نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

    صلاة للعام الجديد / شاكر فريد حسن

     
    مضى عام 
    وارتحل 
    أقبل عام آخر 
    حمل معه بشائر 
    خير
    برد 
    رعد 
    ومطر 
    مطر مطر مطر 
    فاح عطر النعناع
    والزعتر 
    طال ليل السهر 
    وطاب السمر 
    ضحكت عيون 
    العاشقين 
    وتناجت أفئدة 
    المحبين 
    رفعت الكؤوس 
    وترنحت الرؤوس 
    سعدت النفوس 
    وتراقصت القلوب 
    فرحاً 
    وطرباً 
    على أنغام الموسيقى 
    والدبكات 
    والشراب 
    كثرت الصلوات 
    والأمنيات 
    والدعوات 
    بحلول عام خير 
    وعام محبة 
    وعام سلام 
    وعام مسرة 
    بلا عنف 
    وسطو 
    ودون حروب 
    وفتن 
    وجراح 
    وعذاب 
    وآلام 
    واراقة دماء
    كي لا نرى أباً 
    ثاكلاً 
    أو عين أم تدمع 
    أو طفل يبكي 
    أمه 
    أو أباه 
    فلعل الله يحقق 
    الأحلام 
    والأمنيات 

    عزازيل والعالم ..قصّة قصيرة/ ابراهيم امين مؤمن


    نّ حلبة الصراع القائمة بين أودية الحقِّ والباطل,والحَكمُ فيها

    إ الله,وهو الموْجِدها .. لنْ تنتهى إلا بزوال دار الصراع والتمحيص والإبتلاء . وقدْ تمرُّ حقبٌ من الزمن يغلب على أُناسِها الشرُّ ويكونوا أصحاب ضلالةٍ  وغوايةٍ , وأهل مطامعٍ وطغيان , وأهل دعاية للنبوة والربوبية ... كذلك قدْ تمرُّ حقبٌ أُخرى يغلب عليها الخيرُ ويكونوا أهل هدايةٍ وخُلقٍ وزهدٍ وعبوديةٍ وتوحيدٍ . أمّا أنْ يستأسد الشرُّ على الخيرِ أو العكس بصورة كاملةً ,فمُحال , وإنْ  حدث فلا يحدث إلا فى حِقبة قصيرة جدّاً تمرُّ خلال عمْر الإنسانية مرَّ
    الكِرامِ ,ثمَّ ما تلبث إلا أنْ تنتهى ويعود الأغلب مرّة أُخرى فى دهوره الطِّوال .ونحنُ الآن بصدد حِقبة من الحِقب حالكة السواد كظلمة أعماق البحر اللجّىّ  إصطخاب وثرثرة  لأقاويل باطلة,و تلاطم أجساد تتقافز قنْصاً وقتْلاً من أجل الفوز بالمال والنساء,وفقاعات من الدماء تنفجر من العروق ساعة القفز والطعن بأيادٍ آثمة .. أصبح وأمسى هوى النفس فيها ينجرف كالطوفان أوالبركان بلا رحمة أو هوادة يغرقُ طوفانها ويحرقُ بركانها ويُفنى بعضهم بعضاً من أجل..البقاء ..السيطرة ..اللذة ..المال .. النساء.. و.... تلك الحقبة هى قرية مغضوبٌ عليها وتُسمى قرية عزازيل . قرية عزازيل... الخير فيها مثقال حبّةٍ مِنْ خردلٍ تتطاير فى مهب الريح بمجرد نزولها حلبة الصراع,مما يجعل الحكم يعلن إنتصار فريق الباطل على فريق الحقِّ لعدم التكافؤ ...... عزازيل ..ذاك الطوفان الجارف , والبرق القاصف , والبركان الثائر اللافح .. تجسدتْ داخله كل آثام البشرية وأستحثته على إفرازها ,وما تفرز إلا ... قفز الثعالب ومكرها ,
    ثورة الليوث على شوادن الغزلان فى مراعيها , عواء الذئاب ,,, وفحيح الأفاعى .. أفرزتْ ... القتل , القنص , القفز , السلب , إدعاء الأُلوهيّة,.. و... عزازيل لمْ يكنْ رجلاً عادياً وإنما كان ذا مواهب طاغية , لعل إرادته فى حبِّ الشرِّ لذاته قدْ أزكتْ تلك المواهب الشيطانية فأفرزتْ قوىً خارقةً فوق العادة . عزازيل يستطيع أنْ يحوّل خوارق الطبيعة التى حوله من حيوان أو جماد إلى
    قوىً ماديّةٍ ملموسة تلتصق بروحه ثم يقهر بها ما يشاء من المخلوقات ليُعلن عن نفسه بأنه ,, الأوّلُ .. الربُّ .. الحاكمُ الفعلى للكون ..
    ومن هنا بدأ صراعه ليعلن أحقيّتة بحكم هذا الكون وأوّل ما بدأ,بدأ بأهل قريته الحمقاء.أخذ عزازيل فى تدريب نفسه على استحضار قوّته فى الصحارى البعيدة استعداداً للهيمنةِ على قريته . أخذ فى الفحِّ فكان سمّه قاتلا .. أخذ فى الزئير فكان زئيره رُعباً بلغ الآفاق .
    تزيّا بثوب الحِرباء , جرى بسرعة الريح كالفهد , ثورة الشرِّ تجتاح الآن نفس عزازيل فى تدريباته وتغتاظ تريد أنْ تنفجر فى الضحايا ,, ثورة عزازيل تعضُّ على أناملها لشراهة الشرِّ التى تعتريها. عاد عزازيل من رحلة التدريب إلى بيته كاظماً ثورته الطاغية بين أحشائه وضلوعه .------ لقد حدّد ضحيته الآن .. إنّه طاغى الطغاة فى بلدته ..إسمه قارون ولقبه بنك المال .
    بيته عبارة عنْ قصّر , وتحت القصّرِ سِرداب يحتوى على ماله وجواهره التى اكتنزها مِنَ السلب والنهب فى أبشع صوره .
    خارج القصر نجد عماليق بشريّة تتحصّن بكآفّة الأسلحة ومع كل عملاق كلب سلوقى مقيّد . وفوق قصره طائرة كشّافة تحلّق ليل نهار.
    خرج عزازيل متوجها بغلّه إلى قصر قارون , وهو يعرف مسبقاً خارطة القصّر كلها . عزازيل يصرخ بالدمع الآن ,سرعان ما تحوّل صراخه الدامع إلى نباح كلبٍ ماكرٍ, وتحوّل جسده الى كلب سلوقى ومرَّ بساحة القصربسرعة كلب السلوقى, والعماليق البشرية نظرتْ إليه فى عجب ودهشة,بينما كلاب السلوقى التى تجاورهم تنبح تريد الانفلات من قيودها مما أثار دهشة العماليق أكثر وأكثر.
    دخل الآن عزازيل حجرة نوم قارون فوجده نائماً ,هدأتْ نفسه رغم نباح الكلاب بالخارج , ثمّ ثارثورته متحولاً الى لبُؤة جائعة,ثمّ قفزَ على رقبة قارون فاستيقظَ قارون على موته فى لحظة خاطفة, ثم أخذ يمزق جسده إلى أشلاء بأنيابه الحادة ويأكله ولكنّ عزازيل لفظه تأفّفاً وكِبْراً ظنّاً منه أنّ لحمه البشرى نجس, وما يجب أنْ يدخل جسده الإلهى. ثم ذهب إلى السرداب وظلَّ يحفر فيه حتى أوجد لنفسه ممراً إلى خارج القصر وأخذ الكنز ومضى . ذاع قتْل قارون فى القرية حتى إنّ أهل القرية قالوا ما قتله إلا شيطان . لقد اكتسب عزازيل الثقة بقتله قارون أعتى العتاة بسهولة ,مما دفعه لمزيد من الثقة فى إزاحة طواغيت أُخرى.---------- ولقد تأهّب لغزو الخير هذه المرة والسيطرة عليه . إنّه أحمد .. أحمد هذا رجل فى القرية.. صالح.. قوى الشكيمة ..رابط الجأش ..يخشونه أهل القرية أكثر مما يخشون نظرائهم فى الطغيان . وهو يتحاشاهم لفجرهم كما همْ يتحاشوْنه خشية أنْ ينال ربَّه مِنْ سطوتهم فيقهرهم .
    خرج أحمد فى المساء متكتّفاً شبكته قاصداً البحر لصيد الحلال الطيب , وتبعه عزازيل . نزل أحمد البحر بقاربه وأخذ فى التجديف ثُمّ رمى شبكته وأخذ يدند ن لجذب الأسماك لشبكته . لمْ يمهله عزازيل كثيراً وأخذ يصرخ كالمجنون من على شاطئ البحر , ثم ما
    لبِثَ أنْ تحوّل صراخه البشرى إلى صراخ تمساحى وتشكّل فى صورة تمساح ثم نزل البحر وأخذ يسيرنحو أحمد ورأسه فوق سطح الماء بقليل ليتنفس . لكنّ أحمد أحسّ بصوتٍ يدنو منه فأخرج كشّافه الضوئي فوجد تمساح يقترب منه وأبصره بسبب عيونه البللورية التى تلمع فى الظلام فأعدّ عدّته للمواجهة . ولكنّ عزازيل يمتلك مع قوّته ذكائه البشرى , فقفز قفزة سريعة فأمسكه ثم التفّ ودار بسرعة بشكل طولى فى الماء ثُمّ ما لبث أن مزّقه بأسنانه وابتلعه كلّه ثُمّ لفظه . ------- ظلَّ عزازيل فى نشوةٍ من الإنتصارات المتوالية على قوى الشرِّ والخير معاً رغبة منه فى إعلان المرسوم الأعظم تحت عنوان ( العالم لعزازيل) ليقرأَ منه دستوره الطغوى الحاكمى على العالم. فبنى عرشاً له على الماء ينتهى بقمة شبه هرميّة يتخللها كرسىُّ مطعّم بالدّرَّ واللؤلؤِ وظلّ يشيّده رغبة منه أنْ يبلُغ عنان السماء , ودعى قومه ليخطب فيهم, فحضروا جميعاً لاتقاء بطشه بعد أنْ علموا خوارقه . قال ...أيُّها الأنجاس ... إنّى إلهكم الأعظم . عليكم بتوحيدي والخضوع لسلطانى . قدّموا لى القرابين مِنْ نسائكم وأموالكم ولا تغضبونى فتضطرونى إلى قتْلِكم .وأَظهر لهم خوارقه كى يُذعنوا عن خوف من بطشه ورجاء فى طاعته .أول ما بدأ تحوّل إلى أفعى تفحُّ السمَّ فى الجوِّ حتى أصبح كالمطر ثم تحوّل لحيوانات أُسطورية تبعث أصوات ترتجف لها القلوب كما تتساقط لها جدران الحوائط . لقد اختلطتْ كلُّ الأصوات ببعضها ما بين زئيرٍ وفحيحٍ وعواءٍ وصخيخٍ وقعقعات وأصوات طلاطم الأمواجِ وفقاعات الماءِ المغلى فى القدور . حقّاً قدْ جسّد لهمْ ... الخوف .. الرهبة .. الموت ..و..  لم ينتبه عزازيل لتلك الخمْرة التى ظلّ يشربها وهو يظهر خوارقه ويُعلن مرسومه الإلهى . أذهبتْ الخمر بعقله كماأذهبت بطقوسه الخوارقيه ,, فهو لا يستطع أن يمارس طقوسه الخوارقيّه تحت سلطان السّكْر . هو الأن فى عالم النشوة ,جسدٌ منتشٍ بلا عقل . جاءتْ ذبابة تطنُّ عند اذنيْه طنين الرعد القاصف , فحاول أنْ يتفادها  بيده وعقله الغائب . ما زالتْ الذبابة تطنُّ حتى زاملتها أُخرى فصرخ مِنْ طنينهما لدرجة أنّه حاول العودة إلى ممارسة طقوسه الخوارقيّه ولكنه ما استطاع . فخوارقه لا تُستحضر إلّا بقوّة الإرادة والإحساس معاً .  فحاول إبعادها مرّة بعد مرّة حتى ترنّح جسده ترنُّح السكّير ودار بحركة دائرية عند جدار القمّة الهرمية, وقعَ على إثْرها على الماء غريقاً . وانتهتْ أُسطورة عزازيل بذبابةٍ طنّتْ له طنين الهلاك كما تطنُّ لنا طنين الطيران . فإنْ كنت يا ابْنَ آدم ترى فى قوّتك ما تستعبد به الناس,فاعلمْ أنّ هلاكِكَ سيكون على أضعف خلق الله.

