نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

    (تلوث بيئي) نص مسرحي للأطفال تأليف محمد صخي العتابي

    شخوص المسرحيــة:
    الذئب
    الأرنب
    الثعلب
    الغراب
    الدب
    الغزال
    الفهد
    الساحر
    الفتاة
    السلحفاة
    الفراشة الزرقاء
    الفراشة الوردية
    الزهرة الصفراء
    الزهرة الزرقاء

    (المسرحية : رسالة للأطفال حول أهمية التعاون والعناية بالبيئة، وتشجيعهم على أن يكونوا أبطالًا في حماية الطبيعة)

    المشهد الأول :
    المنظر: غابة خضراء مورقة، الشمس تتسلل من خلال أغصان الأشجار. حيث يجتمع الذئب والأرنب والثعلب والغراب والدب في دائرة وسط الغابة
    الذئب: مرحبًا يا أصدقاء! لماذا اجتمعنا اليوم؟
    الأرنب: لدي أخبار سيئة، هناك مشكلة في الغابة!
    الثعلب: ما هي المشكلة؟
    الغراب: هل هناك خطر؟
    الدب: دعونا نسمع ماذا يقول الأرنب أولاً.
    الأرنب: في الآونة الأخيرة، لاحظت أن الأشجار في الغابة تذبل وتموت، والنهر بدأ يجف. هناك شيء غريب يحدث
    الذئب: يجب أن نعثر على حل! لا نستطيع السماح بتلف الغابة.
    الثعلب: ربما يجب علينا أن نتحد ونفحص الغابة بأكملها لنجد السبب.
    الغراب: نعم، وربما يكون هناك شخص أو شيء يعرف السبب ويمكن أن يساعدنا.
    الدب: لنتحدث مع الحيوانات الأخرى في الغابة ونجمع المعلومات. ربما يكون هناك من يعرف كيف نحل هذه المشكلة.
    (تصل الحيوانات إلى أعماق الغابة حيث يلتقون بالسلحفاة، التي تعيش في مكان هادئ)
    السلحفاة: (بهدوء) مرحبًا أيها الأصدقاء، ما يجلبكم إلى هنا؟
    الثعلب: لدينا مشكلة في الغابة، الأشجار تذبل والنهر يجف، هل سمعت عن أي شيء غريب يحدث؟
    السلحفاة: في الواقع، لاحظت أن الحيوانات الصغيرة في النهر اختفت، والماء بدأ يظهر عليه بعض الألوان الغريبة.
    الدب: هل هناك أي شيء غير عادي وضار يتدفق إلى النهر؟
    الغراب: ربما يكون هناك مصدر تلوث يجب أن نعثر عليه.
    الأرنب: دعونا نتحقق من مصدر المشكلة ونحاول إيجاد حلاً.
    (يتوجهون إلى النهر حيث يجدون موقع غير عادي يتسرب إليه مادة غريبة)
    الذئب: هذا يبدو وكأنه مادة سامة، يجب أن نتخذ إجراءات فورية لمنع انتشارها.
    (يقومون بالتحرك لمحاربة التلوث والبحث عن وسيلة لإيقاف انتشار المادة الضارة)
    (تقوم الحيوانات بعمل جماعي لتنظيف النهر وإزالة المادة الضارة. تأتي الحيوانات الأخرى في الغابة للانضمام إليهم)
    الغزال: نحن سمعنا عن المشكلة، هل تحتاجون إلى مساعدة؟
    الثعلب: نعم، نحتاج إلى يد العون. يجب أن نعمل معًا لتنظيف النهر وحماية الغابة.
    (بعد ساعات من العمل الجماعي، يكون النهر نظيفًا مرة أخرى، وتبدأ الأشجار في استعادة حيويتها. يجتمع الأصدقاء والحيوانات الأخرى للاحتفال)
    الذئب: شكرًا لكم جميعًا على المساعدة! بفضل تعاوننا، استطعنا حل مشكلة الغابة.
    الأرنب: نعم، كان التعاون بيننا وبين الحيوانات الأخرى مهمًا لإيجاد الحل.
    الثعلب: لقد أظهرنا للعالم أن التضامن والتعاون يمكن أن يحققان الفارق في حماية بيئتنا.
    (تظهر حيوانات أخرى، مثل السنجاب والفهد، للمشاركة في الاحتفال)
    الدب: لقد عملنا معًا كفريق واحد، والنتيجة واضحة الآن. لنحافظ على نظافة الغابة ونحميها مستقبلاً.
    الغراب: ولنكن دائمًا في استعداد للتحقق من أي مشكلة جديدة وحلها معًا.
