نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

( مسرحية للأطفال ) الفتى والصورة / تأليف : عمار سيف


( مسرحية للأطفال ) الفتى والصورة / تأليف : عمار سيف

الشخصيات: ( الفتى، الصورة، يعقوب، الغلام، النخلة ، الأسد ، الدجاجة ، القنفذ، النهر )
 ( غرفة غير مرتبة، كتب وملابس متناثرة على الأرض هنا وهناك، وتوجد على أحد جدران الحائط صورة كبيرة لبابا نوئيل )
الفتى: ( مع نفسه )  لماذا يكرهني الجميع, لم افعل شيئا سوى أنني أحب اللعب والمزاح مع الجميع ( يفكر متخيلا )، ولكن ، لقد تأخر صديقي يعقوب ، ما الذي منعه من المجيء؟ اتمنى ان لا يكون قد أصيب بمكروه ، انها حيرة فعلا،                     لماذا لم يأت..؟ كان يفترض ان يكون الآن هنا ، فما الذي أخره ؟! ( في هذه الأثناء يظهر يعقوب )
يعقوب: انا لن احضر الى هنا لكي ألعب معك.
الفتى: لماذا يا صديقي ، لقد انتظرتك طويلا لكي نلعب ونمرح معا ، هيا دعنا نلعب.
يعقوب: لا يعجبني اللعب معك.
الفتى: لماذا  اولست صديقي .!؟
يعقوب: نعم صديقك ولكنني لا,  لم اعد اطيق اللعب معك، لأنك مغرور و لا تحب الا نفسك ، وتفعل كل شيء من أجل أن تغضب كل من حولك ، بسبب تصرفاتك  المشينة .
الفتى: هذا غير صحيح ، الكل يحبني وأنت تعرف ذلك
يعقوب: ليس صحيحا، حتما أنك تتخيل ذلك ، فالأصدقاء جميعهم لا يرغبون باللعب معك، بسبب أنانيتك وحبك لنفسك المبالغ به.
الفتى: أنت مخطئ
يعقوب: انظر الى نفسك جيدا، وحيدا، معزولا، لا يقترب منك  أحد.   
الفتى: انا لست وحيدا ولا معزولا كما تعتقد ، إن يوسف وجمال مازالا صديقيّ ويحباني  كثيرا
يعقوب: ( يضحك )…  الم تكسر لعبة يوسف ، بمجرد أن امتنع عن اعطائها لك؟!
الفتى: كذب.. انك تكذب
يعقوب: وأين هي كرة جمال التي رميتها في النهر، لأنه فقط قال لك ليس لي رغبة في اللعب معك
الفتى: لا لا لا، هذا غير صحيح كذب وافتراء باطل ، لأنني  لم ارمها بالنهر،  بل فلتت من يدي .
                                          (صورة بابا نوئيل تتكلم)
الصورة : لا تكذب.. لقد رميتها يا فتى
الفتى: ( يقترب من الصورة )  الم تجلب لي انت بنفسك كرة ، وبعض اللعب.
الصورة: نعم، ولكنني لم اجلب لك تلك الكرة، بل كانت لصديقك ، فلماذا اخذتها دون اذنه.؟
الفتى: (متحايلاً)  لقد طلبت اذنه.
الصورة: ( يضحك ) ها أنت تكذب..!! واذا استمريت بالكذب ، فلن أجلب لك هدية هذه السنة، وعدتني في العام الماضي ان  تكون ولدا مطيعا، وتساعد الاخرين،  وتكف عن مشاكستهم ، ولكن للأسف الشديد انك لم تفي بوعدك.             
الفتى: وفيت وفيت وفيت
الصورة: أرى انك ما زلت مصرا على الكذب.!!
الفتى: (بطريقة نزقة) انا لا احبك يا بابا نوئيل ، لا احبك
الصورة: وانا احبك
الفتى: كيف تحبني ، وأنت لم تجلب لي هدية ، ولهذا السبب اخذت كل لعبهم ، انك تفضلهم عليّ دائما.
الصورة:انا لا افضلهم عليك،  كن مثلهم مطيعا وقم بمساعدة الاخرين، وسوف اجلب لك ما تريد
الفتى: وكيف اغير من نفسي،  لكي ارضيك وارضي الاخرين من اصدقائي في ذات الوقت؟!
الصورة: حسنا ، سأمنحك فرصة أخيرة، وان ان لم تغير سلوكك وطباعك الأنانية ، لن ازورك  ثانية.
