نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

ادب الاطفال والمنهج المدرسي :بقلم :علوان السلمان


 علوان السلمان

ادب الاطفال والمنهج المدرسي  :بقلم :علوان السلمان

الورقة التي قرات في مهرجان الجواهري/2012
الادب التعبير الفني عن الحياة والفكر والوجدان وتصويرها من خلال ابنية لغوية .. وادب الاطفال الفن الهادف من خلال ا
لكلمة شعرا او قصة او مسرحية او كل ما يدخل في ابوابها من وسائل اخرى .. بلغة منتقاة من الواقع .. تتميز ببساطتها ووضوح معناها وهدفها ... نشأته الاولى تمثلت في مجلة ( التلميذ العراقي) الصادرة في 9/ت2/1922 والسبب في صدورها يبينه مدير تحريرها سعيد فهيم (ان مدارسنا مفتقرة الى شعر سهل لنلقنه لصغار التلاميذ يتفق وذوقهم ..)
وفيها كانت اول دعوة للادباء والكتاب العراقيين للكتابة للصغار وتشجيعهم على نظم الشعر وكتابة الادب لهم ..وهذا يعني ان بدايات ادب الاطفال اعتمدت على مبادرات شخصية .. ولايفوتنا ان نذكر انه بدأ شعرا .. وقد لبى الدعوة عدد من الادباء والكتاب منهم مصطفى جواد الذي نشر فيها عدد من القصائد التي نظمها على غرار الحكايات الشعرية التي كتبها (احمد شوقي) منها (الهر والفيران ) و(الاب والابن) و( اللقلق والعصفور) ...
ثم تلتها مجلة (الكشاف العراقي) عام 1924 و(التلميذ ) عام 1929 و(الفتوة) عام 1934 و(صندوق الدنيا) عام 1959 و(الظريف) عام 1968 .. وفي هذه المرحلة كان الادب الطفولي ادبا معرفيا يكمل بعض المنهج .. وقد نضج بعد عام 1969 بصدور مجلة (مجلتي) تبعتها مجلة (المزمار) عام 1970 وفي هذه المرحلة شهد ادب الطفل حضور اقلام صقلتها التجربة في مجال ثقافة الطفل ..اذ انهم كانوا يعون ان ادب الطفل جزء من الادب وانه ليس بمنعزل عن ادب الكبار.. والاطفال جيل المستقبل وكنز آماله.. فاذا ما اعدوا اعدادا صحيحا اصبحوا القاعدة الاساسية التي تبنى عليها حضارة الامة.. لذا فالاهتمام بالطفل ضرورة من ضرورات الحياة .. ويأتي هذا الاهتمام من الاسرة اولا كونها نقطة الانطلاق في زرع الروح الحيوية وتحدد الميول عنده كما يؤكد ذلك علماء الوراثة والنفس.. والمدرسة ثانيا والمؤسسات الثقافية والمجتمع ثالثا .. وهذه المؤسسات الثلاث مترابطة جدليا في تكوين وبناء شخصية الطفل .. فحضارة القرن قد اهتمت بالعلوم وجعلتها الغاية في سيرها .. وكان من نتيجة ذلك ان اصبحت الحياة الانسانية اليوم معقدة الى درجة لم تألفها البشرية في حضاراتها السابقة .. ومهما كانت الثمرات التي تجنيها من العلم فانها بحاجة دون شك الى معونات الفن وجماله ليضفي على الحياة رونقا وبهجة ومعنى ..
والطفل هو احد افراد المجتمع , له رغباته المستقبلية والآنية , وله شعور واحساس خاص به فهو (المواطن القادم) كما يقول ارسطو .. لانه عن طريق استلهاماته الذاتية واكتشافاته من خلال القراءة التي تثري فيه روح الخيال وتساعد على تحريك فكره وحواسه صوب الاسئلة المعرفية التي تساهم في دفع عجلة المعرفة والادب والفن عموما الى امام مساهما في تنشيط حركتها .. فالطفل فنان من نوع خاص .. والفلاسفة قديما وحديثا في تعرضهم لمسائل الفن والجمال وجدوا ان الطفل فنان قادر على التذوق وانتاج صور من الفن في الوقت نفسه .. فافلاطون يبين لنا ان عقل الطفل مرن وان اول طبقة من الارضية القوية نبنيها في نفسه تقوم على كتفي الادب والموسيقى..وعن طريق هذين الفنين يعد الطفل لغده فيتعلم العلوم الرياضية والطبيعية ..