    (تبتسم الحيوانات وهم يحتفلون بالنجاح والتضامن في حماية بيئتهم)

    (بعد الاحتفال، تجتمع الحيوانات لمناقشة الدروس التي تعلموها من هذه التجربة(
    الأرنب: كانت هذه تجربة مفيدة حقًا. تعلمنا كيف يمكن للمشكلات البيئية أن تؤثر على حياة الحيوانات والنباتات.
    الثعلب: نعم، وأدركنا أهمية الحفاظ على نظافة البيئة وعدم التساهل في التصدي للمشكلات عندما تظهر.
    الغراب: وكان التعاون الجماعي أمرًا حاسمًا. إنه يظهر كم هو مهم أن نتحد معًا لحل التحديات.
    الدب: من المهم أيضًا أن نكون حذرين ونلاحظ التغييرات في بيئتنا، حتى نتمكن من التصدي للمشاكل في وقت مبكر.
    تتعهد الحيوانات الأخرى بالمحافظة والعناية بالبيئة والتحقق منها بشكل دوري)

    الذئب: نحن نعد بأن نبقى يقظين ونعتني بالغابة والنهر، وعدم السماح لأي مشكلة بالعودة.
    السلحفاة: سنتعاون معًا للحفاظ على نظافة النهر وتوفير مكان آمن للحيوانات الصغيرة.
    الغزال: سنكون جزءًا من هذا الجهد أيضًا، لنجعل الغابة مكانًا جميلًا للجميع.
    )
    يضعون أيديهم معًا ويتعهدون بالعناية ببيئتهم بشكل مستمر(
    الثعلب: لا يزال هناك الكثير لنفعله للحفاظ على جمال الطبيعة.
    الأرنب: ولكن بفضل التعاون والرعاية، نعتقد أننا يمكننا التغلب على أي تحدي.
    المشهد الثاني :
    (بينما تتجوّل الحيوانات في الغابة للبحث عن مصادر أخرى للمساعدة، يلتقون بفريق من الفراشات الساحرة)
    الأرنب: أهلاً من أنتم؟
    الفراشة الزرقاء: نحن فراشات ساحرة، وسمعنا عن تحدياتكم في الغابة. كيف يمكننا المساعدة؟
    الثعلب: نحن نبحث عن مصادر إضافية للمساعدة في الحفاظ على البيئة. هل لديكم أفكار؟
    الفراشة الوردية: هل جربتم التحدث إلى الأزهار؟ قد تكون لديها معلومات حول صحة الغابة.
    (توافق الحيوانات على الفكرة ويتوجهون إلى ميدان مزهر في الغابة للتحدث مع الأزهار)
    (تجلس الحيوانات بجوار الأزهار ويحاولون التحدث معها)
    الذئب: مرحبًا، أيتها الزهور الجميلة، هل تعلمون عن أي تغييرات غريبة في الغابة؟
    الزهرة الصفراء نعم، شعرنا بتغييرات في نوعية التربة، قد يكون هناك حاجة للمزيد من العناية بها.
    الغراب: هل يمكنكم أن تعلموننا كيف نجعل التربة أكثر صحية؟
    الزهرة الزرقاء: بالطبع، يمكنكم استخدام مواد عضوية مثل السماد الطبيعي وتقوية نظام الجذور لتعزيز نمو النباتات.
    (تشكرالحيوانات الأزهار على المعلومات ويتجهون إلى المكان الذي يحتاج فيه التركيز على تحسين جودة التربة(
    )
    بعد تحسين جودة التربة والعناية بالنباتات، تظهر علامات الشفاء في الغابة. تجتمع الحيوانات مع الفراشات والأزهار للاحتفال(
    الدب: شكرًا لكم جميعًا على المساعدة في تحسين صحة الغابة. النتائج رائعة!
    الأزهار: إن عناية الإنسان بالطبيعة هي مفتاح الحياة
    )
    تجتمع الحيوانات في الغابة لجلسة توعية حول أهمية البيئة والعناية بها(
    الغزال: يجب علينا جميعًا أن نكون حذرين حينما نتعامل مع البيئة. لا نرمي النفايات في الأماكن الخطأ.
    الفهد: وعلينا أيضًا أن نحمي المياه ونتأكد من أننا لا نلوثها بأي طريقة.
    (تشارك الحيوانات بأفكارها حول كيف يمكنهم المساهمة في الحفاظ على البيئة وتوعية الآخرين)

    الدب: نشكركم جميعًا على دعمكم ومساهمتكم في حل مشكلتنا. اليوم نعرف أن لدينا أصدقاء رائعين في هذه الغابة.
