نشاطات ثقافية

حوارات

أصدارات ثقافية

    لملمت شتاتي / فاطمة الزهراء بولعراس

     فاطمة الزهراء بولعراس
    قل عني ماشئت إني بشر
    ومرة أخرى لا أستطيع أن أغفر
    قل عني وادع وزد على
     أعرف كل ما تقول 
    حفظته وما عدت أبالي
    ومنك تعودت أن أقهر
    تعودت منك الأنا
    ومني الصمت غير الحكيم
    والعفو وأن أصبر
    وتعودت مني الغفران
    ومنك الظلم والعدوان
    وأن تفجر
    الآن حان وقت الحقيقة
    أيها المتجبر الحقير
    أذاك ما عدت أطيق عليه صبرا
    ولم أعد أقدر
    أنا كالنور ولدت حرا
    فكيف أخضع لحلم اعتقدته
    ولم يكن سوى وهم ذاب
    مع الهواء تبخر
    دعني وشأني
    وقل ماشئت عني
    إني وجدت نفسي
    التي كدت تضيعها في أناك الأدنى
    لملمت شتاتي بعدك
    وجمعت  ولو بعد لأي
    كل الذي تبعثر

    جواد غلوم و إناقةُ القصيد (2) / هاتف بشبوش

     
    مالك تمشي وئيدا مثل سلحفاة هرمة ؟؟
    حرائقك خلّفت رمادا وافراً 
    تضبّعتَ حتى خنقتَ أجمل بطاريقَك 
    لاتخنقْ رقابَنا الحانية عليك 
    أتوسّل اليك ، لم يبقَ الاّ الزغب ليّنة العريكة 
    لم يلد الاّ الخديج المثلوم العمر 
    حتّام لا ترفقُ بأنجالِـك وأحفادك 
    يا ذا الوطن المتبختر بالكآبة 
    المحمّل بالزوائد الدوديّة 
    سحقتَ بنيكَ نحن العالقون بأبوّتك
    يا من تمشي عَرَجا 
    وتركْتني عاريا الاّ من الحبّ المخبول فيَّ 


    هناك من يفكر أن يكون ضبعا أو سمكة قرش تأكل ولاتؤكل في زمنٍ يكون النكوص فيه قد أخذ منحىً مؤلماً ، بحيث أنّ الأمهات لم تنجب غير السحالي واليقطينات والسلاحف وكل ما هو مشوه على غرار( إيتي) ذلك المخلوق الفضائي المرعب في شكله والطيب في روحه وأخلاقه الذي شاهدناه في عالم السينما والخيال العلمي .
    حينما نقرأ للشاعر جواد نجد أنّ كلاً من الحلم والطوباوية من الممكن أنْ يكونا واقعا حقيقيا ، ومن السهل في كثيرمن الأحوال أن يطغي جانب الخير على جانب الشر في السريرة الإنسانية على الرغم من انها على مر العصور خلقت لنا الكثير من مصاصي الدماء على غرار فرانكشتاين ودراكولا وصدام وداعش وغيرهم من الرموز الشريرة التي جسدها الفن السابع أيام المخرج العالمي الشهير هتشكوك وأفلام الممثل البارع كلاوس كنيسكي في الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم . 
    كل هذه التداعيات بين الوطن والحب والبوح الذي يخرج على شاكلة الشحن والتفريغ تبعا لما تمتليء به قريحة الشاعر المهمومة ، خلقت لنا جواد غلوم شاعرا محبا للثورة والثوار كما في النص الآتي ( سيكارُ هافانا بفم البهلوان) :

    رغبتُ ، في لحظة زهوٍ وخيلاء 
    أن اشفط شهيقاً من سيجار" كوهيبا " النفيس (*)
    وان أغادرُ مرارة المكدودين في" طريق التبغ " (*)
    أشْتمُ "ارسكين كالدويل " وزبانيته المسحوقين 
    أعيش في أحراش" بوليفيا "
    أبحر في الكاريبي 
    لكني ضحكت على نفسي
    واستعدْتُ توازني
    يوم رأيت الديكتاتور الأهوج
    ينفخ أوداجه على شاشة التلفاز
    ويتشبه بتيجان العظماء أسياده
    يومها اختنقتُ بالقهقهات
    بكل ما أُوتيَ فمي من قوة
    صرختُ بوجههِ:
    ما أنت سوى لوثةٍ
    طفحتْ يوما ما مع زبَد البحر
    نشرتْ زفْرتَها في شميمٍ بلادي الطاهرة
    أيّها الذيلُ المسموم
    أسيادُك قطعوا إبرتك اللاسعة
    لن تكونَ " تشي " الوسيم المبهج
    مادامتْ رعيتُك تعلكُ التراب
    تمضغُ الحصى
    لأنك رعديدٌ تخافُ عواءَ الذئاب

    نص ساخرُّ جميل ليس في شكل القصيد وبنائه فقط وإنما في التنوع الذي نقرؤه من حيث اللمسات الثورية التي تبدو واضحة من السرد الذي يعلن الشاعر فيه هويته وبدون تردد من أنه ذلك الأممي الذي يسير على حب الناس والوطن وحلمه الأبدي في بناء مجتمع حر وسعيد . أضف الى ذلك خبرة الشاعر في تحديد مايريد قوله يأيجاز عند إيصال المعلومة الى القارئ بسلاسة بارعة بحيث تشد القارئ في الإستمرار في قراءة النص حتى السطر الأخير . نص فيه من التشعبات الكثيرة التي جعلته عبارة عن سلسلة لايمكن فصل إحدى حلقاتها عن الأخرى . أنه النص الجيفاري ، انه السيكار الكوبي الذي يخص فمَ الثائر مالئ الدنيا وشاغلها ( أرنستو تشي جيفارا) الثائر الذي أضحى فارس أحلام الثوريين ، هناك فارس أحلام الفتيات وهناك من يحلم بإمرأة أبدية تقف على التل وتؤشر له أنْ تعال ، لكن هنا و في هذا النص الجميل يقف جيفارا شامخا حياً من جديد كفارس أحلام ، يعطينا دفق الحياة . يعلمنا كيف نشهق و نرسم صورة أمام السرمدية ونحن بهذا السيكار . حلمُّ مميز للغاية ، أنه خارج أسوار المألوف ، أنه الحلم الذي يصولُ بنا كي ندخل حلبة الشهادة في سبيل الوطن والأوطان . 
    يبوح الشاعر جواد بعظمة الثائر جيفارا تلك التي خلّفها وراءه ، حتى في سيكاره ، وكأنّ الدخان النافث منها يتكلّم حول ما يكده الفقراء في حدائق أمريكا القذرة وهنا ينقلنا الشاعر للإستفادة والتعريج على الروائي الأمريكي الشهير (أرسكال كوريل) وروايته  ( طريق التبغ) و الحديث عن الفلاحين الفقراء وسرقة أتعابهم هناك . ثم الإطلاع على نوع التبغ الأجود في كوبا ( كوهيبا) ، ذلك النوع الذي تصنعه العذراوات اللاتي بقي البطل كاسترو حتى مماته يدافع عن شرفهن من الغول الأمريكي الذي يريد أنْ يتغلغل في السوق الكوبي بحجة الإستثمار ، لكن كاسترو وقف صارخا وأمام حشر من النساء الكوبيات والمزارعات وقال لهن ( أنّ أمريكا تريد مني أن أجعل الأمريكي يأتي هنا ويستأنس بكنّ ويلهو مقابل حفنة من الدولارات ، فهل انتنّ صاغرات لهكذا دعوات ) جميع العذراوات صرخن بالضد من أمريكا ، ونحن معك ياكسترو، يا ابانا الصامد . ثم يكرر كاسترو للعذراوات ( يقولون لي أنني كاتم على أنفاسكنّ ، من تريد ومن يريد الخروج من كوبا فليخرج ، وبالفعل خرج بعض الكوبيين ولكنّ قساوة أمريكا أرجعتهم الى وطن كاسترو بعد سنين من الغربة والمحنة القاسية) .
    الشاعر الثوري جواد غلوم ينغرز فيه إحساس المرارة والطريق الشائك الذي يسترجع مهازل الطغاة وأحلامهم المريضة كما صدام الجرذ الذي أراد أن يقلّد الثائر بسيكاره الكوبي ، فأين الثرى من الثريا ، وقد أثبتت الأيام أنّ الجرذ مات ذليلا في جحر الجرذان وتحت بسطال العسكر الأمريكي . بينما سيكار الممثل الشهير كلنت ايستوود كانت حلما لنا أن نقلدها بأفواههنا ، تلك السيكار التي اشتهر بها بعد فيلمه الممتع ( الطيب والخبيث والشرير )وكيف كان يديرها في فمه من الفك الآيسر الى الأيمن وبالعكس وبالسرعة التي تثير في الطرف المقابل شيئا من الإستنكار لما تحمله هذه الحركة من استهزاء بحق المبارِز الآخر . فبقيت هذه السيكارة وصورتها بفم كلنت إيستوود حتى اليوم في أذهاننا وناظرينا وفي الجرائد والمجلات والإعلانات والتلفاز كفاصل للإستراحة ، لكنّ المشهد التمثيلي هذا سينتهي بقادم الأيام والأزمان ، ولم يبقَ غير السيكار الجيفاري عبر العصور حقيقيا مترعاً بالواقع لابالخيال والتمثيل . 

