نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

    المرحوم حسن الكرمي في الذاكرة/ محمد صالح ياسين الجبوري

    الشخصيات التي تبقى في الذاكرة متنوعة ،منها (علمية،ثقافية،ادبية،)وهذه الشخصيات لها تأثير في حياتنا العامة،ومن تلك الشخصيات،المرحوم الاديب والموسوعي حسن الكرمي ،الفلسطيني المولود في عام 1905م في طولكرم، في عام البطيخ،وهو من عائلة الكرمي .كان أبوه قاضيا ، واخوه الشاعر عبد الكريم الكرمي (ابو سلمى)،التحق في الكلية الإنكليزية عام1925م،عمل في التدريس ،وألف المعاجم (المنار،الهادي ،المغني ،المغني الكبير )،وقدم برامج إذاعية عديدة ، ومن أشهرها برنامج (قول على قول) ، البرنامج الذي نال شهرة واسعة في أنحاء العالم العربي ،ويتابعه محبيه العرب في أرجاء المعمورة ، ويمتاز البرنامج بأسلوبه الراقي،والاداء الجيد،وعذوبة صوت المرحوم الكرمي الذي يسحر العقول،ويبعث في النفس البهجة والسرور،وتم طبع (14مجلدا)،من حلقات برنامج (قول على قول)،السؤال المطروح هل يستطيع الأدباء اليوم تقديم برنامج على غرار برنامج قول على قول؟رغم الإمكانيات والتقنيات المتوفرة الان،تبقى برامج الماضي فيها نكهة وذوق وعذوبة وقيمة وإبداع ،القسم العربي قدم برامج متنوعة كان لها تأثير على حياة المستمعين،وذكرياتها باقية ، رغم مرور السنين ، واليوم يحتفل القسم العربي بعيده ال (٨٠) ،رحم الله الاستاذ حسن الكرمي كان موسوعة ثقافية.
    محمد صالح ياسين الجبوري
    كاتب وصحفي

    يابغداد: بقلم:صفاء سامي الخاقاني

    بغداد اشتاق الماء للمصبات
    حنت بكِ الانهار نحو الفرات
    كوني في حلمنا الآتي
    يكفي نزف أناتي
    يا بغداد
    نَزَف معناكِ الوفاء
    كلُ احزانِ الاحياء
    انّهِ بذخ الغياب
    عطّرِ عفن الضباب
    وعلى كل البلاء
    كونِ نداءا فوق السماء
    يا بغداد
    يا بياضا لا يلوكه النسيان يا بنت الفرات
    لا تمسحِ ترانيم النهر فالصبح آت
    يا من هدها الامس
    حتما تشرق الشمس
    ويضيء الدرب سلام
    ربما تحن الايام
    يا بغداد
    لا يمضي بكِ حقد الغرباء
    تحن بعد ان حان الجلاء
    فاكنزي الدمع قطرا
    واصنعي من الآهات جسرا
    فالعرق عزيز الهام
    وهو لكل الارض امام
    يا بغداد

    صفاء سامي الخاقاني

    سَأخبئُ وجهي حتى يَمر مَوكبكِ، فأنتِ لامعة في منتصفِ الطريقِ، وأنا حجر بقلم: ميثم : العتابي

     
    سَأُلوحُ مِنْ بَعيدٍ، مِنْ وَسطِ الحُشودِ، فأَنتِ، يُوسُفي الصَغِيرُ، هَيتَ لَكِ الشِعرُ قُلتُ، وَما أَصغَيتِ، لكني مازلتُ ألوحُ، أَمسحُ بالدمعِ قَصاصات أَمسكِ الرطب  في فَمِي.. أُعلقُ على حِيطانِ الليلِ صُورَة لكِ، وأنتِ تَرقُصِينَ في إحتِفالٍ مَهِيبٍ، تَنثرينَ شَعْركِ على الحضورِ، وتَغمِزينَ لي. أركضُ في أزقةٍ مأهولةٍ بعَويلِ  الليلِ، أَبكِي.. وبِحَفنةٍ مِنَ الدَّمعِ أَلصِق الصّور.
    أَجيئُكِ،  حامِلاً سَريرَ رَغبَتِي فَوُقَ سنبلةٍ، يَدنوُ طَلعُ النَخلِ مني، أَدلُفُ حاناتِ يَدَيّكِ، أَسْكبُ فيكِ رغوةً من الغِناءِ العَمِيقِ، أَستَعيضُ بِوَردةٍ تَعَلقتْ على هَدبكِ، صاعداً مِثلَ نِسرٍ إلى شُرفةِ فَمكِ العاري، أُعاقِرُ سُكري حَدَّ التُخمة فيكِ... لأنمو.
    هناكَ فِي مَقهى للِعابِرينَ القُدامى، حَيِثُ يَلتَقِي المارةُ الغُرَباءُ، تَحتَ صِفصافةٍ مَأهُولةٍ بِالتارِيخِ البَشرِي، كانَ الهَامِشُ يَحتَفِلُ راقِصِاً، وَأَنتِ تَنفَخِينَ النّايَ فِي الأجسادِ المُتعَبَةِ، أَرقَبُ صَمتَ القُلوبِ المُتَهَيئةِ لِلإنقِضاضِ عَلَيكِ لَحظَةَ يَعتَقُكِ النّايَ.. أَبتَسِمُ لِفِنجانِ القَهوةِ، أَركبُ الطَرِيِقَ، مُهتَدِياً بِصَوتِكِ، مُغمِضَاً عَلَى وَجهكِ فِي داخِلِي، لمْ يَعرِفْ أَياً مِنَ المُحلقِينَ حَولَ مائِدةِ الخَلاصِ، أَنَكِ تُصغِيِنَ ليَّ قَبلَ بَدءِ الخَلِيِقَةِ، أَنفَخُ فِيِكِ مِن رُوحِ الشِعرِ، فَتَنبُتَ بَيِنَ وَجهَيِنا أَزاهِيِرَ مِن كَلِماتٍ.
    بِيّ دَهشَةُ الأطفال للِتَنقيِبِ وَالبَحثِ.. كان يُمكن أَن أَعثُرَ عَلى قِطَعٍ مَأهُولةٍ بِالذِكرى، لكِنَنِي صادَفتُ فِي طَرِيقِ العَودَةِ، غابَة شَعركِ، فَعَثَرتُ عَلى مَخبَأ حُبكِ.. كانَ يُمكن ليِّ أَن لا أُحبكِ، وَأَن أَرقُصَ مَبهُورَاً حَولَ نارِ الإِكتِشاف، وَلكِنَنِي، وبِبَساطةٍ جِداً، وَقَفتُ مَليِاً، وَأَحبَبتُكِ قَبلَ أَن تُفَكِرَ الأَشياء بِالنِشوءِ بَيِنَ يَدَيِكِ. وَقَبلَ أَن تُمطِرَ عَيِناكِ بَسمَتها الأولى إليّ. فهل رأيتِ عصفورةَ الحديثِ وهي تحلق مسحورة.. أم هل سمعتِ بإسطوانة صدري تدور، وتعبث بالأغاني.
    في مكانٍ ما.. أذكرهُ جيداً، كنتُ أَشربُ من عينيكِ ماءَ الحديثِ، وأنتِ تُطعمينَ ريشيِ نكهةَ التحليقِ، تَسرينَ الريح أن تَحملني بعيداً عَنكِ، فأعودَ مثل كلَّ مرةٍ أختبئ في كنزتكِ السرية، أظفر مِن شَعرِكِ قصائد للبهجةِ، فتستشري في مدينتي البائسة عدوى إبتسامتكِ، يَضحكُ الحاكمُ بمرارةٍ، أنفجرَ في محاولةٍ لتقليدكِ، غير أن الفقراءَ ناموا في تِلكَ الليلةِ، وقد شبعوا إبتساماتٍ مليئةً بالزيتِ والدقيقِ.
    صباحاً كانتِ الامطارُ توزِع على البيوتِ النائمةِ لوّنَ إبتسامتكِ الأبدية. فيما أنتِ تنسجينَ من تسبيحِ الأشجارِ ثوب زفافكِ، وعصافير نومكِ مشغولة بتزيين أسرةِ الضوء، جئتكِ ألقي بعصا الشعر، داعبتي شفتيّ بريقكِ، فهبطَ ملاك يمسحُ عن جبيني التعب.
    ليس غريباً أبداً أن أحبكِ بهذا الشكل، ولكن سيبدو غريباً جداً، أن لا أحبكِ، وأن لا أقوى على حبكِ، فيما أنتِ غافية في نهرِ اللغةِ، تمشطين ضفيرة الجدول وتبتسمين لإنحدار النهار.
     ميثم العتابي

