نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

حيدر و مسابقة أمير الشعراء / علي عيسى الوباري

اغتنموا الفرص فإنها تمر مر السحاب ما اعظمها من حكمة و ما
 
 اعظم من قالها ، لكن مع الاسف حصر مفهومها في شئون تقليدية محددة ، نحن بحاجة لهذه الحكمة العظيمة و نشرها في بيئاتنا الاسرية و محيطنا الاجتماعي حتى نساهم في خلق جيل مبادر.
احد اسباب بقاء المبدع العربي مكانك سر و ابداعه يبقى في حدود وطنه او اقليمه انه لم يـزرع فيه طموح المنافسة العالمية و لا يتخيل ان يكون في الصف الاول دوليا ، الامر ليس بالسهل و لا الصعب لكن إذا أردت ان تكون ستكون ما دام تملك موهبة مثل ما فعل الشاعر المتألق عدنان المناوس، مثال رائع  في الوصول للعالمية .
من المحزن أن اغلب المجتمع لا يتعامل مع الموهبة و المهارة كقيمة في ذاتها يجب استثمارها اجتماعيا و ثقافيا و تنمويا و على مستوى الوطن و خارجه .
شاع بالمجتمعات في العشر السنوات الماضية دورات تطوير الذات و اكتشاف المواهب لكن لم تنعكس الدروس النظرية على الواقع و تُطبق اجتماعيا .
كم موهوب  دفن مع مواهبه  تحت التراب و خسرت المجتمعات و الاوطان جواهر ثمينة بسبب عدم اغتنام فرص ابرازها و لم تجد اليد التي تدفعها للعلن ، لو اتيحت للموهوبين    الحواضن المحفزة لكسبت الشعوب و الامم استثمارات ثقافية و مكاسب اقتصادية .
النقد الاجتماعي السلبي اصبح مصاحب للبعض من افراد المجتمع و بالتالي انعكس سلبا على مبادرات فردية و جماعية بحيث توارت بعض المواهب و اصحاب الطاقات  خوفا من المجتمع ،  او على الأقل لا يلاقون تشجيعا من المجتمع .
 الفعاليات الاجتماعية و الثقافة ينبغي ان ينظر إليها  من جانبين : داخلي ( ذاتي ) و خارجي ، نحن مسئولون عن الجانب الداخلي الذاتي الذي ينبغي ان تشحذ الهمم و تخرج افضل الافكار و تنسق الجهود من اجل انجاح اي مبادرة و اي نشاط ، اما العوامل الخارجية فليس بيدك التأثير عليها الا من خلال ابراز ما لديك من مهارة او ابداع و اتقان بالاداء ، من الصعب تغيير العوامل الخارحية لكنك مسئول بتقديم نفسك و عرض قدراتك للخارج و اقتتاص الفرص من اجل اثبات ذاتك و الاعلان عن ما منحه الله لك .
عصرنا عصر المواهب و المهارات من يمتلك ابداع يكون له شأن و يتميز في زمن تعددت فيه  المواهب و ارتفع عدد من يمتلك الطاقات.
الموهبة منحة من الله يستفيد منها صاحبها و المجتمع و الوطن ، كثير من الدول تفتخر بأصحاب العقول و المواهب و المهارات  كل دول العالم تجلب افضل المبدعين لانهم صناعة تنموية و ثروة وطنية تفخر بهم بل تحارب من اجل جذبهم  و تتهافت الاوطان لجلب العلماء و المفكرين و الادباء و منحهم جنسياتها .
يا ليت نتعامل مع الموهبة كقيمة وطنية و انسانية يصبح صاحبها رمزا ينقش اسمه في لوحة الشرف التاريخية ، كثير من الرموز و المبدعين عرفت مناطقهم و دولهم بهم لدرجة يقال احيانا المنطقة التي بها العبقري او الرمز الابداعي أو تنتمي الجنسية له .
المبدع يقترن باسم المنطقة الجغرافية التي يعيش فيها ، العباقرة علامات ابداعية مسجلة على جبين  دولهم و مدنهم و لا ينسوا تاريخيا .
سيبقى اسم الجواهري لامعا في عالم الشعر و منارة شامخة  في التاريخ ، خلد شكسبير اديبا و مسرحيا يزداد نجمه مع افول نجم بلده الذي ينتمي له ، من يوثق اسمه في صفحات التاريخ هو الرمز و النجم من خلال ما يقدم من ابداع انساني .
الابداع ثروة الامم هذا هو المبدع ابو القاسم الشابي قيروان شعري ما زالت العرب تتغنى بشعره و شجرة تونسية مغروسة جذورها في اعماق تراب الوطن ، كذلك  طاغور شاعر الهند الكبير ما زال تاجا لدولة سكانها اكثر من مليار نسمة .
النجومية ليست شيئا في متناول اليد و الابداع ليس امرا بسيطا ، هو طفرة في التاريخ الانساني كم متنبي برز خلال مئات السنيين ؟ ، و كم معري نبغ بالتاريخ؟.
التنصيب الرسمي ضروري و الحصول على شهادات و جوائز معترف بها ، تعبير عن نشر الموهبة و توثيق للابداع.
 كثير زعموا انهم افضل شعرا من احمد شوقي في عصره لكنهم بقوا ماكثين بين سطور شعرهم و لم يبرزوا و  لم يتقدموا للساحة الادبية و الاعلامية ، موهبة و حضور احمد شوقي و تفاعله  الثقافي فرضت أمارته للشعر ، التاريخ لا يدخل في التفاصيل يتحدث عن النتيجة  مشكلة كثير من الشعراء الموهوبين و المبدعين انهم لم يتقدموا للاعلام لنشر ابداعهم ، الابداع حق انساني يستفيد منه الجميع .