    ولاتأنسُ التّوسّدَ على الأحراش
    لاتحسنُ ارتداءَ بزَّةِ الثائرين
    مهما ترعْتَ من حثالة هافانا
    وشممْت خمرَها الممزوج بالسيجار
    هكذا أنت تريد أيها البهلوان
    تنكّرت بِطلّةِ الرفاقِ المؤجّجين 
    بالآمال العريضة
    ثابتي الخطى
    المُتطلِّعين للعدل
    لكنك لاترضى سوى أن تصنعَ العذراواتُ
    سيجارَك من أناملهن الرقيقة
    ويبرمْنهُ في أفخاذهنّ حتى تنتشي
    وتهدأ سريرتك جذلا

    أعلاه ثيمة فيها من المديح بحق الثائر البوليفي وماكان يفعله هناك من تدخين للسيكار بين الأشجار البوليفية والجبال ومن هناك يبعث برسائله الى الأدباء والفنانين وعلى رأسهم برتراند راسل والمغني الشيوعي الشهيد جون لينون لتحشيدهم للوقوف بجانب قضيته العادلة. تلك القضية التي مثلت ْبفيلم درامي عام 1908 وبجزأين من تمثيل الرائع شبيه جيفارا (بنسيو ديل تورو ) .
    في هذا الفلم سمعنا أجمل الأغاني بحق الثورة والثوار ومنها بصوت المغنية الفرنسية الشهيرة ناتالي كاردون . الأحراش هنا اشارة الى النضال الثوري الذي قضاه جيفارا في بوليفيا وغاباتها التي كانت بمثابة دروع ضد الرصاص تحمي جيفاراورفاقه وبالفعل ظل يقارع الطغاة والأمبريالية حتى رسم طريق دربه الأبدي المعروف اليوم لدى العالم أجمع .
    ثم ينهي الشاعر جواد نصه في قول الممتعات حول وطنه :


    وأنت ترى مدينتك تتضوّرُ جوعا
    لكنها تغني :
    " دگ راسك بگاع الحبسْ---- لاتنحني تحبّ الچفّ
    أيـــام المـزَبّـــن گِضــن---- دگـضنْ يأيـام الـلفّ
    والدنيه غرشَةْ وصم تتنْ ---- وتدور بينه وتلْتف " (*)

    شذرة فيها من الأصالة الرائعة والعادات العراقية الإجتماعية المتأصلة حيث يتكئ الشاعر جواد غلوم على ماهو أكثر ضيما وقهرا ومرارة في الحلم العراقي فيذكرنا برائعة مظفر النواب عندما كان سجينا فيكتب الأبيات العامية أعلاه عن الفاقة والعوز والشريحة الإجتماعية التي كانت تدخن اردأ انواع السكائر( المزبن،  اللف) ثم التتن( التبغ) والناركيلة والأجواء العراقية في ممارسة تلك الطقوس الدخانية أنذاك .

    العنف المدرسي / نور حميد الساعدي

    العنف هو سلوك غير اجتماعي يقوم بة الطالب ويتعارض مع قيم المجتمع الذي يعيش فيه, ولهذا يزداد العنف لدى الطلبه الذكور عن الاناث, والذي هدفه الحاق الضرر بالطرف الاخر, وانا من وجهه نظري أرى أن الأسباب الرئيسة للعنف هي مشاهدة أفلام العنف, ضعف الوازع الديني, احباط الطالب واستمراره فيه,الغيرة من زملائه الآخرين,عدم الشعور باحترام وتقدير الأخرين له ,الى جانب الأسباب الأسرية مثل فقدان الطالب لأحد والديه و بالتالي بفقد حنانهم ,عدم اشباع اسرته لحاجاته بالأضافة الى المشاكل العائلية مثل الطلاق, ولا ننسى الطامة الكبرى التى باتت تشكل خطر كبير على طلابنا هذا اليوم ألا وهي وسائل الاعلام حيث تلعب دورا مهما في بناء سلوك العنف لدى طلاب المدارس بسبب ماتعرضه من مسلسلات غير هادفة فلابد من أن تستبدل ذلك بتوعيات وارشادات مفيدة لهم , ولابد أن تقوم الأسرة بدورها في تربية أبنائها على الاخلاق الحسنة واحترام المعلم حتى نستطيع أن نعزز فيهم السلوك المرغوب.
    img

