نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

فيلم (في المدرسة) على قاعة فؤاد التكرلي وندوة نقاشية عن الاسبوع العالمي لمحو الامية:بقلم: حذام يوسف طاهر

شاهد من الغرابة والبؤس والتمييز لوضع بعض مدارسنا الابتدائية في ضواحي العاصمة بغداد... في الصف الواحد (75-100) تلميذا وتلميذة بعضهم افترش الارض والمعلم يلقي محاضرته بصعوبة وبمساحة محدودة..! وتستقبل بناية المدرسة يوميا اكثر من 4 الاف طفل فالدوام لثلاثة مدارس.. بناية غابت عنها خدمات اساسية كالمرافق الصحية وساحات خضراء ورحلات وابواب وشبابيك متهالكة...
 
وانقطع عنها الماء الصالح للشرب والكهرباء وادارة مدرسية تشكو الاهمال من المسؤولين في دوائر وزارة التربية وشحة في الملاكات التعليمية والكتب والقرطاسية السنوية.. هذه المشاهد تابعها جمهور قاعة التكرلي الثقافية صباح يوم الخميس الثالث من آيار 2010 بمناسبة الاسبوع العالمي لمحو الامية وتم عرض فيلما توثيقيا بعنوان (في المدرسة) انتجته جمعية الثقافة للجميع واشرف عليه الدكتور عبد جاسم وقام بالمونتاج والاخراج الفنان المصور حسين علي ،الفيلم اثار جملة تساؤلات وملاحظات من قبل الحضور حول معاناة الطلاب والهيئات التدريسية والواقع البائس للعملية التعليمية والتربوية وقصور الحلول والاهمال في محاولات النهوض الحقيقي لمكانة ودور هذه المدارس ورسالتها التربوية...
معاناة من الاكتظاظ وصعوبة تلقي المادة الدراسية وبعض المدارس عن قرى واحياء وصعوبة وخطورة الوصول وبالتالي ازدياد ظاهرة التسرب من الدراسة وخاصة البنات مع غياب تام للخدمات العامة من ماء الكهرباء وطرق وآمن وصحة ومؤسسات اجتماعية ، عن تفاصيل واهداف انتاج الجمعية لفيلم (في المدرسة) قال الدكتور عبد جاسم الفيلم يعكس حال مناطق قاطع 9 نيسان والاحياء المجاورة كالباوية والفضيلية الرشاد والمعامل وهي ضمن العاصمة بغداد وتم التصوير بتعاون كبير من الاصدقاء هناك واكتشفنا البؤس والبطالة والحرمان وسوء التغذية والانحرافات الاجتماعية والتشتت الذي يعيشه هؤلاء من الصغار والكبار... واسألكم من المسؤول؟ واضاف ما نعرضه اليوم يمثل جزء من الواقع المرير وهدفنا ايقاظ الشعور باهمية العمل المشترك كمنظمات مجتمع مدني والتوجه لعرض الفيلم على المثقفين والتربويين ومسؤولين المؤسسات التعليمية واقترحنا كجمعية عرضه في ساحة التحرير ليطلع شعبنا على حقيقة بؤس العملية التعليمية والتربوية... لان التمييز قائم بين مناطق فيها مدارس نموذجية وبيئة صحية كاملة واخرى محرومة ومهملة من كل شيء ، ثم تحدث السيد هادي الجزائري عن تجربته وتعاونه مع نشاطات الجمعية في ميدان مراكز محو الامية في المناطق الفقيرة...

وقال"ان دوافعي حب العراق اولا وثانيا الايثار بالعمل الثقافي والمنفعة التي تعود للفقير... وما شاهدناه هناك هو صورة من مئات المناطق المحرومة من التعليم والصحة والامان... وقناعاتي ان هناك تكاسلا وتواطئا ومحاصصات وطائفية والمسؤولين لايعملون على نقل الخدمات لهؤلاء اقول اصطدمنا بمديريات مرتشية وخاصة بالمشاريع الانشائية التي تخدم الناس في حين هدفنا كان خدمة الناس والوصول لخدمات تعليمية سليمة" ، واقترح عمل لقاءات مع مديريات التربية وان نعرض الفيلم داخل قاعاتهم ولنسمع رأي لجانهم التربوية وامكانية العمل المشترك لمعالجة هذا الواقع البائس ، وكان للتربوي عادل فاضل تعقيب عن ماشاهده من صور الفيلم فقال عملت فترة في مدارس منطقة المعامل وعشت حالة البؤس والمعاناة والاهمال لمدارسنا وطلابنا هناك...
وارى ان القيادات التربوية المسؤولة غير معنية بهذا الميدان لانهم جاؤوا من المحاصصة والتكليف والسيطرة على مصادر الوزارة لصالح الاحزاب... نحن نحتاج لتربويين اختصاص يعرف عمق وحجم المشكلة ، ونلاحظ حالة التجاوز على مكانة  ودور المعلم حتى داخل الصف من قبل اولياء امور الطلبة والمجتمع... هناك ادعاءات باطلة وضغط مستمر على المستوى الدراسي للطلاب فضلا عن التهديد بين الحين والاخر حتى لدينا شحة بالتأثيث والادارة رغم المخاطبات والوعود عليه اقترح عقد اجتماعات دورية بمشاركة المجالس المحلية بالمناطق مع ادارة المدارس لتشخيص حالة الخلل واقتراح المعالجات.واقترحت الدكتورة رغد السهيل ان يعرض الفيلم في اروقة البرلمان وخاصة لجان التربية والنزاهة والمرأة والطفل وبالتالي فتح الحوار معهم حول دورهم في استمرار هذه المعاناة مع اقتراح الحلول ومحاسبة المقصرين لأننا بحاجة لعمل ديمقراطي حقيقي.والاعلامية حذام يوسف التي ادارت الجلسة اشارت لغياب البيئة المدرسية الصحية وما تتعرض له من تجاوزات في ضعف الخدمات البلدية وتكدس النفايات واحراقها وبرك المياه الآسنة والامراض والحشرات والضوضاء اليومي من مكبرات الصوت في المناسبات الدينية والاجتماعية وتأثيرها المباشر على الدراسة والتعليم...في حين دعا الكاتب حسن حافظ الى اعتماد وتطبيق قوانين وتعليمات الزامية التعليم ومحو الامية بالردع وفرض العقوبات على المتخلفين ويتم بتعاون المؤسسات الحكومية والمجالس البلدية والمنظمات المدنية.
 حذام يوسف طاهر