نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

    ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي10: الهيئة العربية للمسرح تصدر خمسة كتب خاصة بالمسرح التونسي / هايل المذابي


     
    ضمن أنشطة الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي تعرض الهيئة العربية للمسرح، خمسة كتب هي الإصدارات الخاصة بالمسرح التونسي في أروقة المهرجان من 10 إلى 16 يناير / جانفي/ كانون ثاني 2018.
    يأتي هذا بمناسبة انعقاد الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي، وقد رشحت وزارة الشؤون الثقافية. هذه الإصدارات لنشرها وهي كالتالي:
    1- الإخراج المسرحي في تونس (حدود الائتلاف - حدود الاختلاف) حمادي الوهايبي
    2- المسرح التونسي (مسارات حداثة) د. عبدالحليم المسعودي
    3- مسرح العبث في تونس من خلال تجربة الاقتباس: "انتبه أشغال" و "الموعد" لغازي الزغباني نموذجا - يسرى بن علي
    4- خطاب الشخصية الهامشية في نصوص المسرح الجديد بتونس - نسرين الدقداقي
    5- الإرتجال في المسرح التونسي (مفاهيم و ممارسات) - رياض الحمدي

    موبايل بيكاسو” (أشكال مسرحية)/ تأليف: د.شاكر عبد العظيم جعفر


    أشكال النص :

    شكل أول: تايتل

    صورة للطيف الشمسي تظهر على شاشة سينمائية من جهاز الحاسوب، ألوان تتراقص بخلفية موسيقية جميلة وباهرة، لا شيء سوى ألوان الطيف الشمسي .

    تستمر اللوحة هذه لفترة من الزمن حتى يظهر اسم المؤلف

    أسمــاء الممثلين

    اسم المصـــمم

    مونتـــــــــــــــاج

    اسم المخــــــرج

    المنتـج / إن وجد

    ينتهي الشكل الأول

    شكل ثــاني / رقص مسرحي

    يخرج ممثل كان مختفيا خلف تمثل يساوي ضعف حجم الممثل / وهو يرقص على طبول، رقص جسدي متناسق وبارع جدا، يستمر لدقائق عديدة، وبشكل مفاجئ تتوقف الطبول، لينطلق هاربا بين الأشجار والأعشاب. وبعودة الطبول وتسارعها مع أصوات همهمات مخيفة، يعود مختفيا خلف التمثال.

    تنطفئ الشاشة وينتهي الشكل الثاني.



    شكل ثـالث /بانتومايم

    نفس الممثل متكورا على نفسه، وقد اختفى التمثال دون أن يدري، يرفع رأسه ويندهش لهول المفاجأة، يبحث عن التمثال، لا يجده، يحفر في الأرض بأظافره، بمعاول، بآلات متعددة، لا جدوى، يرتقي سلالم إلى الأعلى، يتعبه ارتقاءها اللا ينتهي، يقفز من فوقها، يحلق في الفضاء، يسقط إلى الأرض، موسيقى أصوات سيارات ضخمة وجرافات، ترافق أداءه، يتدحرج على الأرض كثيرا، يقف على قدميه، تختفي أصوات الجرافات والشاحنات، تدخل الفضاء أصوات كلاب كثيرة لا تحصى بنباح متواصل، الممثل يهرب، يركض في كل الاتجاهات، يرتقي الجدران، السلالم الأشجار، يسقط أرضا يتكور على نفسه محاولا الاختباء في ذاته. ينقطع الصوت بشكل مفاجئ، تتوثق حركة الممثل، يصحو شيئا فشيئا، ينهض ببطيء، ما الذي جرى ؟؟ أكان يحلم ؟؟

    فترة صمت بلا موسيقى

    إطفاء / شاشة سوداء

    ينتهي الشكل الثالث

    شكل رابـع : خيال الظل

    الممثل يقف وسط المسرح، خلفه إضاءة شديدة باتجاه المشاهدين، يتحول إلى ظل، تنزل ستارة بيضاء من الأعلى لتغطي واجهة المسرح بكامله ويتحول المشهد إلى / خيال ظل / ينظر إلى أحد الاتجاهات التي منها تظهر فتاة بهدوء وهي تتجه نحوه، يقف بذهول، تصل إليه تقابله تماما يتقابلان، تمد يدها إليه، يرفع يديه خائفا، مترددا، ليمسك بها، مطر يتساقط، برق، رعود، شجرة في أحد جوانب المسرح، يخلع سترته، يضعها على رأس الفتاة ليحميها من المطر، يتجهان نحو الشجرة ليقفا ، للتخلص من المطر. يدخل من الجهة المقابلة شاب آخر يحمل شمسية وبيده عصا يتبختر بها  وهو يدخن بغليونه ومن فمه يتصاعد الدخان. يتوقف المطر، البرجوازي يرمي بالمضلة بعيدا، يخرج كرسيا صغيرا محمولا، يجلس عليه، لحظات ثم يتركه مغادرا، يأتي إليه الشاب والشابة، خارجان من تحت الشجرة، ينظران إليه يدوران حوله، يرفس الممثل الكرسي، ويجلسان على الأرض قريبين من بعضهما .

    إظلام .

    نهاية الشكل الرابع

    شكل خامس / حوار مسرحي تقليدي

    الممثل والممثلة  يجلسان كل على كرسي وقد أدار كل منها ظهره للآخر.

    الممثل : أي سؤال  يجب أن اسأل ؟

    الممثلة : البحور تغرق بالأنين

    الممثل : علي أن اقطف زهرة الجواب، الجواب الذي يحمل مرارة الوجود .. إلى أين نحن ..؟؟

    الممثلة : ما السؤال ؟ هو رفع النقاب عن الظلام أم الظلمة ؟

    الممثل : اكول ؟؟ اليوم شنو الغدة ؟ احس جوعان .

    الممثلة : حوار جريء في قلب الحقيقة

    الممثل : لماذا نحن هنا ؟؟ في هذا المكان ؟ لماذا نحن في هذا الزمان ؟

    الممثلة : الاكل جاهز .تحب شطة مع الاكل ؟ لو تحب كجب؟ همبركرحار؟ احجي .. احجي .. الاكل يبرد .

    الممثل : كل الاحتمالات خواء . لا نهاية لا بداية . نحن في الوسط ، وسط احلام كاذبة . حتام ؟؟ حتام ؟حتاااااام ؟؟

    الممثلة : حتى …………………..

    الممثل : اشعر اني اريد ان اغني .

    الممثلة : اختر عناوينك قبل المشكلة ، اختر عناوينك قبل ال ال ال ال

    الممثل : (يغني بصوت متقع ) نسيت النوم واحلامه … نسيت لياليه وايامه .. بعيد عنك ..حياتي عذاب .

    الممثلة : سأجهز الطعام، سأضع الرز في الماء، واطبخ الحديد والسلاسل في قدر كبير واقلي القيود بنار السنابل ولن اعود، لن اعود

    الممثل : (يستمر بالغناء )

    يسحب كل منهم كرسيه والممثل يردد اغنيته، والممثلة تردد كلماتها .

    إظلام

    نهاية الشكل الخامس

    شكل ليس اخير : مونودراما

     ممثل : الممثل امامه تمثال برأس ضخم للرسام (بيكاسو ) تخرج منه يد اصابعها قرب احدى اذني الرأس، الممثل يروح ويجئ وهو يفكر ماذا يفعل، ملابس الممثل تلطخت بمواد التي صنع منها التمثال، رأس الممثل اشعث وطويل نوعا ما.

    الممثل: بيكاسو، بيكاسو، لماذا تضع يدك بالقرب من اذنيك؟؟ هل تريد ان تصمها كي لا تسمع ما يجري . هل تحكها ؟؟ لماذا لم تضعها عند شفتيك، او لتغطي عينيك. اك تحيرني (يقف قبالة الرأس الذي لا نشاهد وجهه، نحن نشاهده من الخلف فقط) شئ واحد وينتهي كل شيء، ماذا اضع في يدك القريبة من الاذن، ماذا اضع؟؟ دمية ؟؟؟؟ لالالالا، انها تذكرني ينفسي

    أأضع سوطا ؟؟ لالالا انه يذكري بآلام كثيرة. اه وجدتها .. سأضع كتابا ، اها كتابا ، فبيكاسو يقرأ كثيرا …

    (يسرع للمباشرة بالعمل ، يضع ماءا فوق مادة ما ، ويباشر بنحت كتاب ، يستمر وقتا معينا ، ولكنه فجأة يتوقف ، يترك كل شيء ، ويتهض باتجاه التمثال )

    الممثل : ( مع نفسه ) ما فائدة ان تقرأ .. ماهو فعل القراءة . ؟؟ هل انت كتابا لاقول ان بيكاسو يقرأ . (يضحك كثيرا ) يقرأ ؟؟؟ (يضحك بقوة ) ماذا يقرأ ، يقرأ الكف ؟؟ (يضحك اكثر ) يقرأ الفنجان ؟؟؟ (يضحك ) لالالالا ، هذا غير مناسب .

    الممثل (متشنجا ) اذن ماذا يفعل؟؟؟ ماذا ؟؟ ..

    (فترة صمت)

    الممثل : اي بيكاسو ..سأحطم رأسك ان لم اجد ما تصنع بيدك هذه .سأحطمك، سأحطمك. لا بد ان اجد شيئا(يستدرك ) ولكن ربما رفع يده هذه ليغني مقاما عراقيا؟ او موال من احد الاغاني العربية، او موال اسباني؟(ينتبه ) موال اسباني؟؟؟ (يضحك كثيرا ) يا غبي لا يوجد مًوَالات اسبانية، المواويل فقط عندنا نحن. نحن. اذن ما العمل .. حسنا . حسنا حسنا. سأتخلى عنك ايها التمثال الذي لا يريد حلا.

    (الممثل يذهب نحو حقيبة ادواته ويخرج منها معولا كبيرا، ويتقدم ببطء نحو رأس بيكاسو، ليحطمه، يتقدم ببطئ شديد، ترافقه ضربات ايقاع بطيئة وفيها شيء من الترقب، يمضي زمن لابأس به من الدقائق وهو يمثل الفعل ويتفصد ادأءه بمبالغة كبيرة، يرفع الممثل المعول ببطيء شديد، كأنه لا يريد ان يهشم رأس بيكاسو، يرفع يده عاليا وفي لحظة محاولته انزال يده على رأس بيكاسو، يرن موبايل الممثل، يتوقف كل شيء عدا صوت الموبايل، الممثل رافعا يده بالمعول. لحظات تمر يرمي المعول بعيدا يخرج الموبايل من جيبه صارخا فرحا.

    الممثل : (يتراقص مع الموبايل ) شكرا لك، شكرا لك، شكرا لك، لقد فككت العقدة للسيد بيكاسو، شكرا شكرا .

    (الموبايل يستمر بالرنين بنغمة شرقية ، الممثل يضع الموبايل في يد التمثل بيكاسو ، ويبتعد قليلا عنه وهو يتأمله )

    الممثل : ( بعد لحظات من التأمل ) ها قد اكتمل كل شيء ، كنت بحاجة الى موبايل يا سيد بيكاسو .