    الثعلب: نحن فخورون بما حققناه، ولن يكون هذا نهاية التحديات. سنواصل العمل معًا للحفاظ على جمال الطبيعة.
    (يتبادلون التحية ويعبرون عن امتنانهم لبعضهم البعض، ويتفرقون بسعادة)
    (تعود الحيوانات إلى الغابة حيث يجتمعون مع بقية الحيوانات للاحتفال بعودة الحياة إلى الغابة)
    الأرنب: إنها لحظة سعيدة، أنظروا إلى الأشجار الخضراء والنهر الجاري مرة أخرى.
    الغراب: نجحنا بالفعل في تغيير مصير الغابة لنحتفل معًا.
    (ينظمون حفلًا صغيرًا مع موسيقى ورقص، ويشاركون الفرح مع الحيوانات الأخرى في الغابة)
    )
    تظهر فتاة صغيرة أنقذها الغزال من الغرق في النهر، وهي تظهر ممتنة(
    الفتاة: أشكركم جميعًا على إنقاذي من الغرق أنتم أصدقائي الحقيقيين.
    الذئب: لقد تغيرت حياتنا بفضل هذه التجربة.
    )
    تتبادل الحيوانات والفتاة الشكر والضحك، ويعبّرون عن الصداقة والتعاون الذي أدى إلى إنقاذ الغابة(
    )
    تجتمع الحيوانات لإلقاء خطبة ختامية حول أهمية حماية البيئة والتعاون المستمر(
    الثعلب: يجب أن نحافظ على هذه الغابة ونحميها دائمًا. لنبني مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة.
    الدب: نحن معًا قوة لا يمكن إيقافها، فلنتعاون دائمًا من أجل حماية الطبيعة.
    (يتفق الجميع على الالتزام بالحفاظ على البيئة والتعاون المستمر. برفع شعار "حماية الطبيعة مسؤوليتنا)
    (بعد الاحتفال، تجتمع الحيوانات للاستراحة ومشاركة القصص)
    الأرنب: لقد كان هذا العمل رائع! أتذكر عندما قفزت فوق الحبل لتجنب الثعبان.
    الثعلب: كيف ننسى عندما ساعدتموني على التسلق للوصول إلى عش الغراب واستعادة الأمور المفقودة.
    (يشاركون الضحك والذكريات، مما يبرز روح الفرح والصداقة بين الشخصيات(

    المشهد الثالث :
    )
    يقررون زيارة الساحر للتأكد من أنه قد تاب وأصبح صديقًا(
    الغراب: هل تعتقدون أنه قد تغير؟
    الدب: لنعطيه فرصة للتغيير. قد يكون قرارنا بأن نكون أصدقائه سببًا لتحوله إلى الخير.
    السلحفاة : إذا كان يمكن للساحر أن يتغير، فإنه قد يكون لديه القدرة على تحسين الأمور هنا في الغابة.
    الفهد : نعم، لكننا لا نعرف كيف سنلتقي به بعد هذه الفترة الطويلة. هل يمكن أن يكون قد نسينا؟
    )
    يصلون إلى منزل الساحر ويطرقون الباب(
    الساحر: من يكون ذلك؟
    الدب: نحن أصدقاؤك القدامى، قررنا زيارتك للتأكد من أنك قد تغيرت وأصبحت صديقًا.
    الساحر (متأملاً في نفسه): أهلاً بكم، أيها الأصدقاء. ما الذي جلبكم إليّ اليوم؟
    الغراب: سمعنا أخباراً عن تحولك، وقررنا أن نأتي ونتأكد بأنك قد أصبحت أكثر وداً.
    الدب: نحن نؤمن بالفعل بالتغيير والتجديد، وقررنا أن نكون أصدقاء لك، إن كنت قد تغيرت حقاً.
    الساحر (بابتسامة): أنا فعلاً قد تغيرت. كنت قديماً ساحراً شريراً، لكنني أدركت خطأي وأردت أن أعيش بطريقة أفضل.
    الغراب: مالذي جعلك تتغير؟
    الساحر: عندما فهمت أن أفعالي كانت تسبب ضرراً للغابة ولكل مخلوق فيها،
    الغراب (بفرح): يا لها من بداية رائعة للتحول، نحن سعداء بأنك تشاركنا في تجديد هذه الغابة.
    الدب : نعم، العمل الجماعي. إنه لمن دواعي سرورنا أن نكون أصدقاء
    الساحر : شكرًا لكم، أنا ممتن لكل واحد منكم على إعطائي فرصة البداية من جديد. كنتم الدافع وراء هذا التحول.
