نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

الممارسة المسرحية وما قبل المسرحية: أي موقع للعرب....كامل الشيرازي

أي موقع للعرب في الممارسة المسرحية وما قبل المسرحية؟؟ وهل استطاعت تجاربهم المسرحية أن تكون نماذج يُحتذى بها؟ إلى أي مدى نجحت التجارب المسرحية التقليدية في إقناع متلقي هذا العصر؟ ما نوع التجديد الذي أضحى المسرح اليوم مطالبا به ليرضي هذا المتلقي المستعجل دائما، الهارب من الآن، المتجه بنظره نحو الغد؟؟؟ أسئلة ستكون على محك ملتقى أكاديمي يجري التحضير لتنظيمه في الجزائر بحلول الخريف القادم.

استنادا إلى وثيقة تمهيدية تنفرد "إيلاف" بنشر تفاصيلها، يقترح منظمو الملتقى العلمي "التجارب المسرحية مسارات وبصمات" الذي ستحتضنه الجزائر أيام 25-26-27 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، ترسانة من الأسئلة/الهواجس حول الممارسة المسرحية وما قبل المسرحية في محاكاتها للحراك السوسيوثقافي منذ زمن الهنود وما انطبعت به حقبة الفراعنة، مرورا بالإغريق، إلى يومنا هذا.

ويقدّر معدو محاور النقاش الركحي المرتقب على هامش الدورة المقبلة للمهرجان الدولي للمسرح في الجزائر، أنّ الممارسة المسرحية بشكل عام لم تستقر ولم تتوقف ولم تخرج عن نطاق الخيارات الثلاث الأنفة الذكر، وظلت إما تقليدية محافظة أو تمردية جامحة أو توفيقية توليفية.

ويعتزم الملتقى الثاني من نوعه بعد ملتقى النقد المسرحي العربي المنظم في آيار/مايو الماضي، سيتوقف عند أهم التجارب المسرحية العربية والعالمية من خلال دراستها مسحياً ومقارناتياً وتفكيكياً وسميولوجياً وابستيمولوجياً، بغية توظيفها والاستفادة منها، على ضوء جملة من الإشكاليات والتساؤلات التي تشغل العقل المسرحي اليوم عربيا وعالميا وترتب عنها كثير من الجدل.

وستكون الفرصة مواتية لمقاربة تجارب مسرحية عربية بارزة، على غرار: المسرح الاحتفالي، المسرح التراثي، المسرح الغنائي، المسرح الحكواتي، المسرح الشعبي ومسرح ما بعد الدراما.

وبحضور كوكبة من النقاد والباحثين والمسرحيين العرب، سيتطرق المحفل المنتظر إلى جينيالوجيا التجارب المسرحية العالمية بين الانبهار بالثقافات الشرقية والتحديات التكنولوجيات، فضلا عن التجارب المسرحية المحلية والعربية في علاقتها مع الآخر من حيث جدلية التأثير والتأثر.

وينقسم عموم المسرحين ؛ سواءً كانوا ممارسين أم منظرين، بين خيارات ثلاث يقع فيها العقل المبدع المتفاعل مع الواقع ببعديه الفيزيقي والميتا فيزيقي، فإما الانطلاق من الماضي والاعتماد عليه أساسا وحيدا، باعتباره المرجع الأساس في التفاعل مع الواقع. والتأكيد على البحث في الأشكال الماقبل مسرحية في مختلف الحضارات الإنسانية القديمة على غرار الفراعنة والإغريق والأسيويين و القبائل الإفريقية وأمريكا اللاتينية وغيرها.

وإما رفض الماضي إجمالا وتفصيلا ومعارضته ومحاربته، بحجة العصرنة والجري وراء الجديد والتجديد، دون مراعاة الواقع المحلي والإقليمي.
بينما يرتضي فريق ثالث من المتخصصين إلى توخي تفاعل وتوأمة فيما بين الماضي والحاضر واستشراف المستقبل، أساساً للإبداع والذوق والحكم، والعمل على إجراء التعديلات والتغييرات باستمرار وبمرونة وانسيابية، بمراعاة الدوافع والأهداف والأذواق، والتحرر من الأحكام المعلّبة والقوالب الجاهزة التي لا يمكن تعديلها أو تغييرها.
كامل الشيرازي