    ذي قار اتحاد الادباء يقيم ندوة حول الاستشراق والمركزية الغربية



    أقام اتحاد ادباء وكتاب ذي قار، مساء الخميس، وعلى قاعة المركز الثقافي بالناصرية ندوة حول الاستشراق والمركزية الغربية وذلك بالتعاون مع جامعة ذي قار.
    وقال رئيس الاتحاد ياسر البراك لوكالة (أصوات العراق) ان الاتحاد "أقام وضمن نشاطاته ندوة حول الاستشراق والمركزية الغربية متخذين اللسانيات نموذجا لبحث العلاقة بين الشرق والغرب من خلال اللغة بوصفها تعبيرا اوليا عن الهوية، في محاولة لتفكيك تأثيرات المركزية الغربية وفعل الاستشراق على المجتمعات الشرقية والعربية على وجه الخصوص".
    واضاف ان "الندوة التي حاضر فيها الأستاذ بجامعة ذي قار سعيد الجعفر، جاءت ضمن برنامج الانفتاح على الكفاءات الاكاديمية لخلق حوار ثقافي ومعرفي بين ادباء المحافظة والجامعة".
    يذكر ان اتحاد الادباء بذي قار نظم العام الماضي قرابة 40 أمسية وندوة ثقافية في مختلف الاتجاهات الفكرية والأدبية.








    النغم الاهي:بقلم: ميمي أحمد قدري


    عند اقتران الرّهبة بالحقيقة...وتقدم الروح يهديها السلام ...حينها لا بد من استدراك طلوع شمس جديدة كل يوم وكل إيمانٍ ...وشأن ٌ خط الله رسمه ليكون آيَةً بقلب الوجود ...وبقلب كل متفكر بصير...فهنيئا للحروف أن اكتتبت بقصة تَعبُر عبر العيون للبصيرة ...ليتم اجتماع الشّعور بالطمأنينة بعد كل مخاضات الألوان العسيرة...

    في قرية هادئة بعيدة عن صخب المدينة، مطلة على ساحل البحر...تتغاوى بها أشجار الصنوبر على تلالها وأشجار الزيتون في صحرائها ... نشأت طفلة في كنف والدين مؤمنين بالله تعالى وبوحدانيته، وببعض من الأنبياء بما يتوافق مع مذهبهم وشريعتهم.
    استقطبت هذه الطفلة عطف والديها بعد أن اختار الله تعالى إلى جواره الابن الأكبر والبنت الصّغرى في هذه العائلة ...عندها أصبحت رفيف الطفلة التي نروي لكم حكاياتها، ونحيطكم علما بكلّ أحلامها وآلامها .
    فهي طفلة, جميلة, ذكية, رقيقة الملامح، ينبثق من عينيها ذكاء حادّ...قد حباها الله بحبِ عميق من لدن أبويها ... فهي بالنسبة لهما هبة الرّحمن، وهي الأمل، وهي بمثابة الفرحة والحلم الذي ينمو ويكبر ... هي النبتة التي تهفو لها روحاهما, كانت تشبه والدها إلى حد بات يتباهى بها في كل مجلس ومناسبة، فتعلّقه بها ما انفكّ يتطرد يومًا بعد يوم حتى إنه لم يعد يفارقها ألبتة حتى خلال نومه .
    هو الوالد الذي تتلمذ على يد أساتذة في مدرسة إسلامية , تعلم من خلالها مبادئ الدين الحنيف كالوضوء والصلاة والأركان الخمسة، ولكن ولسوء حظه وبين ليلة وضحاها أصبح مسئولا(( مسؤولا))
    عن عائلة مكونة من سبعة أفراد هو أكبرهم؛ فلا مناص من إعالتهم بعد وفاة والده ., مما اضطره إلى ترك المدرسة.
     ولكن بالرغم من هذا كان رجلا تقيًّا أنعم الله عليه بالإيمان . هذا الأب أنشأ أبناءه على الفطرة الصحيحة ...هي توحيد الله والخوف من اليوم الآخر...
    غرس فيهم أصول الدين وعلمهم التفريق بين الحلال والحرام... رغم أنه كان مكبلا بمذهب لن يفسح له المجال لكي يعيش إسلامه الصحيح الذي رافقه في المرحلة الأولى من عمره ألا( وهي المرحلة الابتدائية )...فحفظ إيمانه بين حنايا روحه ولم يبح به للعلن، ولكن أحاط أولاده بأصوله كاملة...وتمنى في قرارة نفسه أن يهتدي أبناؤه إلى الطريق السّوي، وأن يعتنقوا الدين الحق.
    هذه التنشئة ظهرت بوادرها مبكرًا في القلب الصغير ... فؤاد رفيف !!! وعقلها الناضج قبل أوانه... العجيب وليس بعجيب أن هالة الإيمان كانت تلازمها منذ الصغر... فكانت تتمتع بحسن الإدراك وبسرعة البديهة والهدوء والتأمل في الخلق والخالق... و طفت نبتة الإبداع على صفحات حياتها منذ سنوات عمرها الأولى... بدأت ترافق القلم والورقة وتقيم على ضفاف الحرف. فرفيف كتبت الشعر والخاطرة وهي في سن العاشرة... كانت عاشقة للقراءة ....تختار وتنتقي أشياءها بنفسها، ولم تعطِ فرصة لأحد لكي يفرض عليها رأيًا.
    كانت شخصيتها تتميز بالقوة والعقل والفكر المتزن، فهي شخصية قيادية بطبيعتها، ولدت وتمخضت هكذا... وأيضًا تدحرجت دموع الحيرة والحزن من عينيها مبكرًا.
    أحاط الله رفيف بنوره منذ صغرها...فهي التي يخشى البدر حسنها...وعند ارتفاع صوت الآذان ينادي للصلاة كانت الفتاة تسرع الخطى نحو شرفتها؛ لتتمعّن في سماع هذا النّداء الآتي من بعيد، وهي لم تكن تفقه بعد معناه أو سبب انسيابه في الفضاء... لكنه كان بمثابة النغم الإلهي الذي يشد انتباهها دون وعي منها، فتجد نفسها شاردة الفكر معلقة العينين بالأفق غير المتناهي على امتداد البحر ...فحداثة سنّها لم تخوّل لها استيعاب ما يدور حولها...غير أنّها كانت تعشق هذا النغم وتألفه وكأنه تسبيحة قلبها البريء.
    ...كانت تعشق رنة الآذان تعشق كلمة :(الله أكبر ... الله أكبر... ) تَلزم مكانها بالشرفة وتنظر إلى أعلى... لترى وتتمتع بمنظر الأفق وهو يلتحم بالبحر...وتناجي ربّها الواحد الأحد ... يا الله، ما هذا الصوت؟؟ ولماذا في هذه الأوقات دائمًا أسمع هذه النغمة ؟؟...ولماذا قلبي يعشقها وأشعر أنني منك قريبة ؟؟...كانت تزور عينيها دمعة حيرة ويرتطم عقلها بصخرة عدم المعرفة والغموض...كانت تريد أن تعرف ولكن كيف وهي تعتنق مذهب طائفة عائلتها ؟؟ مذهب أحاطها وكبل عقلها.
    كانت تعشق أن تختلي بصمتها وحيرتها وتخرج إلى البحر ... هناك على الشاطئ الفسيح تجد الملاذ الحقيقي لأفكارها ...تجلس على صخرة وتمد قدميها لتلامس الموجة الهادئة؛ فتطفئ برودة الماء لهيب الصراع داخلها الذي لم يفارقها مذ وطأت روحها نور الحياة ...كانت تتحدث بصوت عالِ لشعورها أن المكان ملكها وحدها ...وتنظر إلى السماء فتعانق عيناها اللون الأزرق الصافي، فينطق لسانها بما يخامر وجدانها:أعلم يا رب أنك موجود، وأنت خالق البشر وخالق الكون ...فأنت لك اليد العليا ولا يدَ فوقها...ولكني لا أعلم هل أنا على حق وعائلتي على حق، أم نحن على الباطل؟! ...يا رب، أرسل لي علامة تهديني للطريق ... ابعث لي من يخرجني من حيرتي ويجفف دمعتي... طفلة تستغيث و تترجى وتتمنى من ربها أن ينجدها من تمزّقها، ويرسي أشرعة قلبها وعقلها على الحقيقة المجردة دون غموض أو انحياز لعقيدة معينة ... فهي تطلب من مالك الكون الحقيقة ... والحقيقة فقط...ثم تعود أدراجها على أملِ في غدٍ أفضل ... يجوز أن يستجيب لها الله ويلبي نداءها... تساؤلات نمت بروحها وكبرت معها.

