نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

    الرسالة الثانية من المرأة ذاتها / فراس حج محمد

    صباحك قبلة تنعش روحك الحلوة. صحوتُ من النوم باكرا جداً، كنتَ فيَّ، غارقاً في حرير جسمي وتعوم في شهوة مائي. يا لتلك اللذة ما أبدعها معك! يا ليتك بقيت مدة أطول، وليتني لم أصحُ...

    أرجو أن تقرأ رسالتي قبل أن تقوم من مقامك. أعتقد أن سريرك دافئ بمن فيه، لكنني لو كنت أنا التي فيه لأصبح أكثر دفئاً. فلو كنت معي وبجنبي لكان للوقت طعم الجنة... إياك أن تشك بمثل هذا!

    يكاد يقتلني الفضول لأعرف... أظن أن حبيبتك قد سألتك عني، أليس كذلك؟ أعرف أنك لن تجيب على رسالتي هذه. أشعر بخيبة أمل أنك لم ترد على رسالتي الأولى، واكتفيت بنشرها على الملأ. لا مشكلة لدي، انشر ما تريد، وأشبع غرور ذكوريتك. أصدقاؤك مثلي يقتلهم الفضول يا ليتك حدثتني عما حدث بينك وبينهم، يحسدونك عليّ أليس كذلك؟

    في فترة انتظار رسالتك التي لم تأتِ قرأت كتابك "نسوة في المدينة"، لم يعجبني كثيرا، هناك مشاهد قصصية جميلة لكن الكتاب بالمجمل كتاب ليس جيدا، تعاطفت مع امرأة الفصل الثاني، يا ليتني كنتُها، هل هي بالفعل حبيبتك التي تكتب لها كل شيء كل يوم؟

    سأبوح لك بسر لو طاوعتني، فإنني أعرفها جيدا وقابلتها كثيرا، أظن أنها لا تستحقك بالمرة، لو كتبتَ فيّ ما كتبتَه فيها ووصفتني كما وصفتها لم أدعك تفلت مني دقيقة واحدة قبل أن أعصرك كلك فيّ. وأريك كل شيء كما وصفته، ما زلت أحفظ شكلها كما ترسمه في قصائدك... كلما قابلتها تفحصتها وأقول: كم أنت بارع في الوصف والتصوير. أعجبني جدا تركيزك على عجيزتها ونهديها، أؤكد لك أن لها عجيزة رائعة ومن حق لعابك أن يسيل على شقّيها وما بينهما، ونهداها جميلان ومغروران يقتحمان العين دفعا لانتصابك مع أنها قاربت الستين عاما على ما أظن، أعذرك لكنها لا تقدر قيمتك!

    المرأة في الفصل الرابع امرأة غير ناضجة لغويا، ولا مشاعريا، أعتقد... إن كانت فعلا حقيقية، ستصحو من سكرتها وستتركك.

    اسمع، أعرفك كلك، وكل ما فيك أعرفه حتى موضع الشامات في جسدك، ستقول أين لي هذا سأخبرك لو شاركتني ليلة واحدة على الأقل في شقتي. ها أنا أطلب منك للمرة الثانية أن تزورني في شقتي، لا تدّعي أنك يوسف عصرك، تعال واشبع مني وأشبعني إلا إذا كنت لا تستطيع... فالأمر مختلف.

    كل يوم تنام صورتك معي، تخيل أنني أضع صورة لك على صدري يوميا قبل أن أنام... أغفو وأنا أتخيلك تمارسني برقة حتى أصل  لكامل شهوتي وأنت فيّ.

    لعلك لم تصدق، ومعك حق، ولكن تعال وانظر، وادخل إلى غرفتي ونم معي على سريري وتمتع بي. واستحمّ معي سترى جنوني، سأعيد صناعتك على مهل. وأنسيك كل النساء العالقات على جثتك، سأزيلهن كلهن، وأتركهن ماضيا يعيش في كتبك وقصائدك.

    كم أشتاق أن تكتب ردا على رسالتي، هل تخاف مني؟ أطمئنك أنني لست مخابرات لأوقعك وأستغلك، كل ما في الأمر أنني أشتهيك، وأريدك، ولن تفلت مني مهما حاولت، سألاحقك لآخر نفس فيك وفيّ، وستجثو يوما بين فخذي لتُروى. أنا متأكدة، ولن يطول بك التمنع حتى تهطل مطرا غزيرا يغسل لوعتي وحر اشتياقاتي.

    قبل أن أختم...

    جميلة مقالتك حول فيلم صالون هدى، وأشاركك الرأي فأنا يسارية التوجه مثلك، كم كنت مذهلا في التحليل وخاصة فيما له علاقة بالسلطة والمقاومة. أرجو ألا تنسى أنك أيضا معلمي، تعلمت على يديك أشياء كثيرة، فدعني أرد لك جزءا من هذا الجميل، لأعطيك نفسي راضية مرضية😀 

    لن أرسل لك صورا لي هذه المرة حتى ترد على رسالتي أو تأتي إليّ، ستجد مع هذه الرسالة شيئا من جمال الطبيعة في الصورة المرفقة، وهي مسروقة عن صفحتك تحمل أمنيتي لاحتضانك كما احتضنت الزيتونة شجرة لوز مزهرة!

    على أمل قريب باللقاء

    محمد الدرقاوي/ صراح


    صفق الباب خلفه وخرج ..” ،مشية بلا رجعة ان شاء الله” ..
    لم تعد تطيقه، يخرج ويتركها فريسة بذاءة لسانه ودموعها ، ثم يعود ليجدها ..