    أُسطورة الْتياع روميو وجولييت / إبراهيم أمين مؤمن

    روميو الى كابوليت:
    غدوتَ تبوّئ لقلبك قمراً
    يا شمساً أضاء للخلد ذِكْراً
    تبتغى روزالينا!!
    قلبك النرجسى يفوح عطراً
    فهل مِنْ حبيبٍ يبتغى العطر؟
    طننتَ طنين النحل يزبد شهداً
    فهل مِنْ حبيبٍ يبتغى الشهدَ ؟
    *********
    من روزالينا الى وجولييت:
    رأيتَ جولييت شهدٌ كشهْدِ ك
    يُغشِى الروحَ الروحَ الإله
    تطلبهُ حثيثاً
    خفق قلبكَ …إلى جولييت
    قُرّتْ عينكَ. .من جولييت
    هامتْ روحكَ. فى جولييت
    جولييت
    إكسير الإكسيرفى خُلدكَ
    وأثير الأثير فى فراشكَ
    على أهدابها وقفتَ تُبصرعينها
    وعلى قلبها تسمّعتَ همس دقاتها
    أرهبتك فى وريدك
    ليحيا وريدها فى وريدك
    لمافيا الخلود
    **********
    وتكلمتُما
    فسكنتْ الكلمات فى  ذؤابتى الوريد
    ثم أزهرتْ شذاً فى وجدان القلوب
    وتناوشتما للإنصهار
    فانصهرتما
    إمتزجتما مضْغةً مخلّقةً
    لتلدا الأن
    وتلدا فى غدٍ لا ينتهى
    تلدا
    حباً
    لا
    ينقطع
    أبداً
    حباً
    كمافيا
    لإرهاب
    الكُره
    الوحش
    الحرب
    وإلى القس ذهبتُما
    لتكتبا
    وثيقة سكنت تُُتلى أُسطورة حبيبينِ
    **************
    فراق  :
    نُفيتَ مِنْ فيرونا!
    بئس الحرب يا ولدى
    لا تُبقى ولا تذر
    فاذهبْ
    إرحلْ
    إلى نفقِ التياعك.
    ***********
    موت خادع:
    جولييت
    أخذتِ الدواء انتظار الإياب
    وسكنتِ القبر كميْتة فناء
    وجاء الخبر لروميو بوهم الممات
    واستُزلَّ باريس بفقدان الجمال
    *************
    اللقاء الاخير :
    جاء روميو بسُمّه محتقناً عييّاً
    يبتغى نظرةً إليكِ قبل المنيّة
    يُودعكِ
    بنظرةٍ
    بدمعةٍ
    بسقية سُمّ ٍ
    قطرات الصُراخ تُغسّل جسدكِ
    وتلمّس الأنامل تكفّن جسدكِ
    تلمُّس بصراخ
    تلمُّس بدموع
    تلمُّس الهذيان
    ضحك وبكاء
    وصمت وكلام
    وقفز وسكون
    عاقل أم مجنون
    وشربَ السُمَّ تجنُّباً… أُسطورة التياع
    أُسطورة فى قعر الجحيم
    وجثم َ على صدرك ِصريعاً
    مات
    مات أمير العاشقين
    أفقتِ على جثومه بصرخة انفجار
    إنفجار قنبلة خطّت اللقاء
    اللقاء الأخير
    صرخة امتدتْ إلى خنجره
    وطعنتِ نفسكِ
    صرخة خطّتْ مستقبل فيرونا
    من طبول الحرب الى حمائم السلام
    وخطّتْ لوحة الخلود
    تُرى رمز الحب والسلام
    أُرقدا فى سلام
    روميو وجولييت
    **************
    تحياتى لكم جميعا

    حوار مع الكاتبة والشاعرة نارين عمر / صديقة عثمان

    نارين عمر
    الشاعرة نارين عمر من مواليد مدينة ديرك خريجة ، قسم الّلغة العربيّة من كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في العاصمة "دمشق"، مع مثابرتها في
    الدراسة أهتمت بهوايتها بكتابة الشعر وقراءته والمطالعة لديها العديد من المؤلفات الشعرية المخطوطة، وكان لموقعنا الموقر هذا اللقاء معها:
    - كيف اكتشفت نارين عمر مواهبها؟
    منذ صغري بدأتُ ألاحظ توجّهي نحو المطالعة والكتابة، بالإضافة إلى الاستماع إلى الموسيقا
    والأغاني، وربّما لهذا السّبب بدأتُ بنظم الشّعر الغنائيّ وما أزال أهتم

      - ما هي مؤلفاتك و أهم إصداراتك ودواوينك الشعرية؟
    حتى الآن نشرتُ مجموعتين شعريّتين إحداهما بالكرديّة بعنوان "perîxana min" والأخرى بالعربيّة بعنوان "حيث الصّمت يحتضر"، ونشرتها في عام 2008م يتجاوز عدد مؤلّفاتي المخطوطة والجاهزة للطّبع والنّشر أكثر من عشرين مؤلفاً:
    ثلاث روايات بالعربيّة "الهروب إلى الحياة، وبوح الذّاكرة في رئة الواقع، قبل الهجرة بخطوة"، وروايتان بالكرديّة:
    Koçberiya bê nav""Henasên bîranînê, û "
    أكثر من ست مجموعات شعريّة، شعر نثري وموزون مجموعتان قصصيّتان باللّغة الكرديّة وثلاث مجموعات بالعربيّة.
    دراسة حول ظاهرة العنوسة والأخرى عن جرائم الشّرف، ودراسة عن تاريخ المرأة الكورديّة ماضياً وحاضراً، كما أحضرت مجموعتين شّعريّتين ومجموعتين قصصيّتين للأطفال والصّغار بالكرديّة والعربيّة أيضاّ، وقد نشرت بعضاً منها في مجلات ومواقع مختلفة.
    و كتاب عن الفنّانات الكرديّات منذ القرن الثّامن عشر وحتى وقتنا الحالي وكتاب عن الفنّانين الكورد الرّجال.
    كتاب عن الأغاني الخاصة بالعروسين في الفلكلور الكرديّ.
    كنتُ سأبدأ بطبع ونشر العديد منها ولكنّ الظّروف التي مرّ بها شعبنا ووطننا خلال السّنوات الماضية جعلتني أؤجّل هذا الموضوع.

    - هل كان لك اشعار تم غنائها؟؟
    نعم، منذ انشغالي بالكتابة شدّني الشّعر الغنائيّ ربّما لحبّي الشّديد للموسيقا والغناء الذي اكتسبته من عائلتي المحبّة لهما حبّاً لا يوصف أو من عائلتي الكرديّة الكبيرة التي يشهد لها العالم بحبّها للغناء والدّبكة، أو لأنّ الأحبّة من شعبي دفعوني إلى ذلك حين طلبوا مني كتابة كلمات أغانٍ لنوروز ولمناسبات قوميّة أخرى أو لأنّ هذه الأسباب وغيرها مجتمعة دفعتني إلى ذلك. الفنّانون والمغنّون الذين كتبت لهم هم معظم فنّاني ومغنيّي ديركا حمكو:
     جمال سعدون، آزاد فقه، روني جزراوي، جوان صبري، رضوان جزيري، كمال عبد الكريم، فوزي علي، مروان شرو، بهزاد قمر، شاهين شان، بالإضافة إلى الفنّان دلو دوغان والفنّانة هيفي مراد والفنّان هڤال قامشلوكي، وكان هناك تعاون بيني وبين الفنّان الرّاحل عادل حزني ولكنّ الموت حال دون ذلك.
    وأوّل من غنّى من أشعاري هو بربند سمي في عام 1995م

    - ما هي النشاطات التي تم نشرها لك في صحف ومجلات عربية ودولية، أو التي قمت بها في الوطن وخارج الوطن؟
    شاركت في ندوات ثقافيّة "اجتماعيّة وسياسيّة وفكريّة وأدبيّة" في جميع مناطقنا الكرديّة "ديرك ونواحيها وقراها، كركي لكي، تربسبيه، قامشلو، عامودا، دربيسية، سري كانيه، الحسكة"، بالإضافة إلى ندوات في دمشق وحلب وغيرها.
    شاركت مرّتين في مهرجانات كردستان الجنوبيّة في عام 2012 في ملتقى إعلاميّي باشور وروژآڤا
    وفي عام 2014 من خلال الاحتفال بتأبين الشّاعر الكبير عمر لعلي من قبل وزارة الثّقافة في إقليم كردستان
    وبعدها أقامت لنا رابطة كتّاب كوردستان مهرجاناً شعريّاً في دهوك، وتوجّهت إليّ الدّعوة لحضور مهرجان "سيداي جگرخوين" في عام 2008 لكنّني لم أتمكّن من الحضور لأسباب أمنيّة، وكذلك لم أتمكّن من حضور مؤتمرات ومهرجانات أخرى في الأردن وغيرها لأسباب مختلفة.
    أكتب وأنشر في مختلف المجلات والصحف والمواقع الكرديّة والعربيّة.
    كما كتبتُ ونشرتُ وما أزال في جرائد ومجلات معظم الأحزاب الكرديّة.