    كبرت رفيف وصوت الآذان يصاحبها ويملأ ثنايا القلب والعقل ... تائهة تتخبط بين الحق والباطل ... تزوجت في سن مبكرة وهي بعمر السادسة عشر... واجهت صعوبات كثيرة مع زوجها؛ فكان نصيبها زوجًا متسلطًا أنانيًّا، رمى بطفولتها خلف ظهره متنكرًا لما كانت تقاسيه من وحدة وخوفٍ من مصيرِ مجهولٍ، فلم تكن حياتها الزوجية سهلة... كانت الفجوة كبيرة بينها وبين زوجها... فتسلطه واستبداده وقتله لبذرة الإبداع في قلبها وعقلها- أمر من المحال التعايش معه ...وبعد سنوات من القهر أفاقت رفيف وحولها أربعة أبناء ، هم كل حياتها ... كانت تلعب معهم ليؤنسوا وحشتها ويملؤوا فراغ الزوج الذي نادرًا ما كان يهتم بأطفاله ويلاعبهم... هذه الأم الذي اتّشح قلبها بالقهر، كانت تقاوم بكل ما لديها لتبقى بجانب أطفالها وترعاهم ...كانت تنظر إليهم وكأنهم كنوز الدنيا بين يديها، و تتحمل عبء الحياة مع قرينها من أجلهم...وفي يوم من الأيام قررت العودة إلى المدرسة التي حُرمت منها بسبب زواجها المبكر، وأن تكمل تعليمها الجامعي وتخطو خطوات واثقة نحو إثبات ذاتها ...
    قاست وتعذبت بسبب الحيرة التي تملكتها، فهي كانت دؤوبة في البحث عن الحقيقة ...
    فرفيف كانت تقرأ كتاب تفسير الجلالين(...بدأ في التفسير جلال الدين المحلي ولكنه مات قبل أن ينهيه، فتابع عنه تلميذه جلال الدين السيوطي رحمهما الله) وتحاول أن تقارن بين هذا الدين وما نشأت عليه من تعاليم طائفتها...كانت تبكي لأنها كانت تشعر بالفرق، وأن هناك خطأ ما لا تستطيع إدراكه.
    وفي يومٍ من الأيام وهي في الحرم الجامعي كانت تجلس في المقصف تأكل...
    فهمست لها صديقتها وقالت لها: لا يجوز أن تأكلي أمام المسلمين؛ فهم صائمون!! فتعجبت رفيف ورفعت عينيها الملتحفتين بالحيرة ونظرت بتعجب لوجه صديقتها!! وقالت لها: لماذا يصوم المسلمون ؟؟ فقالت لها: إنه شهر رمضان، شهر مقدس عند المسلمين، فيه أُنزل القرآن على نبيهم، وفيه كُتب عليهم الصيام، ونحن لا نأكل أمامهم وهم صائمون . فاغرورقت عينا رفيف بالدموع؛ لأنها شعرت أنها أخطأت، ولكنها استفادت بمعرفتها قدسية شهر رمضان الكريم... فعادت إلى بيتها والحديث يتردّد صداه في خلدها فتشتعل بداخلها نار تلهب وجدانها حيرة وألمًا... (( شهر رمضان!! وهو شهر الصيام بالنسبة للمسلم، وهو الشهر الذي أَنزل الله فيه القرآن على محمد بن عبد الله (رسول المسلمين وخاتم الأنبياء)...)) تألمت رفيف ... وشعرت أن الله حَرمها من نعمة هذا الشهر ... ولماذا؟؟ لماذا كتب الله عليها الحيرة ؟؟؟ صرخت رفيف بصوت مكتوم صرخة جلجلت خلايا جسدها وقالت: قلبي يريد هذا الدين !! قلبي عاشق لمحمد ولشهر رمضان ... قلبي يهفو إلى القرآن... فبكت بشدة... بكاء تهتز له أركان السماء، وصممت على اعتناق الحق مهما حدث.

