نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

    حوار مع الفنان التشكيلي عامر سلمان الشمري حاوره : محمد صخي العتابي

    حوار مع الفنان التشكيلي عامر سلمان الشمري
    حاوره : محمد صخي العتابي    
    الفنان عامر سلمان الشمري مولود في محافظة بابل عام  حاصل على شهادة الماجستير كانت بدايته منذ أوائل السبعينيات حيث كان يعمل في مديرية أعداد وتدريب المعلمين في بغداد حينها أختاره الفنان عطا صبري للعمل في دار التراث الشعبي في بداية تأسيسها للحفاظ على التراث الشعبي العراقي من الضياع والأندثار حيث عمل في قسم النسيج الشعبي مع العديد من الأسطوات القدامى في هذه الحرفة وشجعه الفنان عطا صبري حول فكرة معرض من النسيج وكانت البداية له أقام معرضه الشخصي الأول على قاعة المركز الثقافي الألماني في بغداد وأنتقل المعرض الى برلين في نفس السنة ضمن المهرجان العالمي للشبيبة والطلبة وحصل على دبلوم شرف الدولة والمهرجان وفي عام 1977 أقام معرضه الشخصي الثاني ببغداد ضمن مهرجان الفلكلور العربي الأول وساهم في نفس العام في مهرجان لنصرة الشعب الفلسطيني في أوربا وأمريكا وبعدها سافر الى دول أوربا الشرقية وكانت المحطة الأخيرة في بولندا حيث عرضت أعماله في كلية الفنون وارشو وتوزعت فيما بعد على خمس كليات فنون وأستخدمت كمادة دراسية (نماذج من نسيج الشرق).
    وعرض عليه الدراسة في كلية الفنون في وارشوا في قسم النسيج والتصوير ونقل تجربته الفريدة هناك غير أنه لم يواصل الدراسة لظرف عائلية.
    سألناه أولا:
    س - كيف تعرف نفسك .
    ج.عامر سلمان الأنسان والفنان الذي يحب الأخرين ويحب أزدهار الفن وأنتشاره ويحب أن تكون هناك مهرجانات وأحتفالات ومناسبات فنية وثقافية في أرجاء العراق.
    عامر سلمان الفنان الذي لم تتوقف أصابعه يوما من معانقة الخيوط الملونة في نسج أجمل اللوحات الفنية على أطارات النسيج لتشكل للأخرين لوحة فنية جميلة بأسلوب جديد.
    س - تعريف الجمهور بهذا اللون .
    ج - من خلال أعمالي النسيجية التي أنفردت بها عن بقية الفنانين العراقيين والعرب هي أن أقدم هذا اللون من الفن التشكيلي كأضافة جديدة في النسيج وأعمالي جزء من الفن التشكيلي ...وهي أعمال تطبيقية بل هي جزء من التصميم الذي يمكن أن ينفذ بعدة طرق وبعدت خامات من أجل أيصال الفكرة الفنية في اللوحة الى المشاهد والمتلقي.
    س - الكثير من النقاد والمتابعين يعتبرون هذ النوع من الفنون الحرفية .
    ج - هذه مجرد وجهة نظر وانا شخصيا لاأرد عليها واعتبر أعمالي جزء من الفن التشكيلي بل هي متمم للأعمال الفنية والدليل على ذلك أنني ومن خلال مشاركاتي في أكثر من ستين معرضا تشكيليا مفردا ومشتركا أجد نفسي وأعمالي في مكان جيد ومقتنع وندخل مباشر في قناعات الأخرين بل ونسبة كبيرة من المهتمين والنقاد أثنو على أعمالي أما المشككين والذين يحاولون الأساءة والتقليل من قيمة أعمالي فهم
    بعض الفاشلين أو الذين لم يستطيعوا مجاراتي أو تقديم اي عمل فني أو لغايات شخصية بعدة عن الفن.
    س - هل أضفت شيئا جديدا ومتميزا .
    ج - أنا أضفت الكثير طيلة الأربعين عاما قضيتها في مزاولة هذا اللون من الفن الذي درج البعض من الفنانين أو مدعي الفن والتقليل من قيمته أو تاثيره أو مشاركته في الحياة الفنية منذ بداية السبعينيات أنجزت أعمالي الفنية بمشاركتي في معارض عديدة أيام أزدهار مرحلة البوستر السياسي ومن خلال اللوحة التشكلية والخط العربي والزخرفة.
    س - من يشاهد لوحاتك الفنية يلاحظها بسيطة لاجديد .
    ج - من وجهة نظره أما وجهة نظري فأنا أغاير هذه الفكرة أعمالي ليست بسيطة وساذجة أنما هي أعمال فنية بكل معنى الكلمة وأستطيع القول بأن في هذه المقولة شيء للتجني وأقول لمن يقول هذه المقولة هل يسطيع أن يعمل مثلي لاأقول أنني أتحدى الأخرين بل أقول أنني متفرد في هذا اللون من الفن ولم يسبقتي أحد ولكنني  فخرا أن أعمالي هي مادة دراسية في خمس جامعات بولونية وكتبت عني العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه.
    س - الا تعتقد أن ظهور الآلات الحديثة أثر على عملك كفنان.
    ج - لقد أثرت الألة تأثيرا كبيرا على الفنون الحرفية وكادت تموت بل وماتت العديد من الحرف وأنزوى بعضها خجلا في زوايا الأزقة والدروب ومات وأندثر الكثيرين زاولها....مات جوعا وفقرا غير أني لم أهتم لذلك فقد كنت نشطا وأستفدت كثيرا من خلال عملي مع رائد الفن العراقي عطا صبري في بداية السبعينيات عند تأسيسه دار التراث الشعبي ومن خلال متابعتي ومساهمتي الدائمة وأبتكاري طريقة جديدة للعمل على أطارات خشبية .
    س -  هل هناك من يشكك بهذه التجربة الفنية.
    لاأهتم لتلك الأقاويل بل أقول انهم شلة من الفاشلين لان البعض ممن يحملون شهادة فنية لاهم لهم الا التشكيك بقدرة الأخرين وأمكانياتهم أنا أعرف قيمة نفسي وأعمالي فهي معروفة كثيرا في أماكن كثيرة من العالم وبدون أي ضوضاء.
    س - بأعتبارك تدريسي في كلية الفنون الجميلة لماذا لم يبرز طلبتك في هذا النوع من الفن .
    ج - لم يبرز في الكلية من مواهب في أغلب أقسامها بسبب خلل معروف للجميع لعدة أسباب منها المناهج التعليمية وطبيعة التدريس النظري واخلاق بعض التدريسين ..لم يبرز أي واحد من الطلبة هناك مواهب عديدة لم تصقلها الكلية وهناك مئات الخريجين بلاعمل بلا وظيفة من ذا الذي يشبع بطون الجياع الناس تبحث عن لقمة العيش لتبدع....لنعمل لنقدم الشيء الكثير للمجتمع كيف يبدع الجائع والخائف والفقير.
    س - هل للفنان عامر سلمان منافسين.
    ج - حسب معلوماتي ليس لي أي منافس بل وأنني أفرح كثيرا حينما أرى من يشاركني في أعمالي الفنية أو في طريقة وأسلوب عملي.
    س - ماذا تطمح .
     ج - أطمح أن أجرب كل مايجول في خاطري أطمح أن أن أنفذ مصورات كلكامش على النسيج أطمح أن أنفذ مصورات الواسطي على النسيج...أن أكتب شيئا عن تاريخ بلادي وأعتقد بأني حققت الكثير بأعتراف أساتذة وفنانين كبار.
    س - أنت راض عن نفسك.
    ج - نعم أنا راض عن نفسي فقد قدمت للأخرين أكثر مما قدم لي.
    س - وفي الختام ماذا تقول .
    أعتقد أنني حققت  جزءا كبيرا من ماكنت أحلم به...لقد حققت الكثير.