    - ماهي الجوائز التي حصلت عليها ؟
    على الرّغم من أنّني أعتبر محبّة شعبي ومجتمعي لي من أكبر وأفضل الجوائز، فإنّني تشرّفت بهذه الجوائز وشهادات التّقدير التي حصلت عليها:
    - جائزة الشّاعر تيريج Seydayê Tîrêj.
    - جائزة من الحزب الدّيمقراطيّ الكرديّ في سوريا الپارتي.
    - جائزة منظّمة المرأة في حزب الوحدة الدّيمقراطيّ الكرديّ في سوريا.
    - جائزة العلّامة والشّاعر ملا أحمد پالو من قبل رابطة الكتّاب والصّحفييّن الكرد في سوريا.
    - جائزة اتحاد نساء كردستان سوريا.
    - شهادة تقدير من فرقة ديرك الموسيقيّة بقيادة الفنّان جوان صبري.
    - وسام أفضل كاتبة لعام 2009 من موقع دلجان الالكتروني.
    - الجائزة الثّالثة للقصّة القصيرة من دار الأدباء الثّقافيّة بإدارة الشّيخة خلدية آل خليفة.
    - مجسّم للشّاعر جكرخوين من منظّمة المرأة بالحسكة في حزب الوحدة الكرديّ.
    - جائزة مهرجان الشّعر الكرديّ التّاسع عشر الذي أقيم في قامشلو في عام 2014 بالإضافة إلى كوني كنتُ من بين أفضل الكتّاب على مستوى العالم من قبل لجنة تحكيم شعبة الكتّاب والأدباء في منتدى الصّحافة العالميّة لعام 2009 م كما وتمّ التّنويه إلى العديد من أعمالي الأدبيّة المشاركة في مسابقات وجوائز عربيّة وعالميّة.

    - ما رأيك ونظرتك للاستفتاء وهل لك طريقة معينة احتفلت به؟
    أعتبرُ الاستفتاء الحدث الأبرز والأهمّ لنا كشعب وأمّة خلال هذه الفترة الهامّة جدّاً في تاريخنا، وعلينا جميعاً أن نقف إلى جانب إخوتنا في جنوبيّ كردستان، وندعمهم بكل الوسائل
    والإمكانيّات. كتبتُ فيه بعض المقالات، لكنّني أحببتُ أن أعبّر عن موضوع الاستفتاء بشكل آخر أكثر تميّزاً من خلال الّلحن والموسيقا حيث شاركتُ في كتابة كلمات أغنية للفنّان الرّائع "جوان صبري"، وقد حوّلها إلى ڤيديو كليب تذاع في مختلف الفضائيّات والإذاعات الكرديّة، بالإضافة إلى كتابتي لكلمات أغنية سيغنّيها الفنّان المتألق "هڤال قامشلوكي" سوف تذاع بعد أيّام، وكتبت كلمات أغنية للفنّان الأصيل "رضوان جزيري" سيذيعها خلال اليومين القادمين وكلّها عن الاستفتاء والاستقلال.

    تى يكون الشاعر قريباً إلى قلوب الناس؟
    في كلّ مناسبة أذكر، وأؤكّد على أنّه إذا أراد أيّ شاعر أو كاتب أو سياسيّ أن يكون قريباً من النّاس ومحبوباً لديهم عليه أن يتحلّى بـ"التّواضع" كلّما كان متواضعاً، سخيّ التّواصل معهم، مشاركاً لهم في أفراحهم وأحزانهم كان قريباً إلى قلبهم، بالإضافة إلى الصّدق والأمانة في كلّ ما يكتبه، وينشره، لأنّ الشّعر النّابع من وجدان وفكر وقلب الشّاعر بصدق وتفان يلج قلب ونفس القارئ بصدق وأريحيّة وسلاسة، بهذه المزايا والصّفات يستطيع الشّاعر أن يكون متفاعلاً مع قضايا شعبه ومجتمعه وقريباً إلى نفسهم.

    -ما رأيك بالشعر الكوردي، وهل أخذ مكانته بين الأوساط الثقافية؟
    الشّعر الكرديّ موجود، ويتميّز بكلّ مقاييس الشّعر، ولدينا شعراء كرد متميّزين وجيّدين، ولكنّني أرى سبب عدم انتشاره بالشكل المطلوب كامناً في قلّة عدد المهتمين بالشّعر والشّعراء وعدم الاهتمام الكافي بهم من الجهات المسؤولة على الرّغم من أنّنا استبشرنا خيراً خلال السّنوات الأخيرة بتوجّه شرائح من مجتمعنا الكرديّ إلى تعلّم لغتنا الكرديّة، لكنّهم ما يزالون يجدون الرّاحة والمتعة في الكتابة والقراءة بالّلغات الأخرى لكنّني متفائلة بالجيل القادم الذي سيولي الاهتمام الكافي بلغتنا وأدبنا.

    -هل كان لك اي نشاط أو مشاركة في المجلس الوطني الكوردي؟
    نعم، شاركتُ في المجلس الوطنيّ الكرديّ في سوريا، محليّة ديرك ممثّلة عن "الاتحاد النّسائيّ الكرديّ في سوريا" الذي أسّسْتُه مع مجموعة من نساء ديرك وتمّ الدّعوة لتأسيس الاتحاد بمبادرة شخصيّة منّي في عام 2012 م، وكنت أوّل امرأة من ديرك تشارك في المجلس.

    - كيف تجدين تأثير الفن في المجتمع الكوردي؟
    الفنّ الكرديّ عامل أساسيّ وهامّ من العوامل التي حافظت على تراثنا وثقافتنا وحضارتنا، وهو فنّ راق ورائع بكلّ أجناسه وأنواعه، ولكن مع الأسف لا يوجد اهتمام كاف به وبالفنانين باستثناء عدد قليل من الفنّانين الذين أخذوا حصّتهم وحصّة غيرهم، وندائي دائماً لوسائل إعلامنا المختلفة والفضائيّات الكرديّة الكثيرة أن يهتموا بالفنّ والفنّانين.
    ربّما لهذا السّبب ومنذ سنوات طويلة أكتبُ عن الفنانين والفنانات عبر حلقات متسلسلة بالكرديّة والعربيّة، أنشرها في مختلف المواقع والصّحف والمجلات.
    - هل المجتمع الكوردي يهمل المثقفين والشعراء الكورد؟
    مع الأسف شعبنا الكرديّ كغيره من شعوب الشّرق لا يلتفت إلى مبدعيه إلا بعد رحيلهم، حيث يمجّدونهم، ويعظّمون شأنهم، ويتسابقون على الحديث عنهم.
    صحيح أنّ بعض الشّعراء والمثقفين أخذوا مكانتهم ولكنّ البعض الكثير منهم ظُلِموا.
    نتمنّى من الجهات المعنيّة الاهتمام والرّعاية.

    - قلت أنه على المراة الكردية أن تنسى أنانيتها، هل من الممكن توضيح هذه النقطة ؟
    نعم، قلتها، وأقولها على الدّوام.
    بعد عام 2011 ظهرت على السّاحة الكرديّة العامّة منظّمات وتنظيمات نسائيّة عديدة ولكنّ روح الانقسام والانشقاق دبّ فيها بسبب أنانيّة بعضهنّ ممّن انتسبن إليها لأسباب شخصيّة أو عائليّة أو عشائريّة، وبدأن يعملن بأنانيّة مفرطة، ما جعل وضعنا كنساء يتراجع كثيراً، لذلك المرأة النّاشطة في أيّ مجال كان عليها أن تعمل بروح جماعيّة وبنيّة صادقة.
    قبل عام 2011م كان عدد النساء النّاشطات والكاتبات لا يتجاوز أصابع اليدين، وقد قاومت تلك النّسوة الظّروف الصّعبة التي عشنها إلى أن تمكنّ من بناء ذاتهنّ عبر سنوات طويلة من النضال والعمل، أمّا امرأة اليوم فتريد أن تحصل على كلّ شيء دفعة واحدة وبوسائل عدّة.
    على المرأة الكرديّة أن تعمل بإخلاص وتفان، وأن تضع مصلحتها الشّخصيّة وأنانيّتها جانباً عندها ستحقّق كلّ ما تسعى إليه، ولكن هذا لا ينفي أنّ هناك نساء وفتيات أثبتن جدارتهنّ، وأوجّه إليهنّ كلّ التّحيّة والسّلام.
    لأنّني أعرف إمكانيّات المرأة الكرديّة جيّداً، إذا تمكّنت من توظيفها كلّها في خدمة قضيّتها وقضيّة شعبها ومجتمعها ستعطي أفضل النّتائج، فمستوى أعمالها ونشاطاتها هو الذي سيقدّم لها المكانة والشّأن بين شعبها وناسها، وألا تتسلّق السّلم دفعة واحدة