    كانت لها صديقة وجارة مسلمة ... علمتها بعض الأشياء البسيطة عن الإسلام، منها: صلاة الاستخارة ، .... ...واحتضنت كل تعاليم السيدة عن الإسلام بين حناياها... كانت تتعلم من جارتها في السر ... تسرق الوقت لتذهب إلى جارتها لتشرب من نبعها الصافي... لتسمع منها ما يَشرح صدرها ما يَقتل حيرتها وينحر الباطل من الوريد إلى الوريد ... كان ليلها طويلا والممر مظلمًا معتمًا تريد الخروج منه ولا تعرف كيف!! فكانت جارتها هي وريقات الأمل التي تعلقت بها...ذات يوم قامت لصلاة الاستخارة وأدتها كما علمتها جارتها، ثم قامت لفراشها لتعانق يومًا جديدًا وحيرة جديدة ... ولكن ما حدث لها كان معجزة من المعجزات ، فالله على كل شيء قدير...في صورةِ ملاكٍ تراءى لها فجرًا قائلا:( إنا كافأناكم بالإسلام دينًا وبمحمد رسولا) فكتبتها يدها دون دراية بما تكتب، ودون أن تعي ما يُملى عليها !!
    فعندما ظهرت تباشير الصباح استيقظت رفيف( المختارة للدين الحنيف) وقرأت المكافأة فركضت مسرعة -وتجتاحها فرحة عامرة لا تعرف مصدرها- إلى جارتها، وقصت عليها ما حدث، وسلمتها ما أمُلي عليها... ففرحت الجارة وقبلتها وزادت في التقبيل وقبلت يدها... وقالت لها:(( هنيئا لك يا ابنتي، أنا ولدت مسلمة ولم يتراءَ لي هذا الذي تراءى لك... فالحمد والشكر لله رب العالمين)) وتواعدا على الذهاب إلى المفتي في دار الفتوى لتقصا عليه هذه الرواية، واصطحبتا الدليل المكتوب بخطِ يدٍ مأمورةٍ لَتكتب ما أملي عليها، فباركها الشيخ الجليل وقال لها:( ربك بعث لك بملاك يبشرك بالدين الحنيف... فالله جل علاه اختارك من فوق سبع سموات لتكوني من المسلمين...كمكافأة لك يا ابنتي، فهنيئا هنيئا لك).. فعادت وهي تسبح في نورالله ... مأخوذة من كم النور الذي
    يخترق جسدها وعقلها...
    عادت أدراجها إلى منزلها إلى بيتها وزوجها...
    البيت الذي يوجد فيه من يمتعض عند سماع صوت الآذان ... فعندما يعلو صوت الآذان: (الله أكبر... الله أكبر...) يصرخ من في البيت :أغلقوا النوافذ؛ لا نريد سماع هذا الصوت...وهي المؤمنة المسلمة الموحدة كيف تتعامل مع هذا كله ... كيف تتعامل مع زوجها الذي يحاربها ويحاول بشتى الطرق أن يرتدّ بها إلى سبيل الظلام، ويعتّم نور الحق الذي سكن قلبها وروحها ...كان يناهضها ويحاول أن يجور على مكامنها بتسليط عائلتها عليها ... هذه العائلة التي نعتتها بالكفر والضلال لمجرد اعتناقها الإسلام والنطق بالشهادتين... كانت تسرق الوقت كعادتها لتذهب إلى جارتها ... كانت تتحجج بشتى الحجج لكي تكون قادرة على الذهاب لها لكي تتعلم الصلاة على أصولها ومواقيتها كما أمرنا الله... ولكي تتعلم قراءة القرآن والتفسير القرآني... توالت الأيام وهي في صراع مع زوجها ومع عائلتها ودموعها لا تجف وسؤالها لله لا ينضب : يا رب ، يا الله، هل أنا على حق؟؟؟ أم على ضلال؟! كانت تسأل وقلبها يجيب: إنك على حق وهم على ضلال...ولكن رحمة الله واسعة فلم يَرد لها أن تطول حيرتها ويطول ألمها ... فأرسل الله تعالى نفس الملاك الذي أرسله في المرة الأولى يقول لها:(حاء ... ميم)(حاء ... ميم) فقط لا غير!! ... حدثت لسان حالها وهي متعجبة تائهة، ولكن تشعر أن بر الأمان اقترب وأن السر في هذين الحرفين، ما هذا؟؟ وماذا يعنيان ؟؟(حاء ... ميم؟؟).فكعادتها لم تجد ملجأ لحيرتها إلا جارتها، فبكت وركضت لجارتها تقص عليها ما حدث ... وسألتها ما هي الحاء ميم؟! فََعرفت السر ... نعم، إنه السر الذي سوف تجد بين ثناياه الطمأنينة والأمان والاستقرار والثبات على الدين الحق ... فكان جواب الجارة: أن(( الحاء ...ميم)) مفتاح سبع سور في القرآن الكريم تُشير وتؤكد على تنزيل الكتاب الكريم العظيم من الله رب العالمين تبارك وتعالى...وترسيخ لما أرادهُ الله من عبده، وهذه السور هي 1- غافر...2- فصلت...3-الشورى...4-الزخرف.....5-الدخان...6-الجاثية...7-الأحقاف
    .وهنا احتضنت بكل قوتها الدين الإسلامي وشرائعه وعقائده... فارقتها الحيرة وخرجت مضيئة من الممر المظلم إلى المساحات الشاسعة من النور الإيمان... وأكملت رفيف طريقها في درب الحق ونحرت بكلتا يديها الباطل ... ولم تَكل ولم تتوقف... كي تتعمق في دينها الحنيف...وتغيرت حياتها ولم تعد تسرق الوقت لتتعلم من جارتها ... على العكس فلقد فارقت من كان يصرخ امتعاضًا من صوت الآذان، وانتقلت بكلّ ثقة وامتلاء وتزوجت من رجلٍ مؤمنٍ قلبًا وقالبًا، وهبها ما كانت تحتاج له وما كانت تسعى إليه. فقد وهبها بكل حب...حرية الرأي والاختيار، ومنحها القدرة على الإبداع، فهذا الزوج الصالح هو مكافأة آخرى من الله سبحانه وتعالى...
    تطلق رفيف العنان لخيالها وتسرح بعيدًا لتتذكر كيف اجتمعت أول مرة مع زوجها الحالي ... كان لقاؤها به في ملتقى شعري في فيلا صديقة مشتركة بينهما، قدمتها الصديقة له وقالت: أقدم لكَ نموذجًا نادرًا من النساء، رفيف الرقيقة القوية شاعرة وأستاذة في الأدب العربي. وأشارت إلى الرجل وقالت :"هذا الشاعر والدكتور خالد المهدي، أكيد سمعتِ عنه يا رفيف، فهو غني عن التعريف."... فمد الرجل يده إلى رفيف وهو مأخوذ بجمالها وبهاء وجهها الملفت وقال:"أهلين رفيف، تشرفت بك "... سلمت رفيف وهي تشعر بشيء خفيّ تجاه هذا الغريب...فهي تشعر أنه سوف يكون له شأن في حياتها... انسحبت من المجلس وخرجت للشرفة وهي تشعر وترى بحسّها الأنثويّ أن نظراته لا تحيد عنها ... ظلت حوالي الساعة بالشرفة تتأمّل القمر المكتمل في أبهى صوره...تبحر فيه كما كانت تفعل وهي صغيرة، كانت تهرب لتجد راحتها بين أحضان نور هذا الكوكب المتصدر عرش السّماء...وتفرغ أحلامها نجومًا تنثرها حوله. وفجأة وهي تداعب أحلامها سمعت صوتًا منخفضًا كالهمس يقول: تتزوجيني؟! التفتت مندهشة وتعجبت لطلبه فقال لها خالد: سمعت عنكِ ما لم أستطع مقاومته، ولن أفرط في امرأة مثلك يغار منها القمر، ويهاب قوّتها أشدّ الرّجال حنكة وعقلا... نظرت إليه بعينيها المتألقتين تحت ضوء القمر وقالت : وأنا لن أفرط في رجلِ من خيرة الرجال، نعم أتزوجك ... سطعت شمس السعادة على وجه رفيف؛ الدين الحق والزوج الصالح وراحة القلب والبال فهنيئًا لك رفيف على إسلامك والحمد الله رب العالمين ... فسبحان الله الذي يهدي من يشاء
    ميمي أحمد قدري

    الشيطان يحتج:بقلم: ميمي أحمد قدري

    أكانت الروح حين أوجدني خالقي:بغية التأبُدِ من الحلم المستحيل......أم كان للسجن عُرف ودورات حياة::تستقطب آمال الحالمين..........

    انطلقت كالرصاصة استقرت في جوف رجولته...أشعلت النار في ثقته التي إحتوتها.. هدمت الجدار الذي كان يشيده ... ذبحت شريان الود... نبحت بصوتِ عالِ لا احبك .. أردت غيرك ... أحبه وأريد تركك والزواج منه لا تتعجب عندما تعرف من هو !!.. فهو شخص ما.. كان اقرب لي منك..سوف أتركك تحتار في أمره ولن أبوح لك بإسمه الآن ....طلقني.. أنت لاتحبني!!! ولا تريد وجودي في حياتك ... أنت تحتفظ بي من أجل العمل فقط.... وربما كَتمثال تعتقد أنه يجب أن يكون معك....أو لأن والدك طلب منك أن تتزوجني قبل وفاته... تذكر !! لولا هذا ما كنت تزوجتني:: يبدو كما هو ينظر بعين ازدراء ووجه :أجمده عمداً وكبرياء....واستمر سكوته....واستمَرَت هي

    :.. ضحكت بسخرية وقهقهت بصوتِ عال وقالت:::
    تناسيت أنني إمرأة تحب وتعشق!! وتريد بجانبها زوجاً بحق... صاحت في وجهه طلقني... طلقني !!!..يكفي إنك رفضت أن تلمسني من يوم زواجنا .. يكفي إنك تركتني أعاني احتياجي لرجل...تركت جسدي يجف ...ولكن انتهينا !!!آخر شهقات الجفاف كانت بين أحضان من أعشق وعلى فراشه.. يكفي!! تحملت أنانيتك لتحقيق أحلامي منك .... أنت لا تفكر إلا بنفسك ولا تتحدث إلا عن نفسك ولا تهتم إلا لأمرك.. وأمر التافهة التي تدعي أنك تحبها...وتحافظ على جسدك من أجلها

    وهذه أيضا" لا تهتم لأمرها كما يجب .. تركتها لمجرد أنك وجدت مصلحتك ومالك في أمان معي...وضعت بطريقة عصبية وخوف بسيط من ردة فعله يداها على شعرها من الأمام وأعادته للخلف كنوع من أنواع عدم الإهتمام وفقدان الصبر في إنتظار ردة فعله وما تنبس به شفتاه.
    نظر هو لها بذهول لم يع في أول الأمر قولها أو حديثها الذي امتزج بالسخرية والتبجح...شرد ذهنه وهو يتأملها وعيناه مسلطتان على وجهها الجميل في ظاهره ولكنها فقدت جمال الوجه بقبح روحها... تحدث أخيرا وقال لها ألست أنتِ من خطط وشيد الكذب على أرض خواء لكي تتزوجي مني..ألست أنتِ من حرمني من السعادة الحقيقة بمحاولتكِ الدؤوبة للتدخل في حياتي وتسيرها كما أردتِ؟؟؟ألست أنتِ من تسبب في هدر سعادتي وحرماني من الإنسانة الوحيدة التي أحببت.؟؟!!!

