نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

المخرج كاظم النصار:مسرحية( أحلام كارتون) كوميديا سوداء تعبر عن الأزمة العراقية اليوم

المخرج كاظم النصار:مسرحية( أحلام كارتون) كوميديا سوداء تعبر عن الأزمة العراقية اليوم

الدكتور كريم شغيدل: نقدم قراءة ثقافية مشتركة للمأزق العراقي على طريقة الكباريه السياسي 

كتابة :  عبد العليم البناء

ضمن فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية ,وبدعم مباشر من وزارة الثقافة ,وبإشراف الدكتور نوفل ابورغيف المدير العام لدائرة السينما والمسرح تقدم الفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح ,الرائعة المسرحية الجديدة للمخرج المبدع كاظم النصار, التي صاغها عن نص كتبه الدكتور كريم شغيدل, ويلعب أدوارها الفنانون: الاء نجم وفاضل عباس وسنان العزاوي وعلاوي حسين وأسعد مشاي وغيرهم ..وتعرض هذه المسرحية على خشبة المسرح الوطني ,في تمام الساعة الخامسة مساء يومي غد وبعد غد الاثنين والثلاثاء ,المصادفين السادس والسابع من شهر كانون الثاني الحالي . 
وكاظم النصارالذي يعد أحد أبرز مخرجي المسرح ,الجادين والطليعيين البارزين عراقيا وعربيا, إعتاد على تقديم المغاير, وغير المألوف , وكان ومازال يعد العمل المسرحي ,قضية وطنية مهمة, تقع على عاتق أهل المسرح , ولهذا فهولا يختار إلا النص الذي يمس هموم الناس , دون أن يتنازل عن الشروط الفنية, وطالما جعل عروضه تبتعد عن المباشرة، وخطاب الشارع وبمعالجات فنيّة إكتنزت بالدهشة, والابتكار, والابداع , وانعكست في مجمل تجاربه الناجحة , وفيها جميعا اقتراب من”السهل الممتنع” ، ليقدم دائما وجبة ترضي المتلقي العادي, والمتلقي النخبوي , بما يعيد للمسرح ألقه وعافيته عبر قراءة متأنية وفاحصة وواعية , للمشهد السياسي وما يجري على أرض بلدنا، والمشروع الوطني الراهن.وهاهو يقدم عرضه المسرحي الجديد (أحلام كارتون) للكاتب د. كريم شغيدل ليشكل حلقة من حلقات البحث الفكري والسياسي والابداعي , المقترن برؤية وهم وطني خالصين.
وقال كاظم النصار الرمز المسرحي ,المثقل سفره الإبداعي بعشرات الجوائز والمراكز المتقدمة , في عديد المهرجانات المحلية والعربية والدولية ,عن جوهر المعالجة الفكرية والدرامية التي تنطوي عليها المسرحية شكلاً ومضموناً: “ (أحلام كارتون) نص يسبح في الفضاء السياسي والاجتماعي العراقي ,ماضياً وحاضراً ,من خلال مجموعة شخصيات تمثل شرائح من المجتمع, كالجندي والمثقف والمطربة والراديكالي ,وهو محاولة للمشاركة في قراءة الحدث العراقي ,حيث يعتقد المؤلف أن هذه الشرائح كانت على متن طائرة مخطوفة, والان بعد أن إنتهت تلك المرحلة ,فكر هؤلاء بأن يخطفوا هذه الطائرة ,حيث نجد أن عذابات الجندي في الخنادق ماضياً , والمثقف الذي كان يحلم أن يكون في بقعة أكثر حرية وفضاءً أكثر إنفتاحاً, والراديكالي الذي يفسر الظواهر والأشياء من خلال تعصبه , ينتج لنا حلماً أو كابوساً ,هدفه تسليط الضوء على مرحلة صعبة ,مازالت حتى اليوم.. المهم أن الطائرة يجب إن تصل إلى المطار بأمان”.
