نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

    (أحزان في الغابـــة مسرحية للأطفال) تأليف / محمد صخي العتابي

    شخوص المسرحيـــة :
    الأسد
    الذئب
    الثعلب
    الدب
    الغزال
    السلحفاة
    تفتح الستارة تظهر غابة محترقة ومدخنة، وأشجار متأرجحة في الرياح الخفيفة. يسمع صوت الأحراش المتهشمة، في كل مكان وأصوات حزينة لحيوانات تبكي في الخلفية، وهي تشعر بالحزن والخوف.
    الثعلب: أهلاً وسهلاً ، يا حيوانات الغابة. لماذا تشعرون بالحزن والخوف؟
    (يدخل الذئب والأسد)
    الذئب: هل تعلم أن الغابة تحترق؟
    الأسد: نعم، الحرائق تأتي من البشر وتدمر كل شيء في طريقها، بما في ذلك منازلنا وحياتنا.
    الثعلب: هههه، لا يمكن أن يكون هذا صحيحاً. البشر هم أصدقاؤنا، ولا يمكن أن يفعلوا ذلك لنا.
    الذئب: للأسف، الأمر حقيقي. البشر يحرقون الغابات بشكل متعمد لتوسيع مزارعهم ومدنهم.
    الأسد: لذلك، نحن هنا الآن ، بلا مأوى ولا طعام.
    الثعلب: لا يمكن أن يكون الأمر كذلك. دعونا نذهب ونتأكد من ذلك.
    (يترك الثعلب الحيوانات ويذهب للتحقق من الأمر)
    (يتبين أن الحرائق دمرت جزءًا كبيرًا من الغابة، وتحولت إلى مكان مفتوح يبدو على الحيوانات أنه لا يمكنهم العيش فيه
    يعود الثعلب إلى الحيوانات)
    الثعلب: الأمر حقيقي، الحرائق دمرت جزءًا كبيرًا من الغابة. لكن لا يزال هناك أمل.
    الذئب: أي أمل؟
    الدب: (يندفع للأمام) أين ذهبت كل هذه الأشجار؟
    الثعلب: (ينظر حوله) هذه هي نتيجة الحرائق الأخيرة.
    الغزال: (يبكي) كان هذا موطننا، كيف سنعيش الآن؟
    الدب: (يتحدث بصوت ملؤه الإصرار) سنجد طريقة، لدينا بعض الخيارات.
    الثعلب: (يقاطع) أوه، هناك شيء ما يتحرك هناك( تأتي سلحفاة متقاطعة ببطء وتبتسم)
    السلحفاة: لم تمت الغابة بعد، لدي بعض الأفكار.
    الدب: (يفرح) أخيرًا شيء جيد يحدث. أخبرينا عن أفكارك يا سلحفاة.
    السلحفاة: (تتحدث ببطء) يجب علينا العمل سويًا لإعادة الغابة إلى حالتها الطبيعية. يمكننا زراعة المزيد من الأشجار وتوسيع مساحة الغابة، كما يمكننا جعل ممرات آمنة لحيواناتنا المفضلة.
    الثعلب: (يعرب عن إعجابه) هذه فكرة رائعة، ولكن كيف سنبدأ؟
    الدب: (يؤكد) سنقوم بتوحيد جهودنا، سيقوم بعضنا بزراعة الأشجار والعناية بها، وسيقوم آخرون بتحسين الأرض وتنظيفها من الأشياء التي تعيق نمو النباتات.
    الغزال: (يعرب عن تفاؤله) هذا يبدو رائعًا، سأساعد في قيادة الحيوانات الصغيرة وتعليمهم كيفية العيش في المنطقة المتجددة
    السلحفاة: (تبتسم) سيكون هذا مشروعًا طويل الأمد، لكنه سيستحق الجهد. دعونا نعمل معًا لإعادة الحياة إلى هذه الغابة.
    الدب: (يوافق) بالتأكيد، لنعمل معًا من أجل هذه الغابة وجميع سكانها.
    الثعلب: (يؤيد) سنحتاج أيضًا إلى إيجاد طريقة لمنع الحرائق المستقبلية، لذلك سأعمل مع الحيوانات الأخرى للحفاظ على نظافة المنطقة وإزالة الأشجار الميتة والجافة.
    السلحفاة: (تضيف) بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نوعد بعضنا البعض بعدم التسبب في أي ضرر للغابة والحيوانات الأخرى، بما في ذلك عدم رمي النفايات أو التخلص من النفايات الصلبة في المنطقة.
    الغزال: (يوافق) سنعمل على توعية البشر أيضًا بأهمية حماية الغابات والحفاظ عليها، وبأن الحيوانات تعيش في هذه المناطق وتعتمد عليها للبقاء على قيد الحياة.
    الدب: إنها مهمة كبيرة، لكن بالتعاون والتضامن يمكننا إعادة الحياة إلى هذه الغابة. فلنعمل معًا ونحقق النجاح.
    الثعلب: (يؤكد) نعم، لنبدأ العمل الآن. أول خطوة هي تحديد المناطق التي تحتاج إلى تنظيف وتنظيفها.
    السلحفاة: (تضيف) ثم يجب علينا تنفيذ العديد من المشاريع البيئية مثل زراعة الأشجار الجديدة وتحسين جودة التربة.
    الغزال: (يضيف) ويمكننا أيضا تعزيز السياحة المستدامة في المنطقة، لنعرض جمالها على الناس ونعلمهم بأهميتها.
    الدب: (يشجع) لن يكون الأمر سهلاً، لكن بالتعاون والإصرار يمكننا النجاح. لنتحد ونعمل سويًا من أجل حماية هذه الغابة والحيوانات التي تعيش فيها.
    الثعلب: إذًا، بدأنا. دعونا نعمل معًا ونجعل هذا العالم مكانًا أفضل للحياة.
    السلحفاة: (تضيف) بالتأكيد، يمكن أن يكون لدينا تأثير إيجابي على البيئة والحيوانات إذا تعاونا سويًا وعملنا بجد.
    الغزال: (يوافق) ويجب علينا أن نشارك هذه الأفكار والخطط مع الآخرين لجعلها أكثر فعالية.
    الثعلب: (يضيف) ومن المهم أيضًا أن نواصل التعلم والبحث عن الطرق الجديدة للحفاظ على البيئة وتحسينها.
    السلحفاة: بالتعاون والتزامنا، يمكننا الحفاظ على هذا العالم وجعله مكانًا أفضل لجميع الحيوانات والنباتات والبشر. لنعمل سويًا من أجل البيئة والمستقبل.
    الغزال: (يوافق) نعم، ويجب أن نبدأ بالتغيير من أنفسنا، وأن نتحلى بالحيادية في حياتنا اليومية ونتجنب الأفعال التي تضر بالبيئة.
    الدب: (يضيف) ولن يكون الأمر سهلاً، لكن يجب أن نبدأ من الآن ونتحمل المسؤولية ونقدم قدرنا الأقصى لحماية الطبيعة.
    الثعلب: (يؤكد) وليس هناك وقت لنبدأ من الآن، فلنعمل معًا ونحقق التغيير الذي نريده للعالم.
    السلحفاة: دعونا نتحد ونعمل معًا، فالتغيير يبدأ من الصغيرة، ولن نتوقف حتى نجعل هذا العالم مكانًا أفضل للجميع.
    الغزال: (يوافق) نعم، وعلينا أن نتذكر دائمًا أن الطبيعة هي موطننا جميعًا، ويجب أن نحميها ونحافظ عليها لجيل الغد.
    الدب: (يضيف) وعلينا أن نتحلى بالصبر والعزيمة في هذا العمل الهام، وأن نستمر في تطوير أفكارنا وتحسينها بشكل مستمر.
    الثعلب: (يؤكد) ويجب أن نشجع الآخرين للانضمام إلينا والعمل سويًا من أجل هذا الهدف المشترك.
    السلحفاة: بالفعل، العمل الجماعي والتزامنا سيجعلنا أقوى وأكثر فعالية في الحفاظ على الطبيعة وجعل هذا العالم مكانًا أفضل للجميع. لنعمل معًا من أجل المستقبل
    الدب: وسنتابع العمل بحماس وتفانٍ لتحقيق هذا الهدف النبيل.
    الغزال: وسنواصل التعلم والتحسين لنجعل مساهمتنا في حماية الطبيعة أكبر وأكثر فعالية.
    الثعلب: وسنبذل جهدًا لنشجع المزيد من الناس على المشاركة والانضمام إلينا في هذا العمل الجماعي.
    السلحفاة: ولن نيأس أبدًا، فالتغيير يحتاج إلى وقت وجهد، ولكن بالتزامنا وعملنا الدؤوب، سنحقق نتائج رائعة.
    الدب: (يضيف) وسنترك هذا المكان في حالة أفضل مما وجدناه، وسنترك أثرًا إيجابيًا على هذه الأرض.
    الغزال: (يوافق) وسيبقى هذا الحوار في ذاكرتنا كتذكير مستمر بالمسؤولية التي علينا تحملها تجاه الطبيعة.
    الثعلب: دعونا نتحرك معًا ونبدأ بالتغيير اليوم، فالطريق إلى عالم أفضل يبدأ بنا.
    السلحفاة: بالتأكيد، دعونا نبدأ الآن ونعمل بجدية وتفانٍ لنحمي الحياة البرية ونحافظ على الأرض للأجيال القادمة.
    الدب: (يوافق) بالتأكيد، وسنعمل معًا ونساهم في جعل هذا العالم مكانًا أفضل.
    الغزال: (يشيد) وسنكون دائمًا معًا في هذا العمل العظيم.
    الثعلب: (يختتم) فلنتحد معًا ونجعل هذا العالم أكثر جمالًا وإشراقًا، ولنجعل هذه الحوارات الجميلة تتحول إلى أفعال جميلة. شكرًا لكم جميعًا.
    (وبهذا، ينتهي الحوار وينتشر الجميع في كل اتجاه. يعود الدب إلى مغارته للاستعداد لفصل الشتاء القادم، في حين يذهب الغزال والثعلب للبحث عن الطعام والمأوى. تذهب السلحفاة إلى موقع الحريق لتفحص الوضع والعمل على وضع خطة لإعادة الغابات إلى حالتها الطبيعية)
    (وفي النهاية، يدرك الجميع أن الحوار هو الأساس الذي يجمعهم ويجعلهم يتفاهمون ويعملون معًا. فقط عندما نستمع لآراء الآخرين ونشارك الأفكار ونعمل معًا يمكننا تحقيق التغيير الإيجابي في العالم)
    أغنيـــة الختام ......
    (يمكن استخدام أي لحن مناسب للأطفال)