    بعد أن امتلأت بطنك بمالي وإكتفيتِ ..تريدين الآن الفرار بما في حوزتك

    فحيحك آثر على والدي ووالدتي ..آثر على والدي وجعله يقسم إذا لم أتزوجك سوف يتبرأ مني ::قبل أن يكمل كلامه قاطعته وقالت:: مابحوزتي حقي .. حقي أنا .. فهو كل ما تعبت من أجله.. وتحملت من أجله برودك وطريقة تعاملك واحتقارك لمشاعري ... رفعت أصبع السبابة في وجهه وقالت له بتحد::: لا تعتقد أنني سوف أتنازل عن مليم واحد من هذا المال
    نظر مليا لوجهها وكم السخرية والإستهزاء المعانقين لوجهها الذي لم يره في يوم من الأيام جميلاً... فعلتها هذه حفزت بداخله الكِبر والعناد ..أشاح بوجهه عنها وقال لها بصوت يوحي بالإصرار المصاحب لقرار لا رجوع فيه لا !! لن أطلق ... سوف تظلين هكذا ... وأنت تعلمين جيدا أن رفضي قرار الطلاق ليس هياماً بك ولا حباً في قربك .. ولكن لن أجعلك بعد الآن تفرضي على حياتي قراراتك على حسب أهوائك ..نعم سوف أطلقك والأكيد بعدما نتفق على بعض الأمور ... سوف أعطيك الحرية كاملة... وهمَ بأن يتركها كما هي واقفة في نفس الزاوية التي وضعت نفسها فيها ... فشيطان قلبها ظهر على الملأ ..جنّ جنونها..وبدون أن تلتفت لوجود والدته التي تقف بصمت جريح على باب غرفة المعيشة التي يتحدثون فيها وبدون أن تعِ أن وجهها القبيح ظهر لوالدته ألتي أعطتها كل الحق في إبنها تحركت من مكانها في اتجاهه وصرخت في وجهه انتظر إريد رداً!!!!!! وهو يسير بخطى ثابتة لغرفته التي تعتبر بمثابة الحياة الوحيدة له أثناء وجوده في هذا البيت.. فغرفته هذه ينام فيها بعيداً عنها ,,فيها يجالس أحلامه ويصاحب أفراحه وفيها يصرخ ألما" من مرضه الذي يفترسه من سنوات ... وفيها يصرخ شوقا" وحبا" لمن عشقتها روحه..لم يلتفت لها وهي تنعق كالغراب من خلفه.. دخل غرفته وأوصد الباب عليه ... وهنا فقد اتزانه وارتمى على فراشه وكلم لسان حاله::::خائنة!!!!!!!!...منذ متى؟؟؟ ومتى بدأت الخيانة وماذا فعلت معه.؟؟؟.. لا يهمني أمرها ولكن ما فعلته وما تفعله للآن جعل أستار الليل تتداعى على حياتي
    فكر ورمى خياله بعيدا وربط بعض الأمور ببوصلة عقله الواعي وعرف أنها لم تكذب وأنها قالت الحقيقة.. فقال في نفسه::: نعم لن أتعجب !!!.. احتمال أن يكون صديقي المقرب؟ !!!نعم هو صديقي المقرب الذي كنت أأتمنه على بيتي .. وعلى أسراري...سرح بعيدا" يفكر وتحدث بصوتِ فيه من عدم الإتزان الكثير:: لا !!ممكن أن يكون محامي العائلة ؟!! نعم ممكن وممكن أن يكون فلان أو فلان أو فلان!!! أغرق وجهه بين راحتيه وصدرت من قلبه( آه )طويلة وصرخة مكتومة ودمعة تحجرت على أعتاب الخيانة .. ليست الخيانة في حد ذاتها سبب الصرخة ولكن هو من بذر بذور الثقة في أرض الهوان والعراء.. وهو الرجل المحنك الذكي .. لا يعرف كيف يفرق بين الطيب والرديء وبين القلوب التي تنثر المحبة وقلب إبليس المتمثل في قلبها!!!
    حَدث نفسه وقال::: ألهذا الحد الخيانة وصلت؟؟.. هي قامت بمصادرة كل أحلامي .. صادرت أمالي في الغد بخططها المحبوكة لإقناع كل من حولي بسوء حبيبتي . وبعدم حبها لي ....أقنعتهم بأنها طامعة في مالي....وصل بها الأمر أن شككتهم بعقلي وجعلتهم يفرطون في الثقة فيها ويبخلون بثقتهم في.. ألبستهم عباءة كذبها وأوهمتهم أنها من تعشقني وتخاف على حياتي ومالي.... صدقوها ..ياللهول !!.فأنا من رباها وحمى عائلتها من التشرد.... أبعد ما أسقيتها الأمان وأطعمتها بكثرة المال تخون؟؟!! يسأل ويلقن عقله الجواب ... نعم تخون لأنها بطبيعتها بذرة شيطان ولكنها تناست من أنااا!! ....

    في هذه اللحظة دخلت أمه بدون أن يشعر ووضعت يداها على كتفيه كأنها تحمل عنه الهم وتغرف بكلتا راحتيها من قلبه الأحزان .. التفت لها ورفع رأسه ونظر لها نظرة تحمل الكثير والكثير ولا يفهم هذه النظرة إلا أمه

    أومأت الأم برأسها لأسفل وتنهدت تنهيدة ندم!! وتدحرجت من عينيها دمعة طلب الصفح .. فتحرك من مكانه واقفا" وأكمل حديثه ولكن الأن بصوتِ هاديء

    تكلم بتحد وهو غارق في عناده وتحرك من مكانه ليواجه الشرفة المطلة على حديقة المنزل الوارفة المتضخمة بالزهور وأشجار... أحب النظر لها دائما" كأنه لايريد من أمه أن ترى التحدي وكم خيول الشر التي تعربد في وجهه وعينيه.. وقال:::
    أعتقد أنها مازالت لم تتعلم ...وهي للآن لاتعرف أن هذا الأمر لن يمر بهذه السهولة التي تعتقدها ...هي لا تدرك مع من تتعامل ومع من وقعت اليوم... غرورها أوصد باب رحمتي في وجهها .. لادموع .. لا مغفرة عندي لخائنة تملك مالي وتريد الفرار به ..وتسلمه عن طيب خاطر لعشيق كان صديقا استباح أنفاسي ودمائي وعرضي...لست أنا من يُطعن في ظهره.. جاء موعد الحساب سوف تدفع ثمن زهور الحب التي مزقتها بدون رحمة منها وبدون ضمير يوقظ فيها الإنسانية التائهة بين خلايا طمعها وكذبها المغلف بالكيد.. سوف تدفع ثمن عذابي وعذاب روحي الملتحمة بجسد من أحببت
    ميمي احمد قدري
     