    رواية الصورة بين النصين الخارجي والداخلي… عذراء سنجار مثالا / محمد يونس

    بعد قراءة رواية ( عذراء سنجار) لوارد بدر السالم اكتمل يقين فكرة كانت قد ألحت عليَ حيال تنظيري لوجود رواية الصورة، بعد دوران في مدار التنظير للفكرة مدة من الزمن، ونشرت ايضا اكثر من دراسة عن الاصول النظرية للفكرة، وكان هناك مثال دائما يقف أمامي لا يتيح لي تجنب الفكرة، ويؤكد مقصدي النظري، فهناك رواية انتجت من صورة احتملت سردا تاريخيا، وهذا المثال النوعي كان، بعد أن قرأت حوارا للكولمبي ماركيز يتحدث فيه عن آليات كتابة لديه تثير الاستغراب، لكنه مؤمن بها تماما، ويقول (حين شرعت بكتابة رواية) وحدد احدى رواياته المهمة، فقال مضيفا (كنت أضع صورة لجدي، كانت تحفل بالكثير من الأحداث)1 التي قد نسميها ما وراء صورة سردية الطابع، ولابد أن هناك مضمونا يواجهك هو لا يعبر إلا عن الشكل البصري للصورة وليس يعبر عن دلالاتها عبر إشارة تتمثل بمعنى معين من مكوناتها، أو بفعل سردي يبدو قد بلغ نهايته ووقف عندها، ولكن تأمل الصورة يبدي لك تدريجيا معاني ودلالات لم تتوقع مواجهتها خارج التأمل، أو هناك علائق بين الصورة ومعاني أخرى، اجتماعية – سياسية – تاريخية – معاصرة، تحيل إلى معاني تتشكل فيما بعد، أو قد تستذكرها عبر علائق حسية بما في داخل الصورة ومضمونها الجوهري، وهناك إحالات عدة تتجلى عبر تأمل الصورة ولتعرف على موضوعتها، ويمكن تقسيم الصورة المسرودة إلى مربعات كما يرى دولوز فتتكون نتائج جديدة برغم أن الصورة ذاتها ستعود إلى وضعها أول، وهناك مناطق للصورة هي، شكل – موضوعة – تاريخ، وتلك المناطق غنية بالمضامين السردية، وتلك المناطق كل له وظائف بمنطق سردي مرتبط بها مباشرة، والشكل يمثل فعل السرد، وأما الموضوعة تمثل المضمون السردي، وأما التاريخ فهو يمثل مصدرا يتداخل فيه المضمون والفعل، إذن ما نحتاجه هو التمرين على ذلك والنتائج المرجوة تتجلى بعد ذلك.
    وبعد تلك المقدمة النظرية، نقف على انموذج روائي لوارد بدر السالم، هو يمثل الرواية التي هي صورة بيانية واسعة، فرواية عذراء سنجار، هي بتفاصيل متعددة الابعاد كما الصورة، وهناك وحدات دلالية في كل من تلك الابعاد، وكذلك وحدات زمن سيان متسلسلة مرة، واخرى تستثني الأزمنة ذلك البعد، ووحدات السرد مؤكدة في الصورة كما في الرواية، وفضاء المكان تجده متوافرا في الجهتين، وأن يكون في الرواية ليس مشهودا كما في الصورة، أو ربما يوصف نيابة عن تمثله الشكلي من خلال أحد الشخوص، وفي الصورة يقين وحقيقة ملموسة يتمثل بجميع الوحدات الجزئية، والتي كل منها يمثل مقطعا روائيا ، يقابله لذلك اليقين حقيقة والمنطق الروائي والسببية، وفي كلاهما تكون الأمور وضعت في نصابها بدقة، وتتفوق هنا الصورة إن خفت وطأة اللعب الفني في الرواية، وفي الصورة معنى عام، وفي الرواية أيضا يوجد ذلك المعنى، وفي كليهما أفكار محسوسة إدراكا، سيان بصريا أو كتابة، وأن الرواية تتأمل نفسها، وكذلك الصورة، وهذا التأمل يواجه بمثيل له من التلقي، فالصورة والرواية وجهان لحالة ما، إذن سيكون أحدهما يعكس الآخر،.
    إن الرواية الصورة ليست أمثولة غير مكتوبة، وتمثل وعيا حرا، بل هي مصطلح تحقق عبر مواد مكتوبة روائية، وجودها تحقق في أزمنة مختلفة، وعلى الأخص في نهايات عصر الحداثة، والتي تمثل ثورة الأخيرة من موضات الأدبية في الحداثة، وطبعا تمثل رواية وارد بدر السالم (عذراء سنجار) احدى أهم اعمال روايات تمثل صورة مسرودة من بيانية مأساة واقعية ورمزية أيضا، وهي صورة تامة وخالصة لما عبرت عنه من بيانيات واقع حي، وأعتقد لابد من دعم التطور التقني للنص الروائي، وبعض كُتّاب الرواية سعوا إلى نقض تراكمات آليات الكتابة السردية، فالسرد نعم هو أداة كل عصر، لكن الفن يصنع الجمال، والحياة تحقق الواقع، ونحن في كل عصر نحتاج الى قيم جمالية ذات نكهة أخّاذة، وبعض الروايات بكرت إلى ذلك، وكما أن الرواية ( عذراء سنجار)قد تحررت بجدية بلاغية عالية، وقدمت خطابا باسلا في العمق الانساني صراحة، وتقنيا وضعت كل آفاق الماضي التقنية وراءها، وسعى إلى أنموذج أدبي يثير أسئلة وليس قناعات.
    تثير رواية ( عذراء سنجار) مسألة حساسة، فهي تقر في بنيتها إن الفن الروائي قيمة الآن، وإن عصر الشكل انتهى وتلاشى وفقد بريقه، والرواية اهتمت بمعنى إنساني عميق وليس بسرد حياة بشرية تقليدية تكررت مرارا بذات الأسلوب، ولم تكن الا أن تراعي الجوهر الإنساني وإخفاقاته، بل راعت أمورا جدلية بحيادية، وكانت رواية الصورة إحدى سياقات الانتفاضة ضد السياقات التقليدية للرواية، وأعتقد ما قدمه وارد بدر السالم برواية (عذراء سنجار)، والتي هي من أجمل الأعمال المكتوبة في أسلوب متفرد ، فقدم عملا روائيا لا يكتب مرتين، وكذلك قدم رواية صورة غاية في التفوق الإبداعي، وتشكل روايته أنموذجاُ لرواية الصورة فنيا يصعب وصفها في شكل فني، وكما بلغت مكانة جمالية ايقونياً ولونياً، أيضا أكدت الرواية إنها عمل فني فتوغرافي خلاق في ما يملك من مميزات إبداعية، وتعتبر الرواية صورة رواية أو رواية صورة بتعددات نظام السرد المنقطع لونيا وايقونيا غاية في البراعة والجمال.
    الصورة المسرودة – كل ما تحتويه الرواية من العنونة الى المدخل، وكذلك الفصول المتنوعة الايقاع السردي، هي تعنى بفعل سرد ثابت الزمن في كل فصل مفصل بذاته، ويرسم ذلك الفعل واقعا وتفاصيل بشكل بياني، ، تكون تامة الملامح ، وبحيادية تامة، وهي بزمن أحيانا يكون تتابعيا، وأخرى يكون متقطعا، ففي الرواية ترتبط فكرة جدل المفاهيم التاريخية بالمكان كبؤرة، فيما هي مرتبطة بالشخوص كعوامل تحقيق الفعل السردي، وكما نجد ذلك في جمع فصول الرواية ، حيث عوامل الجدل تتحول الى واقع مرتبطا بالشخوص بشكل مباشر، ولكن وارد بدر السالم برواية ( عذراء سنجار ) قد سعى إلى مخالفة المألوف فتكون الأمكنة دلالات لتوسيع الفكرة ، والفناء يمثل كلية الصور بطبيعته الوجودية، وعلى مستوى السرد هناك وضوح وتجلي تام للمنظومة السردية في كل فصل من فصول الرواة، ولم يؤثر باي صيغة نمط السرد المنقطع، الذي فرضه كل فصول يبدأ بعد انتهاء فصل اخر للمتعة التي يعتادها القارئ، ويرغب بمواجهة ايقاع جديد بعد تغير ايقاع نهاية فصل سابق، وبداية فصل جديد. الصورة الموصوفة – طبيعي كل نص روائي وأن مال الى السرد بقوة، سيحتاج الوصف كمقطع يعوض عن السرد في مواضع لا قبل له عليها،ومقطع الوصف في رواية (عذراء سنجار)هو انتج صورة فنية رسمت من السارد الخارجي بدقة وتتبع الى الحد النهائي لها، وهي كمقطع وصف غني بالإحالات الإشارية والدلالية يكون فيها الزمن متغيرا أو غير ثابت، وهنا نجد أن الرواية هي ستكون صورة مكبرة، ، تقابل العنونة وتتعالق معها، وفيها كيانات وإمكان هي تشكل مجمل الصورة لكل فصل هي مرتبطة به، حيث توصف مجمل الأشكال مظهرا والأدوات والمكان لأيضا، حتى بلوغ آخرها، وتلك الرواية هي صورة متنوعة الابعاد والايقاعات، لكن اشارة النص الموازي او دلالته العامة، هي تعوض عن مجمل الابعاد في الاشارة العامة، لكن طبيعي هناك تعدد دلالي، يكون اوسع واعمق في مقطع الوصف، ويتحرر زمنه هنا ايضا، ففي الوصف ليس هناك ( سنجار – شنكال)، بل عالم احاسيس وشعور وعمق وجداني واسع، وطبيعي أن ساده التفاوت الجدلي، بل يزيد ذلك من اهمية القضية العامة، وكما يزيد البعد الدلالي قيمة، وايضا ايقاع النص الروائي الخارجي سيكون صوت احتجاج، واما الداخلي فسيفسر مضمون ذلك الاحتجاج، وذلك التميز القيمي هو عائد لامكان مقطع الوصف حفظ الاشارة التي يقوم بها السرد، اضافة الى ما يحققه من اضافات مهمة لتلك الاشارة 
    img

    قصيدتان / سهى عبود

     img
    شوق
    هناك

    عند حافة المجهول،
    كلحظة هاربة من وحشة الليل
    بين زوايا اللارؤى..
    لجأت إلى عينيك..
    مرتدية هدأة السكون
    أغرق في بحر الشرود
    فشعرت بالنضوج خلف أيسرك
    هناااااك..
    فقط
    أحياااا.. أرقص
    أبكي فرحاااا..
    و أعشقك عمرا و دهرا..
    و سنينا ضوئية..
    فأنت كل ما كان يهتف به نبضي
    هل لي ؟؟..
    أن أطرق باب النبض،
    لأهديك ذاك
    الشوق المدلل بين أضلعي

    هواك
    سمَوْتُ بمعراج الخيال،
    و سرى هواكَ في مُقلتي..
    فعرّج على العين ظل روحكَ،
    لوردة هفتْ لها الاحداق..
    إلتحفتُ هدوء الظلام،
    بحميمية أرحبْ..
    و احتضنتُ زهرةً ترِفُّ في صحراء روحي..
    عشقًا..!
    لأتجدد.. و اثملُ عطرًا..
    فكثركَ تُسكرُ حضوري..!
    و غيابكَ يُصحي الجنون بداخلي..!
    آمنتُ -بكَ- و عرفتُ..
    أيّ محراب كان اعتكافي..