لماذا نشجع و نقف مع حيدر ؟
الشاعر حيدر العبدالله و كما ذكروا الشعراء و المتخصصون انه مبدع و قيمة شعرية متميزة فرضت نفسها من خلال ابداعه الشعري الذي شهدت له عدة جوائز
 ١- حصوله على جائزة شاعر شباب سوق عكاظ٢٠١٣
٢ - المركز الثاني عربيا في جائزة البابطين
٣- المركز الثاني في مسابقة البدر للابداع
٤- شهادة الشاعر المتميز جاسم الصحيح في حقه " مسيح شعري"
٥- ترجم له الشاعر الكبير ناجي الحرز في كتابه شعراء قادمون من الاحساء
اضافة لشهادات عديدة من شعراء و نقاد
الشاعر حيدر رغم صغر سنه اطلق عنان موهبته الشعرية مبكرا و اصبح نخلة سامقة تهز بسعفاتها و تنزل شعرا جنيا حين تبتسم لنسمات الشمال ، يفوح من شعره رائحة بخور الجدة ، و ينثر على من حوله عودا معتقا ، يسقي من عيون شعره شجر الليمون و يقطف من حروفه تينا يتلذذ بتذوقه من يهضمه ، تشنف آذانها زهرة عباد الشمس حين تشرق كلماته مع شمس الصباح ، هو شاعرا متألقا يشار له بالبنان ، شعره تعانق مع قصائد المعلقات السبع في بستان ديوان العرب ، هو موهبة بارزة و نجما شعريا سيشجع الجيل الذي بعده في الاجتهاد بعالم الشعر و الادب .
البعض له ملاحظات على طريقة المسابقة لكن ليس المطلوب ان يكون منهجها متوافق حسب ما يفترضه المشاهد و المهتم  بالشعر فلكل مسابقة شروطها حسب ما يريد القائمون عليها، هناك ميزة ايجابية بمسابقة أمير الشعراء و هي النقد المباشر من هيئة النقاد، يعني بمقدور المتخصصين ان يميزوا بين الموضوعي و المتحيز ، كما ذكرنا المسابقة متاحة و فرصة للمبدعين و المبادرين ، كل من شارك بها قال اني استفدت منها حتى لو كان في مراحلها الاولى، لذا التفاعل مع المسابقات حالة ايجابية .
التشحيع  لحيدر ينتج عنه فوائد عديدة منها :
أ - تشجيع الشباب على ابراز مواهبهم في كل المجالات
ب- تشجيع المبادرات الثقافية و العلمية
ج - ابراز المظهر الاجتماعي التضامني
د - ابراز مواهب وطنية تقدم لوطنها ابداعها عربيا
ج - ترجمة المعاني الايجابية الاجتماعية
نتحدث كثيرا عن المسئولية الاجتماعية و الوعي في التشجيع و الاخذ بيد اي موهوب و مجتهد فهذه احدى المبادرات الاجتماعية التي تترجم الحس الاجتماعي و تعبر عن المسئولية الاجتماعية في احتضان المواهب.  ما قام به المتحمسون للشاعر حيدر يستحقون  الشكر و التقدير جميعا و لا سيما السيد محمد الحداد و حسن المبارك و حسن العبدالله ، ينبغي الوقوف معهم حتى لا نتأسف على فرصة كبيرة لموهبة شعرية حقيقية ستحفز مواهب اخرى بالابداع و المبادرة في ابراز مواهبهم بمجالات اخرى, لمسئولية الاجتماعية و الشراكة المجتمعية تفرضان علينا الوقوف مع اي مبادرة  و تشجيع اي موهبة شبابية سواء اكانت علمية او ادبية او رياضية
فلنتذكر، كل موهبة تُبرز و كل ابداع يُعلن هو تعزيز وجود و صناعة تاريخ .