    بوح عاشقة:بقلم: ميمي أحمد قدري


    تُصْلَبُ الروح على أنفاس القمرِ
    فتموج مملكة الشمس
    ويضيع بين ثناياها سِرك َ...وسري
    إخفض جناحك لنعتلي درجات الآملِ
    ومن خيوط الغيم أغزل سراَ
    لفراش الكلماتِ
    دعني أتنفس بوحي
    يهدهِد غفوي كطفل بحدود الأغنيات
    يالله!!! فالروح تُصلب
    تلبس المساءات منك
    ثوباً ليلكياً من ضوء الحكايه
    والثواني ... الثواني هل تُعيد الذكرياتِ؟؟!!
    أمتطي أسوار جرحي والآلم
    فأنزف وأنزف وأنزف
    ليتها الذكرى تبوح
    أو تضمد ماتبقي من رماد الأمنيات
    ثوانِ ... لحظات ........
    وينتهي ولهي بالحرفِ
    والفرح المؤجل
    ويحي!!!! جفت الدموع
    وبأناملي أوقفت النزف
    فَكَيف بعد الأن أغفو؟؟!!!
    والقصيده كفراش تتعبُ ورد الحروف والورق
    ياظلك الممدود في شكل الخلايا
    ياجرحك المنقوش في وجه المرايا
    ياهجرك المرسوم في كحلي وفي
    هدبي وفي
    عيد ميلادي
    في الهدايا!!!
    انشق عني ...ودعني!!!
    فجبال الهجر أتعبتني ..أرهقتني
    طَمستُ ملامح الودِ
    الساجدة على وجهي
    يانبض الروحِ
    أطلق الحب سراباً
    لم اعد أحتمل نفس الروايه
    هي تفشي سرنا ..للانهايه
    القلب يرعُفك يموت ... يموت!!
    وأنت لاتــــــــــــــــــــــدري!!
    ياقصة الأمس والزمن الآتِ
    ياسمائي... ونقشي
    هبني ... هبني ولا تترد
    ولا تسألني.. ما اكتفيتِ ؟؟!!!!!
    ما اكتفيت ما اكتفيت!!!!
    رفقا" ... رفقا" ياحبيبي
    اجعل من جسدك مملكتي
    ومن دمائك.... أملأ محبرتي
    يا أغنية كُتبت على مرآة الغيبِ
    أوصل بين وريدك ووريدي
    الحبل السري
    وأبديةُ قَدَري

    ميمي احمد قدري

    في مرفأ عينيك الازرق:بقلم:نارين شيخ شمو

    نارين شيخ شمواهداء لروح القباني الحاضرة على مرافئ الشعر .. 



    كل عاشقة في جزيرتنا تغرق
    أهرب من قدري
    أمازح رمال البحر
    ***
    أشاطر أمواج الشاطئ
    أنافس حوريات الانهر
    فيتسابق الصيادون بصيدي
    تصطادني عينيك فأعشق
    ***
    كل فتاة بالجزيرة تعشق
    تسهر حتى الفجر
    تستنشق نسمات البحر
    تتنفس الحب وتشهق
    ***
    كل من التقتك..تغرق
    فأياك
    يافاتني
    ان تجتاز اسلاك مملكتي
    فأنا لا اجيد السباحة
    في مرفأ عينيك الازرق
    ***
    صديقاتي اجرمن بغرامك
    يسبقنك للطرق
    يبحثن عن اثار قدميك
    يسرقن الرياحين والزنبق
    ***
    كل من التقتك تستسلم
    تصبح سجينة عشق لا يرحم
    يحكم القلب سلوكها
    تصبح تلقائية الحركة
    يغادرها العقل ويزهق
    ***
    تلوف الشوارع كالاطفال
    تغرد مع طيور الحب
    تلاعب براعم الاشجار
    وعند الغروب تصبح طفلاً مرهق
    ***
    في مرفأ عينيك الازرق
    اتفيأ ظل الأحجار
    اعارض مسار الاقمار
    اتنفس العشق
    ألامس الشمس حين تشرق
    ***
    في مرفأ عينيك الازرق
    أرسم لوحة حياتي
    انتظر للأتي من عمري
    اكتفي بك
    اعيش الحياة ولا ارهق
    نارين شيخ شمو

    النشاط المدرسي في ذي قار يحصد 11 جائزة متنوعة ضمن مجموع نشاطاته في عام 2011 :علي العباسي

    حصد النشاط المدرسي في محافظة ذي قار على 11 جائزة متنوعة لمشاركاته الواسعة في النشاطات المدرسية لعام 2011 في المحافظة والمحافظات الاخرى .
    وقال مدير النشاط " حسين ناصر البطاط " لجريدة الناصرية الالكترونية " ان قسم النشاط المدرسي قطع شوطا كبيرا في تنفيذ الخطة السنوية التي تاتي من وزارة التربية وتنفذ في المحافظة والمحافظات الاخرى من خلال المسابقات القرانية والمعارض التشكيلية والمهرجانات ومسابقات القصة والمسرح .
    واضاف " ان برنامج العام 2011 تضمن اقامة 6 معارض تشكيلية للمراحل الابتدائية والمتوسطة والاعدادية وكذلك قد أحتوى على مسابقات في القصة القصيرة والتجويد والمقالة وبحدود 11 برنامج اخر منوع ، وحصلت المحافظة من تلك المشاركات التي اقيمت في خارج وداخل المحافظة على 11 جائزة في مجال القصة القصيرة والمقالة و النص المسرحي وكذلك معارض الفنون التشكيلية والانشودة المدرسية .





    الفنانه العراقيه زينه مصطفى سليم والوان الانسان والحياه والطبيعه:حاورتها: فرح الشمري





    حاورتها فرح الشمري
    انها الفنانة التي لم تغفل عنها الساحة الفنية العالمية,, تميزت لوحاتها الاستثنائية بذلك الضوء الشهي المنبعث من عمق اللوحة بعذوبة شاعرية يحاكي المتلقي ويسحبه بشاعريته للدخول الى صلب العمل ويحل زائراً جميلاً على حواسنا. يقول انك لا تنسني واعلم جيدا انني لن انساك. يحاورنا بلغته الخاصة مدركاً انه لا يُنسى تاثيره الغامض والصريح.. العميق والقريب... هذا ما يحدثنا به ذلك الضياء من لوحات تنبض بالوان الحياه واشعتها الملونه بكل اطياف الاحاسيس الذي يعلن عن ولادته باعمال الفنانة التشكيلية العراقية المغتربة زينة مصطفة سليم.. الحاصلة على شهادتي الدبلوم العالي والبكلوريوس في الفنون التشكيلية جامعة بغداد . وكانت واحدة من المتميزين الذين تخرجوا من المعهد والاكاديمية ممن تركوا بصمة مهمة في رحلة الفن العراقي الحديث.انها وقفة تأمل مع الفنانة زينة سليم.. نرحب بك ونطمح من خلال حوارنا الشيق معك ان نمر على مراحل حياتك الفنية ومحطات انتاجاتك وتسليط الضوء على مفاهيمك الخاصة التي تبلورت خلال تجربتك والتجوال بين مواسم لوحاتك والتمتع بالمشاهد الدرامية التي مر عبرها الضوء كرحلة عشقية مع نساء فرزتهم الطبيعة كما تصنفينهم,, واسميتهم ..(سيدات الفصول).







    س_بداية, نود ان نعرف نبذة مختصرة عن بدايات زينة الفنانة والانسانة..


    تحية عطرة عزيزتي فرح ,,


    ج_حقيقة انا اعتبر نفسي من المحظوظين الذين تبنتهم الطبيعة ومنحتهم جزءاً من اسرارها.. فالفن هو لغة انسانية رفيعة المستوى.. عشقت الفن منذ طفولتي التي نضجها الفن والالم معا وفارقتني مبكرا .. كانت كلمات والدي الاولي التي اطلقها علي ابنتي فنانة موهوبة مازالت ترن في اذني التي حملتها رسالة في عنقي منذ ذلك الوقت.. استغرقت رحلة دراسة الفن 9 سنين اكملت خلالها معهد الفنون واكاديمية الفنون ..كانت فترة كافية لاحتواء فني وتهذيب موهبتي وتنميتها بالشكل العلمي الصحيح..