    تسحب حقيبة سفرها من الدولاب ، ترتب دموعها الغزيرة مع بعض ثيابها الخفيفة،تخطو خطوات نحو الباب ثم لا تلبث ان تعود ..تأخذ حقا عاجيا صغيرا من دولاب غرفة النوم وتضعه في حقيبتها ثم تخرج ..
    وهي تنتظر سيارة نقل صغيرة لم تكن تدري أية وجهة تقصد؛ تقف
    سيارة أجرة ، ينزل السائق ويضع الحقيبة في صندوق الأمتعة ،. ثم يسالها عن وجهتها .
    في مقهى المحطة تطلب قهوة ، قريبا منها شاب ثلاثيني يسرق النظر اليها ويبتسم .. وجه غير غريب عنها ..تدير وجهها الى الجهة الأخرى ..
    تغوص في حيرة عن الوجهة التي ستقصدها ، لحد الآن لم تحجز تذكرة تحدد وجهتها، قلقة ، متوترة .. هل في خروجها من البيت مخاطرة ؟ هوذا السؤال الذي تجاهد ألا تطرحه على نفسها لانه يجدد الخوف الذي يركبها كلما فكرت في الهروب من زوج لايقيم لها وزنا ، فتظل في بيتها وقد تآلفت مع سلوكات شبه رجل يصر على اذلالها ، تكره أن تفشل كما فشلت في مرات سابقة..تتنبه الى الناس من حولها،لا تريد ان تترك دمعة تفضحها بينهم..
    تلتفت الى جهة الشاب ..غاب ..تخلصت من نظراته ، كرسيه الفارغ يسمح لعيونها ان تطلق صراح دمعات تنفلت من أسرها ،بسرعة تتداركها بمنديل في يدها ..
    عليها أن تتخلص أولا من حقيبة سفرها ،ومن تم تقرر لها وجهة ، أمامها بيت ابيها في العاصمة ، هل تقبلها زوجته ؟.. كيف تتواءم مع امرأة وكل منهما ترى الأخرى بعيدة عن زمانها ، قضية ونقيض بين بساطة وتعقيد .. من يوم زفافها ثم الارتحال مع زوجها لم يزرها أبوها غير مرة واحدة ، أتاها لوحده ، تغير طبعه كثيرا بعد زواجه ..ربما زوجته هي من تحرضه عليها ..
    ثأر قديم ،فالزوجة قد كانت من بين معلمات مدرستها ، تخرجت من الجامعة بعد إخفاقات متتالية ، بحثت عن وظيف ، لكن لا إدارة كانت تقبل أصحاب الدراسات الإسلامية ، ثم عملت كمعلمة في مدرسة خاصة بعد أن يئست ، واعترفت بينها وبين نفسها أن سمنتها واهمالها لنفسها ولسانها “الأعور” كما يقال لن يؤهلها لاية وظيفة .. حين تزوجها ابوها كانت قد تجاوزت الأربعين بكثير ، عانس تبحث عن عريس مهما بلغ عمره قد يخفف من كآبتها ، وما سببته الانكسارات في حياتها : شك في كل شيء ،وسوء الظن بالغير ، مع لهفة على رجل تستدفئ بظله في ليالي سريرها البارد ..
    ما أن دخلت الزوجة بيتهم حتى أحست بانها لن تعيش في أمان مع ربيبتها وعليها ان تتخلص منها ،فالربيبة وان لم تكن تلميذتها فقد كانت شاهدة على واقعة مع حارس المدرسة ومن بين المصرحات بما رأت …
    ثم فكرت في بيت خالتها .. هي نفسها قد لا تقبلها ، فقد رفضت الزواج من ابنها خريج سجون ،يتاجر في الحشيش وتهجير البشر وأعمال أخرى !!..
    حسرة ترين على صدرها، تخنق أنفاسها .. للبيت لن تعود هذه المرة ، فقد ملت الحياة مع رجل تعود أن يدوس كرامتها ،بداءة لسان وسوء خلق ، ويفرض عليها أن تساعده في تجارته المحرمة ، والتي قد تنهي حياتها في السجن ، فهو صانع ماحيا وخمور وبائع حشيش ..
    يوم طلبها من أبيها ادعى أنه تاجر ملابس ، لكن حين دخلت بيته وجدته غير ماصرح به ، ومن يومهما الأول تخاصما ، أصرت على العودة لبيت تربت فيه بما قسم الله ، الرضا بالفقر وشراسة زوجة أبيها ، أهون من حياة قد تنهيها في السجن ، وحتى يضمن صمتها وبقاءها معه اشترط على نفسه بوعد مكتوب ألا يشركها في عمله ، وسيبحث عن مكان غير البيت يمارس فيه تجارته .. فالبنت جميلة ، ،وجه كمسحة من الشهد المصفى ،وعينان سوداوان كم هام بهما حين رآها أول مرة .. شغفته بقوامها.. لكن ما ركبها من نفور نحوه، وكراهية لحياة ما تعودتها رغم قلة اليد ،تجاوز السطحي والعرضي في الزوج والمسكن ، مما كان ينغص عليها حياتها بالسب أحيانا ، والعنف أخرى ، والتهديد برميها خارج البيت بعد أن أدرك علاقتها المتوثرة مع زوجة أبيها المتحكمة في بيت صارت هي سيدته بحكم مساهمتها في النفقة عليه.. لم يشفع لها جمال لم تحس له اثرا في نفس زوج غلبت عليه نزعة الشراسة، و حب التملك البغيض ،خصوصا وهو يعي أنها لا تستطيع العودة الى بيت تركته قهرا، فقر، وضعف شخصية اب يخشى أن يفقد مرتب زوحته .
    تغلبها دموعها وهي تقصد محل تسليم البضائع ، غيمة تركب على وجهها ، تخطو خطوتين وهي مترنحة ، تسقط ، أول يد تبادراليها بمساعدة يده .. الشاب الذي كان يراقبها في مقهى المحطة :
    ـ انت بخير سناء؟؟ !! …
    يفاجئها وهو ينطق باسمها ، تتراجع الى الخلف ، تتمعن فيه ، تشحذ ذاكرتها ؛ وجهه ليس غريبا عنها .. يحمل حقيبتها ويسالها عن وجهتها ..
    ـ لا أدري أرجوك ، قادرة أن أحمل حقيبتي بنفسي ، هاتها ..
    يضحك : يبدو اني قد غبت عن بالك .. انا كريم صديق الطفولة في المدرسة الابتدائية ..
    بسرعة تتذكر طفلا أنيقا كان يثير طفلات المدرسة بأناقته واجتهاده،كثيرا ماانتظرها في آخر الدرب ثم رافقها في الطريق الى المدرسة ، وكثيرا ما اقتحم عليها سور السطح العالي أيام العطل يشاركها أكل برتقالاتها أوزيتونها ، أو خبز الشعير بالزيت والعسل ..كأنها تستلذ اللحظة طعم الشوكلاطة التي كان يجلبها معه .خجل يركب وجهها باحمرار :
    ـ اعتذر ما أغباني !! .. كيف تغيب عني ؟ فقد تغيرت كثيرا ، طول ولحية تخفي ملامحك رغم ان بصمات الصبا لازال لها بقية من اثر..
    ـ لكن أنا مانسيتك ..قالها وهو يشد على مرفقها ..ثم يتابع : كيف أنسى طفلة شكتني الى أمي لاني حاولت أن أسرق منها قبلة ..
    يصرعلى أن يعود بها الى مقهى المحطة حتى تهدأ ثم يساعدها على ماتريد ..
    تطلب قنينة ماء ،فيضيف وهو يخاطب النادل :
    ــ مصطفى !! .. هات معك مزيجا من عصير الفواكه وحلويات ..
    أدركت انه مألوف في المحطة ،يعرف أسماء من يعملون هنا وكم من عابر قد رفع اليه يدا بتحية تنم عن تقدير واحترام ..
    تحس أن بينها وبينه مسافة غير مسافة الصبا رغم أنه الآن يجلس قربها ، مسافة موقع بين من تعلم وبين من اغتصبه اب بعقدة البنت للبيت لا للعمل تقول بعد تنهيدة عميقة :
    كم يطوينا الزمان بسرعة ،أزيد من عشرين عاما لم نلتق..
    يتبسم في وجهها ويكاد يقول شيئا لكن حضور النادل بالطلبيات يسكته، وكانه يريد أن يخرجها من حالة التوتر التي تهيمن عليها :
    تناولي فطورك، يبدو أنك جائعة والا لما سقطت من فشل ركبتيك .. وقانا الله من الشيخوخة المبكرة ..
    تضحك وقد سرى نوع من الانبساط على أساريرها:
    “مازلت كريم الذي اعرفه ،لايمرر عبارة بلا “تقشاب” ”
    هم واقفا : المهم تناولي فطورك ،وساعود اليك بعد ربع ساعة تقريبا..
    حين عاد وجدها أحسن مما تركها رغم عينيها الذابلتين ووجهها الشاحب
    ـ سناء هنا ليس مكان حديث ..ممكن تتفضلين معي الى بيتي ..هو قريب من هنا .. اتركك لتنامي ثم بعدها اسمع ما يؤرقك ..