    لقاء مع الفنانة الموسيقية السورية لمى عرنوق / آمنة وناس


      
    السلام عليكم
    وعليكم السلام بكل ما يحمل من محبة
    مازلت أجالس عميق الصمت في خلوة الإحساس، عندما تسلّل لمسامعي هدوء حامل في جيبه السفر، أنتبه، لأستطعم عزفه، فيحملاني جناحي ابتسامة لأحلّق إلى هناك، بين كلمة، أنفاس و وتر، أمضي دونما البحث عن الاتجاه، مع ذاك النغم، مع ذات من عمق ظهر و استتر، أسأل عنها التقاسيم، فتترجل عن ظهر الحنين و تسمعني عشقها المعلن و الدفين، للحن نرحل معه دون الحاجة للسنين، إلى الحرية، إلى روحها المشبّعة بعبق الياسمين. هي التي عاطفتها تأخذنا إلى ذاك الانطلاق، رحلة الفن و الانعتاق، إلى الذاكرة بين الجرح و الالتآم، بين المحبة و السلام، بين الموسيقى و الفنانة الموسيقية السورية لمى عرنوق.
    مرحبا بك سيدتي
    شكرا للمحبة التي تجلت بين أحرف كلماتك، شكرا لاختيارك الحوار معي. الترحيب يليق بجمال روحك أيضا.
    س "الموسيقى محبة واهتمام"، أين نجد "لمى عرنوق" بين الموسيقى و المحبة؟
    ج عندما تحبين تهتمين بمن تحبين، والموسيقى من أغلى ما أملك فهي موهبة متأصلة منذ الطفولة، هي نعمة الله في روحي لذلك وجب علي الاهتمام بها.
    س كيف تتجسّد ملامح هذا الاهتمام؟
    ج حاولت ومازلت أحاول تطوير ذاتي، بزيادة المعرفة والاستفادة ممن حولي من أهل الاختصاص والثقة قدر الإمكان وبقدر ما تسمح لي الظروف.
    س إذا ما أخذنا برأي الملحن الألماني "لودفيغ فان بيتهوفن" بأنه "من عمل بيده فهو عامل، من عمل بيده و عقله فهو صانع، و من عمل بيده و عقله و قلبه فهو فنان"، بين العاملة، الصانعة و الفنانة، أين تترجّل "لمى عرنوق"؟
    ج أترجل في حقل الرضا عن الذات المتواضعة فيما وصلت إليه، لأنني من مواد خام صنعت كورال المحبة بطرطوس، ومن عقل وجد في بيئة مريحة تثقف ومازال يبحث عن التطور والحضارة وحب الحياة، إلى الفن الذي ولد مع أول صرخة لي والذي أبذل فيه كل جهد لأتقدم وأترك بصمة حب ورقي.
    س بروح المحبة أسست الفنانة "لمى عرنوق" كورال المحبة"، ما العلاقة الروحية الوجدانية التي تربطها به؟
    ج هو كالولد بالنسبة لي، قطعة من الروح والجسد والعقل، به وضعت كل الحب والإخلاص، ومنه أخذت كل الود والوفاء، لم يخذلني يوما، أفراده جزء من تفكيري اليومي، وأنا لهم كأم حنون تضمهم بجناحي الاهتمام والمحبة الخالصة.
    س أي الركائب تستقلّ الإنسانة "لمى عرنوق" كي تمكن وجدانها من الغوص في أعماق الموسيقى و نيل إشباع الذات؟
    ج القناعة بالعمل، والطموح للأفضل دائما، هما يجعلاني أعمل بكامل قواي لتحقيق اللحظة، طموحي لا يتوقف، وذاتي لا تشبع، لأنها إن شبعت سأظل أراوح في مكاني، سأظل أغوص في الأعماق لأكتشف، كما يغوص الغطاس في البحر بحثا عن اللؤلؤ...
    س حسب رأي الكاتب و الفيلسوف الفرنسي "فولتير" بأن "كل فن يحمل نورا إلى الآخر"، إلى أي يقودك نور الموسيقى؟
    ج هي استنارة للعقل والروح، تأخذني معها إلى اللانهاية، أنسى بقربها كل شيء إلا هي، تحلق بي في عالم الإحساس والرقي، أنقلها كالعدوى للآخر، فيها كل المحبة وكل تهذيب للنفس، هي التي لا تشبه أي شيء.
    س هل عمقك هذا يصل بنا إلى الاقتناع بعناقك الايجابي مع رؤية الكاتب الانجليزي "ألدوس هكسلي" حيث يعتقد أن " الموسيقى أقدر وسيلة للتعبير عما لا يمكن التعبير عنه بعد الصمت"؟
    ج طبعا... هي التي تناجينا بكل ما تملك من صدق، هي التي تشعرنا بأنها حاضرة وبقوة في أفراحنا وأحزاننا، هي التي تقول ما لا يقال، وتصف ما لا يوصف.
    س بماذا تجيب الفنانة "لمى عرنوق" الروائي الجزائري "واسيني الأعرج" في سؤاله الاستنكاري "هل يوجد غير الموسيقى من يعطينا شهوة الحلم و الذهاب بعيدا في حنيننا"؟
    ج شهوة الحلم يحققها الطموح والإرادة، والحنين هو تلك الذاكرة الممتلئة التي جبلت بأعلى درجات المشاعر و الأكثرها تأثيراً، والموسيقى هي التي توصلنا إلى نشوة الحلم، وتأخذنا إلى جميع المحطات لنمر بها مشبعين أرواحنا وأحاسيسنا، هي الدواء لكل داء.
    س عندما تغيب في أرواحنا نسمات النغم، أين يحملنا ذاك الحلم؟
    ج سيحملنا إلى أرض خصبة تكون ألوانها غذاء للروح، وتفتح أزهارها تفتحا للعقل، لأنه سيكون فيها كل النقاء والانصهار من حيث لا ندري، هي كالسحر.
    س "أنا أحب صوتي اشعر بدفئه.... بالإحساس بالكلمة واللحن.... وفيه نفحة حنان أحبها"، عاطفة "لمى عنوق" بين الإنسانة و الفنانة نحو كم من إحساس تحلق؟
    ج لا حدود لما أحس به، الكلمة واللحن هما كربان السفينة يقودان صوتي ليصل إلى شاطئ الأمان، وأمامهما أذوب بكل جوارحي لأنصهر بهما ونكون معا كتلة مشاعر تفيض صدقا.
    س الموسيقى برفقة البحر و ساعات الغروب، كيف يحضنون إحساس الإنسانة "لمى عرنوق"؟
    ج كم سأخبرك عن البحر، وسحر الموسيقى برفقته، ولحظة الغروب التي تبشر بقدوم نهار آخر، إنها لحظات تمر كالحلم ولكنها حقيقية، هي الجنة التي سكنت الأرض، وهو ربي الذي أسبحه وأمجده لما خلق من جمال.
    س "أتفائل بالليل والغروب لأنهما ينبئان بقدوم يوم أخر"، الغد بين أحضان الإنسانة "لمى عرنوق"، ما هي ملامحه من منطلق يوم عشق الوجع بتفاني؟
    ج أنتظره بكل ما ملكت من تفاؤل وقوة لأنني عشقت الأمل وعشقت الحياة. الألم لا أحمله معي، أحاول ترك رحاله في مكانه ولا أسمح له بالتأثير على غدي، وإن كان له أثر أسعى بكامل إيماني لإزالته.
    س يقول الكاتب و الصحفي السوري "الياس جرجوس" "الأمل مشروع طويل يبدأ بخطوة نحو الأمام"، فحسب رأيك، ماذا تتطلب هذه الخطوة حتى تكون؟
    ج الإيمان بها والقناعة الكاملة بأهدافها والإصرار على تحقيقها.
    س "أنا لا أحب أن أعيش على هامش الحياة"، "لمى عرنوق" في صحبة الحياة، إلى أي مدى أثرت على الفنانة الموسيقية "لمى عرنوق"؟
    ج لا استطيع الفصل بين شخصيتي في الحياة وشخصيتي كعاشقة للموسيقى، أحب في نفسي طموحها بأن تترك بصمة عز ورقي، ومن خلال الموسيقى التي هويت ستكون هذه البصمة وسأعمل جاهدة لتطويرها. فأنا فعلا لا أحب أن أغادر بدون ترك أثر جميل.
    س إذا ما أخذنا برأي الشاعر البريطاني "صمويل جونسون" القائل بأن "الثقة بالنفس أول مستلزمات الأعمال العظيمة"، إلى أي طريق تقود الثقة في النفس الفنانة "لمى عرنوق"؟ و كيف تحافظ عليها لتكون سببا في البناء لا حجة للهدم؟

    ج عندما توضع الثقة في مكانها الصحيح سيكون نتاج أي عمل جدي وفعال مثمرا، فهي كالزرع تحتاج إلى عناية وتنظيف من كل عشبة ضارة، تحتاج إلى المحبة والرغبة لتنمو في جو سليم، أما عندما تبلغ الثقة بالنفس حد الغرور فعلى الدنيا السلام لأنها ستكون كجرثومة تأكل وتتغذى لتسحب خير الفكر وتجره إلى أسفل.
    س بماذا تسقي الفنانة "لمى عرنوق" شجرة الثقة بالنفس حتى تتفتّح أزهارها و تطرح ثمارا تتلذّذ باستطعامها الإنسانة "لمى عرنوق"؟
    ج أسقيها بالإيمان وتعزيز المعرفة والاستفادة من أخطائي، وحب العمل لكي أصل إلى هدفي بشكل صحيح.
    س يعتقد المؤلف الموسيقي اليوناني "ياني" بأن " الموسيقى هي فن، و حالما تصبح فنانا عليك أن تتعلم كيف تتقبل النقد"، كيف هو النقد عبر مسيرة الفنانة "لمى عرنوق"؟
    ج النقد البناء الذي يحكمه المنطق وتغلفه المحبة إن وجد فيا مرحبا به سيحل أهلا ويطأ سهلا. أما النقد الجارح والهدام فلا أسمعه ولا أرد عليه. عند انتهاء كل ريسيتال كنت أقول لمن أعرف محبتهم ما رأيكم بالأمسية نقدا وليس مدحا. يهمني النقد البناء جدا وأتقبله بكل جوارحي.
    س في طريق الفن، كيف تعرّف الفنانة "لمى عرنوق" من يعترضونها من محبين؟
    ج هم الإخلاص والوفاء والرقي.
    س "مجرد ذكر اسمها سورية لا اعرف ما الذي ينتابني من مشاعر العز والشموخ والعنفوان"، كيف تنبض سوريا في روح السورية "لمى عرنوق"، و كيف ينصهر إحساس الفنانة "لمى عرنوق" مع هذا النبض؟
    ج أرى الدنيا من خلالها، هي تعيش في نبضي وفي خفقان قلبي، عندما يذكر اسم الحبيب أمام الشخص تزداد دقات قلبه وتلمع عيونه فرحا، هذا ما يحصل عندما يقال سورية، أنا ابنتها التي أنجبت أعطتني كل الحب والأمان في صحتها وقوتها، في مرضها أنا الابنة الوفية التي لا تستطيع مهما حصل ترك أمها، هي مصدر عزي وعنفواني، افتخر بها أينما حللت.... أنا سورية بكل ما أوتيت من قوة. هي الحق والخير والجمال هكذا أراها بجميع حالاتها.
    س عندما تنام زهرة الياسمين، و يشيّع جثمان السلام بدمعة بلا نشيد، و لا يبقى غير ظل العابرين، كيف للنبض أن يسكن الأرض و يحمل لها نورا من جديد؟
    ج في وطني تنام زهرة ياسمين لتصحو أخرى، تذرف الدمعة لتكفكف ما ذرف من دموع، لا نرى الظلال لأننا نعرف أن وجودها من وجود الضوء، كلما مر شهيد ازدادت قداسة تراب سورية فهي منبع القداسة والنبع لا ينضب. مطلع النشيد الوطني لسورية يقول: حماة الديار عليكم سلام، أبت أن تذل النفوس الكرام. فكيف لشعب يأبى الذل أن يعيش ظلام هو مؤقت، ما يحدث الآن هو غيمة سوداء ستنجلي بإذن الله، نحن أبناء النور والأمل.. نحن أبناء الحياة.    
    س "قد يكون من السهل نقل الإنسان من وطنه، و لكن من الصعب نقل وطنه منه"، هذا ما يعتقد فيه الثوري و الكاتب الكوبي "تشي جيفارا"، كيف تجادل السورية "لمى عرنوق" هذا المعتقد؟
    ج من وصلت محبته للعظم فهو ساكن الروح والعقل، لذلك أنا مع معتقده حتى العظم. سورية في القلب والعقل والوجدان فكيف ستغادر، لها البقاء مادمت حية.
    لأوطاننا البقاء
    شكرا لك الفنانة "لمى عرنوق" على عبق لفظك و جمال تواصلك و إلى لقاء آخر إن شاء الله
    شكرا لمحبتك ولثقتك