    الغراب: الصداقة والتعاون هما أساس الحياة السعيدة. نحن هنا لدعمك في رحلتك نحو الخير.
    الدب: هل تتذكر عندما كنا نتناقش إذا كنت ستتغير أم لا؟ اليوم أثبتت لنا أن التغيير ممكن ويمكن أن يكون إيجابياً.
    الساحر: نعم، أنا أتذكر ذلك. كانت تلك المحادثة بداية الوعي لي. شكرًا لكم على أنكم لم تفقدوا الأمل فيّ.
    الغراب: الآن وبعد كل هذا العمل الرائع، هل تعتقد أنه يمكننا الاحتفال؟
    الساحر: بالطبع، لنحتفل سوياً ببداية جديدة وبصداقتنا الجديدة.
    )
    يتجمعون حول النيران المشتعلة ويحتفلون بانطلاق رحلتهم الجديدة معًا، في أجواء مليئة بالفرح والأمل في المستقبل(
    )
    يعودون إلى الغابة ويقدمون وعدًا بالعناية المستمرة بالطبيعة والحفاظ على التوازن(
    الذئب: سنظل ملتزمين بحماية هذه الغابة والحياة فيها.
    الأرنب: إنه وعدنا، ونحن سنعمل دائمًا معًا للحفاظ على هذا الجمال.
    )
    يقفزون في دائرة ويتبادلون الوعود بالعناية والحماية (
    )
    تجتمع الحيوانات حول نار صغيرة في الغابة. يقومون بالاستمتاع بلحظة الهدوء والسكينة(
    الأرنب: لقد قطعنا شوطًا طويلًا، ولكن من الجميل أن نستريح قليلاً ونستمتع بجمال الطبيعة.
    الغزال: نحن نعيش في عالم رائع، ويجب أن نقدره ونحميه بكل قوتنا.
    (تتبادل الحيوانات أحاديث حول كيف يمكن لكل فرد أن يساهم في الحفاظ على البيئة ببساطة من خلال احترامها والاعتناء بها(
    )
    في لحظة ساحرة، يشارك الأصدقاء حلمهم المشترك للغابة وكيف يمكن أن تظل مكانًا خضراء وجميلة للأجيال القادمة(
    الثعلب: أتمنى أن تبقى هذه الغابة خضراء دائمًا وأن تكون موطنًا للكثير من الحيوانات السعيدة.
    الدب: أتمنى أن تتعلم الأجيال القادمة قيمة العناية بالطبيعة والحفاظ على التوازن البيئي.
    (يتبادلون الأماني ويعبرون عن أملهم في مستقبل أخضر ومستدام)
    )
     تنطلق الحيوانات في الغابة في رقصة فرح للاحتفال بالحياة والتضامن(
    الغراب: الغابة تعود للحياة، الأشجار تزدهر، والنهر يجري بحيوية! هلموا نحتفل بالتضامن والنجاح
    )
    تنضم الحيوانات إلى الرقص والغناء في جو من الفرح والسعادة
    (

    النهــــــاية
    محمد صخي العتابي
    mohammed.alatabi@gmail.com
                                              العراق  2019


    لِص فِي مَمْلَكة الأحْرار / إزدهار بوشاقور

    بعد أحداث 05 أكتوبر 1988 ، وبعد سلسلة التوترات في الشارع
    الجزائري إستنكارا للأوضاع المزرية للجزائري تتغير النظرة ويحل
    الجديد .
    يمر الإستفتاء على الدستور الجديد 23 فيفري 1989 بسلام ، وتنظم
    إنتخابات 26ديسمبر 1991وفازت فيها جبهة الإنقاذ الإسلامية
    بأغلبية 82% ب188 مقعدا أي منصب صنع القرار. لقد مرَّ عهد النظام
      الواحد والذي تفرَّد بكل ما تَحمله اَلية التحكم من تحكم في السياسة ، الإقتصاد والإجتماع
     والذي شدَّ البلاد بكل قوة السلاح ، هي ذي بداية الثمانينات وحكم المشايخ لا يزال
    سارٍ ، ولأن الإنسان بطبعه يملًّ الروتين ويملُّ الحياة الحنظلية ، مرارة الأنظمة المتعسفة
    يطل فيها العقم علة كافة الأحوال الإجتماعية ، فلا اَفاق عملية تولج عن بُعدٍ مُرسلة شعاع
    الأمل لِيندلِج ضِياؤه ، ويوم بعد يَوم تغرق البلاد في ضلال الضياع ، إنَّها البؤرة ولا مفر
    منها ... الواقع ينبض مرارة والأنفاس تبكي تضمُرًا وتصرخ من إحكام القيود المُكبلة .