الفتى: ( مع نفسه ) لن يزورني ..!! وان لم يزرني، ماذا سيكون، سأحصل على ما اريد  رغما عنك يا بابا نويل
الصورة : إذن سينبذك الجميع ، وتبقى وحيدا ، فريدا  بلا اصدقاء
الفتى: ساجد غيرهم
الصورة: ولكن الجميع يعرف انك انسان اناني
الفتى:  حسنا وما العمل؟
الصورة : عليك ان تكون طيبا وان تساعد الناس وان تهتم بأصدقائك جميعا
الفتى: وهل سيحبوني  كما من قبل؟
الصورة: بالتأكيد
الفتى: ولكن كيف..؟
الصورة : الانسان الطيب يكون محبوبا ، فكن فتى محبوبا
الفتى: ( مع نفسه ) كيف اكون طيبا..؟ عليّ ان اجد حلا، لكي يحبني بابا نوئيل ويجلب لي الهدايا مثل باقي اصدقائي ، ولكن كيف.. كيف.. اه.. وجدتها، سأخرج للغابة وابحث  عن حل ..؟
 ( يتجه الفتى الى الغابة وهو يفكر ماذا يفعل، فيرى صبيا تحت نخلة، ينظر الى ثمارها، وفي يده كيس )
الفتى: ماذا تفعل هنا تحت النخلة..؟
الصبي: انتظر  حتى احصل على بعض البلح
الفتى: ( ضاحكا بسخرية  )  وكيف تحصل على البلح وانت تنظر له فقط
الصبي: ( بغضب )  لماذا تسخر مني..؟
الفتى: اوه عفوا، عفوا .. لم اقصد ذلك ، ولكن كيف تحصل على البلح ، وانت تنظر إليه  فقط؟
الصبي: انا انظر للنخلة وانتظر حتى تسقط البلحة على الارض وأخذها
الفتى:  وهل تعتقد بأن خطتك الجهنمية ستساعدك على جمع  البلح ، ( يضحك )، بل اعتقد بأنك  ستموت جوعا قبل ان  تحصل على ما تريد
الصبي: ليس مهما ان اموت جوعا ، وإنما المهم هو ان احصل على ما اريد
الفتى:إن ما سوف تحصل عليه ، ستأكله باللحظة نفسها، لان البلح لا يسقط دفعة واحدة وإنما بين الحين والحين تسقط واحدة أو اثنان.
الصبي: لا، لا، لن اكله بل سأجمعه واخذه لعائلتي
الفتى: لعائلتك..؟
الصبي: نعم.. ابي مريض ولن يستطيع جلب الطعام لنا ، انا واختي الصغيرة
الفتى: وهل انت هنا لكي تحل محل والدك ، فتجلب الطعام لعائلتك
الصبي : نعم  يا اخي
الفتى مع نفسه ) اه.. كم هذا الصبي رائع على الرغم من صغره، فهو يساعد والده ويبحث عن لقمة العيش بدلا منه، وانا كل ما يطلب مني والدي او اختي الصغيرة شيء ، اتهرب وكأني لا اسمع ، ما اتعسني وما اغباني ، ( يلتفت نحو الصبي، وهو يقول ) اه.. لدي فكرة لمساعدة هذا الصبي.. هيه  ايها الصبي اذا اردت الحصول على البلح حقا، فعليك ان تتسلق النخلة.
الصبي: اتسلق النخلة
الفتى: نعم بالتأكيد
الصبي : وكيف استطيع ان اتسلق هذه النخلة الشاهقة العالية
الفتى : ببساطة ، عليك أن تحضنها وتبدا بالصعود شيئا فشيئا
الصبي: ( يبكي ) اه.. يا ألهي، لا اقدر على تسلقها، فانا صغير، كيف السبيل إلى ذلك؟.. عائلتي ستموت جوعا، وليس أمامي حل آخر، غير انتظار سقوط البلح على الأرض ، لأن تسلقها يبدو لي شيئا مستحيلا.
الفتى: لا تبكي يا صديقي الحل موجود
الصبي بفرح )  موجود، أين؟
الفتى : نعم  موجود
الصبي: كيف اخبرني بسرعة
الفتى: ( مبتسما ) لا عليك انا من سيتسلق النخلة بدلا عنك، ومن هناك سأرمي لك عثقا كاملا.