    النهــــــاية
    محمد صخي العتابي
    mohammed.alatabi@gmail.com


    نص مسرحي (وجع السنين) / تأليف محمد صخي العتابي

    نص مسرحي (وجع السنين)
                                     تأليف محمد صخي العتابي
    (تظهر شخصية آدم في غرفة مظلمة تعكس انعكاسًا على الحائط)
    آدم: (يتحدث لنفسه) لا يوجد ما يستحق البقاء لدي هنا. لماذا لم يحضر أحد حتى الآن؟
    (يتبدل الضوء وتظهر شخصية أخرى ، يتحدث بهدوء)
    صديق آدم: ماذا تفعل هنا ، آدم؟
    آدم: (يفزع) يا إلهي ، لم ألاحظك.
    صديق آدم: (يضحك) لم يكن لديك خيار آخر.
    آدم: (يتحدث بحزن) لقد فقدت كل شيء. زوجتي تركتني وأصدقائي ابتعدوا عني.
    صديق آدم: (يحاول الاطمئنان) لا تفقد الأمل ، يمكن أن تتغير الأمور. هل تتذكر عندما قمت بالسفر إلى اليابان وتعرفت على هؤلاء الأصدقاء الجدد؟
    آدم: (يضحك) نعم ، كانت تلك لحظات رائعة. لكن كل شيء تغير الآن.
    صديق آدم: (يشير إلى الحائط) هل ترى هذه الصورة؟
    آدم: (يتحدث بدهشة) نعم ، ماذا عنها؟
    صديق آدم: إنها تذكرنا بأن الحياة تتغير باستمرار ، ولكن الذكريات تبقى. هناك دائمًا أمل للبدء من جديد.
    (يختفي صديق آدم ويبقى آدم وحيدًا في الغرفة المظلمة)
    (يتم عرض ذكريات الماضي)
    (تظهر شخصية آدم وهو يجلس بجانب زوجته في حفل زفاف)
    آدم: (يتحدث بحماس) أنا سعيد للغاية اليوم. لقد حققت أكبر حلم لي.
    زوجته: (تتحدث بحب) أنا أيضا
    (تغير المشهد إلى زوجة آدم وهي تجلس في غرفة المستشفى)
    الطبيب: (يحاول الاطمئنان) نحن نبذل قصارى جهدنا لإنقاذها. لكن الأمور تبدو سيئة.
    زوجة آدم: (تتحدث بحزن) لماذا يجب أن يحدث هذا؟
    (ينتقل المشهد إلى الجنازة)
    آدم: (يبكي) لقد فقدت أفضل شيء في حياتي.
    (تظهر شخصية آدم وهو يقف بجانب قبر زوجته)
    آدم: (يتحدث بحزن) لقد فقدت أفضل صديق لي ، والشخص الذي كان يجعلني أشعر بالأمان والسعادة. لن أنساك أبدًا ، حبيبتي.
    (تظهر شخصية صديق آدم وهو يقف بجانبه)
    صديق آدم: (يتحدث بلطف) أنا معك يا صديقي. سنتجاوز هذا معًا.
    آدم: (يتحدث بحزن) لا يمكنني تخيل حياتي بدونها. كيف سأعيش دونها؟
    صديق آدم: (يضع يده على كتف آدم) سنتعلم كيف نعيش بدونها ، لأنها ستظل دائمًا جزءًا منا.
    آدم: (يتحدث بحزن) لماذا يجب أن يحدث هذا؟ لماذا يجب أن تفارقني؟
    صديق آدم: (يحاول تهدئة آدم) يجب أن تتقبل الأمر، الحياة تجلب لنا أحزاناً وفراقاً.
    آدم: (ينفجر بالحزن) ولكنها كانت كل حياتي. لا يمكنني تخيل حياتي بدونها.
    صديق آدم: (يحاول تشجيع آدم) ستتعافى مع الوقت. عليك أن تظل قوياً.
    آدم: (ينهار في البكاء) لا أعرف كيف. لا أعرف إذا كنت قادراً على المضي قدماً.
    (ينتهي عرض الذكريات ويعود آدم إلى غرفته المظلمة)
    آدم: (يتحدث لنفسه) لا يزال الألم يؤلمني بعد كل هذه السنوات. لماذا لا يمكنني نسيانها؟
    (تظهر شخصية صديق آدم في الظلام)
    صديق آدم: (يتحدث بلطف) عليك أن تفسح المجال للماضي وتبدأ حياة جديدة.
    آدم: (يتحدث بحزن) لا يمكنني. لا يزال قلبي ينزف.
    صديق آدم: (يشجع آدم) يمكنك الشفاء. لكن عليك أن تسمح لنفسك بذلك.
    آدم: (يبدو متردداً) ألا تعتقد أنني أخذت وقتاً كافياً بالفعل؟
    صديق آدم: (يتحدث بثقة) لا ، ليس بعد. لكنك يجب أن تبدأ من الآن في التفكير بالمستقبل.
    آدم: (يظهر عليه تفاؤل) شكراً لك. سأحاول أن أفعل ذلك.
    آدم: (يحاول السيطرة على نفسه) لقد كانت لحظات صعبة ، لكن يجب أن أستمر.
    (تتلاشى شخصية صديق آدم الذي ظهر في الغرفة المظلمة وتختفي)
    (تظهر شخصية أخرى الغائب)
    الغائب: (يتحدث بصوت هادئ) مرحباً ، آدم.
    آدم: (يفزع) من أنت؟
    الغائب: (يبتسم) أنا ذكرياتك. لا يمكن لأي شيء أن يأخذها منك.
    آدم: (يتحدث بحيرة) ماذا تعني؟
    الغائب: (يشير إلى الحائط) هل تذكر هذه الصورة؟
    آدم: (يتحدث بذهول) نعم ، لكن كيف عرفت أنها تعني لي الكثير؟