    لملمت شتاتي / فاطمة الزهراء بولعراس

     فاطمة الزهراء بولعراس
    قل عني ماشئت إني بشر
    ومرة أخرى لا أستطيع أن أغفر
    قل عني وادع وزد على
     أعرف كل ما تقول 
    حفظته وما عدت أبالي
    ومنك تعودت أن أقهر
    تعودت منك الأنا
    ومني الصمت غير الحكيم
    والعفو وأن أصبر
    وتعودت مني الغفران
    ومنك الظلم والعدوان
    وأن تفجر
    الآن حان وقت الحقيقة
    أيها المتجبر الحقير
    أذاك ما عدت أطيق عليه صبرا
    ولم أعد أقدر
    أنا كالنور ولدت حرا
    فكيف أخضع لحلم اعتقدته
    ولم يكن سوى وهم ذاب
    مع الهواء تبخر
    دعني وشأني
    وقل ماشئت عني
    إني وجدت نفسي
    التي كدت تضيعها في أناك الأدنى
    لملمت شتاتي بعدك
    وجمعت  ولو بعد لأي
    كل الذي تبعثر

    جواد غلوم و إناقةُ القصيد (2) / هاتف بشبوش

     
    مالك تمشي وئيدا مثل سلحفاة هرمة ؟؟
    حرائقك خلّفت رمادا وافراً 
    تضبّعتَ حتى خنقتَ أجمل بطاريقَك 
    لاتخنقْ رقابَنا الحانية عليك 
    أتوسّل اليك ، لم يبقَ الاّ الزغب ليّنة العريكة 
    لم يلد الاّ الخديج المثلوم العمر 
    حتّام لا ترفقُ بأنجالِـك وأحفادك 
    يا ذا الوطن المتبختر بالكآبة 
    المحمّل بالزوائد الدوديّة 
    سحقتَ بنيكَ نحن العالقون بأبوّتك
    يا من تمشي عَرَجا 
    وتركْتني عاريا الاّ من الحبّ المخبول فيَّ 


    هناك من يفكر أن يكون ضبعا أو سمكة قرش تأكل ولاتؤكل في زمنٍ يكون النكوص فيه قد أخذ منحىً مؤلماً ، بحيث أنّ الأمهات لم تنجب غير السحالي واليقطينات والسلاحف وكل ما هو مشوه على غرار( إيتي) ذلك المخلوق الفضائي المرعب في شكله والطيب في روحه وأخلاقه الذي شاهدناه في عالم السينما والخيال العلمي .
    حينما نقرأ للشاعر جواد نجد أنّ كلاً من الحلم والطوباوية من الممكن أنْ يكونا واقعا حقيقيا ، ومن السهل في كثيرمن الأحوال أن يطغي جانب الخير على جانب الشر في السريرة الإنسانية على الرغم من انها على مر العصور خلقت لنا الكثير من مصاصي الدماء على غرار فرانكشتاين ودراكولا وصدام وداعش وغيرهم من الرموز الشريرة التي جسدها الفن السابع أيام المخرج العالمي الشهير هتشكوك وأفلام الممثل البارع كلاوس كنيسكي في الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم . 
    كل هذه التداعيات بين الوطن والحب والبوح الذي يخرج على شاكلة الشحن والتفريغ تبعا لما تمتليء به قريحة الشاعر المهمومة ، خلقت لنا جواد غلوم شاعرا محبا للثورة والثوار كما في النص الآتي ( سيكارُ هافانا بفم البهلوان) :

    رغبتُ ، في لحظة زهوٍ وخيلاء 
    أن اشفط شهيقاً من سيجار" كوهيبا " النفيس (*)
    وان أغادرُ مرارة المكدودين في" طريق التبغ " (*)
    أشْتمُ "ارسكين كالدويل " وزبانيته المسحوقين 
    أعيش في أحراش" بوليفيا "
    أبحر في الكاريبي 
    لكني ضحكت على نفسي
    واستعدْتُ توازني
    يوم رأيت الديكتاتور الأهوج
    ينفخ أوداجه على شاشة التلفاز
    ويتشبه بتيجان العظماء أسياده
    يومها اختنقتُ بالقهقهات
    بكل ما أُوتيَ فمي من قوة
    صرختُ بوجههِ:
    ما أنت سوى لوثةٍ
    طفحتْ يوما ما مع زبَد البحر
    نشرتْ زفْرتَها في شميمٍ بلادي الطاهرة
    أيّها الذيلُ المسموم
    أسيادُك قطعوا إبرتك اللاسعة
    لن تكونَ " تشي " الوسيم المبهج
    مادامتْ رعيتُك تعلكُ التراب
    تمضغُ الحصى
    لأنك رعديدٌ تخافُ عواءَ الذئاب

    نص ساخرُّ جميل ليس في شكل القصيد وبنائه فقط وإنما في التنوع الذي نقرؤه من حيث اللمسات الثورية التي تبدو واضحة من السرد الذي يعلن الشاعر فيه هويته وبدون تردد من أنه ذلك الأممي الذي يسير على حب الناس والوطن وحلمه الأبدي في بناء مجتمع حر وسعيد . أضف الى ذلك خبرة الشاعر في تحديد مايريد قوله يأيجاز عند إيصال المعلومة الى القارئ بسلاسة بارعة بحيث تشد القارئ في الإستمرار في قراءة النص حتى السطر الأخير . نص فيه من التشعبات الكثيرة التي جعلته عبارة عن سلسلة لايمكن فصل إحدى حلقاتها عن الأخرى . أنه النص الجيفاري ، انه السيكار الكوبي الذي يخص فمَ الثائر مالئ الدنيا وشاغلها ( أرنستو تشي جيفارا) الثائر الذي أضحى فارس أحلام الثوريين ، هناك فارس أحلام الفتيات وهناك من يحلم بإمرأة أبدية تقف على التل وتؤشر له أنْ تعال ، لكن هنا و في هذا النص الجميل يقف جيفارا شامخا حياً من جديد كفارس أحلام ، يعطينا دفق الحياة . يعلمنا كيف نشهق و نرسم صورة أمام السرمدية ونحن بهذا السيكار . حلمُّ مميز للغاية ، أنه خارج أسوار المألوف ، أنه الحلم الذي يصولُ بنا كي ندخل حلبة الشهادة في سبيل الوطن والأوطان . 
    يبوح الشاعر جواد بعظمة الثائر جيفارا تلك التي خلّفها وراءه ، حتى في سيكاره ، وكأنّ الدخان النافث منها يتكلّم حول ما يكده الفقراء في حدائق أمريكا القذرة وهنا ينقلنا الشاعر للإستفادة والتعريج على الروائي الأمريكي الشهير (أرسكال كوريل) وروايته  ( طريق التبغ) و الحديث عن الفلاحين الفقراء وسرقة أتعابهم هناك . ثم الإطلاع على نوع التبغ الأجود في كوبا ( كوهيبا) ، ذلك النوع الذي تصنعه العذراوات اللاتي بقي البطل كاسترو حتى مماته يدافع عن شرفهن من الغول الأمريكي الذي يريد أنْ يتغلغل في السوق الكوبي بحجة الإستثمار ، لكن كاسترو وقف صارخا وأمام حشر من النساء الكوبيات والمزارعات وقال لهن ( أنّ أمريكا تريد مني أن أجعل الأمريكي يأتي هنا ويستأنس بكنّ ويلهو مقابل حفنة من الدولارات ، فهل انتنّ صاغرات لهكذا دعوات ) جميع العذراوات صرخن بالضد من أمريكا ، ونحن معك ياكسترو، يا ابانا الصامد . ثم يكرر كاسترو للعذراوات ( يقولون لي أنني كاتم على أنفاسكنّ ، من تريد ومن يريد الخروج من كوبا فليخرج ، وبالفعل خرج بعض الكوبيين ولكنّ قساوة أمريكا أرجعتهم الى وطن كاسترو بعد سنين من الغربة والمحنة القاسية) .
    الشاعر الثوري جواد غلوم ينغرز فيه إحساس المرارة والطريق الشائك الذي يسترجع مهازل الطغاة وأحلامهم المريضة كما صدام الجرذ الذي أراد أن يقلّد الثائر بسيكاره الكوبي ، فأين الثرى من الثريا ، وقد أثبتت الأيام أنّ الجرذ مات ذليلا في جحر الجرذان وتحت بسطال العسكر الأمريكي . بينما سيكار الممثل الشهير كلنت ايستوود كانت حلما لنا أن نقلدها بأفواههنا ، تلك السيكار التي اشتهر بها بعد فيلمه الممتع ( الطيب والخبيث والشرير )وكيف كان يديرها في فمه من الفك الآيسر الى الأيمن وبالعكس وبالسرعة التي تثير في الطرف المقابل شيئا من الإستنكار لما تحمله هذه الحركة من استهزاء بحق المبارِز الآخر . فبقيت هذه السيكارة وصورتها بفم كلنت إيستوود حتى اليوم في أذهاننا وناظرينا وفي الجرائد والمجلات والإعلانات والتلفاز كفاصل للإستراحة ، لكنّ المشهد التمثيلي هذا سينتهي بقادم الأيام والأزمان ، ولم يبقَ غير السيكار الجيفاري عبر العصور حقيقيا مترعاً بالواقع لابالخيال والتمثيل . 