ان الكتابة للاطفال دراية وخبرة بنفسية الطفل ومتابعة التطورات التي تحدث عليه خلال مراحل نموه .. فهو كما بينت الدراسات الحديثة ان الطفل في سن 3-5 سنوات يتقبل قصص الحيوان حتى انها تبهره لكونها قصيرة ومشوقة ..اما بين سن 5-8 سنوات فيكون مولعا بقصص الخيال .. وفي سن 8-12 وهي مرحلة القدرة على التركيز والمهارة والمتعة ..ولا يفوتنا ان نذكر ان سن 12 فيه تكون ميول الذكور صوب قصص المغامرة اما الاناث فيملن الى قصص العواطف والقصص ذات الطابع العائلي .. لذا تعتبر هذه المرحلة حرجة وقلقة في حياة الطفولة قد تؤدي الى الانحراف .. لذا يجب التزام الحذر في اختيار القصيدة الشعرية والقصة ..
فالشعر الفن الادبي كغيره من الفنون لايختلف عنها الا بوسيلة التعبير .. وهي الكلمة المقرؤة او المسموعة .. وهو مفردات مموسقة لاغنية مكتوبة بنغمة وايقاع ودلالة الموسيقى فيها النظم (البحر) والسجع (القافية) وهو رسم دون الوان او خطوط .. بل اعتماد الالفاظ الموحية .. المعبرة .. والقصيدة التي تخاطب الطفل-ذلك العالم الخاص- وتعكس تجاربه الحياتية ذات الايقاع الخفيف واللفظة المموسقة والصورة الواقعية التي تبعث في نفسه النشوة وتجعله منسجما معها .. مبتسما لانغامها وخفتها وعذوبتها.. كونها تدغدغ افكاره وتداعب وجدانه مانحة اياه خبرات نقية بكلمات مسجوعة.. هادئة وهادفة لايشوبها الرمز بل المباشرة والعفوية , تخرج من اللسان وتجد مكانها في قلبه وفكره .. فتتحول الى جزء متكامل في شخصيته ..لذا فاختيار القصيدة للطفل يجب ان تكون متضمنة اهدافها التربوية ..وقدرتها الفاعلة لتعليمه لغته بشكل سليم .. واطلاق امكاناته الابداعية وتمكينه من اكتساب القدرة على تقدير النواحي الجمالية في الافكار والتعابير اللغوية البليغة ..
ولكي نجعل الطفل عاشقا للشعر مقدرا للنواحي الجمالية في الافكار والتعابير يجب علينا تقديم او كتابة نص شعري ملائم لحاجته .. يثير فيه الخيال والتأمل.. أي شعر محسوس يعتمد الخيال والواقع .. من خلال استماعه للقصيدة وهي منسابة على لسان المعلم بروح تمثيلية غنائية ..او من خلال التأمل بمفرداتها اللينة التي ستساعده على تطور فهمه وتبصيره وزيادة مفرداته اللغوية التي تختمر في ذهنه.. فتأثير الشعر في الطفل يعتمد عوامل عدة منها ما يتعلق بشخصيته.. ومنها مايتعلق بالعوامل البيئية (البيت والمدرسة والمجتمع) ويبقى دور المعلم هو الدور الفاعل في تحبيب الادب الى نفسه .. فتحبيب الشعر للتلاميذ ينطلق من حماس وعشق المعلم للقصيدة .. وعندما يمتلك المرونة في الالقاء مع موسقة المفردة الشعرية بصوت هاديء.. واضح تلازمه حركة متموجة .. كون الطفل مقلد يحفظ الحركة والصوت ونطق المفردة والبيت الشعري ثم القصيدة .. ففي تلك اللحظة.. لحظة سماع المعلم وهو يغرد بالقصيدة يشعر الطفل بالانشراح والاستمتاع .. وهنا يلعب عنصر التشويق لمادة الشعر دوره الاساس ..حيث ان قراءة القصيدة امام التلاميذ للاستمتاع والتذوق اولا ولتقويم الالسنة وتسهيل ما يصعب نطقه وتفسيره ثانيا .. لذا نؤكد على ضرورة اختيار النصوص التي تداعب مشاعر الطفل وترسم صورة واقعه .. بتوفرها حظ من الجمال الفني وانطوائها على فكرة متكاملة يمكن اتخاذها اساسا للتذوق الادبي والفني عند التلميذ .. وبذلك يحقق درس المحفوظات غاياته المتمثلة في تهذيب النفس وتكوين الشخصية وتوجيه السلوك نحو نوازع الخير .. وتقوي قلب التلميذ وتزرع فيه المشاعر الوطنية .. اضافة الى زيادة الثروة اللغوية والمعرفة الاسلوبية لديه ..