    الغائب: (يبتسم) لأنني أعرفك جيداً لأنك تفكر بي ، آدم. تذكر دائماً أن الأمل موجود وأنك لست وحيداً في هذا العالم.
    آدم: (يتعجب) ماذا تعني؟
    الغائب: (يشرح) عندما يكون لديك ذكريات قوية مع شخص ما ، يمكن أن يصبحوا جزءًا من واقعك النفسي. يمكنك أن تراهم وتتحدث معهم ، وهم يساعدونك على التغلب على الصعوبات.
    آدم: (يبتسم) أنت هنا لتساعدني على التغلب على فقدان زوجتي.
    الغائب: (يؤكد) نعم ، وأنا هنا لأنك تحتاج إلى ذلك. لا تحاول الاحتفاظ بالألم في داخلك. تحدث معي ، ودع الألم يخرج.
    آدم: (يشعر بالارتياح) شكرًا ، سوف أفعل ذلك. أشكرك على مساعدتي.
    الغائب: (يبتسم) دائمًا هنا لمساعدتك.
    (يختفي الغائب ويبقى آدم وحيدًا في الغرفة)
    آدم: (يفكر فيما قاله الغائب) نعم ، سأستمر. سأستمر وأتذكر أن الحياة تتغير باستمرار ، ولكن الذكريات تبقى. وسوف أبدأ من جديد.
    (يتم إضاءة المسرح وتظهر الممثلة المسنة وهي تقف وحدها وتتحدث)
    الممثلة المسنة: (تتحدث بصوت هادئ ومؤثر) في كل مرة أشاهد فيها هذه المسرحية ، أجد نفسي أتسائل عما إذا كانت الأحداث التي تجري فيها مجرد خيال أم هي تعكس حياة حقيقية.
    (يتم إطفاء الأضواء تدريجياً ويصدر صوت موسيقى هادئة)
    الممثلة المسنة: (تتحدث في الظلام) إنها مسرحية عن الحياة ، عن الأحلام والخيبات ، عن الأمل واليأس ، وعن كيفية التعامل مع الصعوبات التي تواجهنا في حياتنا.
    (تنطفئ الأضواء)
    الممثلة المسنة: (تضيء ضوء صغير عليها) إنها مسرحية تذكرنا بأن الحياة دائماً تستمر ، وأن الأمل دائماً موجود ، حتى في أصعب اللحظات. شكراً لكم على مشاهدتكم لمسرحيتنا.
    ( تتحول الأضواء إلى الأبيض ويظهر على المسرح شخص يجلس على كرسي متحرك)
    الشخص: (يتحدث بصوت منخفض) هكذا علمتني الحياة أيضًا أن العزلة ليست الحل ، بل يجب علينا أن نتحد ونتعاون لتحقيق أهدافنا والنجاح في الحياة.
    (يتم إطفاء الأضواء وتبدأ الموسيقى)
    الشخص: (يتحدث في الظلام)
    هذه المسرحية ليست مجرد قصة ، بل هي رسالة عن الحقيقة والأمل والتحديات التي نواجهها في الحياة. تعلمنا من خلالها أنه يجب علينا دائمًا النظر إلى الأمام والاستمرار في التحرك نحو أهدافنا ، وأن العزلة والإحباط لن تؤدي إلى أي شيء جيد. ومن خلال تفاعل شخصيات المسرحية مع بعضها البعض ومواجهتهم للصعوبات والتحديات ، تعلمنا أيضًا أهمية العمل الجماعي وتقدير العلاقات الإنسانية في حياتنا.
    (إينطفئ الضوء ويترك المسرح فارغًا)
    (بعد بضع دقائق، يظهر المخرج ويقف وحده في المسرح)
    المخرج: (يتحدث بصوت عالٍ) شكراً لكم على حضوركم لمسرحيتنا. هذه المسرحية كانت تجربة فريدة من نوعها بالنسبة لنا كفريق مسرحي. كانت تحدياً كبيراً أن نصور الحياة ونعرضها على المسرح بطريقة تعكس معانيها الحقيقية.
    (يتوقف للحظة ثم يتحدث مرة أخرى)
    المخرج: (يتحدث بصوت هادئ) في نهاية المسرحية، نأمل أن تكون قد شعرتم بأن الحياة تستمر، وأن الأمل دائماً موجود، حتى في أصعب اللحظات. ونأمل أيضاً أن تكون هذه المسرحية قد تركت في نفوسكم بعض الأفكار الجيدة والتي قد تفيدكم في حياتكم الشخصية.
    (يتوقف للحظة ثم يتحدث مرة أخرى)
    المخرج: (يتحدث بصوت متحمس) وأخيراً، شكراً جزيلاً لكل من شارك في هذه المسرحية. الفريق المسرحي والممثلين والفنيين والجمهور. لقد كانت هذه تجربة لن ننساها أبداً.
    (يتوقف للحظة ثم يشير بيده ويقول)
    المخرج: والآن، دعونا نحتفل معاً بنجاح هذه المسرحية
    (يتم إضاءة المسرح وتظهر جميع الأشخاص المشاركين في المسرحية ويبدؤون بالتصفيق ويتقدمون للوقوف بجوار المخرج والممثلة المسنة)
    ( أنتهت)
                                  محمد صخي العتابي
    mohammed.alatabi@gmail.com              

    مسرحية رماد أحزان الكوفة تأليف حسين عبد الخضر


    لمشهد الأول

    ( المسرح خال من الديكور ، سوى قفص يقف خلفه رجل عجوز ، جميع الأصوات الأخرى تأتي من خلف المسرح ) .