    https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiXK1bg29Qd_wBsU9jdvRUblxi4RTvWlgolpbzSyIykVsL7FdOSM449OOID5bPZjbk4ks2wOouc6Y5UQFM54hPFdgdQ2Y4jwfE7Y-5ug-Oi3BCVEU1uezncQRkpBG5-Ibi6TPAQLiILGyq6/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2581%25D9%2586%25D8%25A7%25D9%2586+%25D8%25B9%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25B1+%25D8%25B3%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2586.JPG

    قصص قصيرة جدا/96 بقلم : يوسف فضل

    يوسف فضل
     جوع
    رب أسرة ثري  الحال. متخم  بالامتلاء الطوباوي . بعد كل وجبه يلفه شعور الشبع  من كثرة الطعام فينتابه طابع غرائبي ؛لا يستطيع أن يجتاز الحدود الضحلة لأعماق صحراء نفسه العطشى للحاجات الصغيرة والبسيطة.
     
    عُمْر مُعَنَّى
    بترهل أدخلوه في أزمة منتصف العمر. سمع منهم هستيريا أحاديث النظرة السوداوية وضجة الحزن المتجددة. لم ينظر للخارج.تضاد معهم قدره أن يكمل عيش النضج الإنساني.
     
    الهدم
    قبل قليل كان العجوز جالسا معها يتحدثان. عندما ذهب لإحضار الدواء لها كانت جثة هامدة.بكاها ممسكا بيدها" ماذا حدث لمغيب روحها؟" لم يشعر بالامتلاء من الحياة بعد. وداعها ألهمه مؤانسا أنها سبقته إلى رحلة استكشاف جديدة.
     
    فشل
    باع مؤامرته بمهارة ، فانبعثت حياة جديدة داخله . كل يوم يغير جلده ويفكر بوجبة الغد والسعادة. لم يستطع أن يسوق الموت ليغادر باب سكنه .
     
    حقيبة وزارة
    - الصحفيون بانتظار سعادتكم. أنا متوتر .
    - أنا من سيرد على الأسئلة.
    - ما الجديد عندك في ظل هذه التغيرات؟
    - مثل خطب الجمعة!لكن بالتشفير.
     