    تكاد أن تقول له لا ، فكيف تدخل بيت رجل وهي مازالت في عصمة آخر ؟ لو لمحها أحد وبلغ زوجها .. في الحقيقة ليس الزوج ما تخشى وانما تخاف على سمعة هذا الرجل الذي أخذ بيدها ..ثم كيف يجرؤ على مثل هذه الدعوة ؟
    يلاحظ ترددها .. يبتسم كعادته :
    ـ لا تخافي سناء ستكونين مع والدتي.
    تستجمع كل قوتها ،تمد له يدها ثم تقف .. لتسير معه ..
    هدوء نفسي ،يغمرها بالراحة ، لأول مرة في حياتها تطمئن لسلوك أتى من غيرها ، تسير معه راضية رغم أنه هو من حدد خيار الذهاب الى بيته ..
    لم يكلمها أثناء الطريق التي لم تكن أكثر من خطوات الى الطوار المقابل للمحطة …
    تجد والدته في استقبالها .. تعانقها بترحيب حار:
    “اهلا بالطفلة التي كنت اراها من سطح البيت تلعب على التربيعات ثم أتت تشكو لي ابني من سوء أدب ..كم صرت جميلة في شبابك !! ..”
    اللحظة تدرك لماذا تركها في المقهى ثم غاب ، لقد أتى الى البيت ليهيء ظروف استقبالها ..
    تتابع الام قائلة : لن ارهقك بحديث فقد أخبرني كريم انك متعبة تعالي !! ..
    تدخل مع الام ممرا قصيرا حيث توجد غرفتان ،تتقدمها الام الى الغرفة الأولى ، تزيح ستارة النافذة ، كل محتوياتها تشير الى أنها غرفة لطفلة صغيرة ، تنتبه للأم وهي تقول :
    ـ ذي غرفتك ،الحمام أمامك ،ارتاحي ولا تفكري في الزمن ،متى صحوت فانا بالبيت ..
    تخرج الام وتتركها ..تجول ببصرها في الغرفة ، طاولة للدراسة. رتبت عليها بعض الكتب ، ومشغل اقراص ، على الجدار الأمامي للسرير ساعة حائطية طفولية ومرآة على الخزانة. .. الحمام صغير ،نظيف ومرتب المحتويات ، على يمين باب الحمام دولاب داخل الجدار ..خلعت معطفها وارتمت على السرير ، الصمت ما يرين في أعماقها كما هو حولها ، لم تعد تحس بشيء ..نامت …
    لم تدري كم من ساعة قد استغرقها النوم، لكنها حين صحت واطلت من النافذة وجدت الشمس تميل الى المغيب ، راحة تغمر نفسها ، وعن فكرها تلاشى الزوج والاب وزوجته ؛تدخل الحمام ، تغتسل ،تسحب حقيبتها من الدولاب و تغير ملابسها، تتملى وجهها القلق أمام المرآة ، فقد استعاد نظارته وهدوءه ، ترفع البصر، تعيد النظر في محتويات الغرفة،كل شيء هنا يوحي بالهدوء والجمال ، تخرج الحق الصغير من حقيبتها ، تقبله ثم وتضعه قلب خزانة صغيرة قرب السرير .. تتقدم على رؤوس أصابعها الى البهو، لم يكن غيرها في البيت ، اين ذهبوا ؟ في زاوية تجد مائدة صغيرة مغطاة بمنديل مطرز، تزيح المنديل فتلفت نظرها ورقة مكتوب عليها : “هذا أكلك سناء ، المطبخ على يمينك لتسخين الأكل ، لا تقلقي انت في بيتك “؛
    العبارة تحرك أمعاءها بغرغرة ، جوع قوي يفتح شهيتها للأكل..
    وهي في المطبخ تسمع الباب يفتح ، لم يكن غيره ، يرى النور في المطبخ فيتجه اليه مباشرة .. يحييها ويسألها كيف صارت ، ثم بسرعة يبدد تساؤلا يقرؤه في عينيها :
    ـ الحاجة ذهبت لعيادة خالتي بعد ان بلغها تفاقم حالتها الصحية ،ستعود ليلا ..
    تحمل أكلها ثم تقصد المائدة .. :
    ـ سناء أنت في بيتك ،فتصرفي بكل عفوية ، اصعد لاغير ملابسي ريثما تنهين أكلك ..
    تأكل بشهية غابت عنها مدة ، حين نزل قال لها:
    ـ ساعد قهوة ،هل تشربين القهوة مساء ؟،
    تحرك راسها بايجاب وبسمة تعلو وجهها..يتذكر قبلة السطح التي لم ينلها منها فيهتز قلبه بخفقة شوق ..
    وهما يشربان القهوة يرفع بصره ، ينظر اليها بتركيز.. كم صار وجهها بهيا رغم أثر من ضنى !! .. يهتز قلبه بحنين ثم يقول:
    الآن أحب أن اسمع مابك ؟
    تتنهد و نصف ضحكة تعلو وجهها :
    ــ هربت من زوجي !! ..
    لم تنتظر منه سؤالا، وشرعت تحكي ما تعانيه من يوم دخلت زوجة أبيها البيت بعد موت أمها بشهر ، وأن علاقة المعلمة بابيها نسجت خيوطها من قبل وفاة الأم ، فبقدر ما طمع الاب في راتب المعلمة كانت هي طامعة في رجل يفك عنوستها .. بعد رشفة من كأس قهوتها تتابع :
    ـ كنت ألاحظ تغير ابي اثر زواجه بها ، فهي كانت تخشى أن أبلغ ابي بفضيحتها مع حارس المدرسة ، كانت تستعجل الايام حتى أتزوج واغادر البيت ،ولم يكن حظي الا في رجل هي من زينته لابي وألحت على ان أقبله ، حقير لئيم، خلف الدرهم لاهث لا يهمه من أين مصدره ..
    يستغرب كيف أن الطفلة الجميلة ، الصغيرة الوديعة التي كان يشاركها الطريق الى المدرسة تؤول الى حياة كهذه..
    يحدثها عن نفسه ، عن عمله ، كونه رئيس المحطة التي تصادفا فيها ، عن وفاة زوجته بعد وضعها ،عن بنته الصغيرة ذات الست سنوات والتي تقضي العطلة المدرسية عند جدها لأمها..
    تنبس من بين دموعها : ربما كنت محتلة لغرفتها فأرجو ألا تغضب لذلك
    ـ لا يهمك ولماذا تغضب ؟حتما ستحبك ،ألست صديقة ابيها في الصغر ؟ ستعرف كم كان ذوق ابيها رائعا !! ..
    تتبسم من حياء :ـ لا تبالغ ..
    ثم يسالها : هل تفكرين في العودة الى زوجك ؟
    وكمن تلذغتها عقرب :
    أعود !! .. ولماذا خرجت اذا كنت أنوي العودة ؟ ابدا لن يراني في بيته ، أتحمل زوجة ابي ولا اعود له ..
    يفكر قليلا ثم يقول :
    ـ غدا تسافرين الى ابيك حتى لانترك فجوة يتسلل منها زوجك وسأنتدب لك محاميا يتكلف بالقضية الى النهاية..
    اقبلت والدته ، وبعد اعتذار عن تركها وحيدة شرعت تحكي عن حال أختها ..
    لم يكن الزوج بعيدا عن عيون الشرطة لكن لم يظهر له اثر منذ أسبوع ، البحث ابان أنه كثيرا ما ينام في أحد المخازن حيث لا يصرف مخزونات مايصنع فيها الا ليلا ..
    بعد فتح المخزن باذن من وكيل الملك وجدوه مختنقا بالغاز مع جثة أنثوية..
    تعود الى بيت أقسمت ألا تعود اليه ،لكن هذه المرة في ظروف مختلفة حيث تقضي عدتها .. كانت أم كريم تزورها مع حفيدتها بين حين وآخر، كريم وحده الذي لم يزرها ، لم تحاول أن تسال أمه عنه الا من باب اللياقة والاعتراف بالجميل ..
    يوم نهاية فترة عدتها يرن جرس الباب ، لم يكن غيره ، يفاجئها وجوده مع بنته الصغيرة ، فرحتها أقوى من اضطرابها .. بعد التحايا تخرج الصغيرة حقا صغيرا من محفظتها وتقول : وجدت هذا في خزانة غرفتي عرفت أنه هدية منك الي .. أرده اليك لكن بهدية أخرى ، افتحيه ..
    يخفق قلبها ,تحس بانفاسها تتصاعد ، تفتح الحق ، سلسلة وقطعة ذهبية تحمل صورتها وصورة كريم وهما صغار ، وكلمة “مبروك”
    تنظر الى عيون كريم بصمت ،تحسه قوة تخترق جسدها ..
    تتنبه الصغيرة الى الموقف فتنسحب..
    قال لها :اعذريني اذا لم ازرك من قبل ..
    تمسح دمعة تتدحرج على خدها :
    ـ أعرف، رجل يحترم الأصول احترامه للأنثى ..
    تتبسم : وما الذي أتى بك اليوم ؟
    يمد يده اليها : شفتان صاخبتان ، وعيون جميلة ، وقبلة ماأزال أحن اليها ، هزتني صغيرا واعادت هزتها يوم المحطة.. هل تتزوجينني