    احوال القاف / قاسم والي

    img
    اذا سيبقى؟ ومنْ ذا قيلَ عنهُ بقي؟!
    كلُّ الرفاقِ اختفوا في وحشةِ الطُرِقِ
    كلُّ القصائدِ ضاعتْ منذُ أن بدأتْ
    قصيدةٌ طفلةٌ تحبو على الورَقِ
    كلُّ الحكاياتِ ،هلْ للطين ذاكرةُ
    كي تسردَ الحزنَ منذُ الطينِ والعَلَقِ
    أنا الذي لم أزلْ طفلاً تطاردُهُ
    على الرمالِ وحيداً فكرةٌ الغَرَقِ
    أعوذُ بالله من وسواسِ أخيلتي
    أعوذُ بالسورتينِ الناسِ والفلقِ
    يا سيّدي أنتَ يا الله دَعْ قَلَقي
    يُنهي مسيرتَهُ الكبرى إلى القلَقِ
    أريدُ فتحَ حوارٍ أنتَ تعرفُهُ
    لأنّكَ اللهُ..واعذرني على نزَقي
    أما سمِعتَ بضوءٍ آخرَ النَفَقِ
    علامَ لي نَفَقٌ يفضي إلى نَفَقِ
    دعني أراكَ بعينِ القلب متخذاَ
    منّي صديقاً أرِحْ عينيَّ في حَدَقي
    أنا المغيّبُ في الظلماء بي ألقٌ
    مغيّبٌ ؛أينَ مَنْ يسعى إلى ألقي؟
    هنا البلادُ التي شحّتْ فما مَنَحَتْ
    غيرَ المراراتِ في كأسي وفي طبقي
    دعني ألملمُ ما قدْ ضاعَ من مِزَقي
    أنا بقيةُ ما قد كانَ من مِزَقي
    أرِقتُ معمعةُ الأفكارِ تعصفُ بي
    متى ستمنحُني ليلاً بلا أرَقِ ؟
    متى أغادرُ ثاراتي ؟ أكادُ أرى
    ذاتَ العشائرِ والأحزاب والفرق
    هنا أضاعوكَ كلٌّ يدّعيكَ لهُ
    تصوروكَ إلهاً بالغَ الحَنَقِ
    هنا تعددت الراياتُ واشتبكتْ
    فماتَ أهلي بإيحاءٍ من الخِرَقِ
    أرجوكَ يا ربُّ عَطّلْ فيَّ ذاكرتي
    أزِلْ تواريخَ أسلافي .أنِرْ أفُقي أريدُ نسيانَ ثاراتي بأجمعِها
    وهمَ انتصاري وخيباتي دمي..عَرَقي
    تعبتُ من ليليَ الممحوقِ كوكبهُ
    متى ستدحرُ ليلي لحظةُ الشَفَقِ؟
    بكلِّ يأسِ الذي في آخرِ الرَمَقِ
    أعِدْ لروحي رجاءً أوّلَ الرَمَقِ

    حين يكون السرد محبك بالترتيب والترابط… قراءة في رواية الرماد للقاص احمد الجنديل / خالد مهدي الشمري

    تبدأ رماد بعنوانها وتدخل حينما تعيش في حفل شواء والسرد يسبقك كي تكمل الحكاية حتى تثيرك الأحداث وتخفي ماهية ميسون التي أكلت اللحم المحترق وتنطلق بأجواء مشحونة بين أسواق وأناس مكتظة للتبضع خوفا من يوم ممطر يعقبه جو مشحون بالحرب والموت لينقطع الحديث عند أحلام التي جعلت جسد جابر يلتهب بالشوق والحنين ليعود بنا الجنديل إلى زمن نهبت به مدارسنا ودوائرنا الحكومية تحت عناوين مختلفة ثم يعود ليوم خيالي حينما تطرق أحلام باب جابر ليلا في سرد مثير يتبعه ترقب وتوتر حتى يطلع الصباح , لنعود لأجواء الحرب.
    احمد الجنديل ذلك القاص الذيقاري الذي بلور ثقافته بين الطين والخضرة في ربوع العراق الكبير, كتب العديد من الروايات والقصص التي تناولها العديد من النقاد وكل منهم صنفها ورآها بعين مختلفة ,بعد خمس مجاميع شعرية تأتي رواية الرماد لتكون الرواية البكر. وهي تؤرخ مرحلة ما بعد الاحتلال عام2003 من خلال شخصية جابر الذي كان محكوما عليه بالسجن في منطقة نقرة السلمان إبان النظام السابق. عند فتح الكتاب تجد العنوان بارز وهو الرماد ليؤتيك المقطع الأول وهو حفلة شواء , نار ودخان ولحم يحترق لتكون رحلتنا من الرماد تنطلق بين ربوع صور ودلائل وسرد القاص احمد الجنديل وأفكاره وخيالته التي نأتي عليها الآن . ينقلونا سرد الصورة للتخيل أفراد ومكونات الصورة من النار إلى جابر وهو العنصر الأساس والبطل ينطلق بحركات تدل على ذاتها مشبعتا بدلائل الزمنية والمكانية كما جعلنا نشعر بالتكهن حينما تكهنا وجود شخص معه لكن ميسون كانت حيوان اقرب إليه من أي إنسان بل كانت ملاصقة له وجعل الحديث عنها بتكهن من تكون مما جعل للرواية طعم خاص . نقلنا جابر من مكان إلى آخر ليكون الدليل والدال عن الأحداث والذي صادف جوا ممطرا وإحداثا مزعجة لتخزين الطعام لينتقل إلى السجن والاعتقال بسبب رجال الشرطة لينقلنا الراوي إلى والدي جابر حتى اسم جابر وكيف جاء الاسم والى لحظة موت والده بعد تعذيب بالسجن ليخرج جابر وتبدأ رحلة العيش الصعب . نقل الروائي هنا العديد من الصور. وحرك الزمن , بفترات متغيره قدم الزمن وأخر وسترجع بعض الأحداث ومنها كيف تم تسمية جابر ومن اقترح ثم ليعود بنا إلى نفس النقطة مع ميسون التي تكون أداة الربط بين الأزمان وبداية الرواية . لن يبعدنا في استعارته للمطر ولدلالة على الحرب والخراب والاستعدادات التي ذهب إليها كما طاف بنا إلى حيثيات المكان والتصرفات التي تنم عن أخبار بما يجري بين أزمنة مرت بنا جميعا وليس جابر فحسب بطل الرواية، في كتاب حينما تتوهج الكلمة للناقد الدكتور علي حسين يوسف يقول : سيمياء التناص في العناوين . في محاولة تصنيف عناوين المنتج المعاصر : يمثل العنوان العتبة الأولى التي تواجه المتلقي في العمل الأدبي , ومن خلاله يمكن متابعة هذا العمل والكشف عن ملامح الأولى التي يجسدها . وحينما صنف عنوان الرواية ( الرماد ) دلالية هذه العنوان وهو الموت.
    خلال تجوالنا مع جابر كانت هناك أرضية مناسبة للمتلقي وليست خالية من الخيال في تكوين الصور السردية المختلفة لتكون صورة واحدة وما أن تبتعد عبر سرد مفعم بالإحداث حتى تعود لتقول انه يتحدث عني في وقت ما . مستخدما زمنين في السرد حيث لم يتقيد بزمن معين أما مسترجع أو مستبق للزمن وجدنا في المقطع الأول على الرغم من الخروج عن مسارات جابر إلا انه يعود ليكون المحور الأساس في الأحداث لينجح الروائي في جعل السرد محبك بالترتيب والترابط . ما يميز النص مثلما نقل الحرب وأدوات النظام والشوارع والرعب وما حل على الناس من أمور وخوف إلا أن الإنسانية والروح التي لا توجد منها في كل بقاء العالم وهو الكرم والضيافة والحمية الإنسانية والذي صوره الجنديل عبر جابر وهو يوزع الفواكه في المحنه التي كانت تعم على المكان والزمان في صفحات الرواية 24 و25 يجوب البيوت ويوزع للأطفال والعوائل ما جعلني استشعر الكرم العراقي والروح العراقية في صورة جابر . لم يجعل الرواية باردة فقد دس لحظات مفعمة بالحس الأنثوي وهو يصف أحلام وكيف فتحت له الباب وأخذت كيس الفاكهة وراح يروي ملامحها وأجزاء جسمها وملابسها الوردية . انتقال جميل بين واقع حقيقي وخيالي لينقلنا بين الصور من حرب وخوف إلى جنس ومشاعر إلى عودة للحروب والقتل ولا يخفى على القارئ هناك مضمر في النص وتكهن لشيء سوف يحدث قريبا جعل في النص مؤثرات حسية تجعلنا نتابع بشغف. وحينما ينقلنا الجنديل إلى موقف خيالي قريب للحقيقة حينما طرقت أحلام باب جابر وهو وحيد والسرد الذي يقطر جنس وإحساس بالرغبة وانتظار الحدث على الرغم من الأحداث تشير إلى الهدوء والابتعاد عن أي نوايا غير شرعية لكن إحساس الرغبة تناما شي فشي لنتوقع حدوث عمل ما . بين أصوات النيران والطائرات والخوف الذي يحيط بهما . بل زادها جمال تلك المقولة التي ذكرها وهي مكتوبة على جدار السجن … ( في ذلك الصقيع المدفون احتاج إلى جسد امرأة يشاطرني ألم الليل ) ليتركنا الجنديل بين هذا وذلك وينطلق بالمشهد الرابع . ينقلنا مجددا إلى ساحة الحرب ليعود بنا إلى أحداث حقيقية ينقلها بين حين وأخر وهذه الحقبة من الزمن وانأ متيقن بنها عالقة في مخيلتنا جميعا والتي استباحت سرقة الأموال العامة ونهب المدارس والدوائر الحكومية بذريعة واهية . لم تخلو الرواية من الشعر بل كانت هناك مقتطفات شعرية في سرد الرواية حيث قال : (فأصبحت مثل دمية سقطت من يدي طفل أنهكه البكاء وهو يركض وراء أمه ’ والشمس لا ترغب بالبقاء فلملمت خيوطها , وجهزت نفسها للرحيل .) لم يترك الجنديل صغيرة أو كبيرة مرت بزمن الاحتلال إلا وذكرها بتفاصيل دقيقة جاعلا البطل يقودنا إلى حلم قد مر وأنتها ولا نتمنى العودة إليه , جعل الجنديل بطله في هذه الرواية كامرة تنقل أحداث مباشرة بين الأزقة والحواري وما اخفاه داخل الغرف وحتى القلوب هنا يبدع في جعلنا نشاهد فلما من زجاج السيارة في رواية الرماد قدم احمد الجنديل مواضيع عديدة وأهمها سجن السماوة – وأحلام والإثارة _ وجابر وقصته _ والحرب وإحداثها . وميسون التي كانت متواجدة في نهاية كل مشهد . قدم أمور عديدة منها … الكرم والسخاء العراقي …حقائق الوجود الامريكي وعبر عنه بالقول لما يستهدفون منازل الفقراء عندما سقطة قذيفة على بيت احد الجيران … وقول أحلام : حتى الفقراء لم يسلموا من هذا الطوفان المدمر . …وحقيقية مهمة السياسة في واد والناس في وادي آخر ..والتي جعلت جابر يفقد صوابه ويجن .