    تقمص
    ترك الأطفال ما بنوه بالرمل على الشاطئ. هرولوا إلى البحر. نظر احدهم إلى الطيور وتمنى إن يكون إحداها . صادوه.
     
    رقص الشيطان
    حقدا سرقوا دين الفطرة وجادلوا فيه كثيرا .ارتدوا يكفروا ويقتلوا . انتحبوا مقرين بالإثم حول سياج المقام. قدموا قربان الخُمس.مارت أنفسهم بأنوار دخول (الجنة)!

    البناء النصي وصورته الفنية/عدي العبادي

     image
    يختلف محمود عباس العقاد مع طه حسين حول دلالة النص الشعري وعلاقته بالشاعر والبيئة التي ولد فيها النص حيث يعتبر العقاد علينا الرجوع للشاعر وفهم ظروفه لفهم المدلولات اما طه حسين يرى موت المؤلف وان علاقته تنتهي بحال طرحه في الساحة وعلى المتلقي الذي ينتهي اليه الخاطب كشف ما في وادخله وفضح المسكوت عنه ومع ما طرح الأساتذة يظل النص محط جدل حول ماهيته ونحن الذائقة العامة نتعامل مع النص كوجود إبداعي تحلينا جماليته على مواطن الإبداع فيه ونجد مجموعة من نصوص للشاعر عصام كاظم جري حملت طابع فني وشعري جمعها في ديوان أطلق عليه اسم ( خارطة الريح ) تنوعت كتاباته في طرحا من ما يدل على انها مثلت تجارب تختلف عند الشاعر
    لا ظل
    ولا ملجأ يحمل الدروب على الغناء
    الذي يلمع في أحدقنا
    احكم الصوت
    التي تكررها الإقدام
    وكلما احرق الحكمة
    أبحر في امتداد قميصك
    أيتها الأرض
    حلفت إلا أكون أمير لزمن ما
    وحلفت إلا اشرب كأس الفوز
    لان الهزيمة سمة ورائية
     عند تفكيك هذا النص لدخول إلى عوالمه لكشف مدلولاته نعرف انه يتحدث عن واقعية الشاعر الذي ترجمة عن نفسه أحاسيس أطلقها بطريقة شعرية معبر عن ذاتية يذهب الناقد العربي سلماوي إلى إن النص ابن الشاعر أو تجربة ممسوخة منه اي مكون من حالة عاشها تبرز ملامح ما يشعر به وجري في كتابته بوح عن تصوراته من خلال فنية طرحها بأسلوب خاص فهو يملك موهبة تمكنه من التعبير عن إرهاصاته
    أخذتنا الريح
    ونحن نلهو
    دون قوس
    فالأرض سباح
    والحشائش نهر
    لن يعقبه موسم للغرق
    ليس جديرأ
    إن نحلم بامرأة من دنانير
    ان نحلم بروايات
    تصدأ الذاكرة
     أفق واسعة في استخدام الجماليات كالريح التي أخذته والحلم بامرأة وربطها بواقعه انه يترجم أحاسيسه من خلال القصيدة  الحداثوية التي فتحت أفاق واسعة إمام الشاعر وقد تنوع في طرحه واشتغل على بناء متفرق حيث تجد عدة صور على سياق واحد ان هذا يدل على قدرة الذات الشاعرة عند عصام كاظم جري الذي يبتكر وينسق في لغة شعرية الحدث ودلالات نصوص مجموعته ( خارطة الريح ) تحمل فيض من شعر الحديث حيث يمتاز أسلوبه بكثرة الصور مع إيقاعات داخلي ومن ما يجعل القارئ في تناغم مع منتج جري 

    ليلة قدر / ماهر طلبه



    حين استمع إلى خطبة إمام المسجد؛ عادت له طفولته.. مدرس التربية الدينية.. التى مازالت علامات عصاه تلون روحه وذاكرته.. كثيرا ما حدثهم عن ليلة القدر، وكثيرا ما قال لهم انتظروها فى العشر الأخيرة من رمضان، وكثيرا ما ظل ساهرا..
     لم يكن يومها قد فتح بعد صفحة الأحلام.. لكن هذا المدرس فتح له بابها.. فكان يتمنى أن يقابل ليلة القدر ليطلب من الله أن يختفى مدرسه من حياته، أو يُدخل آياته فى قلبه فلا ينساها ويهرب من مصير دائما ما يقابله فى كل حصص الدين... ذكره إمام الجامع بالحلقة المدورة فى السماء.. الضوء الذى ينير فجأة.. باب الأحلام الذى يُفتح فتتحقق كل الأمانى والامنيات...
    دخل حجرة نومه.. شاهد على سريره شيئا ما يتحرك.. لم يدرك ما يشاهده فى أول الأمر... لكنه لم يتسرب إلى قلبه الخوف قيد أنملة.. لذلك اقترب.. كانت هى... حلم قديم وقد انزاح عنه وعنها الغطاء.. فبدت أمامه دوائر من الضوء الأبيض الناصع... تأملها طويلا.. يعرف أنها تظهر كلمحة عين.. لذلك أسرع برفع يده للدعاء... فتحت عيناها على صوته المرتفع.. ورسمت على وجهها ابتسامة حانية.. فزادت مساحة الضوء حول وجهها الصبوح.. دعته إليها... انزل يده المرفوعة بالدعاء... استجاب.
    ماهر طلبه