    (رنين الموبايل مستمر ، الممثل يرقص على النغمة )

    اظلام بطئ جدا

    وتنتهي اشكال النص

     د. شاكر عبد العظيم (2015-02-24)

    مسرحية "منظر طبيعي" بفصل واحد تأليف :هارولد بنتر - ترجمة: علي كامل

    الشخصيات:   ـ بـيث: (الزوجة) امرأة في أواخر الأربعينات من عمرها.   ـ داف: (الزوج) رجل في أواخر الخمسينات من عمره.   المكان:    مطبخ في منزل ريفي. طاولة طعام طويلة. بـيث تجلس على كرسي ذو ذراعين في الزاوية اليسرى من الطاولة. داف يجلس على كرسي عادي في الزاوية اليمنى من تلك الطاولة.  الخلفية تتكون من مغسلة وموقد..الخ. ونافذة معتمة.   الوقت:    مساء.   ملاحظة:   داف يتحدث مع بـيث بشكل عادي لكن لا يبدو عليه أنه يسمع صوتها. بـيث لاتنظر نحو داف مطلقاً، ولايبدو عليها أنها تسمع صوته. الشخصيتان تجلسان باسترخاء دون أي إحساس بالقساوة أو الصرامة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   بـيث: آه كم أحب الوقوف قرب البحر.   (وقفة)   كثيراً ما كنت أذهب إلى البحر، لأن ثمة شيء ما    كان يشدني إليه.    نعم، لقد ذهبت إلى هناك مرات ومرات ومرات.   (وقفة)    سأقف عند الشاطىء، فالهواء منعش هناك، دافىء    وسط تلال الرمل تلك، عذب، عذب جداً هواء    الشاطىء. آه كم أحببته.   (وقفة)   كان ثمة جمع كبير من الناس...   (وقفة)   وهم يندفعون يندفعون صوب البحر. جمع من    الرجال وهم يتجهون نحو شاطىء البحر.   (وقفة)   حين نهضت لأتمشى عند الشاطىء كان ينام هو    وسط الرمل.   وحالما استدرت أدار جسده وتطلع نحوي.. آه، كم    كان جميلاً ولذيذاً وهو يغفو. جفونه. سُرّته...   (وقفة)   هل تحبّ الأطفال؟.. قلتُ. هل تحب أن أنجب لك    طفلاً؟ هه؟    (وقفة)   استدارت امرأتان وتطلعتا نحوي.   (وقفة)   طفلنا؟ قلت، هل تحب أن...؟   (وقفة)   استدارت المرأتان ثانية وظلتا تتطلعان نحوي.    كلا، كلا. أنا التي استدرت.    لقد كانتا واقفتان وأنا أمشي.    (وقفة)   لماذا تنظران إليّ؟   (وقفة )   لا، لا، لم أقل ذلك، كنت فقط أنظر نحوهن.    (وقفة)    أنا جميلة.   (وقفة)   عدتُ ثانية باتجاه تل الرمل وكان هو مستديراً نحو    الجهة الأخرى.   أصابع قدميه كانت مدفونة في الرمل ورأسه كان    بين ذراعيه.   داف: هرب الكلب، ولم أخبرك بذلك.   (وقفة)   احتميت أمس تحت شجرة لعشرين دقيقة بسبب    المطر.. مع جمع من الشبان.. وكنت أريد أن أخبرك    بذلك.    (وقفة)    لم أكن أعرفهم من قبل.   (وقفة)   وبعد أن خفتّ زخات المطر اتجهتُ نحو البحيرة.    فجأة، شعرت بقطرتين كبيرتين تسقطان على طرف    أنفي.    من حسن الحظ أنني كنت على بعد ياردات من    السقيفة. هناك جلست.. وكنت أريد أن أخبرك بذلك.   (وقفة)   هل تتذكرين كيف كان الطقس أمس؟ مارأيك بهطول    المطر؟   بـيث: لقد أحسّ بظلي. رفع عينيه إلى الأعلى وتطلعّ إليّ وأنا واقفة فوقه.   داف: كان عليّ أن أجلب قليلاً من الخبز لإطعام الطيور.   بـيث: الرمال فوق ذراعيه.   داف: لقد صاروا يتقافزون حين رأوني وأثاروا ضجة...   بـيث: استلقيتُ قربه دون أن ألمسه.   داف: لم يكن أحد في السقيفة. كان هناك رجل وامرأة    يجلسان تحت الأشجار في الجانب الآخر من    البحيرة.    بقيت جالساً في مكاني لأنني لم أكن أحب أن تبتل    ثيابي.      (وقفة)   آه، نسيتُ أن أخبرك أن الكلب كان معي.   (وقفة)   بـيث: هل كانتا تعرفاني؟    أنا لا أتذكر وجهيهما ولم أرهما من قبل. إنني لا    أعرفهما.   لماذا إذاً كانتا تنظران إليّ؟    لم يكن ثمة شيء يثير الدهشة أو الاستغراب فيّ. لم    يكن هناك شيء غريب في هيئتي. كنتُ.. كنتُ مثل    الأخريات.   داف: لم يمانع الكلب بالطبع من أن أطعم الطيور. على أية    حال، ما أن دخلنا الـسقيفة حتى غفا. لكنه حتى لو    كان مستيقظاً لـ...    (وقفة)   بـيث: حين أخرج من عربة أو باب أو أهبط درجات سّلم    كان الجميع يمسك ذراعي برفق وخفة.. الجميع دون    استثناء.    حين كانوا يتحسسون عنقي من الخلف أو يلامسون    يدي كانوا يفعلون ذلك بنعومة ورّقة. جميعهم دون    استثناء... باستثناء...   داف: أتذكرين كيف كان المكان مليء بالبراز على طول    الممرات وقرب البحيرة. براز كلاب وذروق بّط    وو... لقد كانت هناك كل أنواع البراز.. وعلى طول    الممرات.    لم يستطع ماء المطر إزالة آثاره أو رائحته، بل    العكس، فقد جعل صورته مضّلِلة أكثر.    (وقفة)   لم أستطع إطعام البط فقد كانوا بعيدين يحّطون هناك    فوق جزيرتهم وسط البحيرة. لم استطع سوى إطعام    العصافير.    بـيث: بإمكاني الوقوف هناك الآن. بوسعي أن أكون مثلما    كنت من قبل. أرتدي ثيابي بشكل مغاير، فأنا لازلت    جميلة.   (صمت)   داف: ينبغي عليكِ أن تأتي معي ذات يوم لنذهب إلى تلك    البحيرة.. ومعك بعض الخبز. لا شيء يمكنه أن    يمنعك من ذلك. نعم.   (وقفة)   بـيث: حينما ذهبت لأسقي الزهور نهض وصار يتطلع إليّ   يرقبني كيف أرتبّ تلك الزهور. إنها قوة جاذبيتكِ،    قال.   كنتُ كئيبة جداً وأنا أتأمل تلك الزهور.   سأذهب لأسقيها وأرتبهّا، قلتْ.   ظلّ يتابعني وينظر نحوي وهو يقف على مسافة    مني.    وحين انتهيت من ذلك، بقيتُ واقفة.    أحسسته يمشي نحوي.    لم يلمسني.    كنت فقط أصغي إلى خطواته وأتطلع نحو الزهور    البيضاء والحمراء في المزهرية.   (وقفة)   بعدها لمسني.   (وقفة)   لامس عنقي من الخلف برفق.    تسللتْ أصابعه برّقة بين شعري ولامست عنقي   بخفة.   داف: حين توّقف المطر التفتُّ حولي فإذا بالرجل والمرأة    قد غادرا المكان ولم يبق في المتنزه أحد سواي.   بـيث: كنت أرتدي ثوبي الأبيض. رداء الشاطىء فقط، ولم    أكن أرتدي شيء تحته.   (وقفة)   لم يكن أحد على الشاطىء سوى رجل واحد كان    يجلس بعيداً، بعيداً جداً، عند حاجز الأمواج. ورغم    أنه الوحيد على الشاطىء، إلا أنه كان يبدو صغيراً    جداً تحت الشمس، ولم أكن بمقدوري رؤيته إلا حين    أقف، أو أتسلق تل الرمل.    وحينما استلقيت، لم أعد أراه، ولم يستطع هو أن    يراني أيضاً.    (وقفة)   ربما كنتُ مخطئة. لاأعرف. ربما كان الشاطىء    خالياً.    أو ربما لم يكن هناك أحد على الأطلاق.   (وقفة)   لم يستطع أن يراني على أية حال، ولم ينهض مطلقاً    من مكانه.   (وقفة)   إنكَ تغفو بشكل لذيذ، قلتُ له.    لم أكن حمقاء في تلك اللحظة، فقد استلقيت بهدوء    إلى جانبه.   (صمت)   داف: على أية حال...   بـيث: كان جلدي...   داف: إنني أنام نوماً عميقاً هذه الأيام.   بـيث: ... يوخزني.   داف: طوال الليل، هكذا وفي كل ليلة.   بـيث: كنتُ هناك عند البحر.   داف: يمكنكِ أن تشغلي نفسك بصيد الأسماك مثلاً، أو أن   تحصلي على المزيد من المعلومات عن عالم    الأسماك.   بـيث: كنت أتألم لوحدي عند الشاطىء.    داف: الأسماك مخلوقات خجولة خائفة وحذرة جداً، لذا   ينبغي عليك التودّد إليها وعدم إثارتها أو ارباكها.   بـيث: كنت أخمّن أن ثمة فندقاً قريباً يمكننا أن نتناول فيه    بعض الشاي.   (صمت)   داف: على أي حال... كنت محظوظاً حين غادرت المكان،   فقد كانت بعض الحانات لاتزال مفتوحة.   (وقفة)   لذا فكرت أن اذهب إلى إحداها لأتناول قدحاً من    البيرة، وقد كنت أريد أن أخبرك بذلك.    هناك قابلتُ شخصاً مجنوناً. قبلها كنت أتحدث مع    صاحب الحانة، فهو يعرفني. وبعدها دخل ذلك    المجنون. نعم. ثم طلب قدحاً من البيرة. وبعدها    بقليل بدأ يحرك شفتيه ولسانه ويتلفت يمنة ويسرة    وهو يتذمر من البيرة. أما أنا فلم أستطع تحمّل    الموقف. نعم.   بـيث: بعدها فكرّت.. ربما سيكون بار الفندق مفتوحاً.. عند    ذاك سنجلس هناك وسيجلب لي شراباً.   ماذا سأطلب؟   ولكن، ماذا هو سيطلب؟    ماذا يحب هو؟   ينبغي أن أسمعه يقول ذلك.    أن أسمع صوته.   سيسألني حتماً أولاً، ماذا أحب أن أشرب.    وبعدها سيطلب شراباً لنا نحن الإثنين.    لكن ينبغي أن أسمعه يقول ذلك.   داف: "هذه بيرة أم بَول؟ إنها لاتطاق"، قال الرجل..    بالعكس قلتْ. إنها لذيذة وجيدة، نعم، هكذا قلت.    "قلت لك أنها بَول.. بَول"، قال.    لكنها أفضل بيرة في المنطقة، قلتْ.    "كلا، كلا. قالْ، إنها بَول".    رفع صاحب الحانة قدحاً كبيراً وملأه بالبيرة ثم    ارتشف جرعة كبيرة منه. "لذيذة" قال.   "لابد إذاً أن أحداً ما ارتكب حماقة هنا. نعم، لابد أن    أحداً ما تبوّل في هذا القدح بدلاً من أن يذهب إلى    المرحاض". قال المجنون.    (وقفة)   قذف صاحب الحانة نصف كراون(**) على    الطاولة وطلب منه أن يأخذه.    "آه، لكن سعر القدح بشلنين وليس لديّ فكة لأعيد لك    الباقي"، قال المجنون...    ثم أضاف بعدها بقليل:    "حسناً، حسناً، سآخذه، لكنني سأبقى مديناً لك بثلاث    بنسات في هذه الحال".    "أعطها لأبنك هدية مني". أجاب صاحب الحانة.    "ليس لدي إبن"، أجابه الرجل.. "ليس لديّ أطفال    على الأطلاق".    "أنا واثق من ذلك، بل أراهن أنك لست متزوجاً    حتى". قال صاحب الحانة.    "نعم، لست متزوجاً وليست هناك امرأة تقبل أن    تتزوجني".    (وقفة)   بعدها سألنا ذلك المجنون إن كانت لدينا رغبة أن    نشرب معه قدحاً من البيرة.    صاحب الحانة قال أنه سيشرب قدحاً. أما أنا فلم أجبه    في البدء، لكنه اقترب مني وقال: "اشرب قدحاً    معي.. اشرب معي قدحاً".    (وقفة)   أخرج عشرة شلنات ووضعها على الطاولة وقال أنه    يريد قدحاً من البيرة هو أيضاً.   (صمت)   بـيـث: نهضتُ وسرتُ باتجاه الشاطىء ثم دخلت الماء.    لم أسبح لأنني لاأجيد العوم.    لقد تركت الموج يندفع نحوي فغفوت فوق الماء.    كانت الأمواج خفيفة جداً وناعمة وهي تلامس عنقي   من الخلف.    (صمت)   داف: يوماً ما حين يكون الطقس جيداً بوسعكِ الخروج إلى    الحديقة لتجلسي هناك. الهواء نقي في الحديقة. إنني    أذهب إلى هناك دائماً. الكلب يحّب ذلك.   (وقفة)   لقد زرعتُ بعض الزهور. سيسّركِ جداً رؤيتها.   بإمكانك أن تقطفي بعضاً منها وجلبها إلى هنا إن    أحببت. لن يراك أحد فلا يوجد أحد هناك على    الإطلاق.   (وقفة)   نحن محظوظان جداً ياعزيزتي لأننا نعيش هنا    بسلام واطمئنان في منزل السيد سايكس دون أن    يزعجنا أحد.    فكرّت مرة بدعوة شخص أو شخصين ممن أعرفهم    من أهالي القرية إلى هنا على قليل من الشراب    لكنني غيرّت رأيي في اللحظة الأخيرة لأنني    أحسست أن ذلك ليس ضرورياً.   (وقفة)   أتعرفين ماذا سترين إذا خرجتِ إلى الحديقة؟    سترين حشود من الفراشات. نعم.   بيـث: تعريّت تماماً ثم ارتديت رداء الشاطىء.   لم يكن أحد على الشاطىء سوى رجل عجوز كان    يجلس بعيد جداً عند حاجز الموج.    استلقيتُ إلى جانبه وهمستْ.    هل تريد طفلاً؟ طفل؟ طفلنا؟ سيكون جميلاً.   (وقفة)   داف: أتتذكرين المطر؟ ماذا كان رأيك بزخات المطر    تلك؟   (وقفة)     الشابان الذين قابلتهم تحت الشجرة أثناء الزخة    الأولى كانا يمرحان ويضحكان بالطبع. حاولت أن    أصغي لهما لأعرف ماالذي يضحكهما، لكنني لم    استطع معرفة ذلك لأنهما كانا يتهامسان.    حاولت الإصغاء ثانية لأعرف النكتة.. لكن...   (وقفة)   على كل حال، لم أستطع أن أعرف في الآخِر.   (وقفة)   حينها تذكرتكِ.. نعم، تذكرتكِ حين كنتِ شابة. لقد    كنتِ لاتحبين الضحك كثيراً. نعم. كنتِ... كئيبة.    (صمت)   بيـث: أخيراً عرفت لماذا اختار لي مكاناً نائياً ومقفراً كهذا.    نعم، لقد اختاره لي خصيصاً كي أرسم بهدوء وأمان.    أخرجت قلم الرصاص من كراسة الرسم، إلا أنه لم    يكن ثمة شيئاً لأرسمه. لاشيء سوى الشاطىء    والبحر.   (وقفة)    أحببت أن أرسمه. لكنه لم يُرد ذلك. كان يضحك    يضحك...   (وقفة)   فضحكت أنا معه أيضاً.   (وقفة)   كنت أرقبه وهو يضحك. بعدها ابتسمتُ واستدرتْ.    كان يوّد ملامسة ظهري.. أن يدير جسدي نحوه.    لقد أحببت أن أضحك معه قليلاً فضحكت.   (وقفة)   كان يضحك ويضحك ويضحك. نعم. لهذا السبب لم    استطع رسمه.   (صمت)   داف: كنتِ في شبابك رّبة بيت من الطراز الأول.    نعم، أليس كذلك؟    وكنتُ فخوراً بك حقاً. نعم. لم تتذمري أو تعترضي    يوماًعلى شيء قط، ولم تتشاجري أو تغضبي   مطلقاً. كنتِ تنجزين عملك على أفضل وجه،   وكان السيد سايكس يثق بك ويعوّل عليك.    نعم، لم يكن قلقاً بشأن المنزل لأنه كان واثقاً   من عنايتك به وإبقاءه بوضع جيد دائماً.    (وقفة)   هل تذكرين حين طلب مني مرة أن أذهب معه في    تلك الرحلة؟ تلك الرحلة الطويلة إلى الشمال؟    آه. وهل تتذكري حينما عدنا كيف عبرّ لك عن   امتنانه لقاء عنايتك الشديدة بالمنزل.   نعم، فقد كان كل شيء يسير بدقة مثل عقارب   الساعة.   (وقفة)   كنتِ مشتاقة لي أعرف ذلك. أتذكرّ أنني حين دخلتُ    يومها هذه الغرفة وقفتِ جامدة دون حراك. نعم.    كان عليً أن أقطع كل الطريق الطويل المؤدي إلى    الطابق العلوي لأصل إليك. نعم.   (وقفة)   وحين وصلتْ، لمستك برفق.    (وقفة)   كنت أود أن أخبرك بشيء حينها، أليس كذلك؟ لكنني    انتظرتْ، انتظرتْ.. وبعدها.. بعدها لم أفعل ذلك.    لكنني قرّرت أخيراً أن أخبرك. نعم قرّرت وفعلت    ذلك في صباح اليوم التالي. أليس كذلك؟    (وقفة)   قلت لكِ يومها... أنني خذلتك... نعم، قلت لك ذلك.    وقلت لك أيضاً أنني خنتك ولم أكن مخلصاً لك.   نعم، قلت لك ذلك.   (وقفة )   لم تبكِ حينها. نعم.    خرجنا بعدها نتمشى لبعض الوقت حتى وصلنا    البحيرة وكان الكلب معنا.    جلسنا قليلاً تحت الشجرة. لم أستطع حينها أن أفهم    لماذا جلبت معك سلة المشتريات.   سألتك، ماذا في داخلها؟ لكنك لم تجيبي.    في الآخِر ظهر أن في داخلها خبزاً. نعم، وصرتِ    تطعمين البط.    ومن بعد جلسنا تحت الشجرة نتطلع معاً نحو    البحيرة.   (وقفة)   وحين عدنا ودخلنا هذه الغرفة وضعتِ كفيك فوق    وجهي وقبلتِني.   بـيث: لم أكن أريد حقاً أن أشرب.   (وقفة)   رسمت وجهاً فوق الرمل وبعده جسداً. وكان جسد    امرأة.    ثم رسمت بعد ذلك جسد رجل قريب من جسد    تلك المرأة من دون أن يتلامسا.    لم يكونا شبيهان بالبشر.. كانا لايشبهان أي شيء.    فجأة، تطاير الرمل فامتزجت خطوط الجسدين    وغامت التخوم بينهما، فزحفتُ نحوه ووضعت    رأسي فوق ذراعه، ثم دفنت وجهي في وجهه    وأغمضت عينيّ وأطفأتُ الضوء.    ( صمت)   داف: لقد أحّبنا السيد سايكس وأعجب بنا فوراً بعد مقابلته    الأولى لنا، ها؟   (وقفة)   قال: أحسّ أنكما ستشكلان فريق عمل رائع في هذا    المنزل. هه، هل تتذكرين ذلك؟ وهذا ما برهّنا عليه    حقاً. فقد كنت أجيد السياقة بشكل رائع. ليس هذا    حسب، بل كنت ألمّع له حذائه أيضاً.. هاهاهاها.    كان بوسعي القيام بأي شيء، أي شيء. أي عمل    كان من أجل العيش. نعم.   أما هو فلم يكن ينقصه شيء، لاشيء على الأطلاق.    أتذكرين كيف كان وحيداً وكئيباً؟ أتعرفين أنه كان    لوطياً؟   (وقفة)   لم أشعر بأية شفقة نحوه مطلقاً لأنه كان وحيداً. كلا.   (وقفة)    أما الفستان الأزرق الذي انتقاه لكِ حينها لترتدينه في   المنزل فقد كان ذلك لطفاً منه حقاً، على الرغم من    إنه فعل ذلك من أجل مصلحته الشخصية بالطبع.   نعم، كي تعتني ببيته وضيوفه. أليس كذلك؟   بـيث: حرك جسده وسط الرمل واقترب مني ووضع    ذراعه حول خاصرتي.   (صمت)   داف: هل تحبين أن أتحدث معك؟   (وقفة )   هل تريدين أن أبوح لك بكل تلك الأشياء التي فعلتها؟   (وقفة)   والأشياء التي كنت أفكر بها؟   (وقفة)   أظن أنك تحبين ذلك، هه؟   بـيث: ثم عانقني.   (صمت)   داف: كان من مصلحته الشخصية طبعاً أن يراك وأنت    ترتدين فستاناً جذاباً في منزله لكي تتركي انطباعاً   جيداً لدى ضيوفه.   بـيث: ركبتُ الباص ونزلت عند تقاطع الطرق.. ثم دخلت    الزقاق القريب من الكنيسة. كان كل شيء هادئاً جداً    إلا من زقزقات الطيور. لم يكن هناك سوى رجل    عجوز كان منحنياً يعبث بمرمى ملعب الكريكيت.    حينها وقفت تحت شجرة لأتفادى حرارة الشمس.   (وقفة)   فجأة سمعت صوت سيارة. توقفت السيارة ما أن    رآني، فتسمّرتُ في مكاني. تحركتْ السيارة ثانية    واتجهتْ نحوي ببطء، فتقدمتُ نحوها وسط الغبار.    لم استطع رؤيته بسبب انعكاسات ضوء الشمس. أما    هو فقد كان يتطلع نحوي.    حين اقتربت من باب السيارة كانت الباب مغلقة.    تطلعتُ إليه عبر الزجاج فانحنى وفتح لي الباب،    فدخلت وجلست إلى جنبه.    ابتسم لي ورجع بنا فجأة إلى الخلف بحركة واحدة    سريعة جداً اجتزنا خلالها الزقاق وتقاطع الطرق ثم    اتجهنا صوب البحر.   (وقفة)   داف: كنا موضع حسد الكثير من الناس لأننا نعيش    لوحدنا في هذا المنزل الكبير. إنه كبير جداً    لشخصين حقاً.    بـيث: قال أنه يعرف ساحلاً مهجوراً ونائياً جداً لايعرف به    أحد في هذا العالم، وهو المكان الذي سنذهب إليه.    داف: كنتُ لطيفاً وحنوناً جداً معك ذلك اليوم. كنت أعرف    أنك شعرت بإهانة حينها. لذا كنتُ حنوناً وعطوفاً    معك.    أتذكر أنني مسكتك من ذراعك ونحن عائدين من    البحيرة. أما أنت فقد فوضعتِ كفيكِ على وجهي    وقبلتِني.   بـيث: الطعام الذي جلبته معي في حقيبتي طهوته بنفسي..    حتى الخبز أعددته بنفسي.   (وقفة)   كانت نوافذ السيارة مفتوحة غير إننا تركنا غطاءها مغلقاً.   داف: أقام السيد سايكس مأدبة عشاء صغيرة تلك الجمعة    وقد أثنى عليك كثيراً لقاء طهوك اللذيذ وخدماتك.    (وقفة)   امرأتان، امرأتان فقط هما كل الحضور، ولم أراهما    بعد ذلك مطلقاً. ربما كانتا أمه وشقيقته.    (وقفة)   لقد طلبوا قهوة في ساعة متأخرة من الليل. كنت    أشعر بالنعاس. فكرّتُ حينها أن أنزل إلى المطبخ    لمساعدتك إلا أنني كنت متعباً جداً.   (وقفة)   إلا أنني استيقظت حالما دخلتِ الفراش. كنتِ متعبة،    متعبة جداً فغفوتِ فوراً حالما استلقيتِ على السرير    ووضعت رأسك على الوسادة.   بـيث: ما قاله كان صحيحاً، فقد كان الشاطىء مقفراً وخالياً    من البشر.   (صمت)   داف: في اليوم التالي القيتُ نظرة على الطابق العلوي    للمنزل وكنت أريد أن أخبرك بذلك. كان الغبار    مزعجاً تماماً فقمنا أنا وأنت بمسح الغبار معاً.   (وقفة)   كان بوسعنا الصعود إلى غرفة الاستقبال وفتح    النوافذ. وكان باستطاعتي جلي الآنية القديمة    لنحتسي كأساً هناك أنا وأنت في إحدى الليالي    الرائقة.    (وقفة)   أحسست أن هناك عُثاً في المنزل وحين رفعت    البساط عن الأرض تطاير العث في أرجاء المكان.   (وقفة)   بـيث: حين أكبر لن أكون بالطبع كما أنا الآن.    تنانيري.. سيقاني الطويلة..   سأشيخ يوماً ما حتماً ولن أبدو كما أنا الآن.   داف: استطيع الآن في الأقل الذهاب إلى البار بسلام، أو    أخرج إلى البحيرة باطمئنان دون أن يزعجني أو    يضايقني أحد.   (صمت)   بـيث: كل الذي تراه.. ُقلت ْ، ما هو إلا ضوء لمستك..    اشراقة حضورك.. رشاقة رقبتي.. بريق عينيك..    وهج الصمت، هو ما عنيتْ.    سحر زهوري..    يداي وهما تلمسان تلك الزهور هو ما عنيتْ.    (وقفة)   كنت أتطلع نحو بعض الناس هناك.   (وقفة )   كانت السيارات تزمّر وتزعق وهي تتخاطف    كالبرق بالقرب مني، وكان فيها رجال تجلس إلى    جانبهم فتيات يتقافزن أشبه بالدمى ويقأقئن    كالدجاجات.    (وقفة)   كان الجميع يصرخ في بار الفندق. وكانت الفتيات    يظهرن بشعورهن الطويلة مبتسمات.   داف: المهم في الأمر أننا الآن معاً. نعم، هذا هو المهم.   (صمت)   بـيث: استيقظتُ مبكراً لأن ثمة أشياءاً كثيرة كان ينبغي    عليّ إنجازها. نعم، فقد كان علي أن أضع الصحون    في المغسلة لتنقع. نعم، وقد أبقيتها طوال الليل في    المغسلة ليسهل جليها في الصباح.    الكلاب استيقظت من نومها هي الأخرى. أما هو فقد    كان يتبعني في ذلك الصباح الضبابي القادم من    النهر.   داف: كان ذلك اللوطي يجهل أي شيء عن أقبية البيرة    ولايعرف خبرتي الطويلة في أقبية الخمور، لذلك    استطعت أن أتحدث معه باسترخاء وثقة عالية.   نعم، ثقة ناتجة عن خبرة عمل ومعرفة.   بـيث: فتحتُ الباب وخرجتْ. لم يكن هناك أحد.    كانت الشمس مشرقة والبلل يغطي الأرض كلها.   داف: الشخص الذي يعمل في أقبية الخمور إنسان جدير    بالثقة، نعم. لماذا؟ لأنه يتحمل مسؤولية كبرى. فأوّل    ماينبغي عليه القيام به حين يستيقظ مبكراً هو    مساعدة سائق شاحنة نقل براميل البيرة لإنزالها إلى    داخل القبو. وبعدها عليه فتح بوابة القبو وإدخال    المزلقة ثم انزال البراميل واحداً واحداً بواسطة حبل   ووضعها على سكة لإنزالها إلى الداخل ووضعها    على الرفوف.     ومن ثم عليه هّز تلك البراميل من الأسفل بعد    وضعها على حوافها مستخدماً ميزان ورافعة.   بـيث: كان الطقس مازال مضبباً، لكنه أكثر رقة وخفة.   داف: البرميل يكون عادة مغلقاً بسّدادة، لذا ينبغي ثقب تلك    السّدادة بقوة ليدخل الهواء إلى داخل البرميل كي    تتنفسه البيرة.    بـيث: البلل يملأ الهواء، والجو مشمس، والأشجار خفيفة،    خفيفة مثل ريش الطيور.   داف: بعدها يجب ضرب الصنبور بقوة، بقوة.   بـيث: كنت أرتدي ثوبي الأزرق.   داف: وإبقاء البراميل منتصبة ثلاثة أيام ووضع أكياس   رطبة فوقها.   وينبغي غسل أرضية القبو يومياً. نعم كل يوم،    وغسل البراميل كل يوم أيضا.   بـيث: كان صباحاً خريفياً عذباً.   داف: وفتحْ المياه نحو مضخات البار بواسطة الأنابيب..    يومياً.   بـيث: وقفتُ وسط الضباب.   داف: والآن عليك أن تسحب وتسحب وتسحب.. وفي    اللحظة التي تصل فيها إلى الثـفل، عليك أن تتوقف    عن السحب. نعم، لأن تلك الفضلات ستسبب لك    إسهالاً. لكنك ستحصل على برميل ناقص في    الآخِر ، نعم.    والآن أعيد البيرة التي إندلقت من الجوانب ثانية    إلى ذلك البرميل وابعثه إلى مصنع البيرة. هاهاهاها.   بيث: وقفتُ تحت الشمس.   داف: ولا تنسى أن تحرك البيرة بقضيب نحاسي كل يوم.    نعم كل يوم. وأن تضبط المقادير حسب قياسات    الغالون وتعلمّها بالطباشير. عظيم.    والآن كل شيء جاهز ومرتب مقنع وأنيق. ولن    تتبول على نفسك مرة ثانية مطلقاً. هاهاهاها.   بـيث: بعدها عدتُ إلى المطبخ وجلست.   داف: استغرب ذلك اللوطي لسماعه هذا، وقال أنه يسمع    للمرة الأولى أن أرضية القبو تغسل.      قال أنه كان يظن أن معظم اقبية البيرة تحوي على    أجهزة للتبريد مثبتة حرارياً، وهي من يتحكم   بكل شيء.   وقال أنه كان يعتقد أيضاً أن البراميل الخشبية    المعبئة بالبيرة يتم ضخها بالأوكسجين بواسطة    إسطوانة.    قلت له إنني لاأتحدث عن البراميل الخشبية أنما    أتحدث عن بيرة طبيعية طازجة تضخ فوراً من    البرميل.   قال أنه كان يظن أن نقل البيرة يتم من الشاحنة    مباشرة في حاويات معدنية عبر أنابيب. حسناً، قلت    له، بوسعهم أن يفعلوا ذلك، لكنك لم تتحدث   عن نوعية البيرة. إنني أتحدث عن النوعية. المهم،    وافقني الرأي أخيراً.    بـيث: جلس الكلب بقربي وصرت أمسّد شعره. تطلعت    نحو الوادي من خلال النوافذ فرأيت الأطفال    يتراكضون فوق العشب، ثم صعدوا بعدها إلى أعلى    التل.   (صمت طويل)   داف: لم أستطع رؤية وجهكِ مطلقاً. كنتِ تجلسين قرب    النافذة في إحدى الليالي المعتمة وكان المطر    يتساقط، يتساقط بغزارة.    كل ما أستطعت سماعه هو صوت قطرات الماء    وهي تضرب الزجاج بقوة.    كنتِ تعرفين أنني سأدخل، لكنك لم تتحركي.    جلستُ بالقرب منك.    إلى ماذا كنت تنظرين؟    كان كل شيء معتماً في الخارج. لقد استطعت رؤية    ظلك فقط على النافذة. انعكاس صورتك على    الزجاج.   كان ثمة ضوء ما حتماً في مكان ما. محتمل جداً   أن يكون انعكاس وجهك هو الذي كان يضيء    أكثر من أي شيء آخر.   جلستُ بالقرب منك. أما أنتِ فقد كنتِ مستغرقة في    حلم، ربما.    جلستُ قربك دون أن ألمسك.    كل ما أحسست به هو مؤخرتك فقط.   (صمت)   بيث: كنت أتذكر على الدوام أن في الرسم ثمة مبادىء    أساسية للضوء والظل. إلا أنني أحس إن من يوحي    بالظلال والضياء هو الفكرة دائماً.    ما الظل إلا تجريد للضوء.   قوام الظل يستوحى من شكل الفكرة ذاتها.    لكن ليس دائماً، وليس بشكل مباشر بالطبع.    الظل يتأثر بها بعض الأحيان لكن بشكل غير    مباشر. وفي أحيان أخرى لايمكننا العثور أصلاً   على أي مبرّر لتلك الظلال.   (وقفة)    إنني أشعر دائماً بالضجر حين أفكر بمبادىء الرسم    تلك.   (وقفة)   لهذا السبب لم أضّل لا المسار ولا القلب مطلقاً.   داف: كنتِ ترتدين سلسلة حول خصرك. وفي تلك السلسلة    كنت تحملين مفاتيح وكشتبان ودفتر ملاحظات وقلم    رصاص ومقص.   (وقفة)   كنت تجلسين في الردهة وأنت تقرعين الجرس.   (وقفة)   لماذا كنتِ تقرعين ذلك الجرس الملعون بحق    الشيطان؟   (وقفة)   جنون، جنون أن يقف الواحد في ردهة فارغة وهو    يقرع هذا الجرس اللعين.    لا يوجد أحد هناك كي يسمعه، نعم لا أحد. فليس ثمة    أحد في البيت سواي.    أين الطعام؟ لاشيء، لاشيء في المطبخ. لايوجد أيّ    شيء. لاوجود حتى لحساء أو فطيرة أو خضار.    لاتوجد حتى قطعة لحم. اللعنة على الجميع. (وقفة)   بـيث: نعم، لهذا السبب لم أضّل المسار مطلقاً. ومع ذلك   وحتى حين طلبت منه أن يستدير لينظر إليّ لم    استطع رؤية نظرته.   (وقفة)   لم أستطع معرفة إن كان يتطلع نحوي أم لا.   (وقفة)   رغم أنه استدار وبدا كما لو أنه ينظر إليّ.   داف: انتزعتُ السلسلة من خصرك بقوة وأخرجت منها    كل شيء. الكشتبان والمفاتيح والمقص ورميتهم    على الأرض حتى صاروا يقرقعون. ثم انتزعت    الجرس ودسته بقدمي هكذا، هكذا، فدخل الكلب.    ظننت أنك ستتقدمين نحوي وتستلقي بين ذراعيّ ثم    تقبليّنني. بل فكرت أنك ربما ستدعوني إلى الفراش    أيضاً.    لقد أحببت مضاجعتك أمام الكلب. نعم، في حضرة    الكلب، مثل رجل، وأنا أضرب الجرس في الأرض    بقوة محذراً إياك خشية أن يقفز المقص أو   الكشتبان ويدخلان بين فخذيك، هاهاها.    ثم قلت لكِ بأن لاتقلقي فسأرميهما بعيداً ليتعقبهما   الكلب، فسيشعر بالسرور وهو يداعب الكشتبان   بين مخالبه.   أما أنت فستتضرعين لي مثل كل امرأة. نعم مثل أي    امرأة. وسأضرب الجرس في الأرض بقوة، نعم   سأضربه بقوة، فإذا بحّ صوته وضعف رنينه،   عندئذ سأعّلقه ثانية في مكانه وأضاجعك أمامه وهو    يتأرجح مقرقعاً ليوقظ النيام جميعاً، جميعاً، يدعوهم    لتناول العشاء، فالعشاء سيكون جاهزاً حتماً،    وسأجلب لحم خنزير مقددّ، وسأضربك على رأسك    الجميل محذراً الكلب من أن يبتلع الكشتبان و...   بـيث: فاستلقى فوقي وتطلعّ نحوي.    كان يسند كتفي بذراعيه فيما يدي تلامس نتوء ضلعه.   (وقفة)   رقيقة لمسَتهُ حول عنقي.    ناعمة قبلته ُ على خدي.   (وقفة)   حلوة حبيبات الرمل الصغيرة وهي تتراقص على جسدي.   (وقفة)   السماء صامتة في عينيّ.    عذب ورقيق صوت المد والجزر.   (وقفة)   أوه، أنت حبي الحقيقي، قلتْ.        النهاية     *** 

