نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

غفار عفراوي يسرق النوم من عيون الأديب والكاتب المسرحي علي الخباز



- تاريخ المسرح العالمي ابتدأ من الطير الأبابيل
هو علي بن المرحوم حسين الخباز في مدينة كربلاء المقدسة والمعروف بعشقه واحترافه البذل والعطاء
والذي لم يفرح بانتماء ولده الأكبر لاتحاد أدباء العراق أو اتحاد الأدباء العرب أو انتماءه لنقابة الصحفيين بل راح يفخر برئاسته لتحرير صحيفة صدى الروضتين وإدارته لإعلام العتبة العباسية المقدسة ..
كان والد علي الخباز يمتشق عند وغى المفاخرة سلسلة أنجزها ولده عن نهج البلاغة ودراسات أسلوبية بلغت 45 دراسة ومجموعة شعرية – الآن أريدك أن تأتي – مهداة إلى الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ومسرحيته – الصراع – و – ومحاكمة حميد بن مسلم وتحت الطبع مسرحيتي – الخدعة – و – عتبات الندم .
زرته في العتبة العباسية في مكتبه المتواضع ماديا حيث لا أثاث فاخر ولا سكرتير ولا فخفخة أو بهرجة رؤساء تحرير اغلب الصحف والمجلات لكنه المكان المقدس مكانيا وروحيا، فوجدته سهلا ممتنعا، متواضعا كبيرا ، خلوقا محبا ، صادقا جريئا... حاولت أن اعرفه عن كثب وان أتكلم معه عن المسرح الذي أبدع فيه وجعله يترك الشعر أو ينشغل عنه وكان حوارا امتد حتى ساعة متأخرة من الليل حيث أدرك الخباز الصباح.
• أستاذ علي الخباز أريد أن اعرف كيف هي بداية المبدع وما هي السبل الكفيلة بإبداعه..؟- الأولى منطلقا من نداء الهواية وصفة شاعر منحها الناس لي قبل القصيدة – كتابات – قبل النضج للقادم من السلام .
- الثانية مرحلة نشر الشعر التي بدأت بعد عمر الأربعين ليس نبوغا مثلما يشاع فالجذر موجود لكن الظرف لم يخدم وهذا نفع من حيث ترك مساحة لتلقي أكثر من الإرسال
- والثالثة نضوج الوعي لهواية صارت احترافا دون أن تفقد معناها .
• هناك تاريخ للمسرح .. أين تاريخ المسرح العربي من المسرح العالمي ..؟
- تاريخ المسرح العربي – البحث في المعنى افقدني متابعة التواريخ – وكأني معنيا بالموجود. أنا اسأل دائما أين أنا منه – السعي لتشكيل ظاهرة المسرح العربي وليس البحث عن تجارب فردية . هناك علاقة روحية لم تترك لي المجال لأبحث في تواريخ الوجد والآهة وترنيمة الأم.
أما تاريخ المسرح العالمي فابتدأ من ثورة الطير الأبابيل .
• هناك مقولة خالدة للسيد المسيح (عليه السلام ) تقول ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ...؟
- جميل جدا أن يصبح المخبز مسرحا وما أقبحه حين يصير المسرح مخبزا .. الخبزة مسرح لكن المسرح ليس بمخبز .
• ما الذي يريده علي الخباز من كونه كاتب مسرح ؟
- هو ما أريده من الشعر ، لأشعر بنصري كلما أتنفس . لكني أجد نفسي أحيانا قرب المهمل والمعزول .
• مسرح ديني ، مسرح إسلامي ، مسرح ملحمي ... هل هناك ضرورة أن نقول مسرح حسيني..؟
- التمييز لا يعني تجنيسا – فالمسرح مسرح لكن عوالم الفعل المسرحي تمنحنا المرتكز الأسمى للموجهات الموضوعية المرسومة عبر القصدي .. هناك مسرح فلاحي – وهناك مسرح عمالي وهناك طلابي ومسرح عسكري ومسرح للطفل – لماذا الإشكال يقف عند تسمية المسرح الحسيني .. نعم هناك ضرورة ملحة بتدويل مسرحة الشعائر الحسينية فيصبح للحسيني منهج عالمي .
المنطلق العقائدي والرسالي هل له دور في المسرح الحسيني ..؟
- أهم مرتكزات المسرح الحسيني لاشك هو المعتقد لكن علينا أن نسأل هل هذا المرتكز جامد أم مرن – أي هل يتقبل أن نتحاور مع تقنيات العالم لتحتوي الجهد الفني لخدمة المعتقد ... هذا المعتقد هو من أهم الرؤى التي لابد أن تناقش .
• الأسلوب السهل الممتنع هل هو الأفضل في كتابة المسرحيات أم أن للشعر لونه وللمسرح لون آخر..؟
- للمسرح خصوصية إجادة التعامل الشعري فهو يتكفل توفير الساحة العميقة للشعر ولا يتحمل السردية .. والأسلوب لا يمتلك ضوابط محددة ثابتة بل يكون تابعا للكثير من المتغيرات .
• للجانب الفني في كتابة المسرحيات تأثير كبير . ما هي العلاقة بين الجمالي والخلقي في النص الإبداعي ..؟
- الموجه الجمالي يحمل الكثير من القيم الزاخرة في الشكل ، كذلك في المعنى والمسرح الأخلاقي معالجة روحية لقيمة أسمى من قيم مؤمنة ولذلك يكون القبح جمالا لكونه يكشف عن حقيقة الجوهر المحذور ويسمو لأخلاقية رفضه .
• تفاصيل القضية الحسينية وواقعة الطف معلومة لدى الأغلب الأعم .. ماذا يمكن أن تضيف المسرحيات لهذه التفاصيل ..؟
- قوة الطف العظيمة في تناميها، أي في تطوير معلوميتها البحث في جوانب النهضة . لابد أن نفهم أمرا واحدا فمن العجز أن تبقى الرؤى بائتة فالعام كان طف العام ماذا لدينا لطف هذه السنة . المسرح هنا يعني ضخ الجانب الشعوري من خلال ترسيخ تفاصل الواقعة المهمة في ذهنية المتلقي الرائي وفي شق ثاني ترسيخ المفاهيم الفكرية – المهمة صعبة لا يمكن للمسرح أن يعيد بطريقة استنساخية ما حدث عبر التاريخ دون أن يفهم الواقعة ويناقشها المناقشة المحفزة لذهنية المتلقي العام .
• المعاصرة والحداثة لدى بعض كتّاب المسرح الحسيني أثرت إلى حد ما في جوهر القضية الحسينية..؟
- قصدية التنامي تعني احتواء استباقي لكل مبتكر أو مستورد حداثوي فالمسألة ليست في أسلوبية المنجز بل في محاولة البعض ادلجة هذا المنجز الحضاري .
• نشر لك مسرحية الصراع ومسرحية محاكمة حميد بن مسلم وكثير من الدراسات حول نهج البلاغة. ما القادم ..؟
- القادم خير إن شاء الله .. في الطبع لي – عتبات الندم – و – الخدعة – ومحاولة كتابة رواية عن انتفاضة آذار العراقية – الشعبانية – وكذلك كتابة مسرحية عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهم السلام) .
في جعبتي العديد من الاسئلة لكني تركته ينام بعد أن سرقت نومه وأحلامه وأبدلتها حوارا شيقا أتمنى أن يستمتع به القراء الأعزاء..