    الامام علي رجل المبادئ والقيم الانسانية / محمد صخي العتابي


    https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhjkS52V-u9toTrgXhWiJt4_rGgk__Qvh5e0V9LEmILfu4aWr-IM94LH0EHmU47qa3PLMLz32Ff-uRwe48j2sC3JcYwt2qh6FOXrIJqRJIonzFuYSgG3eApzyyoQJbg1U3ftNVUesHlD00/s1600/%25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25AF.jpg

    عندما نتحدث عن الأمام علي عليه السلام لابد أن نتحدث عن العدالة التي لازمت شخصيته والقيم الأخلاقية والقواعد الإنسانية النبيلة التي أخذها الإمام عليه السلام عن النبي
    صلى الله عليه وآله وسلم فهو الذي تولى بنفسه تربية عليّ (ع ) بعد  ولادته وذلك عندما أتت فاطمة بنت أسد بوليدها المبارك الى رسول اللّه (ص ) فلقيت منه حباً شديداً له حتى أنه قال لها: «إجعلي مـهـده بـقرب فراشي » وكان (ص) يطهّرعليّاً أثناء غسله ويحرك مهده عند نومه ويناغيه في يقظته ويتأمّله ويقول : «هذا أخي وولييّ وناصري وصفيّي وذخري وكهفي وصهري ووصيّي وزوج كريمتي وأميني على وصيتي وخليفتي»
    ولقد كانت الغاية من هذه العناية النبوية هي توفيرالتربية الصالحة لعليّ(ع) وأن لا يكون لأحد غير النبي (ص ) دورفي ‌تكوين شخصيته الكريمة وقد ذكر الإمام علي (ع ) ما أسداه الرسول الكريم اليه وما قام به تجاهه في تلكم ‌الفترة إذ قال : «...وقد عـلـمـتم موضعي من رسول اللّه (ص ) بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة وضعني في حجره وأنا وليد يضمّني إلى صدره ويكنفني في فراشه ويمسّني ‌جسده  و يشمّني عُرفه وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه واستطاع بهذه المرافقة الكاملة أن يقتطف من ثمار أخلاقه العالية وسجاياه ‌النبيلة الشيء الكثير وأن يصل تحت رعاية النبيّ(ص) وعنايته وتوجيهه وقيادته  إلى ‌أعلى ذروة من ذرى الكمال الروحي  وهذا الإمام أمير المؤمنين (ع ) يشير إلى تلك الأيام القيّمة والرعاية ‌النبوية المباركة المستمرّة إذ يقول : «... ولقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر أمّه يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً ويأمرني ‌بالاقتداء به».
     في اليوم الذي عزم فيه الرسول الكريم على الهجرة إلى يثرب اجتمع سادات قريش بدار الندوة واتفقوا على قتله فجمعوا من كل قبيلة شاب قوي وأمروهم بانتظاره أمام باب بيته ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل.جاء المَلَك جبريل إلى النبي(ص) وحذره من تآمر القريشيين لقتله فطلب الرسول الكريم(ص)  من الأمام علي عليه السلام أن يبيت في فراشه بدلا منه ويتغطى ببرده الأخضر ليظن الناس أن النائم هو النبي(ص) وبهذا غطي على هجرة النبي وأحبط مؤامرة أهل قريش وفي بعض الروايات انه سأل اصحابه من يبيت على فراشه فلم يجبه الاعلي ويعتبرالأمام علي (عليه السلام) أول فدائي في الإسلام بموقفه في تلك الليلة التي عرفت فيما بعد بليلة المبيت ونزلة الآية القرآنية الكريمة في شأن وحق الأمام علي عليه السلام حين نام في فراش الرسول (ص) بسم الله الرحمن الرحيم ﴿
    وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ﴾  كان الحبيب المصطفى قد أمره أن يؤدي الأمانات إلى أهلها ففعل حيث كان أهل قريش يضعون أماناتهم عند الرسول الامين (ص). وكانوا في مكة يعلمون أن عليا يتبع محمدا أينما ذهب لذا فإن بقاءه في مكة بمثابة تمويه لجعل الناس يشكون في هجرة النبي لاعتقادهم بأنه لو هاجر لأخذ عليا معه. بقي علي في مكة ثلاثة أيام حتى وصلته رسالة النبي محمد(ص) عبر رسوله أبي واقد الليثي يأمره فيها بالهجرة للمدينة
     خرج الأمام علي (ع) للهجرة إلى المدينة وهو في الثانية والعشرين من عمره وحسب رواية ابن الأثير في أسد الغابة فقد خرج علي وحيدا يمشي الليل ويكمن النهار بينما تذكر مصادر أخرى أنه اصطحب ركب من النساء هم أمه فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت محمد وفاطمة بنت الزبير وزاد البعض فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب أو ما سمي بركب الفواطم. ولم تمض غير أيام قليلة حتى وصل علي إلى قباء حيث انتظره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بها ورفض الرحيل قبل أن يصل الأمام علي(ع) الذي كان قد أنهكه السفر وتورمت قدماه حتى نزف منهما الدم وبعد وصوله بيومين نزل الأمام علي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة حين وصل الرسول الكريم إلى المدينة قام بما عرف بمؤاخاة المهاجرين والأنصار لكنه آخى بين علي وبين نفسه وقال له: «أنت أخي في الدنيا والآخرة»