    img

    ما يكفي / ميساء زيدان

     img
    أَما يَكْفيكَ ذُلِّي وامْتِهاني
    ألا تَرْحَمْ قليلا يا زَماني ؟!!
    أَما فيكَ انْفِراجٌ وارْتياحٌ
    لِيَطْرُدَ ما غَشاني وابْتَلاني؟!!
    أَلا تَرْنُو لما خَلَّفْتَ حَقَّاً
    وهَلْ يُرْضيكَ كَرْبي واحْتِقاني
    رَميتَ بقاتِلٍ أَحْلامَ عُمْري
    وكُنْتَ لوَأْدِها فَظَّاً أَناني
    وكُنْتَ لحِلْمي المَقْتُولِ سَيْفَاً
    بشِفْرَتِهِ تَوارى عَنْ عَياني
    مَضى يَبْكي وتَبْكيهِ الليالي
    وكَمْ مِنْ عارِفٍ حالي بكاني
    وكَمْ مَرَّتْ ومَرَّتْ مِنْ مَآسٍ
    يَنُوءُ بثُقْلِها حَجَرُ الصُّوانِ
    وكَمْ أَرْهَقْتَني وأنا نَسيمٌ
    تماهى في الطَّراوةِ والِّليانِ
    وكَمْ ساقَيْتَني في المُرِّ كأْسَاً
    زُعافاً ما لهُ في المُرِّ ثانِ
    أَنا نَبْعُ الحَنانِ ولَيْسَ مَيْنَاً
    وفي قلبي بُحُورٌ للحَنانِ
    أَنا الدُّرُّ الثَمينُ بلا مِراء
    وروحي بَعْضُ نَفْحاتِ الجِنانِ
    عَجِبْتُ لدَوْرِكَ المَرْسُومِ حِقْدَاً
    وما أَبْدَيْتَ مِنْ وَجَعٍ براني
    كأَنَّ لصَرْفِكَ المَوْتُورِ ثأْرَاً
    يُحاصِرُني ويُمْعِنُ في طِعاني
    رَمَيْتَ سعادَتي في قَعْرِ جُبٍّ
    فعَرَّسَتِ التَّعاسَةُ في كياني
    وأَطْلَقْتَ العَنانَ لكُلِّ غَثٍّ
    تَناهَشَني وأَسْرَعَ في هَواني
    أَجُولَ بطَرْفي المَكْسُورِ بَحْثَاً
    عَنِ القَلْبِ الحَنُونِ بكُلِّ آنِ
    وأَنْظُرُهُ ابْتِهاجا واشْتِياقَاً
    و أحسبه نهاية ما أعاني
    كفتك مواجعي و كفاك همي
    ألا فارفق قليلا يا زماني

    على قاعة مؤسسة برج بابل… الألوان المائية تلون الحياة بالحب والسلام / رحيم الشمري

    اقامت جمعة الألوان المائية العالمية فرع العراق معرضها الاول نلون الحياة بالحب والسلام على قاعة مؤسسة برج بابل وسط بغداد ، وبالتزامن مع الذكرى السنوية الاولى لتأسيس الجمعية التي تنتشر في ٩٠ دولة ، وبحضور نخبة من الفنانين والمثقفين والصحفيين ورئيسة لجنة الثقافة والاعلام النيابية .
    وقال رئيس الجمعية الدكتور عامر حسن سلمان ، ان ١٠ فنانين شاركو بالمعرض من بغداد والمحافظات عبر ٢٨ لوحة فنية زينت قاعة مؤسسة برج بابل ، وبحضور كبير يشكل انطلاقة لفرع الجمعية في العراق التي اسس فرعها الام العالمي الفنان عطا نور دوكان ، وتهدف الى تشجيع رسم الاوان المائية ونشر الحب والسلام من خلال جمالية الرسم المائي اللغة المشتركة التي تسود العالم ، بعيدا عن الجنسية والديانة والسياسة والمسافة المانعة ، ولتعزيز وتطوير وتشجيع رسم الألوان المائية في بلادنا ، ليس بين الرسامين المعاصرين بل نجعل امتداد للاجيال القادمة ونأمل من الجميع الإسهام بفعالياتنا ومستجدات فن الرسم المائي .
    واضاف رئيس الجمعية ، وصل عددنا حوالي ٦٠٠ فنان في الرسم المائي تم اختيارهم بعناية ، من اساتذة الألوان المائية من العالم والعرب والعراق ، ونسعى في السنة القادمة لدعوة فنانين من كافة دول العالم الى المعرض الثاني ويكون الوطن باحسن حال ، ولعل نخبة الفنانين المشاركين في المعرض الحالي تتمثل ، بالفنانة والتدريبية ثورة حميد من البصرة والطبيب الفنان عامر حسن من بغداد ، والفنان التشكيلي وضاح مهدي من بغداد ، والدكتور المختص بالتصميم الطباعي خليف المحل من الموصل ، والرسام زيد الزيدي من بغداد والتشكيلي حسين عبد علي من البصرة ، والفنان جاسم الفضل من البصرة ، والفنان التدريسي جبار الشمري من كربلاء ، والفنانة سهيلة الهنداوي ، وسنواصل النشاط والعطاء والإبداع
    img

    الحصاد / وفاء القناوى


     وفاء القناوى
    ينتظر الجميع هذا اليوم لتلقى التهانى وتمنى الأمنيات  , هو اليوم الذى يمضى  وأول يوم فى العام الجديد  , هذا اليوم بالنسبة للناس البسيطه  هو يوم عادى مثل باقى الأيام, منا من ينظر له نظرة مختلفة و من يعد الساعات ليتخلص من كابوس جاثم على أنفاسه ١٢ شهرا ومنا من ينتظر فرحة من القلب ,ومنا من ينتظر تغيير جذرى سيقوم به فى حياته, ومنا من قبع فى السرير تحت الغطاء مثل بقية أيامه ،أيام تمر وترحل وشهور تهل و تختفى والحياة تستمر بكل مافيها حلو ومر ونحن كما نحن لا نتغير ولا تغيرنا الأيام ولكن تغيرنا المواقف والأشخاص ,كل منا يحمل أمانيه بين جوانح قلبه وبين حناياه يذرف دمعه فى لحظة رجاء لله ان يغير الأحوال الي الأفضل، كل منا بداخله لحظة ندم على شئ رحل دون ان يرضى عنه  أو شعر أنه أغضب الله سبحانه ,كل منا يعد كشف حساب ويبدأ لحظة جرد سنوية ويعدد الخسائر والمكاسب وأهم الخسائر بطبيعة الحال هو العمر الذى نخسره يوما بعد يوم ويرحل ولا يعود, منا من يحتفل بهذا الرحيل دون أن يدرى أَنه يقترب خطوات من قبره ليدفن وحيداَ دون أنيس ولا حتى زائر فقد أصبحت مواقع التواصل مكان لكل شئ حتى تعزية النفس وتذكر الراحلين ، منا من رحل رحيل إرادى خضع لمطالب الحياة وأولوياتها  ومنا من رحل رحيل أبدى  تاركا الدنيا وما فيها ,الكل ترك ذكريات قد تكون ورود وقد تكون أشواك محفورة فى القلوب ، ومنها الندوب التى لن تلتئم ومنها لحظات سعادة لم تدوم, كل منا ينظر إلى نفسه منا من تعلو الدهشة وجهه و يستغربها ويشعر بغربة بينه وبينها ,أو يبكى عليها لأنه لم يجدها ،يتمنى هذا اليوم أن يدرك ما ضاع وتاه منه ينظر إلى يداه  ليرى ماهو ممسك به وماهو إنساب من بين أصابعه وهل كان العيب فى يديه أم أن الآخرون لم يتشبثوا بيديه جيدا ، مجرد صفحات فى كتاب حياتنا عرفنا مافيه من صفحات قلبناها أما الصفحات المتبقيه فهى بيضاء لا نعرف مافيها, هناك ماكتبه الله لنا وهناك ماسنكتبه بأيدينا نتمنى من الله أن تكون خير وفرحة من القلب فالعمر لم يعد فيه إلا القليل ، يارب اجعل القادم أجمل وأفضل وارضنا بكل مافيه وارض عنا وأحسن خاتمتنا وكل عام وأنتم بخير