    صوت الجوقة : الكوفة تجتر المأساة ، تنشد حزن الماضي ... غادرنا الطيف ، أردته رصاصات

                           الغدر شهيدا . غابت شمس الكوفة . فلتبكي الأشجار عليه . فلتبكيه الأنهار . يصـوم

                           الأذان وتحتد الصلوات . رحل النور وعاد الليل طويلا يتوعدنا . رحل النور فليس     سوى حلم تغطيه السنوات.

    العجوز : ( ينظر وكأنه يرى الناس أمامه ويخاطبهم ) أنا لم اقتل أحدا . نصــــحت سعيدا وهانيا

                 لأني كنت أرى خاتمة اللعبة .

    صوت الجوقة : الصمت هو القاتل . الصمت وجبن الجبناء .

    العجوز : سكت لأني كنت أرى في الظلمة . سوط الجلاد وسيف القاتل ، سكت لأني كــــــنت أرى

                 آلاف الأموات يلتهمون الأحياء ( يجلس ) جسدي ينحل وقواي تخور . إني أكــثر موتا مـــــــن نفس  الموت .     

    ( يدخل طيفا هاني وسعيد) .

    الطيفان : لماذا أطلقت علينا النار ؟

    العجوز : ( بفزع ) أنا لم اقتل أحدا .

     الطيفان : بل أطلقت علينا رصاصات صامتة .

    العجوز : قلت باني لا أقوى أن أطعن أو أُطعن .

     طيف هاني : ادعوك أن تتوحد مع نفسك .

     طيف سعيد : لماذا تتركنا الآن ؟

    (يخرج الطيفان ) .

     

    العجوز : مالي أصبحت أرى الأشباح تطاردني ؟ لماذا يتعزز فيّ شعور أني القاتل ؟ ( يحاول أن

                 يبدو طبيعيا ) أنا لم اقتل أحدا وقدر الكوفة أن يغشاها الليل .

    صوت الجوقة : القاتل ينكر طعن المقتول . يذرف دموع الحــــــــزن ، ويهيل الدمع على أوزار  جريمته القاتل يلبس كفن المقتول . لكن الكوفة لا تنسى الشـــــــــــهداء ولا تغفر للجلادين . .  عروس الليل المغتصبة لا تغفر للنخاسين .

     (صراخ . يهرب العجوز إلى القفص . صمت . يخرج من القفص ويكلم أشخاصا يتوهمهم ) .

    العجوز : سعيد مالك ترمقني شزرا . لا داعي للفرقة ما دمنا رفيقين . ألسنا صديقين سعيد ؟ هاني . . ولو أني لا اعرفشيئا عن مزج الألوان وهذا الخط الباهت يفرق بين الأبيض والأسود لكني أرى أن اللوحة مازالت تحتاج إلى بعض الإصــــلاحات .. لماذا لا تتكلم ؟ تكلما . . إني اغرق وحدي في هذا الحزن . اغرق وحدي في هذا البحر من الظلمة . . سنوات.

     صوت الجوقة : الكوفة يغشاها الليل . يشرد فيها الأيتام ويسرق خبز الفقراء . انهار الكوفة عطشى

                          وليس لضام فيها شربة ماء .

     العجوز : مالي والأيتام ، مالي والفقراء ، لماذا تطاردني الأشباح وتبصق في وجــهي الجدران ،

                  أنا لم اسرق أحدا . أنا لم اقتل أحدا . قدر الكوفة أن يغشاها الليل .

     صوت الجوقة : من أطفأ شمس الكوفة  منذ سنين ؟ من أوقد نار الفتنة فيـها فعادت تغرق في         الظلمات؟ملعون من شتت شمل الأمة وفرق بين الـــناس الأحقاد . الكـوفة لا تنسى الشهداء ولا  تغفر للجلادين . .عروس الليل المغتصبة لا تغفر للنخاسين .

     العجوز : أعوام مرت ظلماء . أدور على نفسي كالمجنون . لا أغفو ليلي . لو أغمضت عيوني ،

    تفتح في وجهي عين وتشير إليّ أصابع كل الموتى في الكوفة وأصابع كــل المحتجزين في الزنزانات وتحت الأرض . هو ذاالقاتل . وأرى عنقي يـدور بحبل المشــــنقة . أراه يدور . . . ولكني أحيا ونفسي أكثر موتا من نفس الموت .

     ( يدور العجوز على الخشبة . الضوء مسلط عليه فقط ) .

    العجوز : حبال سود تلتف عليَ السنوات . صخور جرداء تتراكم حولي الأيـــام . أتمنى لو أطرد عن   ذاكرتي رائحة الدم والمـوت . أتمنى لو تختصر السنــوات إلى القبر . فيبتعد القــبر وتمتد الســنوات . الإثم يخيــم في ليل النفس وأرى روحي تلتهب بنيران النـدم . . . الندم اللا   مجــدي . كالجبل على ظهــري يجثم ذاك الــماضي . . الــماضي . يضج بـرأسي صراخ المــاضي ، يزدحم خيــالي بمشاهد ذاك الماضي . كــأن الأحداث تمر الآن . . . كأن الأحداث تمر الآن .

    المشهد الثاني

    (  المسرح شبه مظلم ، يقف ثلاثة شباب خلف أقفاص عالية موزعة على خشبة المسرح . الجوقة تقف خلف قفص كبير في وسط المسرح من الجانب البعيد وأيديها مقيدة إلى القضبان ) .

    ( يعلو صوت صراخ لرجل يعذب من خلف المسرح فيتلوى الجميع ألما . ينظر الشباب الثلاثة بخوف إلى كل الاتجاهات ) .

    هاني : ( وهو ينظر إلى الأعلى ) . ثلاثون عاما والسماء تمطر دما أسود

     سعيد : ثلاثون عاما والظلام يفترس المدينة . يغتال الأقارب والأصدقاء والأحلام .

    رشيد : ثلاثون عاما هي كل عمري الذي لم أحيا منه يوما واحدا . ثلاثون عاما هي الخوف والانتظار .            انتظار اللحظة التي اصرخ فيها صرختي الأخيرة وأتلاشى .

     هاني : ( نحو الجمهور) اللوحة مازالت تستقبل الغبار . الألوان تجف باستمرار . وأصابعي مازالت

               متحجرة .

     سعيد : ( نحو الجمهور ) . حاولت كتابة قصيدتي فبدت الكلمات أثقل من الصخور . هذا زمن لا يصـلح لغير الصراخ . وهذه مدينة لا تحيا بغير الصمت ؟ ! فكيف اكتب الصمت ؟

    رشيد : ( نحو هاني وسعيد ) كفى أيها الحالمان . لاشيء أمامنا سوى أن نمـوت في هذا الظلام وننسى           لقد ولى زمن الأحلام .

     هاني : لو كان صحيحا ما تقول . فيجب أن اكســر ريشتي واطــمر أصابعي في الــتراب . لو ولى زمن الأحلام ، فما قيمة أن يجري الماء بنهر ميت . ما قيمة أن يحيا الإنسان ويلتهم الساعات .

     سعيد : لا . . لا يمكن أن يرضى ذلك حتى فار  يقضم في جحر تحت الأرض خبزا يابسا وينام .. لابد لنا            من حل . . محاولة أخرى .

