نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

حملة لإقرار يوم للمسرح العراقي يوم لاحتفالية سنوية تكريمية للمسرح والمسرحيين

في ظروفنا القائمة نجد جملة تعقيدات تجابه مسرحنا العراقي. وهذه ليست حال جديدة في تاريخ مسرحنا. ولطالما كان التخلف وهمجية النظم وسوداوية بعض التقاليد الناجمة عن إفرازات مراحل الجهل وزمنه وأشكال الدكتاتوريات والنظم التي تصادر العقل الإنساني وإبداعه، لطالما كانت سببا في تعطيل مسرحنا ومحاولة اغتياله... إلا أن المسرح كائن حي معطاء بأركانه ومبدعيه ومن هنا فإنه كما العنقاء يعود ويولد من جديد باستمرار وكما السنديانة تتفتح بعد صبر...



في تاريخ مسرحنا العراقي رواد مهمين، لا لمنتجه وطنيا بل للإبداع المسرحي في المنطقة بأسرها ولوجود الدراما المعاصرة وتطور بنيتها عالميا.. ولعل شخصية مسرحية فذة كيوسف العاني ستبقى الركن المكين في ريادة هذا المنجز الإبداعي (المسرحي) منذ منتصف القرن المنصرم وحتى يومنا بخاصة على مستوى النص الدرامي ونضجه وتقدمه ودرجة تأثير منهج إنتاجه وبنائه في الآخر..


ولأن التفكير في يوم للمسرح العراقي بات ضرورة جدية مؤثرة ولأن محاولة استعادة تفعيل الجهود المسرحية ينتظر جهدا محركا ومقترحا يطلق شرارة الحوار.. فإنني أضع مجددا مقترحا لجعل يوم صعود الفنان الرائد المجدد يوسف العاني لخشبة المسرح يوما للمسرح العراقي.. يقدم فيه مهرجان سنوي يُعنى بتكريم مسرحيينا وتعضيد جهودهم وإعلاء شأنها...


لقد كان يوم 24 شباط فبراير 1944 اليوم الذي أشَّر ميلادا مسرحيا مهما بجميع المستويات. وبغض النظر عن اختيار هذا اليوم يوما لاحتفاء المسرح العراقي أو اختيار يوم آخر، فإنني أتوقع مبادرة جدية من مسرحيينا في داخل الوطن وخارجه كيما يزيحوا عنهم صورة السلبية تجاه أنفسهم ومبدعيهم ويعلنوا عن خيار يوم مخصوص يكون عيدا ومناسبة لاحتفالية واسعة تنار فيها مسارحنا وتحتفي معاهدنا ومدارسنا ومياديننا بمبدعي مسرحنا ونتاجاتهم ويحتفي الجميع بملتقيات الإبداع و التكريم بما يمنح المسرح حقه ونافذته في التعاطي مع جمهوره الواسع ويستعيد دورة حياة وولادة متجددة سنويا..


كما يمكن لاختيار هذا اليوم مناسبة لتطويره وتعميده بأسبوع احتفالي شامل يتضمن أياما محسوبة التوجه فيوم للمسرح التاريخي السومري البابلي وآخر لمسرح الأطياف العراقية حيث يوم للمسرح الكوردي وثان للمسرح الكلداني الآشوري السرياني وللمسرح التركماني وأيام أخر للمسرح المدرسي والجامعي الأكاديمي ومؤتمر متخصص على هامش العروض والمسابقات ليتوج باحتفالية كبرى يمكن أن تكون فعالية طقسية في أوسع الساحات تحتفي كرنفاليا معيدة الأسطور السومرية جذر الشعوب التي شادت وادي الرافدين وحضارته وتلتقي هنا جهود مسرحيي الوطن سويا وكافة.


هذه دعوة أولا لمسرحيينا والمعنيين بمسرح يعج بجمهوره أولا وهي دعوة لكل من يهتم بإبداع جماليات الحياة وتوجيه المسرح إلى مضامينه الشعبية الحقة التي تعنى بالإنسان وغنى ثقافته وذهنيته وحقه في التمتع بجماليات حياته والتغلب على معضلاتها.. إلى جميع من يتبنى هذه الفكرة أن يضع لمسته ويوقع الحملة ويضيف ما يراه مناسبا تنضيجا وتفعيلا.. وأنتم الأجدر بالحديث بوعي عما ينبغي أن تنهضوا به من مهام وما ينبغي أن يُتخذ من قرارات وخطط وهذه فرصة لإبراز موقف واسع بأعمق مشاركة وأشملها.
الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي


أستاذ الأدب المسرحي


رئيس الجمعية العربية لأساتذة الأدب المسرحي