نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

المسرح في كربلاء والناصرية والحلة وبغداد:بقلم: صباح محسن كاظم

قبس ٌمن موسوعة المسرح العراقي في كربلاء






لاريب إن مشروع أرشفة الأنشطة الثقافية والفنية والأبداعية،يُعد من الأعمال المضنية التي تستوجب الاطلاع الواسع،والرصد المكثف، والإتباع الدقيق،والتحليل العميق، والمنهجية العلمية،والأمانة التأريخية...لكي يقدم الباحث إلى المتلقي طبقاً شهياً وزاداً معرفياً وجمالياً لاغنى عنه تارة ،وأخرى للحفاظ على الأرث الثقافي من طي النسيان .مالمسته من عمل توثيقي جاد ورصين وهادف تكفل الباحث"عبد الرزاق عبد الكريم" من خلاله أرشفة الأعمال المسرحية في -كربلاء المقدسة- وهو ينحو بإتجاه بوصلة المحافظة على الأرث الفني المسرحي -فرقة مسرح كربلاء الفني- في كتابه الصادر عن(دار الهنا للعمارة والفنون ومؤسسة إتجاهات الثقافية)2011 ب203 صفحات مع ملحق للصور؛إعتنى" المؤلف" بتتبع المسيرة المسرحية مؤكداً ص5 :((عرفت مدينة كربلاء منذ القدم أحد المظاهر التمثيلية المعروفة التي ترافق الأحتفال بذكرى معركة الطف الخالدة.وكذلك عرفت في العشرينات ومابعدها لعبة شعبية تسمى(لعبة البقال) كانت تقام في الأعراس وحفلات الختان والسمر......،)).

فالطقس المسرحي التأريخي المستمد من واقعة الطف الخالدة(من خلال التشابيه) أعتقد جازماًهو الجذر الأول للمسرح الكربلائي.وإن المسرح هذا الفعل الجمالي الذي يشتمل على جميع الفنون من خلال سينوغرافيا العرض المسرحي وجزئيات العرض من التشكيل والديكور والتصميم للأزياء والموسيقى والطبول والرقص التعبيري...إلى مكملات العرض تصب ببوتقة واحدة.وقد تطور المسرح في تلك المدينة المقدسة من خلال تعدد الأشكال المسرحية والمدارس الفنية الانسانية عن طريق الاجيال الفنية وخصوصاً بعد تخرج كوكبة من الفنانين من معاهد الفنون أو الدراسة بالخارج ومعرفة الاساليب الفنية الحديثة...،

فالتفاعل بين المنتج المحلي من الموروث الشعبي كنص ناطق خلوصي -الخلاص- والنصوص الممثلة الاخرى ك(المفتاح) ليوسف العاني و(فندق ابو مجيد) لبدري حسون فريد وغيرها ممن ذكرها "المؤلف" مع النص العالمي..والعربي ك(قضية ظل حمار) فردريش دورنيمان التي أخرجها عقيل أبو غريب أو (المليادير) لنواف أبو الهيجا إخراج علي الشباني.

يذكر"المؤلف"بالمقدمة: ((تم تأسيس أول فرقة أهلية وبشكل رسمي وقانوني في 24-4-1970 تحت إسم (فرقة مسرح كربلاء الفني) وإعتبر ذلك أكثر صيغة وأكثر تقدماً في العمل المسرحي كماً ونوعاً.)) وقد تفاعل المتلقي مع ماقدم من عروض مهمة تناولت قضايا قومية -قضية فلسطين-أو تناولت مواضيع ذات هم إنساني ..ومعرفي.. وجمالي ..أو عروض شعبية إتسمت بالكوميديا الهادفة فضلا عن عروض لمسرح الطفل.

وقد تولى مسؤولية إدارة الفرقة الفنانين عادل داود التميمي،نعمة أبو سبع، عبد الرزاق عبد الكريم.