    دار …دور” مسرح حسيني للطفل/ تأليف : عدي المختار

    للتاريخ .. المسيرة الاولمبية ببضع كلمات
    شخوص العمل: (  الطفل،  طفل 1،  طفل 2،  المدرس،  الشيخ،  الامام الحسين ع،  جون،  ابن مسلم 1،  ابن مسلم 2 و  السياف)            
        الفصل الأول – المشهد الأول
     المنظر: (ظلام مع تداخل أصوات رصاص وصريخ أمهات وأطفال …داتاشو يعرض فيها عملية احتلال الموصل وتهجير المواطنين …..ظلام ……إضاءة على شارع عام ….وطفل نائم على رصيف شكله رث وهو شحاذ ومن ثم يستيقظ ويبقى ( تمغط) بتثائب ومن ثم يقوم يفتش بنفايات على جانب الشارع يخرج منها بقايا تفاحة يأكلها ومن ثم يخرج قنينة ماء فيها قليل من الماء يشرب منها ويزيل من ملابسة بقايا الغبار).
    الطفل: يوم جديد بلا جديد …ننام في العراء ونستيقظ على عزاء ونأكل بقايا الرخاء( بسخرية ) هههههههه ( يفلد ) قيام ……عاش العراق ….جلوس …عاش القائد صدام …هههههههه قمنا ولم نجلس ههههه علمونا كيف نقوم لكنهم لم يعلمونا كيف نجلس ..آه ….كيف نجلس؟.كيف نجلس؟ احقاً كتب علينا أن لا نجلس؟.لا أريد إلا لحظة واحدة يالاهي ..لحظة واحد اجلس فيها كما كنت على مقعد الدراسة لاردد مجددا ( يقلد ) دار …دور …داران ( بحزن ) دار ..دور ..داران …مابقي من الدار والدور والداران إلا حفنة ذكريات وبقايا من جدران تهاوت على أعتاب الحقد (يستعيد توازنه ) يألهي لحظة واحدة في صف علنا نصف كما كنا ( يكلم نفسه ) آآآه كفى احلام وعليه ان اذهب للبحث عن طعام فالجوع سيطيح بقواي ( يخرج)
                                                            ظلام
                                                       المشهد الثاني
    المنظر: (الطفل أمام مدرسة وهو يتأمل المدرسة وسمع من بعيد أصوات الدروس ومن ثم أصوات التلاميذ في الخروج).
    الطفل : يدرسون وانا احلم بالدرس وحتى لتوبيخ المعلم اشعر بأشتياق آآآآآآه .
    (يدخل طفلين يحملون حقائب مدرسية وكأنهم خارجين من مدرسة يبقى الطفل 1 ينظر بعطف للطفل ومن ثم يخرج من حقيبته تفاحة ويحاول يعطيها للطفل) .
    الطفل 2: ( يقطع طريقة) الى اين ؟
    طفل 1: سأعطيه مالدي
    طفل 2: لا عليك به ودعنا نمضي للبيت
    طفل 1: الا ترى حاله …اكيد هو جائع
    طفل 2: لا بأس ..اعطه التفاحة
    الطفل : لا اريد التفاحة
    الاثنين : وماذا تريد
    الطفل : احتاج لصداقتكما لا لعطفكما
    طفل 2: انت شحاذ وهذا مستحيل
    طفل 1: انا صديقك
    طفل 2: ( لصديقه) تصادق من فهو شحاذ ولا تنسى هو من اين؟
    الطفل : لم تلدني امي شحاذا بل انا كنت مثلكما الا ان القدر جعل مني متسولا بيتي الرصيف وطعامي الفضلات ..لو لم اهجر لكنت الان مثلكما بين زملائي في المدرسة
    طفل1: ولا فرق بيننا اطمئن
    طفل 2: ( بعصبيه ) كيف لا فرق بيننا؟
    طفل 1: نعم لا فرق بيننا هكذا يعلمنا القرآن ويربينا اهلنا ويدرسنا اساتذتنا في المدرسة انسيت كل هذا
    الطفل : لعن الله السياسة التي فرقت بيننا ونحن من طين واحد .
    طفل 2: بالنسبة لي هناك فرق كبير ..كيف اتساوى وانا طالب مجتهد وابن عائلة بين شحاذ متسول لا اصل له ..
    طفل 1: انت اذن جاهل
    الطفل: هذا وانت متعلم ترى الامور هكذا ماذا تركت للجاهل .
    طفل 2: انا لست بجاهل بل ارى الحقيقة بلا عواطف مزيفة
    (يدخل مدرس الطفلين ..)
    المدرس : اصواتكم تعلوا من بعيد بماذا تجادلتم هذه المرة
    طفل 1: هو ليس جدال بل اسف
    طفل 2: ولم التأسف ؟ الا اني قلت الحقيقة ؟
    الطفل : اي حقيقة ؟ ورسولنا يقول لا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى
    المدرس : كفى جدال ..وقولوا لي على ماذا اختلفتم؟
    طفل 1: استاذ ..انت مدرس مادة التربية الاسلامية …هل لك ان تجيبني مالفرق بيني وبين هذا (يشير للشحاذ)
    طفل 2: ههههههههههه بالتاكيد الجواب سيكون هو شحاذ ونحن نبلاء
    المدرس: ومن قال هناك فرق بينكما؟
    الطفل : (يشير للطفل 2) هو يقول ثمة فرق بين شحاذ ونبيل
    المدرس : تعالوا نذهب في رحلة بسيطة الى مدينة التاريخ علنا نجد اجابة لاسئلتكم هذه .(يخرجون ) ...
                                                ظلام
                                          المشهد الثالث
    المنظر: (عبارة عن نوافذ توحي انها كتب وفيها اشخاص كانهم جماد يتحركون كلما انتهى كلام المدرس وهي كالاتي :
    النافذة الأولى : شيخ كبير ذو لحية بيضاء وبملابس بيضاء امامه كتاب كبير .
    النافذة الثانية : يقف رجل كأنه الإمام الحسين (ع) ظهره للجمهور ورجل اسود راكع على ركبتيه خلفه .
    النافذة الثالثة : أطفال بحركة خوف ورجل يرفع سيف عليهما .
    الأطفال : ما هذه المدينة؟
    المدرس : هي مدينة التاريخ والحكمة …هي دنيا الحقيقة والموعظة منها نتعرف على صدق الحديث ومعاني الكلام ومن خلالها نستذكر الامس .
    الأطفال : وما علاقتها بموضوعنا ؟
    المدرس: اردتم ان تعرفوا الفرق بين الشحاذ والنبيل في الحياة وهنا ستتعرفون عن الاجابة
    الاطفال : كيف؟
    المدرس : تعالوا نعرف ما قاله الله تعالى عنا هنا ( يشير للشيخ الكبير في النافذة الأولى للكلام  فتضاء النافذة )
    الشيخ: قال تعالى { وإذ قال ربك للملائكة إنّي خالق بشراً من صلصال من حمأ مسنون} ومن ثم قال تعالى { فإذا سويته ونفَختُ فيه من روحي فقعوا له ساجدين}
    طفل 2: ( يقاطعة ) هذه الايات تعلمناها وحفظناها في المدرسة مالجديد في الامر ياشيخ؟
    المدرس: دعه يكمل لتعرف الفرق عند الله مابين الانسان والبشر
    الاطفال : كيف ؟ ( بتعجب ) الإنسان والبشر!!
    الطفل : وهل هناك حقاً فرق؟
    طفل 1: شوقتنا لمعرفة المزيد
    طفل 2: هههههههههههه اكيد انك تمزج ياشيخ
    المدرس : دعوا الشيخ يكمل لنعرف الحقيقة من المزاح ( يشير الشيخ الكبير في النافذة الأولى للكلام )
    الشيخ : خلقَ الإنسان سابقٌ على خلق البشر فأن لاحظنا في الآية كلمتي ( اني خالق) و(فإذا سويته) لاولى ماضية والثانية مستقبلية فالملائكة لا يسجدون لإنسان بل لبشر سواه ونفخ فيه من روحه .
    الاطفال : ( يقاطعوه ) لم نفهم ما تريد الوصول اليه ؟
    المدرس : يريد ان يقول ان الله يخلق الانسان كجسد وروح ومن ثم سواه حينما نفخ فيه .
    الشيخ : معناه ان يكون سوياً في الخلق والعقل ( تظلم النافذة)
    طفل 1 : هذا يعني ان مايمزنا عن بعضنا هو الخلق والعقل
    الطفل : وليس النسب والحسب والجاه والمال
    طفل 2: ايقعل ان لا يكون هناك فرق ؟
    المدرس : الا بالتقوى …الخلق والعقل هو مايمز البشر لا العرق واللون والمال …اتريدون ان تعرفوا فرق اخر ياحبتي مابين ان تكون انسان بلا عقل وايمان ومابين ان تكون بشراً يمتلك عقلاً وايماناً راسخاً.
    الاطفال : نعم
    المدرس : ( يقترب من النافذة الثانية وهي مظلمة ) كونوا أحراراً في دنياكم تحشرون في اعلى منزلة.
    الاطفال : كيف ذلك
    المدرس : في ديننا وسيرة نبينا وآل بيته الاطهار ( ص ع) لا فرق مابين عربي واعجمي الا بالتقوى لا فرق مابين ابيض واسود الا بالاعتقاد الروحي بالاسلام عندما تمتلك عقلاً وايماناً راسخين فانت تعيش وتموت حراً ( يشير للنافذة الثانية فتضاء النافذة )
    الامام الحسين ( ع) : (يعطي ظهرة للجمهور) إن لم يكن لكم دين, وكنتم لا تخافون يوم المعاد, فكونوا أحراراً في دنياكم ( ومن ثم يلتفت للجمهور ) هذا الليل قد غشيكم فأتخذوه جملا…
    جون : (وهو يركع على كبتيه ) إنّ ريحي لمنتن، وحسبي للئيم، ولوني لأسود، فتنفّس عليّ بالجنّة، فيطيب ريحي، ويشرف حسبي، ويبيض وجهي، لا والله لا أفارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم ( يختفي)
    الامام الحسين ( ع) :اللهم بيض وجهه وطيب ريحه واحشره مع الأبرار وعرف بينه وبين محمد وآل محمد ( تظلم النافذة )
    المدرس : هنا تحول الانسان الذي خلقة الله الى بشر حينما امتلك العقل والايمان والخلق معاً
    الطفل : اسود بيض الله قلبه بالايمان …وانا يعيروني بالفقر ؟
    طفل 1: في الاسلام الكل سواسية كاسنان المشط
    طفل 2: وان فقد الخلق والعقل والايمان ماذا يتحول الانسان؟؟
    المدرس : ( يقترب من النافذة الثالثة ) الى وحش…لا يميز الصواب من الخطأ وتغره الدنيا وتسول له نفسه فعل اي شيء ( يوميء للنافذة الثالثة فتضاء )
    الاطفال في النافذة: يا شيخ، نحن من عترة نبيّك محمّد(صلى الله عليه وآله)، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل.
    الرجل : من الموت هربتما، وإلى الموت وقعتما ( يرفع سيفة فتظلم النافذة) .
    المدرس : غياب العقل يؤدي الى الفتك وغياب الخلق يؤدي الى الضياع وغياب الايمان يؤدي الى الجنون ..فكونوا بشراً سويا
    طفل 2: حقا اننا نمتلك اشياء اثمن من المال
    طفل 1: واغلى من اي ملبس ومأكل
    الطفل : نمتلك عقلا نفكر فيه وخلق نحتمي به وايمان نعتقد به
    المدرس : وكل هذه ان امتلكها نبيل او شحاذ فهو بشر لا يفرق عني او عنكما .
    الاطفال : حقا انها اشياء لا تعوضها كنوز الدنيا ان فقدناها .
    المدرس : والان علينا ان نطبقها لان الدين معاملة وعلينا ان نقف مع صديقنا في السراء والضراء( يشير للطفل الشحاذ ) فأنا ساعمل على ادخالك دار الايتام ..
    طفل 1: وانا ساشتري لك ثياب المدرسة
    طفل 2 : وانا ساتقاسم معك المصروف
    المدرس: هكذا بتم كالعقل والخلق والايمان في جسد واحد الا وهو العراق ..
    الطفل : ( بفرح غامر ) وهل سأقرأ مجددا …دار ..دور ….داران ( يبقى يتطاير فرحا هو والاطفال ويرددونها و ياخذهم المدرس ويخرجون )
                                                              النهاية
     ملاحظة:
    لا يجوز تناول النص مالم يتم اخذ موافقة المؤلف..
    عدي المختار – العراق – ميسان