الصبي بفرح )   اه.. اشكرك يا صديقي هذا لطف منك
الفتى: بل انا احب ان اساعد الاخرين ( يبدا بصعود النخلة ويقطع عثقا كاملا ويرميه إلى الصبي)          
الصبي: شكرا لك يا صديقي لا اعرف كيف اشكرك
الفتى: لا تشكرني ، مساعدة العاجزين واجبة، وعلينا القيام بها، والآن، عد بسرعة إلى عائلتك واطعمها , ودعهم يأكلون وينعمون
الصبي: مع السلامة وانا مدين لك يا صديقي
الفتي :الله ما اجملها مفردة صديقي حين تكون في مكانها
النخلة: ( بحزن )  ما تقوله صحيح ، ولكن هل انت ساعدت الاخرين
الفتى: اعتقد ذلك..؟
النخلة: ولكنك اوجعتني انا
الفتى : انا..؟
النخلة: نعم انت
الفتى: كيف؟
النخلة: الم تتسلق على جسدي
الفتى: نعم
النخلة: وقطعت من جسدي جزءا كاملا
الفتى: ( بخجل )  نعم
النخلة: وانت الان فرح بمساعدتك الاخرين..  في الوقت الذي قمت بإيذائي، هل هكذا هي  مساعدة الآخرين، تأخذ مني وتساعد من تريد مساعدته، وكل هذا يصب في  مصلحتك أنت
الفتى:  لا ، لا انا كنت اساعد صديقي الصبي حين اراد ان يحصل على البلح، ولم أقصد ايذاءك ، فانا احبك لأنك تمنحين البلح لكل جائع، وايضا الحطب من جسدك الذي يتدفئ عليه الجميع ، اذن ، انت كل ما فيك مفيد للبشر ، فكيف يمكن إيذاؤك؟!
النخلة: ولكنك فعلتها وجعلتني ابكي من شدة الوجع
الفتى: ( يقبلها )  انا اسف يا صديقتي واعدك بعدم إيذائك ثانية
النخلة: لا عليك، كن مطمئنا ، فانا سامحتك ، ولكن عليك ان تفكر جيدا حتى لا تؤذي الاخرين مهما حصل
الفتى: اعدك سأكون طيبا مع الجميع ، ولن أؤذي احدا بعد اليوم
النخلة: احسنت
الفتى: والان الى اللقاء ايتها النخلة وسامحيني
النخلة: ( ومبتسمة ) سامحتك الى اللقاء
الفتى: ( مع نفسه وهو يمشي بالغابة ) هل أن ما قمت به هو فعل خير، مثلما طلب مني بابا نويل ؟ , ام انني اسير في الطريق الخطأ ؟ لكن كيف يمكن أن يكون فعل خير وانا آلمت  النخلة وجعلتها تبكي.. اه… تعبت من التفكير
( وهو مازال يفكر يرى اسدا جالسا منزعجا امامه )
الاسد: ( يزعر )   آه،  آه، آه، آه
الفتى : ( بخوف ) انا لم افعل شيئا ، ارجوك أن لا تأكلني أيها الأسد                       
الاسد: من انت ؟ وما سبب وجودك هنا ؟!
الفتى: (مرتعدا ) جئت إلى هنا كي افكر، كيف السبيل لمساعدة الأخرين وبالتالي مساعدة  نفسي.
الاسد : كيف، لم افهم ، ماذا تريد أن تقول من وراء ذلك ..؟
الفتى: قصدي ، هو أن احاول ايجاد حل لمساعدة الاخرين،  فكل اصدقائي قد تركوني لأنني اناني  
الاسد: ( يتألم ) اناني ..؟
الفتى: (ينظر باستغراب الى الاسد الذي صار يتألم) ما بك يا ملك الغابة ، إن من هُم مثلك لا يعرفون الألم ، فلماذا اراك تتألم فجأة ، ومن دون سبب أو مكروه؟
 الاسد : كنت اريدك ان تساعدني ، ولكن انت تقول انك اناني أي تفكر بنفسك فقط
الفتى : إذا كنت في حاجة الى مساعدة حقا ، فما عليك إلا أن تطلب ، فأنا قد نذرت نفسي منذ فترة قليلة لمساعدة الأخرين تعويضا عن انانيتي وحبي لنفسي ، فأرجوك ان تطلب مني ان اساعدك
الاسد: هل أنت متأكد من ذلك؟!