وقد جدوّل "الباحث" تلك العروض تأليفاً وإخراجاً وتأريخ عرضها،وقد أحصى خمسة عشر عملاً مسرحياً بدءً من العنكبوت تأليف عادل التميمي وإخراج نعمة أبو سبع والتي عرضت بتاريخ 13-6-1970 إلى العروض الهامة الأخرى والمتنوعة في المضمون ،والأهداف ،والقيمة الفنية والجمالية وصولاً إلى عرض مسرحية "المليادير"تأليف نواف ابو الهيجا وإخراج علي الشيباني في 27-3-2001، التي تحتج على الحصار وتدين الطاغية ومن يثري بالاموال حتى لشراء الاعضاء البشرية التي يأبى من يمتلك الصحة أن يقدمها لمن يملك المال،.وقد دون المؤلف(عبد الرزاق عبد الكريم) بكتابه القيم الآراء النقدية التي كتبت عن الاعمال المسرحية بالصحف والمجلات في بغداد وكربلاء ومدن اخرى من العرض الأول الذي تناول الصراع بين أصحاب الارض والحق الفلسطيني وبين الامبريالية والتوطين وعرى وكشف العملاءوقد أكد المخرج(نعمة ابو سبع) على عملية النمو الثوري لدى الشعب من رقصة الاطفال في بداية العرض الى رقصة الفدائيين في النهاية من خلال أكثر من أربعين شاباً جسدوا العرض لقد أرشف -الباحث- تلك العروض كالمدمن- الخلاص- ليالي الحصاد- النخلة والسلطان- الغريب- ملك يبحث عن وظيفة- المفتاح- فندق ابو مجيد- آخر السهرة- الصياد الحائر(أطفال)-سبع السبمبع(دمى)- قضية ظل حمار-صوت الحر الرياحي-المليادير،..وقد ذكر المؤلف المفارقات منها مشاركة فتاتين بإحدى العروض مع عدم وجود العنصر النسوي بالتمثيل سابقا ،وكذلك الاستدعاءات الامنية والتقارير الاستخبارية حول مسرحية الحر الرياحي من خلال كتاب التقارير على الفرقة لتحريض السلطة عليهم .لقد قدمت كربلاء الاباء النصوص والعروض المهمة منذ مسرحية الشاعر المتألق -محمد علي الخفاجي- ثانية يجيء الحسين الى مسرحية رضا الخفاجي الحر الرياحي ومابعدها من مسرحيات كمسرحيات الاديب علي الخباز الصراع وغيرها والتي ستدخل بالاجزاء الاخرى للمؤلف الجاد المبدع عبد الرزاق عبد الكريم ،الذي نأمل صدور الاجزاء الاخرى لخدمة الثقافة العراقية الراكزة..

****

2-

ضمن اطار المسرح الاسلامي قدمت مسرحية(ملحمة الحسين) باللغة الفرنسية في 31-3-2011 وبحضور القنصل الفرنسي في الناصرية ،وهي من المبادرات الرائعة أن تمثل الملحمة بلغة عالمية ومن خلال -23- طالبة من ثانوية الزهراء لمتميزات، يبدأ العرض بصلاة للأمام الحسين بأصحابه ثم ينادي عليهم يازهير وياعباس..... لتبدأ الحوارات بينه وبين المنافقين من جهة أخرى ،والذين استحوذ على قلوبهم الشيطان لينحرفوا إلى الجحيم ، إن هذه المبادرة التي قام بها الاستاذ عباس الجابري مع نخبة من الطالبات كوهاد محسن(دور الامام الحسين-عليه السلام-) والطالبة زينب علي محسن عن دور زينب-عليها السلام- والطالبة وديان جبار قحطان عن دور السجاد-عليه السلام- والطالبة رؤيا علي لطيف عارف عن دور رقية بنت الحسين -عليه السلام- إنها بادرة تستحق الثناء لقدسية الملحمة ولأهمية المسرح فضلاً عن الاداء المميز بلغة فرنسية تخاطب الآخر لكونية الملحمة المقدسة...