    ولاتأنسُ التّوسّدَ على الأحراش
    لاتحسنُ ارتداءَ بزَّةِ الثائرين
    مهما ترعْتَ من حثالة هافانا
    وشممْت خمرَها الممزوج بالسيجار
    هكذا أنت تريد أيها البهلوان
    تنكّرت بِطلّةِ الرفاقِ المؤجّجين 
    بالآمال العريضة
    ثابتي الخطى
    المُتطلِّعين للعدل
    لكنك لاترضى سوى أن تصنعَ العذراواتُ
    سيجارَك من أناملهن الرقيقة
    ويبرمْنهُ في أفخاذهنّ حتى تنتشي
    وتهدأ سريرتك جذلا

    أعلاه ثيمة فيها من المديح بحق الثائر البوليفي وماكان يفعله هناك من تدخين للسيكار بين الأشجار البوليفية والجبال ومن هناك يبعث برسائله الى الأدباء والفنانين وعلى رأسهم برتراند راسل والمغني الشيوعي الشهيد جون لينون لتحشيدهم للوقوف بجانب قضيته العادلة. تلك القضية التي مثلت ْبفيلم درامي عام 1908 وبجزأين من تمثيل الرائع شبيه جيفارا (بنسيو ديل تورو ) .
    في هذا الفلم سمعنا أجمل الأغاني بحق الثورة والثوار ومنها بصوت المغنية الفرنسية الشهيرة ناتالي كاردون . الأحراش هنا اشارة الى النضال الثوري الذي قضاه جيفارا في بوليفيا وغاباتها التي كانت بمثابة دروع ضد الرصاص تحمي جيفاراورفاقه وبالفعل ظل يقارع الطغاة والأمبريالية حتى رسم طريق دربه الأبدي المعروف اليوم لدى العالم أجمع .
    ثم ينهي الشاعر جواد نصه في قول الممتعات حول وطنه :


    وأنت ترى مدينتك تتضوّرُ جوعا
    لكنها تغني :
    " دگ راسك بگاع الحبسْ---- لاتنحني تحبّ الچفّ
    أيـــام المـزَبّـــن گِضــن---- دگـضنْ يأيـام الـلفّ
    والدنيه غرشَةْ وصم تتنْ ---- وتدور بينه وتلْتف " (*)

    شذرة فيها من الأصالة الرائعة والعادات العراقية الإجتماعية المتأصلة حيث يتكئ الشاعر جواد غلوم على ماهو أكثر ضيما وقهرا ومرارة في الحلم العراقي فيذكرنا برائعة مظفر النواب عندما كان سجينا فيكتب الأبيات العامية أعلاه عن الفاقة والعوز والشريحة الإجتماعية التي كانت تدخن اردأ انواع السكائر( المزبن،  اللف) ثم التتن( التبغ) والناركيلة والأجواء العراقية في ممارسة تلك الطقوس الدخانية أنذاك .

    العنف المدرسي / نور حميد الساعدي

    العنف هو سلوك غير اجتماعي يقوم بة الطالب ويتعارض مع قيم المجتمع الذي يعيش فيه, ولهذا يزداد العنف لدى الطلبه الذكور عن الاناث, والذي هدفه الحاق الضرر بالطرف الاخر, وانا من وجهه نظري أرى أن الأسباب الرئيسة للعنف هي مشاهدة أفلام العنف, ضعف الوازع الديني, احباط الطالب واستمراره فيه,الغيرة من زملائه الآخرين,عدم الشعور باحترام وتقدير الأخرين له ,الى جانب الأسباب الأسرية مثل فقدان الطالب لأحد والديه و بالتالي بفقد حنانهم ,عدم اشباع اسرته لحاجاته بالأضافة الى المشاكل العائلية مثل الطلاق, ولا ننسى الطامة الكبرى التى باتت تشكل خطر كبير على طلابنا هذا اليوم ألا وهي وسائل الاعلام حيث تلعب دورا مهما في بناء سلوك العنف لدى طلاب المدارس بسبب ماتعرضه من مسلسلات غير هادفة فلابد من أن تستبدل ذلك بتوعيات وارشادات مفيدة لهم , ولابد أن تقوم الأسرة بدورها في تربية أبنائها على الاخلاق الحسنة واحترام المعلم حتى نستطيع أن نعزز فيهم السلوك المرغوب.
    img

    رواية الصورة بين النصين الخارجي والداخلي… عذراء سنجار مثالا / محمد يونس

    بعد قراءة رواية ( عذراء سنجار) لوارد بدر السالم اكتمل يقين فكرة كانت قد ألحت عليَ حيال تنظيري لوجود رواية الصورة، بعد دوران في مدار التنظير للفكرة مدة من الزمن، ونشرت ايضا اكثر من دراسة عن الاصول النظرية للفكرة، وكان هناك مثال دائما يقف أمامي لا يتيح لي تجنب الفكرة، ويؤكد مقصدي النظري، فهناك رواية انتجت من صورة احتملت سردا تاريخيا، وهذا المثال النوعي كان، بعد أن قرأت حوارا للكولمبي ماركيز يتحدث فيه عن آليات كتابة لديه تثير الاستغراب، لكنه مؤمن بها تماما، ويقول (حين شرعت بكتابة رواية) وحدد احدى رواياته المهمة، فقال مضيفا (كنت أضع صورة لجدي، كانت تحفل بالكثير من الأحداث)1 التي قد نسميها ما وراء صورة سردية الطابع، ولابد أن هناك مضمونا يواجهك هو لا يعبر إلا عن الشكل البصري للصورة وليس يعبر عن دلالاتها عبر إشارة تتمثل بمعنى معين من مكوناتها، أو بفعل سردي يبدو قد بلغ نهايته ووقف عندها، ولكن تأمل الصورة يبدي لك تدريجيا معاني ودلالات لم تتوقع مواجهتها خارج التأمل، أو هناك علائق بين الصورة ومعاني أخرى، اجتماعية – سياسية – تاريخية – معاصرة، تحيل إلى معاني تتشكل فيما بعد، أو قد تستذكرها عبر علائق حسية بما في داخل الصورة ومضمونها الجوهري، وهناك إحالات عدة تتجلى عبر تأمل الصورة ولتعرف على موضوعتها، ويمكن تقسيم الصورة المسرودة إلى مربعات كما يرى دولوز فتتكون نتائج جديدة برغم أن الصورة ذاتها ستعود إلى وضعها أول، وهناك مناطق للصورة هي، شكل – موضوعة – تاريخ، وتلك المناطق غنية بالمضامين السردية، وتلك المناطق كل له وظائف بمنطق سردي مرتبط بها مباشرة، والشكل يمثل فعل السرد، وأما الموضوعة تمثل المضمون السردي، وأما التاريخ فهو يمثل مصدرا يتداخل فيه المضمون والفعل، إذن ما نحتاجه هو التمرين على ذلك والنتائج المرجوة تتجلى بعد ذلك.
    وبعد تلك المقدمة النظرية، نقف على انموذج روائي لوارد بدر السالم، هو يمثل الرواية التي هي صورة بيانية واسعة، فرواية عذراء سنجار، هي بتفاصيل متعددة الابعاد كما الصورة، وهناك وحدات دلالية في كل من تلك الابعاد، وكذلك وحدات زمن سيان متسلسلة مرة، واخرى تستثني الأزمنة ذلك البعد، ووحدات السرد مؤكدة في الصورة كما في الرواية، وفضاء المكان تجده متوافرا في الجهتين، وأن يكون في الرواية ليس مشهودا كما في الصورة، أو ربما يوصف نيابة عن تمثله الشكلي من خلال أحد الشخوص، وفي الصورة يقين وحقيقة ملموسة يتمثل بجميع الوحدات الجزئية، والتي كل منها يمثل مقطعا روائيا ، يقابله لذلك اليقين حقيقة والمنطق الروائي والسببية، وفي كلاهما تكون الأمور وضعت في نصابها بدقة، وتتفوق هنا الصورة إن خفت وطأة اللعب الفني في الرواية، وفي الصورة معنى عام، وفي الرواية أيضا يوجد ذلك المعنى، وفي كليهما أفكار محسوسة إدراكا، سيان بصريا أو كتابة، وأن الرواية تتأمل نفسها، وكذلك الصورة، وهذا التأمل يواجه بمثيل له من التلقي، فالصورة والرواية وجهان لحالة ما، إذن سيكون أحدهما يعكس الآخر،.
    إن الرواية الصورة ليست أمثولة غير مكتوبة، وتمثل وعيا حرا، بل هي مصطلح تحقق عبر مواد مكتوبة روائية، وجودها تحقق في أزمنة مختلفة، وعلى الأخص في نهايات عصر الحداثة، والتي تمثل ثورة الأخيرة من موضات الأدبية في الحداثة، وطبعا تمثل رواية وارد بدر السالم (عذراء سنجار) احدى أهم اعمال روايات تمثل صورة مسرودة من بيانية مأساة واقعية ورمزية أيضا، وهي صورة تامة وخالصة لما عبرت عنه من بيانيات واقع حي، وأعتقد لابد من دعم التطور التقني للنص الروائي، وبعض كُتّاب الرواية سعوا إلى نقض تراكمات آليات الكتابة السردية، فالسرد نعم هو أداة كل عصر، لكن الفن يصنع الجمال، والحياة تحقق الواقع، ونحن في كل عصر نحتاج الى قيم جمالية ذات نكهة أخّاذة، وبعض الروايات بكرت إلى ذلك، وكما أن الرواية ( عذراء سنجار)قد تحررت بجدية بلاغية عالية، وقدمت خطابا باسلا في العمق الانساني صراحة، وتقنيا وضعت كل آفاق الماضي التقنية وراءها، وسعى إلى أنموذج أدبي يثير أسئلة وليس قناعات.
    تثير رواية ( عذراء سنجار) مسألة حساسة، فهي تقر في بنيتها إن الفن الروائي قيمة الآن، وإن عصر الشكل انتهى وتلاشى وفقد بريقه، والرواية اهتمت بمعنى إنساني عميق وليس بسرد حياة بشرية تقليدية تكررت مرارا بذات الأسلوب، ولم تكن الا أن تراعي الجوهر الإنساني وإخفاقاته، بل راعت أمورا جدلية بحيادية، وكانت رواية الصورة إحدى سياقات الانتفاضة ضد السياقات التقليدية للرواية، وأعتقد ما قدمه وارد بدر السالم برواية (عذراء سنجار)، والتي هي من أجمل الأعمال المكتوبة في أسلوب متفرد ، فقدم عملا روائيا لا يكتب مرتين، وكذلك قدم رواية صورة غاية في التفوق الإبداعي، وتشكل روايته أنموذجاُ لرواية الصورة فنيا يصعب وصفها في شكل فني، وكما بلغت مكانة جمالية ايقونياً ولونياً، أيضا أكدت الرواية إنها عمل فني فتوغرافي خلاق في ما يملك من مميزات إبداعية، وتعتبر الرواية صورة رواية أو رواية صورة بتعددات نظام السرد المنقطع لونيا وايقونيا غاية في البراعة والجمال.
    الصورة المسرودة – كل ما تحتويه الرواية من العنونة الى المدخل، وكذلك الفصول المتنوعة الايقاع السردي، هي تعنى بفعل سرد ثابت الزمن في كل فصل مفصل بذاته، ويرسم ذلك الفعل واقعا وتفاصيل بشكل بياني، ، تكون تامة الملامح ، وبحيادية تامة، وهي بزمن أحيانا يكون تتابعيا، وأخرى يكون متقطعا، ففي الرواية ترتبط فكرة جدل المفاهيم التاريخية بالمكان كبؤرة، فيما هي مرتبطة بالشخوص كعوامل تحقيق الفعل السردي، وكما نجد ذلك في جمع فصول الرواية ، حيث عوامل الجدل تتحول الى واقع مرتبطا بالشخوص بشكل مباشر، ولكن وارد بدر السالم برواية ( عذراء سنجار ) قد سعى إلى مخالفة المألوف فتكون الأمكنة دلالات لتوسيع الفكرة ، والفناء يمثل كلية الصور بطبيعته الوجودية، وعلى مستوى السرد هناك وضوح وتجلي تام للمنظومة السردية في كل فصل من فصول الرواة، ولم يؤثر باي صيغة نمط السرد المنقطع، الذي فرضه كل فصول يبدأ بعد انتهاء فصل اخر للمتعة التي يعتادها القارئ، ويرغب بمواجهة ايقاع جديد بعد تغير ايقاع نهاية فصل سابق، وبداية فصل جديد. الصورة الموصوفة – طبيعي كل نص روائي وأن مال الى السرد بقوة، سيحتاج الوصف كمقطع يعوض عن السرد في مواضع لا قبل له عليها،ومقطع الوصف في رواية (عذراء سنجار)هو انتج صورة فنية رسمت من السارد الخارجي بدقة وتتبع الى الحد النهائي لها، وهي كمقطع وصف غني بالإحالات الإشارية والدلالية يكون فيها الزمن متغيرا أو غير ثابت، وهنا نجد أن الرواية هي ستكون صورة مكبرة، ، تقابل العنونة وتتعالق معها، وفيها كيانات وإمكان هي تشكل مجمل الصورة لكل فصل هي مرتبطة به، حيث توصف مجمل الأشكال مظهرا والأدوات والمكان لأيضا، حتى بلوغ آخرها، وتلك الرواية هي صورة متنوعة الابعاد والايقاعات، لكن اشارة النص الموازي او دلالته العامة، هي تعوض عن مجمل الابعاد في الاشارة العامة، لكن طبيعي هناك تعدد دلالي، يكون اوسع واعمق في مقطع الوصف، ويتحرر زمنه هنا ايضا، ففي الوصف ليس هناك ( سنجار – شنكال)، بل عالم احاسيس وشعور وعمق وجداني واسع، وطبيعي أن ساده التفاوت الجدلي، بل يزيد ذلك من اهمية القضية العامة، وكما يزيد البعد الدلالي قيمة، وايضا ايقاع النص الروائي الخارجي سيكون صوت احتجاج، واما الداخلي فسيفسر مضمون ذلك الاحتجاج، وذلك التميز القيمي هو عائد لامكان مقطع الوصف حفظ الاشارة التي يقوم بها السرد، اضافة الى ما يحققه من اضافات مهمة لتلك الاشارة 
    img