    مسرحية «سلوان» لليلى طوبال بالتياترو/ ناجية السميري (تونس)

    الوحش الذي التهم الخشبة
     
    على خشبة عارية… إلاّ من صندوق خشبي وميكروفون يقف على الزاوية تأتي إمرأة بفستان عرس، نصفه أبيض والنصف الآخر أسود تجره خلفها يثقل امرأة بلا اسم ، بلا
    ماض، بلا تاريخ، أضاعت ذاكرتها بين الثنايا المزدحمة نسيت من أين جاءت وإلى أين تمضي… تقف متعبة من ثقل الذاكرة وتحاول ترتيب أفكارها…. حكايات وخرافات وجوه وصور بلا ألوان… من أين تبدأ والأفكار تتزاحم في طابور طويل؟
    تتقدم المرأة بكامل زينتها… تحكي مخاض وطن بعد الثورة، حكاية عمرها أربع سنوات فقط لكن أحداثها وارهاصاتها وآلامها وشهداءها ومآسيها… أكبر بكثير.
    عقلها (المرأة) كنجمة مشعّة داهمها الصّبح فهشمها، امرأة مريضة بذاكرتها تفتح صندوق الحكايات لتصارع النسيان.
    تبدأ الحكاية الأولى… عن امرأة تواجه حكم الإعدام لأنها قتلت زوجا اغتصب ابنته… السّجانة البغيضة على يسارها والشيخ بكتاب القرآن ومسبحته على يمينها يهيئها لمصيرها … تطلب مهلة زمنية لتنفيذ آخر رغباتها تراوغهما بالحكاية، حكاية تضفي إلى أخرى ولكلّ حكاية فصل … فصل للمرأة في مجتمع ذكوري وفصل للشهداء وفصل للسياسة وفصل للربيع العربي وفصل للحلم… وبين فصل وفصل تفتح صندوقا لتأخذ جرعة من ماء السلوان … و«السلوان» الذي اختارته ليلى طوبال عنوانا لمسرحية هي كاتبتها… هو العشق والموت والوجع والنسيان… ليلى طوبال التي شاهدناها في عرض مساء الجمعة (23 يناير الجاري) بالتياترو كما لم نشاهدها أبدا كانت تروي حكايتها وهي في الأصل حكايتنا الصادمة / البائسة/ الموجعة التي رجّتنا لنقف أمام ذواتنا العاجزة… تدعونا إلى كسر القيود الأخلاقوية والسياسية والاجتماعية وللوقوف أمام ثقافة الموت والتكفير والتجريم لنحكم مصائرنا عبر خطاب جمالي وسرد ذكي مراوغ بعيدا كلّ البعد عن السرد المسقط والخطاب المباشر….
    في الحكاية تكتب مسرحية أخرى أبطالها الاستعداد والخجل والتهور والحزن والفرحة والخوف والنوم… أبطال يتحاورون ويلعبون «الغميضة»… فهل خطر ببالكم يوما ماذا يمكن أن يقول الإستعداد للتهور؟ أم كيف يمكن للخجل أن يقضي على الفرحة؟ وأي دور للخوف في هذه اللعبة وهو الذي يخاف أن يختبئ في الظلام…؟
    حوار كتب بشاعرية عالية وفلسفة فنية ملغمة بالدلالات والتأويلات وتقود إلى أسئلة عديدة منها: لماذا تخاف الفرحة من النور؟ أو لماذا يكون الإستعداد مستعدا للتقدم لكنه يجد نفسه مكبّلا بالقيود؟
    ذاك حال ثورتنا أو ربيعنا الذي هجم عليه الخريف فهدّم بيته … أو ذاك حال تونس التي لم تهنأ بحلمها… هي امرأة تهذي يقودها هذيانها لتشريح مجتمع يعيش على أنقاض ذاكرته المزدحمة… تطلب تصرخ بطلبها: «دقيقة صمت» … 6 فيفري (شباط) تاريخ اختفت فيه الشامة السوداء والابتسامة العريضة، رثاء موجع للشهيد شكري بلعيد والقدر التراجيدي الذي يترصد الأبطال … وتواريخ أخرى التهمت شهداء الشعانبي (جنود الوطن نعتهم بصوتين، صوتها المسجل وصوتها المباشر على الركح) استعرضت كلّ الأسماء تباعا ومع كلّ اسم تخرج من صندوقها وردة حمراء تنثرها على الركح، وتسخر من الترويكا وموقفها المتغاضي عن العنف والذبح والتفجير… تدخل المرأة في هيستيريا بعدما نزعت الأبيض لترتدي أو تكشف عن ثوب أحمر حريري فيتدفق فجر جديد من ردائها «احلموا» تصرخ بها وتكررها ثم ترتمي على الأرض وتسحب الثوب الأسود بخفة… وتلتحف به: «إحلموا إذا ما حلمتوش تونس باش تلبس نقاب”.
    لا بدّ من الحلم حتى لا ننسى تونس التي ينخرها السرطان منذ ثلاث سنوات والأطباء «يغرزونها» دون بنج أو مسكن … تونس امرأة مريضة جميلة تقاوم الوجع بالحلم «خايفة نعيش مرّة ونموت مرتين» خائفة لكنها دائما على العهد … عهد القمح وزيت الزيتون والنخلة الشامخة والبحر الأبيض المتوسط، على عهد الياسمين والإكليل والزعتر والقرنفل على عهد السيكلاما والخبر وأغاني الطفولة..
    تتهادى المرأة في دلال وأناقة بثوبها الأحمر في قمة أنوثتها وثورتها تقول: «أنا المرا.. أنا الحرة، أنا الغولة، أنا العورة، أنا العاهرة.. أنا شوكة في حلق من يراني رهينة زاوية، أنا امرأة خبّأت الوطن بين القلب والروح».. تلك رسالة ليلى طوبال أو خطابها الصريح في وجه كلّ أعداء المرأة، أولائك الذين حاولوا سلبها حقوقها والتعدي على مكتسباتها، الذين لم يروا فيها سوى عنصر مكمل أرادوه مكمّما منقبا.. دون صوت ووجه..
    تعود المرأة إلى الحكاية الأولى.. حكم الإعدام.. لتجد نفسها أمام سجانة لم تعد بغيضة الشكل تفتش عن الشيخ الملتحي، فإذا به قد اختفى تاركا مسبحته وقرآنه.. بعدما نجحت في مراوغة الموت بالحلم والحكايات، فهل نجت المرأة/ الوطن/ الذاكرة من حكم الموت الذي أراد شيوخ الدين تنفيذه فيها؟
    المرأة التي تحركت على الركح أكثر من ساعة ونصف، قدمت الوجع عاريا من كل ماكياج أو رتوش، تماما كالركح الذي اختارته دون ديكور… سوى صندوق الذاكرة.. وماء السلوان، فكانت مازوشية/ سادية تفننت في تعذيب نفسها وتعذيبنا بالجلد، بالصدمة تلو الصدمة… تضعنا في صراع الذات مع الوجع، تؤرخ للثورة بواقعية أبكتنا فلم نخجل من دموعنا لأننا تقاسمناها..
    ولأن «سلوان» نص خرج من روحها وروحنا وروح الشهداء وأهلهم.. تعلمنا كيف نحب تونس بوعي لندافع عنها بقناعة..
    فاصل موسيقي على العود للأخوين غربي يتزامن مع صراع المرأة/ الوطن.. تجري/ تسقط/ تنهض/ ترقص/ تتعثر/ تقف/ تتهادى بدلال/ تهرب الى الجدار الأسود/ تعاود الرقص/ تتأهب كنمرة.. وترقص من جديد مبرزة جمالها وأنوثتها، امرأة شامخة في زمن موبوء..
    صراع المرأة يتداخل مع صراع الوطن، تبرز حجم المكبوت وضغط المتحدثين باسم الرب، تبرز قدرة المرأة على المقاومة وقدرة الوطن على الصمود في وجوه الأعداء.. لحظة صمت ثم تقف أمام المصدح لتعلن: «جبل الشعانبي لكم… القصيدة التي لم تكتمل لكم… والضحكة القادمة لكم… هذا الفجر الطالع لكم… الكرتوش لكم… الرش لكم.. الربيع لكم… الصبح الفاضح لكم… الأغنية لكم… هذه الثورة لكم.. هذا الحلم لكم…».
    كلّ الأشياء لك بجميلها وقبيحها في وطن هو وطنك.. فاختر مكانك: إما مقاوما أو مهزوما، تلك خلاصة النص/ الرسالة تقدمها ليلى طوبال وبتلات الورد الأحمر تتساقط فوق رأسها توقظ الحلم من رماده وتعيد الأمل.. فيقشعر جسدك من رهبة الموقف، فاختر مكانك.