3-حوار في المسرح العراقي مع نخبة من الفنانين البابليين:

من النشاطات الثقافية المميزة لإتحاد الادباء والكتاب في الناصرية هو الأماسي المتنوعة تارة في قراءات شعرية وأخرى لقاءات حوارية مع النخب المهاجرة التي قدمت الى مدينتها-الأم- كالقاص والتشكيلي حيدر عودة المغترب بأمريكا ؛وكذلك الشاعر علي البزاز القادم من هولندا والقاص حميد الامين القادم من الكويت والدكتور الفنان عبد المطلب السنيد القادم من امريكا؛فضلاً عن النشاط الثقافي المميز بإستضافة نخبة من المسرحيين البابليين وهم د-محمد حسين حبيب والفنان غالب العميدي و الكاتب والفنان محمد المرعب والممثل محسن الجيلاوي و نخبة من مبدعي بابل أدار الحوار الكاتب و الفنان علي عبد النبي الزيدي،وقد قدمت عدة أوراق مهمة جداً في الرؤية الجمالية لتطوير الحركة المسرحية سواء في الانشطة المدرسية او على المستوى الاكاديمي أو الفرق المسرحية ؛وقد ذكر السيد العميدي اهمية النشاط المدرسي في عمله ببابل حيث يقدم سنوياً اكثر من 90 عملاً فنياً،واكد د-محمد حسين على اهمية المسرح ببث الوعي القيمي النوعي والجمالي وثقافة بناء المجتمع،واستعرضت ورقت الكاتب المرعب تاريخ نشأة المسرح في بابل حيث تعود بواكيره الاولى الى عام 1916 أما الفنان محسن الجيلاوي أكد على ان المسرح المدرسي له خصوصية في تنشئة الاجيال والأخذ بصقل شخصيتها،وقد شارك ادباء ذي قار بالحوار والذي التمست من الاخوة في بابل ان يقدموا اعمال كتاب الناصرية الذي طبع -جمرات- وهو يحوي العشرات من النصوص المهمة لحسين عبد الخضر و ود-محمد سيف- وعلي الزيد وحسين الهلالي وغيرهم ،وقد اغتبطوا لتمثيل تلك الاعمال ووعدوا انها ستمثل مستقبلا.



4- أضواء على ألمنجز المسرحي لرابطة الغدير الأسلامية في بغداد



من الفرق والروابط والجمعيات الثقافية الفاعلة في المشهد الثقافي العراقي-الفرقة المسرحية لرابطة الغدير- فمن خلال متابعتي لأعمالهم بشكل مستمر في كل أربعينية للإمام الحسين- عليه السلام- أو بالاقراص المصورة لتلك العروض؛فضلاً عن نشاطها الأجتماعي المميز بدعم العوائل المتعففة والايتام وعمل نصب مجسم للقبة العسكرية بمدخل مدينة الصدر ومن المفارقة هي إن الرابطة تعتمد التكافل الاجتماعي بينها دون الدعم من مؤسسة حكومية وغيرها، فقد قدمت مسرحية(صوت الأغلال) وهو عمل مسرحي يجسد مظلومية الامام موسى الكاظم(عليه السلام) وعرضت بجوار العتبة الكاظمية المقدسة،ومدينة الصدر،وتحدياً للأرهاب عرضت في ديالى ناحية ابي صيدا وشارك بتمثيل العمل عباس زامل بدور الامام موسى بن جعفر-عليه السلام- خيري مزبان بدور هارون العباسي وعقيل كاظم السلماوي بدور السندي بن شاهك وضياء عبد الحسين بدور البهلول وأحمد لفته بدور علي بن سويد وعبد الله زعيبل بدور بشر الحافي ومهند سعيد بدور المسيب بن زهرة وخالد جبار بدور حميد بن قحطبة و الشيخ كريم الساعدي بدور الشاعر بن هرم

ومحمد مكي كامل بدور ابن الشاعر

وأسعد رحيم بدور الفضل بن يحيى البرمكي

وحسين ستار بدور سجين موالى وكاظم زغير بدور سجين موالي وعلي جبار صالح بدور مسرور وحمزة عودة بدور الطبيب النصراني وقام بتجسيد دور الأمام الرضا-عليه السلام- حسين الحميداوي بالاشتراك مع /مؤيد محمد،علي جواد،طه ،علي غليم،حسين علي،حسين كاطع حسين والرواديد الحسينيين:عبد الرحمن الملا، مرتضى الحميداوي،علي مهاوي الساعدي ديكور: سيد حامد دوحي،عدنان النجار،أحمد ريسان التصوير:رأفت كامل أنارة :أمجد حامد أزياء :بشير جاسم خليفة الكهربائيات: سيد محمد كريم العلاق،عباس غانم هندسة الصوت:سيد حمودي الياسري المؤثرات الصوتية رافد عيدان إخراج :علي جاسم خليفة ادارة العمل :عامر حسين ـ سعد سادر، إن هذا الكادر شارك بمعظم العروض الأخرى فقد غاب افراد من الاعمال الاخرى لكن الأغلبية هم من ساهم بتقديم تلك العروض الجادة .. والمهمة.. والمشرقة.. في سفر هذه الرابطة ،وتم عرض المسرحية بعدة محافظات ،ومنها كربلاء بين الحرمين الشريفين. ومسرحية ((جهل الناس)) ويجسد العمل جانب من سيرة سيد البلاغة والفصاحة والعلم والتقوى والجهاد أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب-عليه السلام- كذلك عرضت بمدن مختلفة، ومسرحية((الرحلة المقدسة)) والعمل يجسد مسير السبايا من آل البيت الكرام بعد شهادة سبط الرسالة الأمام الحسين -عليه السلام- من كربلاء إلى الشام وعودتهم إلى كربلاء، وقد عرض العمل في كربلاء بين الحرمين الشريفين ،وفي واسط ومدينة الصدر،ومسرحية ((العهد )) عمل مسرحي يمثل عهد الأصحاب مع الأمام الحسين-عليه السلام- في ليلة العاشر من المحرم

ومسرحية((زينب -عليها السلام-)) وهو من الأعمال المهمة التي جسدت صبر أم المصائب ليلة الحادي عشر من المحرم وحالها مع عيال الأمام الحسين-عليه السلام-

ومن الأعمال الكبيرة العمل التشبيهي الكبير -القربان- والذي يجسد ملحمة عاشوراء وإستشهاد سيد الشهداء -عليه السلام- وأهل بيته وأصحابه كل عام في العاشر من شهر محرم الحرام في مدينة الصدر.

وآخر العروض التي شاهدتها للرابطة في أربعينية الامام الحسين بكربلاء المقدسة هو عمل عتبات الندم لعلي حسين الخباز مثلها بجدارة علي جاسم بدور عبد الله بن الحر الجعفي- ومؤيد محمد الشهيد الروح-حسين ستار الشهيد الجسد -أحمد لفته المعاق(المقعد) -كريم الساعدي الضرير- خيري مزبان عمرو بن الحمق الخزاعي- ومهند سعيد ومحمد عبد الرزاق أصوات- فراس جاسم مؤثرات صوتيه وسيد محمد الياسري هندسة الصوت وعدنان النجار وخالد جبار ديكور- وإخراج علي جاسم...أراد المؤلف الاديب " علي حسين الخباز" توضيح ان لاقيمة للندم في حين كان بالامكان مساعدة الأمام الحسين-عليه السلام- من قبل عبد الله بن الحر الجعفي كأول زائر للحسين-عليه السلام- بعد إستشهاده، فإطفاء الأنارة والريح ترفض وصوله الى القبر وقد تفاعل علي جاسم مع النص وقدمه بإبهار، وقد نجح المخرج وكادر العمل بتقديم هذا العرض الجماهيري الحاشد مع وجود نخبة من الاكاديميين المسرحيين المختصين د-حسين التكمجي ونخبة من الاكاديميين، وكان مؤلف العرض يجلس إلى جواري وهو مسرور بما قدمه الممثلون من تفاعل مع المشهد المسرحي؛مجداً وطوبى لكل العاملين بهذه الرابطة آملاً مد يد العون لها لتقديم العروض في المسرح الأسلامي....

صباح محسن كاظم