نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

    صدور كتاب (في مديح اللؤلؤة الزرقاء)/عبدالسلام مصباح

    ي مديح اللؤلؤة الزرقاء
    عن دار القرويين بالدار البيضاء صدر هذا الأسبوع عملي المشترك مع الصديق الباحث والمترجم محمد أخريف "في مديح اللؤلؤة الزرقاء"، يقع في 128 صفحة، وهو عبارة عن 13 قصيدة لشعراء من اسبانيا والأرجنتين والبرازيل والمغرب...تتغني بسحر وجمال مدينة شفشاون..كتب المقدمة الشاعر والمترجم رضوان السائحي، أما لوحة الغلاف للفنان الشفشاون محمد حقون

    رواية (شواطئ العشق) .. الجزء الاول/جوابلية ندير

                                                   شواطئ العشق

    رواية

    الجزء الاول

    الإهــــــــــــــداء

    لك الحمد يا ذا الكرم و النعم                           تباركت عطاياك لا تعد و لا تحصى

    وصلاة على خليلي نور الهدى                     و استمطار رحمة على اله و صحبه أوفر


    إلى من لا يمكن للكلمات أن توفي حقها
    إلى من لا يمكن للأرقام  تحصي فضائلها
    إلى من أرضعتني الحب و الحنان
    فتسقى زمزم من أعالي الجنان
    إلى أمــــــــــــــي

    إلى من أفتقدك منذ الصغر
    يا من أودعتني لله و أهديك هذا العمل

    إلى أبــــــــــــي
    إلى القلب الطاهر و النفس البريئة
           إلى ريحانتي
     إلى أختــــــــــــي
     إلى من عمل بكد في سبيلي و علمني الكفاح
    إلى  الذين مهدوا لي الطريق
    إلى كل أساتذتي ، مشائخي ، أخواني
    إلى أصدقائي و أحبائي
    إلى كل المستضعفين في الأرض


    شواطــئ العشق


    الأستاذ : جوابلية ندير


      
     
      كـــــان وحيدا غربيا ، مليئا فارغا، مليئــــا بأسرار طفولتـــــــه و حب أمـــــه و أبيــــه ، منغمسا في براءة نضجــــه ، فارغــــــا من أهاو يل الدهــــر و مصـــــــــائب  الوحشــــة و الوكد ، يصحو دوما على أهاليل الصباح  و الخيرات في عشق أمه و يمسي بمســــاء حكايات  جدته، آه جدته التي ما وجد أحضانا تدفئه من قسوة الشتاء البارد إلى بنوادرها القصصية العفوية التي  لا يزال يراوده عطر عقدها و قلادتها الفضية من على سريره الأبيض، أبيض ! ؟

    أي نعم كان لنسيم سرير أبيض اللون اختارته له أمه عشقا منها للسلام و الأمان فكان لذلك أثر كبير على نفسه و فكره ... كيف ؟ قالت أمه لجارتها حورية يوما لقد اشتريته أبيض ، فأنا أحب اللون الأبيض.
    حوريــــة :  ومن لا يحب اللون الأبيض يا عزيزتي
    الأم : أتدرين يا جارتي، اللون الأبيض و بكل بساطة يذكرني بيوم زفافي فقد إرتديت فستانا شديد البياض إلى درجة أن عروس الثلج كانت تغار مني
    حوريـــــــة : عروس الثلج من تكون يا ترى! ؟
    الأم: إنها ملكة الثلج التي تعيش في قمم الجبال ، يتغنى و يستمتع بها الأطفال كل عشية عبر قناة سبايستون للأفلام الكرتونية
    حوريـــــــة : آه حقا يا لي غبائي حقا هي الملكة البيضاء  هـــه هــــه هــــــه .....
    نسيــــــــــم :حورية، حورية إمراة لا زالت تصاميم وجهها و قسمات وجنتيها فــــــــي مخيلتي  ، إمراة سمراء البشرة، دكانة وجهها يميل إلى السمرة الرملية البرازيلية ،إذا نظرت إلى السماء اختلطت حبيباتها الزمردية بتوهجات الشمس المسائية فظننتها طفلة مسومة هندية ، لا تضاهيها حتى المسومات من الجميلات المائلات التركية ، لكنها و مع ذلك كانت لا تشبه أمي و لا ينبغي لها أن تشبهها لا لأنها أمــي، بل كون أمي من سلالة نبوية ، فهي سليلة من العترة المحمدية يمتد أصلها إلى خير البرية هل أزيد؟  لا  حتى لا يقال زاد في مدحه فانقلب على أمره و هل أنا منصف لأمي إن كنت أصفها كالبدر في الليلة الظلماء؟ بدر. بدر . بدر إيه   و ربي بيضاء بياضها ليس بالشديد الفاحش
    و الذي يتلف للبهاء نظرة ، بل هو بياض العفة و الطهر و الجمال و الوقار فكلما نظر المرء إليها  انشد نظره و ذاب في حلاوة المنظور إليه فاحتبست أنفاسه حتى قال مخاطبا و مداعبا حنايا نفسه ولجه، سلام  لمن جعل البياض رمزا للمحبة و السلام و الان هل أدركتم لماذا اختارت أمي لون سريري ابيض ؟


    فــــي أحضـــان أمـــي

                تعلــم نسيم و تربى منذ نعومة أظافره كيف يلازم أمه الحبيبة فهل اسمها حبيبة؟ بل اسمها أحب من الحب و أغلى من السرمد و أرفع عزا من  الوجود ، خليلة القلب و تاج اللب في حبها تيم نسيم و في أحضانها تدفى بالحنين همساتها ، لمساتها، نبضات قلبها تهب هبا في عروق صغيرها نسيم ،حصن حصين و درع قويم تهاوت أمام رباطة جأشها و قوة عزمها  حصون كسرى ، قصور بلقيس، أهرامات فرعون ،و أسوار الصين العظيم فيا ألاهي ما اسمها ؟ ما اسمها؟اسمها أميرة الزمان فلا مكان يسع عشقها و لا زمان يرسه نبلها
    أميرة الزمــــــــــان : نسيم ، نسيم ، يا نسيم الحب ويا ربيع القلب، صباح الرضا و النعيم قد حان وقت الذهاب إلى المدرسة أستيقظ يا أملي.
     نسيم يغط  في النوم و يسبت سبات الكوالا في  الغابات الاستوائية في غيابات نوم و كأنه من أهل الكهف لا حركة و سكون إلا ما عانقته وسادته الايطالية أي نعم كانت له وسادة إيطالية  اشتراها له أباه يوما، و كذا ما شاء الله من خيوط أنفاسه البلورية ، التي تخطفتها شخيرات من ذلك العالم العجيب.
    أميرة الزمـــــــــان : بلا ملل و لا كلل ، بابني نسيم استيقظ يا حبي ، يا أميــــــــري الصغير ، يا لها من كلمات لا تشع إلا من قلب صادق و نقي، حان وقت المدرسة و فطورك جاهز.
    تحرك نسيم و بصوت خافت  ام،ام،أمـــي دعيني أنام لبرهة من الزمن ، من فضلك يا أمي
    أميرة الزمــــــــان : استيقظ يا نسيم لقد أعدت  لك كعكتك المفضلة .
    نسيــــــــم انتفض نفظة الحمام المبجل ، كعكتي المفضلة ، كعكتي المفضلة؟
    أميرة الزمـــــــان : أي بني و بشكولاتتك المفضلة كذلك.
    نسيــــــــــم : إيم أمي لا تقولي لي شكولاطة   نوتيلا الفرنسيةNUTELLA
    أميرة الزمــــــــان: نعم  نعم نسيم فقد ادخرت بعض النقود لشرائها لك ،فقبلها نسيم بحرارة و اتجه على سرعة من أمره ليغسل محياه ليتوجه بعدها إلى مائدة الصباح و أي صباح ، صباح الشكولاطة و البهجة.
    أميرة الزمــــــان لما قبلها نسيم قالت في قرارات نفسها الحمد لله الذي رزقني طفلا أرى فيه يومي و غدي ، فاستحقت بذلك أن تلقب بأميرة المكان و اجتاحت بإنسانيتها الزمان و المكان.
      نسيم هناك على المائدة يتناول فطوره على عجلة من أمره و كأنه أدرك زحام الحياة أو كأي صبي يملؤه النشاط و الحركة
    نسيـــــــم : أمي ناوليني محفظتي من فضلك
    أميرة الزمــــــــان: على رسلك يا بني فلا يزال معك فسحة من الوقت ، حبيبي سأضع لك اللمجة و لا تنسى أن تنظف أسنانك بعد الانتهاء من الفطور
    أكل نسيم فطوره و غسل بالفرشاة أسنانه ثم توجه إلى الباب و محفظته على ظهره و قال لامه ، أمي أراك لاحقا ، أسعد الله نهارك
    أميرة الزمــــــــان : نهارك أسعد يا حبيـــبي
    نسيــــــــــم : شكرا أمي وداعا
    أميرة الزمـــــــــان : على  رسلك بني ألم تنسى شيئا؟
    نسيــــــــــم: آه  تفكرت أمي ،قبلتك و دعاء الصباح و الاستفتاح
    أميرة الزمــــــــــان : شاطر فجميل أن تتذكر كما لا تنسى  أن  تلقي التحية  على كل من تلقاه في الطريق ، و بأحضانها التي  حوته فأشعت وجدانه نورا ليمتلأ كيانه انشراحا ، احتضنت صغيرها نسيم ليتدفق حياة و إقبالا
    هكذا تعلم نسيم من أمه و على الرغم من فقر الحال و عسره كيف يكون كبيرا بغنى نفسه، في صحبة أمه فما أعظمك من أميرة أنت يا أميرة الزمان.