    هند زيتوني/ بمناسبة يوم المرأة العالمي / شاعرات تجرّأن وكتبن الشعر في أفغانستان

    الشعر هو الفن العظيم الذي عبّر عن أهميته، الكاتب والشاعر الفرنسي، جان كوكتو  عندما قال: “الشعر ضرورة لا أدري لماذا”. يبدو أنه كان ضرورة ماسّة للتعبير عما يعتلجُ في القلب من هموم وأوجاع في وقتٍ من الأوقات، فقد كان المنفذ الوحيد للنساء والفتيات المضطهدات في بلادهن المغلقة التي ما زال يسيطر عليها المجتمع الذكوري. الرجل المتعصّب الذي يملك  زمام السيطرة على حياة الأنثى فيمنعها من ممارسة حياتها بشكل طبيعي؛  فهو يعتبرها قطعة أثاث تزيّن منزله أو ربما يرميها بالرصاص، لو أحسّ  في يوم من الأيام بأنها لوثت شرفه أو  شرف العائلة.

    إلى أيّ درجة كان يُعتبر الشعر مهماً لبعض الشاعرات اللواتي دفعنَ حياتهن ثمناً من أجل كتابته؟ وهل ما زال الشعر يعتبر (تابو) أو شيئاً مُحرّماً، لا يمكن أن تتداوله الأنثى في بعض البلدان المتعصبّة والمتطرفة؟

    الفتاة التي وجدت نفسها قابعة خلف الستائر والشادور، وإقليم منعزل اسمه الحريم وحضورها مغطى بهالات سميت (بالعفة والشرف) اضطرت أن تكتب الشعر لتُعَبّر عن ألمها وحزنها وعاطفتها الجياشة ورغبتها المكبوتة في بلاد تحكمها الآفات الاجتماعية وتصلبها على خشبة الجهل والقمع والجريمة.

    ومنذ البداية وجدنا هناك من كسرن تلك الأطر وظهرن في مجال الأدب والسياسة كما الخنساء ورابعة العدوية وقبلها كليوباترا وزنوبيا. ولكن البلاد التي كانت أشد وطأة من غيرها هي أفغانستان، خصوصاً بعد سيطرة طالبان وسلطتها الرجعية والدامية. حيث  التزَمُّت  الديني الذي أودى بالبلاد إلى العنف والدمار والجهل، ومع ذلك لم تمتنع النساء الأفغانيات عن مغادرة البلاد لمتابعة دراستهن لممارسة الفن والأدب ليظهر صوت المرأة التي تنشد الحرية والانطلاق. فمنهن من هاجرت إلى إيران، ومنهن من هاجرت إلى أوربا وأمريكا.

    ففي  بداية السبعينيات بدأت صرخة المرأة، وكانت المرحلة الأولى والمرحلة الثانية كانت بداية القرن الحادي والعشرين إلى حد الآن. تلك الصرخة التي خرجت ضد الوحشية التي تحملها المجتمعات المريضة وتورثها لأبنائها؛ جيلاً بعد جيل. والكارثة أنها تلبس وحشيتها ثوب الدين والقدسية تحت ستار العفة والشرف والأخلاق.

    نذكر هنا الشاعرة الأفغانية ناديا أنجمان المولودة في هرات عام 1978، وقد تخرجت في جامعة هرات، واكتسبت شهرة واسعة بعد الإطاحة بحكم طالبان. وترجمت قصائدها إلى عدة لغات. لقد قضت نحبها في الخامس من نوفمبر 2005، وهي ابنة الخمسة وعشرين ربيعاً.         على يد زوجها الأفغاني، (فريد أحمد جيد ميا). كان قد تخرج في جامعة هرات أيضاً بدرجة في الآداب.

    زوجها هذا قام بضربها ضرباً مبرحاً حتى الموت، لأنها تجرأت وكتبت الشعر. ولأنها قررت السباحة ضد التيار. لتتمرد على كل ما هو متعارف عليه. وقالت إنها طيرٌ من طيور الله. تقول في إحدى قصائدها:

    في الليل تأتيني الكلمات

    تلبّي نداء صوتي

    أيُّ نار تتقد في جسدي؟

    أي ماء؟

    شذا روحي يأتي إليّ

    من أين تأتي الكلمات؟

    قلبي الحزين يتلألأ كالنجوم

    وطائري المحلّق  يلامس السماء

    انتسبت الشاعرة ناديا أنجمان لمدرسة الخياطة الذهبية حيث كانت تتعلم في دائرة تعليمية سرّية، هناك تجتمع الفتيات ثلاث مرات في الأسبوع تحت ستار “كيف تتعلم الخياطة؟”، وهي ممارسة وافقت عليها طالبان بينما كن يستمعن إلى محاضرات من أساتذة جامعة هرات وقيادة مناقشات حول الأدب. وإذا تم القبض على المشرف أو المدرس ربما تكون عقوبته التعذيب والموت.