    الحب التراثي والحب الالكتروني / محمد صالح ياسين الجبوري


     محمد صالح ياسين الجبوري
    الحب التراثي ذلك الحب القديم الذي ذكره الأدباء في قصصهم وقصائدهم،الحب العذري الذي هو أصدق وأنبل انواع الحب فيه التضحية والوفاء والصدق والاخلاص ، بعيدا عن الأنانية والمصلحة،حب مقبول يحترم التقاليد والاعراف، يذكرني بقول الشاعر أمر على الديار ديار ليلى
    وأقبل ذا الجدار وذا الجدارا
    وماحب الديار شغفن قلبي
    ولكن حب من سكن الديارا
    الحب التراثي فيه عبق الماضي ونكهته ،هذا الحب الراقي الجميل بكل معانيه وطقوسه،حب يحترمه الجميع،أما الحب الألكتروني فهو حب نابع من وسائل التواصل الاجتماعي(الفيس بوك،الانترنت، الموبايل، الماسنجر)وغيرها،المشاعرالكترونية والرسائل الكترونية جاهزة ومحفوظة في المواقع ،يستخدمها عشرات الاشخاص مجرد نسخها وارسالها،واحيانا لا يقرأها المرسل، وباقات الورود إلكترونية عديمة الرائحة، والقلوب إلكترونيةخالية من الاحساس وعديمةالنبض ، هذا الحب مشاعره وشوقه الكتروني، يعتمد على شبكة الإنترنت ،اذا انقطع الإنترنت مات الحب، ومات التواصل،وماتت المشاعر،فهو يعتمد على قوة الاشارة، وهذا الحب مهدد بالعقود التي تبرمها الشركات مع الدول التي تعمل على أرضها يتأثر بالسياسة،وكلما زاد عدد المشتركين ضعفت الشبكة، وتحدث مشاكل لعدم التواصل،هذا الحب لا توجد فيه اطلال و لاديار ولاأماكن فيها ذكريات، الحب الالكتروني ينطلق من شعار (العالم قرية واحدة)، ويبقى حب قيس وليلى وجميل بثينة هو الأرقى والأجمل، مهما تطور العالم بعلمه وصناعته، واردد قول الشاعر:-
    نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
    ما الحب الا للحبيب الأول

