نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

الزخرفة الإسلامية

الكثير من الناس وحتى من مصممين محترفين لا يفرقون بين الزخارف الإسلامية وغيرها من زخارف الأمم الأخرى , بل إننا للأسف لنجد مواقع إسلامية ودينية مليئة بالزخارف الرومانية والصينية وغيرها طرزت بها تلك المواقع على أنها زخارف إسلامية لتعطيها طابع ديني أصيل , فأعطت هذه اللمسات التصميمية تلك المواقع وعلى عكس المقصود – طابع مختلف تماما عن المقصود .
ولعل ما خدع هؤلاء المصممين بهوية هذه الزخارف ان معظم الفرش الإستايلات وملحقات برامج التصميم والمعروضة على النت على أنها زخارف إسلامية ماهي في الواقع إلا زخارف رمانية أو هندية أو صينية أو غير ذلك , وحينما نبحث عن زخارف إسلامية حقيقية فإننا للأسف لا نجد إلا القليل جدا منها على النت , وغالبيتها معدة بطرق غير احترافية لا تصلح في أحيان كثيرة للاستخدام في التصاميم الجيدة .
من هنا فأنا انصح كل مصمم بأن يطلع على بعض المؤلفات التي تتحدث عن الزخرفة بشكل عام والزخرفة الإسلامية على وجه الخصوص ليعرف على الأقل الخطوط العريضة لكل نوع منها .
فهناك أحيانا تشابه كبير بينها , غير أن لكل منها هوية خاصة يمكن تمييزها بسهولة لمن له بعض الإطلاع على تاريخ الزخرفة ومراحل تطورها .
وهذا التشابه الحاد أحيانا ليس بالغريب إذا ما علمنا بأن زخرفة أية امة من الأمم إنما جاءت كتطور أو تحوير لزخرفة اقدم , وكل أمة اتخذت في زخارفها نمطا معينا يتلاءم مع هويتها وتراثها , والزخرفة الإسلامية رغم أنها أجمل الزخارف التي عرفت على مدى التاريخ – إلا أنها لم تولد من العدم , وإنما اقتبست من كل امة سبقتها بعض ما لديها من الأنماط الزخرفية , ثم هذبت هذه الأنماط وطورت فيها حتى أضحت ذات شخصية مستقلة تماما كونت بعد ذلك ما نراه الآن من خطوط وانحناءات بديعة هي أصدق مثال على براعة الإنسان المسلم وعبقريته وذوقه الرفيع .
ومن الخطأ بطبيعة الحال تسمية مثل هذه الزخارف بـ ( الزخارف العربية ) كما جرت عليه العادة من قبل بعض المختصين والمستشرقين الغربيين , فالزخرفة الإسلامية ليست ذات هوية عربية بقدر ماهي هوية عالمية ذات طابع اسلامي , ساهم فيها الكثير من عباقرة الفن على مدى قرون , ومن مختلف الأمم , وخاصة الفرس والمغول الذين انطمست حضارتهم وأكتسوا  بثوب حضارة جديدة  هي “  الحضارة الإسلامية ” .
________________________
____________________
___________________