    فلا أحد ينكر الأزمة العالمية والداخلية التي عشناها وعانينا منها المرارة .
    وهاهي أمسية 11جانفي 1992........
    وهذا المساء تحلُّ المفاجأة ، السيد الرئيس يخطب في الأمة على الجميع الإنتباه إلى ما يقوله
    الكل يسمع إلاَّ من صَغُر سِنَّه عن الإدراك ، هي الثامنة يجلس الرئيس ليُلقي الخطاب .
    وبعد أقلِّ من خمسة دقائق يَعرف الجميع مُبْتَغى الرئيس .
    إنَّه يُقدِم إستقالته وإعتزاله كرسي الراَسة ، الحقيقة  التي كانت مختبأة وكشف عنها الستار .
    " سيداتي ..سادتي أعلن تخليا عن منصب الراَسة في ساعتها ، لا لسبب أو لاَخر، إنما هو
    الواجب الوطني ، ويجب تلبية النداء 

    أحمد الغرباوى يكتب: سيدى الرئيس: مرض الـ (M.S) يأكلُ فلذات أكبادنا وبعد الله؛ أنْتَّ لهم ولنا..؟

     
    أحمد الغرباوى يكتب:
    سيدى الرئيس:
    مرض الـ (M.S) يأكلُ فلذات أكبادنا
    وبعد الله؛ أنْتَّ لهم ولنا..؟
    سيدى الرئيس الأبّ..
    ولىّ الأمر فى آيات وتراتيل الربّ.. وكبير الأسرة فى توجيه الفرع والأصل.. وصاحب الكلمة العُليْا؛ نافذة الفِعْل؛ دون تأخير؛ وعلى أعلى مستوى من الإجادة والكيف والكمّ..
    وياله من عدو شرس؛ ومرض رهيب؛ وصوت مزعج؛ يقتل الحلم البضّ فى مهده.. منتهى الثقل على الصدر.. ليس للمرىء فيه حيلة؛ إلا لبّ أمر.. وخضوع قهر.. وإذعان جبر.. وإنصياع عبد؛ وقهرأسر..
    سيدى الرئيس الأبّ..
    بإسم ثلاثين ألف مواطن مصرى تقريباً؛وفى رجاء أقلّ من 1% من مائة مليون مصرى؛معظمهم من الشباب مابين 20 و40 عاما؛  أكرمهم الله عزّ وجلّ؛ بمرض تصلّب العصب المتعدّد بالجهاز المركزى العصبى؛ والمعروف بالـ (M.S)
    وهو مرض نادر؛ يشاء العزيز الجبار؛ أن يجبر خاطر من اصطفاهم من خلقه؛ ونحسبهم لديه من الأخيار؛ وأن يمنّ عليهم بهذا الداء، الذى لم يكتشف له علاجاً حتى اليوم فى جميع أنحاء العالم..
    وكُلّ الأدوية الخاصة به؛ لوقف تدهور الأعراض، وتقليل فاعلية الهجمات الخاصة بهذا المرض اللعين..وفيه تتوالى من وقت لآخر، فتجعلنا نحيا ليل نهار نترقب هذه اللصّ؛ وهو يعسّ بجوار لحم أولادنا؛ لينزع جزءاً عزيزاً لديهم؛ أو يعجز ويشلّ آخر؛ ويدخلهم من معاناة لأخرى أشدّ، وتتهادى ليلة بعد أخرى؛ فتزيد عيشهم بؤساًويأساً من طلّ فجر أمل. ويطول حزنهم، ودمع مكتوم يتحجّر بين جفونهم؛ فلا يعرفون راحة نفس، ولايهنأون بسكينة نوم؛ ولاتودّهم مرافىء حلم يقظة..!
    ،،،،
    سيدى الرئيس الأبّ..
    نحن لانملك غير الدّعاء والرجاء من الله عز وجلّ؛ ومداواة المرض بقليل الصدقات التى نملكها بعد أن  تجهز تكاليف المرض على الغالى والنفيس؛ وبعد العجز الإجبارى؛ لأىّ إنسان شريف؛ غنى أوفقير؛ عن تدبير تكاليف العلاج..
    وهجمات المرض تغزو الإنسان؛ بدون سابق إنذار؛ ولم يكتشف له أىّ سبب حتى الآن،(وقد تكون بعد 6 ساعات، وأحيانا بعد 6 سنوات) على رأى أحد الأطباء؛ خلال  مشقة رحلة العلاج التى نسير فيها وغيرنا من المصابين..