    أصدرت ناديا  كتابها الوحيد (غولي دودي) الزهرة القرمزية. لقد كتب الروائي الأفغاني روايته الشهيرة (حجر الصبر) وقد نال عليها جائزة الغونكور الفرنسية، ووثق فيها أحداث مقتل الشاعرة ناديا أنجومان على يد زوجها، وزار الزوج القاتل في السجن، لكنه وجده في غيبوبة بعدما حاول الانتحار. ويقال إنه تساءل وهو يقف قبالة الجسد الغارق في الغيبوبة، “لو أن الشاعرة القتيلة هي التي تقف مكانه ما الذي كانت ستقوله لزوجها القاتل؟ ومن هنا وُلدتُ فكرة “حجر الصبر”، وهي من أروع الروايات التي قرأتها للكاتب المعروف عتيق رحيمي. كان الشيء المميز فيها أنها حصلت في غرفة، وكان كل أبطال الرواية، هما الزوجة التي تسبّح بمسبحتها والزوج المسجَّى على السرير والغارق في غيبوبته.

    لجأت الشاعرات اللواتي  أَحسَسْنَ  برغبة عارمة  للثورة على الواقع المرير ومخاصمته- لجأن إلى الخيال ليصعدنَ سلّماً نظيفاً بعيداً عن القهر والاضطهاد والآفات الاجتماعية التي كانت وما زالت تمنع المرأة من الخروج إلى مراكز التعلم بل تحرمها من أي شيء له علاقة بالعلم والعمل.

    وفي أفغانستان لطالما شكل شعر الباشتون أحد أشكال التمرد للمرأة الأفغانية حيث تقول الشاعرة الأفغانية صفاء صدِّيقي، قصيدة اللانداي تخصُّ النساء في أفغانستان “الشعر هو حركة النساء النابعة من الداخل”. وقد تعاملت قصيدة اللانداي مع الحب والحزن وما يشجب قيود الزوجات وأحيانا إضافة دعابة ساخرة (الزوج الهرم يوصف بأنه رعب صغير)

    وهل كانت زارمينا قرباناً للشاعرات الأفغانيات؟ إذ أجبرت على البقاء في المنزل لتكنس وتطبخ، فلذا وجدت أن تدرّب نفسها على كتابة الشعر. كانت تقول: “لا أستطيع تلاوة الشعر أمام أشقائي”، فقصائد الحب قد ينظر إليها على أنها علاقة محرمة، وقد تُعرّض الفتاة للضرب حتى الموت.

    كانت تقول قصيدتها عبر الهاتف لآميل وهي فتاة ناشطة تساعد الشاعرات بإيصال أصواتهن. قرأت مينا قصيدة بشتونية تتألف من بيتين “آلامي تكبر مع تضاؤل حياتي”، ثم هتفت لآميل “سجلي صوتي حتى حين أُقتل يكون لديك شيء ما مني إنني – راحيلا الجديدة- كانت تجيبها آميل: “أيتها المغفلة لا تقولي ذلك أنت أصغر من أن تموتي”.

    راحيلا هو الاسم المستعار الذي أطلقته على نفسها شاعرة يافعة تدعى زارمينا، انتحرت قبل عامين. كانت تقرأ قصائدها عبر الهاتف حين سمعتها شقيقة زوجها، فسألتها: “كم عشيق لديك؟”، ولذا افترضت عائلة زارمينا وجود شاب آخر على الخط فقام أشقاؤها بضربها وتمزيق دفتر أشعارها. بعد إسبوعين أضرمت زارمينا النار بنفسها، لأن عائلتها لم تسمح لها بالزواج من الرجل الذي أحبته.

     اتصفت قصائدها بالجرأة تسأل: “لماذا لستُ في عالم حيث يمكن للناس الآخرين أن يشعروا بما أشعر به أو يسمعوا صوتي؟” ثمّ تسأل إذا كان الله يحب الجمال فلماذا لا يسمح لنا نحن بذلك؟”، تقول: “في الإسلام الله يحب النبي محمداً، وأنا أعيش في مجتمع يفسر فيه الحب على أنه جريمة؟ “إذا كنّا مسلمين لماذا نختار أن نكون أعداء للحبّ؟”. قالت في قصيدة من قصائدها: “إنني مثل زنبقة في الصحراء، أموت قبل أن أتفتح، ثم تذرو عاصفة الصحراء تويجاتي”.

    وقالت شاعرة أخرى:  “إذا كانت المرأة تكتب عن الحب فهذا يعني أنها بلا قيم”، وعندما كانت أفغانستان تواجه الخسارة أمام القوات البريطانية، ظهرت الشاعرة مالالاي ورددت: “يا الحبيب الشاب إذا لم تسقط شهيداً في معركة مايوارز، أحلف بالله أن إنقاذ أحدهم هو رمز للعار”. توفيت مالالاي على أرض المعركة ولكن انتصرت القوات الأفغانية، وكانت القصيدة تنطوي على الدعاية السياسية “رموشك السوداء إسرائيل وفَوْدي فلسطين المعرضة لهجومك”.

    كما كان الواقع الحزين يأخذ واقع الرثاء “جاء حبيب برأسه لبلادنا، سأخيط كفنه من خصلات شعري”، كان بعض الآباء المتحضرين متفهما للموقف، حيث قالت ليما “لم يكن والدي يعرف الكثير  عن الشعر، فمهنته مهندس، وقد سمع عن الجمعية التي تذهب إليها الفتيات، فأخذ يرسل بناته ليتعلمن الكتابة.

     وجهت ليما قصيدتها إلى طالبان:

    لن تسمحوا لي بالذهاب إلى المدرسة

     إذاً لن أصبح طبيبة

    تذكروا التالي – ذات يوم ستمرضون –

    الشاعرة الأفغانية تكتب اليوم، تكتب الشعر باستمرار داخل أفغانستان أو خارجها، وقد استطاعت الشاعرة حميراء نكهت دستكير زاده المولودة في كابل أن تحصل على الدكتوراه من جامعة صوفيا حيث تقيم حالياً في هولندا، ومن دواوينها نهر الحرية الأزرق. كذلك الشاعرة زهراء زاهدي هاجرت برفقة عائلتها إلى إيران، وهي صحفية تعمل في مجال الشعر والأدب، حيث كتبت قصيدة النثر والشعر العمودي. تقول:

    أنحتُ مزماراً من عظامي

    يغني اشتياقك

    أو نصاً أشدُ بياضاً من العاج الهندي

    عله يطلق جوع أعضائك

    زخرف مقبض السكين

    ضع هالة صورتك في إطار أو في محبرة أنيقة

    كذلك هناك الشاعرة- صنم عنبرين-  ولدت في كابول وتقيم حالياً في ألمانيا حيث حققت مكانة جيدة بين الشاعرات الأفغانيات خلال فترة قصيرة. تقول في إحدى قصائدها:

    كان البحر يمدّ قامته نحو الشمس

    وعيون تتبع الأحلام

    وأخيلة تدور في الفضاء

     يقرأ قضبان القفص عن ظهر قلب.