    ( مسرحية للأطفال ) الفتى والصورة / تأليف : عمار سيف


    ( مسرحية للأطفال ) الفتى والصورة / تأليف : عمار سيف

    الشخصيات: ( الفتى، الصورة، يعقوب، الغلام، النخلة ، الأسد ، الدجاجة ، القنفذ، النهر )
     ( غرفة غير مرتبة، كتب وملابس متناثرة على الأرض هنا وهناك، وتوجد على أحد جدران الحائط صورة كبيرة لبابا نوئيل )
    الفتى: ( مع نفسه )  لماذا يكرهني الجميع, لم افعل شيئا سوى أنني أحب اللعب والمزاح مع الجميع ( يفكر متخيلا )، ولكن ، لقد تأخر صديقي يعقوب ، ما الذي منعه من المجيء؟ اتمنى ان لا يكون قد أصيب بمكروه ، انها حيرة فعلا،                     لماذا لم يأت..؟ كان يفترض ان يكون الآن هنا ، فما الذي أخره ؟! ( في هذه الأثناء يظهر يعقوب )
    يعقوب: انا لن احضر الى هنا لكي ألعب معك.
    الفتى: لماذا يا صديقي ، لقد انتظرتك طويلا لكي نلعب ونمرح معا ، هيا دعنا نلعب.
    يعقوب: لا يعجبني اللعب معك.
    الفتى: لماذا  اولست صديقي .!؟
    يعقوب: نعم صديقك ولكنني لا,  لم اعد اطيق اللعب معك، لأنك مغرور و لا تحب الا نفسك ، وتفعل كل شيء من أجل أن تغضب كل من حولك ، بسبب تصرفاتك  المشينة .
    الفتى: هذا غير صحيح ، الكل يحبني وأنت تعرف ذلك
    يعقوب: ليس صحيحا، حتما أنك تتخيل ذلك ، فالأصدقاء جميعهم لا يرغبون باللعب معك، بسبب أنانيتك وحبك لنفسك المبالغ به.
    الفتى: أنت مخطئ
    يعقوب: انظر الى نفسك جيدا، وحيدا، معزولا، لا يقترب منك  أحد.   
    الفتى: انا لست وحيدا ولا معزولا كما تعتقد ، إن يوسف وجمال مازالا صديقيّ ويحباني  كثيرا
    يعقوب: ( يضحك )…  الم تكسر لعبة يوسف ، بمجرد أن امتنع عن اعطائها لك؟!
    الفتى: كذب.. انك تكذب
    يعقوب: وأين هي كرة جمال التي رميتها في النهر، لأنه فقط قال لك ليس لي رغبة في اللعب معك
    الفتى: لا لا لا، هذا غير صحيح كذب وافتراء باطل ، لأنني  لم ارمها بالنهر،  بل فلتت من يدي .
                                              (صورة بابا نوئيل تتكلم)
    الصورة : لا تكذب.. لقد رميتها يا فتى
    الفتى: ( يقترب من الصورة )  الم تجلب لي انت بنفسك كرة ، وبعض اللعب.
    الصورة: نعم، ولكنني لم اجلب لك تلك الكرة، بل كانت لصديقك ، فلماذا اخذتها دون اذنه.؟
    الفتى: (متحايلاً)  لقد طلبت اذنه.
    الصورة: ( يضحك ) ها أنت تكذب..!! واذا استمريت بالكذب ، فلن أجلب لك هدية هذه السنة، وعدتني في العام الماضي ان  تكون ولدا مطيعا، وتساعد الاخرين،  وتكف عن مشاكستهم ، ولكن للأسف الشديد انك لم تفي بوعدك.             
    الفتى: وفيت وفيت وفيت
    الصورة: أرى انك ما زلت مصرا على الكذب.!!
    الفتى: (بطريقة نزقة) انا لا احبك يا بابا نوئيل ، لا احبك
    الصورة: وانا احبك
    الفتى: كيف تحبني ، وأنت لم تجلب لي هدية ، ولهذا السبب اخذت كل لعبهم ، انك تفضلهم عليّ دائما.
    الصورة:انا لا افضلهم عليك،  كن مثلهم مطيعا وقم بمساعدة الاخرين، وسوف اجلب لك ما تريد
    الفتى: وكيف اغير من نفسي،  لكي ارضيك وارضي الاخرين من اصدقائي في ذات الوقت؟!
    الصورة: حسنا ، سأمنحك فرصة أخيرة، وان ان لم تغير سلوكك وطباعك الأنانية ، لن ازورك  ثانية.
    الفتى: ( مع نفسه ) لن يزورني ..!! وان لم يزرني، ماذا سيكون، سأحصل على ما اريد  رغما عنك يا بابا نويل
    الصورة : إذن سينبذك الجميع ، وتبقى وحيدا ، فريدا  بلا اصدقاء
    الفتى: ساجد غيرهم
    الصورة: ولكن الجميع يعرف انك انسان اناني
    الفتى:  حسنا وما العمل؟
    الصورة : عليك ان تكون طيبا وان تساعد الناس وان تهتم بأصدقائك جميعا
    الفتى: وهل سيحبوني  كما من قبل؟
    الصورة: بالتأكيد
    الفتى: ولكن كيف..؟
    الصورة : الانسان الطيب يكون محبوبا ، فكن فتى محبوبا
    الفتى: ( مع نفسه ) كيف اكون طيبا..؟ عليّ ان اجد حلا، لكي يحبني بابا نوئيل ويجلب لي الهدايا مثل باقي اصدقائي ، ولكن كيف.. كيف.. اه.. وجدتها، سأخرج للغابة وابحث  عن حل ..؟
     ( يتجه الفتى الى الغابة وهو يفكر ماذا يفعل، فيرى صبيا تحت نخلة، ينظر الى ثمارها، وفي يده كيس )
    الفتى: ماذا تفعل هنا تحت النخلة..؟
    الصبي: انتظر  حتى احصل على بعض البلح
    الفتى: ( ضاحكا بسخرية  )  وكيف تحصل على البلح وانت تنظر له فقط
    الصبي: ( بغضب )  لماذا تسخر مني..؟
    الفتى: اوه عفوا، عفوا .. لم اقصد ذلك ، ولكن كيف تحصل على البلح ، وانت تنظر إليه  فقط؟
    الصبي: انا انظر للنخلة وانتظر حتى تسقط البلحة على الارض وأخذها
    الفتى:  وهل تعتقد بأن خطتك الجهنمية ستساعدك على جمع  البلح ، ( يضحك )، بل اعتقد بأنك  ستموت جوعا قبل ان  تحصل على ما تريد
    الصبي: ليس مهما ان اموت جوعا ، وإنما المهم هو ان احصل على ما اريد
    الفتى:إن ما سوف تحصل عليه ، ستأكله باللحظة نفسها، لان البلح لا يسقط دفعة واحدة وإنما بين الحين والحين تسقط واحدة أو اثنان.
    الصبي: لا، لا، لن اكله بل سأجمعه واخذه لعائلتي
    الفتى: لعائلتك..؟
    الصبي: نعم.. ابي مريض ولن يستطيع جلب الطعام لنا ، انا واختي الصغيرة
    الفتى: وهل انت هنا لكي تحل محل والدك ، فتجلب الطعام لعائلتك
    الصبي : نعم  يا اخي
    الفتى مع نفسه ) اه.. كم هذا الصبي رائع على الرغم من صغره، فهو يساعد والده ويبحث عن لقمة العيش بدلا منه، وانا كل ما يطلب مني والدي او اختي الصغيرة شيء ، اتهرب وكأني لا اسمع ، ما اتعسني وما اغباني ، ( يلتفت نحو الصبي، وهو يقول ) اه.. لدي فكرة لمساعدة هذا الصبي.. هيه  ايها الصبي اذا اردت الحصول على البلح حقا، فعليك ان تتسلق النخلة.
    الصبي: اتسلق النخلة
    الفتى: نعم بالتأكيد
    الصبي : وكيف استطيع ان اتسلق هذه النخلة الشاهقة العالية
    الفتى : ببساطة ، عليك أن تحضنها وتبدا بالصعود شيئا فشيئا
    الصبي: ( يبكي ) اه.. يا ألهي، لا اقدر على تسلقها، فانا صغير، كيف السبيل إلى ذلك؟.. عائلتي ستموت جوعا، وليس أمامي حل آخر، غير انتظار سقوط البلح على الأرض ، لأن تسلقها يبدو لي شيئا مستحيلا.
    الفتى: لا تبكي يا صديقي الحل موجود
    الصبي بفرح )  موجود، أين؟
    الفتى : نعم  موجود
    الصبي: كيف اخبرني بسرعة
    الفتى: ( مبتسما ) لا عليك انا من سيتسلق النخلة بدلا عنك، ومن هناك سأرمي لك عثقا كاملا.
    الصبي بفرح )   اه.. اشكرك يا صديقي هذا لطف منك
    الفتى: بل انا احب ان اساعد الاخرين ( يبدا بصعود النخلة ويقطع عثقا كاملا ويرميه إلى الصبي)          
    الصبي: شكرا لك يا صديقي لا اعرف كيف اشكرك
    الفتى: لا تشكرني ، مساعدة العاجزين واجبة، وعلينا القيام بها، والآن، عد بسرعة إلى عائلتك واطعمها , ودعهم يأكلون وينعمون
    الصبي: مع السلامة وانا مدين لك يا صديقي
    الفتي :الله ما اجملها مفردة صديقي حين تكون في مكانها
    النخلة: ( بحزن )  ما تقوله صحيح ، ولكن هل انت ساعدت الاخرين
    الفتى: اعتقد ذلك..؟
    النخلة: ولكنك اوجعتني انا
    الفتى : انا..؟
    النخلة: نعم انت
    الفتى: كيف؟
    النخلة: الم تتسلق على جسدي
    الفتى: نعم
    النخلة: وقطعت من جسدي جزءا كاملا
    الفتى: ( بخجل )  نعم
    النخلة: وانت الان فرح بمساعدتك الاخرين..  في الوقت الذي قمت بإيذائي، هل هكذا هي  مساعدة الآخرين، تأخذ مني وتساعد من تريد مساعدته، وكل هذا يصب في  مصلحتك أنت
    الفتى:  لا ، لا انا كنت اساعد صديقي الصبي حين اراد ان يحصل على البلح، ولم أقصد ايذاءك ، فانا احبك لأنك تمنحين البلح لكل جائع، وايضا الحطب من جسدك الذي يتدفئ عليه الجميع ، اذن ، انت كل ما فيك مفيد للبشر ، فكيف يمكن إيذاؤك؟!
    النخلة: ولكنك فعلتها وجعلتني ابكي من شدة الوجع
    الفتى: ( يقبلها )  انا اسف يا صديقتي واعدك بعدم إيذائك ثانية
    النخلة: لا عليك، كن مطمئنا ، فانا سامحتك ، ولكن عليك ان تفكر جيدا حتى لا تؤذي الاخرين مهما حصل
    الفتى: اعدك سأكون طيبا مع الجميع ، ولن أؤذي احدا بعد اليوم
    النخلة: احسنت
    الفتى: والان الى اللقاء ايتها النخلة وسامحيني
    النخلة: ( ومبتسمة ) سامحتك الى اللقاء
    الفتى: ( مع نفسه وهو يمشي بالغابة ) هل أن ما قمت به هو فعل خير، مثلما طلب مني بابا نويل ؟ , ام انني اسير في الطريق الخطأ ؟ لكن كيف يمكن أن يكون فعل خير وانا آلمت  النخلة وجعلتها تبكي.. اه… تعبت من التفكير
    ( وهو مازال يفكر يرى اسدا جالسا منزعجا امامه )
    الاسد: ( يزعر )   آه،  آه، آه، آه
    الفتى : ( بخوف ) انا لم افعل شيئا ، ارجوك أن لا تأكلني أيها الأسد                       
    الاسد: من انت ؟ وما سبب وجودك هنا ؟!
    الفتى: (مرتعدا ) جئت إلى هنا كي افكر، كيف السبيل لمساعدة الأخرين وبالتالي مساعدة  نفسي.
    الاسد : كيف، لم افهم ، ماذا تريد أن تقول من وراء ذلك ..؟
    الفتى: قصدي ، هو أن احاول ايجاد حل لمساعدة الاخرين،  فكل اصدقائي قد تركوني لأنني اناني  
    الاسد: ( يتألم ) اناني ..؟
    الفتى: (ينظر باستغراب الى الاسد الذي صار يتألم) ما بك يا ملك الغابة ، إن من هُم مثلك لا يعرفون الألم ، فلماذا اراك تتألم فجأة ، ومن دون سبب أو مكروه؟
     الاسد : كنت اريدك ان تساعدني ، ولكن انت تقول انك اناني أي تفكر بنفسك فقط
    الفتى : إذا كنت في حاجة الى مساعدة حقا ، فما عليك إلا أن تطلب ، فأنا قد نذرت نفسي منذ فترة قليلة لمساعدة الأخرين تعويضا عن انانيتي وحبي لنفسي ، فأرجوك ان تطلب مني ان اساعدك
    الاسد: هل أنت متأكد من ذلك؟!
    الفتى: بكل تأكيد
    الاسد: ( يمد ساقة فتظهر مكسورة ) هل ترى ساقي
    الفتى: نعم اراها.. ما بها