     شهد الأمام علي(ع) جميع المعارك معه إلا غزوة تبوك خلفه فيها على المدينة بعده وقال له‏:‏ أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وسلم له الراية في الكثير من المعارك  عرف علي بن أبي طالب ببراعته وقوته في القتال وقد تجلى هذا في غزوات الرسول ففي غزوة بدر قتل الأمام علي(ع) نصف المشركين الذين قتلوا في بدر. وغزوة أحد قتل حملة اللواء من المشركين واحدا بعد الآخر و كانوا تسعة رجال ثمانية من بني عبد الدار و تاسعهم عبدهم مما أربك العدو و اضطره للفرار وفي غزوة الأحزاب قتل عمرو بن ود العامري أحد فرسان العرب وفي غزوة خيبر هزم فارس اليهود مرحب وبعد أن عجز جيش المسلمين مرتين عن اقتحام حصن اليهود قال رسول  الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح عليه» فأعطاها لعلي ليقود الجيش وفتح الحصن وتحقق النصر للمسلمين. وقيل إنه اقتحم حصن خيبر متخذاّ الباب درعا له لشدة قوته في القتال. وكان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة حنين . وكان لعلي سيف شهير أعطاه له النبي(ص) في غزوة أحد عرف باسم ذو الفقار  كما أهداه درعا عرفت بالحطمية ويقال أنها سميت بهذا الاسم لكثرة السيوف التي تحطمت عليها.
    ومن المشاكل الذي يعانيه مجتمعنا اليوم من مرض المحسوبية التي تؤدي الى وضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب وهذا ماحاربه أمير المؤمنين
    في حكمه اذ كتب عليه السلام الى عامله مصقلة الشيباني متوعداً إياه في شيء بلغه عنه: «بلغني عنك أمراً ان كنت فعلته فقد اسخطت إلهك وعصيت امامك انك تقسم فيء المسلمين الذي حازته رماحهم وخيولهم و أريقت عليه دماؤهم فيمن اعتامك من اعراب قومك.. ألا وان حق من قبلك وقبلنا من المسلمين في قسمة هذا الفيء سواء يردون عندي عليه ويصدرون عنه».
    حارب الامام علي (ع) الطبقية والحرمان والفقروهو القائل( لو كان الفقر رجلا لقتلته) وكان (ع) ملاذ للفقراء والأيتام تعامله الحنون والعطوف معهم بينما كان يمشي في شوارع الكوفة ليلا يتفقد الفقراء والايتام فسمع صوت أطفال يبكون فاقترب من الدار وطرق الباب ففتحت أمهم الباب فسالها الامام عن سبب بكاء اطفالها فاجابت انهم جياع ويبكون من الجوع
    فقال الامام (عليه السلام): ولم هم جياع؟
    فقالت: لاننا لا نملك الطعام
    تعجب الامام عليه السلام وسألها عن صاحب الدار فأجابت إن أبوهم قتل في المعركة ثم لاحظ الأمام ان هناك قدرا يغلي فسالها عنه فاجابت انني وضعت ماء في القدر وأنا أحاول ان أسلي الاطفال حتى ينسوا الجوع ويناموا ... فقال لها انتظريني أمة الله فأسرع الأمام الى داره وحمل جرابا فيه الطحين والسمن والتمر
    فقال له قنبر : سيدي دعني أحملها عنك
    فاجاب الأمام (عليه السلام): أنا اولى بحمله منك
    وحملها على ظهره وتوجه الى تلك الدار ... طرق الباب ففتحت له الأرملة الباب فقال لها : امة الله أما... ان تطبخي الطعام وانا اسلي الاطفال أو ان اطبخ أنا الطعام فقالت أن كان لابد فاوقد التنور فكان الامام عليه السلام يوقد النار في التنور ويقرب خده الشريف الى النار قائلا : يا علي ذق .. كيف يبيت الايتام جياعا ذق يا علي ... فجاءت المرأة كي تخبز الخبز فتوجه الامام الى الاطفال واصبح يلاعبهم ويحملهم على ظهره وهم يضحكون فرحين ... يقول قنبر تعجبت فسالت نفسي اهذا قالع باب خيبر قاتل مرحب ؟؟!! ولما اكمت المرأة الطعام كان امير المؤمنين يضع الطعام في فم الايتام ويقول ( كلوا وسالوا الله ان يغفر لعلي )
    روي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطب في آخر جمعة من شهر شعبان وتحدث عن شهر رمضان وشرفه وثواب الطاعة فيه فقام إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟
    فقال: يا أبا الحسن، أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز وجل، ثم بكى (صلى الله عليه وآله).
    قال له أمير المؤمنين: يا رسول الله ما يبكيك؟
    قال: يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر، كأني بك وأنت تصلي لربك، وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة صالح فيضربك ضربة على مفرق رأسك، ويشقه نصفين ويخضّب لحيتك من دم رأسك
    فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟
    فقال (صلى الله عليه وآله): في سلامة دينك ثم قال (صلى الله عليه وآله): يا علي من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبّك فقد سبّني، لأنك مني كنفسي، وروحك من روحي وطينتك من طينتي، وإن الله عز وجل خلقني وإياك واصطفاني وإياك، واختارني للنبوة واختارك للإمامة، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي، يا علي أنت وصيي وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي، أمرك أمري، ونهيك نهيي، أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية انك لحجة الله على خلقه وأمينه.