     رشيد : ( منتفضا ) محــاولة أخــرى ؟ ! محاولة أخــرى هي مــوت آخر ، سجون أخرى ، عذاب     آخر . مازلت أتنفس رائحة الدم . مازال السوط على ظهري يكتب تاريخ النكبة ( يجلس بعيدا عنهما ، يضع رأسه بين يديه . يسلط الضوء عليه ) مازلت اذكر ذاك اليوم .. مازلت اذكر .

    ( يضيء المشهد عن الجوقة وقد تجاوزت القفص وهي تهتف ) .

     

    الجوقة : الــموت للظلام . . الــموت للظلام  . . يأيــها الفارس الذهبي أقبل . تعال واروي العطشى . تعال واحــمي الأيتام . . الــموت للظلام . انهض أيها الراقد في الأحــلام . تعال وامتطي حماس تلك الحشود . . تعال . . تعال .

    ( تتوقف الجوقة عن الهتاف وهي تنظر صوب جهة بعيدة ، الشباب الثلاثة ينظرون أيضا إلى تلك الجهة ، مترقبين ظهور احد ) .

    الجوقة : لاشــيء يأتي من هناك . لاشــــيء حتى الآن في الدرب البعيد . ولا أحد . ( ترتفع أصواتهم )

     هبت على نيراننا ريح الملل .. والجمر يخبو ويخبو على راحة الانتظار .

    (  الشباب الثلاثة وقد ملوا الانتظار أيضا ) .

    هاني : الطيف الأبيض لم يأت بعد .

    سعيد : لم يأت بعد . الجمرة في جسدي تبرد . عسى أن يأتي قبل غروب الصبر .

    رشيد : عســى أن يأتي . عســى أن يأتي . الغائب لم يأت والظلمات احتشــــدت في كل مكان . . من كل   مكان .

    ( أصوات معركة . قصف بالمدافع والأسلحــــــة الخفيفـة . يتخبط كل من على الخشبة في حركة

    تراجع إلى الخلف ) .

    رشيد : ( بصوت عال ) مؤامرة .

     سعيد : ( بصوت عال ) الليل يهاجمنا من كل مكان .

     هاني : ( بصوت عال وهو يشعر بالدهشة وخيبة الأمل ) من باع الكوفة ؟ من خنق الأصوات ؟ من            فتح الباب لهذا البحر الأسود وأغرق بظلمته الكوفة ؟

    ( يغادرون الخشبة فيظلم المسرح لينكشف من جديد عن الجوقة وهي تقف خلف قفصها الكبير مقيدة اليدين تبدو عليها آثار التعذيب ) .

    الجوقة : ( تنشد بطريقة تشبه النواح ) ارتدت الحياة ثوب حدادها الأسود . الموت والدماء عنوان هذه الأرض . تخــلى الفارس عن صهــوة جواده . هــذا اليــوم  لا يشبه يوم آخر في التاريخ .

    الكوفــة تبحث عن فــارسها . الكوفــة تنادي شهابها الجديد . . رفـــعت صوتها بوجه الظلام فاكتست الشوارع جثثا واغتسلت الأرصفة بالدماء

    ( يتسلل الثلاثة الواحد بعد الآخر ) .

    رشيد : ها ؟

    هاني : جثث حمراء ودماء سوداء وسكون .

     سعيد : ( يضع أذنه على الأرض ) قلب الأرض ينوح . بعينيّ رأيت الأطفال تحطمهم سرفات الدبابات .           رأيت النسوة والشبان يقادون إلى الموت زرافات .

     ( يرقد رشيد كالنائم بينما يدور هاني وسعيد على الخشبة ، كأنهما يبحثان في المدينة عن أثر للحياة . يسمعان صوت رشيد وهو يهذي ) .

    رشيد : لا . لا تقتلوني . لا تحرقوني . أنا لم افعل شيئا . أنا لم اصرخ . أنا لم اصرخ . لا تدفنوني . . لا. ادفنوا هاني أو سعيد . ادفنوا هاني أو سعيد 

    ( يوقظانه فيستيقظ فزعا ، خائفا وهو يصيح بصوت مريض  ) .

           : لا . . لا تقتلوني .

    هاني : لا بأس عليك رشيد .

     سعيد : ( وهو يضع يده على جبهة رشيد ) غارت عيناه وحرارته ارتفعت .

                ( رشيد ممدد في وسط الخشبة ، يجلس إلى جانبه هاني وسعيد بمواجهة الجمهور ) .

    الجوقة : مــاتت عصافير الكوفــة فوق الأغصان . ماتت وهي تردد لحن الغائب . فتحول لحن العصفور إلى هذيان . الدم والمـوت صديقان . اللحن صديق الدم . والدم عدو الإنسان . لا منجي للكوفة من الهذيان . تفترش الأحلام وسادة حزن قاتمة الألوان وتهذي . . تهذي .

    المشهد الثالث

    ( المسرح شبه مظلم . حبال وسلاسل تتدلى من سقف المسرح . الشباب الثلاثة خلف أقفاصهم والجوقة في قفصها . خلفية المسرح صورة مدينة مدمرة ) .

    الجوقة : من يعطي خبزا للجــائع ، صوتا للأخرس ، حزنا لهذا القلب الفارغ ، حملا لهذا الزمن العاقر،

               سيفا تتحد عليه أصابع يدنا المبتورة ، فتات الأحلام . . . من يهدي للروح فتات الأحلام  ؟

     هاني : ليس لنا سوى أن نحلم . وحتى الأحلام بلونين فقط .

     رشيد : ( مقاطعا ) لا تتكلما . . لا تتكلما . الشوارع مزدحمة بالعيون . الجدران تتجسس علينا . توقف            أيها الرسام عن أحلامك اللعينة وكف عن هذيانك أيها الشاعر .

     سعيد : صـارت الحيـاة هي الهذيان . كلام بلا فائدة ، كلام يجر الكلام ، كلام يتخم السجون ، كلام يقتل،  كلام يزرعالجوع في قلوب المشردين . أليست هذه هي الحياة ؟ أليس هذا هو الهذيان؟

     رشيد : آه أيها الشــاعر المهذار ، ما أكثــر ما تتكلــم ، ما أكثر ما تمشي على الحد الفاصل بين       الأرض وبطــن الأرض . . . استمعــا اليَ . أنصتا لصوت الحكمــة . كل النوافذ مغلقة  بإحكــام. كل أمل يتفسخ في مكانه ويموت . من يسكت يعش أكثر أما من يتكلم فلا مكان له في هذا العصر .

     هاني : الموت والسكون متساويان . الفرق هو أن الساكت فوق الأرض يعد الأيام .

     سعيد : ملعــون من خذلنا . من سلمنا لموتنا بهذه السهولة . حـــاول أن تصل إليه بخيالك أيها الفنان. وأنت يا رشيد .

     رشيد : ألا تستطيع أن تسكت . . أسكت ، فالموت ضريبة الكلام .

                  سعيد : أتمنى لو تتمكن من إقناعي . لكن هل تتمكن من كبت الأمل الذي في داخلي ؟ لابد من فجر    جديد أراه في أحلامي . في يقظتي أراه . . فجر يحتضن بجناحيه الكوفة .