الفتى: بكل تأكيد
الاسد: ( يمد ساقة فتظهر مكسورة ) هل ترى ساقي
الفتى: نعم اراها.. ما بها
الاسد:اعتقد انك غبي
الفتى: لا لست مثلما تقول
الاسد: اذن كيف لا ترى ساقي وهي مكسورة
الفتى: (  يقترب من الساق ) وهل هي مكسورة
الاسد : ربما ، ألا ترى بعينك ، ان ساقي المكسورة هذه ، ليست بساق فأر كي يستعصي عليك رؤيتها
الفتى:اكيد ، ولكن اين هي ، دعني اكشف عنها
الاسد : تفضل ايها الطبيب ، والأن فقط علمت لماذا أنت هنا ، ( يضحك )
الفتى: الحمد لله علمت اذن دعني اساعدك
الاسد: ربما يكون العكس
الفتى: لا كن مطمئنا
الاسد: (باستغراب ) سأطمئن .. امسك ساقي وانظر لها
الفتى: (وهو يمسك ساق الاسد ) كنت امزح معك. لستُ بهذا الغباء ولكن احببت ان اخرجك من آلامك بمزحة بسيطة
الاسد: اوه.. اخفتني من غبائك  اسف اقصد من مزاحك ( يضحكان ولكن الاسد يتألم )
الفتى: ( يتفحص الساق )  اه.. انها فعلا مكسورة
الاسد: وهل يوجد حل 
الفتى: بالتأكيد
الاسد: كيف
الفتى : تعلمت في بالمدرسة حينما تكون ساق مكسورة ، نضع تحتها وفوقها خشبا ونربطها بقطعة قماش
الاسد: خشب  وقماش..؟
الفتى: نعم وتسمى هذه العملية بالتجبير
الاسد: التجبير..!
الفتى: نعم
الاسد: وحين تجبرها  هل ساقف من جديد على ساقي
الفتى: ان شاء الله.. انتظرني  ايها الاسد
الاسد: الى اين؟ 
الفتى: لا تخف سأجلب ما نحتاجه لتجبير ساقك
الاسد:اه بسرعة
الفتى : يأتي بقطعتين خشب وقطعة قماش ويبدأ بربط ساق الاسد  ) كن مطمئنا ستكون  بخير
الاسد: اتمنى يا صديقي  
الفتى:اه.. كم جميلة كلمة صديقي وهي خارجة من فمك ، وبما انك ناديتني صديقي، هيا دعني اجعلك تقف
الاسد: اقف ..؟
الفتى: نعم اتكئ عليّ ، ودعني اوقفك
الاسد :  هل انت متأكد اني ساقف
الفتى : ان كنت قويا ولا تخاف
الاسد: انا اسد سيد الغابة لا اخاف
الفتى :  جيد اذن ، انا احتاج هنا إلى قوتك
الاسد: ( يحاول ان يقف وهو متكئ على الفتى ) انا لا اعرف كيف اشكرك
الفتى: لا تشكرني.. المهم انك وقفت الان على ساقيك وهذا مهم ، والاهم من ذلك ، انك ستسير الان على رجليك
الاسد: معقول، هل استطيع !