    التقويم الميلادي بمناسبة رأس السنة الجديدة / صباح راهي العبود

     صباح راهي العبود
    المعنى اللغوي للتقويم هو الإصلاح والتعديل والتحديد . أما المعنى الإصطلاحي له فهو حساب الزمن وتقسيمه الى وحدات زمنية (يوم ,إسبوع ,شهر , سنة )  بسبب  حركة الأرض حول الشمس ,وحركة القمر حول الأرض( وهي معرفة حديثة العهد    لحساب الزمن) إتخذ الإنسان تقويما له بترتيبات تختلف باختلاف حضارته وحسب الأزمنة وكالتالي:-             
    -التقويم القمري .يعتمد على الفترة ما بين هلالين متعاقبين ( الشهر القمري 29 يوم  و14 دقيقة و  336  ثانية  ),فهو أقصر من الفترة الشمسية بنحو(10) أيام و(23) ساعة, وإن شهور التقويم القمري شهور طبيعية يحددها موقع القمر من الأرض بشكل دوري .
    - التقويم الشمسي . يتحدد بمدة حصول الفصول الأربعة (الشتاء , الربيع , الصيف  الخريف) منذ مرورالشمس في نقطة الإعتدال الربيعي وحتى مرورها مرة ثاتية من النقطة نفسها وهي سنة شمسية ,وشهور السنة الشمسية هي وضعية رتبها الإنسان ,  فهي ليست طبيعية .
    يعتقد بعض المؤرخين أن السومريين في بلاد الرافدين هم أول من عرف التقويم في الألف الثالث قبل الميلاد وهو تقويم قمري ,فقسموا الزمن الى سنين وأشهر وأيام ,والسنة  (12) شهرا ,وعرفوا الأسبوع  واليوم (24) ساعة ,وأن طول الشهر(28.5 ) يوم ,لذا يترتب على هذا  أن هناك بعض الشهور (29) يوما. وجرت على هذا التقويم عدة تعديلات من قبل الأكديين و البابليين وعرب الجاهلية . وفيما يلي نستعرض سريعا أهم التقاويم التي ظهرت عبر التاريخ  وهي:-      
    1- التقويم المصري .طول سنته (365) يوما فقط إنطلقوا في حساباتهم على نجم الشعرى اليمانية ,والسنة النجمية تكون أطول بيوم واحد من السنة الشمسية والتي طولها (366.2422) يوم ,فقسموا السنة الى (12) شهرا وكل شهر (30) يوم ,والأيام الباقية من الستة تضاف الى نهاية السنة (أسموها أيام النسيء ) وهي عطلة نهاية السنة . بدأ المصريون بإستعمال هذا التقويم عام( 4236 ) قبل الميلاد  , وهو بدء التأريخ المكتوب لديهم.
    2- التقويم الروماني . إستخدم الرومان بعد تأسيس روما عام (739) قبل الميلاد , تقويما سنته (304) يوم  موزعة على عشرة شهور ,وهو  تقويم لاشمسي ولا قمري , ثم عدله (توما)ليصبح (355) يوما , وأضاف له شهران , ثم حذفت بعض التغييرات الفوضوية من التقويم ,الى أن جاء إصلاح يوليوس قيصر.                                                                                 
    3-التقويم السرياني . وهو تقويم شمسي سنته البسيطة (365) يوم ,والكبيسة (366) يوم ,ويتقدم هذا التقويم على التاريخ الميلادي (311) سنة و(92) يوم .
    4- التقويم الفارسي,بدايته في (6) يونيوسنة (632) ميلادية ,وطول سنته (365) يوم مقسمةالى (12) شهرا  وكل شهر (30)يوم, رأس السنة يسمى يوم نوروز .
    5- التقويم الجلالي .تقويم شمسي وضعه المسلمون سنة (488) للهجرة ,وهولايقل دقة عن التقويم المعمول به حاليا في العالم (وهوالتقويم الغريغوري) .وضع التقويم الجلالي (جلال الدين شاه ) وهو سلطان سلجوقي .
    6- التقويم الصيني سنته (365,242190) يوم,إنتهى العمل به في 31 كانون الأول عام (1273 ) للميلاد .
    7- التقويم الهجري .يعتمدعلى زمن دورة القمر لتحديد الأشهر فهو تقويم قمري عدد ايامه (354.367056)  في السنة , وأشهره أما (29) يوم أو (30) يوم ,يستخد مه المسلمون  لتحديد المناسبات الدينية .أنشاه الخليفة عمر بن الخطاب (رض) وجعل هجرة  الرسول (ص) من مكة الى المدينة في 22 ربيع اول (24 سبتمبر 622) مرجعا لأول سنة فيه ,وهذا سبب تسميته بالهجري .أما اسماء شهوره فقد سبق أن سميت في زمن الجاهلية . اول يوم في هذا التقويم هو الجمعة الأول من محرم سنة  واحد للهجرة (16 يوليو 622 للميلاد) . بعض الدول العربية تستعمل التقويم الميلادي الى جانب الهجري , ماعدا السعودية التي تستعمل التقويم الهجري على المستوين الرسمي والشعبي . 
    بعد هذا الإستعراض السريع لإبراز أهم التقاويم الموضوعة على مر الأزمنة ,نعود الى التقويم الروماني الذي يعد الأساس للتقويم المعمول به حاليا في كل دول العالم . فهو معروف منذ (736) سنة قبل ميلاد المسيح (ع) ,وكان هذا التقويم الذي سمي بالميلادي  يبدأ من سنة ميلاد السيد المسيح (ع) , وصفه بهذا  الراهب دينسيوس الصغير . خضع لتعديلات قام بها البابا غريغو يوس الثالث عشر الى ان أصبح على ماهو عليه الآن ,وهو التقويم (اليولياني) نسبة ألى يوليوس قيصر.
    مراحل تطور التقويم الميلادي :-                                                                                                           
    السنة الميلادية مكونة من الفصول المناخية الأربعة, ويقدر هذا الزمن (السنة) بعشرة شهور فقط, وعندما جاء توما الثاني ( 716-673 قبل الميلاد ) , أضاف شهري يناير( كانون الثاني) وفبراير (شباط)  فأصبحت السنة تتالف من (12) شهرا أي (355) يوم .ومع مرورالأيام ,وبسبب (الخطأ في حساب طول السنة ) تغيرت الفصول المناخية عن مكانها تغيرا كبيرا ,وعند ذاك قام يوليوس قيصر بإستدعاء الفلكي المنجم المصري المعروف (سوريجني) من الإسكندرية في عام (46) ق.م  وطلب منه وضع تأريخ حساب يعتمد عليه ويؤرخ به , فاستجاب الفلكي المصري ووضع تأريخا مستندا الى السنةالشمسية . وبعدها تحول الرومانيون من العمل بالتقويم القديم الى التقويم الشمسي دون ربطه بتاريخ السيد المسيح (ع) ,سمي هذا التاريخ باليولياني . أما بداية العمل به من أول السنة الميلادية نسبة لميلاد  السيد  المسيح (ع)  فكانت من اول يناير (كانون الثاني ) سنة واحد للميلاد وهويوم ختانه كما يقولون .                         
     بدأ التقويم الميلادي من1-1-45 ق.م  وهو يعتمد على تكرا ر الفصول الأربعة ,والوحدات الزمنية في هذا التقويم هي  اليوم الشمسي  والشهر الميلادي والسنة الفصلية إذ أن السنة الفصلية يساوي (365,2422) يوم .ولكي يتم تفادي الكسر في السنة , فقد جعلت السنة (365) يوم لثلاث سنوات متتالية (سنوات بسيطة ) بحيث تجمع الكسور قي السنة الرابعة لتصبح (366) يوم ,وهي( سنة كبيسة  ) , أي السنة التي يقبل رقمها القسمة على (4) بدون باق  يضاف  اليه اليوم الزائد في السنة الكبيسة الى شهر فبراير (شباط) ليصبح (29) يوم  ,وبهذه الطريقة أصبح متوسط طول السنة اليوليانية يساوي (365,25) وهذا يعني أن السنة اليوليانية تزيد على السنة الحقيقية بمقدار(0.0078) يوم و(11) دقيقة  و (14) ثانية , أي يوم كامل لكل (128) سنة , وهذا يعني أن التأريخ  وطبقا للتقويم اليوليانيي   سيكون متأخرا قليلا عن التأريخ الحقيقي  , وعددالشهور حسب هذا التقويم (12) شهرا ثابتة في أطوالها ما عدا الشهر الثاني . وبالرغم من ضآلة الفرق بين السنة اليوليانة  والسنة الحقيقية ,إلا أن عملية  تراكم الخطأ مع مرورالسنوات كانت واضحة ولا يمكن أن تتماشى مع الواقع .وبالفعل فبعد مرور حوالي (16) قرنا من بدء التأريخ اليولياني أي في ( 5-10-1582 ) لوحظ تأخر عن التأريخ الحقيقي  عشرة أيام بناءا على يوم الأعتدال الربيعي  ,الأمر الذي أدى الى لزوم ضبطه ,إذ أضيف هذا الفرق  ليصبح التأريخ الجديد  (15-10-1582)وهوالتأريخ الذي يجب ان يكون . ثم تم تعديل التقويم الغريغوري كالتالي :
    التعديل الغريغوري - لاحظ غريغور الثالث عشر بابا روما أن يقوم الإعتدال الربيعي في (11) مارس بدلا من ( 21) مارس ,فكلف الراهب اليسيوس بتعديل التقويم اليولياني  , فحذف هذا الأخير (3) أيام من كل  (400) سنة بحيث تكون السنة القرنية سنة بسيطة إذا قبلت القسمةعلى (400) دون باق . لكن الدول غير الكاثوليكية  رفضت هذا التغيير الى أن إستقر الأمر في القرن العشرين فقبلته كل دول العالم .أما الكنائس الآرثودوكسية الشرقية والكنائس الآرثودوكسية الرومية فقد إستمروا على إستعمال التقويم اليولياني الذي أصبح الفرق بينه وبين  التقويم الغريغوري حاليا (13) يوم , لذلك وحسب تقويم غريغور المستعمل يكون عيد الميلاد عند النصارى الشرقيون (7) يناير مع أن عيد الجميع هو (25) ديسمبر وكل حسب تقويمه .
    السنة الغريغورية  (365.2425) يوم مقابل ( 365.2422) يوم أي بفارق (0.0003) يوم , اي يوم واحد لكل (3333) سنة , ومنذ يوم ضبط التقويم حتى يومنا هذا أصبح التأريخ الحالي متأخرا بمقدار (3) ساعات تقريبا عن التأريخ الحقيقي , او بتعبير آخر وأدق يتأخر التقويم الغريغوري عن التقويم الحقيقي (26) ثانية كل سنة ,وتكون فصول السنة ثابتة  تقريبا في وقت محدد. أما في نصف الكرة الجنوبي من الكرة الأرضية (استراليا مثلا ) فتكون الفصول عكس ما هي عليه في النصف الشمالي منها ,فالصيف يقابله شتاء .
    إذن تعديل غريغوري قام بإصلاح التقويم اليولياني الشرقي  وكالتالي :-  
      1- معالجة الفرق المتراكم في التقويم اليولياني الذي بلغ  عشرة أيام في عام (1585).    2-   معالجة التباين بين السنة اليوليانية والسنة الغريغورية البالغة (0.0078) من اليوم الواحد والتي تصل الى ثلاثة أيام لكل (400) سنة .
     إن التعديلات المهمةالتي قام بها غريغور  لضبط التقويم الميلادي الشمسي لها أهمية كبيرة في تنظيم كثير من شؤون الإنسان لعل من أهمها هي الزراعة  . بقي الآن لدينا مسألة توزيع الأيام على أشهر السنة وهي (366)  يوم للسنة الكبيسة  و (365) يوم للسنة البسيطة ,  فتم ذلك بجعل يناير (31 ) يوم ,يليه  فبراير (30) يوم  وهكذا يصبح أحد الأشهر (31) يوم  والذي يليه (30) يوم ,وفي هذه الحالة ستكون حصة شهر يوليو (31)يوم , بينما ستكون حصة شهرأغسطس (30) يوم, مما أغضب أغسطس فأمربجعل شهر أغسطس (31) يوما أيضأ, أسوة بشهر يوليو, فأخذ هذا اليوم من شهر فبراير وجعلت أيامه (29) يوما للسنة الكبيسة , و(28) يوما للسنة البسيطة ولثلاث سنوات متتالية  ثم يتكرر الحال بعد أن أعيد النظر بتحديد عدد أيام كل شهر .وبغية عدم حصول تكرار لثلاثة أشهر متتالية تحوي ثلاثين يوماً هي ( يوليو, أغسطس, سبتمبر) قاموا ببعض التغييرات. فجعلوا سبتمبر (30) يوماً وديسمبر (31) يوماً .
    أما أسماء الأشهر الميلادية فكلها ذات منشأ روماني كما موضح في ادناه :-
    يناير (كانون الثاني )  31 يوم , نسبة الى يانيوس إله البوابات والبدايات الزمنية عند الرومان واليونانين .
    فبراير (شباط )  28 يوم أو 29 يوم  , نسبةالى فيبرا  أي التطهير باللاتينية  وهو شهر التطهير (النظافة والإغتسال ) عند الرومان مارس(آذار)  , 31 يوم ,  وهو إله الحرب عندالرومان .
    أبريل (نيسان) 30 يوم  من أفرل,وتعني الربيع , أن هذا الشهر يكون بداية الربيع .
    مايو(مايس) 31 يوم  , إلإلهة مايو عند الرومان ووالدة عطارد  إذ يصبح كوكب عطارد واضحا لماعا في هذا الشهر
    يونيو (حزيران) 30 يوم  , يونيوس تعني باللاتينية الشباب , إذ يحتفل فيه الشباب بعيدهم .
    يوليو (تموز) 31 يوم  , نسبة الى الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر .
    أغسطس (آب) 31 يوم  , نسبة الى ا لإمبراطور الروما ني أغسطس (إبن يوليوس قيصر) .
    سبتمبر (أيلول) 30 يوم , من سبتا تعني رقم (7) عند الرومان أي البداية .
    أكتوبر (تشرين أول ) 31 يوم , من  أوكتا وتعني رقم (8) عند الرومان .
    نوفمبر (تشرين ثاني ) 30 يوم ,من نوفا  وتعني  رقم (9) عند الرومان .
    ديسمبر (كانون أول ) 31 يوم , من ديكا  وتعني رقم (10) عند الرومان .
    ولا بد من أن نشير إلى أن أسماء الأشهر المستعملة في العراق ( كانون ثاني , شباط , آذار, ..... ) هي أسماء الأشهر باللغة السريانية ( الآرامية) ولا علاقة لها باللغة العربية على الإطلاق.
    يتضح فيما سبق أن التقويم الميلادي نتاج بشري خالص مولود في بيئة روحانية وحضانة نصرانية , نشأ برعا ية القياصرة وتعديلات الرهبان ولم يعرف وينتشر الا بعد ميلاد السيد المسيح (ع)  بقرون متعددة ,ولم  يؤسس على مولده أصلاَ . وواضح من أسماء الأشهر في التقويم الميلادي أن غالبيتها أسماء مرتبطة ببعض الآلهة القديمة أو بأسماء القياصرة وكبار الرهبان .