    الاسد:اعتقد انك غبي
    الفتى: لا لست مثلما تقول
    الاسد: اذن كيف لا ترى ساقي وهي مكسورة
    الفتى: (  يقترب من الساق ) وهل هي مكسورة
    الاسد : ربما ، ألا ترى بعينك ، ان ساقي المكسورة هذه ، ليست بساق فأر كي يستعصي عليك رؤيتها
    الفتى:اكيد ، ولكن اين هي ، دعني اكشف عنها
    الاسد : تفضل ايها الطبيب ، والأن فقط علمت لماذا أنت هنا ، ( يضحك )
    الفتى: الحمد لله علمت اذن دعني اساعدك
    الاسد: ربما يكون العكس
    الفتى: لا كن مطمئنا
    الاسد: (باستغراب ) سأطمئن .. امسك ساقي وانظر لها
    الفتى: (وهو يمسك ساق الاسد ) كنت امزح معك. لستُ بهذا الغباء ولكن احببت ان اخرجك من آلامك بمزحة بسيطة
    الاسد: اوه.. اخفتني من غبائك  اسف اقصد من مزاحك ( يضحكان ولكن الاسد يتألم )
    الفتى: ( يتفحص الساق )  اه.. انها فعلا مكسورة
    الاسد: وهل يوجد حل 
    الفتى: بالتأكيد
    الاسد: كيف
    الفتى : تعلمت في بالمدرسة حينما تكون ساق مكسورة ، نضع تحتها وفوقها خشبا ونربطها بقطعة قماش
    الاسد: خشب  وقماش..؟
    الفتى: نعم وتسمى هذه العملية بالتجبير
    الاسد: التجبير..!
    الفتى: نعم
    الاسد: وحين تجبرها  هل ساقف من جديد على ساقي
    الفتى: ان شاء الله.. انتظرني  ايها الاسد
    الاسد: الى اين؟ 
    الفتى: لا تخف سأجلب ما نحتاجه لتجبير ساقك
    الاسد:اه بسرعة
    الفتى : يأتي بقطعتين خشب وقطعة قماش ويبدأ بربط ساق الاسد  ) كن مطمئنا ستكون  بخير
    الاسد: اتمنى يا صديقي  
    الفتى:اه.. كم جميلة كلمة صديقي وهي خارجة من فمك ، وبما انك ناديتني صديقي، هيا دعني اجعلك تقف
    الاسد: اقف ..؟
    الفتى: نعم اتكئ عليّ ، ودعني اوقفك
    الاسد :  هل انت متأكد اني ساقف
    الفتى : ان كنت قويا ولا تخاف
    الاسد: انا اسد سيد الغابة لا اخاف
    الفتى :  جيد اذن ، انا احتاج هنا إلى قوتك
    الاسد: ( يحاول ان يقف وهو متكئ على الفتى ) انا لا اعرف كيف اشكرك
    الفتى: لا تشكرني.. المهم انك وقفت الان على ساقيك وهذا مهم ، والاهم من ذلك ، انك ستسير الان على رجليك
    الاسد: معقول، هل استطيع !
    الفتى:  نعم، ستستطيع
    ( يحاول الاسد المشي بمساعدة الفتى )
    الفتى: ( مبتسما )  تاتي تواتي.. تاتي تواتي
    الاسد: ( يضحك )  انت صبي مشاكس
    الفتى : والان تستطيع ان تفعل ما تشاء كما كنت
    الاسد: نعم كل هذا بفضلك يا صديقي
    الفتى: شكرا لك انت لأنك جعلتني صديقك
    الاسد: وشكرا لك لأنك أعدت لي قوتي  ( يزعر )
    الفتى : ( يبتعد خائفا ) لا تزعر امامي انا اخاف
    الاسد: ( يضحك ) لا تخف، ولكن عليّ ان ازعر، كي يخاف الكل مني، واحصل على  الاكل بسهولة
    الفتى: وبإخافتك للأخرين تحصل على الطعام
    الاسد: بل هي مرحلة تحضيرية للحصول عليه. وتوجد طرق كثيرة للحصول على الطعام منها، افتراس بعض الحيوانات، ومنها مطاردة الاخرين وغيرها من طرق
    الفتى: اها..  فهمت .. عليّ ان اذهب الان قبل ان تأكلني
    الاسد: لا، لا لن اكلك لأنك صديقي ( وهو ذاهب )
    الفتى : المهم وداعا، وكن بخير، وخفف من ضغطك على الاخرين فهم ايضا اصدقاؤنا (يواصل سيره وهو يحدث نفسه ) لماذا كل ما افعل شيئا يكون شرا، متى سأعمل الخير،  وكيف.. ولكن انا افعل هذه الاشياء من اجل الخير فلماذا تصبح شرا، وما هو الحل؟  ماذا عليّ أن افعل؟ ( يجلس ليستريح امام نهر.. ينظر للنهر مفكرا) كيف يمكنني ان اعبر هذا النهر( ينظر يمينا يرى قنفذا ودجاجة امام النهر حائرين )               
    الفتى: ما بكما
    الدجاجة : الا ترى
    الفتى: ماذا ارى
    قنفذ: اننا لا نستطيع العبور الى الضفة الاخرى
    الفتى: ولماذا لا تستطيعان          
    الدجاجة: ( بسخرية )  ربما ليس لنا مزاج
    الفتى: ولماذا ليس لديكما مزاج؟
     (تتحدث الدجاحة إلى القنفذ والفتى يسمع )
     الدجاجة : ما به هذا الفتى
    القنفذ: ربما لأنه لا يعرف معاناتنا
    الدجاجة : او ربما  يسخر منا
    القنفذ: جائز
    الفتى: لا يا اصدقائي ،  بل احاول ان افهم  ما بكما ، ربما استطيع مساعدتكما
    القنفذ: هل ما تقوله صحيحا؟!
    الفتى: طبعا.
    الدجاجة: نحتاج ان نعبر الى الناحية الاخرى، لقد تعودنا دائما ان  تحملنا الحيوانات الكبيرة الحجم وتسبح بنا لكي تنقلنا إلى الضفة الأخرى.
    الفتى:اذن  لما انتما حائران ، إن كان هذا هو الحل
    الدجاجة: هل انت غبي
    الفتى: لا اسمح لك بإهانتي ،  انا هنا من اجل  مساعدتك
    الدجاجة: ونحن لا نحتاج مساعدتك
    القنفذ: لا يا صديقتي  لا تنعتي صديقنا بالغبي.. نحن نعتذر يا صديق,  ولكن وهل انت قادر فعلا على مساعدتنا ، ام تسخر منا؟
    الفتى: انا هنا لمساعدتكما صدقني 
    القنفذ: إذن اوجد لنا حلا كي نستطيع العبور، دون اللجوء إلى الأخرين
    الفتى : ( يفكر قليلا ) ماذا  افعل … ماذا
    القنفذ : هل انت تفكر من اجل أن تجد لنا حلا
    الفتى: طبعا، ولكن فكرا معي
    القنفذ: فكرنا بما في وسعنا ، ولم نجد حلا.
    الدجاجة: ( بهمس للقنفذ ) ان لم يجد لنا حلا ارمي نفسك عليه  كي يهرب مسرعا دون رجعة
    القنفذ: ( مبتسما ) ارميني عليه انت
    الدجاجة: هل انت تسخر مني
    القنفذ: لا ولكن احاول ممازحتك لحين ما ينتهي صديقنا من التفكير  (يضحكان)
    الفتى: وجدتها.. وجدتها
    الدجاجة: ما هي،  قل
    القنفد: ماذا وجدت؟
    الفتى: وجدت الحل الذي سوف يخلصكما من مشكلة عبور النهر
    القنفذ :هل ما تقوله صحيحا؟
    الفتى: نعم
    الدجاجة: متأكد
    الفتى: نعم
    الدجاجة: تكلم كيف؟
    الفتى: المهم نحتاج مساعدة كل من  في الغابة
    الدجاجة: ماذا تريد ان تفعل
    القنفذ:  ( بتعجب ) كل من بالغابة
    الفتى: نعم 
    الدجاجة: لا عليك فقط قل لنا ما تريد، وما بقي سهل فعله.
    الفتى :  دعونا نجمع كل حجر او حصى او أي شيء  اخر لا يطفوا على النهر ونرميه، حجارة فوق حجارة حتى يرتفع الحصى والحجر الى اعلى النهر
    القنفذ: وبهذا الطريقة نستطيع ان نصل للضفة الاخرى بسهولة
    الدجاجة :  انها فكرة جيده وذكية
    القنفد:  نعم صحيح انه فتى ذكي
    الفتى : هيا نادوا على كل من بالغابة كي نسرع في تشييد ممر للضفة الاخرى ( تذهب الدجاجة وتنادي كل من في الغابة من حيوانات، ثم يبداون برمي الحصى والحجارة في النهر حتى يصبح ممرا للضفة الاخرى )
    القنفذ:  شكرا لك ايها الفتى ( اصوات كثيرة من الحيوانات تشكر الفتى )
    الفتى: الحمد لله اني عملت لكم فكرت، بتشييد ممر على النهر
    النهر : وهل انت فرح بذلك
    الفتى: وكيف لا اكون كذلك وانا ساعدت كل من بالغابة وجعلتهم يتنقلون من هذه الضفة الى تلك دون تعب او حيرة
    النهر : وانا..!!
    الفتى : ( باستغراب )  وما بك انت..؟
    النهر: الا تعرف ماذا فعلت بي
    الفتى: ( بتعجب ) ماذا فعلت بك
    النهر: انك شطرتني الى نصفين وجعلتني اختنق
    الفتى: تختنق ..؟
    النهر: نعم  اختنق..؟ وايضا ستجعلني افيض حين لا يجري الماء، ويبدأ بالتصاعد من جهة الجريان وبعدها افيض
    الفتى: تفيض ..؟
    النهر: بالتأكيد،  وكذلك ستجعلني اغرق العالم واكون نقمة في الغابة وليس نعمة
    الفتى: تكون نقمة..؟
    النهر: وايضا جعلت السمك يبكي لأنك حبستهم ولم تجعلهم يتنقلون في كل مكان من  أماكن  مملكتي
    الفتى: ( باستياء )  لماذا كلما افعل شيئا لا يعجبكم،  هل انا لعنة ام نقمة عليكم.؟
    النهر: لا.. بل انت تفكر من زاوية واحدة بحيث تعمل خيرا لاحد  وشرا للأخر.
    الفتى : ولكن انا لا اقصد الشر للأخر، ولقد  تألمت عندما شاهدت الاصدقاء وهم لا يستعطون العبور إلى الجهة الأخرى
    النهر : اعلم ذلك، ولكن كان عليك أن  تراعي ما سيحصل في المستقبل لمن حولك
    الفتى :  وماذا افعل الان كي اساعدك؟
    النهر:  عليك ان تفكر، كما فكرت وانت تشيد جسرا على جسدي
    الفتى: لا لا.. لا افكر بل تعبت من التفكير سأرجع من حيث جئت ولن افعل شيء
    ( يرجع الفتى وهو منزعج مرة، وباكيا أخرى، حتى يصل غرفته وهو يلوم نفسه )
    الفتى : لماذا كلما احاول ان افعل شيئا ينقلب ضدي، كرهت نفسي وكرهت كل من حولي
    الصورة : لا  يا فتى لا تلم نفسك،  وتعذبها، لقد كنت تحاول أن تفعل الخير
    الفتى: هل صحيح كنت افعل خيرا
    الصورة:  نعم
    الفتى : ولكن كيف وانا تسببت في وجع والم النخلة وجعلت الاسد قادرا على الهجوم على باقي الحيوانات وافتراسها، واغلقت النهر ومنعت ماءه من الجريان، وهكذا سيأتي اليوم الذي سيفيض فيه ويغرق الغابة ومن فيها.
    الصورة : النخلة يا صانع الخير هي معطاء، تضحي بثمارها من اجل اشباع الناس ولكن كان عليك ان لا تقص العثق بل تقطف البلح فقط كي تثمر العثق من جديد في السنة المقبلة
    الفتى: ( بشيء من الفرح )  والاسد  فهو ذهب ليأكل الحيوانات
    الصورة : هذه  هي سنة الحياة، وانت علمت الاسد كيف يكون التعاون
    الفتى: ( بفرح )  صحيح ،  والنهر..؟
    الصورة:  عملت للغابة شيئا مهما يعجز عنه الكثيرون ( ضاحكا ) ولكن كان عليك قبل أن  تردمه بالحجارة والحصى أن تبني جسرا مرتفعا عن الماء بقليل.
    الفتى : هل تعلم يا عم بابا نوئيل انك افرحتني 
    الصورة: وسوف تفرح اكثر حينما أجلب لك هدايا، وحينما اكون حاضرا بينكم. 
    الفتى: ( راقصا ) الله ما اسعدني برضى العم بابا نوئيل عني . سوف اذهب الان لأعيد كل لعب اصدقائي، لأني تعلمت درسا في التعاون ومساعدة الاخرين. وواجب على كل  فتى ان يكون مثلي طيبا.. وداعا.                           
                                                                انتهت المسرحية