الفتى:  نعم، ستستطيع
( يحاول الاسد المشي بمساعدة الفتى )
الفتى: ( مبتسما )  تاتي تواتي.. تاتي تواتي
الاسد: ( يضحك )  انت صبي مشاكس
الفتى : والان تستطيع ان تفعل ما تشاء كما كنت
الاسد: نعم كل هذا بفضلك يا صديقي
الفتى: شكرا لك انت لأنك جعلتني صديقك
الاسد: وشكرا لك لأنك أعدت لي قوتي  ( يزعر )
الفتى : ( يبتعد خائفا ) لا تزعر امامي انا اخاف
الاسد: ( يضحك ) لا تخف، ولكن عليّ ان ازعر، كي يخاف الكل مني، واحصل على  الاكل بسهولة
الفتى: وبإخافتك للأخرين تحصل على الطعام
الاسد: بل هي مرحلة تحضيرية للحصول عليه. وتوجد طرق كثيرة للحصول على الطعام منها، افتراس بعض الحيوانات، ومنها مطاردة الاخرين وغيرها من طرق
الفتى: اها..  فهمت .. عليّ ان اذهب الان قبل ان تأكلني
الاسد: لا، لا لن اكلك لأنك صديقي ( وهو ذاهب )
الفتى : المهم وداعا، وكن بخير، وخفف من ضغطك على الاخرين فهم ايضا اصدقاؤنا (يواصل سيره وهو يحدث نفسه ) لماذا كل ما افعل شيئا يكون شرا، متى سأعمل الخير،  وكيف.. ولكن انا افعل هذه الاشياء من اجل الخير فلماذا تصبح شرا، وما هو الحل؟  ماذا عليّ أن افعل؟ ( يجلس ليستريح امام نهر.. ينظر للنهر مفكرا) كيف يمكنني ان اعبر هذا النهر( ينظر يمينا يرى قنفذا ودجاجة امام النهر حائرين )               
الفتى: ما بكما
الدجاجة : الا ترى
الفتى: ماذا ارى
قنفذ: اننا لا نستطيع العبور الى الضفة الاخرى
الفتى: ولماذا لا تستطيعان          
الدجاجة: ( بسخرية )  ربما ليس لنا مزاج
الفتى: ولماذا ليس لديكما مزاج؟
 (تتحدث الدجاحة إلى القنفذ والفتى يسمع )
 الدجاجة : ما به هذا الفتى
القنفذ: ربما لأنه لا يعرف معاناتنا
الدجاجة : او ربما  يسخر منا
القنفذ: جائز
الفتى: لا يا اصدقائي ،  بل احاول ان افهم  ما بكما ، ربما استطيع مساعدتكما
القنفذ: هل ما تقوله صحيحا؟!
الفتى: طبعا.
الدجاجة: نحتاج ان نعبر الى الناحية الاخرى، لقد تعودنا دائما ان  تحملنا الحيوانات الكبيرة الحجم وتسبح بنا لكي تنقلنا إلى الضفة الأخرى.
الفتى:اذن  لما انتما حائران ، إن كان هذا هو الحل
الدجاجة: هل انت غبي
الفتى: لا اسمح لك بإهانتي ،  انا هنا من اجل  مساعدتك
الدجاجة: ونحن لا نحتاج مساعدتك
القنفذ: لا يا صديقتي  لا تنعتي صديقنا بالغبي.. نحن نعتذر يا صديق,  ولكن وهل انت قادر فعلا على مساعدتنا ، ام تسخر منا؟
الفتى: انا هنا لمساعدتكما صدقني 
القنفذ: إذن اوجد لنا حلا كي نستطيع العبور، دون اللجوء إلى الأخرين
الفتى : ( يفكر قليلا ) ماذا  افعل … ماذا
القنفذ : هل انت تفكر من اجل أن تجد لنا حلا
الفتى: طبعا، ولكن فكرا معي
القنفذ: فكرنا بما في وسعنا ، ولم نجد حلا.
الدجاجة: ( بهمس للقنفذ ) ان لم يجد لنا حلا ارمي نفسك عليه  كي يهرب مسرعا دون رجعة
القنفذ: ( مبتسما ) ارميني عليه انت
الدجاجة: هل انت تسخر مني
القنفذ: لا ولكن احاول ممازحتك لحين ما ينتهي صديقنا من التفكير  (يضحكان)
الفتى: وجدتها.. وجدتها
الدجاجة: ما هي،  قل
القنفد: ماذا وجدت؟
الفتى: وجدت الحل الذي سوف يخلصكما من مشكلة عبور النهر
القنفذ :هل ما تقوله صحيحا؟
الفتى: نعم
الدجاجة: متأكد
الفتى: نعم
الدجاجة: تكلم كيف؟
الفتى: المهم نحتاج مساعدة كل من  في الغابة
الدجاجة: ماذا تريد ان تفعل
القنفذ:  ( بتعجب ) كل من بالغابة
الفتى: نعم 
الدجاجة: لا عليك فقط قل لنا ما تريد، وما بقي سهل فعله.
الفتى :  دعونا نجمع كل حجر او حصى او أي شيء  اخر لا يطفوا على النهر ونرميه، حجارة فوق حجارة حتى يرتفع الحصى والحجر الى اعلى النهر
القنفذ: وبهذا الطريقة نستطيع ان نصل للضفة الاخرى بسهولة
الدجاجة :  انها فكرة جيده وذكية
القنفد:  نعم صحيح انه فتى ذكي
الفتى : هيا نادوا على كل من بالغابة كي نسرع في تشييد ممر للضفة الاخرى ( تذهب الدجاجة وتنادي كل من في الغابة من حيوانات، ثم يبداون برمي الحصى والحجارة في النهر حتى يصبح ممرا للضفة الاخرى )
القنفذ:  شكرا لك ايها الفتى ( اصوات كثيرة من الحيوانات تشكر الفتى )
الفتى: الحمد لله اني عملت لكم فكرت، بتشييد ممر على النهر
النهر : وهل انت فرح بذلك
الفتى: وكيف لا اكون كذلك وانا ساعدت كل من بالغابة وجعلتهم يتنقلون من هذه الضفة الى تلك دون تعب او حيرة
النهر : وانا..!!