     كانت وفاة أمير المؤمنين (عليه السلام) قبيل الفجر من ليلة الجمعة ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة قتيلا بالسيف ، قتله ابن ملجم المرادي (لعنه الله) في مسجد الكوفة وقد خرج (عليه السلام) يوقظ الناس لصلاة الصبح ليلة تسع عشرة من شهر رمضان ، وقد كان ارتصده من أول الليل لذلك ، فلما مر به في المسجد وهو مستخف بأمره , مماكر بإظهار النوم في جملة النيام ، ثار إليه فضربه على أم رأسه بالسيف ـ وكان مسموما ـ فمكث يوم تسعة عشر وليلة عشرين ويومها وليلة إحدى وعشرين إلى نحو الثلث الأول من الليل ، ثم قضى نحبه (عليه السلام) شهيدا ولقي ربه تعالى .

    الرائدة التشكيلية العراقية نزيهة سليم


                                       الرائدة التشكيلية العراقية نزيهة سليم
             
          
                          
                          
     ولدت نزيهة سليم عام 1927 في اسطنبول لابوين عراقيين وكان والدها محمد سليم , عاشت في كنف عائلة ولعت بالفن التشكيلي..

         
    وبرز منها كل من الفنانين جواد سليم صاحب نصب الحرية الشهير في بغداد وشقيقها سعاد سليم وكذلك نزار سليم.
        

    الفنانة الراحلة التي تخرجت من معهد الفنون الجميلة في بغداد واكملت دراستها في باريس.

               
                     الفنانة مع امها واخويها ، وكذلك الوالد

     كان والدها ضابطا في الجيش العثماني وينتمي الى الرسامين الاوائل، معلمها الأول.. فقد كان يدعمها ويرعاها الى جانب سعاد وجواد ونزار، وقد شاركت، في وقت مبكر، خلال عقد الخمسينيات والستينيات، في رسم المشهد الحديث للتشكيل في العراق.. لتحافظ على أثر جواد في صياغة اهداف جماعة بغداد للفن الحديث. وجواد ذاته كان قد درّسها تاريخ الفن في معهد الفنون الجميلة ببغداد.

                               

                          الفنان الفرنسي فرناند ليجيه

     ثم اكملت دراستها للفن في المدرسة العليا للفنون الجميلة في باريس ( 1947- 1951) حيث تخصصت في الرسم الجداري الجداريات وتتلمذت على يد الفنان الفرنسي (فرناند ليجيه).

     كان باستطاعتها البقاء كمعلمة للفن في فرنسا بسبب تفوقها حيث كانت الرابعة على دفعتها في جائزة روما، لكنها اختارت ان تعود للعراق على الرغم من ان الآفاق التي فتحت لها في الخارج.

          
    وطوال نصف القرن الماضي شاركت الفنانة في نشاطات مختلفة كإسهامها في جماعة بغداد للفن الحديث.. وفي تأسيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، الى جانب دورها التربوي كأستاذة في معهد الفنون الجميلة حتى عام 1982.. واخلاصها لفنها جعلها تكرس حياتها لاستكمال مسيرتها الفنية، فقد عالجت قضايا المرأة، والعمل، والطفولة، بالأسلوب الذي يعبر عن مزاجها وشخصيتها.. فاسلوبها حافظ على فن لا ينفصل فيها الخيال الخصب عن ملاحظاتها الدقيقة في رسم النساء والطبيعة والموضوعات الاجتماعية.
                        
    اعطت كثيرا عبر اعمالها بالحياة الاجتماعية للمراة العراقية واظهرت معاناتها في كل مكان في السوق والبيت والعمل واظهرت تلك الاعمال تعاطفا واضحا مع المراة كانت الفنانة تحس الام المراة العراقية وتعكس معاناة المراة العراقية في قلمها الذي لم ينطفأ طيلة حياتها واكملت زمالة لمدة عام في المانيا الديمقراطية للتخصص برسوم كتب الاطفال ومسرح الاطفال.

       
    ولسوء الحظ سرقت اغلب لوحات الفنانة نزيهة سليم التي كانت في المتحف العراقي للفنون عام 2003 ضمن اكبر حملة سرقات للمتاحف شاهدها العراق , ولم يبق من تلك الاعمال سوى عدد قليل جدا.