     هاني : هل مر على الكوفة ليل بلا نهار ؟

    الجوقة : تلاشت ظلمــات كثيرة . افــلت شموس وأقمار . ليــس للحياة وجهـا واحدا أبدا . مهما تفرعن الظلام . مهما طغى . لابد أن يشع في يوم ضياء . فجر آخر يولد من رحم الأيام . فلنبحث عن

    خلاصنا الأتي . فلنبحث عن ماء لأنهارنا . . عن ثمر لأشجارنا . فلنبحث.

     سعيد : ( متسائلا  ) نبحث ؟

     رشيد : أين ؟ الظلام يطبق قبضته على المدينة . لا مكان بلا ظلام والبحث ضريبته الموت .

     هاني : نبحث في الطرق السرية .

     رشيد : لا تــوجد طرق سرية . في الكوفة لا يوجد غير الموت يجوب الطرقات ، فالتزما مثلي  الصمت. كل الناس أجادوا فن الصمت . فلماذا تتكلمان ؟ الكل يطبق جفنيه ليغفو وأنتما وحدكما  الحالمان .

    سعيد  : ما قيمة أن يغفو الإنسان بلا أحلام . . الحزن عصارته حلم عن فجر آت .

     هاني : الحــلم خيال الإنسان الأبيض يبحــر في بحر ازرق يطوقه حزن اسود فدعنا نحلم أن نكسر هذا الطوق  .

     رشيد : تأتي الأحــلام مع الليل . تحمـل معها روحا منه . فما يدرينا إن الأحلام ليست جاسوسا للظلمة؟ أكثر من دفنواأحياء كانوا ضحايا الأحلام .

     هاني : الأحلام ضماد جراحات العالم . زهرة حب ببيضاء تبقى بعد دمار الحقل . فلا يمكن . . .

           رشيد : ( مقاطعا ) بـل يمكن . يمكن أن تصبح هذه الزهرة سوطا بيد الجلاد . أو حبلا يلتف كأفعى فوق الرقبة .

     سعيد : رشيد . أراك تشــل إرادتنا . حتى الأحـلام تحطمها . . حتى الأحلام ، ولا تفتح نافذة أخرى ، لكنك تغلق كل الأبواب فقط .

     هاني : يكاد كلامك يقتلنا . فإنك تطلب منا أن نتجمد كالتمثال لنحيا .

    رشيد : لا جــدوى من بحثكما . الجبن يعشش في النـاس ، والهم الأوحد أن يستـــلوا رغيف الخبز ولو

              بالحيلة . فكيف تريدون من الكوفة أن تتبع شمسا لن تشرق .

    (أصوات ترتفع من خلف المسرح ) .

    : بالروح بالدم نفديــك يا ظلام . . بالروح بالدم نفديــك يا ظلام . يعيش الظـــلام . . حبيب القلوب                                                        الظلام.

     رشيد : أرأيتم كيف انقلب الناس . أرأيتم كيف تغيرت الكوفة . ها قد سمعوا صوت الحكمة .

     سعيد : حكمت هذا الزمن الضال . ترهات الحكماء المهزومين . سوط ناعم يقود الناس إلى الليل .

    هاني : نداء الخوف . . رغيف الخبز الصعب . . وهؤلاء ( مشيرا إلى جهة الصوت ) ليسوا كل الناس .

     رشيد : الخوف هويتنا . لا تقفا ضد التيار . ليكون الماضي لنا عبرة .

      ( يطرق الثلاثة لفترة كافية للتأمل  ) .

          الجوقة : ليــس التيـار سوى الخـوف . الخوف هو الظلمة ، سجن النفس ، سوط الجلاد ، دماء القتلــــــى ، القبر المجهول تنوح عليه حمــامات سـود ، هو الخــوف . الكــوفة بأزقتها  السوداء ، بعيون يتاماها انقلبت خــوفا . أين الفجــر الموعود ؟ أين نجوم الشهداء ؟ . . . عيون الأطفال ، نبض الأبطال . أحلام عذارى الكوفة تترقب . تنظر صوب الدرب الصحراوي .

     سعيد : ولو أن اليأس يطبق فكيه على القلب ويغرق هذا القلب ببحر الظلمات ، حتى أصبح أعمى ، لكن            هتافايعلو في نفسي يولد عندي أملا ، بل إحساسا ، أكاد اسميه يقينا . . إن الفجر لات .

     هاني : تعدد ألوان الطيف ، يجعلني أدرك ، أن هنالك لون آخر سيرسم وجه الكوفة .

    الجوقة : ( تنظر صوب جهة بعيدة ) لم تطرقه قدم حتى الآن . الدرب الصحراوي المهجور ، تعوي فيه الريــح وتحرك ذرات الرمــل ، تنمــو على جنبيـه الأشواك . تخاف الكوفة أن تغزوه الأشواك

    فيضع لدرب الصحراوي إلى الكوفة ويضيع القادم .

     هاني وسعيد : ( وكأنهما قد تذكرا سيئا قد غاب عنهما ) الدرب الصحراوي . . الدرب الصحراوي .

    ( يذهب الجميع صوب الدرب الصحراوي خارج المسرح ، يبقى رشيد وحيدا ثم يتبعهما على غير   قناعة ) .

    المشهد الرابع

    ( المسرح شبه مظلم . خلفية المسرح (( مسجد الكوفة )) . هناك منبر في وسط الخشبة من الجانب البعيد . الشباب الثلاثة يقفون خلف أقفاصهم . الجوقة تقف خلف القفص الذي تغير موقعه إلى الجانب الأيمن من الخشبة)

    الجوقة : ( صوب الجمهور) الكــوفة تستبشر خيــرا . عــذراء وجدت فارسهـا . وجدت من يطعن قلب                       الظلمــة بالكلمــات ويدميهــا ، فيرديهـا . موعدكم يوم الجمعة . . في المسجد من يوم الجمعة

    تبتدئ ألطف .

     سعيد : أتسمعان ؟ شمس الكوفة تشرق .

     هاني : يتسلل إلى نفــسي خيط من ألوان . هنالك أمل يتدفق من بين صخور الظلمة . الكوفة لن     تعطش بعد اليوم .

        ( يتوجه بالكلام إلى رشيد المنزوي عنهما كأنه لا يسمع ما يدور ) .

           : أسمعت رشيد . شمس في الكوفة تشرق . فجر آخر عبر الصحراء متجها صوب مدينتنا .

    رشيد : ماذا يطلب هذا الفجر في بلد أنهكه الجوع ؟ ماذا يغريه ببلدتنا ؟ للثروة جاء أم السلطان  ؟

     سعيد : تهب الشمس أشعتها مجانا . ترسلها في كل مكان ، لتضيء دروب الناس . لا من اجل الثروة

    والسلطان .

     هاني : للكوفة حين يجن الليل صباح . هذا قدر الكوفة ، ويكون الأجدر أن لا نخطئ في التقدير .

    رشيد : ها قد قلت . يكون الأجدر أن لا نخطئ في التقدير ، فما يدريك بأن القادم نورا ؟ ما يدريك بأن

    الظلمة لأتلبس وجها آخر ؟ فكيف نفرق بين النور أو النار ؟

     سعيد : لا يــوجد ابسط من ذلك . الفرق الواضح في الأقوال وفي الأفعال كالفرق بين دم المقتول                    وسيف القاتل .