الفتى : ( باستغراب )  وما بك انت..؟
النهر: الا تعرف ماذا فعلت بي
الفتى: ( بتعجب ) ماذا فعلت بك
النهر: انك شطرتني الى نصفين وجعلتني اختنق
الفتى: تختنق ..؟
النهر: نعم  اختنق..؟ وايضا ستجعلني افيض حين لا يجري الماء، ويبدأ بالتصاعد من جهة الجريان وبعدها افيض
الفتى: تفيض ..؟
النهر: بالتأكيد،  وكذلك ستجعلني اغرق العالم واكون نقمة في الغابة وليس نعمة
الفتى: تكون نقمة..؟
النهر: وايضا جعلت السمك يبكي لأنك حبستهم ولم تجعلهم يتنقلون في كل مكان من  أماكن  مملكتي
الفتى: ( باستياء )  لماذا كلما افعل شيئا لا يعجبكم،  هل انا لعنة ام نقمة عليكم.؟
النهر: لا.. بل انت تفكر من زاوية واحدة بحيث تعمل خيرا لاحد  وشرا للأخر.
الفتى : ولكن انا لا اقصد الشر للأخر، ولقد  تألمت عندما شاهدت الاصدقاء وهم لا يستعطون العبور إلى الجهة الأخرى
النهر : اعلم ذلك، ولكن كان عليك أن  تراعي ما سيحصل في المستقبل لمن حولك
الفتى :  وماذا افعل الان كي اساعدك؟
النهر:  عليك ان تفكر، كما فكرت وانت تشيد جسرا على جسدي
الفتى: لا لا.. لا افكر بل تعبت من التفكير سأرجع من حيث جئت ولن افعل شيء
( يرجع الفتى وهو منزعج مرة، وباكيا أخرى، حتى يصل غرفته وهو يلوم نفسه )
الفتى : لماذا كلما احاول ان افعل شيئا ينقلب ضدي، كرهت نفسي وكرهت كل من حولي
الصورة : لا  يا فتى لا تلم نفسك،  وتعذبها، لقد كنت تحاول أن تفعل الخير
الفتى: هل صحيح كنت افعل خيرا
الصورة:  نعم
الفتى : ولكن كيف وانا تسببت في وجع والم النخلة وجعلت الاسد قادرا على الهجوم على باقي الحيوانات وافتراسها، واغلقت النهر ومنعت ماءه من الجريان، وهكذا سيأتي اليوم الذي سيفيض فيه ويغرق الغابة ومن فيها.
الصورة : النخلة يا صانع الخير هي معطاء، تضحي بثمارها من اجل اشباع الناس ولكن كان عليك ان لا تقص العثق بل تقطف البلح فقط كي تثمر العثق من جديد في السنة المقبلة
الفتى: ( بشيء من الفرح )  والاسد  فهو ذهب ليأكل الحيوانات
الصورة : هذه  هي سنة الحياة، وانت علمت الاسد كيف يكون التعاون
الفتى: ( بفرح )  صحيح ،  والنهر..؟
الصورة:  عملت للغابة شيئا مهما يعجز عنه الكثيرون ( ضاحكا ) ولكن كان عليك قبل أن  تردمه بالحجارة والحصى أن تبني جسرا مرتفعا عن الماء بقليل.
الفتى : هل تعلم يا عم بابا نوئيل انك افرحتني 
الصورة: وسوف تفرح اكثر حينما أجلب لك هدايا، وحينما اكون حاضرا بينكم. 
الفتى: ( راقصا ) الله ما اسعدني برضى العم بابا نوئيل عني . سوف اذهب الان لأعيد كل لعب اصدقائي، لأني تعلمت درسا في التعاون ومساعدة الاخرين. وواجب على كل  فتى ان يكون مثلي طيبا.. وداعا.                           
                                                            انتهت المسرحية