نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

دار …دور” مسرح حسيني للطفل/ تأليف : عدي المختار

للتاريخ .. المسيرة الاولمبية ببضع كلمات
شخوص العمل: (  الطفل،  طفل 1،  طفل 2،  المدرس،  الشيخ،  الامام الحسين ع،  جون،  ابن مسلم 1،  ابن مسلم 2 و  السياف)            
    الفصل الأول – المشهد الأول
 المنظر: (ظلام مع تداخل أصوات رصاص وصريخ أمهات وأطفال …داتاشو يعرض فيها عملية احتلال الموصل وتهجير المواطنين …..ظلام ……إضاءة على شارع عام ….وطفل نائم على رصيف شكله رث وهو شحاذ ومن ثم يستيقظ ويبقى ( تمغط) بتثائب ومن ثم يقوم يفتش بنفايات على جانب الشارع يخرج منها بقايا تفاحة يأكلها ومن ثم يخرج قنينة ماء فيها قليل من الماء يشرب منها ويزيل من ملابسة بقايا الغبار).
الطفل: يوم جديد بلا جديد …ننام في العراء ونستيقظ على عزاء ونأكل بقايا الرخاء( بسخرية ) هههههههه ( يفلد ) قيام ……عاش العراق ….جلوس …عاش القائد صدام …هههههههه قمنا ولم نجلس ههههه علمونا كيف نقوم لكنهم لم يعلمونا كيف نجلس ..آه ….كيف نجلس؟.كيف نجلس؟ احقاً كتب علينا أن لا نجلس؟.لا أريد إلا لحظة واحدة يالاهي ..لحظة واحد اجلس فيها كما كنت على مقعد الدراسة لاردد مجددا ( يقلد ) دار …دور …داران ( بحزن ) دار ..دور ..داران …مابقي من الدار والدور والداران إلا حفنة ذكريات وبقايا من جدران تهاوت على أعتاب الحقد (يستعيد توازنه ) يألهي لحظة واحدة في صف علنا نصف كما كنا ( يكلم نفسه ) آآآه كفى احلام وعليه ان اذهب للبحث عن طعام فالجوع سيطيح بقواي ( يخرج)
                                                        ظلام
                                                   المشهد الثاني
المنظر: (الطفل أمام مدرسة وهو يتأمل المدرسة وسمع من بعيد أصوات الدروس ومن ثم أصوات التلاميذ في الخروج).
الطفل : يدرسون وانا احلم بالدرس وحتى لتوبيخ المعلم اشعر بأشتياق آآآآآآه .
(يدخل طفلين يحملون حقائب مدرسية وكأنهم خارجين من مدرسة يبقى الطفل 1 ينظر بعطف للطفل ومن ثم يخرج من حقيبته تفاحة ويحاول يعطيها للطفل) .
الطفل 2: ( يقطع طريقة) الى اين ؟
طفل 1: سأعطيه مالدي
طفل 2: لا عليك به ودعنا نمضي للبيت
طفل 1: الا ترى حاله …اكيد هو جائع
طفل 2: لا بأس ..اعطه التفاحة
الطفل : لا اريد التفاحة
الاثنين : وماذا تريد
الطفل : احتاج لصداقتكما لا لعطفكما
طفل 2: انت شحاذ وهذا مستحيل
طفل 1: انا صديقك
طفل 2: ( لصديقه) تصادق من فهو شحاذ ولا تنسى هو من اين؟
الطفل : لم تلدني امي شحاذا بل انا كنت مثلكما الا ان القدر جعل مني متسولا بيتي الرصيف وطعامي الفضلات ..لو لم اهجر لكنت الان مثلكما بين زملائي في المدرسة
طفل1: ولا فرق بيننا اطمئن
طفل 2: ( بعصبيه ) كيف لا فرق بيننا؟
طفل 1: نعم لا فرق بيننا هكذا يعلمنا القرآن ويربينا اهلنا ويدرسنا اساتذتنا في المدرسة انسيت كل هذا
الطفل : لعن الله السياسة التي فرقت بيننا ونحن من طين واحد .
طفل 2: بالنسبة لي هناك فرق كبير ..كيف اتساوى وانا طالب مجتهد وابن عائلة بين شحاذ متسول لا اصل له ..