    مازلت انتظرك ايها الحبيب / صباح علال زاير


     صباح علال زاير
    نخلتي التي عمرها سبع سنين اعلنت الحداد منذ رحيلك فهي للموسم الثالث على
    التوالي فارقت الثمر وحالت، لم يداعب خصرها التمر وعذوق الرطب، كأنها
    تبحث عنك، كما انا ابحث عن وجهك بين الوجوه فلا اجدك، مازالت النخلة التي
    اشتريناها معا وزرعتها بنفسك في حديقة منزلي تنتظرك عسى ان تسمع حديثنا
    تحت فيئها القصير منتظرين حملها الذي تذوقناه ثلاث مرات فقط في كل مرة من
    شهر تموز، ربما اعتادت مصافحتك لها كلما زرتني، رشّات الماء التي تجعلها
    تحت يديك تستحم هرباً من قسوة الحرارة وقيضها، كان رطبها على وشك النضوج
    حين غادرتها الى الأبد، لم تكن من النخيل الفاخر لكني استعذبتها لانك انت
    شاتلها، كل شيء فيها يذكّرني بك، رغم ان عذوبة محبتك لا شبيه لها في
    الدنيا، احياناً اجلس قربها فاشعر انك معي على المصطبة المقابلة، وحين
    اسقيها كأن الماء يمتد من عروقها الى قبرك، وعندما يهتز سعفها تتراءى لي
    معالم دارنا القديمة في الريف وقد احاطته المياه والاشجار والبساتين،
    ويتجسم امامي مهادك الذي شدّت امّي طرفه بساقك مروراً الى احدى يديها كي
    لا تخطفك الامواج وانت في سنتك الاولى عام 1955 عندما اجتاح الفيضان
    مدينة سوق الشيوخ واغرق نواحيها واريافها، وبقيت انت وامي واخي الاكبر
    هناك، والدتي الضريرة رفضت مغادرة المنزل حياء منها متحدية الموت ووحشة
    الليل وانتشار الافاعي التي جرفتها المياه، كان خوف امي عليك اكبر من
    خوفها على مصيرها، لهذا كنت اول من التحق بها بعد وفاتها بقليل، اذ مازلت
    تشتاق لحضنها او تشتاق اليك، فجاورت قبرها، وفزت ثانية بالسكن معها
    قبلنا، وبسببك حرمنا والدي من مرافقته، اذ كان يحكي لنا دائماً ما حصل له
    في العام 1960 عندما كنت برفقته وهو يقف على شباك احد المخابز المزدحم،
    وحين تحرش الصبية برجل اعمى واثاروه لوّح بعصاه بحركة دائرية بانفعال
    وشدة من اجل معاقبتهم وقد تفرقوا عنه وكادت عصاه ان تقتلك لولا ان ابي
    انحنى عليك يتّقيها برأسه فاصيب بجرح عميق، ومن يومها قرر ان لا يصطحب
    معه اي طفل الى السوق، كانت انحناءة رأس ابي ربما تشبه ما حصل فجر الرابع
    من ايلول 1996 وانت تنحب بقوة واضعاً رأسك فوق جسد الوالد بعد ان فارق
    الحياة، اتذكر ايضاً عندما زرنا انا وانت مكان مولدنا في الريف شاهدتك
    تعود طفلاً تستعيد كل فرحك وبكائك وذكرياتك، فاتفقنا ان نعود ثانية غير
    ان ذلك لم يتحقق فالموت صادر فرحتك بعد شهور، وتركت لي نخلة تشاطرني
    الدمع والحزن وذكرى رحيلك الثالثة...

    متى اكون واعية / رسل جمال

    رسل جمال
    تبنى مجموعة من الشباب الناشط حملة بعنوان"انا واعية" وهي حملة تزينت بنون النسوة وتاء التأنيث، ومن الملفت والمفرح في ذات الوقت، ان الشباب هم من يقودوا هذه الحملة، مع وجود عدد من الفتيات والشابات الناشطات، انطلقت الحملة اول الامر افتراضيا، عبر هاشتاك اطلقه الشباب ليتحول الى كروب على الفيس بوك، لينتقل الى ارض الواقع، عبر لقاءات وحوارات بين اعضاء الحملة، للتشاور والتخطيط لعقد مؤتمر موسع تتناقله وسائل الاعلام.
    حملة تهدف الى نشر بذور التوعية، والنهضة بالوعي الجمعي للمجتمع العراقي، وتغيير النظرة التقليدية للمرأة  بالخصوص، على مختلف ادوارها، تزامن انطلاق هذه الحملة، مع اصدار قانون تعديل الاحوال الشخصية، وما رافقتها من ملابسات ( زواج القاصرات).
    عقد مؤخرآ ندوة بأسم الحملة في مقهى ثقافي يجمع الناشطين، ليضعوا الخطوط العريضة والتوصيات، التي سيتم عرضها خلال المؤتمر المؤمل عقده على ارض معرض بغداد الدولي، مطلع العام المقبل.
    الحملة بمعناها الواسع، عبارة عن مناشدات ومبادرات تدعوا الى تمكين المرأة ومنحها حقوقها وبيان مالها وماعليها، للوصول الى أنموذج نسوي قيادي، يمثل شريحة النساء ويكون الصوت المدافع عن طموح الاخريات.
    يبدو ان الكلام اعلاه جميل وبديهي، ولايمكن ﻷثنين الاختلاف حوله، لكن اود ان ادلي بدلوي، وان أخذ بيد الجميع وارجع بهم خطوة الى الوراء، والعمل على بناء حواء قوية منذ البداية، لا تخشى نوائب الدهر، ولا يبح صوتها للمطالبة بحقوقها المسلوبة.
    الحل يبدأ مع "ثالوث المجتمع" الذي يتكون من الطفل الرضيع والجنين وامهما، اذ يشكل هذا المثلث اول لبنة للمجتمع، وعليه يجب ان نراقب غذاء وصحة وتعليم هذا الثالوث لبناء لبنة قوية صلدة، تكون حجر اساس المجتمع، ومنه ينطلق لبناء مستقبل اكثر وعي لتاء التأنيث الساكنة وواو الجماعة

    أمسية ثقافية في الديوانية بعنوان نقد ونصوص

    اقام اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة الديوانية أمسية ثقافية على قاعة القصر الثقافي بعنوان (نقد ونصوص) وسط حضور عدد من المثقفين والمهتمين.
    وقال مدير اعلام البيت الثقافي في الديوانية حازم فرحان لراديو المربد إن الأمسية أقيمت بالتعاون مع البيت الثقافي واتحاد الادباء من أجل دعم الثقافة والمجال الأدبي.
    وأضاف أن الأمسية شهدت قراءات حول قصائد النثر لعدد من الشعراء ومناقشتها ثقافيا من قبل الحاضرين والمختصين