    وإهمال الدواء لهذا الداء المجهولة أسبابه لدى العلماء حتى هذه اللحظة_ رغم إنه ليس علاجاً_ إلا إنه يواجه هذه الهجمات؛ فلايتدهوربالمريض؛ ولاتستوحش آثاره؛ ويؤدى بنا إلى شلل كلى؛ أو عمى؛ أو صداع مزمن نصفى لايطاق.. أو.. ألخ
    ويتحوّل زهرة شبابنا وفلذات أكبادنا إلى كتلة لحم؛ تجرّ على عربات،أو تسحب فى ظلام الحياة..
     ونحن آباء وأمهات ومواطنون شرفاء؛ نموت بجوار صرخاتهم ليل نهار.. ونمرّ على القبور نتمنّى لو كانوا بها؛ رحمة بيأسهم؛ وتخفيفاً لآلامهم؛ ودرءاً لقادم ظلمة وسواد حاضر وقادم مصيرهم، بالإضافة إلى ذلّ حاجة سؤلٍ لآبائهم ولهم من بعدنا؛ لعدم القدرة على تكلفة علاجهم مدى حياتهم..
    ولايكفى عدم وجود علاج لهذا الابتلاء القدرى، إنما تكلفة علاجه الشهرى تتجاوز ثلاثين ألف جنيهاً.. هذا غير الفحوصات من التحاليل وأشعات الرنين، وعملية نزع النخاع وتحليل السائل الشوكى.. وتكرارها كل ستة أشهر؛والتى تتكلف آلاف آلاف الجنيهات؛ سواء فى المستشفيات الحكومية أو الخاصة..
    بالله عليك سيدى؛ أى مواطن شريف لديه القدرة على تحمّل هذا المبلغ شهرياً مدى حياته؛ وكذلك مدى حياة إالمرض لإبنه؛ لأنه مرض مزمن مدى الحياة؛وبلاشفاء؛ رغم إيماننا بأن الشافى هو الله؛ وهو طبيب الطبايا رغم أنف الأطباء؛ عجائز وصبايا، وبيده وحده سرّ الخفايا..
    ،،،،
    سيدى الرئيس الأبّ..
    من ضمن إنجازاتكم القضاء على مرضى فيروس سي؛ وتوالى رعايتكم لمرضى السرطان.. وغيره فى مجال الصحة..
    وإننى المواطن مصرى؛ وبلسان أكثر من ثلاثين ألف مصاب بهذا الداء؛ الذى يسمى بمرض (خراب البيوت)، ولكل واحد منهم قصة ورواية؛ حول ماباعه من أجل فلذة كبده؛ وعافية ولده؛ ومقاومة انهيار عجزه؛ ولجعله يظل مواطنا مصرياً شريفاً، ولكنه ؛غصب عنه؛ ومن أجل الأبناء؛ قدينحنى  وينكسر أمام طلباً للحاجة؛ مادياً أو معنوياً أو واسطة وخدمة لتيسير الأمور وتعجيلها؛ بعد الرجاء والتماس ستر العافية والعفو منجود رب الناس..
    وأدعوكم سيدى الرئيس الأب؛أن تضعنا ضمن أولوياتكم؛ رحمة بأولادنا وبناتنا؛ ولنا قبلهم؛ نحن المواطنون الشرفاء من أبنائك؛ فتصدر أوامركم بضرورة تفعيل التالى:
    أولا: فتح أقسام بكل بلد فى جميع أنحاء مصر لتلقى فحوصات هذه المرض مجاناً؛ ولاتقتصر فقط؛كما هو الآن فى اربع أماكن فى مصر بالاسكندرية والقاهرة؛ وإن لم يكن؛ فلنبدأ بعواصم المحافظات؛ وبالمستشفيات الجامعية؛ وهذا سيساهم بفعالية ومصداقية؛من حصرهم على مستوى الجمهورية؛ ودراسة حالاتهم وتطورها العلمى؛ وإجراءالأبحاث على نتائج أحدث الأدوية اللازمة لكل حالة؛ ومتابعة نتائج الوسائل العلاجية الحديثة.. وما أنزل الله من داء وإلا وله شفاء، وإنما العجز والتقصير منا؛ ولم يحن الوقت بعد..
    ثانياً: اجراءات تيسير العلاج على نفقة الدولة؛ وسرعة اصدار القرارات وأيضا سرعة اجراءات التجديد؛وفى أقصر مدة زمنية؛ دون معاناة ومشقة الروتين الحكومى؛ مادامت موجودة الفحوصات والتحاليل اللازمة؛ دون جرّ المريضمن مكان لآخر؛ وتحمل نظرات الناس، وسهام الشفقة، ومصمصة الشفاه تأففاً لحال عزيز قومٍ ذلّ؛ دون سوء فعل؛ ولاعصيان أمر عبدٍ ولاربّ؛ إلا بعض الحزن؛ فى الإيمان بما أنزله الله به من خير فى عظيم ابتلاء؛ وعنده له الأجر الكبير..
     ويكفى معاناة المرض.. خاصة وأن الوقت ليس فى صالح المرض، ولا المريض؛ الذى يعش مترقباً الهجمة من عدوٍ لايره؛ ولايعرف؛ غير الله وحده؛ موعد غزوه وعدوانه؛ ولاينتظر حتى أن نفتح له باباً، ويزورنا بدون موعد؛ ونجهل أى شيء عزيز وغال؛سيغتصبه ويخطفه منا؛ عنوة؛فى كل مرة يطرق حسّ وجسد ونفس فلذات أكبادنا..
    ثالثاً: وهؤلاء المبتلون فى صحتهم ونفوسهم؛ نسبة تقل عن واحد فى المائة من شعبنا العظيم؛ فى حالة عدم توفير الدواء المخصّص لكل مريض بالمستشفيات الحكومية؛ أو مستشفيات الطلبة؛ أو التأمين؛ يكون من حقّ المريض أن يشتريه؛ أو يذهب لأحد البنوك لتوفير المال اللازم ثمناً له؛ويمكن تحديد جهات رسمية للشراء منها؛ أو صيدليات تابعة للدولة؛ ضماناً للمصداقية وعدم الإتجار؛أويتم تسوية الشراء بفواتير رسمية.. وعمل شبكة عن طريق الكمبيوتر؛ للبحث عن الدواء فى جميع المراكز العلاجية التى تصرفه على مستوى الجمهورية، فربّما كمية السحب فى جهة أقل من الأخرى؛ ومتوفّر بها؛ خاصة وأنه يصرف شهرياً.المهم توفير الدواء عندما تعجز ميزانيات المؤسسسات الحكومية عن توفيره أو تأخيره؛ لأنه كما ذكرنا الضرر يتناسب عكسيا وآثار الداء.. فالتأخير يعنى تدمير أكثر للجهاز العصبى المركزى من وقتٍ لآخر..
    وفى آخر لقاء لى وإحدى الحالات لسيدة فى الستين من عمرها؛ وقد تصلب نصفها الأيسر؛ وفقدت الإحساس؛ وهجم على شبكية العين؛ وتصرخ من غرز مسامير الصداع النفسى برأسها؛ ودواء (الانترفيرون) غير موجود بمستشفى حكومى وقتها. ولعدم قدرتها المادية؛ توقفت عن شراء الدواء منذ ثلاث سنوات؛ بعد عودتها من أبوظبى؛ وكانت تصرفه هناك مجاناٌ.. يكفى فقط إصابة المريض؛ دون إجراءات روتينية؛ وأوراق؛ ووسائط..!
    رابعاً: ضرورة توفير الرعاية والعلاج النفسى مجاناً مع العلاج الدوائى، لأن أغلب المصابين بهذا المرض؛ وهم من الشباب؛ فى حالة تدمير نفسى؛ خاصة بعدما يدخلون على المواقع الإلكترنية؛ ويرون قصص الآسى؛ وما آلت إليها حالات الإصابة؛ وضحايا المرض؛ أسرى الأسرّة؛ والكراسى المتحركة؛والرعشات العشوائية؛ والتنميل الدائم؛ وانعدام الإحساس؛ والمدلاة رؤوسهم ضموراً وعجزاً.. وغيرها من المآسى..
    ولقد نصحنا الطبيب بألا أعلم ابنى باسم المرض؛ إلا بعد الحضور إليه؟ وعندما عرف حقيقة الأمر، وتأملها على النت، غدا إنساناً آخر؛ لانعرفه؛ وهو طالب الهندسة المتفوّق؛ والمحبوب من الجميع؛ ورئيس الأسر الطلابية، وعازف الجيتار و والعدبد من آلات الإيقاعات المختلفة؛ ويخرج أول النهار لايعود إلاليلاً؛ لايأكل؛ ودائم الإنفعالوالعصبية؛ وينعزل عنا وعن زملائه فى الجامعة، ويصرخ فى الأطباء؛ وغاضب من الدنيا؛ ومن الحياة والبشر.. والحمد لله على قضائه وقدره..