              رشيد : ( بصوت عال منطبع بنبرة الخوف ) في الظلمة لا تدرك فرقا بين القاتل والمقتول ، في الكوفة           لا تدرك فرقا بين عدو وصدق . عدو اليوم صـديق الأمس ، وإذا ما استــعرت نار الحرب ستجد الكل يريدون هناك قتالك .

     سعيد : الظلمـة لا تمنع عاقلا أن يشم رياح القاتل أو يتنفس ريح المقتول ، والشمس إذا طلعت تسفر         عن هيئتها ، لكنك تمعن في ظلم الناس ، لماذا تلقي اللوم على الناس ؟

     هاني : رشيد . أراك تراوغ نفسك . تلتف على رغباتك . تحاول أن لا تبصر . اهو الخوف رشيد ؟

    رشيد : ( بتردد ) لا . لكن الحكمة تدعوني أن أتروى . فغدا من يعرف ما يخفي الغد ؟

    هاني : من يتردد في الحكم على نور الشمس مجنون وليس حكيما .

    رشيد : دعني أتمعن في الأمر .

    ( تمر فترة من الصمت . يرتفع بعدها صوت الأذان . يسلط الضوء على المنبر . ثم يرتفع صوت السيد الشهيد محمد صادق الصدر(( قدس سره ))  ) .

     صوت السيد : ( اللهم صل على محمــد وآلــه الطيبين الطاهرين . توجد ملاحظة أود بيانها قبل الابتداء بالشيء الرئيــسي في الخطبــة . في الحقيقــة البلاء الدنيوي إذا لاحظناه منسوبا إلى قضــاء الله وقدره ، كالفقــر أو التعرض للشمس أو انقطــاع الكهرباء وان كان صعبا ويحتــاج إلى صبر وجلد ومعاناة إلا انه يحدث نتائج طيبة في الدنيا والآخرة معا . أما في الآخرة فعلو الدرجات . وكلما كانت الدنيا أصعب وبلاءها أكثر كانت الآخرة أسـهل . وكلــما كانت الدنيا أدنــى كانت الآخرة أعلى ولنـا أسوة حسنة بالحسين عليه السلام الذي قيل له (( لك مقامات لن تنالها إلا بالشهادة  )) .

    ( يشع الضوء في كل جهات المسرح . يقترب هاني وسعيد وكذلك الجوقة من المنبر أثناء الخطبة بينما يقف رشيد بعيدا عنهم ) .

     الجوقة : ( تقف في وسـط المسرح ) أشرقت شمسكـم يا أهل الكوفة . قوموا إلى أرضكم فاحرثوها

    الفرات يــنادي أرضكم المجدبة فشقـــوا أنهاركم واحيوا بساتينكم . هذا الشهاب الأبيض ينادي في أزقتكم . توشك الأشجار أن تضع ثمارها فلا تضيعوا جنيكم .

    ( تعود إلى مكانها خف القفص ) .

     سعيد : ( يــخاطب المنبر ) أيهــا الشهاب الفريد . أيهـا الرجل الأبيـض . خذ بأدينا إلى عالمك النوراني                    حيث تفجر الكلمات ينابيع الروح فيتدفق الشعر انهارا من عسل .

    هاني : ( يرفــع يديه إلى أعلى ويحــرك أصابعه ) أصابــعي بدأت تتحــرر . أرى لوحة جديدة تتكون في داخلي . . كم كانصعبا أن أرسم في الظلمة شيئا آخر غير الظلمة . أتشعر مثلي أيها الشاعر؟

    سعيد:  أرسم يا صديقي لوحاتك الآتية . . وسأكتب قصائدي . سأدعو الكوفة لاستقبال هذا الصباح .

    رشيد : الكـوفة لا تؤمن بالكلمات أو الألوان . الكوفة تتبع قاتلها ، أنسيتم أن الدفة ليست في أيديكم بعد؟ مهلا حتى تتضح الأحداث وتنكشف الغبرة .

     سعيد : ستصير الدفة في أيدينا ، ونحن الأقوى لو يجتمع الناس .

     رشيد : لو يجتمع الناس . . اجتمع الناس لمرات قبل الآن ، لكن الكوفة تتفرق لو لمحت سيفا أو       مدفع . الناسإذا سمعوا صوتا يلتفون ، بدوافع شتى يأتون . لكن لو شموا رائحة في الريح وتوجس أحدهم خوفا ، فإن الناس يفرون .

     سعيد : الكــوفة هذا اليوم ليست كالكــوفة بالأمس . رفــع الناس بشعبان صــوت الرفض ، وانتظروا  . . انتظروا حتى ذابوا في الليل ، فلا تطلب منا أن ننتظر الآن .

    هاني : فهــذي الشمس تضيء ، ورأيــت الأشباح المذعــورة تنسحب إلى الظلمات ، لكني لم أرك هناك   رشيد .

     رشيد : مازلت أدقق في الأمر .

    سعيد : أنت تخاف رشيد .

    رشيد : لا ، لســت أخاف، لكني أتمعن ، فهذا عصــر الحيـرة والشك ولابد لنا أن نتروى في الحكم على  الأشياء ولا لوم علينا.

    هاني : من يتمعن في الشمس طويلا يصبح أعمى .

    رشيد : ( مترددا ) ما زلت اشك .

    هاني : لا تنفث شكك بين الناس فتعميهم . الأفضل أن تسكت . أو أن تعزل الناس .

    هاني : لا تسكــب ظلمة نفســك في نفس أخــرى . كل الأرواح البيضــاء تتطلـع صوب النور ، إلا    أنت ، فلتنسحب إلى كهف ، ذلك أفضل من أن ترشق وجه الشمس ، بغبار اسود .

     رشيد : لو ننظر في الأمر قليلا . لو نتمهل . لو ..........

    سعيد : كفاك ، كفى . تختلق الأعذار .

    الجوقة : ( نحــو الجمهــور ) في الزوايــا المظلمة تحاك المؤامرات . تنسج العناكب خيوطها الفولاذية وتنصــب المشــانق في بيــوت الطغــاة . ليس الطغــاة وحـدهم يبغون اغتيال الشمس . هناك

    المنافقون والانتهازيون ومروجوا الإشاعات . حذار يا أهل الكوفة من رؤوس نسجت أفكارها في الظــلام . حــذار من الحكمــاء العــوران اللاعقيــن صحون الحرام . اقتلعوا ما زرع الآباء الماضون من العار . فجر آخر جاء يناديكم فرووا عطشه . . فجر جاء يناديكم فرووا عطشه .

     رشيد : ( يدور في المسرح (ألا يوجد لون آخر بين الظلمة والنور ؟ ألا يوجد غير الدم والجلاد ؟

    هاني : يوجد لون آخر بين الأبيض والأسود ، واراك تزينت به الآن فأصبحت بوجهين .

    رشيد : لا افقه شيئا من لغة الألوان . فاخبرني ما تقصد ؟

     سعيد : يقصد انك مشمول باللعنة . لا مع أو ضد . والرجل الواحد لا يملك قلبين ، لكن من المكن أن

              يعيش بوجهين .

     هاني : ندعوك لان تتوحد مع نفسك . أرفع من روحك أستار الظلمة .

    رشيد : لا . . لا . مازلت أرى نهر الدم . مازلت أرى الأجداث بلا أسماء . . . مازلت أراها .

    ( ينسحب إلى خارج المسرح ) .