    ثم هناك الشاعرة يزدان هدية التي ولدت في كابل ودرست في أمريكا في جامعة نبراسكا، وتقول في قصيدتها:

    تنطلقُ عيناي من النافذة

    وأبقى في الأسر عمياء

    أما من الشاعرات المعاصرات والشابات الجريئات اللواتي كتبن أيضاً عن الحب، أذكر الشاعرة هدى خموشي، وُلدت 1997 في أصفهان/ وانتقلت إلى أفغانستان، تخرجت في فرع الأدب  الفارسي. كتبت في إحدى قصائدها:

    اصلبني

    على أكثر حدود جسدكَ إشاعة

    دع هذه القبلة وهذه المضاجعة الملوّنة

    تدفع إبليس إلى السجود.

    كما كتبت الشاعرة  المعروفة بشعرها المتمرد مجموعة شعرية “ما وراء السمعة السيئة”، تقول: “يا لها من ليلة مقدسة:  تلك الليلة التي مزّقتُ فيها ياقتك من الرغبة”.

    أما باران سجادي فصدر لها ديوان الرجم وديوان الدورة الشهرية، فنقرأ لها هذه الأبيات:

    اللحظات تهرب مرتعشة

    وأنا أعود إلى هذا العالم

    أحاول أن أضاجع الشمس

    ولا أخشى الاحتراق

    وهناك الكثيرات من الكاتبات والروائيات اللواتي أذهلن العالم بحروفهن الرائعة، واستوطن التعبير عن أحزانهن ومشاعرهن بكل صدق وجمال.

    صدقت يا لوركا حين قلت عن الشعراء وأحزانهم: “آه يا لها من أحزان عميقة، لا يمكن أن تتجنبها تلك الأصوات المتوجعة التي يغنيها الشعراء”.

    قصيدة الحب من وراء الحُجُب / علي بركات

    قصيدة "الحب من وراء الحُجُب"       بقلم علي بركات

    علي بركات

    قصيدة "الحب من وراء الحُجُب" ج1

    بقلم/ على بركات

    ١-أراها الشوك يضوع منه الأسي


    والكمد...

    وفيها كان الوصف لي إنسان

    والحال في كبد...

    ٢- بَدئي ولحظي وغدي


    في الروع مُتجانس...


    وأخشى مني عني وعني مني


    مُجافٍ لامؤانس...


    ٣- الصمت صراخ يفزع ضجيجي

    المتراكم...


    وعيني للفراغِ زحاماً مضنيًا


    تراه...

    ٤- الشوق علي خرطِ القتاد لوجدي

     

    كالزحفِ...

     

    والهمس واللمس والحس تصاوير المدي للقلب

     

    كالرجفِ...

     

    ٥- الليل أنوارُ وشموس

     

    ووهجُ متحول...

     

    والنهار تابع وظلال وتحسس

     

    وسكونُ متحور...

     

    ٦- اليوم كمخروطِ زجاجٍ تعرّت تحته

     

    تضاعيف البارحة

     

    دهرًا...

     

    فمُزِقَت تفاصيل الحياة فهانت

     

    واستحالت علقماً

     

    وقهرًا...

     

    ٧- السنون جارية كالأنهارِ

     

    وشواطئ آمنه

     

    كانت...

     

    فتبدل عذبها أُجاجاً

     

    وكفة ميزان للجورِ

     

    مالت...

     

    ٨- تعودتُ الحب من وراءِ الحجبِ

     

    مستورًا...

     

    وما تعودتُ القول بالحاده ،

     

    وما تعودتُ الشكوى

     

    مقهوراً...

     

    ٩- صحوُ هو العشق المُعلق على جدرانِ فؤادي ،

     

    وموتُ هو ان اثقلني ،

     

    وهزعت منه مقلتي...

     

    ١٠- الآه كنت أنت، وما أنّت الآه

     

    إلا لآهاتي...

     

    وبعهدي حَلّقت الروح بالأفقِ ،

     

    وما خفق القلب

     

    إلا للوعاتي...

     

    ١١- بالوريدِ سكن الدم ولوريدي ،

     

    أنت السكن الدافق...

     

    فكيف لغائله من صروف الدنيا

     

    تلاحقني ،

     

    وحكيمي أنت ، والمرافق...

     

    ١٢- ما عادت بيننا مثاقفة ،

     

    منذ ربط أنفاسي بهواك

     

    وراح التأي ...

     

    وغدوتَ المساق لعمري الباقي

     

    فأزحت منه اللأي...

     

    ١٣- في الحنايا أمُرْ

     

    وبالحنايا يقف العمر...

     

    وفي الوسط أسبح انا الطفل

     

    وأظل الطفل!

     

    لايشيخ وجدي

     

    في روعة وجودك الحر...

     

    ١٤- أُمارس الشغف حين غروبك

     

    فيميل غصني منتشياً

     

    لأستميلك...

     

    وأكسر عني عزوفك.

     

    ١٥- مُتأهب أنا، متقد انا..

     

    أجاهد الحرف،

     

    لعلي أحترف مجامع الكلم

     

    أو لعلي أنسج شعرًا

     

    يليق لك رداءً.

     

    ١٦-الهروب ملجئي

     

    ومنك إليك أهرب ُ

     

    تصافح عتمتي نورك!

     

    فأبدو نجمك الأقرب

     

    ١٧- مُحلقُ انا دوماً كالطيرِ

     

    أسع الفضاء بجناحي

     

    أحطُ في محطاتِ البحار النائية

     

    باحث عن حصنٍ لأخبئ أحلامي !

     

    ١٨- تسألني عني

     

    فيلف الشك حيرتي

     

    عن كلي تود إجابتي ؟!

     

    أم عن بقايا مني؟!

     

    ١٩- مُثقلُ مُتوجسُ مُترقب..

     

    فاحذرني ...

     

    أن تهز أوتار دواخلي

     

    أبصرني بعين الحق

     

    فطيب قلبي لايستحق السحق!

     

    ٢٠- من وهدة السقوط من بعيد

     

    تراقبني!