طفل 1: انت اذن جاهل
الطفل: هذا وانت متعلم ترى الامور هكذا ماذا تركت للجاهل .
طفل 2: انا لست بجاهل بل ارى الحقيقة بلا عواطف مزيفة
(يدخل مدرس الطفلين ..)
المدرس : اصواتكم تعلوا من بعيد بماذا تجادلتم هذه المرة
طفل 1: هو ليس جدال بل اسف
طفل 2: ولم التأسف ؟ الا اني قلت الحقيقة ؟
الطفل : اي حقيقة ؟ ورسولنا يقول لا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى
المدرس : كفى جدال ..وقولوا لي على ماذا اختلفتم؟
طفل 1: استاذ ..انت مدرس مادة التربية الاسلامية …هل لك ان تجيبني مالفرق بيني وبين هذا (يشير للشحاذ)
طفل 2: ههههههههههه بالتاكيد الجواب سيكون هو شحاذ ونحن نبلاء
المدرس: ومن قال هناك فرق بينكما؟
الطفل : (يشير للطفل 2) هو يقول ثمة فرق بين شحاذ ونبيل
المدرس : تعالوا نذهب في رحلة بسيطة الى مدينة التاريخ علنا نجد اجابة لاسئلتكم هذه .(يخرجون ) ...
                                            ظلام
                                      المشهد الثالث
المنظر: (عبارة عن نوافذ توحي انها كتب وفيها اشخاص كانهم جماد يتحركون كلما انتهى كلام المدرس وهي كالاتي :
النافذة الأولى : شيخ كبير ذو لحية بيضاء وبملابس بيضاء امامه كتاب كبير .
النافذة الثانية : يقف رجل كأنه الإمام الحسين (ع) ظهره للجمهور ورجل اسود راكع على ركبتيه خلفه .
النافذة الثالثة : أطفال بحركة خوف ورجل يرفع سيف عليهما .
الأطفال : ما هذه المدينة؟
المدرس : هي مدينة التاريخ والحكمة …هي دنيا الحقيقة والموعظة منها نتعرف على صدق الحديث ومعاني الكلام ومن خلالها نستذكر الامس .
الأطفال : وما علاقتها بموضوعنا ؟
المدرس: اردتم ان تعرفوا الفرق بين الشحاذ والنبيل في الحياة وهنا ستتعرفون عن الاجابة
الاطفال : كيف؟
المدرس : تعالوا نعرف ما قاله الله تعالى عنا هنا ( يشير للشيخ الكبير في النافذة الأولى للكلام  فتضاء النافذة )
الشيخ: قال تعالى { وإذ قال ربك للملائكة إنّي خالق بشراً من صلصال من حمأ مسنون} ومن ثم قال تعالى { فإذا سويته ونفَختُ فيه من روحي فقعوا له ساجدين}
طفل 2: ( يقاطعة ) هذه الايات تعلمناها وحفظناها في المدرسة مالجديد في الامر ياشيخ؟
المدرس: دعه يكمل لتعرف الفرق عند الله مابين الانسان والبشر
الاطفال : كيف ؟ ( بتعجب ) الإنسان والبشر!!
الطفل : وهل هناك حقاً فرق؟
طفل 1: شوقتنا لمعرفة المزيد
طفل 2: هههههههههههه اكيد انك تمزج ياشيخ
المدرس : دعوا الشيخ يكمل لنعرف الحقيقة من المزاح ( يشير الشيخ الكبير في النافذة الأولى للكلام )
الشيخ : خلقَ الإنسان سابقٌ على خلق البشر فأن لاحظنا في الآية كلمتي ( اني خالق) و(فإذا سويته) لاولى ماضية والثانية مستقبلية فالملائكة لا يسجدون لإنسان بل لبشر سواه ونفخ فيه من روحه .
الاطفال : ( يقاطعوه ) لم نفهم ما تريد الوصول اليه ؟
المدرس : يريد ان يقول ان الله يخلق الانسان كجسد وروح ومن ثم سواه حينما نفخ فيه .
