نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

حضور مسرحي فاعل و(عربانة) قاب قوسين أو أدنى من الفوز…عبد العليم البناء


حضور مسرحي فاعل و(عربانة) قاب قوسين أو أدنى من الفوز…عبد العليم البناء

إعتاد المسرح العراقي أن يكون دائما في الواجهة بل ويتصدر بحضوره الفاعل كل المهرجانات والملتقيات والمنتديات التي يلتئم فيها شمل فرسان الابداع المسرحي من كل مكان بكل فئاتهم ممثلين ومخرجين وكتابا وباحثين وأكاديميين وباحثين.وكان مهرجان المسرح العربي السادس في الشارقة الذي أقامته الهيئة العربية للمسرح ميدانا جديدا لتوهج وتألق المسرح العراقي بكل جدارة وإقتدار حين دخلت مسرحية (عربانة) للفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح دائرة المنافسة بقوة في مسابقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح لأفضل عرض عربي متكامل لعام 2013 مع تسع من المسرحيات العربية.
فهذه المسرحية التي صاغها نصا المبدع حامد المالكي وسينوغرافيا وإخراجا المبدع عماد محمد وتمثيلا المبدعون :عزيز خيون ولمياء بدن ويحيى إبراهيم وبهاء خيون تمثيلا ضرغام عبد الهادي وعباس فاضل واحمد هاشم واحمد ثائر تمثيلا أوقدت حماسة الجمهور – كما ذكر الفنان العراقي المغترب كريم رشيد في مقالته بملحق فنون الخاص بجريدة الصباح – بفيض من الانفعال المعبر عن الجرح العراقي الذي يقاوم طعنات الارهاب والتطرف وتبعات الاحتلال ومخلفات العوز والحرمان لاسيما أن هذه الرائعة المسرحية قد حظيت بترشيح لجنة التحكيم للفوز بالجائزة مع مسرحيتين أخريين فكانت قاب قوسين أو أدنى من حصد الجائزة لتكون أحد أضلاع المثلث الذهبي للاختيار النهائي والذي يشكل بحد ذاته مؤشرا قويا وحاسما على أهمية ومكانة وقوة الفعل الابداعي شكلا ومضمونا وهي تتناول الواقع العراقي عبر مراحل متعددة من تاريخ العراق الحديث والمتغيرات التي حدثت بعد 2003 وتأثيرها على المتغيرات العربية المتمثلة بالربيع العربي فضلاً عن الدعوة للاستمرار بالحياة نحو مستقبل مشرق كما أنها كانت قريبة من الجمهور ولامست واقعاً مريراً يعيشه العالم العربي من سوء أوضاع وأحوال معيشية وافتقار للأمن والأمان وتدني الاقتصاد والأهم من ذلك كله رخص الإنسان وحظيت بثناء وإعجاب النقاد والمسرحيين الذين أشادوا بالمسرحية وأداء الممثلين وقوة النص والمعالجة الإخراجية المتميزة.
ولم يتوقف هذا الحضور والتوهج الابداعي العراقي الذي إبتعد فرسانه الاصلاء عن الشكليات والتطلعات والمصالح الشخصية والذاتية عند هذه الحدود فكان أن تم تكريم الكاتب المسرحي الكبير عادل كاظم صاحب الروائع المسرحية الخالدة عادل كاظم وزميله الكاتب فلاح شاكر ضمن قائمة القامات العربية الكبيرة من المؤلفين المكرمين من مختلف البلدان العربية
واقترن ذلك كله بفوز حاسم وكبير حققه المسرح العراقي في هذا المحفل العربي المهم للكاتب العراقي المبدع جليل خزعل بالجائزة الأولى في مسابقة التأليف المسرحي للأطفال التي أقامتها الهيئة العربية للمسرح دون أن نغفل ذلك الحضور الباذخ وعمق الاصالة والتواصل الفكري والنقدي على صعيد الندوات الفكرية والمناقشات والتعقيبات الموازية حيث شكل الجهد النقدي العراقي علامة مميزة في ما قدمه من تداخلات معرفية مجموعة من أبرز النقاد والاكاديميين والفناني العراقيين المعروفين أمثال : د.فاضل الجاف وفاضل عباس ود.عواطف نعيم ود.محمد حسين حبيب ومحمود أبو العباس وأحمد الماجد.
وإن كنا ننسى فلن ننسى تلك الاسهامة الرائعة والرائدة والمؤثرة لثلة من المسرحيين العراقيين المغتربين في إنبثاق (الملتقى التأسيسي للمسرحيين المغتربين العرب) الذي عُقد في إطار المهرجان وهم كل من: د.حازم كمال الدين ود.فاضل الجاف وكريم رشيد منسق الملتقى وهو مشروع تبنته الهيئة العربية للمسرح لتفعيل التواصل المعرفي بين فناني المسرح داخل وخارج الدول العربية و بدأ العمل فيه منذ نيسان2013 إذ تركزت مرحلته الأولى على احصاء وتوثيق نحو مائة فنان عربي في شتى أنحاء العالم بمختلف الخبرات الفنية والأكاديمية نجحوا بالالتحام في جسد المجتمعات الجديدة ليكتسبوا منها خبرات ومعارف أثرت تجربهم ونظرا للعدد الكبير من المسرحيين العراقيين المهاجرين الموزعين بين المغتربات فقد كان لهم الدور الابرز في جمع بيانات عن مجمل الجهد المسرحي العربي المغترب وتنويعاته الموزعة ما بين مستويات الاحتراف الحقيقي والدراسة والهواية