    مدرستـــــــــــــــي

                  هناك حيث يفتح أول باب من أبواب العلم و التعلم ، كانت المدرسة و لا تزال الفضاء الواسع للتربية و اقتناء العلم لمن هو في عمر نسيم و في طريق بطلنا الصغير نسيم إلى المدرسة التقى شيخا طاعنا في السن، بالي الثياب ، يرتجف من شدة البرد، حافي القدمين تظهر على وجهه علامات التعب و السفر بيده قطعة خبز شطرها مبلول، نحرت بين كفه الهش و أصابعه المخشي عليها من العوز ، تشمئز من أكله الكلاب السعرة، لكنها الحاجة إلى الأكل و صراع البقاء، متكئا على جدار المدرسة و كأنه ينتظر أحد و قد طال الانتظار، فاقترب منه نسيم حيرانا وزوى بعينه ناحيته ليمحص منظره ، فضول طفل يخاطر أحيانا و يغامر  ليكتشف العالم و الناس من حوله و في تردد منه
     صباح الخير يا عمي نهارك سعيد لكن الشيخ لم يلقي له بالا و لم يحرك ساكنا
     نسيـــم : صباح الخير يا عمي ، يوم جميل أليس كذلك ؟
    الشيخ الذي أنهكته السنون و أكل الدهر منه و شرب، حرك رأسه فتحركت شفتاه لتتفتح عيناه فتنور وجهه ورد قائلا صباح الورد يا بني ، من أنت و ماذا تفعل هنا؟
     هناك من ظلمات الفقر و التشرد التي ليست بعدها ظلمات، أشرق  الشيخ بكلمات إنسانية راقية دلت على أنه يقدر الورد أو بالأحرى كان للورد له معنى عنده يوما
    فرد نسيم مبتهجا : انا ابن أميرة الزمان و هذه مدرستنا
    الشيـــــــخ : أميرة الزمان ، أميرة الزمان
    نســـــــيم : نعم نعم هذا اسم أمي
     الشيــــخ : لم أقصد اسم أمك يا ولد بل اسم أبيك
    نسيــــم : أبي ، أبي فانجلت الدنيا بما رحبت ليتفوه قائلا توفي و قالت أمي أنه هناك و أشار نسيم إلى السماء ، إنه هناك يا عمي يطير مع الملائكة
    الشيـــــخ : شحب هنيهة و في قراراته نفسه"رحمه الله " ثم غير السؤال في فطنة منه و أنت ما اسمك يا بني؟
    نسيــــــم : أنا النسيــــم ..........
    الشيــــــخ  :كم هو جميل اسمك ، تشرفت بمعرفتك ، انا اسمي أصيل ، أصغي إلـــي يا نسيم، كلنا سنطير يوما لكن ليس كل الناس تطير مع الملائكة كأبيك ، فإن أردت أن تطير مع الملائكة فلا بد أن تكون لك جناحين كبيرين أولهما  جناح الخلق و ثانيهما فلنسميه جناح العلـــــم .
    هيا بني اذهب ألم تسمع جرس المدرسة يرن فقد تتأخر و ألوم نفسي و سرعان ما تنسى أنت أن اسمي، أصيل أسرع بني.
    نسيم لم يفقه شيئا إلا أنه علق في ذهنه كلمتان علم و خلق.
     وداعا عمي أصيل أراك لاحقا
    دخل نسيم المدرسة و التحق بالصف و قبل أن يجلس كل التلاميذ ألقوا التحية على المعلمة ثم أنشد الجميع النشيد الوطني.
    المعلمـــــــة : صباح الخير يا أطفال، جلوس
    التلاميذ : صباح الخير
    كان نسيم من أنجب التلاميذ و أشطرهم إطلاقا إلا أن اغتيال والده و الفراغ الأبوي الذي تركه الفراق جعله يشعر بالغربة أحيانا و أثر سلبا على نفسيته فانعكس على تكوين شخصيته السوية المليئة بالحيوية فكثيرا و طالما كبلته سلاسل العزلة و التي كانت تحط به في مطارات الوحدة و أي وحدة؟ لا يعلم عنها شيئا نسيم إلا أنها كانت تزوره تارة و تغيب عنه تارة أخرى.
    و في جلسة تصارعت و تضاربت فيها الأفكار في ذهنه ، تدحرجت كلمتين كانتا مخزونتين في مخيخه البلوري الأيمن ، ككرة الثلج لتطفو و يلمع بريقهافي شكل سؤال موجه إلى معلمته دالية و هي تشرح الدرس
    نسيــــــم : معلمتي ، معلمتي
    المعلمــــــة دالية : ماذا تريد و بصوت صعقت له الأذان و بلغت به القلوب الحناجر ماذا يا نسيم ؟
    نسيـــــــــم: عندي سؤال ؟ أريد فقط أن أعرف ماذا تعني كلمة خلق و علم حتى يصيح لي جناحين و أطير مع الملائكة
    التلاميـــــــذ: هه،هه،هه إنفجروا كصمامات أمان بالضحك اللاذع وعقب احدهم
    RED BULLقائلا  اشرب
    يعطيك جوانيح" فعمت الفوضى وافلت الأمر من يد المعلمة دالية
    في صوت أشد وقعا من شظايا اللهب الحارق و هيجان تهابه الوحوش و الكواسر، أخرج يا نسيم ، أغرب عن وجهي ، غادر القسم أنت غير متخلق
    نسيــــــم: لماذا يا معلمتي؟
    المعلمة داليــة : ازدادت انفعالا و احمرار و في خطفة جهنمية اقتربت منه و لطمته ،  آنذاك تلاشت من وقعها كل آمال نسيم المستقبلية؟ هيا أخرج حالا و لا ترجع إلى القسم إلا  بصحبة أمك أو أبيك.
    خرج نسيم مطأطأ رأسه أسفا لا يدري لماذا تصرفت معه معلمته بقسوة على الرغم انه لم يقصد من خلال سؤاله إلا التعلم ، التعلم الذي أصبح  اليوم يكلف صاحبه الكثير فأصبح كالماسك على الجمر إذا احكم مسكه أنكوى و إذا اخلي سبيله من شعلة العلم انطفآ و انزوى.
    غادر نسيم المدرسة متوجها إلى البيت ، جامعا لصواعق كلماته نادما على سوء فعلته و في طريقه هناك أين العشب الأخضر و الأقحوان و النرجس الأصفر الذي يتراقص على نغمات الهواء المنعش و كأنه رؤوس أفاعي اسياوية راقصة تتمايل ميل الأزواج العاشقة في حلة ربيعية، دغدغت قلب نسيم المنكسر البائس المسكين   و في سحر الطبيعة الجزائرية التي ذوبت صغيرنا لمح نسيم عصفورا مكسور الجناح يحاول أن يطير ليلتحق بأمه  وسربه الذي يكاد يسد الافق .
    لكن العصفور لم يستطيع الطيران فظل يحاول وامه تشجعه على ذلك إلا أن القدر حال بينه و بين التحليق فاقترب منه نسيم محاولا أن يغير مجرى القدر برقته و حنانه فأخذه معه إلى البيت ليداوي جروحه و على مشارف البيت نادى نسيم أمه أميرة الزمان أمــــــي ، يا أمــــــــــي هذا أنا نسيم لقد عدت إلى البيت
    أميرة الزمـــــــــان : ما بالك نسيم عدت مبكرا
    نسيــــــــم : لا عليك أمي سأحكي لكي لكن انظري ماذا أحضرت انه عصفور صغير جريح
    أميرة الزمــــــان : ارني ، يا للمسكين عصفور جميل لكن جرحه عميق أين وجدته يا نسيم؟
    نســـــــــــيم: هناك بين الأشجار و الظلال.
    أميرة الزمــــــــان : امسكه جيدا من هنا نسيم ،برفق يا بني سأحضر الدواء الضمادة و القليل من الماء  لنداويه ،فرح نسيم و قال شكرا أمي أنت رائعة.
    اعتنت أميرة الزمان بالعصفور بينما احضر نسيم قطعة من الخبز الأسمر ليطعمه ، فقالت أميرة الزمان يابني عندنا تفاحة احضر نصفها سأقطعها قطع صغيرة ،فعصفورك صغير جدا لا يقوى على أكل الخبز الخشن و لما انتهت أميرة الزمان من إطعام العصفور الجريح سألت ابنها عن سبب عودته إلى البيت باكرا فأجابها نسيم و خلجات الأسف أدمت عيناه .
    أميرة الزمـــــــــــــان:  لما تبكي قل ماذا حدث  يا بني ؟
    نسيــــــــــم : أمي لقد طردتني المعلمة دالية اليوم من القسم و طلبت مني ألا احضر حصتها إلا بعد إحضارك أو أبي
    أميرة الزمــــــــــان: لماذا ماذا صنعت يا نسيم
    نســــــــــــيم : لقد سألتها ماذا تعني كلمة الخلق و العلم و ما علاقتهما بالجناحين حتى يصبح لي جناحين و أطير مع الملائكة مثل أبي.
    أميرة الزمــــــــان: يصبح لك جناحين ماذا دهاك يا ولد
    نسيــــــــــم: لقد التقيت شيخا هذا الصباح ، اسمه أصيل و قال لي هذا
    أميرة الزمـــــــــان : و ماذا قال؟
    نسيـــــــــــم: لقد قال الشيخ إذا أردت أن تطير في السماء مع الملائكة مثل أباك فعليك بالعلم و الخلق فالعلم جناح و الخلق جناح و أنا لم افهم لذلك سألت معلمتي و هي تشرح في الدرس
    أميرة الزمـــــــان: آه الان فهمت يا بني ، أصغي إلي، نسيم ،إن معلمتك دالية كانت على حق لما طلبت منك الخروج و مغادرة القسم
    نسيم : لكن لماذا أمي ا ! ؟
    أميرة الزمـــــــــان: لأنه من آداب العلم أن لا تسأل معلمتك أثناء شرحها للدرس فكان عليك أن تنتظر حتى تنتهي من الشرح فالعلم لا بد أن يتوج بالخلق لكن لا عليك هذه المرة لا أعاقبك أتعرف لماذا ؟
    نسيــــم : لماذا أمي؟
    أمـــــــيرة الزمـــــان : لأنك اليوم أحضرت عصفورا جريحا إلى البيت لمساعدته و مداواته هذا هو حسن الخلق فالخلق يا بني أن تساعد الآخرين أما العلم فهو أن تدرك جزيئات الأمور
    نســـــــــيم : اه أمي لم افهم جزيئات ا لأمور ؟
    أميرة الزمــــــــــان : أوك بني،مثلا لما أحضرت قطعة الخبز الخشن لتطعم العصفور الصغير ماذا طلبت منك؟
    نسيــــــــــــم : طلبتي أن احضر نصف تفاحة لان العصفور لا يأكل الخبز الخشن
    أميرة الزمـــــــــــــان : جميل فمتى علمت هذا استطعت أن تفهم و تعلم ماذا يأكل العصفور و صرت صديقا وفيا له، أتعلم بني قد صدقك ذلك الشيخ  فقد استطاع أن يثير فيك شيئان لو أدركهما الكثيرين من أهل التربية و العلم لأصبحنا الأجمل و الأنضج ، فتاج العلم الخلق.
    نسيم حبيبي لقد تحدثنا كثيرا ألا تشعر بالجوع
    نسيـــــــم : نعم أمي فقد أصبحت أمعائي تصدر اصواتا
    أميرة  الزمــــــــــان : هــه،هـــه إذن سنتناول الغداء ء و بعد الظهيرة اصطحبك إلى المدرسة .