واضفاء صفة المتعة لما في النص الادبي من صور جميلة تشد البصر وتحرك البصيرة مع موسيقى مطربة تتغنى لها النفس لما تتضمنه من مباديء ومثل كريمة .. وتجارب رفيعة ومشاهدات وتأملات الكاتب الحياتية .. ولاننسى الاهمية التاريخية .. اذ انها تكشف لنا عن سيرة وعصر الشاعر وتبين خصائصه الادبية والدوافع النفسية والاجتماعية وراء كتابة القصيدة.. كذلك صقل المواهب الادبية بالمحاكاة والنسج على منوال القصيدة المقرؤة او المسموعة .. وتعويد التلميذ على اجادة الالقاء وحسن الاداء والقضاء على عامل الخجل والخوف وتعويده الجرأة الادبية والقيادة الجماعية .. ولما كان الادب وثيق الصلة بالحياة , وهو مرآتها التي تعكس احداثها وما يدور بها .. لذا وجب ان يكون النص الشعري المختار منها.. الذي يجب ان يتصف بسهولة اسلوبه ووضوح معانيه ينعش قلب التلميذ بالعواطف الطيبة والشعور النبيل .. كون النصوص الشعرية مادة خصبة لدراسة فروع اللغة العربية .. فهي تتضمن المادة النحوية بضبط اواخر الكلمات ونطقها بصورة صحيحة وهذا يعني عدم الاخلال بالموسيقى والوزن الشعري .. وهي مادة اساسية في التعبير الادبي.. اضافة الى تعليم التلميذ رسم المفردة وهذا يخدم مادة الاملاء.. اما البلاغة فالقصيدة صور بلاغية متكاملة .. وهذا كله يشكل خزينا ثقافيا للتلميذ في حياته المستقبلية..
اما القصة والحكاية فهما وسيلة من وسائل البناء النفسي والعقلي والثقافي للطفل..وهما يمثلان الطرائق المهمة في غرس القيم الفعالة في بناء شخصيته .. اذ ان ادب الطفل فن مشبع بالجمال توصل من خلاله المعرفة باسلوب شيق وتمنح الطفل كل ما يهوى من الخيال ووصف الامكنة والاشياء من حوله .. كما انهما يجيبان عن اسئلة خفيةاو تحفز الخيال على طرح اسئلة جديدة .. اضافة الى ذلك انهما يهذبان الذوق والاخلاق وتنويع الاحساس وترقيق استجابة الطفل الانسانية لمن حوله من العناصر الحسنة كالصدق والامانة واحترام الاخرين.. وانتشاله من العبث وغريزة التخريب والقصور الذاتي .. وتوجهه صوب الدقة في العمل والتعامل بمرونة مع النظام داخل الاسرة والمدرسة والمجتمع ..
والقصة المدرسية يجب ان تشد الطفل الى المهمات التربوية بالاتكاء على الموروث والبيئة بلغة واضحة بسيطة خالية من تعدد الاحداث وتشابكها .. لان اللغة تعبير عن التفكير , وهي نتاج لحضارة المجتمع.. فاللغة الادبية الواضحة تزود التلميذ بالاستعداد والتهيؤ لمرحلة تراكم الخبرات لممارسة السلوك .. كون ادب الطفل يشكل ضرورة معرفية تثقيفية فضلا عن اتخاذه مجالا ترفيهيا يشعر الطفل بالراحة والسعادة وتبصره بمشاهدات الحياة .. وان يتزود بمفاهيم اخلاقية واجتماعية وادبية خاصة به .. اذ ان من اهداف ادب الطفل الاساسية : اهداف معرفية تنحصر في تنمية رصيده اللغوي بكلمات وجمل تساعده في التعبير وتشبع حاجته النفسية جاعلة منه يخوض في عالم الخيال الذي يجب ان يعيش في اجوائه.. اما الهدف الثاني فيتمثل في الارتقاء بشخصيته عن طريق النقاشات والاسئلة والاجوبة ومن ثم تكوين رأي وموقف .. كون قصة الطفل تشبه الحلم لانها تستخدم الحكاية المختلطة بعناصر التشويق التي تشده من خلال الاحداث والشخصيات والبناء المسترسل ..