       

    عملت استاذة بمعهد الفنون الجميلة منذ عودتها من باريس و محاضرة في كلية الفنون الجميلة.
                    

    كتبت الاقلام عنها لكن جذبني قول بعض النقاد والفنانين وانقل قسم منه نقلا عن جريدة المدى وجمعية المثقفين العراقيين .

                                

                                                الأستاذ مؤيد البصام
     الأستاذ مؤيد البصام فقد تحدث عن الأختلاف بين لوحة جواد سليم ولوحة نزيهة سليم وقال:

    لقد التزم جواد الخط البنائي الفني الشكلي الذي امتاز بالصلابة والقوة بينما اتبعت نزيهة الأسلوب نفسه إلا ان رسوماتها امتازت بالرقة والسلاسة، وربما يعود هذا إلى كونها امرأة.

    القاص والناقد محمد مبارك تحدث عن جذور تجربة الفن التشكيلي لدى نزيهة سليم قائلاً :
    لقد نشأت الفنانة في عائلة مبدعة، كانت شاهده على قدرات الأنسان العراقي الأبداعية ، وقد استمدت خطوطها من التراث العراقي القديم، واستلهمت فنها من معطيات الفن السومري والبابلي والآشوري.
       
    الرسامة (نزيهة سليم) آخر ما تبقى من عائلة تضم اشهر التشكيليين العراقيين، هذه العائلة التي ابتليت بالموت المبكر، فقدت (جواد سليم) ومن بعده نزار وسعاد، وظلت نزيهة سليم تعيش في عزلة، تعالج محنتها الصحية بمفردها، وفي أحيان تزورها تلميذاتها لرعايتها، وضعف الخدمات جعلتها في ازمة صحية قاسية. لك كل المجد ايتها العملاقة وستبقين نجمة ساطعة في تاريخ الحركة النسوية العراقية .

                                        
    ومن سوء حظ الفن ومحبيه ان تراث هذه الفنانة الغزير على مدى عمرها الفني المديد، تعرض بعد الاحداث المؤلمة الاخيرة التي عصفت بالعراق للسرقة والتلف والضياع والتخريب، حتى قبل ان يدقق ويوثق كاملا، وما بقي منه اليوم، كما تأتي به الاخبار لا يتجاوز الست لوحات

            وفي عام 2008 ودّعت بغداد الفنانة التشكيلية العراقية نزيهة سليم عن 81 عاما، بعد وحشة وكآبة عاشتها في سنواتها العشر الاخيرة. ووفاة هذه الفنانة بمثابة طي لصفحة مشرقة من سيرة رواد الأمل في الحياة العراقية المعاصرة. وعزاؤنا في ما راكمته من حضور في التجمعات الفنية مثل «جماعة بغداد للفن الحديث» أو من تأسيسها لكيانات فنية مثل «جمعية الفنون البصرية المعاصرة» اضافة الى دورها التربوي كأستاذة لتدريس الفن في «معهد الفنون الجميلة» ثم لاحقا في «أكاديمية الفنون الجميلة» ما جعلها اسماً متفرداً في فضاء حركة الفن الحديث في العراق

    رحمها الله الرائدة التشكيلية العراقية نزيهة سليم التي رحلت بعد أن ضاعت لوحاتها
    المصادر الحوار المتمدن /  كاترين ميخائيل

    ولن تكونى الأخيرة/ صابر حجازى


    نتيجة طبيعية قصص قصيرة جدا / ماهر طلبة


     

    أمن
    أمره الطبيب المعالج أن يفتح فمه – على اتساعه – ليرى الفاسد داخله.. فخرج من عنده مسرعا ليخطر الأمن.
    ذكر محاسن
    عدّد الجالسون محاسنه لها لعلها تلين وتنهي هذا الخلاف العائلي القائم بينها وبينه.... فلما انتهوا.. شكرت لهم سعيهم.
    الوريث
    نظر إلى ابنه الوليد الذي يلتهم ثدي زوجته بشراهة، وحاول أن يطرد الخاطر الذي يقتحمه... "هل يرث الأبناء الآباء وهم بعد أحياء؟".
    حرب جديدة
    لقد حلمتُ  أمس أني نائمٌ وحين استيقظتُ اكتشفتُ أن حلمي حقيقي؛ فقد كنتِ في حضن ابن ورد.
    سبق ترصد
    شاع في شارعنا أن الرجل القاطن الطابق الثاني من المنزل رقم خمسة عشر يحب المرأة التي تقطن المنزل المقابل. وأن قصة غرامه بها تمر عبر النوافذ المتقابلة .. شاع، لكن لم يتأكد الخبر. حتى أنا نفسي لم أكن متأكدا –رغم ترديدى المستمر للشائعة- فصرت أتعمد إطالة النظر إلى نافذتها –المقابلة- لعلي استطيع الإيقاع بالجانية.
    هزيمة مبكرة
    لأنه كان دائما بالنسبة لها شهريار، لم تستطع أبدا أن تمثل عليه للنهاية دور سندريلا.
    حتمية
    لأن شهريار وسندريلا بطلان فى حكايتين مختلفتين من كتاب الحواديت، كان الطلاق  هو النهاية الطبيعية بيننا .
    نتيجة طبيعية
    تسلل إلى صفحتها ليلا وسرق الحذاء ثم عاد يطالبها بأن تكون له سندريلا... في النهاية طردت من كتاب الحواديت/حياته بعد أن صارت –له- محض خادمة
    فراشة
    تملكتها شهوة الانتقال بين الرجال؛ فسقطت فى حضن "السلوى "*
     