الشيخ : معناه ان يكون سوياً في الخلق والعقل ( تظلم النافذة)
طفل 1 : هذا يعني ان مايمزنا عن بعضنا هو الخلق والعقل
الطفل : وليس النسب والحسب والجاه والمال
طفل 2: ايقعل ان لا يكون هناك فرق ؟
المدرس : الا بالتقوى …الخلق والعقل هو مايمز البشر لا العرق واللون والمال …اتريدون ان تعرفوا فرق اخر ياحبتي مابين ان تكون انسان بلا عقل وايمان ومابين ان تكون بشراً يمتلك عقلاً وايماناً راسخاً.
الاطفال : نعم
المدرس : ( يقترب من النافذة الثانية وهي مظلمة ) كونوا أحراراً في دنياكم تحشرون في اعلى منزلة.
الاطفال : كيف ذلك
المدرس : في ديننا وسيرة نبينا وآل بيته الاطهار ( ص ع) لا فرق مابين عربي واعجمي الا بالتقوى لا فرق مابين ابيض واسود الا بالاعتقاد الروحي بالاسلام عندما تمتلك عقلاً وايماناً راسخين فانت تعيش وتموت حراً ( يشير للنافذة الثانية فتضاء النافذة )
الامام الحسين ( ع) : (يعطي ظهرة للجمهور) إن لم يكن لكم دين, وكنتم لا تخافون يوم المعاد, فكونوا أحراراً في دنياكم ( ومن ثم يلتفت للجمهور ) هذا الليل قد غشيكم فأتخذوه جملا…
جون : (وهو يركع على كبتيه ) إنّ ريحي لمنتن، وحسبي للئيم، ولوني لأسود، فتنفّس عليّ بالجنّة، فيطيب ريحي، ويشرف حسبي، ويبيض وجهي، لا والله لا أفارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم ( يختفي)
الامام الحسين ( ع) :اللهم بيض وجهه وطيب ريحه واحشره مع الأبرار وعرف بينه وبين محمد وآل محمد ( تظلم النافذة )
المدرس : هنا تحول الانسان الذي خلقة الله الى بشر حينما امتلك العقل والايمان والخلق معاً
الطفل : اسود بيض الله قلبه بالايمان …وانا يعيروني بالفقر ؟
طفل 1: في الاسلام الكل سواسية كاسنان المشط
طفل 2: وان فقد الخلق والعقل والايمان ماذا يتحول الانسان؟؟
المدرس : ( يقترب من النافذة الثالثة ) الى وحش…لا يميز الصواب من الخطأ وتغره الدنيا وتسول له نفسه فعل اي شيء ( يوميء للنافذة الثالثة فتضاء )
الاطفال في النافذة: يا شيخ، نحن من عترة نبيّك محمّد(صلى الله عليه وآله)، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل.
الرجل : من الموت هربتما، وإلى الموت وقعتما ( يرفع سيفة فتظلم النافذة) .
المدرس : غياب العقل يؤدي الى الفتك وغياب الخلق يؤدي الى الضياع وغياب الايمان يؤدي الى الجنون ..فكونوا بشراً سويا
طفل 2: حقا اننا نمتلك اشياء اثمن من المال
طفل 1: واغلى من اي ملبس ومأكل
الطفل : نمتلك عقلا نفكر فيه وخلق نحتمي به وايمان نعتقد به
المدرس : وكل هذه ان امتلكها نبيل او شحاذ فهو بشر لا يفرق عني او عنكما .
الاطفال : حقا انها اشياء لا تعوضها كنوز الدنيا ان فقدناها .
المدرس : والان علينا ان نطبقها لان الدين معاملة وعلينا ان نقف مع صديقنا في السراء والضراء( يشير للطفل الشحاذ ) فأنا ساعمل على ادخالك دار الايتام ..
طفل 1: وانا ساشتري لك ثياب المدرسة
طفل 2 : وانا ساتقاسم معك المصروف
المدرس: هكذا بتم كالعقل والخلق والايمان في جسد واحد الا وهو العراق ..
الطفل : ( بفرح غامر ) وهل سأقرأ مجددا …دار ..دور ….داران ( يبقى يتطاير فرحا هو والاطفال ويرددونها و ياخذهم المدرس ويخرجون )
                                                          النهاية
 ملاحظة:
لا يجوز تناول النص مالم يتم اخذ موافقة المؤلف..
عدي المختار – العراق – ميسان