والمنهج الدراسي الذي يعد من المكونات الاساسية للتربية والتعليم المنتظم.. كونه جزء من عملية متفاعلة بينه والمعلم والمتعلم والتي ينتج عنها سلوك المتعلم وممارساته.. لذا بات من الضروري مسايرته للتطورات الحياتية ومساهمته في تحقيق القيم الانسانية كاسلوب حياتي متطور..اضافة الى زيادة الوعي لمواجهة احتياجات المجتمع نتيجة التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.. فكان مساهمة المؤسسات الثقافية والتعليمية ضرورة كي تحقق طموحات الجماهير الباحثة عن المعرفة والساعية لتغيير واقعها ..
والتربية والتعليم تعد الحجر الاساس في هذه التحولات.. فالتعليم هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن بوساطتها تطوير وتثقيف افراد المجتمع وبالتالي تحقيق طموحاتهم.. ومن اجل ذلك كان لابد من وضع مناهج تنسجم واهدافهم .. اذ ان تطوير المنهج يعتبر امرا ضروريا كونه يساعد في تحقيق القيم الديمقراطية التي تشكل اسلوب الحياة وتطورها.. اضافة الى هذا سيؤدي تطوير المنهج الى زيادة الوعي الفردي وتحديد المشاكل التي تواجه عالمنا.. وايجاد الحلول لها.. لذا كان من الضروري اعادة النظر في صياغة وبناء المنهج على ضوء التقدم العلمي مع قدرة على مواجهة احتياجات المجتمع ومتطلبات المرحلة.. كون المنهج هو الذي يوجه العناية الى اتقان المادة الدراسية كهدف اسمى للحياة المدرسية كلها ومن ثم تحريك القوى الفكرية والعقلية كونها مجموعة من الملكات وكل ملكة تقويها وتقومها مادة من المواد وتحرك خلاياها للتفاعل مع الواقع .. كون المنهج مجموعة من الخبرات التي توفرها المدرسة لطلابها من خلال المواد الدراسية والنشاطات اللاصفية والفعاليات الصفية..اذ ان المنهج يعد ركنا اساسيا من اركان العملية التعليمية والتربوية ..كونه احد الوسائل المؤدية الى هدف حدده فلاسفة التربية على ضوء اهداف المجتمع وفلسفته..وهذه الاهداف تحتاج الى وسائل لتحقيقها وقد تمثلت بالمناهج التي تترجم الفلسفة التربوية الى سلوك.. وهي اهداف متغيرة بنموها مع الظروف.. لذا فهي انعكاس لها وعليه فالوسائل متغيرة متماسكة مع التغير الحياتي..ومن هذا المنطلق فان المناهج تحتاج الى رسم خطة عمل من قبل اساتذة متخصصين..كون العملية التربوية عملية موجهة.. لذا فورقة العمل للعملية التعليمية هي المناهج .. وورقة العمل هذه لاترسم اعتباطا بل وفق دراسة متطلبات العمل دراسة موضوعية لاهدافه وفلسفته وامكانياته وطرائقه ومادته وانعكاساته وتوقعات نتائجه .. كون الخطة كما يقول الدكتور عبدالله الدائم(مجموعة من التدابير المحددة التي تتخذ من اجل انقاذ هدف معين وهذا يعني ان مفهوم الخطة يتطلب وجود هدف نريد الوصول اليه ووضع خطط ووسائل مرسومة من اجل بلوغه ..ولما كانت المناهج وسائل لاهداف.. وهذه الاهداف متغيرة مع الظروف كونها انعكاسا لها.. اذ ان الحياة الاجتماعية وفلسفتها متغيرة.. لذا يجب ان تكون متخذة في حساباتها هذا التغيير.. وعليه فالمناهج يجب عليها ان تراعي مراحل النمو للمتعلم وما حصل عليه من خبرات سابقة..اضافة الى مراعاة حاجاته البايولوجية والنفسية كون احدهما يؤثر في الآخر..اذ ان مراحل النمو تظهر آثارها في تغيرات جسمية وعاطفية ونفسية..