    س_هل اعتمدت زينة بانتاجاتها على الرسم فقط ام تطرقت للنحت ايضا وخامات اخرى لطرح اساليب متنوعة في اغناء تجربتها؟


    ج_الفنون التشكيلية بصورة عامة تضم الرسم, النحت, السيراميك, التصميم, الخط والزخرفة.. هم كيان واحد لا يتجزء,, الفنان المتمكن يستطيع ان يبدع بها ويحاورها ويتنوع باستعمال خاماته وتقنياته فهذا يثري العمل الفني ويحقق نتائج رائعة,, لست مع ان يتقولب الفنان في منهج واحد ضمن تقنية معينة فيفقد العمل متعته البصرية ويحتكره التكرار والملل..



    س_مما شاهدته من اعمالك الواقعية التي يحضرها الابداع دائماً .. وذلك الضوء المتفرد ولمستك الخاصة التي تركت بصمتك واضحة في جميع اعمالك الواقعية منها والتعبيرية وانتهاءاً بالتجريدية التي ترسم نفس البصمة والتميز, لمست هذا التفرد الابداعي واضحاً في كل من لوحاتك التي اثارت انتباهي باسماءها قبل الدخول لمضامينها كلوحة (نور من الداخل) و ( زفير الارض) و(حب في الجليد) و(في رأسي طائر).. انها تمنح المشاهد شغف الدخول في هذا العالم والتقرب منه ومحاولة لمسه..


    كيف تولد الفكرة لديك,, وكيف تعبرين عنها للوصول لهذا التفرد بالحس الجمالي..؟






    ج_اعمالي الفنية هي سلسلة الذاكرة التي تعبر عني وتوثق مراحل وتوقفات مهمة في حياتي.. لدي سبلي ووسائلي الخاصة للتعبير عن ما يدور في ذهني ووجداني ويخلق جواً مغايراً عن ماهو مألوف حيث يخرج اللون مغمساً بقطرات وجعي وحنيني وتكهناتي واشتعالاتي وغثياني..اضافة الى سمة الضوء المتقد بلون بات علامة واضحة تميز اعمالي .. لوحاتي اقرب لي اكثر مني الي..وهي الاقرب للطبيعة والتربة ولا تحكمها فترة زمنية .. فهي عصر استثنائي افتراضي خارج نطاق العولمة والقوانين الدنيوية,, انه عالم مسكون بجماله الذي يؤدي طقوس استوحت جمالها من سومر وبابل تأخذ من الواقع شجونها ومن اللامحدود حسنها.. فهي تمنح المشاهد جوازات سفر لمواسم اسطورية خيالية.











    س_ هل هناك مدرسة فنية تنتمين لها؟ ومن هو الفنان الذي يستفزك اسلوبه ؟


    ج_ اسلوبي بالرسم يقترب الى التعبيرية الى حدٍ ما .. واقول الى حد ما لان هذا المحور يأخذ ابعاداً اخرى.. اذ ان التعبيرية التي اشتغل عليها هي تعبيرية زينة وليس نسخ عن التعبيرية الاستهلاكية كمفردة ومضمون, احاول ان ابدع برسم مدرستي الخاصة بالفن واعطاء اعمالي الكاريزما الخاصة بها دون التشابه مع اي اسلوب او فنان وهذا ليس بالسهل لان البحث لا ينتهي والجهد مضاعف.. ولكن بالتاكيد النتائج اسمى . كل فنان جيد يحرضني للرسم للابداع .كلما توسعت معرفتي توسع ادراكي و ذائقيتي ليس بالضرورة ان اتأثر بتجربة فنان ولكنه يصبح حافزاً لي لاوقض بعض الخلايا النائمة واذهب للرسم في اوج اعجابي بلوحة حتى ان فاتني اسم مبدعها.
    س_أنا من المتابعين لكتاباتك النثرية وأجد أنني بصدد شاعرة لا تقل شأناً عن الفنانة التي بداخلك. اعتقد أن عليك الاعتراف بذلك. !


    ج _ الشاعرة المشاكسة التي تعبث بحروفها بداخلي .. تخرج وتفرض نفسها أحيانا وتتحدى اللون وتهذي بسطور ربما عجز لوني عن سردها .. فتكون الكلمة هي المكمل الايقاعي واللوني للعمل الفني,, فكأنما اكمل اللوحة بسطور تعطيها ملامحها النهائية.
    هذه بعض من ابياتي المتواضعة
    فرصة للنسيان


    ____________






    كم اجاهد نفسي فيكَ






    وكم الوم الوجد كي لايستفيقَ






    لٌمني فكأنني بعض ما فيكَ






    * * *






    ليتني بعدت عن لهب صوتٍ حنون






    وليتني لم الاعب قدري باصبعٍ مجنون






    وليتني لم اصل لرحم امي و اكون






    * * *






    ياذنبي غير المرتكب






    يا وعدي غير المرتقب






    وسؤالي غير المستجب






    * * *






    احني من الريح راسي






    وارسل مع الطير همسي






    يا من كنت حبيب امسِ






    * * *






    ارقد بسلام فقد مسحت حروفك من دمي






    وكلمة عشقٍ قد فرت من تحت فمي






    وبكور رياحين قد فضت من حرمي






    س_لكل منا لغة في التعبير عن الفرح والحزن, فهل تعتبرين الفن هو اداتك المباشرة للتعبير والى اي مدى ؟ وهل للمؤثرات الخارجية او الداخلية اثر في تحريرك هذه الطاقة التعبيرية وكيف؟


    ج_ بالتأكيد الفن هو تعبير مباشر عن وجدان الفنان , ارهاصاته, ضحكاته, تأملاته, لكنه أيضاً لا يخلو من تأثير المحيط ويقدم رسالة له بتعامل جمالي كي تكون اقرب للنفس في مخاطبة الذات . ان العمل الفني هو شاشة صماء تحركها معرفة المتلقي وتجعل من صمتها رواية سحرية تتشعب لابعد نقطة في وجدان الناظر, اذن لا تكتمل المعزوفة الا باّلتين واحدة تعزف والاخرى تستمع وتنصت


    كل عمل حقيقي لهُ القدرة ان يمتص حتى ذرات الضوء التي تحيط المكان الذي وضع فيه..
    س_ عند تجوالي في ارشيفك أثارت انتباهي لوحة اسميتها اصحاب الفيل, انها عالم مختلف عن اعمالك ولها خصوصيتها هل لك ان تحدثيني عنها:
    ج_ لوحة اصحاب الفيل.. عمل درامي ملحمي استنطقته من الاية القرآنية وكانت واحدة من لوحات مشروع تخرجي لسنة 1998, تناولتها باسلوب واقعي لهذا تجدينها مختلفة تماماً عن مراحلي الاخيرة التي هي خلاصة عن تجاربي القديمة وهذه اللوحة واحدة من هذه التجارب.
    س_ هل تعتقدين ان الفن صفة وراثية ؟


    ج_ الفنان هو مشروع مبني على عدة عوامل ومؤثرات كونت هذا الكيان , من ضمن هذه العوامل هي الوراثة لها تأثيرا نسبيا يحكمها مدى استيعاب الانسان لهذه الجينات وتلحقها عوامل مهمة اخرى كالاستعداد والموهبة.. الظروف والمثابرة.. البحث والاخلاص.. المعرفة والتواضع.. العاطفة والادراك.. التواصل والاستمرار.. كل هذه العبارات مجتمعة غير متجزئة تمثل بجملتها الفنان
    س_ماهي المواضيع التي تناولتها في بداياتك وهل تذكرين اول لوحة رسمتها ؟


