نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

خزف بابلي يقبض على اللحظة التائهة / محمد اسماعيل



 أوقف الفنان خالد جبار، الزمن، خزفيا، وهو يثبت قطرات ماء تندلق من جرة، ضمن معرض "تسعة فنانين من بابل" الذي نظمته قاعة "حوار" للفنون، مطلع أيار الجاري، وقد عدته منجزا استثنائيا، في سلسلة فعالياتها، بحسب الفنان قاسم سبتي.. مدير القاعة، الذي قال: "تخطى فنانو بابل أزمة الخزف التي تعانيها بغداد بسبب شحة الكهرباء اللازمة لتشغيل الافران".
فنيا يراهم سبتي: "قدموا تجارب معاصرة.. غير تقليدية، وبهذا تسد الحلة الشاغر الذي تعانيه العاصمة، إذ تدخر مدينة صفي الدين الحلي ثمانمئة قطعة من نتاج هذا العام وحده، في حين لم يستطع المركز الا تقديم بضعة أعمال" عائدا الى إطراء موجودات المعرض: "أعمال فائقة الجمال، تدل على حس فني راقٍ وجهد ومواظبة متفانية، أسفرت عن التفاف هؤلاء الفنانين الشباب، حول أستاذهم حيدر رؤوف "تسعة تدريسيين شباب في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل، أشرقوا على بغداد" قال الفنان د. فاخر محمد، متابعا: "قدموا رؤى جمالية، من خلال تقنيات الخزف، متعاملين مع الشكل باعتباره إعادة لتأسيس الموضوع الواحد مرات عدة".
عده الفنان فهمي القيسي: "يشي بتطلعات الشباب الاكاديمي" ووجد فيه الفنان محمد شوقي: "تجربة جديدة على عالم السيراميك قاطبة" فيما لمس الفنان محسن الشمري: "رؤى متعددة جمعها المعرض، مستوعبا طروحات قابلة للبحث النقدي طويلا، تفتح آفاق تنظيرية تمتد الى عمق مستقبل الحداثة التشكيلية" مؤكدا: "خزف أصيل، يوحي بتراكم خبرة عقود من السنين، وليسوا شبابا بعمر الزهور".
 "فتحوا أبواب السيراميك المغلقة" قالت الفنانة زهراء البغدادي، إجرائيا، أما فنيا فأوضحت بأنهم استخلصــوا الأشكال الماثلة أمام المتلقي من جهد مبذول في تأمل الطين وتركيب ألوانه، وسبكه كالذهب، داخل إطار غير مرئي من الوعي الفني الذي تحكم بالأفران وطوع نيرانها المهولة لإعطاء نتائج إبداعية مذهلة".
من المشاركين قال الفنان منذر محمد: "المعرض نتاج تخطيط سنتين، جمعنا معا وكل واحد محتفظ بإسلوبه.. أنا عملت على الصحون والمزهرية المقطعة، التي وظفت فيها رموز العراق القديم" فيما اشتغل نبيل مع الله راضي، على المعالجات التكوينية للشكل الهندسي.. "استخدمت لون واحد وإثنين، في كل قطعة".
خرم خالد نتاجاته، بحروف كوفية ومسمارية، قابضا على اللحظة الشاردة، في دورة الحياة، بينما قال د. سامر أحمد: "رابطنا 24 ساعة.. نصل الليل بالنهار، على مدى شهور، داخل مشغل كلية فنون بابل، بانتظار الكهرباء كي ننجز الاعمال، طالبا الا يربط الجمهور الاستخدامات النفعية للسيراميك، في صناعة الصحون والأكواز والجرار والادوات الكهربائية، مع خلاصات الفكر الجمالي المحلق الذي يعملون عليه كفنانين وليسوا حرفيين.
مزجت د. زينب سامي، الموروث المزي ومزجته بالمعطيات المعاصرة.. "الارقام ذات المعاني السحرية، في حضارات وادي الرافدين.. 3 و7 و9.. أم سبع عيون.. الخضرمة.. الطقوس المؤداة والتقاليد المتبعة.. حرف السين، اربطها بالحاضر في خطاب تشكيلي ذي خصوصية لا تبقي أعمالي في نمط واحد، إنما تجريب متلاحق".
شارك في المعرض كلا من حيدر رؤوف وسامر احمد وخالد جبار ونبيل مع الله راضي وحيدر صباح واطياف علي وسلام احمد وزينب سامي ومنذر محمد.