    *السلوى : نبات اكل للحشرات
     

    خزف بابلي يقبض على اللحظة التائهة / محمد اسماعيل



     أوقف الفنان خالد جبار، الزمن، خزفيا، وهو يثبت قطرات ماء تندلق من جرة، ضمن معرض "تسعة فنانين من بابل" الذي نظمته قاعة "حوار" للفنون، مطلع أيار الجاري، وقد عدته منجزا استثنائيا، في سلسلة فعالياتها، بحسب الفنان قاسم سبتي.. مدير القاعة، الذي قال: "تخطى فنانو بابل أزمة الخزف التي تعانيها بغداد بسبب شحة الكهرباء اللازمة لتشغيل الافران".
    فنيا يراهم سبتي: "قدموا تجارب معاصرة.. غير تقليدية، وبهذا تسد الحلة الشاغر الذي تعانيه العاصمة، إذ تدخر مدينة صفي الدين الحلي ثمانمئة قطعة من نتاج هذا العام وحده، في حين لم يستطع المركز الا تقديم بضعة أعمال" عائدا الى إطراء موجودات المعرض: "أعمال فائقة الجمال، تدل على حس فني راقٍ وجهد ومواظبة متفانية، أسفرت عن التفاف هؤلاء الفنانين الشباب، حول أستاذهم حيدر رؤوف "تسعة تدريسيين شباب في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل، أشرقوا على بغداد" قال الفنان د. فاخر محمد، متابعا: "قدموا رؤى جمالية، من خلال تقنيات الخزف، متعاملين مع الشكل باعتباره إعادة لتأسيس الموضوع الواحد مرات عدة".
    عده الفنان فهمي القيسي: "يشي بتطلعات الشباب الاكاديمي" ووجد فيه الفنان محمد شوقي: "تجربة جديدة على عالم السيراميك قاطبة" فيما لمس الفنان محسن الشمري: "رؤى متعددة جمعها المعرض، مستوعبا طروحات قابلة للبحث النقدي طويلا، تفتح آفاق تنظيرية تمتد الى عمق مستقبل الحداثة التشكيلية" مؤكدا: "خزف أصيل، يوحي بتراكم خبرة عقود من السنين، وليسوا شبابا بعمر الزهور".
     "فتحوا أبواب السيراميك المغلقة" قالت الفنانة زهراء البغدادي، إجرائيا، أما فنيا فأوضحت بأنهم استخلصــوا الأشكال الماثلة أمام المتلقي من جهد مبذول في تأمل الطين وتركيب ألوانه، وسبكه كالذهب، داخل إطار غير مرئي من الوعي الفني الذي تحكم بالأفران وطوع نيرانها المهولة لإعطاء نتائج إبداعية مذهلة".
    من المشاركين قال الفنان منذر محمد: "المعرض نتاج تخطيط سنتين، جمعنا معا وكل واحد محتفظ بإسلوبه.. أنا عملت على الصحون والمزهرية المقطعة، التي وظفت فيها رموز العراق القديم" فيما اشتغل نبيل مع الله راضي، على المعالجات التكوينية للشكل الهندسي.. "استخدمت لون واحد وإثنين، في كل قطعة".
    خرم خالد نتاجاته، بحروف كوفية ومسمارية، قابضا على اللحظة الشاردة، في دورة الحياة، بينما قال د. سامر أحمد: "رابطنا 24 ساعة.. نصل الليل بالنهار، على مدى شهور، داخل مشغل كلية فنون بابل، بانتظار الكهرباء كي ننجز الاعمال، طالبا الا يربط الجمهور الاستخدامات النفعية للسيراميك، في صناعة الصحون والأكواز والجرار والادوات الكهربائية، مع خلاصات الفكر الجمالي المحلق الذي يعملون عليه كفنانين وليسوا حرفيين.
    مزجت د. زينب سامي، الموروث المزي ومزجته بالمعطيات المعاصرة.. "الارقام ذات المعاني السحرية، في حضارات وادي الرافدين.. 3 و7 و9.. أم سبع عيون.. الخضرمة.. الطقوس المؤداة والتقاليد المتبعة.. حرف السين، اربطها بالحاضر في خطاب تشكيلي ذي خصوصية لا تبقي أعمالي في نمط واحد، إنما تجريب متلاحق".
    شارك في المعرض كلا من حيدر رؤوف وسامر احمد وخالد جبار ونبيل مع الله راضي وحيدر صباح واطياف علي وسلام احمد وزينب سامي ومنذر محمد.