    قصيدتان / سهى عبود

     img
    شوق
    هناك

    عند حافة المجهول،
    كلحظة هاربة من وحشة الليل
    بين زوايا اللارؤى..
    لجأت إلى عينيك..
    مرتدية هدأة السكون
    أغرق في بحر الشرود
    فشعرت بالنضوج خلف أيسرك
    هناااااك..
    فقط
    أحياااا.. أرقص
    أبكي فرحاااا..
    و أعشقك عمرا و دهرا..
    و سنينا ضوئية..
    فأنت كل ما كان يهتف به نبضي
    هل لي ؟؟..
    أن أطرق باب النبض،
    لأهديك ذاك
    الشوق المدلل بين أضلعي

    هواك
    سمَوْتُ بمعراج الخيال،
    و سرى هواكَ في مُقلتي..
    فعرّج على العين ظل روحكَ،
    لوردة هفتْ لها الاحداق..
    إلتحفتُ هدوء الظلام،
    بحميمية أرحبْ..
    و احتضنتُ زهرةً ترِفُّ في صحراء روحي..
    عشقًا..!
    لأتجدد.. و اثملُ عطرًا..
    فكثركَ تُسكرُ حضوري..!
    و غيابكَ يُصحي الجنون بداخلي..!
    آمنتُ -بكَ- و عرفتُ..
    أيّ محراب كان اعتكافي..

    احوال القاف / قاسم والي

    img
    اذا سيبقى؟ ومنْ ذا قيلَ عنهُ بقي؟!
    كلُّ الرفاقِ اختفوا في وحشةِ الطُرِقِ
    كلُّ القصائدِ ضاعتْ منذُ أن بدأتْ
    قصيدةٌ طفلةٌ تحبو على الورَقِ
    كلُّ الحكاياتِ ،هلْ للطين ذاكرةُ
    كي تسردَ الحزنَ منذُ الطينِ والعَلَقِ
    أنا الذي لم أزلْ طفلاً تطاردُهُ
    على الرمالِ وحيداً فكرةٌ الغَرَقِ
    أعوذُ بالله من وسواسِ أخيلتي
    أعوذُ بالسورتينِ الناسِ والفلقِ
    يا سيّدي أنتَ يا الله دَعْ قَلَقي
    يُنهي مسيرتَهُ الكبرى إلى القلَقِ
    أريدُ فتحَ حوارٍ أنتَ تعرفُهُ
    لأنّكَ اللهُ..واعذرني على نزَقي
    أما سمِعتَ بضوءٍ آخرَ النَفَقِ
    علامَ لي نَفَقٌ يفضي إلى نَفَقِ
    دعني أراكَ بعينِ القلب متخذاَ
    منّي صديقاً أرِحْ عينيَّ في حَدَقي
    أنا المغيّبُ في الظلماء بي ألقٌ
    مغيّبٌ ؛أينَ مَنْ يسعى إلى ألقي؟
    هنا البلادُ التي شحّتْ فما مَنَحَتْ
    غيرَ المراراتِ في كأسي وفي طبقي
    دعني ألملمُ ما قدْ ضاعَ من مِزَقي
    أنا بقيةُ ما قد كانَ من مِزَقي
    أرِقتُ معمعةُ الأفكارِ تعصفُ بي
    متى ستمنحُني ليلاً بلا أرَقِ ؟
    متى أغادرُ ثاراتي ؟ أكادُ أرى
    ذاتَ العشائرِ والأحزاب والفرق
    هنا أضاعوكَ كلٌّ يدّعيكَ لهُ
    تصوروكَ إلهاً بالغَ الحَنَقِ
    هنا تعددت الراياتُ واشتبكتْ
    فماتَ أهلي بإيحاءٍ من الخِرَقِ
    أرجوكَ يا ربُّ عَطّلْ فيَّ ذاكرتي
    أزِلْ تواريخَ أسلافي .أنِرْ أفُقي أريدُ نسيانَ ثاراتي بأجمعِها
    وهمَ انتصاري وخيباتي دمي..عَرَقي
    تعبتُ من ليليَ الممحوقِ كوكبهُ
    متى ستدحرُ ليلي لحظةُ الشَفَقِ؟
    بكلِّ يأسِ الذي في آخرِ الرَمَقِ
    أعِدْ لروحي رجاءً أوّلَ الرَمَقِ

    حين يكون السرد محبك بالترتيب والترابط… قراءة في رواية الرماد للقاص احمد الجنديل / خالد مهدي الشمري

