نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

قراءة انطباعية في مهرجان المسرح الحسيني الثالث ... في تقدمة الدكتور مظفر الطيب:بقلم علي حسين الخباز


 علي حسين الخباز

قضية تقديم العتبة العباسية المقدسة لمهرجان مسرحي حسيني جاء عبر مخاض مؤتمر تأسيسي لمسرحة الشعائر الحسينية ومسابقة مسرحية لكتابة النص المسرحي في سنتها الثانية تعد من اهم القضايا التأثيرية التي تساهم في بلورة الهوية المؤمنة وتسعى الى ترسيخ الاصالة المنسجمة مع الواقع النهضوي لواقعة الطف الحسيني بما امتلكته من رؤى تضحوية مؤثرة ، مستثمرة الفسحة التنظيرية لثراء التجربة فنيا ، وفي تقدمة الناقد الدكتور مظفر الطيب التي قدم بها الدكتور الباحث رياض موسى سكران ،
( ان هذه الظاهرة الوجدانية تمثل الوعي الكبير لأدارة العتبة المقدسة واعلاميها لدور المسرح كوسيلة انسانية كانت هي حصيلة النهضة الحسينية التي اثارت وما تزال الى اليوم قيم التضحية والايثار النهضوي ولو تأملنا في البنية التكوينية للمسرح لوجدناها عبار ة عن تضحية وايثار )
فلنستثمر اذن هذه الحالة التقاربية بين الطف كنهضة انسانية وبين جميع القيم الخيرة والفنية منها لخلق وعي انساني وحضور الوجه المسرحي اليوم لمعايشة اجواء ايمانية تمنح المسرح محفزات معنوية وتعيد له روحية منهجه الحقيقي ، بعدما حاول الجهد السلطوي ان يضع تفسيرات محددة جعلته يعيش تراجيديا بائسة تروم النظر باتجاه نوع واحد من انواع الصراع ، بينما هناك في الحقيقة صراعات كثيرة منها صراعات انسانية واجتماعية وصراعات داخلية بين الانسان وذاته ، والقضية الحسينية هي ملحمة مرتبطة بالواقع وتمتاز بظواهر فنية حملت قيما مسرحية لها اصالة المنجز وسمو الواقع من احداث ورموز ووقائع لها وظيفة التركيب الجوهري فكر وبلاغة وشجاعة موقف وتضحية وجميع القراءات التي كتبت سردياتها حملت جذور عميقة خفية لها مهام توعية ورسالة تحريضية ( تخشاها ) النظم السلطوية التي حاربت هذه الفعاليات لعهود ،
يصل الدكتور مظفر الطيب الى افتراضية ان تكون مثل هذه المهرجانات قد قدمت قبل عشر سنوات ـ اي يتم لقاءا عن مهرجان النص المسر حي الحسيني وينطلق من داخل العتبة العباسية المقدسة ، لكان ذلك ضربا من الخيال ، فالله عز وجل اراد لنا ان نحتفي جميعا وان تتلاقح افكارنا ونستل المعاني الكبيرة من الثورة المعطاءة للثورة الحسينية الباقية مع الانسانية ) وقد ايقن معظم النقاد وأهل الاختصاص ان المسرح الحسيني حقق شرط ومفهوم المسرح وساهم في زرع التقاليد المسرحية ـ وهيء النفوس لاستقبال المسرح الحسيني وقد شخص العالم وجود بذور مسرحية في الممارسات العاشورائية لأنها حققت عناصر الفرجة والتمثيل والمكان والزمان ومقومات الرؤيا في عاشوراء التعزية حسب قول الدكتور علي عقلة عرسان الذي نظر الى القيمة التأثيرية والأداء الحركي بل راح البعض يراهن على ان مستقبل المسرح العربي مرهون بعودته لاحتواء التراث العربي، وواقعة الطف تعد من أنضج ظواهر التراث مسرحيا ،
واعتبر الكثير من اهل النقد المسرحي بان التشابيه الحسينية وقراءة المقتل الحسيني تعد من الاعمال المسرحية بما يرتبط بالتضحية والتسامي والمأسوي في فعل الصورة المفجعة وهي تقدم الوعظ والارشاد ، وقد توفر فيها عنصر القص واعتمدت على التقديم بشخصية واحدة راوي يسرد الاحداث ويقدم اشكالا تعبيرية لها اثر فعال في ضمير الامة ووجدانها ويرى الدكتور الطيب (ان جميع المعنيين في الحركة المسرحية في جامعة بغداد والمؤسسات الاخرى تعي وتفهم ما قامت به العتبة العباسية المقدسة في هذا المهرجان )
وقراءة اي بحث في المهرجان هو تفاعل حضاري بين بغداد العاصمة وكربلاء ، بيت مثقفي الامة من اجل تضافر الجهود ، من اجل رعاية المسرح الحسيني بما يضمن له الاستمرارية والتقدم 
علي حسين الخباز