    مغامراتي في الثانوية

               اشتد عوده و قوي ساعده و أصبح اليوم في الثانوية، شب و تشبب بمكارم الأخلاق، لكن أين المفر من نزوات الشباب و شهواتها و حب التحرر و إثبات الذات فللشباب طاقات لا مناص من استقصائها و عدها لتحريرها في طاعة الله وهي عند البعض حرج ، كما يدخلها البعض الأخرفي دائرة الخطر و المحظور.
     في فضاءات الثانوية تعلم نسيم الموسيقى الاندلسية ، السباحة و التحق بالورشات الثقافية على رأسها المسرح أين كان يتحرر شيئا فشيئا فازدادت معارفه و ازداد انفتاحا على الطرف الأخر ، لكن اكتشاف الذات أحيانا يكلف المرء الغالي و النفيس.
    كان لنسيم صديقين لؤي و فريد ، كانا قريبين اليه قرب الحبيب إلى الحبيب، فأحبهما حبا جما.
     و في يوم من الأيام الزهية ،قررت الرفقة أن يذهبوا في نزهة فاستأجروا حافلة و عزموا أن تكون الدعوة مفتوحة على مصرعيها و لكل طلبة الثانوية الذهاب إلى الغابة و الاستمتاع بأشعة الشمس و خضرة العشب و تغريد البلابل وهذا طلب للراحة النفسية أو ما يسميه النفسانيون "فسحة الذات"
    لؤي : هل جلبت تذاكر الرحلة يا فريد؟
    فريد: لقد أحضرتها كما أنني اتفقت مع سائق  الحافلة أن يأتي إلى الثانوية غدا صباحا على الساعة الثامنة.
     نسيم: انا لست ادري  ان كان يمكنني الذهاب معكم يا رفاق فلا بد أن استأذن أمي
    لؤي و فريد: هـــــه، هــــه، هل أنت صبي ؟ الم تصبح شابا يفعا بعد ، فقد  اسود       شاربك ألا تقرر كما يقرر الرجال ! ؟
    نسيم: أنا لست صبيا ،إذا كان الأمر كذلك ، فسأذهب معكم حتما ، و في خضم التحدي الكلامي بين الرفاق ،تدخلت زميلة نسيم إيناس
    ايناس: نسيم لا تكترث لقولهم ، استأذن أمك فإن وافقت فأذهب فأنا كذلك آخذت رأي أمي و قد وافقت و الحمد لله
    نسيم: شكرا إيناس ، اوكي ،اوكي أراكم غدا يارفاق
    رجع نسيم إلى البيت و في الليل الدامس ، أين يجد السكون مستودعا و بعد صلاة العشاء  أثار نسيم إلا أن يفتح موضوع الذهاب في نزهة إلى الغابة مع زملائه و زميلاته في الثانوية مع أميرة الزمان أمه
    أميرة الزمان : و لكن من هو المشرف على هذه الرحلة
    نسيــــم : لؤي و فريد ، نحن الشلة
    أميرة الزمــــان: أأنت مجنون؟ ليس هناك من مسؤول من الثانوية .
    نسيــــــم: لا أمي و هل نحتاج إلى مسؤول كي نتفسح في الغابة لكأن السجان يلاحقنا ويحرصنا حتى في الغابات الكندية.
    أميرة الزمــــان: لا و لكن الحيطة واجبة و لابد أن تشرف الإدارة على هذه الرحلة
    نسيــــم: أمي أرجوك كل زملائي سيذهبون وافقي ،وافقي، وهم نسيم إلى احتضانها ليطوقها بحبال حنانه فحنت و أحنت عليه.
    أميرة الزمـــان : بني حسنا ،حسنا اذهب و اعتني بنفسك ، فلو كانت الرحلة إلى شاطئ البحر لرفضت ، على الرغم من ان الشك لا يزال يراودني.
    فكانت تلك أول مرة تقدم فيها أميرة الزمان تنازلا لابنها، لكن المخاوف كانت تنغصها، فقلب الأم دليلها أما بالنسبة لنسيم فالمسالة اكبر فهي تحدي و إثبات لذاته أمام زملائه و زميلاته و العمل على التحرر شيئا فشيئا.
    بينما كان الشباب يتجولون في الغابة و يستمتعون بجمال المكان و المنظر اتجه نسيم رفقة زميلته إيناس إلى تلة شامخة لا ترقاها إلا  الطيور الجارحة ،أرادا و من على ظهرها رؤية الأفق سويا واكتشاف الفضاء ، فاقتربا رويدا،رويدا منها متيمان بروعة المنظر أين طلبت إيناس من نسيم مساعدتها على التسلق و الارتقاء ، فالبنات معظمهن يخفن من الأماكن المرتفعة و العالية و الحيطة واجبة لكن نسيم تردد وكأن شيئا بداخله يناديه و يجذبه إلى الوراء في تردد.
     فقال إيناس دعينا نعود أدراجنا حتى لا نضيع على الشلة ربما كان ذلك خوف أو نقص تجربة ، إلا أن إيناس كانت مصرة .
     استجاب لها نسيم و شرعا في التسلق سويا متوجهين نحو القمة و في لمحة من البصر هبت ريح عاتية ، أفقدت إيناس توازنها فألقت بها إلى الهاوية، لتركنها في زاوية  ، و في أثناء سقوطها نادت بأعلى صوتها الملائكي نسيم ساعدني،ساعدني أنا لا أريد أن أموت ، لكن نسيم لم يستطع فعل شيئا إلا النظر و الإشارة إليها ، فقد كان القدر سباقا لاختطافها ، فأخلت في الخوالي ضحية فانية ، كان سقوطها عشوائيا ، سقطت و التطم رأسها بصخرة شيطانية.
    نزل نسيم من أعلى التلة متوجها نحوها إيناس،إيناس هل أنت بخير ، هل تسمعينني ، لكن من المجيب؟ و بفعل لا إرادي بدأ نسيم يصفعها عل خديها لتستفيق لكنه القدر آه من القدر ثم صاح يا إلاهي يا إلاهي ماذا أفعل؟
