نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

الاغاني الحديثة وتأثيرها على الفرد والمجتمع :بقلم:حميدة السعيدي


كانت ولا تزال الاغنية العراقية القديمة هي الاجمل والاروع خاصة في ستينات وسبعينات القرن المنصرم لانها تتميز بالموسيقى الهادئة والكلمات المعبرة كذالك شخصية المطرب التي تتميز بالرزانة والاحترام , كان الكل يهدف من وراء الاغنية النجاح وليس الربح والخسارة بحيث يتعاون الكل مع بعضهم البعض من شاعر وملحن ومطرب على ظهور الاغنية بالشكل الائق , اضافة الى ذالك تقوم  الدولة بتسجيل الاغنية مجانآ في الاذاعة والتلفزيون , ورغم كل الامكانات البسيطة نجدها تلاقي القبول والنجاح وعلى كل المستويات المحلية والعربية والدولية , بحيث ظهرت اغاني جميلة ورائعة لا تزال راسخة في الاذهان والنفوس لحد الان على الرغم من مرور سنوات عديدة على سماعها مثل (يا عشكنا, خطار , لا خبر لا جفية , يا طيور الطايرة , أعزاز , يا نورة , يا حريمة , وغيرها الكثير الكثير )  كما ظهر مطربين كبار لا زالت الاجيال تتذكرهم بأحترام وتقدير على مر السنين امثال ( قحطان العطار , فؤاد سالم , حسين نعمة , ياس خضر,  فاضل عواد ,وسعدون جابر واخرون )  .
كما ان  للمواضيع الهادفة دور كبير في نجاح الاغنية العراقية القديمة عكس ما يطرح حاليآ من مواضيع منحطة سخيفة تعتمد على السرد الممل والكلمات التي تخدش الحياء والموسيقى الصاخبة اضافة الى المطربين الذين يتميزون بعدم الرزانة , كذالك اسلوب الرقص الذي يستمر من بداية الاغنية ال نهايتها ,واستخدام نساء شبة عاريات للرقص والايحاءات الغير اخلاقية , لذاك نجد اغلب الاغاني الحديثة فاشلة والمطربين ايظآ يتميزون بالفشل وعدم الاستمرارية لوقت طويل .

اما تأثيرهذة الاغاني على المجتمع فهو كبير وذو نتائج سلبية على المدء البعيد لانها تدمر ذوق الفرد وتجرح الحياء لان اغلب كلماتها مرفوضة دينيآ وخلقيآ , لكن وعلى الرغم من كل ذاك نجد بعض الشباب يستمعون لها , اما البعض الاخر فيقوم عمدآ برفع صوت المسجل الى اعلى درجة خاصة في المحلات والسيارات متناسيآ ان هناك اناس في الشارع .
ان هذة الظاهرة ليست بالحضارية وامام الاسرة والمجتمع والدولة تقع مهمة صعبة لتحسين الواقع الثقافي للفرد العراقي والبدى بالاسرة ثم المجتمع واخيرآ الدولة , لان للاسرة دور كبير في تربية الفرد وتنشئتة على القيم والاخلاق الجيدة بأعتبارة العالم الاول  الذي يفتح الانسان عينية علية لذالك على الوالدين ارشاد الابناء الى ما هو مفيد وهادف من البرامج  التلفزيونية والعلمية والثقافية والتي تظهر في عدة قنوات فضائية وترك القنوات الفضائية اتي تبث البرامج الغير اخلاقية والاغاني المنحطة والمسلسلات التركية التي تنشر الفساد والفوضى بين الناس خاصة جيل الشباب , كذاك للمجتمع والدولة  دور كبير في الحد من هذة الحالات السلبية من خلال نشر الوعي الثقافي والديني بين الناس بأستخدام وسائل الاعلام والندوات التي تعقد وتبث من خلال القنوات الفضائية وقنوات البث المحلي لان للاعلام دور كبير في مثل هذة المواضيع من خلال شرح ما هو جيد وما هو ردئ , كذالك على الدولة محاسبة المخالفين من اصحاب المحلات والسيارات وفرض غرامات مالية عليهم من اجل الحد من هذة الظاهرة السلبية الدخيلة من الغرب والتي تخالف تعالم الدين الاسلامي وعادات وتقاليد الشعب العراقي لانها وباء سريع الانتشار بين افراد المجتمع وله عواقب وخيمة على المدى البعيد على الاسرة والمجتمع .
حميدة السعيدي