وعما يتميز به العمل عن إعماله السابقة قال : “بعد عام 2003 جادل عدد من المسرحيين ,بعدم إمكانية النظر إلى الإعمال وأهدافها وآلياتها واختلافها عما مضى , فما حدث اليوم زلزال غير كل البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية في بلادنا, بل ربما كان الشرارة الأولى للتغيير الذي نراه اليوم في العالم العربي , لذلك ليس من المعقول أن نكرر إعمالنا وأفكارنا ورؤانا”. مؤكداً:” إن إبتعادنا عن نبش المسكوت عنه , والعامل السياسي والنظر الى المقاطع العرضية لبلادنا, ليس مبرراً بل الأحري أن نقدم الاشياء بمسمياتها ,ونستثمر الحرية النسبية التي نتمتع بها اليوم لتقديم رؤانا , لاسيما حين تقع الطائرة في البحر وتبقى مجهولة”
واضاف النصار: “ هذا النص كتب باللهجة المحلية وبكوميديا سوداء تعبر عن الأزمة العراقية اليوم , وهذا هو جديد بالنسبة لي ,ولكنه قريب من إعمالي بعد عام 2003 ,مثل (نساء في الحرب) و(خارج التغطية) و(كونشرتو) من حيث التوجه المضموني والمعالجة البصرية”.وأشار:” أدخل هذه التجربة مغامراً ليس في رصيدي ,سوى تجربتي وقراءاتي المستمرة لوضعنا الراهن ,وحسا سيتي وكذلك مشاهدتي للأعمال التي أنتجت متأثرة بهذا الفهم ويؤكد هنا:” لا أراهن على شيء ,ولكن سيكون للممثلين الذين أطمح أن يتبنوا التجربة, رصيدهم الخاص بعد عرضها بمعنى أن التجربة لو ظهرت مثلما أطمح , ستؤشر لهم ملمحاً مختلفاً, كما ستؤشر لي علامة أخرى مختلفة ,من تعدد الأساليب ومعالجتها”.
وختم المخرج النصار حديثه :”المسرح ساحة للنضال الشاق والمرير وغير المربح, ولا نستطيع إرغام الناس على العمل فيه, لذلك نجد أن أبناءه تفرقوا , والمراهنة أصبحت أكثر حده وصعوبة, قياساً إلى وقت ماضٍ ,نظراً لأن وسائل وغايات العاملين تغيرت , كما أن الواقع تغير هو الآخر, وهذا مستقبلياً سيكون مقلقاً”.
أما الكاتب الدكتور كريم شغيدل فقال:”(أحلام كارتون )هو عملي المسرحي الثالث مع أخي وصديقي ورفيق درب الثمانينيات الفنان المبدع كاظم النصار ,بعد مسرحية (أرض... جو) التي عرضت على مسرح الرشيد العام 2000 ,ومسرحية (خارج التغطية) ,وهذه المرة ستكون التجربة مختلفة إذ سنقدم قراءة ثقافية مشتركة للمأزق العراقي على طريقة الكباريه السياسي كما يصف صديقي كاظم وهي كوميديا سوداء تحاكي علامات التشكل الثقافي للصراعات العراقية وللتقاطعات الثقافية التي آلت في نهاية المطاف إلى ما نحن عليه الآن.هي رحلة الوهم والحلم والطيران في فضاء الحرية”. مضيفا “أنا سعيد بما قدمه النصار من رؤية صورية وتعبيرية سعيد بما اجتهد به فاضل عباس وسنان العزاوي وعلاوي حسين والمتألقة آلاء نجم وأسعد مشاي “. وختم شغيدل مؤكداً:(أحلام كارتون) ليس نصاً كتبته وفق مزاج خاص, إنما أصبح عرضاً كتبه كاظم وفريق التمثيل بأدائهم الخلاق. شخصياتي المفترضة رأيتها لحماً ودماً ,أو بالأحرى رسوما متحركة بأرواح متدفقة جمالاً... شكراً لكم أصدقائي ,شكراً لقلب الأم نهلة داخل مديرة المسرح, شكراً لمن سيشاركنا من فنيين, شكراً مقدماً لجمهورنا الكريم الذي سيشرفنا , وجميل أن نستقبل عامنا بأحلام حقيقية ,والأجمل أن نلتقيكم أصدقاءنا محبي الفن والجمال والحياة, محبي عراق الأحلام....”.
المخرج كاظم النصار:مسرحية( أحلام كارتون) كوميديا سوداء تعبر عن الأزمة العراقية اليوم