    الجوقة : ( نحو الجمهور ) يا أهل الكوفة . . لم يخرج أشرا أو بطرا . لا يطلب جاها أو سلطان . بل                   جاء لإصلاح بين الناس ، لأمر بالمعروف ونهي عن منكر . لا تذروه وحيدا . . . لا تذروه وحيدا . . .  لا تذروه  .

    هاني : ما بال رشيد ؟

     سعيد : يخاف .

     هاني : ليل الكوفة كان طويلا . . ورشيد ليس سوى . . . . فلنذهب نستطلع أحوال الناس .

    المشهد الخامس

    ( خلفية المسرح صورة لمدينة الكوفة . المنبر في وسط المسرح ، يلفه قماش ابيض ، أقنعة عديدة وأوراق تشبه المنشورات معلقة على جدران المسرح) .

    ( هاني وسعيد يدخلان من الجانب الأيمن للمسرح ) .

    هاني : ما بال النــاس ؟ كأن الكــوفة تهوى خلط الألوان . كــأن الحيات تنفث سمــا في الأبصـار وفي

             الأذهان .

    سعيد : رغم شروق الشمس مازالت ناس الكوفة تتخبط مثل العميان . . . . الخــوف ! وماذا يخشى من  يقترب رويدا نحو الموت ، كل نهار .

     هاني : ( مفكرا ) سماء الكــوفة تغطيها غيــوم حبلى بالفتن . وأخشى أن تندلق القرب بنهر الدم          ( إلى سعيد ) أسمعت صراخ الأصوات الخرساء ؟ أسمعت عواء الشيطان ؟

     سعيد : أخشى ن تلد الأيام الحبلى طاحونا مجنونا . يطحن كوفتنا ويذريها في وجه الريح ( يدور على

      الخشبة وبلهجة يشوبها الخوف والرجاء ) لكن الأمر بعيد . . الأمر بعيد ( يضع كفيه على         رأسه) قل إن الأمر بعيد .

     هاني : الأمر بعيد . . أتمنى لو كنا نحلم ، لكن الكوفة ، كل الكوفة تتكلم عن واقعة أخرى ، وكهوف الليل ابتلعت أفواج الناس .

    سعيد : ( وهو يفرك صدغيه ) اخبرني ما الأصل بهذا الكون ، النور أم الظلمة ؟

     هاني : الظلمة والنور عدوان ، لكن البعض يحب النور والبعض الآخر يهوى الظلمة .

     سعيد : والكوفة ماذا تهوى ؟

     هاني : الكوفة تحب النور وقد قالت ذلك في شعبان .

     سعيد : إذن ، فماذا يجري الآن ؟

     الجوقة : ( تدخل من الجانب الأيمن للمسرح وهي تصيح بلهجة المنادي ) لا تذروه وحيـدا . . لا تذروه وحيدا . .صبرا يا أهل الكوفة . لا تحرموا القادم من شربة ماء . لا تمنحوه بيعة كاذبة أخرى، ثم تفرون بوجه السيــف . إنها الفتنة والله . وهذه الأقنعة ، جاءت لتخدعكم فخلوا الأقنعـــة . هذه الأبــواق لــم تأو يتيما . هذه الأبــواق لم تشبع جائعا . . لا تذروا القمر وحيدا . فلقد هبت ريح الفتنة وتكدست الظلمة فوق الظلمة كي تبتلع النور .

    ( تخرج الجوقة من الجانب الأيسر . يدخل رشيد بملابس سوداء اللون ) .

    رشيد : علمتم ما يجري ؟

    هاني : نعلم . . نعلم أن الظلمة تهم بمحو النور .

     سعيد : رأينا الأسلحة المشهورة نحو مصلين عزل .

     رشيد : انسحبا . . . انسحبا ، فالوقت يضيق إمام المعركة الكبرى . ستكون المعركة كبيرة تتناثر فيها

               الأشلاء . كيف يقف مصلون عزل بوجه قذائف وبنادق ، ها ؟ كيف يقف العزل أمام الدبابات ؟

    سعيد : من حقك أن تسـال رشيــــد . . . من حقك أن تســال . فليس العيش لــديك سوى خبز وفراش .

              والسكن بجحر تحت الأرض هذا يعني انك بأمان .

     رشيد : لماذا تنكر أني املك نظرا ؟ وبأني أحسن بقدير الأشياء ؟

    سعيد : نعم . اعرف أنك تمتلك سجلا كبيرا للأعذار . . . وبأنك يمكن أن تصنع من فاسق أتقى الأبرار .

     رشيد : هاني ، أوقف صوت صديقك هذا المتبجح .

     هاني : لا وقت لدينــا للصــمت الآن . الصـمت مكان خصب لنمو الأقذار . الصمت هو الموت رشيد    وما دون الموت ، فلماذا تطلب أن يصمت صديقي هذا التبجح ؟

    رشيد : حسنا . فانا لا أنسى بأنا كنا أصحابا  . وحلمنا نفس الأحلام .

     سعيد : فلماذا تتركنا الآن ؟ ما دمنا كنا نحلم نفس الأحلام .

     هاني : كنا نحلم بالنور . رسمنا أطيافا فوق الجدران السوداء وحلمنا أن نبصرها نورا . فلماذا             تنسحبالآن ؟

    رشيد : ( مطرقا يكلم نفسه ) أريد حيــاة صافية بيضــاء . لا رأس شهيــد فيها أو سيفـا يقطر بالدم . لا   أقوى أن أطعن أو أُطعن . أريد حياة خالية من كل الأخطار .

     سعيد : تلــك هي الجنـة . والجنـة لا تأتي من غير عناء . من قال بان الجنـة تهــدى للساكــت عن                                                             جوع الفقراء . فلا تحلم بالجنـة وأنت تسير بدرب آخر .

     رشيد : ولماذا لم تكن الجنة في هذي الأرض ، هنا ؟

    هاني : في الأرض الأبيض والأسود والجنة كانت بيضاء .

     الجوقة : ( صــوتها يأتي من خلــف المسرح ) في المسجــد من يوم الجمعــة سيناديــــكم . في يوم غد سيناديكم من بين حراب الظلمة .فلبوا يا أرتال الشهداء . في المسجد من يوم غد توعده الجلاد بطف أخرى . فلبوا يا عشاق النور ولا تذروه وحيدا . . لا تذروه وحيدا . . لا تذروه .

     سعيد : أسمعت رشيد ؟

    رشيد : سمعت ولكن . .

    هاني : لكن ماذا ؟

    رشيد : ( ساكت )

    سعيد : ( لرشيد ) أنت جبان والجنة ليست مأوى للجبناء .

     صوت السيد : ( واقتــرب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بـل كنـا ظالمين . انتم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون . لو كــان هؤلاء آلهــة ما وردوها وكل فيهـا خالـدون لهـــم فيها شهيق وزفير وهم فيها لا يسمـعون . إن الذين سبقت لهم منـا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهــم فيما اشتــهت أنفسهم خالــدون . لا يحزنهم الفـزع الأكبـر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتمتوعدون ) .

    ( صوت إطلاق نار كثيف . يسلط ضوء احمر على المنبر. هاني وسعيد صريعان وسط ضوء اخضر ) .

    يرتفع صوت القارئ :

    ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) .

    ستار

    حسين عبد الخضر

    husayna73@yahoo.com