    تبدأ رماد بعنوانها وتدخل حينما تعيش في حفل شواء والسرد يسبقك كي تكمل الحكاية حتى تثيرك الأحداث وتخفي ماهية ميسون التي أكلت اللحم المحترق وتنطلق بأجواء مشحونة بين أسواق وأناس مكتظة للتبضع خوفا من يوم ممطر يعقبه جو مشحون بالحرب والموت لينقطع الحديث عند أحلام التي جعلت جسد جابر يلتهب بالشوق والحنين ليعود بنا الجنديل إلى زمن نهبت به مدارسنا ودوائرنا الحكومية تحت عناوين مختلفة ثم يعود ليوم خيالي حينما تطرق أحلام باب جابر ليلا في سرد مثير يتبعه ترقب وتوتر حتى يطلع الصباح , لنعود لأجواء الحرب.
    احمد الجنديل ذلك القاص الذيقاري الذي بلور ثقافته بين الطين والخضرة في ربوع العراق الكبير, كتب العديد من الروايات والقصص التي تناولها العديد من النقاد وكل منهم صنفها ورآها بعين مختلفة ,بعد خمس مجاميع شعرية تأتي رواية الرماد لتكون الرواية البكر. وهي تؤرخ مرحلة ما بعد الاحتلال عام2003 من خلال شخصية جابر الذي كان محكوما عليه بالسجن في منطقة نقرة السلمان إبان النظام السابق. عند فتح الكتاب تجد العنوان بارز وهو الرماد ليؤتيك المقطع الأول وهو حفلة شواء , نار ودخان ولحم يحترق لتكون رحلتنا من الرماد تنطلق بين ربوع صور ودلائل وسرد القاص احمد الجنديل وأفكاره وخيالته التي نأتي عليها الآن . ينقلونا سرد الصورة للتخيل أفراد ومكونات الصورة من النار إلى جابر وهو العنصر الأساس والبطل ينطلق بحركات تدل على ذاتها مشبعتا بدلائل الزمنية والمكانية كما جعلنا نشعر بالتكهن حينما تكهنا وجود شخص معه لكن ميسون كانت حيوان اقرب إليه من أي إنسان بل كانت ملاصقة له وجعل الحديث عنها بتكهن من تكون مما جعل للرواية طعم خاص . نقلنا جابر من مكان إلى آخر ليكون الدليل والدال عن الأحداث والذي صادف جوا ممطرا وإحداثا مزعجة لتخزين الطعام لينتقل إلى السجن والاعتقال بسبب رجال الشرطة لينقلنا الراوي إلى والدي جابر حتى اسم جابر وكيف جاء الاسم والى لحظة موت والده بعد تعذيب بالسجن ليخرج جابر وتبدأ رحلة العيش الصعب . نقل الروائي هنا العديد من الصور. وحرك الزمن , بفترات متغيره قدم الزمن وأخر وسترجع بعض الأحداث ومنها كيف تم تسمية جابر ومن اقترح ثم ليعود بنا إلى نفس النقطة مع ميسون التي تكون أداة الربط بين الأزمان وبداية الرواية . لن يبعدنا في استعارته للمطر ولدلالة على الحرب والخراب والاستعدادات التي ذهب إليها كما طاف بنا إلى حيثيات المكان والتصرفات التي تنم عن أخبار بما يجري بين أزمنة مرت بنا جميعا وليس جابر فحسب بطل الرواية، في كتاب حينما تتوهج الكلمة للناقد الدكتور علي حسين يوسف يقول : سيمياء التناص في العناوين . في محاولة تصنيف عناوين المنتج المعاصر : يمثل العنوان العتبة الأولى التي تواجه المتلقي في العمل الأدبي , ومن خلاله يمكن متابعة هذا العمل والكشف عن ملامح الأولى التي يجسدها . وحينما صنف عنوان الرواية ( الرماد ) دلالية هذه العنوان وهو الموت.
    خلال تجوالنا مع جابر كانت هناك أرضية مناسبة للمتلقي وليست خالية من الخيال في تكوين الصور السردية المختلفة لتكون صورة واحدة وما أن تبتعد عبر سرد مفعم بالإحداث حتى تعود لتقول انه يتحدث عني في وقت ما . مستخدما زمنين في السرد حيث لم يتقيد بزمن معين أما مسترجع أو مستبق للزمن وجدنا في المقطع الأول على الرغم من الخروج عن مسارات جابر إلا انه يعود ليكون المحور الأساس في الأحداث لينجح الروائي في جعل السرد محبك بالترتيب والترابط . ما يميز النص مثلما نقل الحرب وأدوات النظام والشوارع والرعب وما حل على الناس من أمور وخوف إلا أن الإنسانية والروح التي لا توجد منها في كل بقاء العالم وهو الكرم والضيافة والحمية الإنسانية والذي صوره الجنديل عبر جابر وهو يوزع الفواكه في المحنه التي كانت تعم على المكان والزمان في صفحات الرواية 24 و25 يجوب البيوت ويوزع للأطفال والعوائل ما جعلني استشعر الكرم العراقي والروح العراقية في صورة جابر . لم يجعل الرواية باردة فقد دس لحظات مفعمة بالحس الأنثوي وهو يصف أحلام وكيف فتحت له الباب وأخذت كيس الفاكهة وراح يروي ملامحها وأجزاء جسمها وملابسها الوردية . انتقال جميل بين واقع حقيقي وخيالي لينقلنا بين الصور من حرب وخوف إلى جنس ومشاعر إلى عودة للحروب والقتل ولا يخفى على القارئ هناك مضمر في النص وتكهن لشيء سوف يحدث قريبا جعل في النص مؤثرات حسية تجعلنا نتابع بشغف. وحينما ينقلنا الجنديل إلى موقف خيالي قريب للحقيقة حينما طرقت أحلام باب جابر وهو وحيد والسرد الذي يقطر جنس وإحساس بالرغبة وانتظار الحدث على الرغم من الأحداث تشير إلى الهدوء والابتعاد عن أي نوايا غير شرعية لكن إحساس الرغبة تناما شي فشي لنتوقع حدوث عمل ما . بين أصوات النيران والطائرات والخوف الذي يحيط بهما . بل زادها جمال تلك المقولة التي ذكرها وهي مكتوبة على جدار السجن … ( في ذلك الصقيع المدفون احتاج إلى جسد امرأة يشاطرني ألم الليل ) ليتركنا الجنديل بين هذا وذلك وينطلق بالمشهد الرابع . ينقلنا مجددا إلى ساحة الحرب ليعود بنا إلى أحداث حقيقية ينقلها بين حين وأخر وهذه الحقبة من الزمن وانأ متيقن بنها عالقة في مخيلتنا جميعا والتي استباحت سرقة الأموال العامة ونهب المدارس والدوائر الحكومية بذريعة واهية . لم تخلو الرواية من الشعر بل كانت هناك مقتطفات شعرية في سرد الرواية حيث قال : (فأصبحت مثل دمية سقطت من يدي طفل أنهكه البكاء وهو يركض وراء أمه ’ والشمس لا ترغب بالبقاء فلملمت خيوطها , وجهزت نفسها للرحيل .) لم يترك الجنديل صغيرة أو كبيرة مرت بزمن الاحتلال إلا وذكرها بتفاصيل دقيقة جاعلا البطل يقودنا إلى حلم قد مر وأنتها ولا نتمنى العودة إليه , جعل الجنديل بطله في هذه الرواية كامرة تنقل أحداث مباشرة بين الأزقة والحواري وما اخفاه داخل الغرف وحتى القلوب هنا يبدع في جعلنا نشاهد فلما من زجاج السيارة في رواية الرماد قدم احمد الجنديل مواضيع عديدة وأهمها سجن السماوة – وأحلام والإثارة _ وجابر وقصته _ والحرب وإحداثها . وميسون التي كانت متواجدة في نهاية كل مشهد . قدم أمور عديدة منها … الكرم والسخاء العراقي …حقائق الوجود الامريكي وعبر عنه بالقول لما يستهدفون منازل الفقراء عندما سقطة قذيفة على بيت احد الجيران … وقول أحلام : حتى الفقراء لم يسلموا من هذا الطوفان المدمر . …وحقيقية مهمة السياسة في واد والناس في وادي آخر ..والتي جعلت جابر يفقد صوابه ويجن .

    img

    ما يكفي / ميساء زيدان

     img
    أَما يَكْفيكَ ذُلِّي وامْتِهاني
    ألا تَرْحَمْ قليلا يا زَماني ؟!!
    أَما فيكَ انْفِراجٌ وارْتياحٌ
    لِيَطْرُدَ ما غَشاني وابْتَلاني؟!!
    أَلا تَرْنُو لما خَلَّفْتَ حَقَّاً
    وهَلْ يُرْضيكَ كَرْبي واحْتِقاني
    رَميتَ بقاتِلٍ أَحْلامَ عُمْري
    وكُنْتَ لوَأْدِها فَظَّاً أَناني
    وكُنْتَ لحِلْمي المَقْتُولِ سَيْفَاً
    بشِفْرَتِهِ تَوارى عَنْ عَياني
    مَضى يَبْكي وتَبْكيهِ الليالي
    وكَمْ مِنْ عارِفٍ حالي بكاني
    وكَمْ مَرَّتْ ومَرَّتْ مِنْ مَآسٍ
    يَنُوءُ بثُقْلِها حَجَرُ الصُّوانِ
    وكَمْ أَرْهَقْتَني وأنا نَسيمٌ
    تماهى في الطَّراوةِ والِّليانِ
    وكَمْ ساقَيْتَني في المُرِّ كأْسَاً
    زُعافاً ما لهُ في المُرِّ ثانِ
    أَنا نَبْعُ الحَنانِ ولَيْسَ مَيْنَاً
    وفي قلبي بُحُورٌ للحَنانِ
    أَنا الدُّرُّ الثَمينُ بلا مِراء
    وروحي بَعْضُ نَفْحاتِ الجِنانِ
    عَجِبْتُ لدَوْرِكَ المَرْسُومِ حِقْدَاً
    وما أَبْدَيْتَ مِنْ وَجَعٍ براني
    كأَنَّ لصَرْفِكَ المَوْتُورِ ثأْرَاً
    يُحاصِرُني ويُمْعِنُ في طِعاني
    رَمَيْتَ سعادَتي في قَعْرِ جُبٍّ
    فعَرَّسَتِ التَّعاسَةُ في كياني
    وأَطْلَقْتَ العَنانَ لكُلِّ غَثٍّ
    تَناهَشَني وأَسْرَعَ في هَواني
    أَجُولَ بطَرْفي المَكْسُورِ بَحْثَاً
    عَنِ القَلْبِ الحَنُونِ بكُلِّ آنِ
    وأَنْظُرُهُ ابْتِهاجا واشْتِياقَاً
    و أحسبه نهاية ما أعاني
    كفتك مواجعي و كفاك همي
    ألا فارفق قليلا يا زماني

    على قاعة مؤسسة برج بابل… الألوان المائية تلون الحياة بالحب والسلام / رحيم الشمري

    اقامت جمعة الألوان المائية العالمية فرع العراق معرضها الاول نلون الحياة بالحب والسلام على قاعة مؤسسة برج بابل وسط بغداد ، وبالتزامن مع الذكرى السنوية الاولى لتأسيس الجمعية التي تنتشر في ٩٠ دولة ، وبحضور نخبة من الفنانين والمثقفين والصحفيين ورئيسة لجنة الثقافة والاعلام النيابية .
    وقال رئيس الجمعية الدكتور عامر حسن سلمان ، ان ١٠ فنانين شاركو بالمعرض من بغداد والمحافظات عبر ٢٨ لوحة فنية زينت قاعة مؤسسة برج بابل ، وبحضور كبير يشكل انطلاقة لفرع الجمعية في العراق التي اسس فرعها الام العالمي الفنان عطا نور دوكان ، وتهدف الى تشجيع رسم الاوان المائية ونشر الحب والسلام من خلال جمالية الرسم المائي اللغة المشتركة التي تسود العالم ، بعيدا عن الجنسية والديانة والسياسة والمسافة المانعة ، ولتعزيز وتطوير وتشجيع رسم الألوان المائية في بلادنا ، ليس بين الرسامين المعاصرين بل نجعل امتداد للاجيال القادمة ونأمل من الجميع الإسهام بفعالياتنا ومستجدات فن الرسم المائي .
    واضاف رئيس الجمعية ، وصل عددنا حوالي ٦٠٠ فنان في الرسم المائي تم اختيارهم بعناية ، من اساتذة الألوان المائية من العالم والعرب والعراق ، ونسعى في السنة القادمة لدعوة فنانين من كافة دول العالم الى المعرض الثاني ويكون الوطن باحسن حال ، ولعل نخبة الفنانين المشاركين في المعرض الحالي تتمثل ، بالفنانة والتدريبية ثورة حميد من البصرة والطبيب الفنان عامر حسن من بغداد ، والفنان التشكيلي وضاح مهدي من بغداد ، والدكتور المختص بالتصميم الطباعي خليف المحل من الموصل ، والرسام زيد الزيدي من بغداد والتشكيلي حسين عبد علي من البصرة ، والفنان جاسم الفضل من البصرة ، والفنان التدريسي جبار الشمري من كربلاء ، والفنانة سهيلة الهنداوي ، وسنواصل النشاط والعطاء والإبداع
    img