    في الجانب الأخر من الوادي و في قلب الغابة ، كان لؤي ، فريد ، نانسي وغادا و الجميع يستمتعون بشواء اللحم و اللعب و الضحك ، بالنسبة لهم كان الربيع بأزهره فكانت لحظاتهم التحررية متجاهلين ماذا يحدث في الطرف الأخر من الغابة فيا للحياة من لعبة ، و يا لها من تناقضات ، حياة كلها سخرية فيها من مودع و قريب و مفارق لحبيب و ملاقي لبعيد فأن للرفاق أن يتذكروا نسيم و إيناس ؟
    في صراع نفسي بلغ ذروته وسنامه ، دفع نسيم إلى الركض في الغابة ركض الوحوش الضارية  من كل الاتجاهات والى كل الاتجاهات لا لشيء باحثا عن النجدة و يد المساعدة ، مناديا بأعلى صوته النجدة ، النجدة ،لؤي ، فريد أين أنتما إلى أن اقترب من ضفة الوادي حيث أصبح صوته يشق الأفق و يتسلسل بين أوراق أشجار الصنوبر و الأرز وإلى أن سمع صدى صوته فريد الذي كان يغسل صحون اللحم  على ضفة الوادي ، فلمح نسيم و ناداه تعال نسيم أين كنت و أين إيناس و نسيم في لهث و لهف ، فريد نادي الرفاق أرجوك فهناك مصيبة ، مصيبة يا فريد ، لقد سقطت إيناس من أعلى التلة هناك و هي لا تجيبني ، أسرع يا فريد أسرع .
    وصل الجميع إلى مسرح وقوع الحادثة أين فجعوا بوفاة إيناس التي أضحت  غريبة عن هذا العالم الرهيب فأغشي على البنات ليتأزم الوضع ،فقرر لؤي أن يخبر صاحب الحافلة الذي بدوره هاتف الإسعاف و الشرطة .
    بعد ساعتين من الزمن حضر الإسعاف و رجال الشرطة للتحقيق في القضية ليستمر التحقيق إلى وقت جد متأخر من الليل .
    هناك في بيت نسيم ، تلقت أميرة الزمان مكالمة هاتفية من المركز العام للشرطة ، طلبوا منها الحضور إلى المركز لأمر يخصها ، فكانت تلك أول مرة تستدعى فيها أميرة الزمان إلى مركز الشرطة
    أميرة الزمان : اللهم يا رب اجعله خيرا ، استجمعت قواها و توجهت على الفور إلى مركز الشرطة ملبية هذا الاستدعاء و أي استدعاء فقد كانت المعاملة هناك جد سيئة حيث كيف الأمر على غير ما حدث و اعتبروا  نسيم و كأنه المتسبب في وفاة إيناس و حرر محضر ضده مفاده أنه إستدرج إيناس إلى التلة ليلقي بها من على فوقها.
    لم تدرك أميرة الزمان ما يدور من حولها ،إلا أن وجودها جعل نسيم يشعر بنوع من الأمان ،فقد كان للحادث وقع بليغ ، تراكمت الهموم و المشاكل و صار اللجوء الى المحاكمة أمر حتميا لا مناص منه فمن فاجعة الموت إلى خطر السجن ، و مرضت أميرة الزمان ، كما انقلب نمط حياة الأسرة رأسا على عقب إلا أن العدالة أنصفت نسيم فكان حكم القاضي عادلا و حكم ببراءته من كل ما نسب إليه من تهم ،لكن و أسفاه ضيع نسيم فرصة الحصول على شهادة البكالوريا لهذا العام فكانت التكلفة  حقاغالية.

    اصداران جديدان للشاعرة والقاصة ( سلوى فرح )


    اصداران جديدان
    705-salwa

    للشاعرة والقاصة السورية المغتربة
    سلوى فرح

    ازدان الربيع بهم مع أزاهيره الملونة .
    كتابة / أحمد فاضل
    عن دار نشر الفرات للنشر والتوزيع بيروت صدر للشاعرة والقاصة السورية المغتربة سلوى فرح كتابان في آن واحد ، الأول ديوان شعر هو الثاني خلال مسيرتها الشعرية حمل عنوان " لا يكفي أن تجن بي " ، احتوى على 25 قصيدة من النثر الحديث المعبر عن أحاسيس الشاعرة الوطنية والعاطفية والإنسانية وحتى الوجدانية التي عرفت بها من خلال تجربتها الأولى مع ديوانها الأول " أزهر في النار " الصادر العام الماضي والذي حاز عل إعجاب القراء والنقاد على السواء .
    في ديوانها الثاني تتصاعد تجربتها الشعرية لتؤكد ابتكاراتها الآخذة بتلابيب القصيدة كما نقرأ إحداها على الغلاف الأخير له :
    عندما تلمح فراشة
    الخلود في الغسق
    عليك أن تعلن البعث ألف مرة
    وتقدم الموت الغافي
    على شهقاتك ألف مرة
    وتقبل السماء ألف مرة
    لملم ريشك
    قبل غروب الشمس
    إن كان جلجامش
    طمح إلى الخلود
    فأنا أطمح إلى
    ما وراء الخلود
    ثم نعرج إلى متنه لنقرا قصائد " سيد الصمت " و " قبل أن يؤرقني الحلم " و " ترنم بشمسي " وصولا إلى " دمشق اليقين " .
    أما كتابها الثاني فهو مجموعتها القصصية " سوار الصنوبر " فقد احتوى على 9 قصص قصيرة و 12 خاطرة تعيد من خلالها ذكريات طفولتها ومرحها ومراهقتها وشبابها بين ربوع الشام التي فارقتها على مضض منذ عدة سنوات وكأنها لا تزال عالقة في مخيلتها بعناوينها " سوار الصنوبر " و " ضفيرة نمير " و " عهد ووفاء " و صولا إلى خواطرها " عذراء الروح " و " العيد محبة " و " الانتصار على الذات " ، هذه الخواطر هي نبض قلبها ودموع عيناها سطرتهما في لحظات حزن وفرح لا زال حبرهما يجري حتى اللحظة .

    مظفر النواب- الظاهرة الاستثنائية / اصدار جديد للاديب كاظم غيلان


    عن دار ومكتبة عدنان في بغداد صدر كتاب ( مظفر النواب - الظاهرة الاستثنائية ) دراسات وقصائد ومخطوطات بيد الشاعر النواب - ملحق صور نادرة / للاديب العراقي كاظم غيلان.

