نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

قصة قصيرة / أحمد الغرباوى

أحمد الغرباوى

الجيب الجينز
وبـ (جيب جينزها) الأزرق يَخْفى وَجْهه الطفولى.. وبطرفه، يغطى ندوبات روحه..
ويرتل:
-
 يومًا ما..
رُبّما يلتئمُ جَرْح روحك.. فقاوم إدْمان لَمْسه؟
وكما فى إباء حُبّه؛ يَتمنّعُ عَنْ مُتعة لذّة مُرّ شَهْده.. ومَنّ ربّ ورزقه..
وكما يظلّ وورع الوْجْد بمَحْبَسه.. ناجاه؛ يُباعد بَيْنك وبَيْنه..
،،،،
وظلّها لا يزل يتماسّ وروحه؛ تهمسُ:
-
 ألم ترانى.. الآن عُدْت؟
وهو يتجاوزها.. ويخفى ألمه:
-
  ولا مدى فى غوره.. وأكثر من نزفٍ لى مازلت!
ودون حَيْاء تصرخُ.. وبلا حرف يُسمع فحيح هسّ جاف لغصنً؛ يكادُ يسقط:
-
 دعنا فيما تبقّى مِنْ عُمْرٍ أنا وانْت..؟
وكأنّك لصدى بوحِ لم تشعر..  وتكسّرات أوراق خريف تحت قدميك لم تدسّ.. لم تُدْفَن..
 بصورٍ ورؤايْات أعوام مشغولٌ.. وأطياف أمس تحياها.. و
وما أصغيت..
وأبيت..!
،،،،
و..
وبَيْن المسافات التى تتباعد بَيْنَهما؛ نبوءة مَوْت.. ينثالُ الدمّ الملتصق بـ (جيب جينزها).. يغطى رطب ضلّ وأطراف الثوبِ المتدلّى.. وتجاهها؛ يفيضُ بريح عَرَقها وخرير وجعه..
وهى تروحُ وتجىء..  تدبُّ فى بوتها الأسود الطويل.. ترجّ وتنفضُ (جيبها ) الجديد.. يصلب عذرية حبّ كان بمحبس التحرّر والتجديد..
لم يعُد من براء (جيب) أمس؛ غَيْر نوع قماش (جينز) مُجَسّم  وقصير.. بلا رائحة لعرقٍ بضّ.. ولا تماوج نسم الياسمين على حَيْاء نغمات الكعب العالى..
وحول جسدها المقدّس بروحه؛ تشدّ قميصها الأبيض الشفّاف.. وترفع خصلات شعرها النافرة - الذى لم يرهُ أبدًا - تحت حجابها المتبعثر.. يتهادى بعيدًا.. ويتيقّن أنها  لم.. و
ولن تعُد أبًدا..!