     

    قصصت مني ريشي

     

    مررتَ على تخوم اوجاعي

     

    لأغدو مهيض الجناح

     

    ٢١- المهاجر القديم هو أنا

     

    الأسير القديم يكون أنا

     

    وأنا الغسق في الترحال

     

    وشمس الأصيل وأول الأيام

     

    ٢٢- شكوت العلي في عُلاه

     

    ان في الدروب غُلاه

     

    وأني قد خاصمني النصيب

     

    وأن القسمة له لا لسواه

     

    ٢٣- أيها الحاضر في لونك النهاري

     

    ياصاحبة الخد الأسِيل الوردي

     

    ياذات الشعر الذهبي

     

    يا إلهام العين في غفوة الفجر بالشهر العربي

     

    تخجُلني براءتك

     

    فأجدني كالقمرِ للشمس

     

    يذوبُ نوري في ضوء حضورك

     

    ٢٤- أيها الشوف البعيد القريب

     

    الآتي من خدرِ الماضي

     

    سل من البريةِ أعظمها

     

    مَنْ يأتيني بعرش الكلمة قبل ميلادها

     

    لأشق بها نفقي نحوها

     

    ٢٥- هادرُ هو داخلي

     

    يموج فيه التصور العنيد

     

    ينحتُ بإزميله إرهاصات

     

    الفصل العتيد

     

    ٢٦- ياموسم الحصاد في زمن الشُح،

     

    العاتي

     

    كم أنت كريم !

     

    وكم كنت كريم!

     

    بين جفاف قاسي

     

    وبؤسٍ لئيم!

     

    ٢٧- أيها العطاء الراقي الراقد في ذاتي

     

    الباحث في حقولٍ بلا جداول

     

    بقلب صحراءٍ رحبه

     

    تنشد الحفيف

     

    تنتظر الخرير

     

    تنصت في ترقب زقزقة طيور

    إلى الحروفِ الخمسِ... تحيّةٌ [كلُّ عامٍ وأنتِ سيّدةُ النساءِ، سيّدةُ القلبِ، سيّدةُ القصيدةِ، كلُّ عامٍ وأنتِ الأملُ] فراس حج محمد / فلسطين

    لامرأةٍ جديدةْ

    كطعمِ الوردِ والضوء والشجر البريِّ والغيم والصلواتِ

    والأصواتِ في نبرة الجملة الطازجةْ

    موجة من مدّ بحر عاصفٍ

    يغسلُ انتظار الوقتِ منْ وجَعٍ كثيفْ

    لامرأةِ الشعرِ الجديدةِ مثلَ سردٍ غارقٍ في سحر شعرْ

    لامرأةٍ تمارسُ من بعيد سحرَ الشتاءِ المتدثّر في القصائدِ الوبريةْ

    تُعِدُّ أنفاس نفْسي الحجريّةْ

    وتبعد عنّي خفافيش الهواجس والمللْ

    وأسمع بسمتها الطريفةَ في رسالتها الصباحيّةْ

    تعيد تشكيلي على مهْلٍ

    لتدخل بي هذا الربيع الليلكيّ بزهرِ لوزٍ

    أو أقلّ قليلا

    كائناً كوناً حداثيّاً بميلاد جديدْ

    ودفءِ قلبٍ وطَهورْ

    متخلّصاً من التقليد في غسق الصورْ

    متطوّراً مثلَ المطرْ

    صُلباً كبيت شعر غامض يستعصي على التأويل

    هشّاً، شهيّاً مثل حضنكِ في السهَرْ

    لامرأةٍ جديدةْ

    تتّخذُ القصيدةَ في موسيقاها

    رسالةَ حبّ إلهيّةْ

    تبدّلُ ثوبَها الفضفاضَ ذاكْ

    لتضيئَني وتعيدَ لي أسرارَ أغنيتي السمائيّةْ

     

    لامرأةٍ هناكْ

    بسريرِ غفوتها العسليّةْ

    تركت ثمار قــافيتي تسبّحُ في ابتهالاتِ الجمالِ المكتملْ

    أحبّ فيها طعم عطر اللونِ، كنزتَها الربيعيّةْ

    هادئة وصاخبة عفويةْ

    ترمي بردفيها عليَّ وتمتنعْ

    عنّي بآخر لحظة من شهوة جارفةْ

    وتلوي ما تصلّب من عروقي الناتئةْ

    يا امرأة تجدّد نفسها في دقّة القلب المُبرَّحِ كلّ حينْ

    فلْتكتبي سردي الشهيّ على الإيقاعِ من نهرينِ في جسدكْ

    أعدّي لي حروفك المتتاليات على لغتي من لدن "فائكِ" حتى انتهاء التاءِ مصباح أبدْ

    لا تسْتَبْدلي خيلي بعنفوان الريح أركضُ دون ضوءْ

    في عزّ معركةٍ مصيريّة؟

    د. صابرحجازي يحاور الروائية الفلسطينية المغتربة هناء عبيد


      في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها  بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم يتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا  
    ويأتي هذا اللقاء رقم ( 191 )  ضمن نفس المسار
    وفي ما يلي نص الحوار
     
    س :- كيف تقدمين نفسك للقارئ  ؟
    مهندسة مدنية من مواليد القدس، أعيش حاليًّا في شيكاغو، أعشق اللغة العربية وآدابها، لهذا اتجهت لكتابة القصص والرواية والمقالات.
    أصدرت رواية “هناك في شيكاغو” وانتهيت من رواية ثانية لم أنشرها بعد وبدأت في كتابة روايتي الثالثة. لي مجموعة قصصية ومقالات ويوميات في شيكاغو ستكون قيد النشر قريبًا إن شاء الله. يسعدني دومًا متابعة القارئ، فله نكتب ومنه نتعلم.
     
     س :كيف كانت البداية؟ ومن وقف بجانبك مشجعا؟ وما تأثير ذلك على حياتك الأدبية؟
    البداية كانت منذ الصغر، حيث كنت أهتم بالقراءة جدًا، وكنت أكتب بعض الخواطر والقصائد النثرية والمقالات، لكن لم أنشرها يومًا، كان والدي رحمه الله هو المشجع الأكبر، وهذا ما حثني على الاستمرار. ثم في مدينة المهجر شيكاغو، تفجر الحنين للقرب من الوطن لأبدأ أعمالي الأدبية التي تعكس هذا الحنين فكانت روايتي الأولى هناك في شيكاغو، ثم أعمالي الأدبية الأخرى. 
     
     س :هل انت حقا تتكلمين عن واقع عايشتيه بصدق؟؟ ام انك تتقمصي تلك الشخصيات، وتعبري عن بواطنها وخلجاتها، وما يدور ويحرك شخصياتها؟؟
    لا بد أن يخط القلم بما نشعر به، فهو مرتبط بمشاعرنا وعاطفتنا وقلوبنا وإلا فلن نكتب الصدق، نعم كان جزء كبير من المشاعر المصبوبة في أعمالي يمثل واقع مشاعري الحقيقية، ولكن تم تغليفه ضمن قصص من الخيال. 
     
     س :أضحى المبدع وحيدا، لا أحد يستمع إلى ألحانه الفريدة، كيف برأيك يمكن أن ندعمه؟ ما المؤسسات التي تستطيع أن تقوم بذلك الدعم؟
    للأسف الشديد، المؤسسات تدعم من يمثل اتجاهها، ويتماشى مع أفكارها، أظننا نحتاج إلى مرحلة طويلة حتى تنفصل المؤسسات عن الحزبية وتبني الأفكار التي تشجع أقلامًا بعينها، لا بد أن تتواجد مؤسسات همها الأول دعم الإبداع بالدرجة الأولى، ولكن للأسف الشديد أرى ذلك بعيدًا في ظل الظروف الفوضوية التي نعيشها.
     