    وقال غيلان بهذا الصدد : أحلى لحظة أعيشها الآن وأنا أمنح معلمي وأخي الأكبر ورفيقي القدوة ابو عادل القليل من الوفاء.

    صدور العدد الحادي والستين من مجلة الموروث الثقافية / أسماء محمد مصطفى


    صدر العدد الحادي والستون من مجلة الموروث الثقافية الألكترونية الشهرية التي تعنى بعالم الكتب والمكتبات والتراث والأرشيف العراقي والثقافة العامة
    http://www.iraqnla-iq.com/fp/journal61/index.htm
    تتضمن المجلة كتابات تنشر للمرة الأولى على شبكة الأنترنت معتمدةً على كتب وأطاريح محفوظة في خزائن دار الكتب والوثائق الوطنية ،
    فضلاً عما يردها من الكتاب والأكاديميين من مقالات ودراسات قيّمة.
    أطل العدد الجديد على قرائه بإخراج فني جديد ، وتضمن موضوعات ثقافية منوعة ، منها :
    دار الكتب والوثائق الوطنية تنظم دورة تدريبية لوزارة الكهرباء ، مأزق المطبوع الثقافي ، لمناسبة أعياد المرأة : استذكار لأسماء نسائية بارزة في تأريخ العراق المعاصر ، الصحافة أيام زمان : مجلة الصحيفة ، عيد نوروز ..عادات و تقاليد ، شخصيات في ذاكرة الفن التشكيلي : اسماعيل الشيخلي ، بطاقة إبداع : محمد خضير .. كاتب قصة قصيرة من الطراز الأول ، عن التباس فكرة الملهم والملهمة ..الملهمون والملهمات ومابينهما ، من أرشيف الصحافة : لقاء مع النحات العراقي الكبير محمد غني حكمت ، قارئ المربع البغدادي ابراهيم أبو عكرب ، لمحات من الذاكرة الصورية لشارع الرشيد في القرن العشرين ، مكتبات بغداد العامة في العصر العباسي ، مكانة الكاتب في حضارة بلاد الرافدين القديمة ، السياحة ترمم منزل الشاعر بدر شاكر السياب في البصرة ، أدباء وإعلاميون عراقيون : المواقع الثقافية الإلكترونية تسحب البساط من المجلات الثقافية الورقية ، جمع بين الرواية والوثيقة : فيلم عن عبد الوهاب البياتي ، مدينة الموصل إضاءات تراثية وثقافية .. إصدار للكاتب عبد الوهاب النعيمي ، الشاعر رياض النعماني في ضيافة الجمعية العراقية لدعم الثقافة ، الكتب متحف حي ، أصوات لا تنسى .. المطربة صديقة الملاية ، أحمد حسن الزيات في العراق ، لعبة الساس الشعبية ، الذهب .. البريق الأصفر ساحر النساء والرجال ، في محلة الدوريين.. (الأوتجي) مهنة انقرضت ، صور من فيس بوك مجلة الموروث .
    تصدر المجلة بإشراف الدكتور سعد بشير اسكندر المدير العام للدار
    وتدير تحريرها الكاتبة الصحافية أسماء محمد مصطفى
    ويقوم بتصميمها ألكترونيا ً نادية حاتم وإيمان عبد الحميد وأيمن كامل جواد .
    وتضم المجلة كلاً من المحررين : مديحة عبد الرحمن ، أيمن كامل جواد، كوثر جاسم، ميمون صبيح، سندس الدهاس ، عادل محمد ، هدى صديق ، لمعان عبد الرحمن . وتعتمد في التصوير الفوتوغرافي على عدسة أمجد عباس . أما التنضيد الألكتروني فتقوم به كوثر جاسم ونضال حسن وزينب طالب .
    جدير بالذكر أن مجلة "الموروث" ترحب بكتابات المثقفين من الادباء والكتاب والإعلاميين والأكاديميين والكتبيين والأرشيفيين والمهتمين الراغبين في رفد المجلة بموضوعاتهم التي تصب في نهج المجلة ، ونلفت عنايتهم الى إن الموضوعات المطلوبة هي المتخصصة في عالم الكتب والمكتبات والتراث والأرشيف وكل مايمت للثقافة العراقية بصلة، على أن تكون ثقافية وصحافية بحتة وبعيدة عن الحساسيات الدينية والسياسية، لأن نهج " الموروث " يهدف الى إبرازالمخزون الثقافي العراقي عبر العصور المختلفة .
    لاتنشر المجلة النصوص الشعرية والقصصية والمسرحية والخواطر.
    لقراءة العدد كاملاً اذهب للرابط :
    http://www.iraqnla-iq.com/fp/journal61/index.htm
    لمراسلة المجلة :
    iraqnlaa@yahoo.com


    صدور الكتاب الثاني والأربعين للدكتور "حسين سرمك حسن" عن الروائية "هيفاء بيطار


     

    أوراق ثقافية -عن دار تموز في دمشق صدر كتاب جديد للناقد الدكتور حسين سرمك حسن عنوانه "جماليات السرد الضاري – دراسات في الأدب الروائي للروائية هيفاء بيطار" وهو الكتاب الثاني والأربعين للدكتور حسين سرمك حسن .
    وفي مقدّمة الكتاب (385 صفحة) يحدّد الناقد بعض المشكلات الأساسية التي تواجه الفن الروائي العربي بالقول إن :
    (المشكلة الأكبر هو أن تشجيع هذه الميول الحداثوية المشوّهة صار اتفاقاً غير مُعلن بين الكتّاب والنقّاد ولجان الجوائز التي صار الكاتب يعرف ماذا تريد : حاجات الجسد وفي مقدمتها الجنس والشاذ منه تحديداً ، وألعاب الوثائق المطمورة ، والمعاناة المذهبية ، ويُستحسن الطرق على معاناة اليهود العرب المهجّرين . صار الكتّاب يشعرون بالحياء حين يكتبون عن معاناة أمّ مع ضياع ابنائها وغربتهم ، أو آلام مطلّقة في نبذ المجتمع الجبان لها ، أو معاناة عامل مع مستغلّيه الأشرار ، ومحنة موظف مع مرتبه المهين وإغراءات الفساد الساحقة ، ودمار سجين على يدي جلّاديه القتلة .. حتى السجن السياسي اختفى من الأعمال الروائية تقريبا بعد أن كانت معالجته إنشغالا أساسيا ، ودخوله شرفاً . أُضعفت التربية الوطنية حتى عن طريق انعزال الإبداع ، وخذل المبدعون الإنسان العربي المغدور ، وصارت نصوصهم شفرة بينهم ، وصار الباعة المتجوّلون الشرفاء ، هم مشعلوا الثورات وأنبيائها) .
    ثم يعرض – ارتباطاً بتلك المشكلات - أسباب تخصيص كتابه هذا للفن الروائي للروائية "هيفاء بيطار" بالقول:
    (وفي مثل هذه الأجواء المُربكة والمتحاملة ، تصرّ هيفاء بيطار – ومعها حفنة من الروائيين العرب -  على أن تلتصق مواضع اقدامها السردية في عمق أرض الواقع العربي الجحيمية ، وعلى أن تنتصر للإنسان المسحوق المهمّش والمنكسر ، وعلى أن توظّف فنّها الحكائي بأكمله لصالح هذا الإنسان في مهمة مقدّسة لا تنسيها اشتراطات الفن المحكمة وجمالياته الأخّاذة ، لغوياً وتصويرياً ومعالجات . وكل ذلك من خلال مقترب جديد في النظر إلى معاناة الأنوثة وأولوياتها .. والكتابة "برؤية مخلّص" كما تلخّص فعلها الإبداعي ) .
    ويؤكّد أن هذه الروائية كسرت أطر "النظرة النمطيّة" النقدية إلى ما يُسمّى بـ "الأدب النسوي" حيث يكشف :
    (الإشتغال التحليلي العميق على نصوص هيفاء بيطار ، الروائية بشكل خاص ، والحكائية بصورة عامة ، يكشف خطل هذا الموقف حتى بالنسبة إلى التعامل مع موضوعة مشكلات المرأة بشكل خاص ، ومعضلات الأنوثة بشكل عام في مجتمعاتنا المتخلّفة . فما يتكشف عبر التحليل القائم على القراءة الجدلية الذكية الخلاقة ، هو أن الروائية قد كسرت الدائرة المغلقة في معالجة مشكلات المرأة ومعضلات الأنوثة ، وخرجت بها إلى النور بعد أن أوشكت على الإختناق في عالم ذاتي مغلق معتم .. خرجت بها لتجعلنا ننظر إلى هذه المشكلات الخطيرة في تفاعلاتها الشائكة والعضوية مع الحال الإجتماعي القاهر العام ، ووفق نظرة يكون فيها حتى الرجل ضحية من ضحايا التخلف والإنحطاط والتردي الإجتماعي ، وحتى للعنف المدمّر الذي يبطش بالحياة الإجتماعية العربية ويمزّقها . وسيجد السيد القاريء ، حين يقرأ هذه النصوص بتأمل عميق ، أن بطلات هيفاء بيطار لم تعد مشكلتهن الأولى هي الإشباع الجسدي المقموع على الرغم من أهميته ، لم تعد الحاجات الجنسية في الخط الأول ، وحيدة متسيّدة على المشهد الحكائي كلّه ، كما يحصل لدى الكثير من الكاتبات العربيات . ما يظلل المشهد الحكائي بأكمله هو محنة المرأة كإنسان ، وما يتصدر تسلسلات المعاناة هي الكرامة المفقودة للمرأة التي تُهدر كجزء أساسي من الكرامة العامة المهدورة للمجتمعات والأوطان . إن القمع السياسي والقهر الإجتماعي وما يترتب عليه من شرعنة للفساد ، هو الذي يسمّم أرواحنا - رجالاً ونساءً - ويجعلنا ناكل بعضنا بعضاً . وتدرك الكاتبة بالفعل المضاعف لحدسها ووعيها ، أن المرأة لديها القدرة الأكبر على فهم هذا القهر المُذل ، لأنها تتحمّل القسط الأعظم من مراراته الفاجعة ، وخساراته الجسيمة ، فهي تتحمل قهراً مزدوجاً ؛ القهر الإجتماعي المعروف الذي يقع عليها وعلى الرجل ، وقهر الرجل الضحية المُزاح من السلطات الطغيانية بكافة أشكالها ، إليها ، وإسقاطات ارتباكاته في عملية إنكاره لمكوّنه الأنوثي العميق ، وعدم تصالحه العصابي معه ).
    ثم يختم مبرراته بالقول أن الروائية هيفاء بيطار أسّست مفهوماً جديداً لمعنى "البطولة" في الرواية العربية :
    (فبعد أن "استرجل" الإبداع العربي حتى على أيدي الكاتبات اللاتي ينظرن إلى الحياة بعين ذكورية مدرّبة وليست تلقائية ، صارت صورة "البطل" صورة نمطية أيضاً للفحل "المناضل" في انتصاراته وانكساراته الذي تحيط به - في أحسن الأحوال - وتسنده ، أناث يعلّمهن طرق النضال والتصدّي ، جاءت هيفاء بيطار لتعيد للبطولة مفهومها الحقيقي والأصيل الذي شُوّه واستُلب منذ أن تمّ دحر الحضارة الأمومية على أيدي الآباء والأبناء ، فصاروا يتذابحون ، والأم راكعة تستغفر لهم . عادت البطولة مؤنّثة ببراعة مُقنِعة ، وتلقائية باهرة . صارت الأنثى بحق هي "الفادي" ، وهي البطل الجديد ، والمُنتظر . وآلامها المرعبة لا تُعرض بطريقة مباشرة ، أو واقعية فجّة كما يحلو للبعض أن يَسِمَها أو يصمها أحياناً . هذه الآلام ، آلامنا تُعرض أمامنا ، وتسحرنا ، بفنيّتها العالية ، ولغتها الشعرية المنضبطة ، وحبكاتها المدهشة ، وشخوصها الذين تشكّلهم أنامل الروائية الحاذقة ، في مشغل لاشعورها ، من طين الواقع الحي ، تحمل حرارته ونبض روحه وحرقة أوجاعه . وبالنسبة لي ، أعتبر المبدع الذي يتمسك بالروح الواقعية – وأؤكد على الروح – ، ويبتكر الأشكال الخلّاقة للتعبير عنها ، ويصرّ على الحفاظ على صلة الأدب بحاضنته الإجتماعية ، وينتصر للإنسان المحطم والمُذل المُهان في عالمنا العربي ، ويرفض أن يحلّ "الشيء" - مهما كان - محلّ الإنسان ، ولا يغرق في الإنشغال الخانق بفضائح الجسد وحاجاته برغم أهميتها ، ولا ينساق مع توجّهات المعالجات الطائفية والمذهبية ، أعتبره "بطلاً" إبداعياً ) .
    وقد أهدى المؤلّف كتابه هذا إلى (الأم السوريّة) مبرّراً ذلك بالقول :
    (وقد أهديتُ هذا الكتاب إلى أسطورة سوريا: الأم السورية، فقد عشتُ في سوريا الحبيبة خمس سنوات، وشاهدت عن قرب، وبمعايشة يومية حقيقية، وبعلاقات صادقة حميمية دافئة، كيف تتأسس عذابات وطن وأمجاده، في السلم والحرب، على أكتاف امرأة: هي الأم السورية، كما هو الحال في وطني العراق الذي قتله الأمريكان الخنازير في الشارع العام الدولي بلا رحمة، ولا توجد سوى الأم العراقية الثكلى تتحمّل كل ضرائب الخراب الباهظة بصبر وتحمّل أسطوري مُعجز. فإلى هذه الأم العظيمة التي عبّرت هيفاء بيطار عن آلامها وصبرها وجبروتها المُذهل أصدق تعبير، أهديت هذا الكتاب).

    رواية بعيدا عن العنكبوت حارستي حمامه واكره مدينتي

    صدر عن دار آراس في اربيل رواية
    بعيدا عن العنكبوت حارستي حمامه واكره مدينتي
    للكاتبة فليحة حسن

    لتحميل وقراءة الرواية يرجى النقر على صورة الغلاف


    صدور كتاب ( محنة زرادشت وقصائد أخرى) للشاعر برهان شاوي بترجمة جلال زنكَابادي

    (محنة زرادشت وقصائد أخرى)
    للشاعر برهان شاوي ، بترجمة جلال زنكَابادي

    عن الدار العربيّة للعلوم ناشرون ، وبطبعة قشيبة ، صدر مع إطلالة 2013 كتاب (محنة زرادشت وقصائد أخرى / للشاعر والروائي والباحث والمترجم برهان شاوي ) بترجمة الشاعر والباحث جلال زنكَابادي إلى اللغة الكرديّة .
    يقع الكتاب في (152 صفحة / قطع متوسط) ويضم بين دفتيه (57 قصيدة مختارة) من أهم قصائد ديوان برهان شاوي (أعماله الشعريّة الكاملة : مراثي الطوطم ، رماد المجوسي ، أطفال الجن ، ضوء أسود ، تراب الشمس ، رماد القمر، وشموع للسيّدة السومريّة ..) 
    يفتتح المترجم زنكَابادي الكتاب بإهدائه الآتي :
     " هذه الترجمة مهداة إلى الروح الزكيّة لصديقي الشهيد جبّار جباري (1945- 1985) الذي كان متلهفاً أن أكتب باللغة الكرديّة ..وشجّعني كثيراً..."
     ثمّ يواصل ترتيب محتويات الكتاب على الوجه الآتي :
    (صص 5- 11) في (مدخل ضروري) وهو بمثابة تقديم للشاعر شاوي وقصائده المختارة المترجمة ، إستذكر المترجم بإيجاز مكثف مظلوميّة الشريحة الكرديّة الفيليّة على مدى التاريخ ، ثمّ أشار إلى جمهرة من الأعلام العراقيين والكردستانيين البارزين المنحدرين من الأرومة الفيليّة :
    " أقول بالكرديّة وبمنتهى الإقتضاب أن أنحاء وسط العراق وجنوبه ، الواقعة في شرقيّ الفرات والممتدّة إلى شرقي سلسلة زاكَروز(مكان مولد الشمس) حتى شرقي همدان و غرب أصفهان ، كانت منذ غابر الأزمنة موطن أسلاف الكُرد ، ثمّ الكرد ، منذ العهد السومري حتى القرن العشرين ، بل حكموها أيضاً مثل الكاشيين الذين أقاموا دولة كاردونياش ، التي دامت أكثر من خمسمائة سنة ، وكانت عاصمتها بابل ، ولكن إثر ورود الأقوام السّاميّة من الغرب كالأكديين ، ومن ثمّ العرب بعد سقوط الدولة السّاسانيّة (باسم الدين الإسلامي) ؛ تدهور وضع الكُرد ، لاسيَما أسلاف الفيليين ، وبالأخصّ لمّا دشن الحجّاج السّفّاح تعريب أنحاء الكوت وفق مخطّط عنصريّ خبيث. ولقد حدث هذا أيضاً في العصر الحديث ؛ إذ مورس ترحيل وإبادة الكرد وتعريب موطنهم إبتداءً بالمناطق الفيليَة ، ولا مجال هنا لعرض التفاصيل... ومنذ سقوط النظام العفلقي الفاشي الشوفيني في (2003) حتى الآن لم يشهد الفيليّون المظلومون مكسباً يُذكَر ؛ ولعلّ السبب واضح جدّاً ، ألا وهو كون المتنفذين المؤثرين في بغداد وواسط و ديالى و ميسان وغيرها وفي سفارات العراق في الدول الأخرى من شراذم العفالقة وفلولهم ، بل لاعجب في وجود العديد من الساسة الشوفينيين والفاسدين في العراق ممّن يتهدّدون بالويل والثبور جهاراً وبكلّ صفاقة أكراد المناطق المستقطعة من اقليم كُردستان والمدن الأخرى التي يقطنها الكُرد وأكثرهم من الفيليين ، بل يتهدّدون حتى حكومة اقليم كُردستان وشعبها ؛ وتكمن العلّة في فشلهم االذريع سياسيّاً وثقافيّاً واجتماعيّاَ وحسدهم الدفين وحقدهم الأعمى على ماتحقق من مكاسب لأهالي الإقليم ، رغم إنها لمْ تزل دون الطموح ...
     وهنا لابدّ أن أقول أيضاً : - للأسف الشديد أن بعض الساسة الكُرد يمارس التجارة الإعلاميّة والسياسيّة بالقضيّة المقدّسة للفيليين ومآسيهم ؛ وكأن مأربهم مجرّد كسب أصوات الفيليين في المناسبات الإنتخابيّة !   
     على كلّ حال...رغم شتى صنوف الإضطهاد والتعسف والمآسي ، برز الآلاف من الأعلام الأفذاذ الفيليين في شتى المجالات : السياسة ، الأدب ، الفن ، الرياضة ، التدريس الأكاديمي ، الطب ، الهندسة ، التجارة و الوجاهة الإجتماعيّة...ممّن لهم الدور المشهود في خدمة القضيّة الديموقراطيّة والوطنيّة في العراق وخدمة القضيّة العادلة للأمّة الكرديّة المستضعفة ، وفيما يلي أسماء جمهرة من الشعراء ، القاصين ، الروائيين ، المترجمين ، الباحثين ، الصحافيين ، الفنانين ، السياسيين والرياضيين الفيليين ، والدكتور برهان شاوي أحد المبدعين البارزين منهم.."
     ثم يمضي زنكَابادي في ذكر أسماء (95) منهم ، وهنا ننقل أسماء الشعراء فقط :
    داري ساري/ حسين مردان/ د. زاهد محمد زهدي/ محمد البدري/ عبّاس البدري/ عبدالستار نورعلي/ حساني علي الكردي/ جليل حيدر/ فؤاد جواد/ فرج شاوي/ د. خالد يوسف/ د. ماجد الحيدر/ محمد درويش علي/ آزاد اسكندر/ د. برهان شاوي/ د.مؤيّد عبدالستار/ د.نجم ألوني/ ابراهيم احمدعلي / سلام كاظم الواسطي/ و جلال زنكَابادي .
    وبعدها يعلّل المترجم زنكَابادي اهتمامه بترجمة هذه القصائد المختارة إلى اللغة الكرديّة :
    " في رأيي من الضروري جدّاً أن نهتمّ بترجمة أعمال الأدباء الكرد المضطرّين إلى الكتابة باللغات الأخرى ؛ لأيّ سبب كان ، لاسيّما أولئك الذين مضامين أعمالهم كردية أو إنسانيّة ...وبالطبع هناك العشرات من الأدباء والمفكرين المبدعين البارزين من الأرومة الكرديّة في اللغات (العربيّة ، الفارسيّة والتركيّة..) وأحدهم هو برهان شاوي ، ودليلي هو المضمون الكردي في العديد من نتاجاته : رواية (الجحيم المقدّس) والعديد من المقالات والدراسات والقصائد مثل : (محنة زرادشت) ، (قرية كردية) ، ( أطفال الجن) ، (فيض) ، (إبتهال كردي)، (مرثيّة لمقبرة الأطفال) و(مرثيّة الحمّال العجوز رزي) ...
    وهنا حسبي القول أن برهان شاوي في فن الشعر لايقل شأناً (إن لم يزد) إبداعاً بين جميع الشعراء من أترابه العرب العراقيين وغير العراقيين ، ولكن لكونه كرديّ الأصل (مثلي ج . ز) لاتحظى أعماله الأدبيّة بما تستحق من اهتمام لدى النقاد والباحثين ، وتبقى رهن التعتيم... ولذا آمل أن تسدّ هذه القصائد المترجمة ثغرة صغيرة في المكتبة الكرديّة...وقد أعددت (بطاقة التعريف) المكثفة الآتية ؛ لكي يتعرف القاريء الفاضل إلى هذا المبدع الكردي أفضل :..."
      ويمضي المترجم زنكَابادي بتعريف برهان شاوي (تولّد 1955 - في الكوت) الشاعر ، الروائي ، المترجم ، الباحث ، الإعلامي ، المسرحي والسينمائي..على ثلاث صفحات ونصف الصفحة...ويمكن للقرّاء الكرام والقارئات الفاضلات الإطلاع على سيرة المبدع د. برهان شاوي وحراكه الثقافي على صفحات بضعة مواقع نتية والفيسبوك ..ومنها المعلومة المهمة الآتية : أعتقل برهان شاوي في نهاية سنة  1978 وتعرض لتعذيب شديد ، ثمّ استطاع الهرب مشيا على الأقدام الى سورية ومنها الى لبنان ، حيث كتب شهادته عن التعذيب في العراق . وقد قامت المنظمات العراقية المعارضة بترجمة الشهادة الى مختلف اللغات الأوربية ؛ مما أضطرت منظمة العفو الدولية الى دعوته لمقابلة لجنتها الطبية في كوبنهاكن ، بصفته أول ضحية عراقية حيّة تقف أمام منظمة العفو الدولية..
     ثمّ نقرأ على الصفحات (13- 140) القصائد السبع والخمسين المترجمة إلى الكرديّة ، مع تثبيت عناوينها العربيّة في الحواشي ، وهي قصائد متفاوتة الطول : قصيرة ، متوسّطة وطويلة .
      ويلي ترجمة القصائد قويميس (كردي - كردي) بـ (113 مفردة) من اللهجات الخمس الرئيسة ، زائداً مفردات مبتكرة من قبل المترجم نفسه (الذي يكتب بالكرمانجيّة الوسطى) ويتفرّد بين الأدباء الكرد الموتى والأحياء بسعيه المشهود في كتاباته وترجماته الكرديّة إلى تحقيق لغة أدبيّة موحّدة تمتح من اللهجات الكرديّة كافة ، فضلاً عن التقريب بين قواعدها المختلفة حدّ الإمكان ؛ بحيث تعين أبناء وبنات اللهجات الخمس على التواصل المنشود نوعمّا .
     وعلى الصفحات (147- 149) تطالعنا بطاقة تعريف المترجم جلال زنكَابادي ، الذي يمكن الإطلاع على سيرته وحراكه الثقافي على صفحات النت ...وعلى الصفحات (150  153) ورد فهرست الكتاب بما فيه عناوين القصائد المترجمة باللغة الكردية .
    والجدير ذكره أن الأديب العصامي الموسوعي جلال زنكَابادي (تولّد 1951) الذي لم يصدر له إبّان العهد العفقلي أيّ كتاب مستقل ، قد صدر له منذ 2004 لحدّ الآن (20 كتاباً مستقلاً) وكتابان مشتركان ، وبضعة كتب على صفحات المجلات بمثابة (كتاب العدد) وله أكثر من 10 كتب قيد النشر ، وعشرات أخرى تنتظر إعدادها للنشر(تنضيدها وتدقيقها) رغم ظروفه الصحية والعامة اللامؤاتية...