مع مراعاة حاجة المجتمع ومتطلباته.. لذا فان خصائص النمو والحاجة والميول والاتجاه النفسي والمهارة يجب ان يراعيها واضع المنهج الدراسي مع محاولة ربط المواد الدراسية ببعضها وحياة المتعلم وواقع المجتمع.. وهذا يفرض على المنهج ان يكون مرنا قابلا للتغير شكلا ومضمونا مع مراعاة الجودة لتصل بالمتعلم الى الغاية المتوخاة باقل جهد وكلفة واقصر وقت.. حتى تواكب عملية التطور الحضاري حسب متطلبات العصر.. كون مراحل النمو للفرد تظهر آثارها في تغيرات جسمية وعاطفية ونفسية ولكل مرحلة نمو متطلباتها .. اذ ان النمو السليم لشخصية المتعلم تتوقف على مدى ارتباط المنهج بقدراته واهتماماته وحاجاته.. فربط المنهج بالواقع الاجتماعي يعني ارتباط المدرسة بالمجتمع وكسر طوق العزلة.. ومن ثم تحقيق مهمتها التربوية التي تنحصر في المحافظة على القيم التي تعد قاعدة اساسية من قواعد التطور الاجتماعي وتهيئة بنية سليمة للمتعلم كي تساهم في نمو الشخصية ومن ثم تنمية قدرات الافراد وتوجهها وفق حاجات المجتمع للمساهمة في تنميته اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ومن ثم ارشاده الى شتى ميادين المعرفة والعمل.. ومن هذا نستطيع تحديد المسارات التي يراعيها واضع المنهج والتي تنحصر في المسارات النفسية التي تتناول طبيعة النمو وتنوع القدرات وتباين مستوياتها.. والمسارات الاجتماعية التي تتناول طبيعة المجتمع وخصائصه وقيمه وحاجاته..اضافة الى العلمية التي تتناول طبيعة المواد الدراسية ومناهجها وخططها.. واخيرا المسارات التربوية التي تتناول الالمام باغراض التربية وما تستند اليه من تحليل فلسفي..
ومديرية المناهج والكتب في وزارة التربية سعت اليوم الى الانفتاح على الواقع الثقافي المتمثل بالاتحادات الادبية ودوائر ثقافة الطفل ومنظمات المجتمع المدني من اجل بناء قاعدة صلبة للطفولة.. ابتداء من رياض الاطفال بصنع كتاب يليق بالتلميذ العراقي الذي ظل محروما لسنين من متعة القراءة وكشف اسرار الحياة.. باعتماد المحاكاة واعادة بنائها. وتحقق ذلك فكانت ثمرتها ادخال الكثير من شعراء وقصاصي الاطفال المعاصرين في مفردات المنهج..باعتماد الصورة التي تعتمدالواقعية المباشرة كونها تجذب الطفل وتثير في نفسه التساؤلات وتحفز نشاطه من خلال الخطوط والالوان الفنية بحيث تتكيف الصورة مع الجانب الشكلي للنص وتتيح للطفل فرصة التأمل فيها وتحريك قواه الفكرية للفهم والتخيل وتنمية الذوق الجمالي عنده..كون الصورة اول اشكال التعبير التي يفهمها الطفل واول اشكال الكتابة.. اضافة الى ارتباطها بالعين اولا وهي اولى الحواس في عملية ادراك الاشكال.. ولا يفوتنا ان نذكر ان الصورة تبقى في الذاكرة لفترة زمنية طويلة.. لقد جهدت لجنة التأليف في اختيار القصائد والقصص ذات المضامين الاخلاقية والتربوية والاجتماعية والوطنية والسلوكية التي تحفز الطفل على انجاز بعض الاعمال وتنظيم القدرات والقابليات مع تأكيد على البطل الجماعي بغية تكريس المفاهيم والقيم الجماعية في الحياة والعمل وخروج عناصر البطولة من حيز العلاقات الاسرية الضيقة الى العلاقات الاجتماعية بلغة سهلة.. كون اللغة هي وسيلة الادب للتعبير كما هي وسيلة للايصال ..
وبذا قدمت لجنة التأليف للطفل المبتديء الاداة التي يستطيع من خلالها ان يقرأ ويكتب ويتمكن من امتلاك ناصية لغته العربية بوصف اللغة العربية لغة صوتية.. فقدمت له الكلمة( الوحدة المعنوية الصغرى) ثم حللت الى حروف واصوات ومقاطع لتمكين الطفل من تركيب جمل من مجموعة كلمات.. وهذا يعني تخليصه من اسوار وقيود الجمل المتناثرة والكلمات المبعثرة المتمثلة بكتاب(القراءة الخلدونية) وانقاذه من مطبات وثقل الطريقة التوليفية المتمثل بكتاب( قراءتي الجديدة).. وبذا استطاع المؤلفون من الجمع بين محاسن الطريقتين في كتاب واحد( صوتي الطريقة - توليفي الاسلوب) واضافة موضوعات المحادثة والاملاء ودمجها في احضانها كي يتمكن التلميذ من امتلاك ناصية التعبير عما يريد بكلام موجه مستقبلا..
علوان السلمان