     س :هل ترى أن حركة النقد مواكبة للإبداع، وما هي برأيك أسباب تأخر الحركة النقدية، وهل يمكن ان تقدم هذه الحركة إضافة نوعية للإبداع؟
    النقد حاليا لا يخضع لمنهجية معينة ويبعد عن الموضوعية بشكل كبير، لا نستطيع أن نقول بأن هناك نقدًا جادًا، هو نقد يميل إلى المصلحة والمجاملات في معظم الأحيان، لهذا تظلم أعمال قيمة كثيرة، وتعلو أعمال لا قيمة لها. لو كان هناك نقدا جادا لما امتلأت رفوف المكتبات بالأعمال التي لا تمت للأدب بصلة. 
     
    س:- أنت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية – فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية
    تقديم التواصل بين الاديب والمتلقي ؟
    نعم، ربما كانت من أهم إيجابيات الشبكة العنقودية أنها أعطت الجميع الفرصة لتقديم المواهب والإبداعات الأدبية، وبنت جسر تواصل بين المبدع والمتلقي، وطبعا سينمحي العمل الرديء في يوم ما وسيبقى القيم منها. 
    https://www.facebook.com/hana.obeid.1/
     
    س :- ألا تظنين بأن وضع المرأة العربية تطور؟
    لا أظن ذلك، فالعادات والموروثات السلبية منها ما زالت موجودة، بل وتنتشر بشدة أكبر، ربما التكنولوجيا الحديثة أعطت الفرصة للمرأة لإظهار إبداعها، لكن ما زالت المرأة العربية في وضع متأخر للأسف.
     
     س :- بصفتك مهندسة مدني ؟ هل تجدين إن المهنة لها تاثير علي الإبداع الشخصي للكاتب ؟
    لا تأثير للمهنة على الإبداع الشخصي للكاتب، فأنا بدأت الكتابة قبل امتهان الهندسة، إنما قد ننقل تجاربنا المهنية وبعض الأحداث التي ربما تأثرنا بها أثناء العمل، لكن هذا أيضا لا يعني أن للمهنة تأثيرها على العمل الإبداعي.
     
    س : ما هي مشاكل الكاتب العربي المغترب ؟ وما هي العراقيل التي تواجهه في التواصل مع القارئ العربي ؟ 
    مع تواجد وسائل الاتصال الاجتماعية لم يعد هناك أية عراقيل أمام الكاتب للتواصل مع القارئ العربي، إنما تكمن المشكلة في قلة أو حتى انعدام وجود النوادي الأدبية والثقافية العربية في بلاد المهجر. 
     
    س :- حينما يكون المبدع خارج الحدود المكانية لوطنة (نحن نعلم انك تعيش في شيكاغو ) هل تختلف نظرتة للاحداث التي تجرى في وطنة؟… 
    وفي رايك هل سيكون هناك انعكاس علي القضية الفلسطينية مما يجرى في دول الجوار لها ؟
    طبعا نحاول قدر الإمكان التعرف على كل مجريات ما يحدث في فلسطين وفي بلادنا العربية من خلال الميديا ووسائل الاتصال الاجتماعية، لكن مهما حاولنا ذلك، فبالطبع هناك قصور في المعلومات، حينما زرت فلسطين قبل عامين كان الوضع أكثر وضوحًا عند القرب من الوطن والأهل ومعيشة القضايا عن كثب. 
    وبالطبع كل الأحداث السياسية في بلاد الجوار سيكون لها تأثيرها على القضية الفلسطينية، ويؤسفني القول أن معظمها كانت تأثيرات سلبية.
     
    س :- مشروعك المستقبلي – كيف تحلمي بة – وما هو الحلم الادبي الذى تصبو الي تحقيقة ؟
    مشروعي المستقبلي هو أن أشارك في أعمال تطوعية تخدم الإنسانية، حاليا أنشأت قناة على اليوتيوب وهي في بدايتها أتمنى أن تقدم الفائدة قدر الإمكان ولو بأضعف الإيمان.
    أما الحلم الأدبي الذي أصبو إليه، فهو حلم عام بأن تصل الرواية العربية إلى العالمية وأن يكون هناك مؤسسات جادة، لتصل الأعمال الأدبية التي تستحق إلى أيدي القراء وتأخذ حقها من الانتشار..
     
    س :- واخيرا ما الكلمة التي تحب ان تقوليها في ختام هذة المقابلة ؟
    أشكرك جدا الاديب المصري د صابرحجازيعلى هذه المساحة المضيئة التي نتعرف من خلالها على أدباء وكتاب ومثقفي أمتنا العربية، كما أشكرك على مجهودك القيم في نشر الأدب والثقافة، وأتمنى النجاح الدائم لكل مجتهد يحاول أن يزرع وردة في طريق البشرية.
    واختم بهذا النص:-..
    قصّة قصيرة
    هويّة
    …………..
    لم يعد بإمكاني التّمييز في أيّ زمنٍ أعيش. دومًا عليّ أن أتابع رزنامة التّقويم؛ حتّى أعرف تاريخ أيّامي. 
    فقدّت هويّتي، تلك البطاقة الّتي تظهرني بهيئة مثيرة للرّيبة؛ حتّى أنّني بتّ كلّما رأيتني موشومة عليها، أحاول اعتصار ذاكرتي؛ فلعلّني كنت مطلوبةً يومًا في قضيّةٍ أو جنحة.
    أحرجني الموظّف حينما سألني عن تاريخ إصدارها قبل أن يكشف ذلك من ملّفي الّذي تحتفظ فيه دائرة الأحوال المدنيّة. شعرت بابتهاج حينما علمت أنّ لي ملفًّا؛ يبدو أنّني مواطنة ذات شأن؛ أنا الّتي لم تزرني قطّة يومًا لشحّ زادي؛ فأنا إن حظيت بإفطار يومي، لا أجد طعام عشائي.
    سألني عن تاريخ فقدان هويّتي؛ تبًّا لغلاظته، كيف لي أن أعود بذاكرتي للخلف.
    لا أعرف بالتّحديد يا سيّدي، ربّما فقدّتها في العام الماضي أو قبل عامين أو ربّما عشرة، أنا أربط مذّكرتي بحدث عظيم، فمنذ ذلك اليوم الّذي اقترفت فيه والدتي جريمة تواجدي على الأرض، وكل شيء يمرّ عليّ برتابة؛ الأيّام كذلك تشابهت، لونها رماديّ أو ربّما أسود؛ كيف لي يا سيّدي أن أستطيع تمييز اليوم من البارحة، من عشر سنوات أو عشرين عامًا؛ فحينما أصبحت الأرض مقبرةً للأحياء، وانفجر باطنها ورمى بتلك الكائنات الغريبة ذات النّواجذ البارعة في امتصاص حليب الأطفال؛ وأنا فاقدة لذاكرة الزّمن.
    تلّقفت هويّتي؛ حاولت حفظ تاريخ الانتهاء
    ————
    الكاتب والشاعر والقاص المصري د.صابر حجازي
    http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi
    – ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة
    – اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية 
    – نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي
    – ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية
    – حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية
    -عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة