنه ُ يجعلني
أرى من داس َ بساطي.

**
صوته ُ يا - خلود َ- أسمعه ُ،
يأتيني حتى اللحظة َ.
صامتة ٌ أنا
وعند َ البوح ِ
تنكسر ُ الشفة ْ.

**
يا صديقتي
بين بوروس َ والبصرة ْ
خطا ً متوازيا ً
أسمه – المنفى –

**
أنتظرت ُ طويلا
وحين َ عادوا
تناسوا كيف َ يتلفظون َ أسمي!.

**
 غريبة ٌ داخل َ نفسي ،
حدّ  أني أسكن ُ فيها،
ولا أروم َ،
 الخروج َْ.
عدالة العيداني