    ج_من الصعب جدا ان اتذكر اول لوحة .. ولكني اتذكر بعض المواضيع التي تستفزني للرسم..كنت مولعة برسم البورتريه منذ الابتدائية والمتوسطة حتى قبل المعهد.. وكان والدي اكثر شخص رسمته اضافة الى اخوتي اثناء نومهم..ومن ثم بدأت اخرج للطبيعة التي كان لها الدور الكبير في تهذيب لوني وارتقاءه, كان الخروج للطبيعة وقتها في فترة دراستي عملية شاقة و بمثابة جهاد لانتاج عمل فني ,الا انها كانت من اجمل واثمن مراحلي الفنية التي اثمرت عن معرض شخصي للطبيعة 1998 في سنة تخرجي كان تحت اشراف ومباركة الاستاذ والصديق د زهير صاحب المفكر والباحث في تاريخ الفن
    س_ لقد قمت باقامة معرض شخصي في مدينة مونتريال-كندا مؤخراً تحت عنوان )سيدات الفصول) ماذا كانت الفكرة وما هو صداها عند المتلقي الكندي؟ .حدثينا عن هذه التجربة وصعوباتها. :


    ج_ عن تجربتي الاخيرة في مونتريال (سيدات الفصول) 2011


    اختزلت بهذه التجربة شجون واحلام وهواجس وسنين وتعاملت معها بذكاء فطري يحمل حساً رومانسياً , نساء حضرن بفصولهن بشفافية عالية وارض وموسم اختزل انوثتهن وبنرجسية شهية تسحر المتلقي , وتهمس له بتراتيل بلغة عالمها ولون مضئ وطائر متمرد يرتوي من عشقها العتيق.. كان له صدى جميل وكتب عنه نقاد كنديين وفرنسيين وعرب كان, انتعاشة جديدة لسكون ارغمته الغربة على عدم البوح لعشر سنين , واعتبرها انطلاقة جديدة لي . اذ بدأت تتلوها انجازات ومشاركات عديدة عقبتها من ضمنها معرض مشترك في نيويورك لمجموعة من لوحاتي مع نخبة جميلة من فنانين عالميين , ومعارض مشتركة في صالات عمان المهمه.. اضافة الى مشاركاتي المستمرة في مدينتي اوتاوا, وتحضيراتي لتجربة اخرى ورؤية جديدة.
    س_أي لوحاتك أقرب لقلبك. ولماذا؟


    ج_ لوحة بعنوان (عروس الليل) هي من اقرب الاعمال الى قلبي في مجموعة سيدات الفصول فلها واقع خاص جدا بداخلي وهذا ليس بالضرورة ان تكون اللوحة الاجمل ولكنها الاقرب شبها لنسختي , ومن اعمال الطبيعة, لوحة (عطر الارض) التي من خلالها استنشق ارض بلدي.
    س_ مع أي الالوان تحبين التعامل؟ وهل هناك لون يجذبك عن سواه, وكيف يتم اختيارك للون في اللوحة؟


    أعشق اللون بكل اطيافه.. اغازله اغني له وانا اضعه على سطح اللوحة واتفاعل معه بقدسية .. ولهذا يظهر جرئ وصادق غير منمق مكمل للرواية التي اريد سردها بل ويعتليها بشاعرية ليصبح هو الحدث والقضية الاساسية بالعمل. ولكنه احياناً يغادرني واجد نفسي ارسم بعتمة رمادية احفر في الظلمة لاجد نفسي , واعالج الموضوع بشجن له لحن مغاير اسلطن معه ويكون شاهدا معي على مشهد جديد لا يقل اهمية واثارة عن اي لون مضئ.
    العراق فخور بابنته المبدعة زينة مصطفى سليم وكل ما اراد قوله قد قاله حين انجبك الى العالم معلنا عن ولادة فنانة عراقية استثنائية.. فهل من كلمة اخيرة تحبين توجيهها لوطنك العراق؟
    ج_العراق هو عشقي الاول الذي استوطن داخلي .. وانا فخورة بعراقيتي وانتمائي لادراكي التام بخصوصية هذه الهوية وقيمتها الانسانية والتاريخية, ربما وضعتني الضروف بعيدا عنه ودفعت ثمن هذا ألم وحرمان واشتياق مرير , لكن بالمقابل اعطتني فرصة لاختبار ذاتي خارج حمايته واحتواءه وخلقت هذا التحدي لاثبات كياني العراقي والانساني وهي مسؤولية توزع بين الفنانين والمفكرين وحملة الشهادات والقضايا الانسانية والعلماء وكل مهاجر مخلص لبلده في كل بقعة من الارض ان يساهم في رفع هذا الاسم العريق دائما.


    العراق الان ليس ارضاً تحدها خطوط وهمية وحدود فرضتها الحكومات, العراق كل واحد فينا بما يحمله من ابداع وثراء فكري وانساني .. العراق هو الحب الذي يجعلنا نبدع هو الهاجس البعيد القريب هو الهدف والانطلاق..املي ان نكون على قدر تلك المسؤولية وان نكون امتداد لحضارة عريقة شهد لها التاريخ
    من خلال حواري معك واسئلتي البسيطه ظننت انني احاور رسامه وفنانه تشكيليه لها بعض الخواطر الشعريه لكنني تفاجات بكاتبه من طراز عراقي عميق يجدر بها تاليف الكتب وكتابه المقالات اضافة الى رسم اللوحات المعبره
    شكرا لك فنانتنا المبدعه ونتمنى ان نلتقيك في حوارات مقبله مع معارض رائعه
    فرح الشمري

    وفاء بقلم:أمال أبراهيم

    آمال ابراهيممنذ أن غادرتْني...



    وباحةَ الأقنعةِ الملونة...



    لم تعد تسقط من غلاف الحلوى



    ساعةَ الشاي...والضحكتين



    نهاراتي..أدمنتْ ذكرَها



    وفاء...



    ملامحُها تخبو



    أنعش ذاكرتي... أقلِّب أيام أبي



    فأجد صورَها... على مَرِّ الخيانة



    ****



    سطوري...أبدا وفية



    تبتلع أحرفي المشوهة



    وتصبر على أجنة غضبي



    لتنمو سليمة معافاة



    من رأسٍ هزاز!



    سطوري...لم تعد مستقيمة



    فقد ملَّت التصادم



    ناولتني العصا



    وبعض حائط لظهري



    ورمت بنقطة ضوء...خارج الدفتر



    ****



    بحثتُ في بيوتِ الأصدقاء



    عن إناء يسع جرحي



    مسامعهم...تفتك بشكواي



    لكنها..بلا غطاء



    آنية عارية



    لم تدرك من فلسفة الثياب ...خيطا!



    ****



    في الغرفة...ثلاث نساء



    بينما تؤديان مناسك القرب والولاء



    أدركت كم أنا...بعيدة...بعيدة



    منفاي...ليس بسراب



    أدركت أنني



    ملكة المدن المهجورة



    ومرافئ الأنين الموسمي



    شيخة الدلال البلهاء..



    أبدا استعر ...لمسيل كحلتها



    على حد شاربه..



    ****



    نثار النخيل..وأشلاء الرحيق



    ارث معتق تحت خلايا النساء



    ****



    أراني...أدغدغ النهار عنوة



    ولا يبتسم!



    لكنه على أية حال... يردُّ السلام



    بصفعات... متفاوتة التهذيب



    صداقتنا اكبر..من العتاب



    أحيانا يُسرُّ لي ...



    كيف أحسنَ البارحة... للفقراء والمحتاجين...



    ونسيني من جديد...



    ****



    غريب أمر دجلة والفرات



    هي الأخرى...



    في لهاثها للبقاء...



    تعددت منابعها



    فعيونُنا لن تجففَها... سدود دول الجوار!



    ****



    في العالم الموازي



    ترقد...



    قبورنا الموازية



    أفكارنا المتقاطعة



    تيهنا المركزي



    ومحيط الصحراء



    لا تفكر بالأرقام...فنحن بالنتيجة



    نرقد بسلام!!


    أمال أبراهيم