    العلاج بالاعشاب الطبية : د.رغد ضياء عبد الجليل الشيباني

    نشطتِ المراكز البحثية في العراق مؤخراً في أعداد برنامج لمكافحة مرض السرطان في المنطقة والذي أنتشر بشكل كبير وقد نُشرت عدة تقارير وإحصائيات عن وبائية الأورام السرطانية في العراق وفي منطقة الخليج عموما تضمنت أرقاماً مخيفة عن انتشار مرض السرطان أبان الأحداث السياسية التي طرأت على المنطقة في العقدين الماضيين.

    نشطتِ المراكز البحثية في العراق مؤخراً في أعداد برنامج لمكافحة مرض السرطان في المنطقة والذي أنتشر بشكل كبير وقد نُشرت عدة تقارير وإحصائيات عن وبائية الأورام السرطانية في العراق وفي منطقة الخليج عموما تضمنت أرقاماً مخيفة عن انتشار مرض السرطان أبان الأحداث السياسية التي طرأت على المنطقة في العقدين الماضيين.
    مسلطين الضوء فيها على الأضرار الصحية والبيئية. ففي العراق هنالك أكثر من (10888) شخصاً أصيبوا بالسرطان في العام 2000 من النساء والرجال.. وقد أحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى لدى النساء، ثم سرطان ابيضاض الدم. ولدى الرجال أحتل سرطان القصبات الهوائية المرتبة الأولى، تلاه ذلك الذي يصيب المثانة. وقد أكدت بحوث ميدانية منشورة أجرتها الباحثة، لبعض المستشفيات العراقية، ومنها مستشفى الكرامة التعليمي في بغداد، ازدياد نسب الإصابة بالسرطان للسنوات من 2005/2003، وبنسب إحصائية ملحوظة.. فقد وصل عدد المصابين بالسرطان في مستشفى الكرامة التعليمي لوحدها للعام 2003، إلى (99) حالة، وأزدات إلى (191) حالة أخرى في العام 2004، أما في العام 2005، فقد وصل عدد الحالات الجديدة المسجلة إلى (219) حالة. واتجهت أنظار الباحثين العراقيين في السنوات الأخيرة، إلى أهمية استخدام بعض الأعشاب الطبية أو السامة في محاولة لعلاج مرض السرطان كبديل للعلاجات التقليدية، كالعلاج الكيميائي والإشعاعي...الخ، التي تدمر الخلايا الطبيعية، إلى جانب الخلايا السرطانية، فاتحين بذلك عصرا جديدا يبشر بحدوث تغيّر جذري في مسيرة علاج هذا الداء، فالسرطان مدفون في غموض الحياة نفسها، وفي أسرار الخلية البشرية يكمن المفتاح فيها، الذي يعتقد العلماء أنه سيحل لغز السرطان.
    وقد نجح طلبة الدراسات العليا من مختلف الجامعات العراقية في أعداد أكثر من (15) بحثاً متميزاً في هذا المجال والتي ينتظر أن يلتفت إليها أحد المسؤولين في وزارة الصحة، كي تدخل حيز التطبيق في مكافحة السرطان. ومن هذه الدراسات العراقية الحديثة والمتميزة التي اهتمت بهذا الجانب، ونجحت في استخدام المستخلصات النباتية في تثبيط خطوط الخلايا السرطانية، الدراسة التي قام بها (د.شلال العتابي 2001) التي درس فيها التأثير التثبيطي لتراكيز مختلفة من المستخلص الكحولي لنبات سم الفراخ Withania samnifera على خلايا البلازما السرطانية الفأري plasmacytomaفي الزجاج، وأظهرت النتائج تثبيطاً عالياً للمستخلص عند استخدامه بتركيز 125 µg/ml خلال مدة حضن سبعة أيام. ونجحت الباحثة د.رغد ضياء عبد الجليل الشيباني بتحضير العلاج المضاد للسرطان بشكل خام باستخدام الماء والكحول الأثيلي من أوراق نبات لسان الحمل الكبير، وتمت دراسة تأثيراته السمية على نوعين من الخلايا السرطانية النامية في المختبر، وهي سرطان الحنجرة البشري وسرطان الغدة اللبنية الفأري، وأن الجرعات المستخدمة أظهرت تثبيط تام وكلي للخلايا السرطانية النامية. وفي عدة أبحاث منفصلة قامت د. رغد ضياء الِشيباني باستخدام نباتات أخرى كسيقان نبات الراوند وأوراق أزهار نبات القرقوز الصيفي ونبات عروق الصباغين، والتي أثبتت جميعها فعاليتها المضادة لسرطان الحنجرة البشري وسرطان الغدة اللبنية الفأري، وكانت جميع هذه النباتات غير سامة عند أجراء التجارب البايولوجية على الخلايا الطبيعية، كالخلايا اللمفاوية للإنسان، وخلايا نقي العظم في الفئران المختبرية، مؤكدة بذلك أن هذه النباتات المستخدمة كانت أمينة الاستخدام كمضادات جيدة وفعالة للسرطان.
    وأثبت (د.احمد حميد الذبحاوي 2006) الفاعلية السمّية للمستخلصين المائي والكحولي لعشب الشيح ضد سرطان ظهارة الحنجرة البشري وسرطان الظهارة الغدة اللبنية الفأري، معتمداً على الجرعة ومدة العلاج، حيث كانت أفضل النتائج بعد إعطاء الجرعة 0.5 غم/كغم عن طريق الخلب، أو عن طريق الفم. كما إن المستخلصين تسببا في فعالية مضادة للانقسام والتطفير بعد تعريض الخلايا اللمفاوية من دم الإنسان المحيطي المزروعة في المختبر. وتوصلت (د. جيهان القدوري 2004) إلى أن استخدام مستخلصات نوعين من نبات اليقطين وهي Cycurbita maxilla و Cycurbita pepo والجذور الجافة لنبات الزنجبيل (العرق الحار) Zingiber offiecinales وبذور نبات الحرمل Peyanum harmala في تثبيط نمو خط خلايا الحنجرة البشري، وخط خلايا سرطان العضلات البشري human rhabdomyosarcoma وأظهرت المستخلصات جميعها قدرة تثبيطية عالية عند استخدامها بتراكيز تراوحت بين 1 10 mg/ml وخلال مدة حضن 24 ساعة. وتوصلت (كفاح اليعقوبي 2004) إلى فعالية مستخلص بذور نبات الهيل Elettaria cardamomum في تثبيط خطين للخلايا السرطانية عند استخدامه بتراكيز معينة. وأثبت (زيد عبد المنعم 2004) الفاعلية السمّية للمستخلصات الخام لنبات السعد Cyperus rotundus في ثلاث خطوط سرطانية. وعزل (عمر سعيد 2004 ) مركبات terpernoid وpolyphenols من الشاي الأخضر والأسود ، وأثبت فعاليتها في تثبيط ثلاثة خطوط خلوية سرطانية وهي Hep2 وRD وAMN3 ، بينما لم يؤثر على الخط الخلوي الطبيعي MEF لجنين الفأر، وهذا مما يؤكد عدم سميته على الخلايا الطبيعية.مداخلة لا بد منها من "صحتنا"وإذ نشد على أيادي الباحثة د.رغد الشيباني، ونبارك جهد وجهاد العلماء والباحثين العراقيين الأصلاء، فإن من الضرورة بمكان أن يتنبه من يعنيهم أمر إنعاش البحث العلمي، وقبل ذلك الوطن والمواطن وصحته، لاسيما في وزارتي الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي، ومجلس الوزراء، لمثل هذه الكنوز البحثية، ويعملون بجد لاستثمار مخرجاتها والأخذ بيد الباحثين، لاستكمالها وإيصالها إلى غايتها المنشودة..
    وفي هذا الشأن يمكن عمل الكثير والكثير، وهذا غيض من ذلك الفيض:
    تشكيل لجنة على أعلى مستوى لجرد مثل هذه المشاريع البحثية، وتصنيفها على وفق أهميتها للوطن والظرف الراهن. استكمال هذه المشاريع البحثية وتطويرها، من خلال برنامج البعثات البحثية الذي تنفذه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.. أو أي طريقة أخرى تضمن تطويرها واستثمارها.التنسيق مع المؤسسات العلمية والبحثية العالمية، لتنفيذ برنامج تعاون مشترك من شأنه تطوير مثل هذه المشاريع البحثية وتسويقها.وبالتأكيد فإن هنالك المزيد من الأفكار والمقترحات التي نأمل أن نكون قد أثرنا عصفاً فكرياً بشأنها.. والأهم من ذلك أن يقرأ من يعنيهم الأمر ويعيوا ويتخذوا اللازم فعلاً لا قولاً..
    د.رغد ضياء عبد الجليل الشيباني