    خامساً: ادراج هذا المرض المكتشف حديثاً ضمن لائحة الأمراض المزمنة الأولى بالرعاية؛ مادياً بالشركات والمؤسسات الخاصة والحكومية والاستثمارية؛ مثل السرطان وغيره، والتى يًخصّص لها فى العلاج العائلى للموظف مبالغ بالآلاف سنويا، بينما يدرج مرض(M.S) ضمن العلاج العائلى العادى؛ الذى لاتتخطّى آلافه عدد أصابع اليد..!
    وذلك بدعوى أن اللوائح لاتسمح؛ لأنه غير مدرج ضمن المخصّصات المالية لعلاج الأمراض المزمنة بعد؛ رغم أن يتكلف أكثر وأكثر وأكثر كما ذكرنا آنفاً.. ولامجال للشك لدى جميع الإدارات الطبية بالشركات. ولأن الإصابة به محدودة؛ تجعل التحرك لتغيير اللوائح بطيئاً، ولله الأمر من قبل ومن بعد..
    سادساً:لمستقبل هذه الفئة؛ خاصة الشباب منهم؛ يتم ادراجهم ضمن نسبة الـ ( 5% ) عند التعيين؛ وعدم رفضهم فى التعيينات لظروف مرضهم؛ خاصة إذا ماقدموا شهادات تفيد؛ أنهم يعالجون على مستوى الدولة؛ ولن يكلفوا المؤسسات التى يتقدّمون للعمل بها أى أعباء مالية فى علاجهم؛ وأن آثار مرضهم؛ لاتؤثر على الوظائف المتقدم لشغلها..
    ،،،،،
    سيدى الرئيس الأبّ..
    هذه بعض المقترحات أتقدم بها إليكم، ليس بعد الله غيرك ولىّ أمر..
    وبعد الدعاء؛ والصدقات المستطاعة؛ التى يأمرنا بها المولى عزّ وجلّ؛ لن أملّ فى التوجّه إليك، ولن أكلّ فى الحديث إليك؛ لأنك على الأرض خليفة ربّ على مانحيا عليها من أرض..
    ولايؤخذ أحد برأى؛ ولاعاجل فِعل؛ ولاصحيح وسرعة قرار؛ ولا إجادة تنفيذ؛ إلا إذا ما حظىّ برعايتكم وجلّ اهتمامكم وتقدير مسئوليتكم وشمول متابعاتكم؛ لهذا الملفّ الهام لفئة من شباب وأبناء مصر، لايلتفت إليها أحد لقلة عددها..
    وليس بعد الإبن من عظيم همّ..
    وليس بعد شباب مصر من درّ، وثروة لاتقدر بغالٍ ولانفيس..
    وأنتم سيادتكم أوّل رئيس فى تاريخ مصر؛ يولى الشباب رعاية واهتمام وإنحياز، ويدفع بهم لمصاف القيادة..
    فليس بغريب عليكم أن تفتح ملف علاج فئة من أبنائك مهمشة، ولاينظر إليها أحد، لأنها لاتقدر بنسبة 1% من المليون المصرى؛ الذين تحمل همّهم ليل نهار.. والندرة فى المرض أولى بالنظر إليها؛ خاصة إن كانت توأم عمر( مرض مزمن)..!
    وهذه الفئة المبتلية فى صحتها؛ والمذلّة فى نفسيتها؛ والكاسرة لعزّة وكبرياء أسرها..
    هذه الفئة جزء موجوع من شباب مصر، ربما جرحاً لايميت الجسد المصرى، ولكنه يؤلم باقى الجسم والقلب والروح والعقل، ويُحزن العامة قبل الخاصة، ويُبكى الصحيح قبل المُداء..
    سيدى الرئيس الأب..
    نحن آباء وأمهات وأبناء ومرضى قلّة؛ وذلك أولى بالرعاية الشاملة؛ دون تكلفة أعباء مالية ولا معنوية ولا إدارية كبيرة؛ أمام داء يلازمنا مدى الحياة..
    وحتى وإن كان؛ فجميعنا عائلتك.. وفى سجل نجاحات الملفّ الصحى التى تتوالى يوماً بعد يوم؛ لاتضنّ علينا بأن نغدو إحدى إنجازاتكم؛ كما هو فى القضاء على فيروس سي..
    إنهم أبناءك..
    فولّى الزهور رعاية سيادتكم؛ حتى تظلّ فى بساتينها؛ وإن حكم عليها الدهر؛ بعدم البوح بصفاء عطر..
    ولاتدعها وحدها  دون عونكم؛ فتجفّ وتذبل، وهى لاتزل قادرة على أن تسرُّ الروح؛ وتصفو النفس عند رؤيتها؛ زينة رياض مصر..                                  
    واللهمّ لانسألك ردّ القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه..