نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

رحيل الموسيقار العراقي الكبير غانم حداد في عمان......هشام عودة


شيّع فنانون ومثقفون ومواطنون عراقيون واردنيون ظهر أمس جثمان الموسيقار العراقي الكبير غانم حداد الذي توفي في عمان الخميس الماضي عن سبعة وثمانين عاما، قدم خلالها انجازات موسيقية مهمة على صعيد الموسيقى العراقية والعربية، وهو كما وصفه الشاعر حميد سعيد يمثل قامة موسيقية كبيرة ألقت بظلالها على جيل كامل من الموسيقيين والفنانين العراقيين والعرب، في حين قال الموسيقار العراقي الدكتور علي عبد الله بأن الفنان غانم حداد هو آخر التلاميذ الأربعة للشريف محي الدين حيدر، فهو الفنان الكبير الذي احتفظ بأسرار الشريف حيدر وخصوصياته وطرق تدريبه للموسيقى بشكل عام ولآلة العود بشكل خاص.
وأضاف د. عبدالله أن الفنان حداد يعد آخر عملاقة الموسيقى في العراق التي نهضت، معه ومع مجايليه خلال الخمسين عاما الماضية، فقد كان أحد المدرسين الأساسيين في معهد الفنون الجميلة ببغداد، ولا بد من القول بأن الفنان حداد، كما يقول د. عبد الله هو صاحب أجمل مقطوعة موسيقية التي أطلق عليها اسم «سولاف»، وهي مقطوعة تمثل حميمية العلاقة بين مكونات الشعب العراقي، القومية والطائفية، حين تحدثت عن هذ الفسيفساء الديمغرافية، فقد كان التجانس الموسيقي في «سولاف»، بمثابة الهرمون الفقري لشهرة الفنان حداد عراقيا وعربيا، لذلك أطلق هذا الاسم على ابنته، وقد نظر إليه العراقيون على أنه موسيقار الأجيال الذي تربت على يديه كوكبة من الفنانين العراقيين، بالاضافة الى أنه كان إنسانا رقيقا وطيبا ومتصالحا مع الجميع.
من جهته قائد اوركسترا عمان السمفوني الفنان محمد صديق عثمان أن غانم حداد كان علما من أعلام الموسيقى في العراق والوطن العربي وترك بصمته الواضحة في هذا المجال، ويعود له الفضل، كما قال عثمان، في تأليف تخت شرقي رباعي الوتر، ورحيله يمثل خسارة كبيرة للموسيقى، ليس في العراق فحسب بل في الوطن العربي أيضا، فيما أشار قارىء المقام العراقي الفنان حسين الأعظمي الى أن رحيل الفنان الكبير غانم حداد يمثل خسارة كبيرة من الصعب تعويضها، لافتا النظر إلى أنه من الدور الرئيس الذي لعبه حداد في خماسي الفنون الجميلة، الذي تشكل من كبار الفنانين العراقيين، قد أنجز عددا مهما من الإنجازات، لعل من أبرزها توثيق الكثير من مفردات التراث الفني العراقي، وهو الى ذلك واحد من أهم عازفي العود الذي انجبهم العراق.
وكان غانم حداد المولد في جانب الرصافة في بغداد عام 1925، انتقل للإقامة في عمان منذ الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003، وورث عنه عدد من أبنائه الموسيقى، ودفن يوم أمس في مقبرة سحاب.
 هشام عودة